التصنيفات
منوعات

دور المعلم بين الواقع والمأمول رؤية تربوية

ينظر إلي المعلم علي أنه صاحب رسالة مقدسة وشريفة علي مر العصور والأجيال ، وإذا أمعنا النظر في معاني هذه الرسالة المقدسة والمهنة الشريفة خلصنا إلي أن مهنة التعليم التي اختارها المعلم وانتمي إليها إنما هي مهنة أساسية وركيزة هامة في تقدم الأمم ، ومنذ والنظرة للمعل نظرة تقدير وتبجيل ، فهو معلم الأجيال ومربيها ، ولكن النظرة قد اختلفت عبر العصور من حيث الأدوار التي يؤديها فقديماً كان ينظر إليه علي أنه ملقن وناقل معرفة فقط وما علي الطلاب الذين يعلمهم إلا حفظ هذه المعارف والمعلومات. وتغيرت أدوار المعلم نتيجة للتطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية التي يتعرض لها المجتمع ، وتحاول هذه الورقة إلقاء الضوء علي الأدوار التربوية الجديدة للمعل في مدرسة المستقبل من خلال عدة محاور علي النحو التالي :

أولاً : ملامح النظام التعليمي الجديد 0
ثانياً : أدوار المعلم بين الواقع والمأمول 0
ثالثاً : رؤية جديدة لأدوار المعلم في مدرسة المستقبل 0
رابعاً : استراتيجية مقترحة لإعداد معلم مدرسة المستقبل 0 وأخيراً تم تقديم مجموعة من التوصيات التي يجب علينا في مؤسسات إعداد المعلم أن نعمل علي تحقيقها 0

مقدمة :
جعل الله تعالى الإنسان خليفته في الأرض وميزهبالعقل على بقية المخلوقات وجعل عقله مناط التكليف وتحمل أعباء المسئولية ، وحثه على النظر في ملكوته وإعمال العقل والتدبر ، ولأن المعلم الإنسان هو خليفة الله على الأرض ، والمتحكم في نموها الاقتصادي كنتاج للأداء البشرى الذي يسهم في إعداده للمجتع سنوياً ، فلا يتحقق التقدم إلا بالقوى العاملة التي يعلمها ويدربها 0

وينظر علماء " التنمية البشرية " للمعل على أنه يشكل المصدر الأول للبناء الحضاري الاقتصادي الاجتماعي للأ من خلال إسهاماته الحقيقية في بناء البشر ، والحجم الهائل الذي يضاف إلى مخزون المعرفة ، وعبرت عنه نظرية " رأس المال البشرى " بأنه كلما نجح المعلم في زيادة المستويات التعليمية لأبناء الأمم ، كلما ارتفعت معها مستويات المعرفة ، ومن ثم ترتفع مستويات الإنتاج القومي العام ، والذي بدوره ينعكس على زيادة مستويات دخل أبناء الأمم وتحقق الرفاهية الاجتماعية ( غنيمة ، 10).

وإذا كان أحد أهداف العملية التعليمية تنمية شخصية الفرد وإكسابه اتجاهات إيجابية نحو المجتمع وثقافته وتحقيق تكيفه الشخصي والاجتماعي وتزويده بالخبرات والمهارات التعليمية التي تمكنه من أداء دوره الوظيفي الذي يتوقعه المجتمع منه 0 فإن دور المعلم يرتبط بتلك الأهداف العامة ، ولا شك في أن مقدرة المعلم على الوفاء بمسئولياته تجاه المجتمع والتلميذ تتحد بمدى استيعابه لأهداف العملية التعليمية ومتطلبات المجتمع وتوقعاته من دوره كمعلم، كما أن أداءه لدوره التربوي والتعليمي يتأثر أيضاً بمدي إتقانه للمهارت والمعارف المرتبطة بتخصصه و قدرته على الانتقاء والاختيار من خبراته بما يؤثر به على خبرات ومهارات الآخرين ،واستجابته واستيعابه للمستحدثا التربوية وسائل التعليم وظروف التغير بالنسبة للمجتع ومتطلباته وتوقعاته المتجددة من دوره كمعلم ( شتا ، 37 ) 0

وعلى الرغم من وجود تباين بين المعلمين من حيث فاعليتهم التعليمية ، ومن حيث قدرتهم على إيجاد تغييرات إيجابية لدى تلاميذهم ، فإنه يصعب إيجاد وصفة جاهزة نتمكن من خلالها تحديد المعلم الجيد أو الفعال لأن عملية التعلم نشاط مركب ينطوي على العديد من المتغيرات المتفاعلة على نحو ديناميكي ، فهناك المتغيرات الخاصة بالمعلم والمتعلم والمادة الدراسية وطريقة التدريس والأوضاع التعليمية ، فعلى الرغم من وجود أنماط تعليمية معينة أفضل من أنماط أخرى ، إلا انه يجب الاعتراف بعدم وجود نمط تعليمي جيد على نحو مطلق يصلح للأوضاع التعليمية جميعها ، أو يناسب المواد التعليمية جميعها أو المعلمين جميعهم 0 وتناول الورقة الحالية عدة محاور رئيسية وهي :

أولاً : ملامح النظام التعليمي الجديد :
يتطور العالم يوماً بعد يوم وتظهر نظريات واختراعات في كل مكان ، ولابد أن ترتبط التربية بما يدور حولها ، والمعلمون مثلهم مثل أي إنسان لابد أن يواجهوا المشاكل التي تحدث في هذا العالم سواء في وقتنا هذا أو تلك التي ستقع في المستقبل 0 وأول هذه المشاكل الاختلاف بين ما هو محلى وما هو عالمي، فالعالم يتقدم ، وهذا التقدم والتطور يخيف كثير من الأشخاص الذين يخشون على هوياتهم وذاتيتهم وعقائدهم ، ونتيجة لذلك فإن بعض الناس يحاولون أن يشقوا طريقهم محافظين على جذورهم وأصولهم، ويعمل آخرون على أن يظل العالم كما هو ، القديم على قدمه ، ولا يتقبلون التطورات الحديثة ، ويعيشون في الماضي ويكافحون للحفاظ عليه 0

وعلى المعلم هنا الحفاظ على هوية الأفراد وهوية الأمة ، وعليه أيضاً أن يتصرف ويعمل بدقة على تشجيع الطلاب وتعلميهم الحفاظ على هويتهم وتقاليدهم وفى نفس الوقت يحثهم علي مواكبة مع التطورات العالمية التي تواجههم مستقبلاً 0 ولكن يواجه المعلم عدة صعوبات منها : التناقض بين الحديث والقديم ، وبين النزاعات العصرية التحررية والثقافة التقليدية ( أيوب ، 107 ) 0
وقد وجد التعليم التقليدي منذ القدم وهو مستمر حتى وقتنا الحاضر ، ولا نعتقد أنه يمكن الاستغناء عنه كلية لما له من إيجابيات لا يمكن أن يوجدها أي بديل آخر 0 فمن أهم إيجابياته التقاء المعلم والمتعلم وجهاً لوجه ، ولكن في العصر الحاضر يواجه هذا الشكل من أشكال التعليم بعض المشكلات مثل :

( أ ) الزيادة الهائلة في أعداد السكان وما ترتب عليها من زيادة في أعداد الطلاب 0
( ب ) الانفجار المعرفي الهائل وما ترتب عليه من تشعب في التعليم 0
( ج ) القصور في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب 0 فالمعلم ملزم بإنهاء كم من المعلومات في وقت محدد ، مما قد لا يمكن بعض المتعلمين من متابعته بنفس السرعة 0
( د ) قلة أعداد المعلمين المؤهلين تربوياً ( الفنتوخ & السلطان ، 82 ) 0

وأدت التحديات التربوية الهائلة إلي مراجعة شاملة للأس التربوية ، فقد عاد الحديث مرة ثانية عن حاجتنا إلى إنسان جديد ، يري الكثير صعوبة تحديد مواصفاته حيث لم تحدد بعد ملامح مجتمع المعلومات الذي يصنع هذا الإنسان من أجله ( صالح ، 41 ) 0 وعلى الرغم من ذلك فهناك شبه إجماع على صعوبة تحقيق ذلك ، دون أس تربوية مغايرة ، وإزاء هذه الحيرة لا يسعنا هنا إلا طرح بعض التوجهات التربوية العامة :

1- إن هدف التربية الجديدة لم يعد تحصيل المعرفة فقط ، فلم تعد المعرفة هدفاً في حد ذاته ، بل الأهم من تحصيلها ، القدرة على الوصول إلى مصادرها الأصلية وتوظيفها لحل المشاكل ، لقد أصبحت القدرة على طرح الأسئلة في هذا العالم المتغير الزاخر بالاحتمالات والبدائل تفوق أهمية القدرة على الإجابة عنها ، وهى تحصيل المعرفة وإتقانها هدف لم ندركه بعد 0
2- لابد أن تسعى التربية الجديدة لإكساب الفرد أقصى درجات المرونة وسرعة التفكير والقدرة علي التكيف " الاجتماعي والفكري " 0
3- لم تعد وظيفة التعليم في التربية الجديدة مقصورة على تلبية الاحتياجات الاجتماعية ، والمطالب الفردية ، بل تجاوزاتها إلى النواحي الوجدانية والأخلاقية ، وإكساب الإنسان القدرة على تحقيق ذاته ، وأن يحيا حياة أكثر ثراء وعمقاً 0
4- لابد للتربية الجديدة ، أن تتصدى للروح السلبية بتنمية التفكير الإيجابي ، وقبول المخاطرة وتعميق مفهوم المشاركة 0
5- لابد للتربية الجديدة ،أن تنمى النزعة لدى إنسان الغد – بحيث يدرك كيف تعمل آليات تفكيره – وذلك يجعله واعياً بأنماط التفكير المختلفة ، وذا قدرة على التعامل مع العوامل الرمزية بجانب العوامل المحسوسة دون أن يفقد الصلة التي تربط بينهما 0

ومنذ عدة سنوات مضت يبشر العلماء بمولد نظام تعليمي جديد أكثر جدوى وفاعلية ، يكون محوره التلميذ من خلال تفاعله ومشاركته بصورة فعالة ، ومفاهيم النظام الجديد في التدريب والتعليم آخذه فى التبلور ، حيث أصبحت طبيعة المهن الجديدة تتطلب من المدارس والجامعات إعداد خريجين بمجموعة مختلفة من المهارات غير تلك التي يتبناها نظام التعليم القديم ( الفار ، 181 ) 0 ويمكن القول أنه من المتوقع أن تكون أهم ملامح النظام التعليمي الجديد هي :

( 1 ) تفاعل تعليمي من الجانبين : يحاول النظام التعليمي الحالي إيجاد بعض صيغ التفاعل بين المتعلم من ناحية ومصادر تعلمه ، والمتمثلة في المعلم والكتاب من ناحية أخرى ، أما في النظام التعليمي الجديد فتيح الحاسبات عن طريق برمجيات الوسائط المتعددة ودوائر المعارف التفاعلية ، والاتصال بشبكات المعلومات المحلية والعالمية ، فرصاً غنية للتفاعل عن طريق مشاركة المتعلمين في كافة الأنشطة ، حيث أصبحت شبكات المعلومات ثنائية الاتجاه معرفية وتعاونية وذاتية الانضباط 0
( 2 ) التعلم الذاتي : ويعتبر أهم ما يميز النظام التعليمي الجديد ، حيث يتيح الفرصة للطلاب أن يتعلموا تعلماً ذاتياً ، تعلماً بدافع منهم وبرغبة أكيدة من داخلهم في تعلم ما يختارونه من موضوعات ، في الوقت الذي يتناسب مع ظروفهم واحتياجاتهم وميولهم ، بصرف النظر عن كون هذا التعلم يتم في المدرسة أو المنزل ، وهو ما يقابله في النظام التقليدي تعلم إجباري ليس له علاقة بذات التلميذ أو ميوله واحتياجاته 0

( 3 ) التعلم التعاوني : ويعتبر من الاتجاهات الحديثة الآن على الساحة التربوية ، وهو المناظر للتعلم الفردي في النظام التقليدي من خلال التليفزيون التعليمي أو المعلم أو الكتاب المدرسي 0 أما في النظام الجديد ، فينكب الطلاب على أجهزة الحاسبات في مجموعات التعلم من خلال الأقراص المدمجة متعددة الوسائط ، أو من خلال التواصل والتلاحم فيما بينهم عن طريق أجهزة الحاسب الشخصية بهم ، إضافة إلى إمكانية إشراك أي عدد من الأصدقاء أو المعلمين للمناقشة والتحاور 0

( 4 ) التمهن : اعتمد النظام التعليمي التقليدي على الاستيعاب غير الفعال ، والتحصيل الموقوت ، الذي سرعان ما يزول بعد فترة قصيرة من عقد الاختبارات ، أما في النظام التعليمي الجديد فيعتمد على الإتقان الذاتي للمعلوة مع ضمان بقائها مدة أطول ، والاستفادة منها في مواقف أخرى" المهن المختلفة التي يمارسها " ، حيث أن الطالب قد أتقنها بمجهوده الشخصي وبدافع من داخله بالعمل والممارسة 0

( 5 ) القدرة على البحث : حيث يتيح النظام التعليمي الجديد للطلاب فرصاً غنية للبحث والتحري عن المعلومات المستهدفة عن طريق التواصل مع الشبكات المحلية والعالمية ، حيث يقوم الطلاب بجمع المعلومات ونقدها 0

( 6 ) تنوع الطلاب والأدوات : يفترض النظام التعليمي الجديد اختلاف المتعلمين في الميول والاتجاهات والاستعدادات ، وبالتالي فهو يوفر طرقاً مختلفة وأدوات عديدة يتيح للكل على درجة اختلافهم تعلماً جيداُ متميزاً لدرجة تكاد تكون لكل واحد طريقة تناسبه ، على عكس ما هو كائن بالنظام التعليمي التقليدي 0

( 7 ) المحتوى شديد التغير : لمسايرة الانفجار المعرفي السائد في هذا العصر ، كان لابد من تغيير محتويات المقرات الدراسية على فترات قصيرة ، كانت تلك صعوبة يواجهها القائمون على النظام التعليمي القديم 0 أما في حالة النظام التعليمي الجديد فهذه مسألة لا تمثل مشكلة تماماً ، حيث يحصل الطلاب على معلومات من شبكات المعلومات ( صالح ، 54 ) 0

( 8 ) اقتصادي : بمعنى أنه يمكن تبادله بين الدول المختلفة فهناك كثير من الموضوعات الدراسية لا يختلف كثيراً في تدريسها أو محتواها سواء في الشرق أو الغرب 0

( 9 ) يفيد المجتمع والأفراد : بمعنى أنه تعليم فعال وظيفي يستفيد منه كل من المعلم والمتعلم والمجتمع ، لأنه يسعى إلى تحقيق مهارات التفكير العليا باستخدام أساليب التعلم الفردي ، والوسائط المتعددة ، وأساليب التقويم الذاتي 0

( 10 ) أنه تعليم ديمقراطي : بمعنى أن كل متعلم يتعلم طبقاً لاستعداداته وقدراته وميوله ويتعلم بحرية، والمعلم يستخدم أسلوب الاتصال المتعدد الاتجاهات والذي يسمح بالمناقشة مع المتعلمين 0

( 11 ) أنه يعرف المتعلم بالثقافة العالمية لكثير من بلدان العالم الأخرى مع عدم إهمال ثقافته المحلية 0

( 12 ) أنه تعليم فعال وتعاوني ، لأن الاتجاهات المستخدمة داخل الصف تشتمل على العمل في مجموعات صغيرة متعاونة وأيضاً التعلم عن طريق التجربة والتعلم عن طريق المحاكاة واستخدام تكنولوجيا التعليم 0

وحدد تقرير مؤتمر " مونت فيرنون " ( الجمعية الأمريكية لمديري المدارس ) 16 خاصية للمدارس والنظم المدرسية التي يمكن أن تعد الطلاب لعصر المعرفة العالمية والمعلومات ، هذه الخواص غير مرتبة على أساس الأولويات ، لكن جميعها مهمة ، ويمكن تلخيصها فى إعادة توصيف وتعريف المصطلحات التالية " مدرسة ، ومعلم ، ومتعلم " فى عالم الحاسوب الرقمي ، والمعلمون مدفوعون بتوقعات عالية ومستويات تحدى واضحة وهى مفهومة بشكل موسع من التلاميذ والعائلات والمجتمعات ، وإعداد المعلمين بكفاءة تناسب عصر المعرفة العالمية والمعلومات 0
ثانياً : أدوار المعلم بين الواقع والمأمول :

