النوم رحمة من رب العالمين ، قال تعالى : " وجعلنا اليل لباسا " أي لباسا لكم ولذلك اجمع العلماء أن النوم في اليل مهم جدا لصحة الأبدان .
كثيرا من الاباء يهتمون بنوم الطفل . لأن الوقت الذى ينام فيه الطفل يكون بمثابة لحظات من الاسترخاء والاستمتاع بالحياة ولكن النوم أمر حيوى لنمو وتطور الطفل . وذلك لأنه خلال النوم تنطلق هرمونات النمو وتنمو الخلايا الجديدة بسرعة أكبر . كما أن قلة النوم تسبب عصبية الطفل وعدم تفاعله بشكل سليم مع المحيطين .
إن عادات النوم عند الأطفال بعد الشهور الأولى من ولادتهم يتم اكتسابها من خلال التعلم والتعود ، فى الشهر الثالث أو الرابع يمكن أن ينام الطفل من 6-8 ساعات يوميا وبتعويد الطفل على ذلك نجد أن الطفل يمكن أن ينام فى فترة نوم الأسرة فى اليل طالما تعود على ذلك .
ما فائدة النوم للطفل ؟
يعتبر النوم مطلب أساسى لنمو الطفل . فخلال النوم يخزن الجسم الحريرات التى اكتسبها من غذائه ويحولها إلى طاقة للنمو والدفء . ونجد أن جميع خلايا الجسم والدماغ تتكاثر بسرعة فائقة . بالأضافة إلى تصنيع كريات الدم البيضاء الهامة للجهاز المناعى . والسبب فى هذه الفائده هو تنبيه افراز هرمونات النمو ونشاط الدماغ أثناء النوم . وعندما يكون الطفل نائما تعالج المعلومات التى استوعبها طوال اليوم وتخزن للرجوع إليها فى المستقبل . ومما سبق
يتضح أن جسم الطفل بحاجه للراحه لتخزين الطاقه واكتساب القوة والنمو
النوم عند الرضع
حالات التبية السته عند الأطفال
غفوات منتصف النهار
كم يحتاج الطفل من النوم
تطوير نمط وكمية النوم حسب السن
تختلف دورة النوم لدى الأطفال عن البالغين إذ تبلغ دورة النوم لدى الطفل الوليد حوالى 45 دقيقة مقابل 90 دقيقه عند الشخص البالغ . وبالرغم من قصر دورة نوم
الطفل عن البالغين إلا أن الطفل يقضى فترة أطول ( حوالى خمسين بالمئة ) فى المرحلة الخفيفة من النوم من نوع REM ( حركة العينين السريعة ) ، وفى هذه المرحلة ينتفض جسم الطفل . وتتحرك عيناه بسرعة وذلك لأنه يحلم . وفى هذه المرحلة يكون الطفل أكثر عرضة للاستيقاظ . أما بقية وقت النوم فيكون من النوع الغير مترافق بحركة العين السريعة non –REM وهو نوم أكثر هدوءا ويزداد عمقا على أربعة مراحل يصعب الأستيقاظ خلالها .
فى الأحوال العادية ينتقل الطفل بين حالات من النوم الخفيف والنوم العميق . وأثناء مرحلة النوم الخفيف ( والتى تحدث من خمس لست مرات فى اليلة الواحدة ) قد يستيقظ الطفل ويفتح عينه . وقد يبكى فى حالة عدم وجودك . ولكن يجب عليكى أن تتركيه حتى يعتاد أن يخلد للنوم بمفرده .
ولكن قد لا يتحقق ذلك عند بعض الأطفال بسبب المرض أو التسنين أو معاناة الطفل من قلق الافتراق . أو بسب عدم تعود الطفل على عادات نوم صحيحة .
