التصنيفات
منتدى اسلامي

الأسباب المعينة على قيام اليل بإذن الله

الأسباب المعينة على قيام اليل
الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بآداب العبودية بين يديه
ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة قال تعالى ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعا، وما
. رزقناهم ينفقون )السجدة
قال عليه الصلاة وا لسلام لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ( ألا أخبرك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة ،
والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف اليل ثم تلا ( تتجافى جنوبهم عن
المضاجع ) حتى بلغ ( يعملون ) .
قال عليه الصلاة والسلام ( أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة اليل ) .
إن أصحاب اليل هم من أهل المحبة بل هم من اشرف أهل المحبة لآن قيامهم في اليل بين يدي الله
سبحانه يجمع لهم جل أسباب المحبة ، فهم لا يقر ؤن القران فحسب بل يقومون به متدبرين خاشعين، وهم
في قيامهم يتقربون بأقرب النوافل إلى الله .
وهم في تجافيهم عن المضاجع لذكر الله باليل أحرى أن يكونوا ذاكرين له في النهار .
والكثير من الفضائل واعلم أن شرف المؤمن ، قيامه باليل وعزه .. استغناؤه عن الناس .
قال عليه الصلاة والسلا م( صلوا من اليل ولو أربعاً ولو ركعتين ) .
وقال عليه الصلاة والسلا م( من استيقظ من اليل وأيقظ امرأته فصليا جميعا ركعتين كتبا ليلة إذ من ا لذاكرين
الله كثيرًا والذاكرات ) .
والسؤال هو كيف نتحمس لقيام اليل !!

:
علينا أن نصلي ولو ركعتين قيام لليل بعد العشاء

أسباب تعين على قيام اليل
سنقوم بسردها فقط والله يوفق الجميع :
– الإخلاص لله في القيا م.
– استشعار أن ربك الجليل يدعوك للقيام ، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوك للقيا م.
– معرفة مدى تلذ ذ السلف بقيام اليل .
– النوم على الجا نب الأيمن .
– إدراك أن القيام يطرد الغفلة .
– استشعار أن الله يرى ويسمع صلاتك له .
– النوم على طهارة .
– دعاء الله إن يسر لك القيام .
– معر فة أن الله يضحك لمن يقوم اليل.
– أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك القيام حتى وهو مريض .
– التبكير بالنوم بعد العشا ء.
– إدراك أن القيام سبب للفوز بالحور الحسان .
– النوم على نية القيام للصلاة .
– معرفة أن الله يباهي بقا ئم اليل الملائكة .
– اجتناب الذنوب والمعاصي .
– معرفة مدى اجتهاد نساء السلف في القيام .
– اجتناب كثرة الأكل والشر ب.
– اختيار الفراش المناسب للقيام .
– عدم ا لمبالغة في ا لأغطية عند النوم .
– إدراك أن القيام سبب للنجاة من النيران .
– استحضار الجنة ونعيمها .
– إدر اك أن القيام سبب لحسن الخاتمة .
– معرفة أن ا لقيام يشفع لصاحبة يوم القيامة .
– السلف يتحسرون على فوات القيام وهم في السكرات .
– تذكر القبور وأهوالها .
– التد رج في عدد الركعات وطول القيام.

– السلف يربون زوجاتهم وأمهاتهم على القيام .
– إدراك أن القيام سبب للتوفيق والفتوحات والفهم .
– الحرص على القيلولة بالنهار .
هذه بعض الأمور المعينة على القيام :
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن عبسة ( أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف اليل الآخر فإن
استطعت أن تكون من يذكر الله في تلك الساعة فكن ).
قال عليه الصلاة والسلام ( عليكم بقيام اليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ، ومنهاة عن
الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد ).
أخي اختي قف في ظلام اليل وناد : يا ديار المتهجدين أين سكانك ؟؟ يا مرابع المستغفرين أين روادك ؟ يا
موطن التائبين أين قطانك ؟ يا عيون المذنبين أين عبراتك ؟ وآآسفاه للمتقاعد عنهم !! و آحسراة للبعيد
منهم !!
أخي :أختي تجول في وادي المتهجدين وتنقل بين أنات المذنبين وتسبيح المتهجدين وتضرع السائلين! وأبصرهم
فهذا يعاتب نفسه على التقصير! وهذا يتفكر في هول المصير ! وهذا يخاف حساب الناقد البصير ! وذاك
يتعوذ من عذاب يوم عسير !!
الواجب اليومي :
سنصلي قيام اليل في وقت النزول الإلهي .. سنستعين بالله والدعاء ثم بالمنبه بكل شي .. لابد أن نصلي
ولو ركعتين .. وسنشعر بلذة عجيبة .. ولندعي لأنفسنا بالخير وتحقيق المنى فهو وقت إجابة ..




