بسم الله الرحمن الرحيم
النوم القهري
هو النوم الذى لايقاوم
مرض يصيب الجهاز العصبي ويرافق المريض مدى الحياة وإذا لم يشخص ويعالج قد يؤثر على المريض تأثيراً بالغاً، ومنٍ أهم مظاهر أعراض المرض نوبات شديدة من النعاس لا يمكن مقاومتها.
يصيب المرض واحداً من ألف شخص من كلا الجنسين أغلبهم لا يتم تشخيصهم. ويمكن أن تظهر أعراض النوم القهري في أي عمر ولكنها تظهر في معظم الحالات في بداية سن المراهقة.
– النوم القهرى هوأحد اضطرابات النوم المزمنة بدون سبب معروف. لكن من المعروف عن هذا الاضطراب النوم المفرط طيلة النهار حتى لو نام الشخص بشكل جيد طوال الليل
وتناول احتياج الجسم من الراحة والنوم، ودائماً يشعر الشخص مع اضطراب النوم الذى لا يقاوم برغبته فى النوم والنعاس حتى فى الأوقات والأماكن غير المناسبة.
وقد تحدث نوبات النوم النهارية فجأة ويصعب مقاومتها ومن الممكن أن تحدث بشكل متكرر فى اليوم الواحد، وقد يستمر النعاس لفترة طويلة من الزمن بالإضافة إلى أن النوم ليلاً للشخص المصاب بهذا الاضطراب يكون متقطعاً ويستيقظ باستمرار.
– هناك ثلاث أعراض أخرى لاضطراب النوم القهري والتي قد لا تحدث لجميع المرضى:
– فقد مفاجئ للنبض العضلي (Cataplexy):
نوبات مفاجئة لفقد العضلات لوظائفها وتراوح الأعراض من ضعف بسيط فيها (مثل ترهل في عضلات الرقبة أو الركبة أو عضلات الوجه، أو عدم القدرة على التحدث بوضوح) وتصل إلى انهيار كامل في الجسم. وقد يتعرض الإنسان لمثل هذه النوبات من النوم كرد فعل للمثيرات العاطفية مثل الضحك أو الغضب أو حتى الخوف، وقد تستمر من بضعة ثوانٍ إلى دقائق عديدة ويكون الإنسان واعياً عند مرور الحالة به.
– الشل النومى (Sleep paralysis):
عدم المقدرة المؤقتة على التحدث أو الحركة عند النوم أو الاستيقاظ وقد تستمر أيضاً من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق.
– الهلوسة النومية : (Hypnagogic hallucinations):
ينتاب الشخص عندما يغلب عليه النوم أو النعاس أو يذهب في النوم أحداث أو تجارب شبيهة بالحلم وتكون سماتها قوية ومخيفة
وقد تحدث هذه الأعراض الثلاثة ليس فقط فى الحالات المرضية. فى غالبية حالات النوم القهرى، فإن العرض الأول يحدث ويظهر عند النوم المفرط طول النهار. أما العرض الثانى فيصاب به الشخص نتيجة لتراكمات من الأشهر والسنين للنوبات النومية النهارية، وتوجد اختلافات كبيرة جداً فى تطور الثلاثة أعراض وحدتها وترتيب ظهورها من فرد لآخر. وحوالي 20- 25% فقط من حالات النوم القهري تنتابها جميع الأعراض. من أكثر الأعراض شيوعاً و التي تستمر مع الشخص طيلة الحياة النوم المفرط طيلة النهار أما الشل النومي والهلوسة النومية فربما لا .
أعراض النوم القهرى وخاصة النوم المفرط و(Cataplexy) تصبح غالباً حادة مما تؤدى إلى إعاقة حياة الفرد الاجتماعية والشخصية والعملية من أن يمارسها بشكل طبيعى.
وهناك أعراض أخرى قد يعاني منها المصابون بهذا المرض:
النوم المتقطع خلال الليل: بالرغم من زيادة النعاس خلال النهار فإن المرضى قد يعانون من النوم المتقطع خلال الليل لأسباب غير معروفة.
