تسلمي
لانحرم من ابداعك
دكتور / بدر عبد الحميد هميسه
من فقه التعامل أن يعرف الرجل أقدار الناس ، فينزلهم منازلهم ، ولذا كان توجيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس من أمتى من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه " رواه أحمد والطبراني بإسناد حسن .
ولقد حثت الشريعة الإسلامية الصغار على احترامِ الكِبار وأمرِ الصّغار بإجلالِ الكِبارِ وتعظيمِهِم والرِّفقِ بهم وعَدمِ التّطاوُل عليهم أقوالاً وأفعالاً. هذه شريعةُ الإسلام تدعو المسلمَ إلى أن يكرِمَ أخاه المسلمَ الذي تقدَّمَه سِنًّا وسبقه في هذه الحياةِ، تدعوه إلى أن يحترمَه ويكرِمَه ويراعيَ له كِبَرَه وسابِقَتَه في الإسلام، فيجِلّ الكبيرَ ويحترمه، ويعرِف له قدرَه ومكانته، والكبيرُ مأمورٌ برحمةِ الصِّغار والعطفِ عليهم والرِّفق بهم والإحسانِ إليهم. هذه المنافعُ المتبادَلَة بين أفرادِ المجتمَعِ المسلِم تثبِّت أواصِرَ الحبِّ والوئام بين الجماعةِ المسلمة.
ولقد حثنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على هذا الخلقِ الكريم ورَغَّبنا فيه، فيبيِّن لنا نبيُّنا أنَّ مَن أحسن إلى الكبيرِ في الدنيا هيَّأ الله لذلك المحسِنِ عند كِبَر سنِّه ورقَّةِ عَظمه من يجازيه بهذا العمَلِ الصّالح، فيقول صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِن مسلمٍ يكرِم ذا الشَّيبةِ إلاَّ قيَّض الله له من يكرِمه في سِنِّه)) رواه الترمذي في البر (2022).
وقال : ((إنَّ مِن إجلالِ الله إكرامَ ذي الشَّيبةِ من المسلمين وحامِلِ القرآن غيرِ الغالي فيه والجافي عنه وذي السلطانِ المقسِط)) أخرجه أبو داود في الأدب (4843)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (8/163) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وحسنه النووي في رياض الصالحين (173)، وابن حجر في التلخيص الحبير (2/118)، والألباني في صحيح الترغيب (98).
وحينما أتاه صلى الله عليه وسلم جرير بن عبدالله البجلى ، وهو فى بيت مزحوم ، فلما لم يجد مكانا يجلس فيه ألقى إليه النبى صلى الله عليه وسلم برداءه ليجلس عليه ، فأخذه جرير فضمه ، ثم قبله ، ثم رده على النبى وقال : أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتنى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أتاكم كريم قوم فاكرموه " رواه الطبراني في الصغير والأوسط : مجمع الزوائد ج8 ص 15 .
وتحكى السيدة عائشة – رضى الله عنها – موقف آخر ، يدل على معرفة النبى صلى الله عليه وسلم لأقدار الناس فتقول : " أتيت النبى بجريرة ( هى الحساء المطبوخ من الدقيق والدسم والماء ) قد طبختها له ، فقلت لسودة والنبى صلى الله عليه وسلم بينى و بينها كلى فأبت فقلت لتأكلين أو لألطخن وجهك ، فأبت ، فوضعت يدى فى الجريرة ، فلطخت وجهها ، فضحك النبى صلى الله عليه وسلم فوضع بيده لها ، وقال لها الطخى وجهها فضحك النبى لها ، فمر عمر فقال : يا عبد الله ! يا عبدالله ! فظن أنه سيدخل ، فقال : قوما فاغسلا وجوهكما ، قال عائشة : فمازلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح : مجمع الزائد ج4 ص 315 .
وعن سهل بن سعد الساعدي , قَالَ:مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم رجل. فَقَالَ النبي : مَا تَقُولُونَ في هَذَا ؟ قَالُوا : رأيك في هذا.نقول : هذا من أشرف الناس , هذا حَرِيٌّ , إِنْ خَطَبَ , أَنْ يخطب ، وَإِنْ شَفَعَ , أَنْ يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ : أَنْ يُسْمَعَ لقوله , فسَكَتَ النبي صلى الله عليه وسلم , وَمَرَّ رَجُلٌ آخر , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مَا تَقُولُونَ في هَذَا ؟ قَالُوا : نقول : والله يا رسول الله , هذا من فقراء المسلمين , هذا حَرِيٌّ , إِنْ خَطَبَ , لمَ يُنْكَحَ , وَإِنْ شَفَعَ , لاَ يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ , أَنْ لاَ يُسْمَعَ لقوله , فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم : لهَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا. أخرجه البخاري 7/9(5091).