شكرا



نورتى الموضوع



جزاكِ الله الجنه …وجعله في ميزان حسناتك



امين يارب العالمين



التصنيفات
منتدى اسلامي

الخشوع بالصلاة معنى الخشوع الأسباب المعينة على الخشوع

خليجية



يعطيك العافيه



جزاك الله خير <<



التصنيفات
منتدى اسلامي

الأسباب المعينة على تدبر القران

الأسباب المعينة على تدبر القران

ما هي الأسباب المعينة على تدبر القرآن الكريم؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنَّ الإجابة عن هذا السؤال تطول كما أشار السائل، ولكن أذكر بعض الأمور المعينة على ذلك على سبيل الإشارة والاختصار، فمن ذلك:

* تهيئة المحل القابل لذلك، وذلك بتخليص القلب من الأدناس والأرجاس، والصوارف والشواغل التي تُشته وتُفرِّقه، فلا يحصل له التدبر.

* قصد التدبر؛ لأن الكثيرين إنَّما يقرؤون لتحصيل الأجر فقط، فيكون همهم منصرفًا لتحقيق أكبر قدر من التلاوة، ومن الناس من يكون همه إقامة الحروف، وربما تنطع في المخارج، فيكون ذلك صارفًا له عن المعاني.

* أن يستشعر أنَّه مخاطب بهذا القرآن، وليس الخطاب فيه متوجِّهًا لقوم قد مضوا وقضوا.

* فهم المعنى، والعناية بالتفسير.

* معايشة معاني الآيات.

* مراعاة مواضع الوقف والوصل والابتداء.

* الترسل في القراءة.

* ترديد الآية الواحدة.

إلى غير ذلك من الأسباب التي يُحصل بها التدبر، والله الموفق.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نقلًا من موقع الشيخ: خالد السبت -حفظه الله-




خليجية



خليجية

الله يعطيك الف الف عافية عالطرح
لك كل الشكر والتقدير
وجزاك ربي الجنة
تقبلي مروري




بارك الله فيك



يعطيكِ العافيه يالغلا



التصنيفات
منتدى اسلامي

الأسباب المعينة على تدبر القران

الأسباب المعينة على تدبر القران

ما هي الأسباب المعينة على تدبر القرآن الكريم؟

الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنَّ الإجابة عن هذا السؤال تطول كما أشار السائل، ولكن أذكر بعض الأمور المعينة على ذلك على سبيل الإشارة والاختصار، فمن ذلك:

* تهيئة المحل القابل لذلك، وذلك بتخليص القلب من الأدناس والأرجاس، والصوارف والشواغل التي تُشتته وتُفرِّقه، فلا يحصل له التدبر.

* قصد التدبر؛ لأن الكثيرين إنَّما يقرؤون لتحصيل الأجر فقط، فيكون همهم منصرفًا لتحقيق أكبر قدر من التلاوة، ومن الناس من يكون همه إقامة الحروف، وربما تنطع في المخارج، فيكون ذلك صارفًا له عن المعاني.

* أن يستشعر أنَّه مخاطب بهذا القرآن، وليس الخطاب فيه متوجِّهًا لقوم قد مضوا وقضوا.

* فهم المعنى، والعناية بالتفسير.

* معايشة معاني الآيات.

* مراعاة مواضع الوقف والوصل والابتداء.

* الترسل في القراءة.

* ترديد الآية الواحدة.

إلى غير ذلك من الأسباب التي يُحصل بها التدبر، والله الموفق.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نقلًا من موقع الشيخ: خالد السبت -حفظه الله-




خليجية



وفقك الله وجزاك خير



التصنيفات
منتدى اسلامي

الأمور المعينة على بر الوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم

الأمور المعينة على بر الوالدين

بر الوالدين نعمة من الله -عزَّ وجل- يمنُّ بها على من يشاء من عباده، وهناك أمور تعين الإنسان على بر والديه إذا أخذ بها، وسعى إليها، فمن ذلك ما يلي:

* الاستعانة بالله -عزَّ وجل-، وذبك بإحسان الصلة به عبادةً ودعاءً، والتزامًا بما شرع.
* استحضار فضائل البر وعواقب العقوق.
* استحضار فضل الوالدين على الإنسان، فهما سبب وجوده في هذه الدنيا، وهما اللذان تعبا من أجله، فمهما فعل الولد معهما؛ فلن يستطيع أن يوفيهما حقهما.
* توطين النفسي على البر، فينبغي للمرء أن يجاهد نفسه عليه حتى يصبح سجية له وطبعًا.
* استشعار فرح الوالدين بالبر وحزنهما من العقوق.
* قراءة سير البارين والعاقين؛ لأنه يشحذ الهمة، ويذكي العزيمة ويبعث على البر.
* إعانة الأولاد على البر، وذلك بتشجيعهم، وشكرهم، والدعاء لهم.
* صلاح الآباء، فصلاحهم سبب لصلاح أبنائهم وبرِّهم بهم.
* التواصي بالبر وذلك بتشجيع البررة، وتذكيرهم بفضائل البر، ونصح العاقين وتذكيرهم بعواقب العقوق.
* تقوى الله في حال الطلاق، فعلى الوالدين إن لم يُقدَّر بينهما وفاق أن يوصي كل واحد منهما الأولاد بر الآخر، وألا يقوم كل واحد منهما بتأليب الأولاد على الآخر، لأن الأولاد إذا ألفوا العقوق؛ صار الوالدين ضحية لذلك، فشَقُوا وأشْقَوا الأولاد.

المرجع: رسائل في التربية والأخلاق والسلوك
لشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد -حفظه الله-




خليجية



خليجية

روؤوؤوؤوؤوعــ
ـَہْ

يسلموووو يالغلا علــى الطرح

شكراً لـ
ڪِ

تــ ح ــيآأتي ,,

رنوش




التصنيفات
منتدى اسلامي

الأسباب المعينة على الخشوع

الأسباب المعينة على الخشوع

*اجماع النفس واحظار القلب قبل الدخول في الصلاة .
*استشعار عظمة من ستقف أمامه وهو الله جل جلاله.
*الرجاء في حصول ثوبة الصلاة كاملة.
*فرغ قلبك من شواغل الدنيا.
*صلي صلاة مودع.
*التهيأ قبل الدخول في الصلاة بالترديد مع المؤدن واحسان الوضوء
والسواك ولبس أحسن الثياب والتكبيرالى الصلاة.
*الطمأنينة في الصلاة وعدم التعجل فيها.
*التفكير والتدبر في معنى الآيات وأدكار الصلاة.
*التأدب في الصلاة بعدم الحركة أو الالتفات أو العبث.

*النظر الى موضع السجود.




م/ن



بارك الله فيك



خليجية



بارك الله فيك اختي الغالية
ماشاء الله
طرح مميز و مفيد
ان شاء الله لا تحرمينا من مواضيعك المميزة
جزاك الله و جزانا الجنة
تقبلي تحياتي
اختك ***زهرة الجزائر***




التصنيفات
منوعات

بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر

بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر

عبد الرحمن بن صالح السديس

الحمد لله الحليم الكريم رب العرش العظيم ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما أما بعد:
ففي أيام الصيف هذه يشهد كثير من المساجد انحسارا شديدا ، وفي أعداد المصلين في صلاة الفجر ؛ لقصر الليل ، ووقوع كثير من الناس في السهر المفرط …
حتى إن كثيرا من الأخيار بلوا بهذا ، ومنهم بعض الأئمة والمؤذنين ، وهؤلاء أمرهم أعظم ؛ لتعلق الأمانة بهم ، وتأثير تقصيرهم على جماعة المسجد .
وفضل صلاة الفجر ، والجماعة كبير ، والتفريط فيها خطير ، ولو لم يرد سوى هذين الحديثين لكفى وهما:
عن عثمان رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من صلى العشاء في جماعة ، فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة ، فكأنما صلى الليل كله » . رواه مسلم .
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء ، وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم
بيوتهم بالنار » . متفق عليه .

وأضع بين يدي هذه الوسائل هذه القصص ، والمواقف لبعض السلف والعلماء =
لنرى كيف كانت عنايتهم بالفرائض ، واهتمامهم بها :

الأولى :
في مصنف عبد الرزاق 1/526:
عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت : « دخل عليَّ بيتي عمر بن الخطاب ، فوجد عندي رجلين نائمين ، فقال : وما شأن هذين ما شهدا معي الصلاة ؟
قلت : يا أمير المؤمنين صليا مع الناس ـ وكان ذلك في رمضان ـ فلم يزالا يصليان حتى أصبحا ، وصليا الصبح ، وناما ، فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح » .

الثانية :
مصنف عبد الرزاق 1/527:
عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال : « كان إذا شهد العشاء الآخرة مع الناس صلى ركعات ثم نام ، وإذا لم يشهدها في جماعة أحيا ليله ، قال أخبرني بعض أهل معمر: أنه كان يفعله ، فحدثت به معمرا قال: كان أيوب يفعله » .

الثالثة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/12:
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبدالرحمن بن محمد ، ثنا عبدالرحمن بن عمر ، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش ، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس ، فقال:
هذا مما جنى عليّ هذا الفراش ، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين ، فقرح فخذاه جميعا .

الرابعة:
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/320:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي
يقول : سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول: لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة ، فنزل بي ضيف فشغلت به ، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة ، فإذا الناس قد صلوا ، فقلت في نفسي : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة» ، وروي « خمسة وعشرين درجة »
، وروي « سبعا وعشرين » فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة ، ثم رقدت ، فرأيتني مع قوم راكبي أفراس ، وأنا راكب فرسا كأفراسهم ، ونحن نتجارى ، وأفراسهم تسبق فرسي ، فجعلت أضربه لألحقهم ، فالتفت إلي آخرهم ، فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا !قال فقلت: ولم ذاك ؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة .

الخامسة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 6/183:
حدثنا إبراهيم بن عبدالملك ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مروان بن سالم القري ثنا مسعدة بن اليسع بن قيس الباهلي عن سليمان بن أبي محمد ثنا غالب القطان أن أناسا أتوه في قسمة ميراث لهم ، فقسمه معهم يومهم أجمع ، حتى إذا أمسى آوى إلى فراشه ، وقد لغب ، فاتكأ على مسجد له ، فغلبته عينه ، فأتاه المؤذن يثوب ، قالت له المرأة: ألا ترى المؤذن ـ يرحمك الله ـ يثوب على رأسك ؟!
قال: ويحك ذريني فإنك جاهلة بما لقيت اليوم ، قال: فثوب مرارا ، والمرأة كل ذلك تبعثه ويقول لها ذلك ذريني حتى انتصف الليل ، فقام فصلى ، فلم يذكر كم صلى
الإمام ، ولا عرفه ، فأعاد المكتوبة أربعا وعشرين مرة ، ثم أخذ مضجعه ، فرأى فيما يرى النائم أنه ينطلق من منزله إلى كربجة (1) ، فوجد في الطريق أربع دنانير ، ومعه كيس فيه ثلاثة أبواب فطرح الدنانير في باب من تلك الأبواب ، قال:
فلبثت غير كثير فإذا الدنانير ينشدها من يذكر الدنانير الأربعة ـ رحمك الله ـ مرارا ، قال: فجعلت أتغامس عنه ، ثم دعوته بعد ذلك ، فقلت : يا صاحب الدنانير هذه دنانيرك ، فذهبت لأفتح الكيس لأعطيه الدنانير فإذا الكيس قد تخرق وذهبت الدنانير !
فقلت : يا صاحب الدنانير إن دنانيرك قد ذهبت فخذ شراءها ، فضبط بناحية ثوبي ، وقال: لا أقبل إلا دنانيري بأعيانها ، فاستيقظت ، وهو آخذ بناحية ثوبي ، فغدوت
على ابن سيرين فقصصت عليه ، فقال : أما إنك نمت عن صلاة العشاء الآخرة ، فاستغفر الله ، ولا تعد لمثلها .
قال سليمان ، وأخبرني غالب القطان قال : ثم ابتليت بمثلها ، فاتكأت على ذلك المسجد فإذن المؤذن ، وثوب كل ذلك تبعثني المرأة الصلاة ـ يرحمك الله ـ فنمت إلى الحين الذي نمت فيه المرة الأولى ، فقمت فصليت نحو ما صليت المرة الأولى ، ثم أخذت مضجعي ، فرأيت أني وأصحابا لي على بغال شهب هماليج ، وأناس قدامنا على الإبل نيام في المحامل على فرش وطئة تحدوا بهم الحداة ، وهم على رسلهم ، وأنا وأصحابي مجتهدون على أن نلحقهم حتى بلغ جهدنا ، فنادينا : يا معاشر الحداة مالنا على البغال الهماليج ، وأنتم على الإبل على رسلكم ، ونحن نجتهد فلا ندرككم ؟!
فأجابتنا الحداة : إنا قوم صلينا في جمع صلاة العشاء الآخرة ، وأنتم صليتم فرادى فلن تلحقونا ، قال فغدوت على محمد بن سيرين ، فحدثته ، فقال: هو كما رأيته …
حدثنا عبدالله ابن محمد بن جعفر ثنا عبدالله بن محمد بن عمران حدثني عمي أيوب بن عمران قال حدثت عن غالب القطان قال : فاتتني صلاة العشاء في جماعة ، فصليت خمسا وعشرين مرة أبتغي به الفضل ، ثم نمت فرأيت في منامي كأني على فرس جواد أركض ، وهؤلاء في المحامل لا ألحقهم ، فقيل : إنهم صلوا في جماعة وصليت وحدك .اهـ
[وللخبر روايات أخر تجدها في ترجمته من الحلية.]

