التصنيفات
منتدى اسلامي

املئ قلبك باليقين

املئ قلبك باليقين

إذا أردت أن تستشعر السعادة، فكن مع الله واعرف من البداية طريقك ومنهجك فى الحياة حتى لا تشتت ذاتك، وحاول دائما أن تملأ الفراغ الموجود فى حياتك بأى شىء ذى قيمة، حتى لا تكون فريسة سهلة لعوامل الهدم، فأكثر الناس شقاء هم من لا هدف لهم، لا تجعل توافه الأشياء تقيد وتسلسل ذاتك، ولا تنظر إلى نواقص نفسك فقط حتى لا تشعر دائماً بقسوة الحياة وتقف عندها بل انظر إلى نعم الله عليك التى لا تعد ولا تحصى، فكن جميلاً كما خلقك الله مهما كانت ظروفك وتطلع إلى الغد على أنه أفضل الأيام، كن مع الناس ولا تتعالى عليهم حتى لا تشعر بالغربة فى تعاملك معهم وخاطب الناس على قدر عقولهم فالبشر مختلفون بطبعهم، لا تنظر إلى أحلامك مرة واحدة حتى لا تشعر بالصدمات الكهربائية بل حاول أن تؤدى الواجب المطلوب منك الآن فى حدود يومك، وإذا حققته تطلع إلى خطوة أخرى، ثق بنفسك بأن الله معك فى كل خطوة تخطوها، واستشعر بداخلك الصفاء النفسى والرضا ولا تسخط من أى شىء حتى تجنى الثمار الطيبة، ولا تنتظر الشكر من أحد على ما تفعله، بل شيد بنفسك أسوار المحبة مع من حولك واترك فى كل مكان بصمة لحياتك فأنت فى منافسة عظيمة لنيل رضا ملك الملوك، فأنت لم تأت إلى الدنيا لجمع المال وبناء البيوت والقصور فذلك أمر هين ولكن اسعى إلى الخير فى دنياك واقترب بعبادتك وإخلاص نواياك تفوز برضا الرحمن، ولا تعادى من يكرهك وتجعله محور حياتك بل كُن أكبر من ذلك، فقط اتركه وسر فى طريقك وادعو له بالهداية فصمتك وسعيك للخير ونجاحك أكبر دليل للرد عليه، ولا تحزن على شىء فاتك فأجمل الأشياء والأيام لم تأت بعد، ولا تعكر صفو حياتك بماضيك فكل البشر ذوى خطأ ولكن اسعى وجاهد نفسك فأنت فى جهاد مستمر إلى يوم الدين فالنفس دائما أمارة بالسوء، قد أفلح من زكاها وقد خاب من تركها لعوامل اللهو والفساد وتحلى دائماً بالصبر، واطلب من الله أن يمنحك القوة الداخلية لتستمر فى طريقك، وتذكر دائما أن الطرق المسدودة لن تبقى مسدودة وأنك بفضل الله سوف تأخذ نصيبك من الدنيا ما دمت تعرق وتكافح فلكل مجتهد نصيب، وإذا أردت أن تشكو حالك فاتجه بكل وجدانك إلى الرحمن الرحيم، إن السعادة التى نريدها هى السعادة الداخلية أنت التى تصنعها وليست الظروف التى تمر بها، فهناك كثير من الناس يملكون كل مقومات السعادة وما يشعرون بالغربة الداخلية ؛تجد ناسا عادية وتجد فلسفتهم فى الحياة تشعرك بالرضا والصفاء فالسعادة نسبية تختلف من شخص لآخر حسب ميوله وتفكيره ومعتقداته.. املأ قلبك باليقين واستشعر السعادة.




يعطيك العافيه وبارك الله فيك



بوووركتي



الله يبارك فيكم اخواتي



جزاك الله الجنان



التصنيفات
منوعات

وقفات مع قاعدة: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الد

تمهيد:
تعد قاعدة ( الصبر واليقين ) من أشهر القواعد الشرعية وأوسعها مضمونا، وأرحبها مجالا، ويرجع كل ذلك إلى أصالة القاعدة وموافقتها للقرآن والسنة، ثم لكثرة استعمال العلماء والدعاة لها تأصيلا وتنزيلا، حتى غدت حجة على لسان كل فقيه، ونبراسا على يد كل مربي و داعية. وهذه وقفات للتأمل والنظر في هذه القاعدة الذهبية، تكشف عن نسبها الأصيل، وتبرهن على صحتها ، وتبحث عن مجالات تطبيقها، فكثير من يستشهد بهذه القاعدة ويكررها في أحاديثه قد يغفل عن كثير من معانيها، فضلا عن البحث عن أدلتها، والله ولي التوفيق والسداد:
الوفقة الأولى: نسبة القاعدة.

إن القواعد الشرعية عبارة عن معان مستنبطة مما تقرر في شرع الله بدلالة الكتاب أو السنة أو الإجماع، غير أن أهل العلم من الفقهاء أو الأصوليين أو المتكلمين وغيرهم يقومون بصياغتها ووضعها في قالب يجعلها جامعا مانعا مختصرا ووافيا، ثم يستدلون لها بما يشهد لها بالصحة والاطراد، الأمر الذي يسوغ نسبة تلك القواعد إليهم ولو على سبيل التجوز.
ومن هذا الباب نقول إن هذه القاعدة منسوبة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فالمطلع على كتبه وكتب تلاميذه يجدها واردة فيها بكثرة تصل إلى حد التواتر، حيث يذكرها شيخ الإسلام في تعليقاته على بعض الآيات القرآنية الدالة على معنى القاعدة، أو يصف بها بعض أئمة الدين ممن
سبق من أتباع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، أو من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وغيرهم من الأئمة والمصلحين، ومن ذلك على سبيل المثال:
– قوله رحمه الله تعالى: (( فمن أعطي الصبر واليقين جعله الله إماما في الدين )). .
– وقوله في موضع آخر (( ولهذا كان الصبر واليقين اللذان هما أصل التوكل يوجبان الإمامة في الدين)).
– وكذلك وصفه أبي بكر الصديق رضي الله عنه بأن الله قد جمع له بين الصبر واليقين، و بهما استحق وصف الإمامة في الدين.
– و في وصفه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى بالإمامة في الدين معللا ذلك بقوله (( ولأنه اتصل إليه من سنن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” وأصحابه وتابعيهم والأئمة بعدهم أعظم ما اتصل إلى غيره، فصار له من الصبر واليقين الذين جعلهما الله سببا للإمامة في الدين، بقوله عز وجل { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً
يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُون َ} )) إلى غير ذلك من مواضع متعددة في كتب متنوعة يذكر فيها هذه القاعدة بصيغ لا تختلف كثيرا
. و قد نسب إلى شيخ الإسلام بن تيمية قاعدة الصبر واليقين غير واحد من تلاميذه، ومنهم على سبيل المثال: –
ابن قيم الجوزية رحمه الله حيث يقول في كتابه مدارج السالكين: (( سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين )) .
– وكذلك ابن كثير رحمه الله في كتابه تفسير القرآن العظيم، عند تفسير الآية ( 25) من سورة السجدة، حيث نسب القاعدة إلى بعض أهل العلم على سبيل الإبهام، والذي يعرف العلاقة التي تربط بين الإمامين ليكاد يجزم بأن ابن كثير لا يقصد بقوله بعض العلماء إلا شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمهما الله، والله أعلم.
ومما ينبغي التنبيه إليه أن نسبة قاعدة الصبر واليقين إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، أو نسبة أي كلام آخر لأي عالم آخر، لا يعني بالضرورة أن يكون أول من جرت ألفاظ تلك القاعدة أو الكلام على لسانه، وفاض معانيها على قلبه من العلماء، وعليه فإن نسبة القواعد أو المذاهب العلمية إلى فلان من الناس لا تعني أكثر من شهادة له بمزيد من العناية بتلك القاعدة أو ذلك المذهب، تظهر في صياغته لتك القاعدة بألفاظه، أو تواتر تلاميذه وأتباعه على رواية ذلك المذهب عنه، وهذا في أغلب الأحوال وأكثر الأحايين، والنادر لا حكم له.
الوقفة الثانية: أدلة القاعدة الشرعية.