عَنْ عَبَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَهُمْ يَقُولُونَ قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ فَرَحَهُمْ بِنَا فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ أَوْسَعُوا لَنَا فَقَعَدْنَا فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا لَنَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ . فَأَشَرْنَا جَمِيعًا إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ عَائِذٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَهَذَا الأَشَجُّ . فَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ عَلَيْهِ هَذَا الاِسْمُ لِضَرْبَةٍ بِوَجْهِهِ بِحَافِرِ حِمَارٍ فَقُلْنَا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ فَتَخَلَّفَ بَعْدَ الْقَوْمِ فَعَقَلَ رَوَاحِلَهُمْ وَضَمَّ مَتَاعَهُمْ ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ فَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ بَسَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رِجْلَهُ وَاتَّكَأَ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ الأَشَجُّ أَوْسَعَ الْقَوْمُ لَهُ وَقَالُوا هَا هُنَا يَا أَشَجُّ . فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وس لم وَاسْتَوَى قَاعِدًا وَقَبَضَ رِجْلَهُ هَا هُنَا يَا أَشَجُّ . فَقَعَدَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَوَى قَاعِدًا فَرَحَّبَ بِهِ وَأَلْطَفَهُ ثُمَّ سَأَلَ عَنْ بِلاَدِهِ وَسَمَّى لَهُ قَرْيَةً قَرْيَةً الصَّفَا وَالْمُشَقَّرِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ قُرَى هَجَرَ فَقَالَ بِأَبِى وَأُمِّى يَا رَسُولَ اللهِ لأَنْتَ أَعْلَمُ بِأَسْمَاءِ قُرَانَا مِنَّا . فَقَالَ إِنِّى قَدْ وَطِئْتُ بِلاَدَكُمْ وَفُسِحَ لي فِيهَا . قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الأَنْصَارِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَكْرِمُوا إِخْوَانَكُمْ فَإِنَّهُمْ أَشْبَاهُكُمْ في الإِسْلاَمِ أَشْبَهُ شَىْءٍ بِكُمْ أَشْعَارًا وَأَبْشَارًا أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ وَلاَ مَوْتُورِينَ إِذْ أَبِى قَوْمٌ أَنْ يُسْلِمُوا حَتَّى قُتِلُوا . قَالَ فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحُوا قَالَ كَيْفَ رَأَيْتُمْ كَرَامَةَ إِخْوَانِكُمْ لَكُمْ وَضِيَافَتَهُمْ إِيَّاكُمْ . قَالُوا خَيْرَ إِخْوَانٍ أَلاَنُوا فُرُشَنَا وَأَطَابُوا مَطْعَمَنَا وَبَاتُوا وَأَصْبَحُوا يُعَلِّمُونَنَا كِتَابَ رَبِّنَا وَسُنَّةَ نَبِيّ ِنَا صلى الله عليه وسلم فَأُعْجِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَفَرِحَ بِهَا . . " أخرجه أحمد 3/432(15644) و4/206(17985).
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد طيىء فيهم زيد الخيل وهو سيدهم فعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الإسلام فأسلموا وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما وصف لي رجل من العرب إلا وجدته دون ما وصف إلا زيد الخيل فإن وصفه لم يبلغ ما وصف به وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عدي بن حاتم الطائي في قومه من طيىء وكان نصرانيا فمضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخله إلى بيته وتناول وسادة من أدم حشوها ليف فطرحها وقال له اجلس عليها فقال بل أنت فاجلس عليها يا رسول الله فجلس رسول الله في الأرض وأجلسه على الوسادة ثم لم يزل يكلمه ويعرض عليه ما في دينه النصرانية مما أحدثوه فيه من الشرك ويعرض عليه الإسلام ويخبره أنه دين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار وأنه لا يبقى عربي إلا دخل في طوعا أو كرها فقبل عدي الإسلام وأسلم وحسن إسلامه وتبعه قومه فأسلموا وحسن إسلامهم . ( ابن عبد البر : الدرر في اختصار المغازي 256).
وروي أن علياً رضي الله عنه أعطى رجلاً حلّة ومائة دينار، فقيل له، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنزلوا الناس منازلهم، وهذه منزلة هذا الرجل عندي".
وذكر الحافظ ابن كثير من خبر الأصبغ بن نباته:أن رجلاً جاء على بن أبي طالب – رضي الله عنه – فقال: يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله تعالى قبل أن أرفعها إليك، فإن قضيتها حمدت الله وشكرتك، وإن لم تقضها حمدت الله وعذرتك، فقال على: اكتب حاجتك على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك، فكتب: إني محتاج، فقال لي: علىَّ بحُلة، فأتى بها، فأخذها الرجل فلبسها، ثم أنشأ يقول:
كسوتني حُلة تبلي محاسنها * * * فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن نلت حسن ثنائى نلت مكرمة * * * ولست أبغى بما قد قلته بدلا
إن الثنا ليحيي ذكر صاحبه* * * كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في خير تواقعه * * * فكل عبد سيجزي بالذي عملا
فقال على: علىَّ بالدنانير، فأُتى بمائة دينار فدفعها إليه، فقال الأصبغ: يا أمير المؤمنين، حلة ومائة دينار قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أنزلوا الناس منازلهم»وهذه منزلة هذا الرجل عندي. (البداية والنهاية (8/9).