السادسة:
في كتاب «جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز» ص79:
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ على موعد بعد صلاة الفجر ، فلم يصل في المسجد ، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته ، وانتظرناه ، وقلقنا عليه ، فخرج علينا ، وسألنا عن الوقت ، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا .
وكان ـ رحمه الله ـ متعبا في الليل ، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة ، وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم ، ولم يكن حوله أحد يوقظه ، أو يضبط له ساعة المنبه ، وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى ، وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبد الرحمن العتيق ، والأخ حمد بن محمد الناصر : هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر !

قلت: رحمهم الله ، هكذا كانوا في الاجتهاد في العبادة ، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل ، فزكت نفوسهم ، وعلت هممهم ، وبقي ذكرهم لمن بعدهم ..
فياليت شعري : من تفوته الصلاة هذه الأيام هل يحس بشيء من ذلك ؟!
من طلبة العلم ، والصالحين من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا ، وتكرارا ، مع أنه لم يحيي الليل ، ولا عشره ، بل ولا عشر عشره !
ثم لا يتألم ؟ و لا يحزن ؟ وكأن شيئا لم يكن ؟!
بل إنك ترى بعضهم قد أصبحت عنده عادة مستمرة يغيب مرة ، ويحضر مرات ، وإن حضر فمن آخر الناس حتى أصبح محل استغراب ، وريبة من العوام !
وهذا جانب آخر من جوانب هذه المشكلة ، فهذا الفاضل عندهم لا يوثق بكلامه ، ولا علمه ، ولا نصحه من هؤلاء العامة ، وقد حدثت أن رجلا من العامة كان يعالج أبناءه على صلاة الفجر ، فأغلظ على أحدهم مرة في إيقاظه ، فقال الولد :
[بالعامي] ( لا تشغلني رح انصح المطوع أول ! ) وكان إمامهم كثير التخلف عن صلاة الفجر .

ولندخل في بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر :
1- من أهم الوسائل على الإطلاق تقوى الله ، والاهتمام بأمر الصلاة في الجماعة ، فإذا اهتم المسلم بأمر الله الصلاة في الجماعة سيجد ـ بإذن الله ـ سهولة كبيرة في الاستيقاظ للصلاة ، وهذا أمر مجرب فالذي يهتم بشيء قد لا يستغرق في نومه من أجل ذلك ، وهذا ظاهر حتى في الأطفال إذا وعد برحلة في الصباح = استيقظ قبل أهله ،وقبل الموعد من غير أن يوقظه أحد .

2- النوم مبكرا ، وكثير من الناس يعرف الحد الذي يستطيع معه أن يستيقظ ، وإذا تجاوزه نام عن الصلاة ، فهذا لا يجوز له أن يسهر إلى الحد الذي يقع معه الخلل
في هذه الفريضة .

3- استخدام وسائل التنبيه كالساعات المنبهة ، والجوالات وغيرها … وبعض الناس يشتكي من ثقل نومه فلا يسمعها ، وبعضهم يشتكي أنه ربما أغلقها من غير شعور …
ثم عاود النوم …

وهناك بعض الأفكار لتقوية صوت المنبه منها :
أن تضع هذا المنبه في قِدْرٍ ، أو تقلب هذا القدر ، وتجعل المنبه على ظهره ، فسيزيد هذا الصوت ، وكذلك الهاتف الجوال ضع مع الجرس ميزة الاهتزاز ، وضعه على ظهر القدر ، وإن كان في الغرفة (سراميك) ، واخترت قدرا قديما متمايل الأطراف =
فسيصبح الصوت كالزلزال ، ويوقظ الجيران !
أما من كان يغلقها من غير شعور ، فيمكن أن يستخدم عددا من المنبهات ، ويغاير بين أوقات تركيبها ، فيجعل بينها عددا من الدقائق ، وكذلك يغاير بين مواقعها .

4- الاستفادة من تقنية التبريد في أيام الصيف الشديد فبعض المكيفات (السبلت)
فيها ميزة ضبط الوقت في التشغيل والإغلاق ؛ فيمكن ضبطه على الإغلاق قبل موعد الاستيقاظ بنصف ساعة أو أكثر .
والمكيفات التي لا توجد بها هذه التقنية يمكن أن يوضع جهاز صغير لها يسمى بالإنجليزية (تايمر) ، وفكرته أنه يركب في (فيش) الجدار ، ويَضبط عملية التشغيل إلى 12 ساعة ، فمثلا نمتَ الساعة الواحدة ليلا ، وتريد الاستيقاظ الساعة الثالثة ، ضعه على رقم اثنين ، فسيعمل المكيف لمدة ساعتين ثم ينطفئ بعدها مباشرة ، وهكذا.
والحر كفيل بتخفيف حدة النوم إن لم يوقظك قبل أن يدق جرس الساعة .