إن مجرد نسبة قاعدة أو رواية مذهب إلى زيد أو عمر من العلماء، مهما بذل فيه الإنسان من جهد في البحث والتحقيق، لا يكفي لإكساب تلك القاعدة أو ذلك المذهب الأصالة الشرعية أو الصوابية المطلقة، إذ لا حجة في الشرع لغير كلام الله وكلام رسوله “صلى الله عليه وسلم”، وما شهدا له بالحجية كالإجماع والقياس وغيرهما من الأدلة، ولهذا نسعى في هذا المبحث جاهدين لذكر ما نراه صالحا للاستدلال على صحة قاعدة الصبر واليقين، والله المستعان وعليه التكلان، فنقول وبالله التوفيق: دلت على قاعدة ( بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ) آيات كثيرة من القرآن الكريم، وأحاديث صحيحة من السنة النبوية، كما أن معناها متفق مع مقصود الشارع الحكيم في أحكام الإمامة وهديه في الدعوة والتربية، وأصول المدنية والعمران البشري. أومن الآيات القرآنية الدالة على القاعدة:

1- قوله عز وجل { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ } ، والآية تخبر بوضوح بأن الإمامة لم تحصل لهؤلاء الموصوفين بها إلا بعد صبرهم على طاعة الله وعزوفهم عن لذات الدنيا وشهواتها، و(( كونهم أهل يقين بما دلهم عليه الحجج الشرعية، وأهل تصديق لما تبين لهم من الحق من التوحيد وجميع مسائل الإيمان )). كما يقول الإمام الطبري رحمه الله، ويمكن القول بأن هذه الآية نص على
القاعدة لما أخبر الله فيها من جعل أولئك النفر من بني إسرائيل أئمة، مع ذكر الأسباب الموجبة لبلوغهم تلك المنزلة وهي اجتماع اليقين في دين الله والصبر الذي لم يذكر في الآية متعلقاته إمعانا في التعميم ليشمل كل أنواع الصبر، من صبر على طاعة الله بامتثال أوامره، وصبر عن معصية الله
باجتناب نواهيه، وصبر على قضاء الله وقدره يمنع النفس عن التسخط و يمسك اللسان عن الشكوى، وينهى الجوارح عن التشويش، ويهدي القلب إلى الرضا، ويرشد العقل إلى البصيرة في التعامل مع الأقدار بصفة إيجابية.
2- قوله تعالى { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ و إِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ } وهذه الآية نزلت في الفئة المسلمة من آل إبراهيم عليه السلام، والتي تولت قيادتها نشر الدعوة وتربية المؤمنين من بعده، على أساس من التوحيد الخالص والعمل الصالح، قال
الإمام الطبري رحمه الله: (( وقوله: { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا } يقول تعالى ذكره وجعلنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أئمة يؤتم بهم في الخير في طاعة الله في إتباع أمره ونهيه و يقتدي بهم ويتبعون عليه )) .
والهداية بأمر الله تقتضي كون الهادي عالما بشرع الله موقنا بآياته، عاملا بما علم و داعيا إليه وصابرا على الأذى فيه، و إلا سلك بنفسه وبمن تبعه سبيل الضالين العابدين الله على جهل، أو المغضوب عليهم المخالفين لأوامر الله.
3- قوله تعالى: { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ } قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (( فالأيدي:القوة في أمر الله , والأبصار: البصائر في دين الله فبالبصائر يدرك الحق ويعرف، وبالقوة يتمكن من تبليغه وتنفيذه ))
.
وأهل الصبر واليقين هم حملة الدعوات المهتدية في كل زمان ومكان، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (( ومن المستقر في أذهان المسلمين أن ورثة الرسل وخلفاء الأنبياء هم الذين قاموا بالدين علما وعملا ودعوة إلى الله ورسوله , فهؤلاء أتباع الرسول “صلى الله عليه وسلم” حقا , وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الأرض التي زكت , فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير, فزكت في نفسها , وزكى الناس بها وهؤلاء هم الذين جمعوا بين
البصيرة في الدين والقوة على الدعوة , ولذلك كانوا ورثة الأنبياء الذين قال الله تعالى فيهم: { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ } )) .

4- قوله سبحانه وتعالى عن ملك بني إسرائيل طالوت { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ
بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } وفي الآية إشارة إلى شرطي الصبر واليقين في الملوك والأمراء، بل المطلوب في حقهم أن يكونوا على بسطة منهما، لقوله { وزاده بسطة في العلم والجسم } قال السعدي رحمه الله (( أي بقوة الرأي والجسم الذين بهما تتم أمور الملك لأنه إذا تم رأيه وقوي على تنفيذ ما يقتضيه الرأي المصيب حصل الكمال، ومتى فاته واحد من الأمرين اختل عليه الأمر، فلو كان قوي البدن مع ضعف الرأي حصل في الملك خرق وقهر ومخالفة للمشروع…، ولو كان عالما بالأمور وليس له قوة على تنفيذها لم يفد الرأي الذي لا ينفذه شيئا ))
ثانيا: الأدلة من الأحاديث النبوية.
و يدخل تحتها كل حديث اشتمل على الأمر بتصحيح الإيمان أو تكميله بالنسبة لأئمة المسلمين، أو تضمن الحث على الصبر والقوة في إقامة الدين ونصرته، وخاصة ما كان الخطاب فيه موجها بصراحة أو ضمنا إلى طائفة العلماء والأمراء، ومن جملة تلك الأحاديث:

1- قوله “صلى الله عليه وسلم” ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) والمعنى الإجمالي للحديث هو عصمة الله تعالى لمعالم الإسلام من الإندراس الكلي والذهاب الأبدي، بمن يقيضهم سبحانه من أئمة الدين الذين يقومون بتجديده وإحياء معالمه بين فترة وأخرى، وقد أورد صاحب عون المعبود بعض أقوال العلماء في بيان معنى تجديد الدين فقال: (( من يجدد مفعول ( يبعث لها ) أي لهذه الأمة ( دينها ) أي يبين السنة من
البدعة، ويكثر العلم، وينصر أهله، ويكسر أهل البدعة ويذلهم، قالوا : ولا يكون إلا عالما بالعلوم الدينية الظاهرة والباطنة، قاله المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير: وقال العلقمي في شرحه معنى التجديد: إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما )) ، وكلها معان
متقاربة لا تخرج عن وظائف أئمة الدين من المجددين وغيرهم، وإن كان دور المجددين في القيام بها آكد وأبلغ، وذلك لظهور أعمالهم التجديدية بين الناس وتأثيرهم في أحداث زمانهم كما قال الإمام السيوطي في قصيدته المسماة التنبئة بمن يبعث الله على رأس كل مائة:
والشرط في ذلك أن تمضي المائة وهـو على حـياته بين الفئـة
يشار بالعلم إلى مقامــــــه وينشر السنة في كـــلامه
وما يقوم به المجدد من إقامة دين الله لا يتأتى لغير عالم بالدين أصوله وفروعه، صابر محتسب على ما يلقى في سبيل الله، وقد يتفاوت المجددون في التحلي بصفتي الصبر واليقين، فتبرز في بعضهم صفة اليقين وفروعه كالمشتغلين بعلوم الشريعة من فطاحل المفسرين والفقهاء والمحدثين وغيرهم
فيكون مجال تجديدهم في جانب العقائد والتصورات غالبا على غيره من الجوانب، كما تكون صفة الصبر وما يتفرع عنه أظهر عند آخرين منهم فيكرس كل جهوده التجديدية في إصلاح ما اندرس من الشعائر وإحياء ما انطمس من السنن، والمجدد قد يكون من العلماء أو من الأمراء واشتراط الصبر واليقين في هؤلاء من المتقرر في الشريعة الإسلامية.
2- قوله “صلى الله عليه وسلم” ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ) ، ومفهوم الحديث يدل على خطورة اتخاذ الأئمة من غير أهل اليقين والصبر، لأنهم لا يهدون الناس إلى الصراط المستقيم، سواء كانوا مفتين كحال من ذكر وصفهم في الحديث، أو كانوا قضاة، أو دعاة إلى الله، فإنهم ما لم يصدروا عن ورع وفقه
في الدين فإنهم من أهل الضلال والإضلال والجهل والمخالفة لأوامر الله، لأن الإقدام على الفتوى أو القضاء ونحوهما بغير علم ناتج عن عدم الصبر على تحصيل الشروط الواجبة في المفتين والقضاة، وأما ضلالهم وإضلالهم فهو بسبب إفتائهم وقضائهم بأهوائهم وعقولهم المجردة، نقل المناوي في فيض القدير عن الراغب قوله في صفة هؤلاء ما نصه: (( ولما ترشح قوم للزعامة في العلم بغير استحقاق وأحدثوا بجهلهم بدعا استغنوا بها عامة، واستجلبوا بها منفعة ورياسة، فوجدوا من العامة مساعدة بمشاركتهم لهم، وقرب جوهرهم منهم، وفتحوا بذلك طرقا منسدة، ورفعوا به ستورا مسبلة، وطلبوا منزلة الخاصة فوصلوها بالوقاحة، وبما فيهم من الشره، فبدعوا العلماء وجهلوهم اغتصابا لسلطانهم ومنازعة لمكانهم، فأغروا بهم أتباعهم، حتى وطئوهم بأظلافهم وأخفافهم، فتولد بذلك البوار والجور العام والعار)) .
3- قوله “صلى الله عليه وسلم” ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تأويل الجاهلين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين ) ، حيث بين رسول الله “صلى الله عليه وسلم” أن حماة الدين وحراس العقيدة في كل جيل من أجيال الأمة الإسلامية المتعاقبة هم عدوله، والعدالة المستجمعة لشروطها وصف جامع لمعاني اليقين والصبر، إذ عرفها أهل الاصطلاح بتعريفات كلها يفيد الاستقامة على دين الله في الاعتقاد والقول والعمل والثبات عليه، و مما قالوه في تعريف العدل: (( العدل هو من عرف بأداء فرائضه ( الإسلام ) ولزوم ما أمر به وتوقى ما نهى عنه وتجنب الفواحش المسقطة، وتحرى الحق والواجب في أفعاله ومعاملته، والتوقى في لفظه مما يثلم الدين والمروءة، فمن كانت هذه حاله فهو الموصوف بأنه عدل في دينه ومعروف بالصدق في حديثه…)) وهذه كلها من صفات أئمة الدين وقادة المؤمنين.
ثالثا: كون القاعدة متفقة مع مقاصد الشريعة:
وأما المسلك الثالث من مسالك الاستدلال على صحة القاعدة فهو كونها متفقة مع الغايات و العلل التي من أجلها شرع كثير من الأحكام السلطانية، والآداب المرعية في حق الأئمة والعلماء والدعاة، يقول العلامة ابن خلدون رحمه الله: (( مقصود الشارع في الناس هو تحصيل مصالح الدين والدنيا, في الحياة الأولى والآخرة، ولا يتم ذلك إلا بحمل الكافة على الأحكام الشرعية في أحوال دنياهم و آخرتهم، وكان هذا الحكم لأهل الشريعة وهم الأنبياء ومن قام فيه مقامهم وهم الخلفاء )).
ولهذا نجد جل ما يذكر في حق الخلفاء والعلماء بوظائفهم المتعددة، من شروط وآداب من فروع اليقين والصبر، وإن شئت راجع أقوال الفقهاء في شروط الخليفة، والمفتي، والقاضي، والداعية، أو المربي، ستجد جملة منها كبيرة لا تخرج عن هذين الأصلين العظيمين، وذلك مثل ( الإسلام – العدالة – بلوغ درجة الاجتهاد – الشجاعة الورع – التقوى… ) وغيرها مما يؤدي نقصانه أو فواته إلى قدح في كمال الإمامة أو في صحتها.
ومناسبة اشتراط الصبر واليقين للخليفة والسلطان راجعة إلى كونه هو المسئول عن إقامة الدين الذي هو عصمة أمر الأمة، وسياسة الدنيا التي فيها معاشهم، وحماية حوزتهم التي بها مقامهم، وأما اشتراطهما في المفتي فلكونه المقصود للكشف عن حكم الله في النوازل واستنباط الأحكام في الشرع، وكذلك القاضي الذي يفصل في الخصومات ويحكم في النزاعات، والداعية الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فجميعهم في منصب لا يقوم بواجبه فيه بغير الصبر واليقين.
رابعا: استقراء سير الأئمة.
إن استقراء تاريخ الدعوة الإسلامية وسير الملوك والخلفاء منذ ابتداء فترة النبوة والرسالة إلى يومنا هذا، يفيد بأن كل من عهد الله إليه بمهمة الرسالة، أو فوضت إليه الأمة أمر القيادة، كانوا ممن توفر فيهم اليقين والصبر، فلم يجعل الله قط الرسالة والنبوة في من ليس من أهل العلم واليقين، أو من يستغل الناس في تحقيق مآربه الذاتية وتحصيل منافعه الشخصية، قال تعالى { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُون َ} ، والأنبياء والمرسلون أكمل الناس علما ويقينا لكونهم يتلقون الوحي من الله تعالى، كما أنهم أقوى الناس صبرا وثباتا على دين الله، ولهذا اختارهم لرسالته، فبلغوا الرسالات وأدوا الأمانات ونصحوا الأمم، قال تعالى { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين َ} , وقد ثبت في الحديث النبوي ( أن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي..) , قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (( قوله: تسوسهم الأنبياء أي أنهم كانوا إذا ظهر فيهم فساد بعث الله لهم نبيا يقيم لهم أمرهم ويزيل ما غيروا من أحكام التوراة )) ,
و قال النووي رحمه الله (( أي يتولون أمورهم كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية، والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه )) ،
وفي الحديث: (( إشارة إلى أنه لا بد للرعية من قائم بأمورها يحملها على الطريقة الحسنة وينصف المظلوم من الظالم..)) ،
ومهمة سياسة الأمة، وكذلك تعليم الكتاب والحكمة للناس وتزكية نفوسهم بعد ختم النبوة برسولنا محمد “صلى الله عليه وسلم” تعد من وظائف أئمة المسلمين العلماء والأمراء، يؤدونها امتثالا لأمر الله ونيابة لرسول الله “صلى الله عليه وسلم” في إقامة الدين. خامسا: القاعدة وأصول المدنية والعمران البشري.
إن من أصول المدنية والعمران البشري أن أمر الأمم والشعوب مؤمنة كانت أو كافرة، لا يستقيم ولا ينضبط إلا بالإمامة والقيادة، وذلك مغروس في طبائع البشر وفطرهم، سواء من سكن منهم في الحواضر، ومن قطن البوادي، ومن عاش في مجتمع كبير أوفي ٍٍمجتمع صغير. وقد جرى في عرف البشرية أنه لا يرشح ولا يترشح لمنصب القيادة والملك إلا أهل البسطة في العلم والجسم، المهتدون بعلمهم إلى نصح الرعية وسياستهم على مقتضى المصلحة، والمتوصلون بالقوة والصبر إلى رعاية مصالحهم ودفع المضار عنهم، فلم يؤثر قط في تاريخ الإنسانية أن أمة من الناس سودوا المخاريق والضعفاء عليهم، ثم أفلحوا ودام لهم ملك وسؤدد، فإن قيل فكيف يتوصل أهل الكفر والإلحاد إلى العلم واليقين، وقد عرفتهما بما سبق، قلت: إن العلم واليقين في كل إمامة بحسبها، فمن أم قوما مؤمنين قصدهم طاعة الله ونشر دينه وإعلاء كلمته كان اليقين والعلم الواجب في حقه ما كان متعلقا بأصول الدين وفروعه، وطرق إقامة الدين ووسائل نشره، وأما من قاد أمة كافرة لا تؤمن بالله واليوم الآخر، فاليقين والعلم الواجب في حقه ما يتوصل به إلى جلب المصالح الدنيوية ودفع المفاسد الدنيوية فقط، وما قيل في اليقين يقاس على ما يقال في الصبر.
الوقفة الثالثة: تصنيف القاعدة.