قيل: إن فتى جاء إلى سفيان بن عيينة من خلفه فجذبه وقال: يا سفيان حدثني فالتفت سفيان إليه وقال: يا بني من جهل أقدار الرجال فهو بنفسه أجهل.
فهكذا يجب على المؤمن أن يقدر الناس على قدر أيمانهم وتقواهم لله عز وجل وليس مراكزهم وثرواتهم. هذا من سنته صلى الله عليه وسلم ومن مبادئ الإسلام الفاضلة.
الناس :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رمضان :
أعود إليكم شهرا كاملا بعد غياب
الناس :
ومن أنت أيها السيد الوقور ؟
رمضان :
أناضيفكم الراحل ، وزائركم المؤقت ، وناصحكم الأمين ،
أنا ركن من أركان الإسلام ، وقبس من نور الإيمان الناس / ـأهلاً وسهلاً بكَ ،،
الناس :
ما اسمك أيها الضيف الزائر ؟
رمضان :
اسمي رمضان ، ابن الزمان ، وحفيد الأيام ، و أخو شعبان .
الناس :
كم يبلغ عمرك؟
رمضان :
عمري يقرب من ألف وأربعمائة وتسع وعشرون عام 1443هـ
الناس :
من أين أتيت ؟
رمضان :
أتيت من عند الرحمن ،الذي خلق الإنسان ، وعلمه البيان
الناس :
أين تسكن؟ يا حضرةالفاضل المحترم ؟
رمضان :
اسكن في قلوب المؤمنين ، وفي ديار المتقين ،وبجوار المحسنين
الناس :
هل تعاني من أزمة السكن كما نعاني منها نحن هذه الأيام ؟
رمضان :
نعم ، لقد مررت بكل بيت وحللت في كل منزل ،ودفعت أغلى الأثمان ، فكان أن طردني
البخلاء الأشقياء ، وتجاهلني الأغنياءالأذلاء ، وعبس في وجهي التعساء الجهلاء
، ولكني لم أيئس ، فقد بحثت عمن يحبونني من المؤمنين المحسنين ، والأتقياء
الصالحين ، فوجدتهم ينتظرون لقائي ،ويستعدون لاستقبالي
الناس :
وكم تقيم عندنا ؟
رمضان :
أيام معدودات ،، تسع وعشرون أو ثلاثون .
الناس :
ماهي مهنتك التي تمارسها في ديار الإسلام ؟
رمضان :
مهنتي هي الزراعة والصناعة والطب والتعليم أما الزراعة : فإنني أغرس الإيمان في القلوب ، وأزرع المحبة في النفوس ، وابذرالأخلاق في الطباع ،واسقيها بماء الطهر والإخلاص ، وأغذيها بشهد الفضيلة والإحسان ، فتنبت كل معاني الخير والاطمئنان ، ونجني ثمار الفلاح والنجاح ، كما أنني أنزع شوك الحقد والغل والبغض من الصدور ، وأقلع جذور الفساد والغش والحسدمن النفوس فتنتج المحبة والمودة والإخاء .
الناس :
ما أجمل هذه الزراعة وما أبركها ،، وما هي صناعتك التي تمارسها ؟
رمضان :
إنني أصنع الأجسام القوية ، والنفوس الأبية ، والأرواح الزكية ، وأصل ما تقطع بين الناس من أوصال ، وأجمع ما تفرق من أشتات ، وأصهر الجميع في بوتقة العدل والمساواة ،فأنتج الأبطال الأقوياء، والرجال الأشداء على الأعداء الرحماء فيما بينهم .
الناس :
يا لها من صناعة تدفع الأمة إلى الجهاد الذي به تقودالعالم إلى الخير وما هي تجارتك ؟
رمضان :
تجارتي لن تبور ، فأنا أعطي الحسنات وأمحو السيئات ، فمن تعامل معي .. ربح الجنة وفاز بالحياة ، ومن تنكر لي وغش .. خسر البركة والخيرات .. وحبطت أعماله
وكان من أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.
الناس :
وما هو طبك؟
رمضان :
إنني أداوي الأجسام السقيمة ، والنفوس المريضة ، والعقول التائهة .. فأبعد عنها كل ضعف وشح وشرك ،، وأطهرها من أدران المادة ومن جراثيم الفساد والضلال .