5- من الوسائل التكثير من شرب السوائل قبل النوم ، وعدم دخول الخلاء ، فسيوقظك الحسر بلا ساعة ، وبالتجربة ستعرف القدر ، والمقدار الذي يساعدك على الاستيقاظ في الوقت المناسب .

6- قد يضطر الإنسان أحيانا لسهر بغير إرادته لظرف ، أو آخر ، فيصل لوقت يظن أنه لا يستطيع أن يستيقظ معه … فالحل أن يغير مكان نومه ، وفراشه فينام مثلا على الأرض من غير فراش ، أو من غير وسادة في غير غرفة نومه … ونحو ذلك من التغييرات التي تطرد الاستغراق في النوم وتسهل عملية الاستيقاظ .

هذا الذي سنح بالبال الآن ، ولعل في بالك زيادة …

والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه .

———————
(1) الكربج: الحانوت . قاموس.




شكرلكم



جزاكي الله خيرا

وجعله في ميزان حسناتك




خليجية



شكرلكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

الاسباب المعينة لعلاج الغضب المذموم والتخلص منة


الغضب صفة من صفات البشر التي جُبِلُوا عليها
وهو يُقسم إلى قسمين: غضب محمود، وآخر مذموم
فأما المحمود فهو أن يغضب فيما أقام دعائم الحق والدين، وتلك صفة سيد المرسلين الذي إذا انتُهِكَتْ محارم الله لم يقم لغضبه قائمة – عليه الصلاة والسلام -، فإنه كان لا يغضب إلا لله، وإذا انتهكت محارم الله، قالت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – 🙁 مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، لاَ امْرَأَةً، وَلاَ خَادِمًا، إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلاَّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ – عز وجل -) أخرجه مسلم(2328).

وأما الغضب المذموم فهو الغضب الذي يُخرج الإنسان عن وزن الأمور، والتعدي على الحقوق، وظلم العباد والانتقام للنفس، وعلاج هذا الغضب المذموم في أمور منها:

أولاً:العلم بأن الغضب نفخة من نفخات الشيطان الرجيم، لِيُهَيْجَ العبد فيقع فيما لا تحمد عقباه، فعليه إذا أصابه شيء من ذلك استعاذ بالله من الشيطان الرجيم

ثانياً:تعويد النفس على الحِلْمِ والصبر، وتدريبها على ذلك، يقول – صلى الله عليه وسلم -:«وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ » أخرجه البخاري(1400)، ومسلم(1053)

ثالثاً: السكوت، قال – صلى الله عليه وسلم -:« إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ » أخرجه أحمد(1/239)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(1375)

رابعاً:أن يعمل الإنسان ما يطفئ ويسكن غضبه، من الأعمال التي حث عليها الشارع الحكيم

خامساً:تغيير هيئته ومكانه، فإن كان قائماً فليجلس، وإن كان جالساً فليضطجع،

سادساً:إن الْحِلْمَ وكظم الغيظ من الأسباب الجالبة لمحبة الله – تعالى -، يقول – صلى الله عليه وسلم – لِلأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ:«إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ » أخرجه مسلم(17) عن ابن عباس رضي الله عنهما.

سابعاً:ليعلم العبد أن كظم الغيظ من أعظم صفات المتقين، قال الله العليم:] وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [[آل عمران:133-134].

ثامناً:تذكر الفضل الذي رتبه الله لمن غضب فكظم غيظه، وهو قادر على إنفاذه، قَالَ – صلى الله عليه وسلم -:« مَنْ كَظَمَ غَيْظًا – وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ – دَعَاهُ اللَّهُ – عز وجل – عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاءَ» أخرجه أحمد(3/440)، وأبو داود(4777)، والترمذي(2021)، وابن ماجه(4186، وحسنه الألباني كما في صحيح الترغيب والترهيب(2653) عن معاذ بن أنس رضي الله عنه.

تاسعاً:أن في رد الغضب اتباع لوصية النبي – صلى الله عليه وسلم -، فإذا كظم الإنسان غضبه ولم ينفذه فإنه قد اتبع هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – وخير الهدي هذي محمد – صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم -:« لاَ تَغْضَبْ »؛ فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ:« لاَ تَغْضَبْ » أخرجه البخاري(5765) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

عاشراً:إن في دفع الغضب رد للعدوان، وإغلاق لباب الفتنة، قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -:( دخل الناسُ النارَ من ثلاثة أبواب: باب شبهة أورثت شكاً في دين الله، وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته، وباب غضب أورث العداون على خلقه) الفوائد(ص:58).