إن القواعد الشرعية تختلف بحسب الفنون والعلوم التي تصنف ضمنها، فهناك القواعد الفقهية، والقواعد الأصولية، والقواعد التربوية والدعوية , وغيرها من القواعد… ترى، فإلى أي نوع تصنف قاعدة الصبر واليقين ؟ الذي أرى هو أن هذه القاعدة تعتبر من القواعد الجامعة التي يمكن تصنيفها ضمن القواعد الفقهية، أو تعزى إلى علم السلوك والتربية، وإن شئت قل إنها من قواعد فقه الدعوة والتغيير.
أما علاقتها بالفقه الإسلامي فهي من جهة دخولها في باب الأحكام السلطانية وخاصة فصل ( شروط الخليفة أو الإمام و واجباته ) لأن كل ما يذكر هنالك من الشروط والواجبات مندرج تحت الأصلين العظيمين الصبر واليقين، وكذلك باب القضاء والفتوى، لاسيما ما يتعلق منه ب ( شروط القاضي والمفتي )، وغير ذلك من الولايات الشرعية كالوزارة، وقيادة الجند… ونحوها.
و أما صلة القاعدة بعلم السلوك والتربية فواضحة وبينة، لما عرف من عناية المربين بأصول الأخلاق الإسلامية التي على رأسها خلق الصبر المانع من اقتراف الشهوات، و اليقين العاصم من اتباع الشبهات، وكل من الشهوات والشبهات مرضان من أمراض القلوب المؤثرة على تدين الإنسان واستقامته، قال تعالى عن مرض الشهوات ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) وقال عن مرض الشبهات ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) ،
وغاية مقصد أطباء القلوب هو قطع أو منع مادة الفساد عن العقول والجوارح، ولا أنفع في ذلك من دواء ين هما الصبر واليقين.
و كذلك تصنيف القاعدة في علم فقه الدعوة والتغيير يعد صوابا من جهات مختلفة، فالعلماء والدعاة من جنس أئمة المسلمين الذين تجب طاعتهم والرد إليهم، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) وولاة أمور المسلمين لا يهدون بأمر الله، إلا إذا صبروا وكانوا بآيات الله يوقنون، ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ ).
ثم إن وظيفة أهل العلم والدعوة هي التربية والتعليم، بكلما تحمل الكلمتين من معنى، قال تعالى ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ) ، ولا يقوم بالتربية والتعليم والدعوة إلى الله على الوجه الذي يرضي الله ورسوله من لم يتوفر
فيهم اليقين والمعرفة بما يدعون الناس إليه ويربونهم عليه، وكذلك الصبر والثبات على ما يلقونه في سبيل ذلك من الأذى.
كما أن مسؤولية الأمراء والحكام في الدعوة والتغيير بما عهد الله إليهم من واجب إقامة دين الله وسياسة الدنيا به، ولا يقومون بهذه الوظائف الجليلة ما لم يتحلوا بصفتي الصبر واليقين.
فقاعدة ( بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ) إذن قاعدة شرعية جلية في فقه الدعوة والسياسة الشرعية، ومصباح منير في طريق السالكين وبالأخص من ترشح منهم لقيادة وإمامة المسلمين.

الوقفة الرابعة: العلاقة بين مفردات القاعدة.

هناك علاقة وطيدة وصلة وثيقة بين كل من الصبر واليقين من جهة، و بينهما وبين الإمامة الشرعية والقيادة الدينية من جهة أخرى.
وأما العلاقة بين الصبر واليقين: فيبينها ابن القيم رحمه الله تعالى في معرض تفسيره للآية الكريمة { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُون َ} ، قال رحمه الله: (( فأمره بأن يصبر، ولا يتشبه بالذين لا يقين عندهم، فإنهم لعدم صبرهم خفوا واستخفوا قومهم، ولو حصل لهم اليقين الحق لصبروا وما خفوا ولا استخفوا، فمن قل يقينه قل صبره، ومن قل صبره خف واستخف، فالمؤمن الصابر رزين لأنه ذو لب وعقل، ومن لا يقين له ولا صبر عنده خفيف طائش، يلعب به الأهواء والشهوات، كما تلعب الرياح بالشيء الخفيف والله المستعان )). ولا مزيد في الحقيقة على هذا الكلام الوجيز والمفيد في بابه، والذي نستفيد منه أن العلاقة بين الصبر واليقين علاقة تلازم، لأن العلم التام بالشيء وما يجلبه للمرء من خير أو يدفعه عنه من شر، يستلزم قوة وصبرا في أداء ذلك الفعل، وقل مثله فيما يقتضيه ذلك العلم من الترك وما يترتب عنه من نتائج. فالمترشح لإمامة المتقين إذا كان من أهل اليقين بحقائق دين الإسلام من عقائد صحيحة وشعائر فاضلة وشرائع عادلة، وعلم بأن لا فلاح في الدنيا والآخرة إلا بالتمسك بأهدابها، لا بد أن يكون ذا رزانة و شخصية عالية لا تنقاد لشبهات البدع والضلالات، ولا ينساق وراء مختلف الشهوات، وانظر إلى حال الأنبياء عليهم السلام وكذلك ورثتهم العلماء من بعدهم لما كانوا أهل يقين بما أمر به الله من الإيمان والعمل الصالح، كيف عرفوا بطلان غيره وقبحه، ولم يلتفتوا إلى شبهات الكفار والمشركين وأهل البدع في معارضة الحق، كما لم يمنعهم من العمل بما علموا رغبة ولا رهبة , قال تعالى { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين } .
وما مظاهر الحور بعد الكور التي نرصدها في حياة الدارجين في سلك الإمامة من غير أهلها ممن يقصر في علم أو في عمل فيخلط علما بجهل، أو يشوب سنة ببدعة، أو طاعة بمعصية، ليس ذلك إلا دليلا قاطعا على أهمية تحصيل الصبر واليقين وضرورتهما في بناء الشخصية القيادية المنشودة لنيابة صاحب الشرع في القيام بوظائفه المتنوعة.
العلاقة بين الصبر واليقين وبين الإمامة في الدين:

أما العلاقة بين الصبر واليقين وبين الإمامة في الدين فهي علاقة شرط بمشروطه، والشرط في اصطلاح الأصوليين هو ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته ، و جل شروط الخلافة، و كذلك أكثر آداب العلماء وصفات الدعاة إلى الله تعالى عند التأمل نجدها مندرجة تحت هذين الأصلين العظيمين: الصبر واليقين، وفوات بعضها مناف لكمال الإمامة في الدين، كما أن انعدام بعضها الآخر مناف لصحتها، ولا يوجب توفرها في كل شخص من المسلمين تبوئه على منزلة الإمامة في الدين لمانع أو لآخر.




بارك الله فيك

وجعلك ذخرا للمسلمين




خليجية



شكرلكي مرورك الكريم



مشكورة ياعمرى

وجزاكى الله خيرا




التصنيفات
منتدى اسلامي

الفرق بين الإيمان واليقين

الفرق بين الإيمان واليقيناجاب عليها فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي التاريخ 13/2/1431 هـ
السؤال ماالفرق بين الايمان واليقين؟ وهل اليقين ثابت والايمان يزيد وينقص؟

الجواب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فالإيمان في اللغة: التصديق.
وشرعاً: تصديق بالقلب وإقرار اللسان وعمل القلب والجوارح, قال الله _تعالى_: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (الأنفال:2)
أما اليقين: فهو ما يجزم به الإنسان ويتيقنه, ومراتب اليقين ثلاثة:
علم اليقين وهو ما يحصل بالخبر الصادق.
وعين اليقين, وهو ما يحصل بالرؤية والمشاهدة.
وحق اليقين: وهو ما يحصل بالمباشرة.
والإيمان يزيد وينقص قال الله _تعالى_: "ويزداد الذين آمنوا إيمانا" وقال: "ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم".

وقال: "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم".
وقال: "فأما الذي آمنوا فزادتهم إيماناً وهو يستبشرون". والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
:0153:




خليجية



خليجية



خليجية



شكرلكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

التوكل على الله واليقين بالله

في القضاء ، لو وكلت محامي في قضية . تترك له كافة الأمور يديرها هو بحسب خبرته وتزيح الأمر من رأسك لأن هذا تخصصه وهذا ملعبه ، وتبيت واثقا مرتاح البال لأن قضيتك في يد محام متميز . هذا لأنك تثق به .. في الدنيا لو تركت أمر رزقك لله ووكلته في ذلك واستسلمت له كامل التسليم مع سعيك بما هو في متناول يدك ، تأكد أنك ستذهل من النتيجة .. إن عزلت ربك من القضية وبت ليال تفكر وتشغل رأسك بخوف وضيق في حل مشكلتك فسيتركك الله تحل أمورك بنفسك . لأنك في العمق ألغيت توكيلك ، عندها حتما ستتعقد وستعاني . ربك يريد التخفيف عنك . "يريد الله أن يخفف عنكم" وأنت تريد أن تتصرف بنفسك .. والله يؤتك ما تريد .. راجع علاقتك مع ربك في العمق ، فهي محور تغيير حياتك ،
يارب ارزقنا الرضا واليقين
يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك



كلمات جميله

والله قمه في الروعه

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي ع دينك




التصنيفات
منوعات

اليقين بالله والتوكل علية

بسم الله الرحمن الرحيم
اليقين بالله والتوكل عليه
قال الله تعالى " ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما " الأحزاب
قال تعالى "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " آل عمران
قال تعالى " وتوكل على الحي الذي لا يموت " الفرقان
قال تعالى " وعلى الله فليتوكل المؤمنون" إبراهيم
قال تعالى " فإذا عزمت فتوكل على الله " آل عمران والآيات في الأمر بالتوكل كثيرة معلومة
قال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه" الطلاق أي كافيه
قال تعالى " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون " الأنفال والآيات في فضل التوكل كثيرة معروفة وأما الأحاديث
فالأول عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لى سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لى هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم فقيل لى انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة متفق عليه الرهيط بضم الراء تصغير رهط وهم دون عشرة أنفس والأفق الناحية والجانب وعكاشة بضم العين وتشديد الكاف وبتخفيفها والتشديد أفصح
الثاني عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا تموت والجن والإنس يموتون متفق عليه وهذا لفظ مسلم واختصره البخاري
الثالث عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقى في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل رواه البخارى وفي رواية له عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان آخر قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار حسبي الله ونعم الوكيل
الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير رواه مسلم قيل معناه متوكلون وقيل قلوبهم رقيقة
الخامس عن جابر رضي الله عنه أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس يستظلون بالشجر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه ونمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا وإذا عنده أعرابي فقال إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا قال من يمنعك مني قلت الله ثلاثا ولم يعاقبه وجلس متفق عليه وفي رواية قال جابر كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلق بالشجرة فاخترطه فقال تخافني قال لا قال فمن يمنعك مني قال الله وفي رواية أبي بكر الإسماعيلي في صحيحه قال من يمنعك مني قال الله قال فسقط السيف من يده فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال من يمنعك مني فقال كن خير آخذ فقال تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قال لا ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله فأتى أصحابه فقال جئتكم من عند خير الناس قوله قفل أي رجع و العضاه الشجر الذي له شوك و السمرة بفتح السين وضم الميم الشجرة من الطلح وهي العظام من شجر العضاه و اخترط السيف أي سله وهو في يده صلتا أي مسلولا وهو بفتح الصاد وضمها
السادس عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا رواه الترمذي وقال حديث حسن معناه تذهب أول النهار خماصا أي ضامرة البطون من الجوع وترجع آخر النهار بطانا أي ممتلئة البطون
السابع عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرا متفق عليه وفي رواية في الصحيحين عن البراء قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل وذكر نحوه ثم قال واجعلهن آخر ما تقول
الثامن عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمر ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي رضي الله عنه وهو وأبوه وأمه صحابة رضي الله عنهم قال نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما متفق عليه
التاسع عن أم المؤمنين أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة قال الترمذي حديث حسن صحيح وهذا لفظ أبي داود
العاشر عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال يعني إذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم وقال الترمذي حديث حسن زاد أبو داود فيقول يعني الشيطان لشيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقى
وعن أنس رضي الله عنه قال كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف فشكا المحترف أخاه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لعلك ترزق به رواه الترمذي بإسناد صحيح على شرط مسلم يحترف يكتسب ويتسببخليجية[/IMG]



