نظرة إلى المجتمع :
-إذا شاهدنا خطأ في مجتمعنا وذهبنا إلى المسؤول عنه لنستفسر يشير إلى المسؤول الأعلى منه وذلك يشير إلى المسