من المعروف أن من الأسباب المؤدية إلى عدم تناسق الأسنان مع بعضها البعض وكذلك علاقة الفكين ببعضهما هي وجود عادات سيئة تؤثر في طريقة نمو الفكين مع الزمن أو خلل في الوظائف الحيوية كوظيفة التنفس، وهذا السبب يعتبر شائعا في منطقتنا حيث يكثر الأطفال المصابون بأمراض في الجهاز التنفسي.
وسنتحدث هنا عن العضة المفتوحة وهي تعتبر نتيجة لما ذكر آنفا إضافة إلى شيوعها وبالأخص لدى الصغار.
العضة المفتوحة وهي التي تكون فيها الأسنان الأمامية العلوية والسفلية متباعدة عن بعضها البعض أي لا يوجد هنالك أي تطابق بينهما، حيث أن من الطبيعي أن تغطي الأسنان العلوية (الأمامية) نظيرتها السفلية بمقدار معين (20%-30%).
بالطبع فإن العضة المفتوحة تؤثر في جمال الابتسامة للشخص، أضف إلى ذلك التأثير في نطق بعض من الحروف كالسين والصاد وكذلك أيضا الخلل في وظيفة قضم الطعام، حيث لا يوجد تطابق بين الأسنان الأمامية حتى مع إغلاق الفم.
نشوء العضة المفتوحة
الأسباب المؤدية إلى العضة المفتوحة عديدة وتنشأ في الغالب في سن صغيرة أي في مرحلة تكون الأسنان ونمو الفكين. وتحدث عندما يكون هنالك تأثير خارجي في تناسق الأسنان والفكين ونذكر منها:
– عادة مص الإصبع: وتعتبر هذه من العادات الشائعة لدى الكثير من الصغار. وما يجب معرفته أن هذه العادة تعتبر طبيعية في سن 3-4 سنوات ولكن إذا استمرت هذه العادة إلى مرحلة بزوغ الأسنان الدائمة أو أكثر من ذلك فيكون هنالك بالطبع تأثير بالغ في نمو الفكين وتناسق الأسنان.
وهذا التأثير يكون في صورة بروز الأسنان الأمامية بفعل ضغط الإصبع المستمر ونشوء العضة المفتوحة وضيق في حجم الفك العلوي.
– عادة دفع اللسان للأسنان الأمامية: وهذا يعتبر أيضا شائعا وله تأثير بالغ على الأسنان الأمامية.
ويحدث عند البلع، حيث أنه من الطبيعي أن يكون اللسان ملامسا لسقف الحلق خلف الأسنان الأمامية والذي يحدث عند البعض هو أنه عند البلع يكون اللسان ضاغطا للأسنان الأمامية.
ومع استمرار وضع اللسان بهذه الطريقة فإنه يسبب ضغطا على الأسنان الأمامية ويؤدي إلى تباعدها ونشوء العضة المفتوحة.
وهذه العادة قد تسمى بالبلع الطفلي (tongue thrusting)، إذ من المعروف أن الطفل تكون لديه نفس طريقة البلع ولذا نلاحظ لدى الأطفال الرضع أن ألسنتهم تكون دائما خارج الفم.
ومع النمو ونضوج وظائف الفم تختفي هذه العادة لدى البعض وتبقى لدى البعض الآخر. كما تجدر الإشارة إلى أن هذه الطريقة في البلع قد تكون مصاحبة لعادة مص الإصبع أو أي أسباب أخرى مؤدية إلى العضة المفتوحة حيث وجود الفتحة ما بين الأسنان يؤدي إلى دفع اللسان خارجا أثناء البلع بطريقة لا إرادية.
– التنفس الخاطئ: وهو التنفس عن طريق الفم. ومن أسبابه التهابات في المجرى التنفسي والتهاب اللوزتين أو اللحميتين، حيث يلجأ الشخص للتنفس عن طريق الفم وذلك لوجود انسداد في الأنف يمنعه من التنفس عن طريقه.
ونلاحظ في الطفل أو الشخص الذي لديه هذه العادة أنه فاتح لفمه دائما لأنها الطريقة الوحيدة لتزويده بالهواء، وهذه العادة فضلا عن دورها في عدم وجود تنقية للهواء الداخل للرئتين فإن لها تأثيرا على نمو الفكين، حيث أن الفكين العلوي والسفلي يكونان متباعدين طوال الوقت وهذا ما يؤدي إلى نشوء العضة المفتوحة ونمو الأسنان العلوية للأسفل وكذلك السفلية للأعلى، وهذا الوضع أيضا يسبب ضيقا في حجم الفك العلوي.
وهناك دراسات ترى وجود علاقة بين التنفس عن طريق الفم ومشاكل في الفك الصدغي، حيث أن وضع الفك المفتوح لمدة طويلة يؤدي إلى وضع الفك السفلي إلى الأسفل والخلف وبالتالي يؤثر في مفصل الفك الصدغي ومن ثم إلى تشنجات وتعب في عضلات الفك.
العلاج
يعتبر التشخيص الصحيح لمعرفة السبب المؤدي لنشوء العضة المفتوحة هو المفتاح لعلاج هذه المشكلة.
كما أن العلاج في سن مبكرة حين تشخيص الحالة يعتبر أفضل عند البلوغ والكبر حيث تكون طرق العلاج أصعب.
ففي حالتي وجود عادة مص الإصبع أو الدفع اللساني، وعند اكتشاف هذه العادة في سن صغيرة وعلاجها بواسطة الأجهزة، قد ترجع الأسنان إلى وضعها الطبيعي بسرعة وقد لا تحتاج في بعض الأحيان إلى وضع الأجهزة التقويمية الثابتة لتنسيق الأسنان.
ولكن مع تقدم العمر أو في الحالات الشديدة فإن العلاج يكون بواسطة الأجهزة لتقويم الأسنان إضافة إلى الأجهزة المتخصصة لإيقاف تلك العادات.
وهي عبارة عن أجهزة توضع في سقف الحلق مع نهايات معدنية حادة تعمل على التذكير بعدم وضع الإصبع في حالة مص الإصبع وكذلك إبقاء اللسان خلف الأسنان الأمامية عند البلع.
أما في حالة التنفس عن طريق الفم فيكون في البداية بفحص وعلاج أي انسداد في المجاري التنفسية، وباستشارة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، ومن ثم يتم العلاج التقويمي وذلك لعلاج العضة المفتوحة وتنسيق الأسنان وكذلك التوسيع في حجم الفك.