الحركات الذاتية اللاإرادية: حيث ان نوبة النوم قد تحدث خلال قيام المريض بعض الأعمال الروتينية فيستمر المريض في عمل ما كان يقوم به قبل النوبة دون وعي منه ولا يتذكر أنه فعل ذلك عند استيقاظه. وهذه الظاهرة قد تكون خطيرة إذا كان المريض يقوم بعض الأعمال التي تحتاج للتركيز كالقيادة مثلا.
– من الذي يصاب بالنوم القهري؟
يصاب به الذكور والإناث على حد سواء وفى أي عمر، على الرغم من أن الأعراض يتم ملاحظتها أولاً في المراهقين والشباب صغار السن/ وهناك دليل قوى على أنه اضطراب وراثي فحوالي من 8-12% من الأشخاص الذين يعانون من حالات النوم القهري لهم اتصال قريب من المرض.
– ما الذي يحدث في النوم القهري؟
في الحالات الطبيعية عندما يكون الإنسان متيقظ فإن إشارات المخ تظهر بشكل منتظم وعندما ينام الإنسان (في البداية) تصبح إشارات المخ أبطأ وأقل انتظاماً وهذه الحالة أو المرحلة من النوم تسمى "نوم بحركات عين غير سريعة". وبعد مرور حوالي ساعة ونصف تبدأ إشارات المخ في نشاطها مرة أخرى على الرغم من أن الشخص يكون في نوم عميق وهذا النوع من النوم يسمى ب "نوم بحركات عين سريعة" والذي عنده تحدث الأحلام أو الكوابيس.
أما في اضطراب النوم القهري فإن ترتيب وطول النوعين من النوم السابقين وفترتهما تضطرب وتختلف، حيث يحدث نوم بحركات العين السريعة في بداية النوم وسابق على نوم حركات العين غير السريعة.فهم يدخلون مرحلة الأحلام مباشرة عند نومهم. ولذلك فإن النوم القهري هو اضطراب والذي يظهر فيه (REM) في مرحلة غير طبيعية، وأيضاً بعض المراحل التي تحدث طبيعياً أثناء النوم العميق فقط أو المرحلة الثانية نوم حركات العين السريعة مثل ارتخاء العضلات، الشل النومي والأحلام تحدث في أوقات مختلفة أثناء النوم مع النوم القهري فعلى سبيل المثال: ارتخاء العضلات يحدث في مرحلة الاستيقاظ أما الشل النومي والأحلام فتحدث عند النوم أو عند الاستيقاظ.
التحصيل العلمي:
هذا المرض لا يؤثر بصورة مباشرة على الذكاء أو القدرات العقلية ولكنه قد يؤثر بصورة غير مباشرة على التحصيل العلمي نتيجة للنوم الزائد ونقص ثقة المريض بنفسه. لذلك يجب التعرف على المرضى بأسرع وقت وبدء علاجهم. كما أنه يجب شرح الحالة للمدرسين في المدرسة أو للزملاء في العمل حتى يتم تفهم المرض ومساعدة المرضى.
التشخيص :
بعد التقييم السريري وأخذ التاريخ المرضي يطلب من المريض إجراء دراسة للنوم خلال الليل حيث يتم مراقبة العديد من وظائف الجسم العضوية خلال النوم لاستبعاد أي أسباب أخرى لزيادة النعاس. وفي نهار اليوم التالي للدراسة الليلية يجرى اختبار آخر يدعى اختبار احتمالات النوم خلال النهار . لإجراء هذا الاختبار، فإن على المريض البقاء في مركز النوم معظم اليوم التالي لليلة دراسة النوم. وخلال هذا الاختبار يعطى المريض عدة فرص للنوم ( 4-5 غفوات قصيرة ) ويقاس خلالها المدة التي يستغرقها المريض للنوم وللوصول إلى مرحلة الأحلام.
هل حالات النوم القهري شائعة الحدوث؟
هذا الاضطراب منتشر لكنه غير معروف ويتساوى فى ذلك مع الشل الرعاش، وتأتى عدم معرفته نتيجة للتشخيص الخاطىء من قبل الأشخاص له حيث يختلط الأمر عليهم بينه وبين الاكتئاب، الصرع أو حتى يفسرونه على أنه أحد الآثار الجانبية لبعض العقاقير.