الحادي عشر:إن في دفع الغضب إثبات لشجاعة الشخص المالك لنفسه عند الغضب، ولهذا يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -:« لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ » أخرجه البخاري(5763)، ومسلم(2609)

الثاني عشر: دفع السيئة بالحسنة، فإن هذه هي غاية مكارم الأخلاق، ومحاسن الطباع، يقول الله – عز وجل -:] وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * ][فصلت:34].

الثالث عشر: إن في مجاراة الغضب وعدم دفعة حصول الندامة – في الغالب – بعد ذهابه، يقول علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -:( أوّلُ الغضبِ جنون، وآخره ندم، وربما كان العطب في الغضب)

الرابع عشر:أن يعلم الشخص أن الغضب – في الغالب – يورث الحقد والحسد، والعداوة والبغضاء، والعدوان وحب الانتقام،وهو يؤول إلى التقاطع، فهو مفتاح الفتن والآثام، وبريد التفرق والانقسام، فالغضب مفتاح كل عداوة وشر،

الخامس عشر:كثرة الدعاء بأن يرزقك الله الحلم، وكلمة الحق في الغضب والرضا، فقد كان من دعائه – صلى الله عليه وسلم -:«وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ » أخرجه أحمد(4/264)

السادس عشر:قراءة سير من ابتلوا فصبروا، وأُغضبوا فكظموا، وأُوذوا فَحَلِمُوا، وأعظم سير هؤلاء سيرة النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام – فخير الهدي هديه – صلى الله عليه وسلم -، ثم سيرة أتباعه الكرام ومن جاء بعدهم من أهل مكارم الأخلاق، ومعادن طيب الفعال،

وختاماً:أسأل رب النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – أن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يذهب غيظ قلوبنا، وأن يجيرنا من مضلات الفتن، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق والأقوال، لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنَّا سيئها، لا يصرف عنَّا سيئها إلا هو




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

الوسائل المعينة للوالدين على تحفيظ أبنائهما القرآن


بقلم د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

من نعم الله علينا أن رزقنا بنين وحفدة، ومنّ علينا بالصحة والفراغ والجدة، وكان حق ذلك أن نقابل هذه النعم بالشكر والتقوى، كما نبه نبي من أنبياء الله قومه ، فقال : ( وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) سورة الشعراء / 132 – 134 ، ولم يزل أولياء الله وعباده الصالحون قوامين لله بالقسط فيما استرعاهم الله عليه من هذه الذرية؛ تربية، وتهذيباً، وإصلاحاً، كما قال الأول :
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
فحفظ الله تعالى سيرتهم تلك في كتابه، فقال عن أبينا إسماعيل، عليه السلام: ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً ) سورة مريم / 54 – 55 ، وبما أمر به إسماعيل أمر ابنه محمداً صلى الله عليه وسلم، فقال : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) سورة طه / 132 ، وأوصى عموم عباده المؤمنين بهذه المسؤولية العظيمة، فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) سورة التحريم / 6 .
وعن عمرو بن سعيد بن العاص، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن"(1).
ومن أجَلِّ ما عني السلف الصالح بتنشئة أولادهم عليه حفظ كتاب الله تعالى.
قال الإمام البخاري: باب تعليم الصبيان القرآن، وساق فيه بسنده عن ابن عباس، رضي الله عنهما: "توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن عشر سنين، وقد قرأت المحكم"، وقوله أيضاً: "جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" فقيل له: وما المحكم؟ قال: "المفصل"(2).
وقد دل الحديث على فوائد منها :
1- استحباب البدء بالمفصل عند تعليم الصغار، لأنه أسهل عليهم.
2- ينبغي ألا يبلغ الصغير عشر سنين إلا وقد حفظ المفصل.

والسن التي يبدأ عندها بتعليم الصغار القرآن :
من حين يعقل ويميز؛ وذلك ببلوغه سبع سنين، وقد روى ابن أبي شيبة عن عمرو بن شعيب قال: كان الغلام إذا أفصح من بني عبد المطلب علمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية سبعاً: ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ) سورة الإسراء / 111 (3).
وروى أيضاً عن إبراهيم النخعي، قال: "كانوا يكرهون أن يعلموا أولادهم حتى يعقلوا"(4).
ولا ريب أن التربية تتطلب قدراً من الجهد والمعاناة من قبل الأبوين، على تفاوت بين الأولاد في ذلك، ومن الأسباب المعينة لهما لبلوغ الغاية المأمولة، والفرحة المنشودة ما يلي:

أولاً: القدوة الحسنة:
قال عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده: "ليكن أول إصلاحك لولدي، إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بك؛ فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت"(5).
ولا ريب أن الطفل الذي يفتح عينيه على أبويه يتلوان القرآن، آناء الليل وأطراف النهار، سينشأ معظماً للقرآن، محباً له، مستسهلاً ثني ركبتيه في حلق التحفيظ، متشوقاً للسير على خطى والديه، كما أن رفع المثل العليا، وضرب الأمثلة بسير النبلاء والصالحين، والموفقين من أقرانه، وأترابه، حفز له على التأسي والاقتداء.