الناس :
وماذا عن أدويتك وعلاجك ؟
رمضان :
أدويتي هي الصيام والقيام وذكر الديان والعمل على طاعة الرحمن
الناس :
وماذا تعلم الناس ؟
رمضان :
أعلمهم أن يسلكوا طريق الرشاد ، وأعودهم الجود والإحسان والرحمة والتسامح والأمانة والوفاء والصدق والصبر والتعاون والإخلاص
الناس :
لقد عرفنا الكثير من مزاياك وازداد شوقنا إلى حديثك المفيد ، وكلامك الرشيد
فهل لنا أن تزيدنا من علمك وتعرفنا على مزيد من فوائدك ؟
رمضان :
نعم ، أنا شهررمضان الذي أنزل فيه القرآن ، أنا شهر التوبة والغفران ، أنا في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ،، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم،، أنا الذي رافقت آباءكم المسلمين في معارك بدر واليرموك وحطين .. فأعطيتهم القوه
والعزيمة وعلمتهم الصبر والثبات فكان النصر حليفهم والخذلان حليف عدوهم .
الناس :
أيها السيد الكريم هل لك من شيء تقوله اخيرا الناس / ـ الآن وقد عرفناك جيدا وتذكرنا فضلك منذ القديم ، أنت الذي تزورنا في كل عام وتأتينا بالخير والبركات
من خزائن الأرض والسماوات فأهلا بك وبمعانيك الخيرة
ونفحاتك العطرة ،، ليتك تقيم عندنا الحياة كلها ،، تسكن في قلوبنا وتعيش معنا
رمضان :
نعم ، إنني أقول لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا بارك الله صيامكم وغفر ما تقدممن ذنوبكم ،، ورزقكم من الطيبات لتزدادوا خيرا على خير وبركة على بركة ، أماأنتم أيها البخلاء الطامعون ، والأغنياء اللاهون ، والتجارالمحتكرون ،والمفطرون العابثون ، فقد مررت بدياركم فوجدت أبوابكم مؤصدة وبيوتكم مقفلةوقلوبكم خاوية إلا من الطمع وحب المال والفساد والضلال ، فلا خير فيما تجمعون،، ولابركة فيما تكدسون
ليس هناك داء أدْوى ولا أقبح وأبشع من البخل، والبخل أنواع، والبخلاء كثر، وكل أنواعه مذمومة، وكل أصنافه مكروهة، إلا البخل بالدين فإنه محمود، فلا يحل لأحد أن يتنازل عن دينه ولا يرضى بالدنية فيه.
ومن الناس من يبخل بماله، وهذا هو الغالب، ومنهم من يبخل بعلمه ولا يحب أن يبذله لأحد أبداً، سواء كان علماً شرعياً، أوعلماً دنيوياً كالصناع والحرفين، فمنهم الأسخياء الناشرين لعلمهم، المعلمين لتلاميذهم المشجعين لهم، ومنهم البخلاء، الحاسدين لتلاميذهم، الكاتمين لمعارفهم.
ومن أنواع البخل الذميمة والعادات الرذيلة عدم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر، كما أخبر بذلك رسولنا: "البخيل من ذكرتُ عنده ولم يصلِّ علي" الحديث.
وأبخل وأرذل الجميع الذي يبخل بالسلام، ويضن بتحية الإسلام على إخوانه المسلمين، حيث لا يكلفه ذلك إلا فتح شفتيه وتحريك لسانه، ومن الناس من لا يسلِّم إلا على من يعرفهم، وهذه من علامات الساعة المؤذنة بقربها: "السلام بالمعرفة"، ومنهم من لا يسلِّم على كل من يعرفهم، وإذا سُلم عليه لا يرد، علماً بأن السلام سنة ورده فرض.
وهذا الصنف من البشر أبغض الخلق إلى الله وإلى عباده.
قال المناوي معلقاً على قوله صلى الله عليه وسلم: "وأبخل الناس من بخل بالسلام": (أي أمنعهم للفضل، وأشحهم بالبذل "من بخل بالسلام" على من لقيه من المؤمنين، ممن يعرفهم وممن لا يعرفهم، فإنه خفيف المؤنة، فلا يهمله إلا من بخل بالقربات، وشح بالمثوبات، وتهاون بمراسم الشريعة، أطلق عليه اسم البخل لكونه منع ما أمر به الشارع من بذل السلام، وجعله أبخل لكونه من بخل بالمال معذور في الجملة لأنه محبوب للنفوس، عديل للروح بحسب الطبع والغريزة، في بذله قهر للنفس، وأما السلام فليس فيه بذل مال، فمخالف الأمر في بذله لمن لقيه قد بخل بمجرد النطق، فهو أبخل من كل بخيل).
أرجو أخي المسلم أن تقارن بين حال البخيل بالسلام، وبين حال الصحابي الكبير والشيخ الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، الذي كان يغدو إلى السوق فقط من أجل السلام، لتعرف الفرق بين الكرام والئام، وبين المرحومين والمحرومين، فعن الطُّفيل بن أبيِّ بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله على أحد، ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحد إلا سلم عليه؛ قال الطُّفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوماً فاستبعني إلى السوق، فقلت له: ما تصنع بالسوق، وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق؟ وأقول: اجلس بنا ههنا نتحدث؛ فقال: "يا أبا بطن – وكان الطفيل ذا بطن – إنما نغدو من أجل السلام، فنسلم على من لقيناه".
وإفشاء السلام من حق المسلم لأخيه المسلم، وهو سبب من أسباب دخول الجنة: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحابتم؟ أفشوا السلام بينكم"4، ومن جاء بصيغة السلام الكاملة، وهي: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، فله ثلاثون حسنة، وكذلك رادُّ السلام.
فلم وكيف يظلم المسلم نفسه ويحرمها من هذا الفضل العظيم، والخير العميم، بلفظ قليل لا يكلفه درهماً ولا ديناراً؟؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أبدأ بقصة خيالية
بدأت الأصوات تهدأ وتعم أرجاء المكان بهدوء
وبلمحة بصر خيم السكون
وعند لحظة الهدوء والسكون
لفت نظري شخصاً يعصي الله …..
غريب حال هذا الشخص رب الكون يراه ولا يبالي
يستخفي من الناس ولا يتسخفى من رب الناس
الله يراك وأنت تعصيه
ألا تعلم ياعبدالله أن الله يمهل لك لأجل أن تتوب
وأنت لا تبالي
تمسي وتصبح وأنت تعصي الله
يامن تحرك أصابعك على الكيبورد وتخاطب فلانه وعلانه
ورب الناس قادر أن يشله لك
يامن تزني ورب الناس ينظر إليك
ألم تخجل من نفسك
ورب الكون قادر أن ينزل عليك ذلك العذاب
يامن تفعل الذنب
أقرأ ماأكتب هل أنت قادر على عذاب الله
لا والله إذاً لماذا العصيان !!
لقد سولت نفسك أن تفعل المنكرات ولكن لا تعلم مانهاية هذا الأمر
هل هي توبه أم سوء خاتمه
أسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا وأن نفعل الطاعات ونترك المنكرات
وأخيراً
أتمنى أكون أجدت الطرح
والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
منقول
أمراض لا يراها الناس
يا أمة الإسلام:
إن من أكبر النعم أن يعيش المرء سليماً في بدنه معافاً في صحته، وأن يحيا في سلامة من الأمراض التي انتشرت في هذا الزمن.
والإنسان بطبيعته لا يحب أن يعلم الناس بمرضه، ويحاول إخفاء كل علامة تدل على أنه مريض.
ولكني تأملت في أحوال بعض الناس، فعلمت أنهم قد أصيبوا بأمراض ولكن الناس لا يرونها، ولا تظهر للطبي في المستشفيات، ولا يستطيع الصيدلي أن يصف لك علاجها.
إنها أمراض خفية، لا تظهر على الوجه، ولا على الجلد، ولا تسبب الصداع أو السرطان.
إنها أمراض سكنت في قلوب بعض الرجال والنساء، واستقرت، وبدأت تتغل في الجسد.
لعلك تتسائل وتقول: وما هي هذه الأمراض؟ أريد معرفتها؟ وما هي حقيقتها؟
معاشر المسلمين:
إن البغضاء والحقد والكراهية جروح في القلب، وعيوب في نفس المؤمن…
قال زيد بن أسلم: "دخلنا على أبي دجانة وهو مريض، وجهه يتهل فقيل له: ما لوجهك يتهل؟، فقال: مامن عمل أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، وكان قلبي للمسلين سليمًا".
نعم والله
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولاينال العلا من طبعه الغضب
فوصيتي إليك طهر قلبك بماء السلامة، والبس ثياب الحب، واركب قافلة العفو، لتصل إلى دار السلام.
ومن أمراض القلوب:
البغضاء
إن البغضاء داء مهلك، وسرطان القلوب، وصاحبه يتقلب في أودية الهموم.
لا يعرف للنوم طعماً، ولا للحياة معنى، حياته مليئة بالكراهية للآخرين، فالموت أجمل له من الحياة.
إنه يحمل في قلبه أثقالاً من البغضاء لعباد الله، فهو يكره الصالحين ويكره من يلتزم بالدين، ولا يحب رؤيتهم.
ولعله يبغض بعضاً من شعائر الدين، فهو يبغض الحجاب الشرعي ويتمنى لو أن له سلطة أن يزيله من الوجود.
ويكره ويبغض بعض العلماء أو الدعاة الصادقين فيا عجبا له.
إنه يبغض من يتفوق عليه في الدنيا، ويكره النعم التي تنزل بغيره ويتحسر على أي خير يناله فلان.
والله إنه يعذب نفسه ولكنة لا يشعر بهذا العذاب…
ومنها مرض الكبر
إنه مرض ينتشر عندما يغفل الإنسان عن معرفته بنفسه الضعيفة ويرى أنه فوق الناس، وأنه أفضل منهم.
إن الكبر من صفات الرب تبارك وتعالى ومن أسماءه تبارك وتعالى "المتكبر" والإنسان عندما يتخلق بهذا الخلق فقد تعرض للوعيد الشديد: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» [رواه مسلم].