– متى يشك الفرد بإصابة بالنوم القهري؟
* إذا:
– شعر بالميل المفرط للنعاس طوال النهار على الرغم من نومه عدد ساعات ملائمة طوال الليل.
– شعر بالنعاس فى أوقات النوم: مثل عند تناوله الوجبات، التحدث، القيادة، أو أثناء العمل.
– الإحساس بالوهن فجأة أو ارتخاء عضلات الرقبة: بحيث يشعر بصعوبة فى رفع رأسه ، عند الضحك أو الغضب أو الدهشة أو التعرض لصدمة.
– وجدت نفسك غير قادر على التحدث أو الحركة عندما يغلب عليك النعاس أو عند الاستيقاظ .
العلاج:
رغم هناك أدوية تساعد المريض كثيراً ولكن لا يوجد علاج يقضي على هذا المرض، إلا أنه يمكن السيطرة على أكثر الأعراض في أغلب الحالات.
زيادة النعاس: وينقسم العلاج إلى علاج بالعقاقير الطبية والعلاج السلوكي.
العلاج بالعقاقير: هناك الكثير من الأدوية المنبهة التي تستخدم في هذه الحالة أهمها مشتقات الأمفيتامين. وحديثاً تم استخدام عقار جديد يدعى مود افينيل. والمريض الذي يستخدم أيا من هذه الأدوية يحتاج إلى متابعة دقيقة من طبيب مختص.
العلاج السلوكي: ويتكون أساسا من الانتظام الكامل في مواعيد النوم والاستيقاظ وفي نظام الحياة بصورة عامة.
الغفوات الاستراتيجية: وتعني أخذ غفوات قصيرة (10-15 دقيقة) عند الشعور بالنعاس الشديد إذا سمحت الظروف.
شل النوم والشل المفاجئ أثناء اليقظة والهلوسة التي تسبق النوم: ويستخدم لعلاجها مضادات الاكتئاب. وسبب استخدام هذه الأدوية أنها تقل من مرحلة الأحلام مما ينتج عنه تخفيف الأعراض السابقة.
ماهي المشاكل التي يمكن أن يواجهها المريض المصاب بالنوم القهري؟
لأن المرض غير معروف بعد لدى الكثير من الناس، فإن المرضى المصابين بهذا المرض يعانون الكثير قبل أن يتم تشخيصهم. وتجد العائلة والمدرسين والزملاء صعوبة في فهم ما يحدث للمريض. وحتى المريض نفسه يجد صعوبة في فهم ما يحدث له. ويصور الناس الشخص المصاب بالنوم القهري في صورة الشخص ال**ول والخامل مما ينع** سلبا على نفسية المريض ويقل من ثقته بنفسه ويخلق له مشاكل كثيرة في المدرسة والعمل.
هل شل النوم مؤذٍ؟
ظن البعض بأن ساعة الموت قد حانت، والبعض الآخر يعتقد أن هنالك جنّي يضغط على صدره، إلا أن ذلك ليس له أي أساس علمي. كما أنه لم يثبت حدوث أي حالة وفاة خلال شل النوم، فالحجاب الحاجز لا يتأثر، ويبقى التنفس طبيعي وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم.
عند أكثر المرضى يكون شل النوم العرض الوحيد، ولكن في بعض الحالات يكون مصحوباً باضطراب آخر يدعى نوبات النعاس أو النوم القهري. والنوم القهري اضطراب نوم يتميز بهجمات غير مقاومة ولا يمكن السيطرة عليها من النعاس تصيب المريض بالنوم. والمرضى المصابون بشل النوم المصاحب للنوم القهري يحتاجون إلى العلاج الطبي والمتابعة الطبية لعلاج النوم القهري.
من ناحية أخرى فإن المرضى الذين لا يكون شل النوم لديهم مصاحب للنوم القهري ، فأود أن أطمئنهم بأن هذا الاضطراب حميد ولا يحمل أي خطر على حياتهم، ومعظم هؤلاء المرضى ليسوا بحاجة إلى علاج طبي.
منقول