وإذا كان التعليم هو طريق التقدم ، وإذا كان لابد أن يهدف إلى التقدم فإنه لا يصنع هذا التقدم من فراغ ، فهو يتأثر باتجاهات العصر وبأهداف المجتمع الذي يتحمل مسئولية توجيهه، وهكذا بالنسبة للمعل فإن أدواره ومسئولياته وإعداده من أجل تحمل مسئولية التوجيه في هذا التعليم لابد من النظر إليها في ضوء التغيرات التي يشهدها المجتمع والتي تفسر ما يأخذ به من اتجاهات وما يقابله من تحديات ومسئوليات 0

وجهت كثير من البحوث اللوم الشديد للمعل بصفته أحد الأسباب الرئيسية للأزمة التربوية ، التي تعانى منها معظم مجتمعات العالم ، وأحد العوائق الأساسية أمام حركة التجديد التربوي لتلبية عصر المعلومات ، ولكن النظرة المنصفة تؤكد أن المعلم يمكن أن يكون هو مصدر الحل لا لب المشكلة ، وأن ثورة التجديد التربوي لا يمكن أن تنجح دون أن يكون على رأسها المعلم 0 فتكنولوجيا المعلومات لا تعنى التقليل من أهمية المعلم ، أو الاستغناء عنه كما يتصور البعض بل تعنى في الحقيقة دوراً مختلفاً له ، ولابد لهذا الدور أن يختلف باختلاف مهمة التربية ، من تحصيل المعرفة إلى تنمية المهارات الأساسية وإكساب الطالب القدرة على أن يتعلم ذاتياً ، فلم يعد المعلم هو الناقل للمعرفة والمصدر الوحيد لها ، بل الموجه المشارك لطلبته ، فى رحلة تعلمهم واكتشافهم المستمر ، لقد أصبحت مهنة المعلم مزيجاً من مهام القائد ، ومدير المشروع البحثي ، والناقد ، والموجه 0

ونحن لا نكر سلطة المعلم المباشرة وغير المباشرة التي تظهر في أدواره كالمحافظة على تقاليد المجتمع ، كوسيط فى نقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل ، بل ومدى فاعلية سلطته فى إحداث التغيير الاجتماعي بالفكر والمعرفة ، بل أنه أداة الوصل بين عصر الأمس ومعرفته وعصر اليوم بما يحمله من تدفق معرفي هائل في حجم المعلومات وتقنياتها ( غنيمة ، 64 )0

هذا بالإضافة إلى الدور الريادي الذي يلعبه المعلم ، فهو رائد اجتماعي يسهم في تطوير المجتمع وتقدمه عن طريق تربية الأطفال تربية صحيحة تتسم بحب الوطن والحفاظ عليه ، وتسلح تلاميذه بطرق العمل الذاتي التي تمكنهم من متابعة اكتساب المعارف وتكوين القدرات والمهارات وغرس قيم العمل الجماعي في نفوسهم ، وتعويدهم على ممارسة الحياة و الديمقراطية في حياتهم اليومية ( بشارة ، 28 ) 0

والمعلم التقليدي هو الصيغة الغالبة في الأنظمة العربية للتعليم ، فهو غير مشارك في تخطيط المناهج الدراسية ، غير مدرب على ممارسة النشاط المدرسي ، ليست لديه أدوات حديثة للتقويم الشامل لقدرات ومهارات التعلم ، هذا المعلم تحكمه أفكار ومعتقدات تحتاج إلى تطوير ، فهو محشور بين مثلث له ثلاثة أضلاع ، أحدها كثافة عالية داخل حجرات الدراسة، وثانيها كم هائل من المواد التعليمية ، وثالثها وقت قصير وهو زمن الحصة الدراسية ، وكذلك أصبح هذا المعلم الذي يقف على خط الإنتاج غير قادر على اتخاذ القرار التربوي السليم ، فهو ملقن معنى بإيصال المعلومات إلى المتعلمين من الكتب المدرسية إلى عقل المتعلم بتبسيطها أو شرحها وتكرارها لتأكيدها واستظهارها 0

وبذلك تتأكد حاجة النظام التربوي لتحقيق التوازن بين " المهارة التربوية والمهارة الاجتماعية " للمعلين في محيط المدرسة ، وذلك لتمكين المعلم من تحقيق توقعات الدور منه كتربوي متفهم للأبعاد التربوية لعملية التعلم ، وقادر على استخدام الوسائل التربوية التي تمكنه من أداء دوره الوظيفي بمعدلات الأداء التربوي المطلوبة ، ورفع مقدرته الاجتماعية من خلال تبنيه لأهداف النظام التربوي ، والتشبع بالقيم المرتبطة بعملية التعلم ( شتا ، 32 ) 0

ولكي يواجه المعلم التحديات والمسئوليات الجديدة فأن عليه : أن يقوم بتدريب نفسه بنفسه ، فالمعلم يجب أن يتعلم طوال حياته ، وأن يدرب نفسه بنفسه باستمرار ، وألا يعمل المعلم بمفرده ، بل يجب أن يتعاون مع المعلمين الآخرين ، بحيث يعملون كفريق واحد متجانس متعاون يتبادلون الخبرة فيما بينهم 0
ثالثاً : رؤية جديدة لأدوار المعلم فى مدرسة المستقبل :

وفى ضوء التوقعات لملامح النظام التعليمي الجديد ، تتضح الحاجة إلى معلم جديد لمجتمع جديد ولأجيال جديدة " أبناء المستقبل " ، ينمى لدى المتعلم صفات شخصية وأنماطاً سلوكية جديدة 0 والسؤال الآن هو : ما الأدوار التربوية الخاصة بالمعلم فى مدرسة المستقبل؟ وبالفعل ظهرت أنماط وطرق جديدة تستخدم فى التدريس فرضت على المعلم دوراً جديداً ومهارات جديدة تتفق مع طبيعة المجتمع الذي انبثقت منه ومع فلسفته وأهدافه وقيمه 0 فإن المعلم اليوم لا يمكن أن يكون كمعلم الأمس يقف ليلقن التلاميذ المقرات منعزلاً عن زملائه المعلمين أو عن التيارات الفكرية والتكنولوجية التي تحيطه خارج المجتمع ، وإنما يصبح المنظم والمنسق لبيئة التعلم بما فيها من موارد وتوزيع العمل التعليمي ، وكسر عادة التبعية عند التلاميذ وتشجيعهم على الاستقلال الفكري لمزيد من الخيال والإبداع 0

ولذلك اتجه التفكير إلى تغيير بعض المفاهيم والنظر إلى أدوار المعلم بطريقة مختلفة 0 ومن بين هذه الأفكار أنه بدأت تختفي فكرة المعلم الموسوعي متعدد القدرات متكامل الصفات حيث أن هذا النموذج الموسوعي خيالي غير واقعي ، وبدأت الأنظار تتجه نحو تقنية جديدة في مجال التدريس تعرف بالتدريس على هيئة فريق ، وكذلك اتجه التفكير فى تخصيص مجموعة من المعاونين لمساعدة المعلم وتخفيف الأعباء عليه ، حيث تكون وظيفتهم القيام بمساعدة المعلم في الأعمال الإدارية وتحضير الأجهزة إلى غير ذلك من الأعمال التي كانت تحول دون قيام المعلم بعمله الرئيسي في التدريس ، حيث تشير بعض الدراسات أن هذه الأعمال تستغرق ثلث وقت المعلم 0ونتوقع أن يكون معلمي مدرسة المستقبل مزيجاً متنوعاً يشمل علماء ، وخبراء محتوى ومتخصصين فى المعلومات الحديثة وقادة للجماعت ومحفزين ، وسيقوم أفضل هؤلاء بتحفيز التلاميذ للرغبة في التعليم وخلق الحماس للمعرفة في نفوسهم 0

وتمثل أدوار المعلم في مدرسة المستقبل في : إتقان مهارات التواصل والتعلم الذاتي ، وامتلاك القدرة على التفكير الناقد ، والتمكن من فهم علوم العصر وتقنياته المتطورة واكتساب مهارات تطبيقها فى العمل والإنتاج ، والقدرة على عرض المادة العلمية بشكل مميز ، والإدارة الصفية الفاعلة وتهيئة بيئة صفية جيدة ، والقدرة على استخدام التقويم المستمر والتغذية الراجعة أثناء التدريس ، وهذه القائمة من الأدوار تمثل الحد الأدنى لمعلم مدرسة المستقبل حتى نضمن بنسبة عالية تحسين نوعية المخرجات ( الحر، 110) وكذلك نجد أن أدوار المعلم في مدرسة المستقبل سوف تتغير من ملقن إلي :

أ – مرسل ، بمعني أنه يقوم بتعليم تلاميذه المعارف والمفاهيم المتصلة بالمواد التعليمية 0

ب – مدرب ، بمعني أن يدرب تلاميذه على استخدام التقنيات الحديثة في تعلمهم ، وتهيئة بيئة تعليمية جيدة لهم ، وأن يقدم لهم التوجيهات والإرشادات عندما يطلب منه 0

ج – نموذج ، بمعني أن يكون مخط جيد لاستخدام التقنيات الحديثة بنفسه حتي يقلده ويحاكيه تلاميذه في عمل الأشياء والمواد التي يقوم بتنفيذها لتلاميذه والتي تساعدهم وتمكنهم من المادة الدراسية ، و قادراً على تعزيز تعلم تلاميذه 0

د – متخذ قرار ، أن يكون المعلم قادراً علي اتخاذ القرار ، ولديه القدرة على الاتصال بالآخرين بهدف تسهيل عملية التعلم 0 مما سبق يمكن القول بأننا في مدرسة المستقبل نحتاج إلى :

1- معلماً خبيراً في طرق البحث عن المعلومة ، وليس الخبير في المعلومة نفسها ، فقد تحول المعلم من خبير يعلم كل شئ إلى ما يشبه المرشد السياحي في عالم يعج بالمعلومات ، ويحتاج الطلاب إلى من يرشدهم0

2- معلماً يستطيع إنجاز مهامه الاجتماعية والتربوية ، ويسهم في تطوير جانب الكيف وينظم العمليات التربوية باتجاهاتها الحديثة ، ويحسن استثمار التقنيات التربوية ويستخدم مستحدثاتها فى تمكن ومهارة كالتعليم المبرمج ، والتعليم المصغر ، والتعليم الذاتي 0

3- معلماً يتفهم بعمق مهامه تجاه مجتمعه وأمته عن طريق المواقف التعليمية وما ينشأ عن علاقات متبادلة بين المعلم والمتعلم وهى علاقات يجب أن تتميز بالحوار والتفاعل وتبادل الخبرة بحيث تتعدى نقل المعرفة من طرف إلى آخر لتؤدى إلى تنمية القدرات وممارسة قوى التعبير والتفكير وإطلاق قوى الإبداع، وتهذيب الأخلاق وتطوير الشخصية بجملتها 0

4- معلماً يملك روح المبادرة والنزعة إلى التجريب والتجديد ، يثق بنفسه في تنظيم النشاط التربوي بحرية واختيار ، ويمتلك من المهارات والقدرات والمعلومات ما يجعل منه باحثاً تربوياً يسهم في حل المشكلات التربوية عن دراية وعى 0

5- معلماً ممارساً مفكراً متأملاً يقوم على نحو مستمر تأثير اختياراته وأفعاله على الآخرين والتلاميذ، ويعمل على نحو نشط ويبحث عن الفرص لنموه مهنياً 0

6- معلماً يمتلك استراتيجيات التقييم النظامية وغير النظامية ، ويستخدمها لتقويم نمو المتعلم العقلي والاجتماعي والجسمي ليضمن استمراره 0

رابعاً : استراتيجية مقترحة لإعداد معلم مدرسة المستقبل :

من الأفكار الرئيسية في أي مناقشة لإعداد المعلم أن نحدد ما الذي ينبغي عمله في سبيل إعداد المعلمين لعملهم 0 فإذا نظر إلي التدريس باعتباره نقل معلومات للتلاميذ ، وإذا كان من غير المتوقع أن يتعلم جميع التلاميذ تعلماً جيداً 0 فإن المرء يستطيع أن يقدم الحج بأن المعلمين لن يحتاجوا لأكثر من إتقان المعرفة بالمادة الدراسية بحيث يستطيعون أن يلقوا دروساً 0 ومن السهل لهذا النوع من التدريس أن نخرج المعلمين من كليات الآداب والعلوم وقد يكون هذا إعداد كافياً لهم 0ولكن إذا كنا في حاجة إلي معلمين قادرين على ضمان تعلم ناضج للتلاميذ الذين يجيئون إلي المدرسة بمستويات مختلفة من المعرفة السابقة ، وأنهم يتعلمون بطرق مختلفة ، فإن المعلمين في حاجة إلي أن يكونون مخطين يعرفون قدراً كبيراً من المعرفة عن عملية التعلم ولديهم حصيلة كبيرة من استراتيجيات التدريس 0

ولقد تعرضت كليات التربية وأقسامها لنقد شديد خلال القرن الماضي 0 وجانب من هذا النقد وخاصة بعد أن دمج مدارس إعداد المعلمين في أقسام الجامعات ، وظهور ما يسمي " توحيد مصدر إعداد المعلم " ، ويبدو أن كثيراً من برامج إعداد المعلم تفضل النظرية على التطبيق إلي حد كبير 0ومن الانتقادات التي توجه لبرامج إعداد المعلم التقليدية عدم كفاية وقت الإعداد ، وطرق التدريس غير المهمة أو السيئة ، والتجزئة في المعلومات والعناصر التي يتم دراستها أو منهج التعلم السطحي 0

وتشكو كثير من البلدان العربية من نقص أعداد المعلمين ونقص كفاءتهم المهنية وقصور خليفتهم العلمية والثقافية ، وأسباب ذلك معروفة للجميع ، منها أسلوب اختيار المعلمين الجدد وتخلف طرق تأهيلهم ، وعدم مداومة تدريبهم ، وعدم توفر الحافز لديهم ،وهذا يعني حاجتنا الماسة إلي تغيير جذري في سياسة تأهيل المعلم العربي ، والتخلص من الأساليب القائمة علي التلقين واستبدالها بأساليب التعلم الجديدة 0
والإستراتيجية التي تقترحها ورقة العمل الحالية لإعداد معلم مدرسة المستقبل تبني على التصور التالي :
1- تحديد معاير علمية وتربوية وثقافية وصحية ملائمة لانتقاء الطلاب المعلمين تمكن من ترغيبهم بعلمهم وتحفيزهم لتطوير ذواتهم وخبراتهم 0

2- الاهتمام بالإعداد المسبق للمعل في جميع مراحل التعليم وبخاصة في كليات التربية ولمدة خمس سنوات ، بحيث تكون السنة الأخيرة للتدريب وبعدها يحدد قبول المعلم من عدمه في مهنة التعليم 0

3- التدريب الميداني خلال سنوات الدراسة لفترة كافية داخل المدارس ، وكذلك علي شكل فصول مصغرة داخل مؤسسات الإعداد مع الملاحظة المستمرة من قبل أساتذة المناهج وطرق التدريس ، وعلم النفس التربوي 0

4- أن يتوافر في مؤسسات إعداد المعلم برامج تربوية محكمة البناء أكاديمياً وتطبيقياً 0 ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تحسن مستوي البحث والتجريب والتطبيق التربوي 0

5- إدخال مقرات جديدة في المعلوماتية وطرائق استخدام التقنيات الحديثة في التعلم ضمن مناهج إعداد المعلمين 0

6- وضع خطة زمنية لإعادة تأهيل المعلمين القدامي في كليات التربية ، وفي مراكز التدريب ، وذلك في إطار خطة متكاملة للتجدي التربوي 0

7- وضع آلية ثابتة لتقويم أداء المعلم من قبل المتخصصين في القياس والتقويم التربوي 0
خاتمة وتوصيات :

وأخيراً فإنه بالعمل لا بالشعارات ، يمكن أن نعد معلماً – معلم مدرسة المستقبل – قادراً علي بناء السلوك البشري ومواكبة ثورة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات ، وأن يحقق مطالب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية 0 ولن نجح في بناء هذا السلوك بدون تنظيم وتنسيق بين المؤسسات التعليمية والتربوية وسائر مؤسسات التربية غير النظامية " وسائل الأعلام ، والأسرة ، ودور العبادة 0000 الخ "، وعلينا في مؤسسات إعداد المعلم أن نعمل علي :

أ – توافر القاعدة المعرفية ، وهو أمر في غاية الأهمية ، فلا يمكن لمعلم لا يملك القاعدة المعرفية المناسبة أن يقوم بالتدريس والنجاح فيه ، فالقاعدة المعرفية في مجال التخصص أمر محوري فى مهنة التدريس 0

ب – توافر المهارات الفنية ، فالتدريس أصبح فناً له مهاراته واستراتيجياته الخاصة والتي لابد وأن تتوافر في المعلم الجيد الذي يسعي لنقل المعرفة والتراث ، ويساعد في عملية التنشئة الاجتماعية ويعد جيلاً مدرباً للعيش فى القرن الجديد ، ومن غير هذه المهارات الفنية لا يستطيع المعلم أن يقوم بدوره 0
ج – توافر الملاحظات الصفية أو التدريب الميداني للطالب المعلم قبل التخرج ، حيث يتمكن من خلالها أن يتعلم كثيراً من الأمور إذا تم إجراؤها بطريقة علمية منهجية سليمة 0

د – تقديم محاضرات وندوات ورش عمل تدريبية للمعلين القدامي ، كل هذه العمليات تسهم في تطوير أداء المعلم وزيادة حصيلته المعرفية ورفع مستوي أدائه الوظيفي 0

منقول للفائدة




خليجية




خليجية



تسلمو عزيزاتي دائما منورين مواضيعي ||



خليجية



التصنيفات
منوعات

برنامج المصحف المعلم أرجو التثبيت

خليجية
.::السلام عليكم و رحمة الله و بركاته::.
اليوم أتيت لكم برنامج رائع و مفيد للجميع و أرجو منكم نشره قدر المستطاع هو .::برنامج المصحف المعلم::. و هو برنامج مفيد جدا و مجاني و يسمح بنشره و هو مترجم إلى لغتين . ها هي بعض صور البرنامج :
خليجية
خليجية
خليجية
و ها هي الروابط طبعاً
من هنا
و
من هنا
و أرجو تثبيت الموضوع



أين ردودكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟



ربنا يخليكى ويحفظك ياختى وربنا يرزقك نعيم جناتة يارب . مشكورة جدا ياحبيبتى عالموضوع ربنا يجعلة فى ميزان حسناتك . وادعيلى ارجوكى . ويشرفنى اكون اول واحدة ارد على حضرتك



حاضر و شكرا على ردك بس متنسيش تنشريه



يستحق التثبيت



التصنيفات
التربية والتعليم

|| المعلم والملاحظة الدقيقة داخل الفصل ||


الملاحظة هي الخطوة الأولى في عملية التعلم التييمارسها المعلم داخل غرفة الصف. وهي من أهم الخطوات في التعلم، ذلك لأنها توصلالمعلم إلى الحقائق وتمكنه من صياغة خطواته المستقبلية واستراتيجيات التعلمالمناسبة لتلاميذه.
وعندما يقوم المعلمون بجمع بيانات لغرض تطوير استراتيجياتالتعليم لديهم، فانهم قد يحتاجون لمشاهدة التلاميذ بأنفسهم أو قد يستخدم مشاهداتالآخرين للظاهرة أو الظواهر السلوكية لتلاميذهم. و المعلم الناجح هو المعلم الذي يستطيع من عمله الأساسي أن يكون متخصصا في فهم تلاميذه، كيف ينمون وكيف يتطورون وكيفيتعلمون وكيف يكتشفون مختلف الصعوبات في المواقف التعليمية المختلفة بحيث يكونلديهم القدرة على حلها حتى يتمكنوا من الوفاء بواجبات العملية التعليميةوأدوارها.



م،ن



خليجية



منورة يالغلا



التصنيفات
التربية والتعليم

دور المعلم لإنتقاء المواهب

التعلم بالإكتشاف
لقد حظيت طريقة الاستقصاء ومازالت تحظى باهتمام الكثير من المربين وعلماء التربية لما لها من أهمية في تشجيع الطلبة وتدريبهم على التفكير ومهارات البحث وجمع المعلومات واتخاذ القرارات ، والتدريس بهذه الطريقة ينقل النشاط داخل الصف من المعلم إلى التلاميذ ، ويعطيهم فرصة ليعيشوا متعة كشف المجهول بأنفسهم .

تعريف التعلم بالاكتشاف :

هو عملية تفكير تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المخزونة لديه وتكييفها بشكل يمكنه من رؤية علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه من قبل .

أهمية التعلم بالاكتشاف :

1- يساعد الاكتشاف المتعلم في تعلم كيفية تتبع الدلائل وتسجيل النتائج وبذا يتمكن من التعامل مع المشكلات الجديدة .

2- يوفر للمتعلم فرصا عديدة للتوصل إلى استدلالات باستخدام التفكير المنطقي سواء الاستقرائي أو الاستنباطي .

3- يشجع الاكتشاف التفكير الناقد ويعمل على المستويات العقلية العليا كالتحليل والتركيب والتقويم .

4- يعوّد المتعلم على التخلص من التسليم للغير والتبعية التقليدية.

5- يحقق نشاط المتعلم وإيجابيته في اكتشاف المعلومات مما يساعده على الاحتفاظ بالتعلم .

6- يساعد على تنمية الإبداع والابتكار.

7- يزيد من دافعية التلميذ نحو التعلم بما يوفره من تشويق وإثارة يشعر بها المتعلم أثناء اكتشافه للمعلومات بنفسه .




م/ن



التصنيفات
منوعات

المصحف المعلم للأطفال بصوت الشيخ محمد المنشاوى, رب

بسم الله نبدأ

تحتوي الاسطوانة علي الكثير من الأشياء المفيد للأطفال

بعض صور من الاسطوانة
خليجية تم تقليل : 59% من الحجم الأصلي للصورة[ 803 x 604 ] – إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
خليجية
خليجية تم تقليل : 59% من الحجم الأصلي للصورة[ 802 x 602 ] – إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
خليجية
خليجية تم تقليل : 59% من الحجم الأصلي للصورة[ 801 x 600 ] – إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
خليجية
خليجية تم تقليل : 59% من الحجم الأصلي للصورة[ 802 x 602 ] – إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
خليجية
خليجية تم تقليل : 59% من الحجم الأصلي للصورة[ 802 x 601 ] – إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
خليجية
خليجية تم تقليل : 59% من الحجم الأصلي للصورة[ 802 x 601 ] – إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
خليجية
خليجية تم تقليل : 59% من الحجم الأصلي للصورة[ 804 x 602 ] – إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
خليجية
خليجية تم تقليل : 59% من الحجم الأصلي للصورة[ 802 x 601 ] – إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
خليجية
خليجية

تحتوي الاسطوانة علي الكثير من الأشياء المفيد للأطفال منها

المصحف المعلم ( القران الكريم )

مسابقات إسلاميه رائعة

لعبة تركيب الصور

لتعليم الوضوء بالصوت والصورة

تعليم الصلاة بالصوت و الصورة

شرح أركان الإسلام

والكثير الكثير داخل هذه الاسطوانة يمكنكم اكتشفها بأنفسكم
الاسطوانة مقسمة الى 10 اجزاء ويمكن فكها بعد التحميل ببرنامج وين رير
الجزء الاول

الجزء الثانى

الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الخامس

الجزء السادس

الجزء السابع

الجزء الثامن

الجزء التسع

الجزء العاشر
خليجية تم تقليل : 95% من الحجم الأصلي للصورة[ 502 x 7 ] – إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
حجم الاسطوانة حوالي : 323 MB
password

omarbalqasim

أرجو انها تنال اعجابكم ولا تنسوني من دعائكم




اين رابط التحميل لشريط العلم للمنشاوي



بوووركتي



التصنيفات
التربية والتعليم

[ من خصائص المعلم المبدع اللازمة في هذا الوقت]

خليجية
من خصائص المعلم المبدع اللازمة في هذا الوقت
خليجية
ن هذه المكونات تتفاعل فيما بينها وتآزر لتحقيق الاهداف التعليمية للعملية التربوية، وبإجماع التربوين يعد المعلم حجر الزاوية في العملية التربوية ودعامة كل اصلاح اجتماعي وتربوي.
تبرز أهمية المعلم وأدواره في تحديد نوعية التعليم واتجاهاته ودوره الفعال والمتميز في بناء جيل المستقبل وتحديد نوعية حياة الامة، فالمعلم دور حاسم في العملية التعليمية، فهو المسؤول المسؤولية المباشرة في تحقيق الاهداف الاستراتيجية للمواد الدراسية من مراحل الدراسة المختلفة، كما أن نجاح عملية التدريس في احداث التعلم وتيسيره يتوقف على معلم كفء معد اعداداً متميزاً مسلماً بالعلم والمعرفة وبكفايات تعليمية متنوعة.

أن مهام وأدوار المعلم لم تعد مقتصرة على مجرد ايصال الحقائق والمعلومات والمفاهيم إلى المتعلمين بل اتسعت وتنوعت هذه المهام والأدوار لتواجه التطورات المستمرة والسريعة كالثورة العلمية والتكنولوجية والانفجار المعرفي وظهور التقنيات التربوية الجديدة ميادين الأهداف، والناهج، وطرائق التدريس، والوسائل التعليمية، والادارة، والتقويم، وهو بهذه الادوار اصبح مدرساً، ومربياً، وقائداً وموجهاً، ومرشداً، ومساهماً في البحث والاستقصاء.

اما فيما يتعلق بالدور الاول فانه يرجع إلى أن دور المعلم المهم البارز يتمثل في كونه متخصصا في مهنة التدريس فهو الشخص الملم بمفاهيم ومبادىء ونظريات المادة الدراسية، كما انه الشخص الذي يخط لعملية التعلم من خلال استخدامه لطرائق وسائل يستخدمها في التدريس تتلاءم وطبيعة المتعلمين والمادة الدراسية والامكانات المتاحة، كما انه الشخص الذي يلم بالمبادىء والاس النفسية في التفاعل مع المتعلمين من خلال تحديده الاهداف ومعرفته بنظريات التعلم والتعليم والدافعية وتقدير حاجات المتعلمين ومعرفة شخصياتهم وسماتهم.

اما فيما يتعلق بالدور الثاني فانه يرجع إلى دور المعلم القيادي في العملية التعليمية فهو المسؤول عن تنظيم بيئة التعلم وادراتها عملياً وعلمياً من خلال تنظيم بيئة الفصل من سبورة ومقاعد وقراءات وتهيئة وسائل تعليمية، وعلمية من خلال المحاضرة والتوضيح وضرب الامثلة والاجابة عن الاسئلة وتوجيه النقاش اثناء العملية التعليمية.
أما الدور الثالث فان للمعل اثرا كبيرا في توفير مناخ صفي وعلاقات اجتماعية ملائمة لتربية افكار المتعلمين ومساعدتهم في اكتساب المعارف وتعديل افكارهم، كما له الاثر في تربية سلوك المتعلمين وجدانهم، فالمتعلمون يكتسبون القيم والاتجاهات والميول ممن يحيط يهم من افراد وبخاصة المتعلمين، وعليه فان صفات المعلم العلمية، المهنية، الشخصية مع اخلاصه وحماسه يؤثر في تربية ابناءنا المتعلمين عاجلاً ام آجلاً.
أما الدور الرابع فانه يرجع إلى دور المعلم الحساس للسلوك الانساني فهو الموجه والمرشد للمتعلين في عملية القيام بالمناشط التعليمية والتعليمية المختلفة وبذلك ينتقل من ملق للمعلوات إلى موجه للعملية التعليمية بما يهيىء من اجواء توفر تربه اوفر في اقبال المتعلمين على التعليم والتفاعل مع الانشطة العلمية التي تقود إلى تحقيق اهداف تدريس المواد الدراسية كلياً او جزئياً، كما تقع على عاتق المعلم مسؤولية تذليل ما يعترض المتعلمين من مشكلات دراسية، في النهاية نلتمس من المعلم أن يملك المهارات الضرورية لتكوين علاقات انسانية طيبة ومهيأة للعمل الجماعي في كافة الظروف وهذا يتطلب فهماً حقيقياً عن نفسه وفهماً للآخرين من ناحية أخرى.

أما في الدور الخامس للمعل فهو المساهم والداعم والمشجع للمتعلين على اكتشاف معاني ودلالات ما يتعلمون، ثم ينظم ويرافق ويتابع جميع النشاطات التعليمية اثناء البحث والتقصي على نحو يمكن المتعلمين من التوصل بأنفسهم إلى المعرفة والحقيقة التي يضطلعون بالبحث عنها، مما يساعد في نموهم وتقدمهم في المستويات العقلية نحو البحث والتقصي.

من هنا اجتمعت كل المجتمعات على اختلاف فلسفاتها واهدافها ونظمها الاجتماعية والاقتصادية بأهمية عملية اعداد المعلم في مختلف الاختصاصات ولمختلف المستويات تربوياً وأكاديمياً لكي يستطيع القيام بمسؤوليته على اكمل وجه سواء فيما يتصل بالمادة الدراسية، أو بيئة التعلم – ومنها بيئة الفصل – او المتعلم، بحيث يصبح قادراً على القيام بعدد من الكفايات والمهارات الاكاديمية والتدريسية000 وغيرها00 ومن ضمن الكفايات في البعد الاكاديمي التي ينبغي توافرها في المعلم الكفء الآتي:-
– يلم بالأهداف التربوية العامة بالمجتمع.
– يتعرف على الاهداف التربوية العامة للمرحلة التعليمية التي يقوم بالتدريس فيها.
– يتقن حقائق ومعلومات ونظريات وتعميمات ومفاهيم مجال المعرفة التي يقوم بالتدريس فيها.
– يحسن الافادة من المصادر والمراجع ذات العلاقة بتخصصه.
– يعد دراسات وابحاث تتصل بمادة تخصصه وفق مناهج البحث العلمي وأسه.
– يتابع الاتجاهات الحديثة في مناهج مادة التخصص واصول تدريسها.
– يعرف القوانين الاساسية لنظريات التعلم والتعليم وطريقة استخدامها في تدريس تخصصه.
– يتابع التسلسل المنطقي والتدرج في الصعوبة في طرح مادة الدرس.
– يوجه المتعلمين نحو التعليم الذاتية والاطلاع والانشطة اللاصفية.
– يحقق الاهداف التعليمية للمادة الدراسية التي يقوم بتدريسها من حيث الاهداف المعرفية والمهارية والوجدانية.
– يستخدم الامثلة والتشبيهات والخبرة الذاتية في تدريسه.

اما فيما يتعلق بالكفايات ضمن البعد لتدريسي التي ينبغي توافرها في المعلم كفء فمنها الآتي:-
– يحلل المحتوى التعليمي للمادة الدراسية التي يقوم بتدريسها.
– قادر على الشرح والتعبير والتوضيح.
– قادر على ضبط النفس والثبات الانفعالي والمهارة في التخلص من الاتجاهات العدوانية والانتقامية.
– يحسن اختيار انسب الاستراتيجيات التدريسية لتحقيق الاهداف التربوية العامة للمادة التي يقوم بتدريسها.
– يصوغ اهدافاً سلوكية محددة قابلة للملاحظة والقياس وفق مجالات مختلفة.
– يختار انسب الاساليب والطرائق التدريسية لتحقيق اهداف درسه.
– يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
– يجيد استخدام الوسائل التعليمية المختلفة.
– يحسن استخدام اساليب التعزيز المناسبة لإنجاز المتعلمين خلال عملية تعلمهم.
– يجيد صياغة وتوجيه الاسئلة الصفية.
– يقيم علاقات قائمة على التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل مع المتعلمين واسرهم وادارة المدرسة وزملائه اعضاء هيئة التدريس.
– يسهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بمعالجة المشكلات التي تواجهها المدرسة وفي تقديم المقترحات والآراء المساعدة على تنفيذ أهدافها.
– يشخص انماط السلوك الدالة على عدم الانتباه والسأم والملل ومعالجة ذلك لدى الحاجة.
– يجيد استخدام وسائل القياس والتقويم المختلفة.
– يجيد تفسير نتائج الاختبارات.
– يعالج ما يكتشفه من جوانب الضعف في تحصيل المتعلمين للمادة التي يقوم بتدريسها.
– يشخص ويعالج المشكلات السيكولوجية المتعلقة بتعليم وتعلم المادة التي يقوم بتدريسها.

