إذا أردت أن ترفع مستويات طاقتك ونشاطتك، وتخفف وزنك، وتخفف مستويات الكوليسترول لديك، فما عليك ألا أن تعيد النظر في عادة تناول 3 وجبات كبيرة أساسية يومياً.
في مواجهة الحميات
التي تقوم على التشدد والحرمان، نجد في عالم تخفيف الوزن توجهاً آخر يعتمد على مبدأ مغاير يتمثل في تناول الطعام كل 3 ساعات، على شكل 5 أو 6 وجبات صغيرة موزعة على ساعات النهار. فمن شأن ذلك، كما يؤكد الكثير من الاختصاصيين، وبينهم جورج كروز، مؤلف كتاب "حمية الساعات الثلاث"، أن يسهم في إبقاء مستويات سكر الدم مستقرة، كما أنه ينشط عملية الأيض. تقول اختصاصية التغذية الأميركية البروفيسورة سوزان كلاينر، إن المسألة تتعلق بكل بساطة بالفيزيولوجيا. فبعد الوجبة، يتم تحويل الطعام داخل الجسم إلى سكر، ينساب إلى مجرى الدم ويوفر الطاقة إلى الجسم بأكمله. وتستغرق عملية ارتفاع مستويات السكر في الدم وهبوطها من جديد ما بين ساعتين وثلاث ساعات.
– وجبات صغيرة نتائج كبيرة:
من المعروف أن تناول وجبة كبيرة من الطعام يؤدي إلى إغراق الجسم بكمية كبيرة من الطاقة دفعة واحدة، يتم تخزين الفائض منها على شكل دهون. أما الوجبات الصغيرة المتكررة، فتمنح الجسم كميات من الطاقة يسهل عليه التصرف بها على امتداد ساعات النهار. وأهم الفوائد الصحية للوجبات الست اليومية الصغيرة هي:
1- الطاقة المستديمة: يوفر الطعام الطاقة للجسم الذي يستخدمها ليقوم بوظائفه المختلفة. ولكن تفويت الوجبات، أو الانتظار طويلاً قبل تناول الطعام بين الوجبة والأخرى يؤدي إلى خلل في هذا التوازن الدقيق. تعلق كلاينر قائلة إن ارتفاع مستويات سكر الدم يجعلنا نشعر بالنشاط. وعندما تنخفض هذه المستويات، تنخفض معها مستويات الطاقة ونشعر بالتعب. لذلك إذا كنا نتناول الطعام بشكل متكرر للحفاظ على استقرار مستويات سكر الدم، فإننا سنشعر بمزيد من الطاقة والنشاط طوال النهار.
2- تنشيط عملية الأيض: أجسامنا مبرمجة لتحافظ على الطاقة وتتمسك بها عندما تتوقف إمدادات الطعام عنها. ويقول أستاذ علوم التغذية في جامعة جورجيا الأميركية البروفيسور دان بيناردوت، إن مستويات سكر الدم تنخفض كل ثلاث ساعات، وإذا لم نتناول طعاماً ما لرفعها، فإن عملية الأيض قد تتباطأ. يضيف قائلاً إن عادة تناول ثلاث وجبات رئيسية يومياً يخفض مستويات الطاقة التي يحرقها الجسم في حالت الاسترخ
Click Here
اء، ويزيد من نسبة الدهون المختزنة فيه، يقول إن ذلك يعود إلى طول المدة الفاصلة بين الوجبة والأخرى.
3- تسهيل عملية تخفيف الوزن: من الصعب التخلص من الوزن الزائد عندما تكون عملية الأيض بطيئة، وعندما يكون الجسم بصدد التمسك بكل وحدة حرارية يحصل عليها. إضافة إلى ذلك فإن الفترات الطويلة بين الوجبات تؤدي إلى خيارات طعام سيئة، ما يؤدي بسرعة إلى تحويل عملية تخفيف الوزن إلى زيادة فيه. ويقول بيناردوت إن انخفاض مستويات سكر الدم هو واحد من العوامل الرئيسية التي تطلق الاحساس بالجوع. فإذا تركنا أنفسنا نجوع جوعاً شديداً، ووجدنا في البراد كيساً من الجزر غير المقشر، وقالباً من الكعك الجاهز للأكل، فأياً منهما نختار؟
4- تفادي تقلبات المزاج: أظهرت الدراسات العلمية أن هناك رابطاً وثيقاً بين الطعام والمزاج. وتقول كلاينر إن زيادة عدد المرات التي نتناول فيها الطعام تساعد على تغيير التوازن الكيميائي في الدماغ. ومن المهم أن تحتوي الوجبات على الكربوهيدرات بطيئة الهضم مثل الفواكه والخضار والحبوب الكاملة، فجميعها يساعد على رفع مستويات السيروتونين، وهو مادة كيميائية دماغية تساعد على الشعور بالرضا والارتياح. والواقع أن العقاقير المضادة للاكتئاب تقوم بالمهمة نفسها، أي رفع مستويات السيروتونين، أو على الأقل الحيلولة دون انخفاضها إلى مستويات متدنية جداً. غير أن تناول الأطعمة المناسبة يؤدي الغرض نفسه، أي أنه يغنينا عن تناول العقاقير في كثير من الحالات.
5- خفض مستويات الكوليسترول: أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة تورنتو الكندية، أن اعتماد طريقة تناول الوجبات الصغيرة المتكررة خلال النهار يساعد على خفض مستويات الكوليسترول العام بنسبة 8 في المئة، ومستويات الكوليسترول الضار بنسبة 12 في المئة. يقول الدكتور دافيد جينكنز الذي أشرف على الدراسة أن برمجة الوجبات، بحيث يتم تناولها بتواتر أكبر خلال النهار يساعد على استقرار مستويات سكر الدم، كما يساعد على تفادي الارتفاع الكبير في مستوى الأنسولين الذي يمكن أن يحفز الجسم على إنتاج الكوليسترول. ويؤكد أن تناول وجبات صغيرة متكررة هو فكرة ممتازة، على الرغم من أن ذلك قد يعني تغييراً كبيراً في نمط حياة الكثيرين.
…
يسلمو