وقال الحكماء: "إن المتكبر كأنه على جبل يرى الناس صغار، وينسى أنهم أيضاً يرونه صغيراً".
ما أسوأ حالته وحياته، كيف لا والناس يكرهونه ويبغضونه فكيف يجد للحياة معنى؟ والذي يجالسه هو أول من يكرهه.
أمة الإسلام:
إن هناك من يتكبر على دينه وشريعة ربه فهو يتكبر على أن يسجد لله أو يؤدي واجباً أوجبه الله عليه.
وقد يتكبر على الحقوق فيرفض النصيحة ويستمر على الباطل الذي يهواه فهو كما قال تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [سورة لقمان: 7].
لقد نصحه الناصحون ولكنه لا يستجيب استكباراً: {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [سورة الجاثية: 8].
إنها صفة المنافقين كما قال تعالى: {لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} [سورة المنافقون: 5].
يامن تكبر في ملبسه أو مركبه أو منصبه أتمنى أن تنصت إلى هذه الأدلة لعلها توقظك من هذا الداء العجيب:
«لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» [رواه مسلم].
«ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر» [رواه البخاري].
«بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته، إذا خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة» [رواه البخاري].
فيا أيها المتكبر أرفق بنفسك قليلاً
وهذا الشاعر يتعجب ويقول:
عجبت من معجب بصورته***وكان بالأمس نطفة مذرة
وفي غدٍ بعد حسن صورته***يصير في اللحد جيفة قذرة
وهو على تيهه ونخوته***مابين ثوبيه يحمل العذرة
فرسالتي إليك:
كن متوضعاً لربك وللناس، وامش على طريقة الحبيب صلى الله علية وسلم الذي كان سيد المتواضعين، وكن على يقين أن تواضعك هو طريق إلى العزة والرفعة عند الله وعند الناس، فقد ثبت في الحديث: «وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 5809- خلاصة الدرجة: صحيح]
يا أخانا: اعرف قدر نفسك، فأنت لا شيء لولا فضل الله عليك: {وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} [النساء: 113].
ومنها: مرض الحسد:
الذي لا يسلم منه أحد، كما قيل: ماخلا جسد من حسد.
لقد تعجبت من الحاسد، لا يفرح لنعمة تنزل عليك، ولا يحب أن يراك مسروراً، وأسعد لحظاته عندما تصاب بمصيبة أو تفقد تلك النعمة.
دخل علينا الحسد في مدارسنا، فهذا طالب يحسد صاحبه لأنه متفوق علية في دراسته.
ودخل الحسد علينا في وظائفنا، فهذا الموظف يحسد صديقه لأنه على مرتبة أحسن منه.
ودخل الحسد حتى بين الصالحين والدعاة والعلماء حتى أغرى الشيطان بينهم وأدخلهم في متاهات عظيمة.
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، أما إني لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين» [الراوي: عبدالله بن الزبير المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 2888- خلاصة الدرجة: حسن لغيره].
ودخل الحسد بين أصحاب الأموال فتحاسدوا وتباغضوا، ودخل الحسد بين النساء، فهذه تحسد جارتها لأن زوجها يحبها أو لأنهم يتفوقون عليهم مادياً..
ولعلها تحسدها لأنها أجمل منها أو أحسن منها في عمل المنزل، ونحو ذلك.
فعجباً من الحسد وعجباً لأهله
إن الحسد نار في قلب الحاسد، لا تنطفئ إلا بزوال النعمة عن المحسود، والحاسد عدو للنعم التي يمنحها الله لمن يشاء من عباده .
قالوا: يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك.
وقيل الحسد جرح لا يبرأ.
ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحسود، هم لازم، وقلب هائم.
إني لأرحم حاسدي من حر ما***ضمت صدورهم من الأوغاد
نظروا صنيع الله بي فعيونهم***في جنة وقلوبهم في النار
عباد الله:
إن الحسد داء قاتل ، ومرض خبيث، يفسد العلاقات، ويوقع العداوات، إن الحسد آفة موجودة بيننا… وللأسف فإننا نرى آثارها وصورها.
والحسد له أسباب فمنها:
1 بغض المحسود والكراهية له.
2 ضعف الإيمان وقلة التقوى لدى الحاسد.
3 عدم الرضا بقضاء الله وقدره ، لأن الله هو الذي يعطي من يشاء ويمنع من يشاء {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ} [سورة النساء: 54].
…….
وهذه رسائل إلى المحسود:
إليك هذه الوسائل التي تدفع شر الحاسد عنك بإذن الله تعالى:
1 تقوى الله ، فمن حفظ الله حفظه الله.
2 الاستعاذة بالله من شره ، كما قال تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [سورة الفلق: 5].
3 التوكل على الله وعدم الالتفات إلى كيد الحاسد.
4 الصدق والإحسان إلى الناس ، فإن لذلك تأثير عجيباً في دفع شر الحاسد.
5 الإحسان إلى الحاسد ومقابلته بالحسنى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [سورة فصلت: 34].