خليجية
منقول
خليجية




مشكورة



العفو غلآتي منؤوؤورة~



خليجية



منؤوؤورين حبيبآأإتي~



التصنيفات
منوعات

كن المعلم والأستاذ المثالي

التدريس بدراسة الحالة

إنه أسلوب قوامه تحليل حالة محددة مصوغة في صيغة وضعية-مشكلة تثير لدى المستفيدين الرغبة في بحثها. تقدم الحالة في شكل وضعية ملموسة ذات صلة بمواقف حقيقية مستمدة من المحيط الجهوي والمحلي المباشر، يُطلب من المستفيدين التفكير فيها وتحليلها ومناقشتها واقتراح حلول لها انطلاقا من خبرتهم وما اكتسبوه من معارف.
لماذا التدريس بدراسة الحالة؟

فضلا عن الأهداف العامة التي يحققها اعتماد الطرائق والأساليب التي تجسد النموذج التفاعلي في التدريس، ُيمكِّنُ اعتماد المُكوِّن لهذا الأسلوب من تحقيق جملة من الأهداف النوعية من بينها:
– تمكين المستفيدين من بناء معرفة أدق وأعمق وأشمل بقضايا محيطهم الجهوي والمحلي ومشكلاته.
– تعويدهم على المناقشة وإبداء الرأي والتحلي بالموضوعية في معالجة تلك القضايا والمشكلات.
– إكسابهم التفكير المنهجي المنظم المتصل بمعالجة الحالات والقائم على انتقاء المعطيات الأساسية واللازمة، واستخدامها وتقويمها، الخ.
– إكسابهم القدرة على إدراك الحلول الممكنة واختيار أكثرها ملاءمة ونجاعة، واتخاذ القرار المناسب انطلاقا منها.
كيف يتحقق التدريس بدراسة الحالة؟

إن اعتماد أسلوب التدريس بدراسة الحالة يقتضي من المكون الإلمام بالخطوات المنهجية العامة لمنهج دراسة الحالة، والتمكن، في الوقت نفسه، من تصريفها من خلال عمليات إجرائية تتخذ صيغة أنشطة تعليمية- تعلمية.
كما يتطلب اعتماد هذا الأسلوب، فضلا عن ذلك، انتقاء المحتويات المناسبة للأنشطة انطلاقا، بالأساس، من استحضار خصائص المحيط الجهوي وخصوصيات البنية المحلية.
الخطوات المنهجية العامة:

تعتمد طريقة دراسة الحالة، في صيغتها العامة، الخطوات المنهجية التالية:
– انتقاء الحالة.
– عرض الحالة وتوضيح مظاهرها ومعطياتها وتحديد المشكلات التي تطرحها.
– البحث عن أسباب الحالة عن طريق استقصاء الواقع أو استحضار الخبرة الذاتية واعتمادا على المعلومات المكتسبة.
– مناقشة الحالة في مختلف أبعادها وتبيان الآثار الناجمة عنها.
– اقتراح الحل أو الحلول الأكثر ملاءمة لتجاوز الحالة.

العمليات الإجرائية للتدريس بدراسة الحالة:

على مستوى الإعداد:

– يحدد المكون الموضوع الذي سوف تتم مناقشته (يمكن أن يتم هذا التحديد من قبل المستفيدين، وقد يتم باتفاق معهم).
– ينتقي في ضوء ذلك الحالة التي يمكن أن تجسد تجسيدا دقيقا وشاملا؛ مثلا، حالة طفل انقطع مبكرا عن الدراسة أو حالة أسرة هاجرت من القرية إلى المدينة وعانت من جراء ذلك، أو مشكل التعامل مع زحف الرمال على دوار…
– يصوغ المكون الحالة في الصيغة النهائية التي ستقترح بها على المستفيدين (وثيقة مكتوبة أو سمعية/بصرية أو شريط سمعي…)يصوغ المكون الحالة بحيث تكون قادرة على:
• عكس المشكلة في أبعادها الواقعية.
• إثارة اهتمام المستفيدين ورغبتهم في معالجتها لإيجاد حل لها.
• توفير جميع المعطيات الضرورية لمعالجتها.
• الاستجابة لاهتمامات المتعلمين.
– يحدد المكون، مسبقا المدة الزمنية الإجمالية التي ستستغرقها دراسة الحالة ومدة كل فترة من فترات الدراسة، وكذا أشكال توزيع المستفيدين وتنظيمهم (عمل في مجموعات من 3 أو 5 أفراد).
على مستوى الإنجاز:

– يقدم المكون الحالة للمستفيدين ويمكنهم من الوقت الكافي للتعرف على مختلف جوانبها وأبعادها.
– يدعو المستفيدين إلى التفكير في الحالة بهدف اكتشاف بعض مشكلاتها وتحديدها انطلاقا من الوقائع العينية التي تتضمنها أو من المعلومات التي يقدمها أو من معلومات المتعلمين وخبراتهم …
– يدعو المكون المستفيدين إلى الإفصاح عن آرائهم وانطباعاتهم وتفسيراتهم الشخصية للحالة، والتعبير عن الدلالات التي يصفونها على وقائع الحالة وشخوصها، وكذا أحكامهم بخصوصها والقرارات التي يرونها مناسبة.
– يشجع المكون المستفيدين على الوصول إلى استنتاجات تتخذ صيغة مفاهيم إجرائية أو مبادئ عامة أو قواعد للعمل قابلة للتعميم وللاستعمال في مواقف ووضعيات مماثلة.
– يحث المستفيدين على تبني حلول معينة واتخاذ قرارات ملائمة في ضوء ما توافر لديهم من استنتاجات.
التدريس بحل المشكلات

يندرج التدريس بحل المشكلات ضمن أساليب وطرائق التدريس التفاعلية، أي التي تتيح التقدم في التحصيل، والانفتاح، في الوقت نفسه، على معطيات المحيط، وذلك من خلال تعلم نشيط قائم على مواجهة مشكلات والبحث عن حلول لها. ويتطلب اعتماد هذا الأسلوب صياغة الدروس في صيغة مشكلات تتطلب حلولا.
ما التدريس بحل المشكلات؟

إنه أسلوب لتدبير تعلمات المتعلمين على أساس جعلهم يواجهون وضعيات مشكلة تنطوي، بالنسبة إليهم، على تحديات وعوائق مما يدفعهم إلى الانخراط في البحث عن حلول مناسبة لتلك المشكلات. وتتم معالجة المشكلات المطروحة من خلال اتباع خطوات منهجية منظمة، واعتمادا على النشاط الذاتي، لذلك يتطلب هذا الأسلوب من المتعلم تجنيد معارفه ومهاراته والانفتاح على المحيط، من خلال خبراته، للبحث فيه عن حلول مفترضة.
لماذا التدريس بحل المشكلات؟

يُمكِّن اعتماد المُكون لأسلوب التدريس بحل المشكلات من تحقيق جملة من الأهداف النوعية من بينها:
– تمكين المستفيدين من اكتساب تفكير منطقي ومنظم وسليم، ومتوازي وموضوعي.
– تعويدهم على التفكير المنهجي في معالجة المواقف والمشكلات التي تصادفهم في حياتهم العامة.
– إكسابهم الأدوات المنهجية والقدرات المعرفية التي تمكنهم من استقصاء مشكلات وا

قعهم وتحديدها والبحث عن حلول مناسبة لها.
– إكسابهم شخصية متزنة من خلال تعويدهم على الموازنة بين البدائل العديدة واختيار أفضلها وأكثرها ملاءمة للمواقف الملحوظة والمعيشة.
كيف يتحقق التدريس بحل المشكلات؟

يتطلب اعتماد المكون لأسلوب التدريس بحل المشكلات أن يكون:
– ملماًّ بالخطوات المنهجية العامة لطريقة حلّ المشكلات.
– قادرا على تصريفها في صيغة مشكلات تثير في المستفيدين رغبة البحث عن حلول لها.

الخطوات المنهجية العامة:

تشمل طريقة حل المشكلات، باعتبارها طريقة بيداغوجية، خطوات منهجية عامة، من المفيد جدا أن يُنظِّم المكون الوضعيات البيداغوجية في ضوئها. وهذه الخطوات هي: – مواجهة المشكل والإحساس به:

يعد المكون وضعية-مشكلة، ويجعل المستفيدين في مواجهة معها بحيث تبلور لديهم هذه المواجهة وعيا بالمشكل وإحساسا به يخلقان الحاجة إلى البحث عن حلول لها. – البحث عن حلول للمشكل:

ينخرط المستفيدون في سياق البحث عن حلول للمشكلة فيقترحون انطلاقا من المعطيات التي يتوافرون عليها، أجوبة مؤقتة ينبغي التأكد من صلاحيتها، تشكل هذه الأجوبة في الغالب فرضيات. – تمحيص الحلول المقدمة:

يعمل المستفيدون على التحقق من ملاءمة الحلول المقدمة وصلاحيتها اعتمادا على وسائل مناسبة تكون، في الغالب، عبارة عن أنشطة استقصاء للمحيط الاجتماعي والطبيعي والوثائقي، وقد تتخذ صيغة تجارب إذا تعلق الأمر بمشكل ذي طبيعة علمية. تقويم النتائج واتخاذ القرار:

يقوم المستفيدون الحلول التي تأكدوا من صلاحيتها، ويتخذون، في ضوء ذلك قرارا ملائما.
العمليات الإجرائية للتدريس بحل المشكلات:


إن خلق وضعيات بيداغوجية تتيح للمتعلم التعلم بحل المشكلات يقتضي تنظيم هذه الوضعيات وفقا لمجموعة من العمليات الإجرائية والقواعد التنظيمية ينبغي اتباعها. وهي على الشكل التالي: على مستوى الإعداد:

ينصب اهتمام المكون في هذا المستوى على إعداد الوضعية البيداغوجية التي ستجعل المتعلمين ينخرطون فيها. وينبغي أن يحرص المكون على ما يلي:
– أن تنطوي الوضعية على تحدي معرفي يخلق لدى المستفيدين لاتوازنا معرفياً يدفعهم إلى البحث والاستقصاء بغية إعادة التوازن.
– أن يتضمن كافة المعطيات التي تمكن المستفيدين من إيجاد حل للمشكل المطروح.
– أن يصاغ المشكل صياغة دقيقة.
– أن يكون مناسبا لقدرات المستفيدين العقلية والمنهجية.
– أن يكون منفتحا على معطيات المحيط العام والمباشر للمتعلم.
– تحديد طرائق العمل وأنشطته ومدته الزمنية الإجمالية والجزئية، وأشكال توزيع المتعلمين وتقويم أنشطتهم. على مستوى الإنجاز:

يقدم المكون المشكلات التي أعدها في صيغة قضايا عامة تتطلب إعمال الفكر والبحث والاستقصاء، واقتراح حلول في صيغة فرضيات. ويحاول ، بمعية المستفيد، تحديد أوجه الإشكال في هذه القضايا بحيث تكون باعثة على البحث ومحرضة على مساءلة المحيط من أجل إيجاد حلول لها. ومن أمثلة القضايا التي يمكن تحويلها إلى مشكلات:
– العزوف عن العمل التطوعي المجاني.
– تلويث مياه السواقي العمومية والآبار الجماعية وآثاره على النبات والإنسان.
– الأمراض الناتجة عن معايشة الحيوانات.
– انتشار الأكياس البلاستيكية وآثاره المخربة على البيئة.
– المكننة تُفقد الصناعة التقليدية هويتها وطابعها الفني.
– الأمية وعلاقتها بالنمو الديموغرافي.
يبحث المستفيدون المشكلات المقترحة عليهم ليحددوا أبعادها، ويحيطوا بكافة معطياتها وجوانبها.
· يقدم المستفيدون فرضيات لتفسير المشكل يمكن أن تتحول، إذا تأكدت صلاحيتها إلى حلول.
· يتحقق المستفيدون من الفرضيات اعتمادا على وسائل مناسبة وذلك باستقصاء المحيط أو اختبارها عن طريق التجريب بواسطة المحاكاة.
· ينتقي المستفيدون، في ضوء نتائج تمحيصهم للفرضيات، الحلول الأكثر ملائمة للمشكل المطروح.
· يستخلص المستفيدون النتائج المترتبة عن أنشطتهم ويعمموها في صيغة خلاصات.
· يقدم المستفيدون نتائج أعمالهم للمجموعات الأخرى قصد مناقشتها وتقويمها.

دينامية الخطأ في سيرورة التعليم والمعرفة

يطرح البحث في أخطاء التلاميذ أسئلة متعددة: منها ما يرتبط بالجانب الإبستمولوجي للمادة الدراسية، ومنها ما يرتبط بجانبها الديداكتيكي، ومنها ما يرتبط بتمثلات المجتمع وموقفه من الخطأ بصفة عامة.
ـ فمن الناحية الإبستمولوجية مازال السؤال مطروحا حول العلاقة بين الذات والموضوع في إنتاج المعرفة، وكذلك حول المعايير التي يمكن اعتمادها في الحكم على معرفة ما بأنها ملائمة وصالحة. هل هذه المعايير محددة وثابتة يجب التقيد بها أكاديميا ومدرسيا، وكل انزياح عنها يعتبر خروجا عن القاعدة، وبالتالي يكون الإنتاج المترتب عن ذلك إنتاجا لا يستجيب لمتطلبات البحث العلمي على الصعيد الأكاديمي، ولا يسمح بتحقيق الأهداف التربوية المسطرة على الصعيد المدرسي؟ أم أنها معايير فيها المحددة والغير المحددة، الثابتة والمتحولة وبالتالي يصير الإنزياح ظاهرة صحية تنطوي على معطيات إنجابية صحيحة غالبا ما تكون ثاوية خلف المعطيات السلبية الخاطئة، أو على الأقل تشكل جزءا من إفرازاتها الجدلية.
ـ من الناحية الديداكتيكية، نجد تقريبا نفس الأسئلة على اعتبار أن الديداكتيك إشكالية دينامية وإجمالية تتضمن التفكير والتأمل في طبيعة المادة الدراسية والأهداف والغايات من تدريسها، وكذلك الدراسة النظرية والتطبيقية للفعل البيداغوجي ثم وضع فرضيات التدريس انطلاقا من بعض المعطيات التي تقدمها مختلف العلوم.
إن أخطاء التلاميذ تكون ملازمة لوضعيات التعليم المقترحة. ذلك أن الديداكتيك تبين دور المدرس كوسيط بين التلميذ والمعرفة، وهذه الوساطة محكومة بأحد التصورات الثلاثة؛ فهناك تصور الرأس المملوءة، وتصور الرأس الفارغة ثم تصور المدرجات الصغرى. ـ أما من حيث تمثلات المجتمع للخطأ، فإنها سلبية في مجملها.
لقد ظلت تمثلاتنا للصواب والخطأ مرتبطة بنسق القيم السائد، وكذلك بالناحية القانونية للظاهرة والمجتمع… وتتخذ المسألة بُعدا كبيرا عندما يتعلق الأمر بالتلميذ، فهو يتمدرس ليتثقف وفي الوقت ذاته لينجح ويشتغل. وعملية النجاح، في نظامنا التعليمي وأنظمة أخرى، محكومة بعملية التقويم، الامتحانات والمراقبة المستمرة. الشيء الذي يجعل من الخطأ هاجسا يطارد جميع التلاميذ.
1 ـ مفهوم الخطأ:

1 .1 ـ المعنى اللغوي:

جاء في لسان العرب: (أخطأ: الخطأ والخطاء: ضدّ الصواب. والخطأ: ما لم يتعمد والخطاء: ما تعمد) …
1.2 ـ المعنى الاصطلاحي:

يظهر أن أرسطو هو أول من عرف الصواب والخطأ عندما قال:(القول عما هو كائن بأنه كائن، أو عما هو غير كائن بأنه غير كائن، هو قول صائب؛ والقول عما هو غير كائن بأنه كائن، أو عما هو كائن بأنه غير كائن هو قول خاطئ) ويلاحظ روني لايوردوري أن الخطأ من الناحية الإبستمولوجية، مشتق من خطأ Erreur بمعنى خرج عن الطريق المستقيم: S écarter du droit chemin. ويضيف أن القيمة الأخلاقية التي أضفيت على هذا اللفظ هي التي جعلت معنى الخطأ هو الخروج عن جادة الصواب. (المرجع: Laborderie Le métier d élève p135 Hachette 1991 Paris)
2 ـ المقاربة الإبستمولوجية للخطأ:

من الخطأ إلى المعرفة: إن الخطأ والوهم هما نقطة ضعف المعرفة ولكنهما أيضا الأم التي تلد الحقيقة سواء كان الإنسان كبيرا أو صغيرا، مثقفا أو أميا فإنه يرتكب الأخطاء. والفرق الوحيد بين هذا وذاك هو أن البعض يحاول ضبط الخطأ وتحديد وضعه من أجل توظيفه في الوصول إلى الصواب والحقيقة، بينما لا يفعل البعض الآخر ويعتبر أن الخطأ الذي وقع فيه مجرد آفة وتعثر لا يمكن تعويضه أو تجاوزه. وفي هذا السياق يرى إدغارد موران أن وظيفة التربية والتعليم ليست محاربة الأخطاء ولكنها الكشف عن مصادرها. لقد سعى غاستون باشلار من خلال أبحاثه الإبستمولوجية، إلى نقد المفهوم الميتافيزيقي للحقيقة، وإلى إكساب الخطأ مكانة مهمة، حيث منحه وضعا قانونيا ومشروعا في سلسفة العلوم، وفي المعارف بصفة عامة، (إن المكان المفضل للخطأ هو العلم. إن الخطأ ليس، في النشاط العلمي حدثا أو حادثا يمكن إلغاؤه بشيء من الانتباه والحذر إنه سابق وأولي، وما الحقيقة في العلم إلا خطأ مصحح أو معدل)، وفي هذا السياق يقول جورج كانغيلم: (لا أحد أكد قبل باشلار أن الفكر هو أولا وقبل كل شيء قدرة على الغلط، وأن للخطأ دورا إيجابيا في نشأة المعرفة، وأن الجهالة ليست مجرد فراغ وخواء، وإنما هي تتمتع ببنية الغريزة وحيويتها … إن الخطأ داخل في صيرورة المعرفة وليس خارجا عنها.) إن ما نعتبره خطأ ليس ناتجا عن عدم المعرفة بل العكس إن الأخطاء تولد من صميم المعرفة، فالأخطاء كواشف تمكننا من معرفة التمثلات، والمعرفة ولكنها تبنى انطلاقا من القطائع المتوالية…
3 ـ المقاربة الديداكتيكية للخطأ

1.3 ـ الخطأ في بعض النظريات الديداكتيكية:

تعددت المواقف الديداكتيكية من الخطأ واختلفت؛ ذلك أن البعض يدعو إلى استئصال الأخطاء التي يقع فيها التلاميذ، وكذلك التمثلات الخاطئة التي يحملونها معهم، ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن الإقصاء هو أنجع وسيلة ديداكتيكية. ويدعو البعض الآخر إلى المواجهة بين الخطأ والصواب، وبين التمثلات الخاطئة والتمثلات الصحيحة لدفع التلاميذ إلى القيام بتقويم ذاتي أو تبادلي تعاوني. أما الموقف الثالث فيرى أن أنجع وسيلة ديداكتيكية هي تلك التي تقوم على عملية التطور (L évolution) في بناء المعرفة. وعموما ما يمكن أن نميز بين ثلاثة نماذج:
1.1.3النموذج التبليغي أو تصور الرأس الفارغة:

يستند هذا النموذج إلى نظرية التواصل التقليدية التي ترى أن المتلقي لا يتوفر على أفكار فطرية سابقة عن الاتصال وتداول الخطاب. وهذا يعني أن رأس المتعلم فارغة ينبغي ملؤها. ولتحقيق الهدف يكفي أن يكون خطاب المدرس واضحا، وأن يكون المتعلم منتبها، لكي يصل المعنى ويتعلم المتعلمون. وتحتل عملية الإخبار في هذه الوضعية موقعا شبه مطلق حيث يطغى الإلقاء على الحوار وينعدم إرجاع الأثر. وهذا ما يسميه دافيد أوزيل بالتعليم الميكانيكي app. mécanique خلافا للتعلم الدال app. Signifiant.
تصور الرأس الفارغة :
إن الأخطاء في هذا التصور مرتبطة بعدم قدرة التلميذ على استرجاع المعلومات التي شُحنت بها رأسه سابقا، أو بعدم توفره على المؤهلات الضرورية والاستعدادات النفسية والبنيات الذهنية التي تسمح بتحصيلات آنية وإنجازات متزامنة…
2.1.3النموذج السلوكي، أو تصور المدرجات الصغرى:

ينطلق هذا التصور من فرضيتين اثنتين هما: أولا: المعرفة الكلية قابلة للتجزيء إلى معارف جزئية. ثانيا: التعلم يحصل من خلال تراكم المعارف؛ ولتفادي الوقوع في الخطأ يلجأ المدرس إلى تقطيع الدرس إلى مقاطع صغرى والمقطع إلى وحدات والوحدة إلى عناصر. وذلك انطلاقا من مستويات صياغة واضحة للمدارج.
تصور المدرجات الصغرى
وعند وقوع الأخطاء أثناء الإنجاز، فإنها لا تُردّ إلى التلميذ الخاطئ بقدر ما ترد إلى المدرس والمقررات وطرق التدريس المتبعة. الشيء الذي يستوجب العلاج بدل العقاب، وإعادة النظر في التسلسل المتبع، بمعنى أن أحد المدرجات عال جدا ولا يتناسب مع النضج العقلي للتلميذ. ورغم أن هذه البيداغوجية السلوكية تنطوي على إيجابيات تربوية كالتدرج وترتيب الدرس وإنجازه عبر مستويات متكاملة بدئية ثم وسيطة ثم نهائية، فإنها لا تهتم ببناء المعارف من طرف التلميذ. كما أنها تغفل تمثلات المتعلم والمعاني التي يسقطها على ظاهرة ما أو مفهوم ما.
3.1.3.النموذج التكويني، أو تصور الرأس المملوءة:

يستند هذا النموذج إلى النظرية البنائية وعلم النفس التكويني. فقد انكب العديد من المربين أمثال جان بياجي وجيروم برونير، وغاسطون باشلار، وجورج كانغيلم وجرار فيرنيو وكي بروسو على دراسة العلاقة بين الذات والموضوع في إنتاج المعرفة. كما درسوا مختلف الميكانيزمات والمتغيرات والثوابت التي تحكم سيرورة التعلم. إن الإنسان في تصور أفلاطون لا يكتسب معارف جديدة وإنما يُعيد اكتشاف معارف معطاة من قبل إذ أن طبيعة المعرفة قبلية كما أن إدغار موران يتصور التعلم انطلاقا من حوارية: فطري-مكتسب-مشيد ويعتبر التمثل محور التقاء الماضي والحاضر. لقد لاحظ ديكارت وبعده كانط أن العقل البشري يحتوي على أفكار فطرية وقبلية سابقة على الإحساس والتجربة.
(تصور الرأس المملوءة):
إن ما يميز هذا التصور هو أنه أعطى الخطأ وضعا استراتيجيا. فالخطأ ليس هنا نقصا عقليا لدى التلميذ، وليس نقصا في المقرر. إنه ضروري لسيرورة التعليم. فهو ظاهرة صحية مادام يؤشر على أن هناك ما يدعو إلى تناسل الأسئلة. فكل المعايير المرتبطة بالوضعية التعليمية-التعلمية هي معايير فيها المحددة وغير المحددة، الثابتة والمتغيرة، وبالتالي يعتبر كل انزياح عن القاعدة العامة التي يضعها المدرس ظاهرة صحية تنطوي على معطيات إيجابية تكون ثاوية خلف المعطيات السلبية الخاطئة أو على الأقل تشكل جزءا من إفرازاتها الجدلية. إن ارتكاب الأخطاء من طرف المتعلم دليل على امتلاكه قواعد بنائية.
2.3 ـ الخطأ من خلال الممارسة الصفية:

من سلبيات نظامنا التعليمي، وطرائقنا البيداغوجية، أنه يقتل في التلميذ روح الحوار التي نشأت لديه منذ السنوات الأولى في حياته. لقد لاحظ طارد (Tarde) أن الأطفال يبدأون بطرح الأسئلة على آبائهم وعلى الأشخاص الذين يكبرونهم سنا؛ وهذا حوار نحن مطالبون بتنميته من خلال منحهم الحق في الخطأ والصواب، … إن الخطأ منبوذ داخل الفصول الدراسية سواء من طرف المدرس أو من طرف الزملاء. وموقف الأستاذ منه سلبي يتبدى من تعامله مع الأجوبة الخاطئة والتلاميذ الذين يخطئون، فلأجوبة الخاطئة لا تؤخذ بعين الاعتبار وقد تواجه بقرف الأستاذ والتلاميذ. والتلاميذ الذين "يخطئون" فإنهم لا يسألون ويصنفون في خانة معينة. وقد تولدت عن هذه النظرة ثنائية مجتهد/كسول.
4 ـ هل يمكن لنا أن نتعلم وننجح بدون أخطاء؟

إن الأخطاء وسيلة لفهم أسباب الإخفاق وتجنب ظهور أخطاء جديدة بعد أن يتم التعلم، … إنه لا يمكن أن نعيش بدون أخطاء. ويكفي أن نذكر طريقة التعلم بالمحاولة والخطأ، إن مفهوم المحاولة والخطأ هو إسقاط الاستجابات الفاشلة والإبقاء على الاستجابات المفيدة الناجحة.كما أن حسن استعمال هذه الطريقة يتطلب الأخذ بعين الاعتبار كون الإنسان خلافا للحيوان، قادراً على إجراء عملية التكرار والمحاولة وتصحيح الخطأ من خلال القيام بعمليات عقلية إلى جانب العمليات التجريبية. فنحن لا نستطيع أن نجعل تلاميذنا قادرين على بناء معرفة وظيفية تدفعهم إلى تغيير رؤيتهم للعالم والمحيط الذي يعيشون في زخمه إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار أخطاءهم وكيفيات تجاوزها. إذ لا أحد منا في مأمن من الخطأ، فالأخطاء ليست ظاهرة عرضية ولكنها تشكل أنساقا مبنية لا يمثل منها الجواب الخاطئ الذي يقدمه التلميذ عن سؤال الأستاذ سوى لجزء المرئي من قطعة لجليد الكبرى (الأيسبورغ Iceberg) الذي يتكون من تمثلات الفرد التي هي في حالة ثبات وسيرورة، في حالة انسجام ولا انسجام..
لقد لاحظ ميشيل زكاتشكوك أن أكبر عملية في الدعم البيداغوجي هي عملية تحليل الأخطاء، لأن التلاميذ يجدون حرجا في القيام بهذا العمل، فبمجرد الانتهاء من الواجب نجدهم يجمعون أوراقهم، بيد أن العمل في الحقيقة يبدأ في هذه اللحظة (…) يجب أن نفهم العوامل التي أدت إلى ارتكاب الخطأ، يجب أن نفكر في أسبابها مع التلاميذ، وكذلك في طبيعتها. فهناك أنواع عديدة بعضها يرجع إلى التلاميذ أنفسهم، وبعضها إلى المعرفة، وبعضها إلى التعليمات… وفي هذا المنظور يصبح المدرس وسيطا وموجها ومشخصا. فهو وسيط بين تلاميذه والتعلم، ومحفز يضمن استثمار معارف كل تلميذ يشارك في الدرس، خاطئة كانت أو صائبة، كما أنه يُغني ويخصب التفاعلات بينهم جميعا… وهو مشخص لأنه يحلل أخطاءهم ليساعدهم على تجاوزها. فالاهتمام الذي يوليه المدرس للخطأ هو من بين أساليب محاربة الفشل كما يقول فليب ميريو… ويقول باشلار : "إننا نتعلم على أنقاض المعرفة السابقة، أي بهدم المعارف التي لم نحسن بناءها…ولذلك يجب على المربين أن يعلموا التلاميذ اعتمادا على هدم أخطائهم".

القياس والتقويم

القياس لغة: من قاس بمعنى قدرّ نقول قاس الشيء بغيره أو على غيره أي قدّره على مثاله القياس(تعريف علمي) عرفه وبستر (Webster) بأنه التحقق بالتجربة أو الاختبار من الدرجة أو الكمية بوساطة أداة قياس عيارية . فالقياس عملية نصف بها الأشياء وصفا كمياً .

التقويم لغة :من قوم أي صحح وأزال العوج وقوم السلعة بمعنى سعرّها . التعريف العلمي:عرف بلوم (Bloom) التقييم بأنه إصدار حكم لغرض ما على قيمة الأفكار ،الأعمال،الحلول ..وأنه يتضمن استخدام المحكات (Criteria) والمستويات(Standard)والمعايير( Norms)لتقدير مدى كفاية الأشياء دقتها وفعاليتها .
العلاقة بين التقويم والقياس:

أولاً : القياس سابق للتقييم وأساس له.
ثانياً: التقييم أوسع من القياس بكثير فالقياس يتم باستعمال اختبار واحد فقط أما التقييم فيلجأ إلى أساليب أخرى مثل السجلات القصصية ،الاستجواب ،قوائم التقدير ،السجل التراكمي آراء المدرسين وأدوات أخرى .
أهداف التقويم (لماذا أقوّم ):

وضع درجات للطلاب ،ثم تقييم هذه الدرجات أي الحكم على مدى كفايتها لترفيع أو ترسيب الطلبة بموجبها . إرسال تقارير للأهل عن تقدم الطالب. تشخيص تعلم الطالب أي اكتشاف مما يعترضه من مشاكل وعقبات وذلك بواسطة الاختبارات التشخيصية . معرفة قدرة الطالب على التعلم . اختيار التلاميذ أو توزيعهم على مختلف أنواع الدراسات أو الشعب المناسبة لقدراتهم وقابليتهم . تقييم المدرسين من قبل الإدارة . تقييم المدرسة ككل لمعرفة أين يجب أن يحدث التحسين والتطوير. خصائص التقويم

– شامل يأخذ بعين الاعتبار السلوك ،التفكير ،المهارات.
– مستمر مع عملية التدريس . – علمي ،مبني على أسس علمية يشترك فيها المعلم والطالب والإدارة والأهل وآخرون.
– الهدف من التقويم هو التحسين والتطوير .
– نستخدم فيه أساليب وأدوات متنوعة .
أنواع التقويم

التقويم المبدئي

يتضمن نشاطات تقويمية تتعلق بتقدير الحاجات ،وتخطيط البرامج وتشخيص استعداد الطلبة للتعلم ويفيد المعلم من نتائج التقويم في تخطيط خبرات التعلّم وتنظيمها بما يتلاءم مع حاجات الطلبة واستعداداتهم والأهداف الموضوعة في المنهاج التقويم التكويني (التقويم المستمر)نشاط تقويمي يجري في أثناء عملية التعلّم والتعليم ،ويتخلله خبرة التعلم والتعليم من أجل تحسينها وتطويرها ،فهو يجري في أثناء الخبرة التربوية ابتداء من مراحلها الأولى حتى ما قبل انتهائها.
التقويم الختامي

ويتم تصميمه لقياس النتائج التعليمية التي تتم خلال مادة دراسية كاملة ،أو جزء حيوي منها. ويتم استخدامه في نهاية فترة زمنية ،أو نهاية برنامج لأغراض وضع العلامات أومنح الشهادات،أو البحث عن مدى فعالية منهج. أساليب التقويم وأدواته