ثانياً: التعويد منذ الصغر:
عن الربيع بنت معوذ، رضي الله عنها ، قالت: "أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم، قالت: فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن؛ فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك، حتى يكون عند الإفطار" متفق عليه(6).
وقال ابن مسعود، رضي الله عنه: "حافظوا على أبنائكم في الصلاة، ثم تعودوا الخير؛ فإن الخير بالعادة"(7).

ثالثاً: السياسة الحسنة:
جاء في كلام عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده: "وعلمهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه"(8).
فعلى المربي الحكيم أن يلحظ نفسية الناشئ، وما يقع لها من إقبال وإدبار، وانبساط وانقباض، فيستغل حال نشاطه، ويخفف عنه حال تبرمه وفتوره، ومن ذلك: أن يتيح له ما يكفيه للترويح، والتلذذ بمباهج الطفولة، وأشواق الشباب ولا يحمله على عزائم الكبار، فإن لكل زمان لبوساً.

رابعاً: الحوافز التشجيعية:
عن أبي خبيب الكرابيسي، رحمه الله، قال: كان معنا ابن لأيوب السختياني، في الكُتّاب، فحذق الصبي، فأتينا منزلهم، فوضع له منبر، فخطب عليه، ونهبوا علينا الجوز، وأيوب قائم على الباب، يقول لنا: ادخلوا، وهو خاص لنا(9).
وقال يونس: حذق ابن لعبد الله بن الحسن، فقال عبد الله: إن فلاناً قد حذق، فقال الحسن }: كان الغلام إذا حذق قبل اليوم نحروا جزوراً، وصنعوا طعاماً للناس"(10).
عن النضر بن الحارث، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قال لي أبي: يا بني! اطلب الحديث؛ فكلما سمعت حديثاً وحفظته، فلك درهم، فطلبت الحديث على هذا"(11).

خامساً: الدعاء لهم:
قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ) سورة إبراهيم / 35 ، وعنه أيضاً : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء ) سورة إبراهيم /40 ، وكذلك قوله : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ) سورة الصافات /100 .
وقال عن زكريا عليه السلام : ( فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ) سورة مريم / 5 – 6 .
وقال عن عباد الرحمن: ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ) سورة الفرقان / 74 .

سادساً: انتخاب الرفقة الصالحة، وتجنيبهم رفقة السوء:
ما سمي الإنسان إنساناً، إلا لميله إلى المؤانسة والخلطة والاجتماع، فهو مدني بطبعه، كما يقال. ولما كان الأمر كذلك، كان ينبغي للمربي الحكيم أن لا يدع أمر الرفقة متروكاً للظروف، بل عليه أن يسعى جاهداً لإحاطة ولده برفقة صالحة، وبيئة نقية، يتنفس من خلالها الطهر والنقاء والسمت والأدب، وأن يجنبه رفقة السوء من البطالين والعابثين، ولعل خير وسط يترعرع فيه الناشئ حلق القرآن، في أكناف المساجد، مأوى الملائكة، ومتعلق قلوب الصالحين، قال الإمام الذهبي، رحمه الله: "قد ثبت بقول المصطفى صلوات الله عليه: أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه" يا سبحان الله! وهل محل أفضل من المسجد؟ وهل نشر العلم يقارب تعليم القرآن؟ كلا، والله! وهل طلبة خير من الصبيان الذين لم يعملوا الذنوب"(12).

الهوامش:
1- رواه أحمد (412/3) وصححه الحاكم (292/4).
2- صحيح البخاري (5035-5036).
3- مصنف ابن أبي شيبة (556/10).
4- السابق (557/5).
5- البيان والتبيين ومحاضرات الأدباء للأصفهاني (75/1).
6- البخاري (1859) مسلم (1136).
7- رواه عبد الرزاق (4742) وابن أبي شيبة (109/7) والطبراني في الكبير (236/9)، والبيهقي (84/3).
8- رواه ابن أبي الدنيا في العيال (341) وانظر أيضاً: تاريخ بغداد (187/3) والمنتظم (140/10).
9- رواه ابن أبي الدنيا في العيال (314) وفي الإشراف في منازل الأشراف (164).
10- رواه ابن أبي الدنيا في العيال (318).
11- رواه الخطيب في شرف أصحاب الحديث (66-67).
12- سير أعلام النبلاء (396/6).

منــــــقول




مشكورة عالموضوع الرائع



مشكورة ياعمرى

جزاكى الله خيرا




خليجية