6 فرغ قلبك من التفكير فيه، ولا تبال به.
فيا عبد الله:
طهر قلبك وسريرتك من نار الحسد، وكن راضياً بما قسمه الله لك وكن محباً لغيرك، تفرح لأخيك عندما تنزل عليه نعمة وتحزن له عندما تحل به مصيبة.
إنها القلوب النقية التقية، قلوب بيضاء، تحب الخير للجميع، قلوب سليمة ستنجو يوم القيامة: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [سورة الشعراء: 87-88].
سلطان العمري
تحياتي
عاشقة الماضي
أبو أنس العراقي ماجد بن خنجر البنكاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين .
الحوائج: ما يحتاجه الإنسان ليكمل به أموره.وإعانة العبد لأخيه المسلم سبب في عون الله للعبد.
فعن أبي قتادة صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسرٍ أو يضع عنه". أخرجه مسلم برقم (1563) من سره: أفرحه وأدخل على نفسه السرور.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجةِ أخيه كان الله في حاجته ومن فرجّ عن مسلم كربة فرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ".رواه البخاري في المظالم(2442)،ومسلم في البر والصلة(2580).
لا يظلمه:أي نوع من الظلم.ولا يسلمه:أي لا يسلمه لمن يظلمه يدافع عنه ويحميه من شره.
وفي رواية: "لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجةٍ وأشار بأصبعه أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين". الصحيحة (607).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".
(نفس): أزال وفرًّج.(يسر على معسر): بالإبراء أن تصدق عليه أو بالانظار إلى ميسرة. يلتمس : يطلب.يتدارسونه : يتلونه ويتعلمونه. بطأ: قصر.
إعانة المحتاج وتفريج عنه الكروب قربة إلى الله وسبب في رحمة الله لعبده يوم القيامة.
وعن أبي موسى رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "على كل مسلم صدقة قال: قيل: أرأيت إن لم يجد، قال: يعتمل بيديه فينفع ويتصدق قال: أرأيت إن لم يستطع قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قال: قيل له أرأيت إن لم يجد قال: يأمر بالمعروف أو الخير ، قال: أرأيت إن لم يفعل قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة. رواه البخاري في كتاب الأدب برقم(6022)،ومسلم في الذكر والدعاء برقم (6868).
(ذا الحاجة الملهوف) يطلق على المتعسر وعلى المضطر وعلى المظلوم.
(يعدل بين الإثنين): أي يصلح بينهما بالعدل.
وعن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مشى في حاجةِ أخيه حتى يثبتها له أظله الله عز وجل بخمسةٍ وسبعين ألف ملك يصلون عليه ويدعون له إن كان صباحاً حتى يُمسي وإن كان مساءً حتى يصبح ولا يرفع قدماً إلا حط الله عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة"
وفي رواية له عن ابن عمر وحده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أعان عبداً في حاجته ثبت الله له مقامه يوم تزول الأقدام". الصحيحة (608).
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته".صحيح الجامع(6495)
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أن مكاتباً جاءه فقال: إني عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صبر ديناً أداه الله عنك؟ قل: "اللهم أكفني بحلالك عن حرامك وأغنني من فضلك عمن سواك".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "دعوا الناس فليصب بعضهم من بعض فإذا استنصح رجلٌ أخاه فلينصح له".السلسلة الصحيحة(1855).
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، والحمد لله رب العالمين . وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
كتبه العبد الفقير الراجي عفو ربه
ماجد بن خنجر البنكاني
أبو أنس العراقي
لقد تعودنا في هذا الزمن الرديء على استماع الكثير من الأكاذيب في مجالس الأصدقاء حتى بات الواحد لا يدري يصدق من؟ وإذا كان البعض يمارس الكذب جهاراً فإن الأسوأ منه الذي «يتفشخر» بالادعاءات التي لا أصل لها لمجرد أن يعطي لنفسه قيمة أو وجاهة في الوقت الذي يعرف الناس اصلاً حقيقته وأنه لا يعدو أن يكون من الكاذبين الذين يقولون ما لا يدركون.
وتتميز بعض الشخصيات المريضة بحبها لإثارة الفتن ودب النزاعات بين الناس من خلال نقلها لكلام مسيء أو تلفيقها لبعضه بهدف تحقيق بعض المكاسب والمصالح الشخصية حتى لو كان ذلك على حساب مشاعر من يتودد لهم.
وتزداد خطورة نقل الكلام، والافتراء على المحصنات،عندما يصاحبه الافتراء وعدم الدقة والتضليل
قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) النور/4 .
أن البغي لا يعرف لنفسه حدا ينتهي إليه وأن خلق الافتراء كذلك لا يقف في المفتر عند حدٍّ، إنه يبدأ بالافتراء على الله ، حيث يرى في إمهاله له إهمالا ، ولولاه لما جرأ على الافتراء على عباد الله، ثم الافتراء على الحقائق، ليكون عاقبة ذلك هو على ما جاء في تلك الآية " السحت للمفتري بالعذاب الأليم" ( ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيُسْحِتكم بعذاب وقد خاب من افترى) طه 61.