حالات التنبه الست للرضيع
أن النوم عند المولود يمر بعدة مراحل
المرحلة الأولى : النوم الهادئ العميق
– ينام الطفل نوما عميقا
– لايبدى أى حركات ظاهرة
– يتم فى هذة المرحله أفراز هرمون النمو
المرحلة الثانية : النوم الناشط المتناقض
– يبدوا وجهة معبرا بأبتسامات- تقلصات
– جفنيه شبه مفتوحه وتحرك عيناه
– يحرك يديه ورجليه كل فتره
– لايتنفس بأنتظام
– قد يتوقف التنفس لمدة 15ثانية
– يبدو كما لو أنه سيفيق
المرحلة الثالثة : التغافل
– يظهر الطفل كأنه بين الإغفاء واليقظة
– لاتحاولى حمله أو التحدث إليه لأنك قد توقيظه
المرحلة الرابعة : اليقظه الهادئة
– يظهر الطفل فيه هادئ
– يكون الطفل منتبها إلى ماحوله
– لايتحرك كثيرا
– يكون قادر على الاستجابه بابتسامه أو بحركه من وجهه
المرحلة الخامسه : اليقظة الناشطة
– يكون الطفل فيه مضطربا
– يحرك ذراعيه وساقيه
– يبدوا كأنه مستعد للبكاء أو الصراخ
المرحله السادسة : اليقظه المضطربة
– يبكى الطفل كثيرا حيث يكون مضطربا ومنفعلا
– لاتوصل الأم إلى تهدئته على الرغم من محاولاتك
– تسود هذه الحالة الأسابيع الأولى من عمر الطفل وتكرر أكثر من حالت اليقظه الهادئه والنوم العميق
– تزول شيئا فشيئا فى حدود الشهر الثالث
عفوات منتصف النهار
مثل الكبار تماماً، الأطفال لا يستطيعون النوم عندما يشعرون بتعب زائد، لذا فقد يعانى طفلك من صعوبة أكثر فى النوم ليلاً إذا لم يكن قد أخذ قسطه المعتاد من النوم أثناء النهار.
تعد عفوات منتصف اليوم هامه لكى يستطيع الطفل مواصلة يومه . ولاستعادة نشاطه وليس لجميع الأطفال القدرة على البقاء مستيقظا طوال اليوم . كما أن مثل الكبار تماماً، الأطفال لا يستطيعون النوم عندما يشعرون بتعب زائد، لذا فقد يعانى طفلك من صعوبة أكثر فى النوم ليلاً إذا لم يكن قد أخذ قسطه المعتاد من النوم أثناء النهار.. ولكن احرصى على قلة فترات تلك الغفوات وأن تكون قبل نوم المساء بفترة كافية . ولمساعدة الطفل على غفوات منتصف اليوم يمكنك أن توفرى للطفل الكثير من الهواء الطلق .خلال نزهة سريعة فمن الشائع أن الهواء الطلق ينهك الأطفال . كما أنه من المحتمل أن ينعس الرضيع نتيجة الحفز الذى يتعرض له من خلال المشاهد الطبيعية والأصوات
كم يحتاج الطفل من النوم
يحتاج الطفل من النوم
يحصل الطفل على حاجته من النوم . لأنه ينام عندما يحتاج جسمه للراحة أو عندما يحصل دماغه على القدر الكافى من التنبيه . ويستيقظ عندما يحصل على ما يكفيه من النوم . ومن الصعب تغير ذلك لأن الطفل فى الأشهر الأولى يكون مركب فيزيولوجيا للنوم والاستيقاظ حسب حاجته . فيقضى الطفل الوليد حوالى18 ساعة فى اليوم نائما . وبمرور الأشهر يقل هذا المقدار حتى يصل إلى من 12-14 ساعة فى الشهر السادس . ويلاحظ على طفل الستة أشهر أنه قد يجاهد نفسه ليبقى مستيقظا فى حالة وجود ما ينبهه بعد أن كان ينام عندما يشعر بالحاجة لذلك فى الأشهر السابقة . وتختلف الحاجة إلى النوم من طفل لآخر بحسب طبيعته والعادة التى تعود عليها .
ويلاحظ أن الطفل الطبيعى لا ينام أكثر بكثير من الوقت المعتاد . ويعتبر النوم الزائد دليل على وجود خلل أو مرض الطفل . وإذا استمر على هذا الحال فيفضل استشارة الطبيب لعل هنالك مرض غير ملحوظ الأعراض . وفى حالة خلوه من الأمراض راقبى تصرفات الطفل حين استيقاظه . فربما يكون النوم دليل على عدم قدرة الطفل على التكيف وانزعاجه . فحاولى محادثة الطفل ( فقد يفقهمك بالرغم من عدم ظهور استجابة تدل على ذلك ) . وفى حالة غيابك عنه فى لحظات النهار يمكنك مناقشة الأمر مع من يتولى رعايته أثناء غيابك .
وماذا عن قلة النوم :-
إذا كان الطفل ينام لفترات أقل من المعتاد دون أن يؤثر ذلك على صحته . فلا يوجد مشكلة فى ذلك . وحاولى التكيف من نمط نوم الطفل .