هناك أساليب وأدوات متنوعة للتقويم ومنها:
– الملاحظة
– مقاييس التقدير
– سلالم التقدير والمراجعة المقابلات
– عينات العمل
– الاختبارات
وفيما يلي توضيح لأكثر هذه الأساليب شيوعاً في المدارس
أولاً: الملاحظة:

يتطلب هذا النوع استمرار ملاحظة المعلم لطلابه أثناء قيامهم بالواجبات أو الأنشطة العديدة في ميادين التدريس كالمشاركة في طرح الأسئلة ،أو تطويرالمهارات وحتى تكون الملاحظة فاعلة لا بد للمعلم من استخدام لغة وصفية صحيحة لتسجيل الملاحظات ،وأن يحدد الهدف الذي يبحث عنه في ملاحظته ،وأن يكون موضوعيا في ذلك .
ولأسلوب الملاحظة فوائد عديدة يتمثل أهمها في إتاحة الفرصة للملاحظة المستمرة من جانب المعلم لكل تلميذ من تلاميذه .كذلك تمتاز بأنها لا تخيف الطلاب كالامتحانات أو الاختبارات المختلفة .
ثانياً:سجلات الحوادث القصصية

السجل القصصي عبارة عن وصف لحادث أو موقف في حياة الطالب ويؤلف جمع مثل هذا الوصف لمدة طويلة من الزمن وثائق توضح التغيرات التي حدثت وما تزال تحدث لسلوك الطالب. ثالثاً: قوائم التدقيق والمراجعة

وتعتبر هذه الوسيلة مفيدة في مجال تقييم التقارير والعمل الجماعي والتجاربفي المختبرات ..الخ حيث يضع المعلم فقرات يريد تقييمه ومستوى الأداء. الاختبارات كوسيلة للتقويم :

يعرف الاختبار على أنه إجراء تنظيمي تتم فيه ملاحظة سلوك الطلاب والتأكد من مدى تحقيقهم للأهداف الموضوعة ،وذلك عن طريق وضع أو صياغة مجموعة من الفقرات أو الأسئلة المطلوب الإجابة عنها ،مع وصف هذه الإجابات بمقاييس عددية أو درجات تقديرية. فوائد الاختبارات :

– مساعدة الطلاب على فهم أنفسهم بشكل أفضل من خلال التغذية الراجعة التي تكشف عن نقاط القوة والضعف لديهم ومدى ما أحرزوه من تقدم .
– المساعدة على تحديد ما إذا كان الطالب قد أتقن مهارة معينة أم لا .
– تطوير الدافعية عند الطلاب عن طربق تزويدهم بالأهداف قصيرة المدى .
– المساعدة في تحديد مستويات الطلاب المختلفة.
– المساعدة على الاحتفاظ بالتعلم لفترة أطول عن طريق عمل الاختبارات من وقت لآخر .
– المساعدة في استخدام تفريد التعليم من أجل مراعاة الفروق الفردية .
– المساعدة في الحكم على فعالية التدريس .
بناء الاختبار

– حدد الغرض من الاختبار والوظيفة التي ستستخدم من أجلها العلامات عن الاختبار .
– حلل أهداف التدريس واشتقي منها الاهداف السلوكية الخاصة التي ستتناولها الأسئلة
– حلل محتوى المادة في تصنيفات مناسبة ،ونظميها في جدول ثنائي البعد (جدول المواصفات) يبين الهدف ونوعه والعلامات المخصصة لذلك الهدف.
– حدد شكل السؤال المناسب وطريقة الصياغة .
– اكتب الأسئلة وينصح بكتابة عدد منها أكبر من العدد المقرر .
راجعي الأسئلة ونقحيها مسترشدة بآراء المختصين ذوي الخبرة ،ثم اختاري العدد المطلوب بعد حذف الأسئلة لضعيفة .
– اكتب تعليمات توضح للطالب طريقة الإجابة .
– حدد زمن الاختبار بالاسترشاد بمعايير متعارف عليها،وبخبرتك الشخصية ،أو بتجريب الاختبار على عينة صغيرة مماثلة لعينة المفحوصين .
– هيئ الأسئلة وتعليمات الإجابة للإخراج والطباعة .
– اكتب الإجابة النموذجية للأسئلة ،وبيني طريقة التصحيح .
– حلل نتائج الاختبار .
خصائص الاختبار الجيد

يوجد نوعان من الخصائص بالنسبة للاختبار الجيد ،يتمثل الأول منها في الخصائص الأساسية كالصدق والثبات والموضوعية ،بينما يتمثل الثاني في الخصائص الفنية أو الثانوية المطلوب توافرها ،وفيما يلي توضيح لهذه وتلك:
أولاً: الخصائص الأساسية

– الصدق Valldltyوهو أن يقيس الفحص بالفعل ما وضع لقياسه .
– الثبات Rellabillty وهو حصول المفحوص على النتائج نفسها تقريبا إذا أعيد تطبيق الفحص عليه .
– الموضوعية ivityوهي عكس الذاتية بحيث لا تتوقف علامة المفحوص على المصحح أي إخراج رأي المصحح في التصحيح .
ثانياً: الخصائص الفنية

– سهولة وضع الاختبار .
– قصر الوقت المخصص لكتابته أولاً والاقتصاد في الوقت والجهد اللازمين لتصحيحه لسهولة تطبيق الاختبار على الطلاب .
– التدرج في وضع الأسئلة من السهل إلى الصعب حتى تشجع الطلبة على الإجابة .
– شمولية الاختبار على أسئلة متنوعة في أنماطها وصعوبتها .
– كتابة العلامة المخصصة لكل سؤال بجانبه .
– صياغة السؤال بشكل واضح وبلغة سليمة أن يقيس الاختبار الأهداف الموضوعة من قبل يجب أن يكون لسؤال أجابه محددة ولا يقترب إلى اللغز يجب البعد عن الأسئلة المركبة .
– يحب ألا تكون الصياغة موحية بالجواب .
أنواع الاختبارات

أولاً:الاختبارات التحصيلية الشفوية :

وفيها يطرح المعلم السؤال على الطلبة ويجيب الطالب على السؤال ومن مزاياها :
– إكساب المفحوصين خبرة تعليمية لأنها تعطي الإجابة الصحيحة إذا لم يستطع الطالب الإجابة .
– يمكن من خلالها تحديد وتقويم بعض الخصائص الشخصية للمفحوص مثل الشخصية وطريقة التعبير يمكن تقدير مدى تقدم التلاميذ نحو تحقيق الأهداف وفهمهم لمحتوى المادة والقدرة على لتفكير المنظم .
– أما عيوبها فتتمثل فيما يلي: تحتاج إلى وقت طويل وجهد إذا كان عدد الطلاب كبيراً .
– لا تحقق صفة الشمول.
– تكون متفاوتة في الصعوبة .
– تتأثر إجابة الطلاب بالظروف الخارجية كموقف التلميذ بالنسبة لزملائه .
ثانياً : الأسئلة الكتابية :

الاختبارات المقالية :

المطلوب من التلميذ في اختبارات المقال العوامل المؤثرة على موضوعية التصحيح
– عدم وجود إجابة نموذجية.
– النزعة نحو منح درجات عالية ونزعة نحو منح درجات منخفضه لدى بعض المصححين
– اختلاف تقدير المصحح ذاته في كل مرة.
– الاستعداد العقلي و التحيز و الأهواء الشخصية للمصحح
– الحالة النفسية و الجسمية للمصحح .
– أثر الهالة أو الفكرة السابقة عن الطلبة أو الانطباع العام الذي كونه المعلم عنهم سواء أكان ذلك من الناحية السلبية أو الايجابية.
– الأوراق الأولى والأخيرة ( فالأوراق الأولى عادة ما يتم التدقيق فيها و الكشف عما جاء فيها من أخطاء ويقل هذا التركيز لدى المعلم تدريجياً) .
وسائل للتقليل من العوامل المؤثرة على موضوعية التصحيح :
– إعداد إجابة نموذجية محدد فيها توزيع الدرجات على جميع فقرات كل سؤال.
– القراءة المبدئية.
– التصحيح الجماعي.
– توفير المكان و الوقت المناسب للجنة التصحيح.
– عدم التصحيح أثناء أو فترة المجهود الجسمي أو النفسي أو الانفعالي.
– التركيز على إجابة الطالب وليس على الخلفية السابقة لمستواه العلمي.
– اعتبار جميع الطلاب سواسية في التعامل وإعطاء كل طالب الدرجة التي يستحقها بصرف النظر عن العلاقات الخاصة والميول.
– المراجعة العلمية و الفنية لجميع أوراق الطلاب بعد انتهاء التصحيح وتكليف أحد المعلمين بذلك .
صياغة الأهداف:

هناك مستوىات عدة للأهداف حسب تصنيف بوم :
أولاً: مستوى التذكر أو الحفظ : والمطلوب من المتعلم في هذا المستوى ،هو تذكر المعلومات التي تعلمها سابقاً وتتمثل أهم الأفعال السلوكية المستخدمة في هذا المستوى في الآتي : يذكر،يحدد،يذكر،يسمّي مثال : أن يعدد الطالب مبطلات الصلاة كما وردت في الكتاب وبدون أخطاء.
ثانياً: مستوى الفهم والاستيعاب والمطلوب من المتعلم في هذا المستوى هو القدرة على إدراك معاني المواد التعليمية أو القدرة على استرجاع المعلومات وفهم معناها الحقيقي ،والتعبير عنها بلغته الخاصة وتوظيفها أو استخدامها ،وتتمثل أهم الأفعال السلوكية المستخدمة في هذا المستوى في الآتي :يفسّر ،يعلل، يستخلص،يلخص. مثال: أن يستنتج الطالب خصائص أسلوب المتني في الشعر ،بعد قراءة بعض قصائده ،وفي نصف صفحة على الأقل.
ثالثاً: مستوى التطبيق والمطلوب من المتعلّم في هذا المستوى ،أن يطبّق الحقائق والمفاهيم والتعميمات والنظريات والطرق التي درسها وفهمها، وتتمثل أهم الأفعال السلوكية في هذا المستوى في : يحسب ،يطبق ،يبرهن، يعرب جملة،يستخدم . مثال:أن يبرهن الطالب عملياً ،على أن العمود النازل من مركز الدائرة على أي وتر فيها ،ينصف ذلك الوتر ،بالرجوع إلى القوانين الرياضية ذات العلاقة وبدقة تامة .
رابعاً : مستوى التحليل ،والمطلوب من المتعلم هنا هو القيام بتجزئة المادة المعرفية إلى عناصرها الثانوية وإدراك ما بينها من علاقات مما يساعد على فهم بنيتها وتنظيمها ،ويشمل ذلك ،قيام المتعلّم بتحديد الأجزاء ،وتحليل العلاقات ،وإدراك الأسس التنظيمية المتبعة،ومن أهم الأفعال السلوكية التي يمكن استخدامها في هذا المستوى :يحلل،يقارن،يوازن ،يفرق مثال : أن يحلل الطالب أهمية موقع الوطن العربي ،بعد الرجوع إلى الكتاب المدرسي المقرر وبنسبة خطأ لا تزيد عن 15%

الدعم التربوي

مفهوم إجرائي للدعم:

"الدعم مكون من مكونات عمليات التعليم والتعلم يشغل، في سياق المناهج الدراسية، وظيفة تشخيص وضبط وتصحيح وترشيد تلك العمليات من أجل تقليص الفارق بين مستوى تعلم التلاميذ الفعلي والأهداف المنشودة على مستوى بعيد أو قريب المدى. وتتحقق هذه الوظيفة بواسطة إجراءات وأنشطة ووسائل وأدوات تمكن من تشخيص مواطن النقص، أو التعثر، أو التأخر، وضبط عواملها لدى المتعلم، وتخطيط وضعيات الدعم وتنفيذها ثم فحص مردودها ونجاعتها"
ينطوي هذا المفهوم على المكونات والعناصر التي من شأنها أن تحدد بدقة تصور الاستراتيجية الجديدة للدعم التربوي. وتتمثل هذه المكونات والعناصر فيما يلي:
الدعم مكون من مكونات عمليات التعليم والتعلم:

يفيد هذا المعطى أن الدعم ليس فقط إجراء نقوم به في سياق معين، بل هو جزء من عمليات التعليم والتعلم، على اعتبار أن هذه العملية تشكل بنية أو نظاما متناسقا يشغل فيها الدعم وظيفة محددة. وبذلك يكون الدعم جزءًا لا يتجزأ من المنهاج عامة.

خليجية وظيفة تشخيص وضبط وترشيد عمليات التعليم والتعلم:

يفيد هذا المعطى أن الدعم يشغل وظيفة محددة داخل عمليات التعليم والتعلم تتمثل في ثلاث عمليات رئيسية وهي:
ـ التشخيص: يبدأ الدعم عند لحظة انتهاء التقويم حيث يتوجب تشخيص أسباب بعض النتائج المتعثرة أو الناقصة التي أسفر عنها التقويم، ويفيد التشخيص في كشف مواطن التعثر أو التأخر أو النقص، وتعرف الأسباب أو العوامل.
ـ الضبط أو التصحيح: يقوم الدعم بعملية الضبط لأنه يشتمل على إجراءات تمكن من التحكم في مسار عملية التعليم والتعلم بفضل التدخلات التي تصحح ذلك المسار سواء تعلق الأمر بمحتوى التعليم أو طرائقه أو بمردود المتعلم ونتائجه.
ـ الترشيد: تتمثل هذه العملية في توجيه الجهد نحو تحقيق الأهداف المنشودة بحيث أن الدعم إجراء لقياس مدى تمكن كل متعلم من التحكم في الأهداف، وبالتالي توجيهه نحو النتائج الإيجابية القصوى. خليجية تقليص الفارق بين مستوى التعلم الفعلي وبين الأهداف المنشودة على مستوى بعيد أو قريب:

يفيد هذا المعطى أن الدعم استراتيجية تنطلق من التصور الهادف للتدريس، فإذا كان هذا التصور مبنيا على أهداف عامة بعيدة المدى، وأهداف إجرائية قريبة المدى ومصوغة بدقة، فبإمكان التقويم، إذا توفرت له محكات مضبوطة، أن يقيس الفارق بين المستوى الفعلي للتعلم والمستوى المنشود، وبإمكان الدعم، إذا صمم في ضوء نتائج هذا الفارق أن يقلصه بواسطة تدخلات داعمة ومضبوطة في ضوء الأهداف المنشودة. إجراءات وأنشطة ووسائل وأدوات:

تتحقق وظيفة الدعم بواسطة إجراءات وأنشطة وأدوات تشكل السبل العملية لتنفيذه، وبذلك يعتمد الدعم على تقنيات وطرائق خاصة تتلخص في أربعة جوانب عامة:
أ ـ التشخيص: عملية توظف لها أدوات للكشف عن مواطن النقص أو أسبابه وعوامله. وهي ليست بالذات، التقويم الذي نقوم به للحكم على نتائج المتعلمين، بل هي عملية تالية نقصد بها الجواب عن السؤال: لماذا هذه النتائج؟ وتوظف لها أدوات للتشخيص كالاختبارات، والروائز، أو الاستمارات، أو تحليل مضمون الأجوبة، وغيرها.
ب ـ التخطيط: عملية تالية للتشخيص نقوم بها لوضع خطة للدعم تحدد نمطه، وأهدافه وكيفية تنظيم وضعياته، وأشكال توزيع المتعلمين وتفييئهم، إضافة إلى الأنشطة الداعمة، وغيرها من الإجراءات التي ستوضحها الأبواب اللاحقة.
ج ـ التنفيذ: عملية تمكن من نقل ما تم تخطيطه إلى سياق الممارسة والفعل، وذلك داخل الصف وفي سياق مندمج في عملية التعليم والتعلم، أو خارجه في إطار مؤسسي أو غيره.
د ـ الفحص: عملية يتأكد من خلالها بأن الإجراءات التي خططت ونفذت قد مكنت فعلا من تجاوز الصعوبات والتعثرات، وبالتالي تقلصت الفوارق بين مستوى المتعلمين الفعلي وبين الأهداف المنشودة. خليجية
تقويم الكفايات

1 ـ مدخل عام:

ليس التقويم عملية سهلة تكتفي بوضع عدد من الأسئلة نستطيع بفضلها التحقق من حصول التعلم باستعمال مقياس لرصد مواطن القوة أو الضعف في سلوك التلميذ وأدائه ولرصد ما اكتسبه من معارف ومهارات، بل التقويم عملية مركبة وغير واضحةِ النتائج دائما وتتدخل فيها العديد من المتغيرات وفي مقدمتها المواقف الشخصية للمُقوِّم وتصوراته الخاصة حول ما ينتظره المجتمع من التعليم وحول أهداف التربية بشكل عام. كما تكمن الصعوبة في أننا لا يمكن أن نقيس جوانب الشخصية وما حصل فيها من تطور مثلما نقيس الأطوال والأوزان. إن العمليات التي عادة ما نستهدفها في التعليم وفي التقويم هي عمليات داخلية – باطنية وغير ملموسة، وسيلتنا الوحيدة لمعرفتها هي مظاهرها وتجلياتها غير المباشرة أي ما تتشخص فيه من أداء خارجي سواء أكان لفظيا أو حركيا. وهكذا فمعظم ما نحصل عليه في نهاية الأمر من عملية التقويم هو عبارة عن نتائج تقريبية. على أنه وعلى الرغم من هذه الصعوبات وغيرها، فقد تقدمت دراسات في علم النفس والتربية وخاصة في علم التدريس، في اتجاه تحسين أساليب الملاحظة والقياس وتطوير أنظمة التقويم والاختبارات… إن التقويم كما هو معلوم، مكون أساسي من مكونات المنهاج الدراسي والعملية التعليمية برمتها. وأصبح يحظى في العقود الأخيرة باهتمام متزايد من لدن الباحثين والممارسين، باعتباره وسيلة فعالة لتوجيه التلاميذ والمدرسين نحو أنجع السبل التربوية وأقومها وتوجيه المدرسة والنظام التربوي برمته ليقوم بدوره على خير وجه. وسنحاول بدورنا مواكبة المستجدات من خلال نماذج مختارة من دراسات وبحوث جادة تتوخى الدقة والموضوعية وتسعى نحو التطوير، آملين في أن نساهم في ترسيخ الأساليب العلمية في التقويم التربوي، حتى تحلّ محل الأساليب الخاطئة والتي تطرح العديد من المشاكل، معيقة بذلك عمل المدرّس ومعرقلة التحصيل الجيد للتلاميذ، ولعلّ في مقدمة هذه المشاكل: 1 ـ عدم صلاحية الكثير من الأساليب المعتمدة لحدّ الآن في التقويم وتدني مستواها من حيث "الصدق" و"الثبات" ومن حيث قدرتها على تغطية مختلف الجوانب المستهدفة. فالاختبارات مازالت تركز على قياس حفظ المعلومات وذلك على حساب قياس مدى الكفاءة في المستويات العليا للنشاط العقلي (التحليل، الاستدلال، الابتكار…) وكذا على حساب قياس الجوانب المهارية والوجدانية والاجتماعية في شخصية الفرد، وبما أن النموذج التقليدي في التعليم ينظر إلى المدرس كمنبع للمعرفة فإن دور التقويم في هذا النموذج كان ينحصر في قدرة المتعلم على استيعاب المعارف التي يلقنها المدرس. 2 ـ لعل من أهم الانتقادات التي توجه للأساليب القديمة في التقويم هو إيلاؤها الامتحان أهمية كبيرة، بحيث ينظر الجميع إلى الامتحان كغاية في حد ذاته وليس كوسيلة للكشف والتشخيص والتطوير … وكلنا نعلم ما يترتب عن هذا من ظواهر سلبية، في مقدمتها الخوف بل الهلع من الامتحان وغيرها من الظواهر اللاتربوية المفسدة من مثل لجوء التلاميذ إلى الغش في الامتحان والخداع في إنجاز الواجبات أو إلى العدوانية تجاه المدرسة والمدرسين. 3 ـ ضعف أسلوب التنقيط المستعمل والذي عادة ما يقدم قيمة نهائية وتجميعية يصعب معرفة وتحديد ما تعنيه وما تعبر عنه بالضبط. فتظل النقطة (خاصة النقطة النهائية) قليلة الفائدة في الكشف عن قدرات التلميذ الحقيقية وفي تشخيص تقدمه واستعداداته للتحسن. 4 ـ مادام التقويم يرتبط في ذهن المتعلمين بالجزاء النهائي (النقطة، المعدل النهائي، النجاح، الانتقال…) فإنهم لا يعيرون المواد "الضعيفة" أي ذات المعاملات الضعيفة، أية أهمية وكذلك هو الأمر بالنسبة للمواد التي لا تكون موضع امتحان. كما لا يعيرون المراقبة المستمرة (التقويم المستمر) أهمية تُذكر، خاصة إذا علموا أن المدرسين لا يحتسبونها ضمن معدلات الاختبارات النهائية. 5 ـ يستدعي تنظيم الامتحانات في شكلها التقليدي جهدا وعبئا ثقيلا على المدرسين والمتعلمين والإداريين إلى حدّ الإرهاق، خاصة إذا لم يتناسب ذلك الجهد مع النتائج المحصلة. وذلك أن الامتحانات تهتم بالنتائج أي نتائج النظام التعليمي (المؤسسات) وليس بالنظام ذاته من حيث أدائه وكفاءة الساهرين عليه وملاءمة برامجه… 6 ـ من أهم الأخطاء الشائعة في مجال التقويم هو الاعتماد على مقارنة التلاميذ بزملائهم (أي باعتماد الاختبارات مرجعية الجماعة)، بدلا من مقارنتهم بما كانوا عليه وما أصبح بإمكانهم القيام به بعد التعليم. فيضيع الضعاف منهم بل ربما يضيع المتوسطون أيضا، في حين أن المقارنة السليمة ينبغي أن تستند على الأهداف المنشودة وعلى المعايير المحددة سلفا والتي تقيس انطلاقا منها الوضعية التي يكون عليها التلاميذ في البداية (في نقطة الانطلاق) وقبل شروعهم في تعلم المادة الدراسية ثم صاروا عليها بعد الانتهاء من حصة أو مجموعة من الحصص. أي ينبغي أن تسود في نظامنا التعليمي وكلما تعلق الأمر بتقويم الكفايات، اختبارات مرجعية المحك (le critère référentiel) والتي تتميز بأن لها قيمة تشخيصية لتحديد جوانب القوة والضعف في تحصيل التلميذ وتُستخدم أساسا لتقويم كفايات الأفراد وما يمتلكون من معارف ومهارات وظيفية مكتسبة من برامج تعليمية أو تدريبية محددة الأهداف والنواتج. 7 ـ نلاحظ انعدام الانسجام بين مكونات العملية التعليمية، مما يُحدث اضطرابا في سير الدروس واضطرابا في توظيف التقويم في التشخيص وفي التكوين ذاته. والأمثلة كثيرة بهذا الصدد، منها: طول البرامج (المحتويات) وعدم ملاءمتها لما يُخصص لإنجازها من وقت ومن وسائل، مما يترتب عنه الإسراع لإتمام المقرر والميل إلى إملاء الدروس دون شرح ولا فهم ولا أشغال تطبيقية ولا عروض … الخ. 8 ـ مجالس الأقسام التي تُعقد مبدئيا للتقويم الإجمالي للتلاميذ وللعملية التعليمية برمتها، تظل بصفة عامة وحسب طبيعتها وأسلوب عملها، شكلية وغير مفيدة، في حين من المفروض أن تكون هذه المجالس مناسبة ثمينة لتقويم شامل للتلاميذ، وللمقررات وللتنظيم التربوي… كما لا يتم الرجوع في هذه المجالس لبطائق أو سجلات وصف وملاحظة نمو وتطور التلاميذ والتي لا تتوفر دائما رغم أهميتها. وتُخصص هذه المجالس في بعض الأحيان، خمس دقائق لقسم بكامله وقد لا يتدخل فيها المدرسون ولا يبدون آراءهم حول ما لاحظوه من تقدم التلاميذ أو عدم تقدمهم وحول نشاطهم التربوي والتعليمي بشكل عام. 2 ـ تعريف التقويم:

"… التقويم التربوي (أو تقويم التعليم) هو الجمع المنظم للمعلومات قصد معرفة مدى حدوث لدى التلاميذ، بعض التغييرات المقصودة والمتضمنة في الأهداف، ومراقبة مستواها لدى كل تلميذ وإصدار الحكم الملائم واتخاذ القرارات المناسبة". يتضمن هذا التعريف بعض الحقائق التي يمكن اختصارها في النقاط التالية: 1. يقتضي التقويم جمع المعلومات حول سيرورة التعلم/التعليم. 2. ضبط التغيّر الحاصل في التلميذ ويتطلب هذا بدوره من المدرس: أ ـ أن يكون قد ضبط المنطلق (نقطة الانطلاق) أي المستوى الذي كان عليه التلميذ في البداية (التشخيص) ومكتسباته السابقة. ب ـ أن يكون قد حدد المستوى الذي يسعى المدرس ويعمل على أن يبلغه التلميذ (الأهداف). 3. ضبط مقدار ذلك التغيير (كميته وإلى أي ّ حدّ حصل) 4. إصدار حكم. 5. اتخاذ القرار أو القرارات المناسبة. ومن هنا يبدو جليا أن التقويم وهو تقرير عن وضعية وحكم على واقع، هو في الوقت ذاته مساعدة مهمة على التحصيل (التكوين)، إنه: منهجية للحصول على المعلومات (تجميع المعطيات) الضرورية لتحسين جودة التعلم لدى التلميذ. إن التقويم نظام من "مراقبة الجودة" يمكن من تحديد فعالية كل مرحلة من مراحل التعليم/التعلم ومن بيان ما هي التعديلات الضرورية للزيادة من هذه الفعالية في الوقت المناسب واتخاذ القرار قبل فوات الأوان. كما أنه أداة من أدوات الممارسة التربوية والتي تمكن من معرفة ما إذا كانت بعض الإجراءات البديلة هي بدورها فعالة لبلوغ الأهداف. 3 ـ أغراض التقويم ووظائفه:

ويمكن تلخيصها في: 1. معرفة مستوى التلاميذ أي تحديد نقطة البداية ولانطلاق. إن معرفة مستواهم قبل بداية التدريس، ودرجة التنوع في ميولاتهم وقدراتهم التحصيلية ووتائر تعلمهم، تفيد المدرس في اختيار المحتويات الملائمة وتنظيمها وصياغة الأهداف الخاصة الملائمة وكذا تمارين التعلم وطرقه ووسائله. وتفيد الاختبارات القبلية في تحديد الكفايات التي يكون التلميذ قد اكتسبها والتي يجب توفرها المسبق للتحصيل. . 2. تحديد مواطن القوة والضعف لدى التلاميذ، مما يقود المدرس إلى إعادة صياغة أهدافه وإعادة النظر في أساليبه التعليمية، ومعرفة مدى تأثير المواد الدراسية.بحيث يتحول التقويم إلى فيدباك (تغذية راجعة) يمكن المدرس من معرفة مدى ملاءمة هذه المواد وتلك الأساليب لمستوى التلاميذ وقدراتهم، حتى يتمكن من تعديلها وتكييفها لتصبح أكثر ملاءمة وفعالية. 3. كما تُستخدم نتائج التقويم في تحسين المناهج بصفة عامة… 4. ويفيد التقويم بالدرجة الأولى في معرفة مدى تحقق الأهداف المخططة في البداية أي معرفة درجة حصول التغيرات المرجوة … 5. ويسمح التقويم بإعطاء صورة عن مدى ما تحققه المدرسة من نتائج… 6. كما يفيد التقويم في الحكم على طرق التدريس المتبعة… فقد يكون جانب من الفشل راجعا للأساليب والأنشطة التي يستخدمها المدرسون. وفي هذه الحالة، تصبح الاختبارات وسيلة قيمة لتحسين طرق التدريس. 7. التوجيه والإرشاد،… حيث يزودنا أي برنامج شامل للتقويم بمعلومات عن التلاميذ ذات قيمة عظيمة في توجيههم وإرشادهم 8. كما يفيد التقويم الذاتي في توجيه التلاميذ إلى نواحي التقدم التي أحرزوها .. 4 ـ التقويم والقياس:

كثيرا ما يتداخل معنى كل من التقويم والقياس، لكن لا بد من التمييز بينهما على أساس أن التقويم أكثر شمولية من القياس وإن كان يلجأ للاستعانة بالاختبارات التي تُستعمل في القياس. يبحث القياس التربوي عموما في قياس الخصائص الموجودة لدى الأفراد، مثل الذكاء والقدرات الفكرية والحركية والمهارية المختلفة وغيرها. خصائص توجد بالضرورة لدى كل الأفراد مهما اختلفت أوضاعهم الاجتماعية والثقافية والعرقية … ويستند القياس على اختبارات موضوعية ومقننة يجعلها تتصف بدرجة عالية من الضبط. … على أن التقويم الموضوعي لا بد وأن ينبني على نتائج ومؤشرات مستمدة من القياس حتى تكون قراراته أكثر صوابا. … وهكذا يختلف مفهوم التقويم عن مفهوم القياس، فأساس التقويم هو إصدار حكم، بينما القياس يقف عند مجرد الوصف والتقدير الكمي للحالة… على أن القياس ضروري للتقويم لأنه يقدم له المعطيات الكمية (الرقمية) لإصدار الحكم. 5 ـ أنواع التقويم حسب طبيعة النظام المرجعي:

يضع المختصون في علم التدريس والتقويم التربوي على وجه الخصوص، عددا من التصنيفات لأنواع التقويم، مستندين في ذلك على مبادئ مختلفة، فهناك من يقسمه حسب زمن إجرائه إلى تقويم تنبئي تشخيصي يكون في بداية العملية التعليمية لغاية ضبط نقطة الانطلاق مثل مستوى ذكاء التلميذ وحصيلته المعرفية واستعداداته… وتقويم تكوينييتم إثر الانتهاء من كل وحدة تدريسية، وتقويم إجمالينحصل عليه في نهاية البرنامج أو الفصل الدراسي.
وهناك من يقسم أنواع التقويم حسب شموليته أو حسب القائمين به أو حسب الموقف من الأهداف أو حسب طبيعة النظام المرجعي الذي يعتمده المقوم. وبخصوص هذا المبدأ الأخير (أي النظام المرجعي) يقسم التقويم إلى نوعين:
ـ التقويم مَرجعيُّ الجماعة أو المعيار(المعيار المرجعي La norme référentielle )
و ـ التقويم مرجعي المحك، (المحك المرجعي Le critère référentielle ) .
فإذا كان النوع الأول يستند على نظام مرجعي يقوم على مقارنة إنجاز التلاميذ بإنجازات بقية التلاميذ في نفس المواقف التعليمية، فإن النوع الثاني يستند على نظام مرجعي يتأسس على مقاييس ترتبط بالمادة الدراسية وأهدافها وبمدى امتلاكها من طرف التلاميذ. وإذا كان المقوم في التقويم مرجعي المحك لا يحكم على إنجاز تلميذ معين بمقارنته بإنجازات زملائه، فإنه يحكم عليه من خلال ما يفصله عن إنجاز نموذجي معين ومحدد منذ البداية.
التقويم مرجعيُّ المحك تقويم للكفايات:
يستخدم هذا النوع من التقويم أي التقويم مرجعيّ المحك، في كثير من الأغراض التربوية التي تتعلق بتقويم كفايات الأفراد وما يمتلكون من معارف ومهارات وظيفية مكتسبة من برامج تعليمية أو تدريبية محددة الأهداف والنواتج.
وتتميز الاختبارات مرجعية المحك بأنها تصف السلوك وصفا دقيقا بما يمكن من تشخيص جوانب القوة والضعف واقتراح أساليب العلاج… 6 ـ أنواع التقويم حسب زمن إجرائه وأغراضه:

وقد جرت العادة، كما أسلفنا، على تقسيم التقويم حسب زمن إجرائه إلى ثلاثة أنواع: التقويم التشخيصي، والتقويم التكويني، والتقويم الإجمالي.
أولا: التقويم التشخيصي:
يعمل هذا النوع من التقويم على محاولة الإجابة على التساؤلات التالية:
ـ ما هي الأهداف الضرورية والملائمة لكل تلميذ مقارنة مع إمكانياته الأصلية؟
ـ ما هو مستوى التحصيل الحالي لدى كل تلميذ في علاقته بقائمة الأهداف المقترحة عليه؟
ـ ما هي أنشطة التعلم الأكثر ملاءمة للتلميذ؟
… إن التقويم التشخيصي لا يمكن إنجازه دائما باعتماد الأسلوب التقليدي في الامتحان، بل هناك معلومات أخرى يمكن الحصول عليها بفضل الملاحظة واختبارات التحصيل والمذكرات الشخصية…الخ. كما أن التقويم التشخيصي وعلى العكس من الأشكال الأخرى, لا يتم دائما مع التلميذ ولكن يمكن أن يطلب المدرس مساعدة الآباء ومدرسي المواد الأخرى ورفاق القسم كما يستند على رأي الموجه التربوي إذا اقتضى الأمر ذلك.
ثانيا التقويم التكويني (أو التطويري)
الغاية من هذا النوع من التقويم التربوي هي تكوين الفرد وتطوير العملية التعليمية وما يحيط بالمواقف التعليمية من وسائل وبرامج، بحيث يبلغ درجة قصوى من الفعالية …
فإذا كان التقويم التكويني يستعمل مبدئيا لإبراز مناطق القوة والضعف عند المتعلمين، فإنه يُستعمل كذلك لإبراز مناطق القوة والضعف عند المدرسين. ويُستعمل من أجل إيجاد استراتيجيات تمكنهم جميعا من التقدم والتحسّن لأن الغاية منه ليست التقويم (أو الاختبار) بل هي التكوين والتطوير والذي يسعى إلى إحداث التغيير المستمر والتحسّن في سلوك التلميذ الذي نُقوِّمه.وكثيرا ما يكون النطق بالحكم فيه لغاية تقديم الملاحظات والنصح وحثّ المتعلم على تعديل سلوكه أو على بذل جهود أكبر."وبذلك ينحصر دوره في توعية المتعلم بقدراته التعلمية دون أي عقاب اجتماعي". ويمكن الإشارة بشكل عام إلى أن التقويم التكويني يؤدي إلى نتيجتين:
1 ـ الارتداد (الفيدباك = التغذية الراجعة) بالنسبة للتلميذ والمدرس.
2 ـ اكتشاف المشاكل والصعوبات في عملية التعلم/التعليم.
وفي هذا الإطار يمكن الحديث عن المراقبة المستمرة وهي جملة من الإجراءات التربوية التي تسعى إلى تقويم إنجازات التلاميذ بشكل مستمر، تمكن من التعرف على إمكانياتهم ومردودهم وتطور أدائهم ومدى فعالية الطرق والأساليب المستعملة في التعليم. كما تعني المراقبة المستمرة مدى استيعاب التلاميذ للدروس السابقة عن طريق التمارين والفروض التي تواكب العملية التعليمية…
ثالثا: التقويم النهائي (الإجمالي):
التقويم النهائي أو الإجمالي هو الذي يُنجز في نهاية وحدة أو مجزوءة أو فصل بكامله، لغاية تحديد ما إذا كان التلميذ قد حقق التعلم المتضمن في الأهداف النهائية أو القصوى (المواصفات والكفايات) ولغاية إصدار الأحكام والقرارات المناسبة… 7ـ أساليب وتقنيات التقويم:

لا شك أن الاختبارات (الامتحانات) تشكل الأسلوب الأكثر أهمية والأكثر انتشارا في تقويم التحصيل الدراسي للتلاميذ.
… وتُصنف الاختبارات حسب طبيعة الأسئلة التي تتضمنها إلى أربعة أنواع: أ ـ الشفوية. ب ـ المقالية. ج ـ الأدائية. د ـ الموضوعية.
أ ـ الاختبارات الشفوية:وهي الاختبارات التي توجه فيها الأسئلة إلى المفحوص (التلميذ مثلا) شفاهيا من طرف المدرس. … ومن أهم عيوبها:
ـ انعدام الموضوعية وطغيان التقدير الذاتي للمدرس…
ـ صعوبة تطبيقها عندما يتعلق الأمر بأعداد كبيرة من التلاميذ؛
ـ يثير الاختبار الشفوي انفعال وربما اضطراب بعض التلاميذ مما يشوش على إجاباتهم.
ـ اختلاف الأسئلة وانعدام الضبط فيها.
لكن وعلى الرغم من هذه الانتقادات، فإن هذه الاختبارات تبقى ضرورية كلما تعلق الأمر بتقويم بعض المجالات مثل تحصيل القدرة على القراءة الجهرية وتلاوة القرآن الكريم وإلقاء الشعر…
ب ـ الاختبارات المقالية:وقد يسمى هذا النوع بالاختبارات الإنشائية وهي من أكثر الأنواع شيوعا في مختلف المستويات التعليمية. وهي اختبارات كتابية يطلب من التلميذ فيها الإجابة عن السؤال كتابة وبقدر يطول أو يقصر حسب المراد… وتُستعمل في العادة كلما رغبنا في معرفة قدرات التلاميذ على التذكر والتعبير والربط والتنظيم والتحليل والتركيب والإبداع… ولكنها لا تخلو بدورها من بعض العيوب من مثل:
ـ أنها ذاتية التصحيح، وتتطلب وقتا طويلا للتصحيح.
ـ وهي بذلك ضئيلة الصدق والثبات.
ـ كما أن أسئلتها لا تغطي سوى جانبا محدودا من المقرر.
ـ وكثيرا ما يختلف التلاميذ في فهم أسئلتها وإدراك المطلوب إنجازه…
ج ـ اختبارات الأداء: تعتمد هذه الاختبارات على قياس أداء التلاميذ عمليا وفي مواقف وأمام مهام محددة، فهي بذلك لا تعتمد على الأداء النظري اللغوي للمفحوص بل تعتمد تقويم قدرة التلميذ على الأداء العملي مثل إنجازه لتجربة معملية في الفيزياء أو الكيمياء أو استخدام الحاسوب أو العزف على آلة موسيقية أو إنجاز حركات رياضية…
د ـ الاختبارات الموضوعية:وتُسمى موضوعية من طريقة إنجازها وطريقة تصحيحها، فهي موضوعية لتماثل طرق إنجازها من طرف التلاميذ وهي موضوعية أيضا لعدم تأثر تصحيحها بالعوامل الذاتية للمدرسين. وتتميز أيضا بارتفاع معاملي الصدق والثبات.
ومع ذلك فإن لها عيوبا تتمثل على وجه الخصوص في أن "إعدادها صعب، وتعجز أحيانا عن قياس بعض الأهداف التعليمية المعقدة، كالتعبير والابتكار. كما أنها تسمح بالتخمين والغش، بالإضافة إلى أنها مكلفة ماديا وتتطلب كمية أكبر من الورق، ولذلك فإنه يُنصح أن يكون معها اختبارات مقالية…"
والاختبارات الموضوعية يمكن أن تتضمن عدة أنواع من الأسئلة لعل أهمها: 1ـ أسئلة الصواب والخطأ؛ 2ـ الاختيار من متعدد؛ 3ـ الربط والمقابلة (المزاوجة)؛ 4ـ التكميل. … 8 sـ خطوات إعداد اختبارات لتقويم الكفايات:

يتطلب تقويم الكفاية التعليمية لدى التلاميذ، إعداد اختبارات تحصيل ملائمة، وبصفة خاصة تلك التي تندرج ضمن الاختبارات مرجعية المحكوالتي نعتبرها أكثر ملاءمة إذا ما تبنينا مدخل الكفايات في التدريس.
ولإعداد هذه الاختبارات نقترح الالتزام بالخطوات الخمس التالية:
1 ـ الخطوة الأولى: برمجة النشاط التعليمي.(التخطيط المحكم للوضعيات الديداكتيكية، لتيسير عملية التقويم)
2 ـ الخطوة الثانية: تحديد المجال (النطاق المعرفي/المهاري/الوجداني)، عن طريق تحليل المتطابات والمكونات السلوكية اللازم توافرها لدى المتعلم(المكتسبات القبلية) لكي يحقق الكفاية أو المهارة الرئيسية التي يقيسها الاختبار… وبعد ذلك نقوم بتحديد المؤشرات (الأداءات) بمعنى أن القدرات الفرعية التي نتجت عن تحليل المجال (النطاق) السلوكي ينبغي صياغتها على شكل مؤشرات بحيث يمكن قياسها بمفردات اختبارية.
3 ـ الخطوة الثالثة: وضع لوائح الكفايات الواجب تعلمها من طرف التلميذ. وينبغي أن تشمل قوائم بالكفايات بنوعيها: النوعية الخاصة والممتدة. كما ينبغي أن تشمل هذه الكفايات المعارف والمهارات والمواقف. كما ينبغي للمدرس أن يحدد الكفايات الدنياوالتي تشكل الحد الأدنى الضروري للتلميذ حتى نحكم بأنه حصل الوحدة (أو المجزوءة) وأنه بإمكانه الانتقال إلى الوحدة الموالية أو المستوى الأعلى.
4 ـ الخطوة الرابعة: صياغة البنود (الأسئلة أو مفردات الاختبار) التي يجب : أ ـ أن تكون هادفة. ب ـ أن تكون شاملة ج ـ متنوعة د ـ واضحة ومحددة هـ مراعية للفروق الفردية. و ـ متدرجة في الصعوبة. ز ـ أن تكون مستقلة. بمعنى ألاّ تعتمد إجابة أي سؤال على إجابة أي سؤال آخر أو فرع منه. ح ـ أن تتناسب مع زمن الاختبار. ط ـ توزيع النقط على الأسئلة بطريقة تتناسب وأهمية السؤال الموضوع.
5 ـ الخطوة الخامسة: إعداد جدول المواصفات. وذلك على أساس الأهمية النسبية لكل من موضوعات المحتوى ونوع الكفايات المستهدفة. والطريقة الأكثر سهولة في إعداد هذا الجدول هي إعداد جدول ثنائي التصنيف، توضع فيه الكفايات أفقيا، وموضوعات المحتوى رأسيا.
وبذلك يمكن تعريف جدول المواصفات بأنه عبارة عن مخطط تفصيلي يتضمن العناوين الرئيسية لمحتوى المادة الدراسية، ونسبة التركيز، وعدد الأسئلة المخصصة لكل جزء منها.




م/ن



الله يـع’ـــطــيك الع’ــاأإأفــيه ..
.. بنتظـأإأإأر ج’ـــديــــدكم الممـــيز ..
.. تقــبل ــو م’ـــروري ..
كل أإألــــ ود خليجيةوباأإأإقــة وردخليجية

خليجية




منــوَرةة ي قممر ,~




التصنيفات
منوعات

راتب عامل النظافه أعلى من راتب المعلم

(( راتب عامل النظافة في كوكب اليابان -كمايحلو لأحمد الشقيري تسمية ذلك دولة اليابان بذلك يتراوح من 75ألف دولار – 100ألف دولارسنويا -أي بمتوسط دخل شهري 7000 دولارشهراي أي بمايعادل 25ألف ريال تقريبا !! – وفي حلقة برنامج (خواطر ) للمبدع الشاب الاستاذ / أحمد الشقيري التي كانت تتحدث عن عامل النظافة أو مهندس الصحة كما يطلقون عليه في اليابان والتي عرضت يوم السبت 15رمضان 1443 في قناة ام بي سي تم عرض منزل ملك جميل لأحد عمال النظافة (الشباب) في اليابان وسيارة آخر موديل وشعور بالكرامة و…الخ ارجو ان تسمحو لي فقط بتوضيح ملاحظتين فقط : الاولى مادية تتمثل في المقارنة بين راتب عامل النظافة في كوكب اليابان والمعلم السعودي الذي يتقاضى في المتوسط 7000ألف وذلك 25ألف ريال !!!! والكرامة والاحترام من مسمى عامل نظامة الى مهندس الصحة بينما سحب مسمى استاذ والاكتفاء بمعلم مع سحب بقية الصلاحيات الاخرى والنظرة السلبية التي بدأت تنتشر اليوم لباني الاجيال ومهندسها – اللهم لاحول ولاقوة الابك وحسبنا الله ونعم الوكيل وانا لله واناليه راجعون))



يسلموا الايادي يا عسل و يعطيكي العافية



ينقل للقسم الانسب



والله معلمة وأه لا أريد الكلام………..
موضوعك مؤثر جدا
للمعلين
مشكورة



أسعدني مروركم



التصنيفات
منوعات

::: ":مميزات المعلم الناجح:" :::

خليجية

خليجية

ما هي مميزات المعلم الناجح:

خليجية

1* تنوع في أساليب الدرس ( مع الأخذ بعين الاعتبار, استخدام فعاليات مختلفة
2* التخطيط للدرس بشكل مسبق تحديد الأهداف
المرجو تحقيقها من الدرس, وتحديد مبنى الدرس, الوسائل, الأنشطة, الفعاليات, طرق التقييم
3* دائما يكون على إطلاع بكل ما هو جديد خاصة بما يتعلق بتخصصه وتزويد الطلاب به
4* علاقة صداقه ودية مبنية على الاحترام المتبادل بينه وبين الطلاب
5* مهم أن تكون لغة ألمعلمه واضحة وتنمي قدرات التفكير عند الطلاب وعلى السؤال أن يكون واضح وبسيط وغير مركب, ومراعاة الجيل
6* الفصل بين الحالة ألشخصيه والحالة ألنفسية
7* أن يتلاءم المظهر الخارجي مع التعليم
8* أن يراعي الفروق الفردية المتواجدة في الصف, مثلا طالب لدية مشاكل في النظر من الأفضل آن يكون مقعدة في الأمام وان أكون لين ( يلائم نفوسة مع الظروف الطارئ ه التي يمكن أن تحدث بالمدرسة أو بالحصة)
9* المعاملة العادلة والمتساوية ( المساواة) مع كل الطلاب بدون تميز
10* استعمال تعزيزات ايجابية وسلبية ( مثل الحرمان )
11* صقل شخصية الطالب من خلال إعطائه مهام التي تؤدي به إلى تحمل المسؤولية
* 12 تكون لدية القدرة للسيطرة على الصف
خليجية

* 13 المواظبة والالتزام بالوقت
* 14 الجدية أثناء العمل مع القليل من روح الفكاهة
* 15 تعزيز القيم والمبادئ في نفوس الطلاب ( أن يكون المعلم نموذجا ايجابيا للتقليد )
16 الحفاظ على خصوصيات الطالب واسرارة
17 التنقل والحركة بين التلاميذ
18 تفعل الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالفعاليات الصفية
19 أن تكون لدية الدافعة والنشاط الكافي لإنجاح الدرس
20 أن تكون لدية القدرة على حل المشاكل
21 أن تكون لدية قدرة على ايعال المادة
22 أثناء الدرس يجب استخدام وسائل إيضاح التي تتلاءم مع الدرس والتي هدفها ( تطبيق المادة)
23 الإخلاص والتفاني في عملة
24يجب آن تكون نبرة صوته واضحة وان تتلاءم مع المادة المدرسة وغيضا مع احتياجات الطلاب

خليجية

~اذا اعجبكم موضوعي~
خليجية

°°°°اتمنى تقييموني°°°°
خليجية

××دمتم بخير حبيباتي××
خليجية

¤¤¤لكم حبي و ودي¤¤¤

خليجية




خليجية



مشكوره قبو

يعطيك العافيه




خليجية



مشكوره علي الموضوع



التصنيفات
المراحل الدراسية الإبتدائية والمتوسطة والثانوية

دليل المعلم و كتاب الطالب وكراس التجارب لمقر الكيمياء المطور . أول ثانوي ف 2


خليجية
:
تجدون فيما يلي
:
دليل المعلم و كتاب الطالب وكراس التجارب لمقر الكيمياء المطور . أول ثانوي ف 2
:
التحميل من هنا
:
:
أتمنى لكم الفائدة
:
دعواتكم لأصحاب الجهد
:
حفظكم الله ورعاكم




يعطيك العافيه قلبو

ربي لايحرمنا منك^ ^




شكرا منيتي



خليجية



مشكوره وتسلمين حبوبه
خليجية