ومعنى السحت هو الإجهاد بالعذاب في الدنيا والآخرة ، ذلك أن هؤلاء المفترين من طبعهم أنهم لا يزدادون على افترائهم إلا خفة وطيشا ،ونزقا ، فكان عاقبتهم السحت بالعذاب
تذكرة لكل من تسول له نفسة الافتراء على خلق الله بهتانا وزورا
أشد أنواع الظلم اتهام البريء ورميه بما ليس فيه، وفقدان الثقة فيه، وإثارة الشكوك حوله، وإن الويل ثم الويل للظالم من عقاب الله وعذابه يوم القيامة
قال تعالى:
{ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار}
فمن تجرأ على الناس تجرأ الناس عليه ومن فضح مؤمنا فضحه الله فى قعر بيته ابعد عن الاعراض تسلم اجتنب المحارم لا تهلك استر يسترك الله
فالكذب على الناس وقذفهم بالباطل بلا برهان من البهتان الذي حرمه الله ورسوله؛ كما قال تعالى: وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِنّ [الممتحنة:12
"بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".أخرجه أحمد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ;
أتدرون من المفلس؟ . قالوا ; المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ،وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيقعد فيقتص هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه ؛ أخذ من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ، ثم طرح في النار .
الراوي; أبو هريرة – خلاصة الدرجة; صحيح – المحدث; الألباني – المصدر; صحيح الترمذي
دعوة تفائل لكل من تعرض للظلم بالقول او الفعل
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}الحج38:
( مَن آذى لي وليّـاً فقد آذنته بالحرب).
يخبر تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار ، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ، كما قال تعالى : ( أليس الله بكاف عبده ) [ الزمر : 36 ] وقال : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) [ الطلاق : 3 ] .
( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ( 173 ) )
( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ( 174 ) )
2. ما مضى فات,وما ذهب مات,فلا تفكر فيما مضى,فقد ذهب و انقضى.
3. عليك بالمشي و الرياضة, واجتنب الكسل و الخمول , واهجر الفراغ و البطالة.
4. جدد حياتك , ونوع أساليب معيشتك, وغير من الروتين الذي تعيشه.
5. أهجر المنبهات و الإكثار من الشاي و القهوة, واحذر التدخين و الشيشة و غيرها.
6. كرر(لا حول و لاقوة إلا بالله) فإنها تشرح البال, وتصلح الحال, وتحمل بها الأثقال, وترضى ذا الجلال.
7. أكثر من الاستغفار, فمعه الرزق و الفرج و الذرية و العلم النافع و التيسير و حط الخطايا.
8. البلاء يقرب بينك و بين الله و يعلمك الدعاء ويذهب عنك الكبر و العجب و الفخر.
9. لا تجالس البغضاء و الثقلاء و الحسدة فإنهم حمى الروح,وهم حملة الأحزان.
10.إياك و الذنوب,فإنها مصدر الهموم والأحزان و هي سبب النكبات و باب المصائب والأزمات.
11.لا تتأثر من القول القبيح و الكلام السيئ الذي يقال فيك فإنه يؤذي قائله ولا يؤذيك.
12.سب أعدائك لك وشتم حسادك يساوي قيمتك لأنك أصبحت شيئا ً مذكورا ًورجلاً مهماً.
13. اعلم أن من اغتابك فقد أهدى لك حسناته و حط من سيئاتك وجعلك مشهورا ً بين,وهذه نعمة.
14. أبسط وجهك للناس تكسب ودهم, وألن لهم الكلام يحبوك, وتواضع لهم يجلوك.
15.ابدأ الناس بالسلام و حيهم بالبسمة وأعرهم الاهتمام لتكن حبيباً إلى قلوبهم قريباً منهم.
16.لا تضيع عمرك في التنقل بين التخصصات و الوظائف و المهن, فإن معنى هذا أنك لم تنجح في شيء.
17.كن واسع الأفق و التمس الأعذار لمن أساء إليك لتعش في سكينة و هدوء, وإياك و محاولة الانتقام.
18.لاتفرح أعداءك بغضبك و حزنك فإن هذا ما يريدون,فلا تحقق أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك.
19. اهجر العشق و الغرام و الحب المحرم فإنه عذاب للروح ومرض للقلب , وافزع إلى الله و إلى ذكره و طاعته.
20.أنت الذي تلون حياتك بنظرتك إليها, فحياتك من صنع أفكارك, فلا تضع نظارة سوداء على عينيك.
21.إذا و قعت في ازمة فتذكر كم أزمة مرت بك و نجاك الله منها, حينها تعلم أن من عافاك في الاولى سيعافيك في الاخرى.
22.لا شيء يساوي حسن اتصالك بالله
منقوول
شكرا على المرور اسعدتموني بردودكم