عدد ساعات نوم الأطفال
عند الميلاد يكون نومه الطفل غير منتظم و قد تكون ساعات نومه من 18 إلى 20 ساعة
عند بلوغ الطفل الشهر يكون عدد ساعات نومه من 16 – 20 ساعة موزعة على مراحل قد تصل المرحلة من 3-4 ساعات دون التفريق بين اليل والنهار
الشهر الثانى من 16 -18 ساعة مقسمة على فترات من 5-6 ساعات فى الفترة الواحدة
3 شهور 9 -10 ساعات ليلا 5-6 ساعات (على 3 مرات) خلال اليوم
الشهر الرابع 9-12 ساعات ليلا من 6 شهور 11 ساعة ليلا 3 ساعات (على مرتين ) خلال اليوم
9 شهور 11ساعة ليلا 3 ساعات (على مرتين ) خلال اليوم
12 شهر 11 ساعة ليلا ساعتين ونصف (على مرتين) خلال اليوم4-6 ساعات ( على ثلاث مرات ) خلال اليوم
يلاحظ أن بعض الأطفال قد يستغنوا عن غفوات النهار ويريدون البقاء مستيقظين طوال النهار .
* الأطفال فى فترة التسنين قد يعانون من الأرق، وحتى بعد انتهاء الألم قد تمر بضعة أيام قبل أن يعود الطفل إلى نظام نومه المعتاد.
* أى تغيير قد يؤدى إلى إخلال التوازن فى نظام نوم طفلك بشكل مؤقت، فإذا غيرت غرفته، أو حتى غيرت موضع فراشه فى نفس الغرفة،أو حتى بعد الرجوع من أجازة بالخارج و قد يستغرق منه ذلك بضعة أيام إلى أن يعتاد على المحيط الجديد.
تطوير نمط وكمية النوم حسب السن
النوم فىا لثلاثة شهور الأولى
· فى البداية لا يستطيع الطفل أن يفرق بين اليل والنهار ، سيستيقظ كلما شعر بالجوع أو وجد ما يزعجه ،يجب توفير الراحة للطفل مثلا الحرارة المناسبة وعدم اتساخ الحفاضة .
نوم الطفل فى الشهر الأول :-
عند الميلاد يكون نومه الطفل غير منتظم و قد تكون ساعات نومه من 18 إلى 20 ساعة
. ويكون نوم الطفل فى نصف هذا الوقت نوما منتناقضا . ولا يميز الرضيع فى الأسابيع الأولى بين اليل والنهار . ويستيقظ طلبا للغذاء لأن الجوع احساس جديد عليه فلم يعد يتغذى من الحبل السرى وقد يستيقظ الطفل كل ثلاثة أو أربع ساعات . ومن العبث محاولة تغير نمط نومه لأنه سوف ينظم أوقات يقظته ونومه بمفرده بعد ذلك . ولكن عليكى تنظيم أوقات نومك حسب أوقات نومه . وحاولى توفير متطلباته لينام ولا يشترط توفير الهدوء التام فقط تجنبى الضخة القوية مثل صوت المكنسة أو غلق الباب بشدة . وذلك لأن الطفل الذى يعتاد النوم فى هدوء تام يصعب عليه النوم بعد ذلك فى أبسط ضوضاء . ويجب إلا تخلطى بين حالات اليقظة عنده وحالات النوم المتناقض . فبالرغم من أن الطفل قد يبدو حين النوم المتناقض أنه مضطرب ويكون وجهه معبرا بظهور الابتسامات والتقلصات وقد يبكى أو يحرك يديه أو رجليه . إلا أنه سيصعب عليه اكمال نومه إذا انهضتيه على اعتبار أنه أفاق . لذا لا تسرعى على حمل الطفل عندما تسمعيه يبكى ولا تحاولى ارضاعه ولكن تأكدى أن كل شئ على ما يرام وبذلك تتجنبى التوتر والأكل الزائد لأن ذلك يكون عند الطفل عادات نوم غير صحيحة .
الطفل بين الشهر الأول والرابع :
يبدأ الطفل بالتدريج فى التميز بين اليل والنهار . فتطول عنده مرحلة النوم اليلى . وتطول فترات اليقظة والهدوء أثناء النهار . ولكن الأمر لا يخلو من المصاعب وخاصة أنه قد يبكى كل يوم فى الساعة نفسها . ولا شئ يوقفه . ويسمى البعض ذلك بكاء المساء أو بكاء أواخر النهار . وهذا البكاء فى الغالب غير مرتبط بآلام الطفل ولكنه ناتج من التغيرات الطارئة على نظام النوم واليقظة .
خلال الثلاث شهور الأولى يعانى الأطفال كثيراً من نوبات مغص،. فى هذه الحالة يكون حمل الطفل أو المشى به ورأسه على كتفك قد يساعده، كما قد يساعده أيضاً وضعه على فخذيك وبطنه إلى أسفل والطبطبة برفق على ظهره أو تدليك ظهره. لو استغرق طفلك فى النوم أثناء الرضاعة احمليه ورأسه على كتفك لبضع دقائق ليتجشأ )يتكرع) قبل وضعه لينام.