جزاك الله خير



يارب ارزقنا التوكل عليك حق قدرك



جزاك الله خير



يارب ارزقنا التوكل عليك حق قدرك
جزاك الله خير



التصنيفات
منتدى اسلامي

حتى يأتيك اليقين

واعبد ربك حتى ياتيك اليقين
د . ابو البراء محمد عابد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
لا شك ان الذين يسقطون امام زخارف الدنيا هم الذين لا يصبرون على الحرمان الذى يفرضه الاعداء المتربصون المتسلطون هم الذن لا يصبرون على الالام التى يسلطها زمرة عادوون وهم الذين لا يصبرون على مواقف التحدى التى يفرضها جمهرة الناظرون ..
.. ولذلك ..
فان نقطة البداية ليست خارجيا والفرصة توجد داخلنا فاذا امكننا التغلب على انفسنا ودواخلنا امكننا مواجهة العالم لاننا نمتلك القدرة على النظر فى عيون الحقيقة بلا خوف وبلا هم ولا حذر بل واحتمال كل شئ حتى الموت بعد ان تحملنا حياة هى اصعب واخطر من الموت
ان النهوض من الكبوات ودحض الامال الكاذبة ورؤية الحقيقة بشكل واضح فى رحلة المؤمن فى طريق الحق والايمان رحلة يواجه فيها المؤمن شواهق الجبال ويقتات خلالها المصاعب والالام ويدوس فيها على الاشواك ويجتاز ارضا ملؤها الحرائق والالغام فى دنيا الغيلان والقردة التى تتربص به وتحاول سحقه بالات جهنمية دونها الف مرة انياب لوحوش وافر الوحوش وهمجية الوحوش .. !!
واذا وجدت نفسك بلا رفيق وبلا صاحب فاجعل من شعورك بالوحدة تطلعا الى التواصل الاخرين ودافعا لى معرفة ذاتك وادراكا لحاجتك لى العالم وحاجة العالم اليك وان من حقك ان تتيه فخرا وان تع فى ظلال الايمان ولو كت فردا وحدك وان تذوق حلاوة الايمان الذى اشرق نوره فى قلبك
وعندها عليك ان تسق من راحتيك كل عطشان لهذه المعالى الايمانية واجل من هؤلاء العطشى اخوان صدق واجعلوا الحكمة ضالتكم واقطفوا من كل بستان زهرة ومن كل مؤلف فكرة ومن كل مبدع لمعة ومن كل عالم جملة ثم ابتكروا ا تجود به قرائحكم المتيقظة حتى بصبح لكم م الايام بنيانا متمزا يشار اليه بالبنان
ان اعداءك يبذلون قصارى جهدهم لتبقى فى اطار نظرتهم للحياة لا يتركون لك ادنى فرصة للبحث عن طريق ينقلك من حضيض الذل لهم الى قم التحرر فى ظلال الايمان تحت ان الحضيض " قدر مكتوب " و " لا سبيل الى تغييره " و " استسلم لواقع القهر " و " يستحيل عليك تغييره او حتى التاثير فيه " … ومن ثم يصبح مستقبلك اقل اشراقا وينسحق املك تحت وطأة حاضرك تعيس .. هكذا وكان حاضرك هو محطة وصول نهايته كل من يتجاوزها لا يجد امامه سوى المستحيل
ودوا لو تدهن فيدهنون
فاذا فشل اعداؤك فى ذلك فانهم يحولونك ايها الانسان الى لاهث وراء لقمة عيشك الصعب حتى يبقى سؤالك المتردد بداخلك .. اى معنى ان ابحث عن معان الايمان العالية وانا فقير ليس لدى قوت يومى .. اننى فى حاجة لان احصل على متطلبات الحياة الاساسية
لا شك ان هذا هو طريق السلامة ..
لكنها سلامة من اراد ان يعتزل الحياة ويفقد كرامته فيها
نعم ..
ان من يحب الحياة الدنيا وزينتها يتنازل عن كرامته ودينه باختباره وارادته ..
غذاؤه الذلة .. كساؤه المسكنة .. مسكنه الهوان ..
ولو اردت الحياة الايمانية ورغبت فيها لحصلت عليها .. فلا تلعن الظلام ولا تشعل شمعة ولكن دع نور الايمان الذى نبت فى قلبك وبزغ فى صدرك ينير طريقك نحو مجتمع الفضائل والايمان
اعلم ان القوة المادية لا تملك ان تسعبد انسانا يريد ان يحيا حياة الايمان فقصارى ما تستطيعه هذه القوة ا تملك الجسد .. تؤذيه .. تعذبه .. تكبله .. تحبسه … اما الضمير والروح والعقل فلا يملك احد حبسها ولا استذلالها الا ان يسلمها صاحبها وينزوى فى اصداف الطاعة النتنة حرصا على اكل العيش والتنازل الداخلى عن الكرامة التى وهبها الله لبنى آدم .
قال ابو معاوية الاسود .. " من كانت الدنيا همه طال غدا غمه ومن خاف ما بين يديه ضاق به ذرعه "
واذا كان ذلك جاءت المرحلة الثانية
(2)
يعانى الكثير من الناس حالة من العيش الدائم فى اكتئاب وعدم القبال على الحياة بل واحيانا ارادة الموت او الانتحار فى بعض الحالات والتى قد انتشرت فى العالم الغربى وتعج بها الحياة الغربية والامر الذى لم ينج من حالات تقدر بعشرات بل مئات الالاف من حالات الانتحار فى العالم العربى الاسلامى فى الايام الاخيرة .. وان نوبات الاكتئاب والهم والحزن هذه تستفحل فى حياتنا اليومية يوما بعد يوم وبمرور الزمن وهى بمثابة العدو الذى يقف فى طريق العمل والانجاز والعطاء والبذل لكل ما حوله فى بيئته واهله واسرته وهو عدو خطير للناس بصفة عامة وعدو اشد خطورة فى حياة القدة والرؤساء والدعاة
فالاكتئاب يبدل حال المرء ويجعله سريع اليأس والقنوط كثير التشاؤم .. اشبه بمرض فيروسى سريع العدوى سرعان ما ينتقل الى كل من حوله وما حوله
والقائد الكتئب سريع اليأس والقنوط والشاؤم ينقل حالته وحزنه الى كل من حوله من الجنود اوالشعب الذى يعيش معه ليحول حياة من حوله الى واحة من الحزن وكيان وشعب يائس بائس حزين مكتئب قنوط .. وظلال هذا الاكتئاب لا ترضى احدا ولا تدفع اى احد الى العمل والانتاج بل تحول الحياة الى جحيم لا يطاق وعذاب دائم متواصل وتنغيص عيش مستمر وحياة بئيسة ليس فيها مكان للافراح والمسرات .
ان القائد المكتئب ينفر منه جنوده والرئيس الكمتئب يبتعد عنه شعبه ومواطنيه بل القائد او الرئيس ليس لهما مكان لانهما عبأ على من تحتهم .. فمن هذا الجندى الذى يحمل بين جنباته اية مشكلة او تنغص عليه حياته وتؤرقه عقبة لا يستطيع الخروج منها ..
هل ترى انه سيرى فى قائده الكئيب هذا وجهة صادقة وحقيقية لان يعرض عليه مشكلته ا ضائقته ناشدا الحل والمخرج من هذا الاكتئاب او ان يطلب من هذا الكئيب الراحة النفسية او الطمأنينة القلبية .. كيف يحدث هذا فى ظل حياة كئيبة تسودها حالة من الهم والحزن والشؤم .. حالة تدفع من حولك الى النفور منك والبعد عنك والتشاؤم منك
ان الاكتئاب والحزن والهم هم امراض خطيرة لانهم البوابة الرئيسية التى تفتح على سيل جارف من الامراض النفسية فالاكتئاب هو الاب الروحى لجميع الامراض لنفسية والعقلية التى تصيب الانسان والاكتئاب هو الوسوسة التى توقف الحياة وتعرقل مسيرتها ولا ترى للنسان حاضرا فضلا ان يرى من خلال هذه الاعراض مستقبلا .. فالاكتئاب تنغيص للحياة الكريمة والعيش الهنئ و يقتل الهمم الانسانية العلية وتذبح العزائم القوية وتميت الطاقات الانسانية .. فالمكتئبلا يمتلك اية همة او عزيمة او طاقة حيات بؤس وشقاء وتخلف وقعودعن مسايرة ركب الناس
.. وفى حياة الامم والجماعات هى توقف عجلة الحياة ومسيرتها وضياع للامال والطموح والبسريات فهو مرض يستشرى فى الامم والجماعات ليهدم ويقتل كل دوافع الاستمرار فى طريق العمل والانجاز والانتاج ويميت كل الطموح والامال التى تعمل فى حياة الناس والامم والجماعات ليجعلها امة خاملة خامدة لا تحسن عمل شئ او تقوم باية مسئولية .. تعيش حالة من الضياع والهيام القاتل
ان هذا المرض او العرض فى دين الاسلام امر منبوذ مطارد لانه يفضى الى سلسلة من الضياع والخذلان لامة الاسلام افرادا وجماعات واول دليل على ذلك تعوذ النبى الكريم صلى الله عليه وسلم منه وفى التعاليم النبوية الكريمة تجده اول خطوة فى الطريق الذى لا رجعة فيه ولا تبدو منه اية بشارة لخير او حق فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى دعائه الذى يحفظه جميعنا ويردده دائما ..
اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن
اللهم انى اعوذ بك من العجز والكسل
اللهم انى اعوذ بك من الجبن والخوف
اللهم انى اعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
فهو اول خطوة فى طريق آخره غلبة الدين وقهر الرجال وعندها يكون الضياع والتخلف عن ركب الانسانية والحضارة والحياة السوية .
ان الهم والحزن دمار يؤدى الى العجز والكسل والذى فى تعاليمه النبوية الكريمة يدعونا الى محاربة العجز والكسل بقوله " استعن بالله ولا تعجز " .. فلا اضر على الانسان من العجز الذى يقعد الانسان عن العمل والانتاج .. العجز الذى يضعف قوى الانسان ويدفع به الى التكاسل والقعود خلف الكب .. لا يرى لنفسه همة تدفع به الى العمل وتتوقف عندهم عجلة الحياة وتخمد القوى وتصبح الهمم فى سبات عميق
ان العجز والكسل ليدفعان الى مرضان آخرين اخطر منهما تجعل مسألة الرجوع أشد صعوبة ان لم يتدارك المرء عفو الله وكرمه وعونه ..
الجبن والبخل ..
ان الجبن يؤدى بذاته الى البخل الذى يؤدى الى الجبن .. والبخل يدفع الى الشح كما ان الشح يدفع الى الجبن وهذان المرضان يضادان العطاء والبذل والتضحية من اجل الاخرين .. فالجبان الذى يعيش فى خوف دائم لا يحيا مع الناس حياة كريمة ولا يهنأ بعيش فى اروقة الناس بل يحيا وحده وان شئت قلت يعيش عيشة الاموات وحده لا يريد ان يختلط بالناس لان الناس تحب ان يحيا معها م يعطى لها ويأخذ منها .
والبخيل ليس فى قاموسه مبدأ اعطنى والعطاء ليس له سجية يخاف من كل ما يقول له "امنحنى او اعطنى " .. البذل ابعد شئ منه او من طبعه وطبائعه .. والاحجام والبخل هم من الشيم المندسة التى يوصف بها لا تفارقه ليل نهار نوما او يقظة .. فاذا وصل الى هذه الحالة من الاحجام والبخل والابتعاد عن حياة الناس فلاشك ان ذلك كله يدفع به الى ان يصير صغيرا فى حياة الناس ويعيش فى غلبة الرجال وقهر الزمان والضياع والنسيان وهذه هى نهاية المطاف من الهم والحزن والاكتئاب .. فصاحب الهمم العالية والذى يريد ان يعيش كبيرا طموحه كبيرا اماله اوسع مجالا لا يتقوقع حول نفسه ليس عنده عجز ولا كسل بل حياته جد واجتهاد ونشاط وعمل تدفع به همته العالية ان يعطى ويمنح ويبذل ويضحى من اجل راحة الاخرين يدخل على كل من حوله السعادة كل السعادة ديدنه العطاء والجود ومزاياه كثيره اعظمها البذل والشجاعة لا يخاف احد سوى الله ولذا فهو صاحب الهمة العالية والامال الكبيرة العريضة يعيش كبيرا ويمنح كثيرا وينمو ويترعرع ويصبح فى عالم الناس جهبذا قائدا غير منقاد .. ومن ثم فلا يخاف احدا الا الله لانه يستلهم قوته بين الناس من حول الله وقوته التى تعطيه قوة اى قوة لانه تخلص من حوله وقوته والتى لا تساوى شيئا واستند الى ركن ركين الى ركن الله تعالى رب العالمين الذى يمنح كل من انقاد الى عظمته قوة فاعلة جبارة تدفع به الى طريق الامل والعمل والعطاء والبذل فتدفع به الى الجنة والنعيم والدائم فى الدنيا والاخرة .. ففى الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة وفى الدنيا نعيم من لم ينعم فى ظلاله الوارفة لا ينال نعيم فى الاخرة
انها جنة ونعيم الحياة فى ظلال العبودية لله الواحد القهار ..
والذى يعيش هذه الجنة هو ابعد كل البعد عن غلبة الدين وعن قهر الرجال فضلا ان يصاب بالجبن او البخل او يصاب بالعجز او الكسل او يصب حتى بالهم والحزن
انها الظلال الوارفة والحياة الهنيئة الطيبة التى تدعوا كل فرد والارض امما وجماعات واحزابا وتكتلات الى العمل الى البشر والاستبشار والتفاؤل الى الانفة من الفتور والنفور والطيرة والتشاؤم
ان الدنيا لتفتح ابوابها امام كل الناس ان تفاءلوا وابشروا وستبشروا واعملوا وابذلوا وامنحوا ما حولكم كل فأل وبشر وامل وطموح لتسعدوا وتسعدوا كل من حولكم فتعيشوا حياة هنيئة سعيدة يغمرها الفرح والسعادة والفأل بعيدة كل البعد عن الهم والحزن

ايها الانسان ..
ان الحياة ليست خيارا واحدا نؤديه ونستسلم بعدها لكل ما يحدث لنا وليست مفترق طريق منفرد ووحيد نختار فيه اى جهة سنسلك وينتهى الامر بعدها .. بل كل خيار يفتح سلسلة من الخيارات .. وكل مفترق طريق يحوى خلفه سلسلة من مفترقات الطرق .. وفى كل خطوة من خطوات حياتنا يوجد خياران نختار واحدا منهما بلء ارادتنا
فاذا كان من يصل بفضل الله الى ساحل السعادة والنجاة واحد ليسقط الف فى مستنقع الحزن والضياع فكن انت هذا الواحد الذى يقفز من سفينة الضياع الغارقة واعلم ان نجاتك لا تاتى مصادفة ابدا بل لابد فى لحظة حسم وحزم فى مفترق طرق .. وفى منعطف حاد لابد من فرار بمواجهة سلطان الضياع والضلال والامساك بجمرة النجاة والهداية الملتهبة والقبض عليها بشدة والعض عليها بالنواجذ واليقين ان هذه الجمرة التى قد تحرق كف يدك ولسانك وشفتيك هى بذرة السرور والسعادة لك التى ستكون ثمارها مراكب نجاة من طوفان الضياع والضلال فى كل ارض .. ذلك انه من اليأس يولد دوما منتهى الامل ومقابل مجتمع الكآبة والحزن يوجد هناك ويولد مجتمع السعادة والسرور ..
وعلى ضفاف بحر الضلال .. ينجو من يريد الحياة .