وعلى الأم أيضا خلال هذه الفترة أن تساعد طفلها تدريجيا على التميز بين النوم واليقظة وذلك بوضعه فى الفراش حينما يشعر بالنعاس وتجلس معه وتداعبه وتغمره بحنانها فى ساعات اليقظة .
وبفضل مساعدتك للطفل على إدراك اليل والنهار . يبدأ الطفل بعد الأسبوع الرابع أو الخامس بتطوير نمط نومه لينام باليل أكثر من النهار . ويتضح هذا النمط بمرور الأشهر القليلة الأولى . ولكن الطفل فى بادئ الأمر لا يستطيع التميز بين اليل والنهار ويمكنك مساعدة الطفل على النوم خلال فترة اليل عن طريق :-
· جعل الطفل ينام فى غرفة مظلمة ليلا لكى يشعر الطفل أن اليل يختلف عن النهار
· من المستحسن أن تعلمى أوقات الرضاعة ليست كلها مماثلة وصالحة للهو وذلك عن طريق
1. اتباع طقوس مختلفة باختلاف أوقات الرضاعة فعند إرضاع الطفل ليلا اجعلى الأنوار خافتة من حولك و أعيدى طفلك إلى سريره فور انتهائه من الأكل والتجشؤ
2. عند تغير الحفاظة ليلا بدلى حفاظه بسرعة
3. لكن عند إطعامه أثناء النهار ، تأكدى من أنه مستيقظ تماما . تكلمى معه وداعبيه ، وإذا داعبتى طفلك قبل وبعد إطعامه وجبة النهار ستساعديه على أن يحفظ قسطا من نومه لليل .
بعض الأطفال حديثى الولادة يشعرون بالراحة والأمان إذا كانوا ملفوفين "بالفة" فى الأسابيع الأولى لهم، كما يفضلون النوم فى فراش صغير مثل الكارى كوت، حيث يشعرون فيه بالدفء والأمان.
النوم من الشهر الرابع وحتى السادس : –
تصبح فترات نوم الطفل شبه منتظمة . فقد ينام طوال اليل دون استيقاظ لمدة قد تصل إلى اثنى عشرة ساعة ليلا . وقد يشعر بالأمان إذا امتص ابهامه ثم يعود إلى النوم وحده . ويختلف نظام غفوات النهار من طفل لآخر . والسبب فى استقرار نوم الطفل هو نمو قدرة الطفل على التكيف وقلة الشعور بآلام البطن وتناوله للحليب بشهية . مما يساعده على قضاء اليل نائما ليستعيد وظائفه الطبيعية .
وفى هذه المرحلة قد يستيقظ الطفل دون بكاء ثم يعود للنوم وحده إذا استيقظ قبل موعده .
ولكن قد تؤثر بعض المنغصات كالمرض أو تغير البيئة على نوم الطفل . ولكن تعود الطفل على عادات نوم صحيحة يساعده على تخطى تلك الآزمات .
النوم فى النصف الثانى من السنة الأولى
تنخفض ساعات النوم التى ينامها الطفل ويتراوح عدد ساعات النوم من 14 -16 ساعة ،وليس شرطا فى هذه الفترة أن ينام الطفل بعد كل وجبة طعام
والكمية المثالية للنوم فى هذه الفترة هى 14 ساعة وهذه الكمية قد تستمر أو تنقطع فبجانب نوم الطفل ليلا يكون هناك فترة وجيزة للنوم أو فترتين أثناء النهار تتراوح مدة النوم فيهما بين عشرين دقيقة إلى ثلاث ساعات وغالبا ما تكون بعد الظهر أما النوم فى الصباح فيخف أو يزول . وقد تحدث اضطرابات فى النوم قرابة الشهر الثامن . ويختلف الأطفال فى نمط نومهم وفى قدرتهم على النوم المتواصل فقد نجد بعض الأطفال لا يغفون بسهولة ويكون نومهم مضطربا . ومشحونا بالأحلام . ويجب عليكى الا تسارعى على حمله فقط تأكدى من أن كل شئ على مايرام . وحاولى تهيئة الجو المناسب الذى يساعده على النوم بهدوء . ويلاحظ أن الاستيقاظ من النوم خلال اليل يزداد في النصف الثاني من السنة الأولى، وتستمر هذه المشكلة في السنة الأولى وحتى السنة الثانية من العمر. إلا أنه أن الأطفال عادة ما يتخلصون من هذه المشاكل مع مرور الزمن ولا يكون لها أي تأثير على نمو الطفل وصحته.
المزيد