جزاكي اللة خير



جزاااك الله الف خير,,

جعله في موااازين حسناتكـ’’

مشكووؤؤرة حبيبتي,,

ماننحرم منكـ’’




جزاك الله خير



خليجية[/IMG]



التصنيفات
منتدى اسلامي

واعبد ربك حتى يأتيك اليقين

واعبد ربك حتى ياتيك اليقين
د . ابو البراء محمد عابد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
لا شك ان الذين يسقطون امام زخارف الدنيا هم الذين لا يصبرون على الحرمان الذى يفرضه الاعداء المتربصون المتسلطون هم الذن لا يصبرون على الالام التى يسلطها زمرة عادوون وهم الذين لا يصبرون على مواقف التحدى التى يفرضها جمهرة الناظرون ..
.. ولذلك ..
فان نقطة البداية ليست خارجيا والفرصة توجد داخلنا فاذا امكننا التغلب على انفسنا ودواخلنا امكننا مواجهة العالم لاننا نمتلك القدرة على النظر فى عيون الحقيقة بلا خوف وبلا هم ولا حذر بل واحتمال كل شئ حتى الموت بعد ان تحملنا حياة هى اصعب واخطر من الموت
ان النهوض من الكبوات ودحض الامال الكاذبة ورؤية الحقيقة بشكل واضح فى رحلة المؤمن فى طريق الحق والايمان رحلة يواجه فيها المؤمن شواهق الجبال ويقتات خلالها المصاعب والالام ويدوس فيها على الاشواك ويجتاز ارضا ملؤها الحرائق والالغام فى دنيا الغيلان والقردة التى تتربص به وتحاول سحقه بالات جهنمية دونها الف مرة انياب لوحوش وافر الوحوش وهمجية الوحوش .. !!
واذا وجدت نفسك بلا رفيق وبلا صاحب فاجعل من شعورك بالوحدة تطلعا الى التواصل الاخرين ودافعا لى معرفة ذاتك وادراكا لحاجتك لى العالم وحاجة العالم اليك وان من حقك ان تتيه فخرا وان تع فى ظلال الايمان ولو كت فردا وحدك وان تذوق حلاوة الايمان الذى اشرق نوره فى قلبك
وعندها عليك ان تسق من راحتيك كل عطشان لهذه المعالى الايمانية واجل من هؤلاء العطشى اخوان صدق واجعلوا الحكمة ضالتكم واقطفوا من كل بستان زهرة ومن كل مؤلف فكرة ومن كل مبدع لمعة ومن كل عالم جملة ثم ابتكروا ا تجود به قرائحكم المتيقظة حتى بصبح لكم م الايام بنيانا متمزا يشار اليه بالبنان
ان اعداءك يبذلون قصارى جهدهم لتبقى فى اطار نظرتهم للحياة لا يتركون لك ادنى فرصة للبحث عن طريق ينقلك من حضيض الذل لهم الى قم التحرر فى ظلال الايمان تحت ان الحضيض " قدر مكتوب " و " لا سبيل الى تغييره " و " استسلم لواقع القهر " و " يستحيل عليك تغييره او حتى التاثير فيه " … ومن ثم يصبح مستقبلك اقل اشراقا وينسحق املك تحت وطأة حاضرك تعيس .. هكذا وكان حاضرك هو محطة وصول نهايته كل من يتجاوزها لا يجد امامه سوى المستحيل
ودوا لو تدهن فيدهنون
فاذا فشل اعداؤك فى ذلك فانهم يحولونك ايها الانسان الى لاهث وراء لقمة عيشك الصعب حتى يبقى سؤالك المتردد بداخلك .. اى معنى ان ابحث عن معان الايمان العالية وانا فقير ليس لدى قوت يومى .. اننى فى حاجة لان احصل على متطلبات الحياة الاساسية
لا شك ان هذا هو طريق السلامة ..
لكنها سلامة من اراد ان يعتزل الحياة ويفقد كرامته فيها
نعم ..
ان من يحب الحياة الدنيا وزينتها يتنازل عن كرامته ودينه باختباره وارادته ..
غذاؤه الذلة .. كساؤه المسكنة .. مسكنه الهوان ..
ولو اردت الحياة الايمانية ورغبت فيها لحصلت عليها .. فلا تلعن الظلام ولا تشعل شمعة ولكن دع نور الايمان الذى نبت فى قلبك وبزغ فى صدرك ينير طريقك نحو مجتمع الفضائل والايمان
اعلم ان القوة المادية لا تملك ان تسعبد انسانا يريد ان يحيا حياة الايمان فقصارى ما تستطيعه هذه القوة ا تملك الجسد .. تؤذيه .. تعذبه .. تكبله .. تحبسه … اما الضمير والروح والعقل فلا يملك احد حبسها ولا استذلالها الا ان يسلمها صاحبها وينزوى فى اصداف الطاعة النتنة حرصا على اكل العيش والتنازل الداخلى عن الكرامة التى وهبها الله لبنى آدم .
قال ابو معاوية الاسود .. " من كانت الدنيا همه طال غدا غمه ومن خاف ما بين يديه ضاق به ذرعه "
واذا كان ذلك جاءت المرحلة الثانية
(2)
يعانى الكثير من الناس حالة من العيش الدائم فى اكتئاب وعدم القبال على الحياة بل واحيانا ارادة الموت او الانتحار فى بعض الحالات والتى قد انتشرت فى العالم الغربى وتعج بها الحياة الغربية والامر الذى لم ينج من حالات تقدر بعشرات بل مئات الالاف من حالات الانتحار فى العالم العربى الاسلامى فى الايام الاخيرة .. وان نوبات الاكتئاب والهم والحزن هذه تستفحل فى حياتنا اليومية يوما بعد يوم وبمرور الزمن وهى بمثابة العدو الذى يقف فى طريق العمل والانجاز والعطاء والبذل لكل ما حوله فى بيئته واهله واسرته وهو عدو خطير للناس بصفة عامة وعدو اشد خطورة فى حياة القدة والرؤساء والدعاة
فالاكتئاب يبدل حال المرء ويجعله سريع اليأس والقنوط كثير التشاؤم .. اشبه بمرض فيروسى سريع العدوى سرعان ما ينتقل الى كل من حوله وما حوله
والقائد الكتئب سريع اليأس والقنوط والشاؤم ينقل حالته وحزنه الى كل من حوله من الجنود اوالشعب الذى يعيش معه ليحول حياة من حوله الى واحة من الحزن وكيان وشعب يائس بائس حزين مكتئب قنوط .. وظلال هذا الاكتئاب لا ترضى احدا ولا تدفع اى احد الى العمل والانتاج بل تحول الحياة الى جحيم لا يطاق وعذاب دائم متواصل وتنغيص عيش مستمر وحياة بئيسة ليس فيها مكان للافراح والمسرات .
ان القائد المكتئب ينفر منه جنوده والرئيس الكمتئب يبتعد عنه شعبه ومواطنيه بل القائد او الرئيس ليس لهما مكان لانهما عبأ على من تحتهم .. فمن هذا الجندى الذى يحمل بين جنباته اية مشكلة او تنغص عليه حياته وتؤرقه عقبة لا يستطيع الخروج منها ..
هل ترى انه سيرى فى قائده الكئيب هذا وجهة صادقة وحقيقية لان يعرض عليه مشكلته ا ضائقته ناشدا الحل والمخرج من هذا الاكتئاب او ان يطلب من هذا الكئيب الراحة النفسية او الطمأنينة القلبية .. كيف يحدث هذا فى ظل حياة كئيبة تسودها حالة من الهم والحزن والشؤم .. حالة تدفع من حولك الى النفور منك والبعد عنك والتشاؤم منك
ان الاكتئاب والحزن والهم هم امراض خطيرة لانهم البوابة الرئيسية التى تفتح على سيل جارف من الامراض النفسية فالاكتئاب هو الاب الروحى لجميع الامراض لنفسية والعقلية التى تصيب الانسان والاكتئاب هو الوسوسة التى توقف الحياة وتعرقل مسيرتها ولا ترى للنسان حاضرا فضلا ان يرى من خلال هذه الاعراض مستقبلا .. فالاكتئاب تنغيص للحياة الكريمة والعيش الهنئ و يقتل الهمم الانسانية العلية وتذبح العزائم القوية وتميت الطاقات الانسانية .. فالمكتئبلا يمتلك اية همة او عزيمة او طاقة حيات بؤس وشقاء وتخلف وقعودعن مسايرة ركب الناس
.. وفى حياة الامم والجماعات هى توقف عجلة الحياة ومسيرتها وضياع للامال والطموح والبسريات فهو مرض يستشرى فى الامم والجماعات ليهدم ويقتل كل دوافع الاستمرار فى طريق العمل والانجاز والانتاج ويميت كل الطموح والامال التى تعمل فى حياة الناس والامم والجماعات ليجعلها امة خاملة خامدة لا تحسن عمل شئ او تقوم باية مسئولية .. تعيش حالة من الضياع والهيام القاتل
ان هذا المرض او العرض فى دين الاسلام امر منبوذ مطارد لانه يفضى الى سلسلة من الضياع والخذلان لامة الاسلام افرادا وجماعات واول دليل على ذلك تعوذ النبى الكريم صلى الله عليه وسلم منه وفى التعاليم النبوية الكريمة تجده اول خطوة فى الطريق الذى لا رجعة فيه ولا تبدو منه اية بشارة لخير او حق فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى دعائه الذى يحفظه جميعنا ويردده دائما ..
اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن
اللهم انى اعوذ بك من العجز والكسل
اللهم انى اعوذ بك من الجبن والخوف
اللهم انى اعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
فهو اول خطوة فى طريق آخره غلبة الدين وقهر الرجال وعندها يكون الضياع والتخلف عن ركب الانسانية والحضارة والحياة السوية .
ان الهم والحزن دمار يؤدى الى العجز والكسل والذى فى تعاليمه النبوية الكريمة يدعونا الى محاربة العجز والكسل بقوله " استعن بالله ولا تعجز " .. فلا اضر على الانسان من العجز الذى يقعد الانسان عن العمل والانتاج .. العجز الذى يضعف قوى الانسان ويدفع به الى التكاسل والقعود خلف الكب .. لا يرى لنفسه همة تدفع به الى العمل وتتوقف عندهم عجلة الحياة وتخمد القوى وتصبح الهمم فى سبات عميق
ان العجز والكسل ليدفعان الى مرضان آخرين اخطر منهما تجعل مسألة الرجوع أشد صعوبة ان لم يتدارك المرء عفو الله وكرمه وعونه ..
الجبن والبخل ..
ان الجبن يؤدى بذاته الى البخل الذى يؤدى الى الجبن .. والبخل يدفع الى الشح كما ان الشح يدفع الى الجبن وهذان المرضان يضادان العطاء والبذل والتضحية من اجل الاخرين .. فالجبان الذى يعيش فى خوف دائم لا يحيا مع الناس حياة كريمة ولا يهنأ بعيش فى اروقة الناس بل يحيا وحده وان شئت قلت يعيش عيشة الاموات وحده لا يريد ان يختلط بالناس لان الناس تحب ان يحيا معها م يعطى لها ويأخذ منها .
والبخيل ليس فى قاموسه مبدأ اعطنى والعطاء ليس له سجية يخاف من كل ما يقول له "امنحنى او اعطنى " .. البذل ابعد شئ منه او من طبعه وطبائعه .. والاحجام والبخل هم من الشيم المندسة التى يوصف بها لا تفارقه ليل نهار نوما او يقظة .. فاذا وصل الى هذه الحالة من الاحجام والبخل والابتعاد عن حياة الناس فلاشك ان ذلك كله يدفع به الى ان يصير صغيرا فى حياة الناس ويعيش فى غلبة الرجال وقهر الزمان والضياع والنسيان وهذه هى نهاية المطاف من الهم والحزن والاكتئاب .. فصاحب الهمم العالية والذى يريد ان يعيش كبيرا طموحه كبيرا اماله اوسع مجالا لا يتقوقع حول نفسه ليس عنده عجز ولا كسل بل حياته جد واجتهاد ونشاط وعمل تدفع به همته العالية ان يعطى ويمنح ويبذل ويضحى من اجل راحة الاخرين يدخل على كل من حوله السعادة كل السعادة ديدنه العطاء والجود ومزاياه كثيره اعظمها البذل والشجاعة لا يخاف احد سوى الله ولذا فهو صاحب الهمة العالية والامال الكبيرة العريضة يعيش كبيرا ويمنح كثيرا وينمو ويترعرع ويصبح فى عالم الناس جهبذا قائدا غير منقاد .. ومن ثم فلا يخاف احدا الا الله لانه يستلهم قوته بين الناس من حول الله وقوته التى تعطيه قوة اى قوة لانه تخلص من حوله وقوته والتى لا تساوى شيئا واستند الى ركن ركين الى ركن الله تعالى رب العالمين الذى يمنح كل من انقاد الى عظمته قوة فاعلة جبارة تدفع به الى طريق الامل والعمل والعطاء والبذل فتدفع به الى الجنة والنعيم والدائم فى الدنيا والاخرة .. ففى الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة وفى الدنيا نعيم من لم ينعم فى ظلاله الوارفة لا ينال نعيم فى الاخرة
انها جنة ونعيم الحياة فى ظلال العبودية لله الواحد القهار ..
والذى يعيش هذه الجنة هو ابعد كل البعد عن غلبة الدين وعن قهر الرجال فضلا ان يصاب بالجبن او البخل او يصاب بالعجز او الكسل او يصب حتى بالهم والحزن
انها الظلال الوارفة والحياة الهنيئة الطيبة التى تدعوا كل فرد والارض امما وجماعات واحزابا وتكتلات الى العمل الى البشر والاستبشار والتفاؤل الى الانفة من الفتور والنفور والطيرة والتشاؤم
ان الدنيا لتفتح ابوابها امام كل الناس ان تفاءلوا وابشروا وستبشروا واعملوا وابذلوا وامنحوا ما حولكم كل فأل وبشر وامل وطموح لتسعدوا وتسعدوا كل من حولكم فتعيشوا حياة هنيئة سعيدة يغمرها الفرح والسعادة والفأل بعيدة كل البعد عن الهم والحزن

ايها الانسان ..
ان الحياة ليست خيارا واحدا نؤديه ونستسلم بعدها لكل ما يحدث لنا وليست مفترق طريق منفرد ووحيد نختار فيه اى جهة سنسلك وينتهى الامر بعدها .. بل كل خيار يفتح سلسلة من الخيارات .. وكل مفترق طريق يحوى خلفه سلسلة من مفترقات الطرق .. وفى كل خطوة من خطوات حياتنا يوجد خياران نختار واحدا منهما بلء ارادتنا
فاذا كان من يصل بفضل الله الى ساحل السعادة والنجاة واحد ليسقط الف فى مستنقع الحزن والضياع فكن انت هذا الواحد الذى يقفز من سفينة الضياع الغارقة واعلم ان نجاتك لا تاتى مصادفة ابدا بل لابد فى لحظة حسم وحزم فى مفترق طرق .. وفى منعطف حاد لابد من فرار بمواجهة سلطان الضياع والضلال والامساك بجمرة النجاة والهداية الملتهبة والقبض عليها بشدة والعض عليها بالنواجذ واليقين ان هذه الجمرة التى قد تحرق كف يدك ولسانك وشفتيك هى بذرة السرور والسعادة لك التى ستكون ثمارها مراكب نجاة من طوفان الضياع والضلال فى كل ارض .. ذلك انه من اليأس يولد دوما منتهى الامل ومقابل مجتمع الكآبة والحزن يوجد هناك ويولد مجتمع السعادة والسرور ..
وعلى ضفاف بحر الضلال .. ينجو من يريد الحياة .




جزاكي الله كل خير



جزاكي الله خيرا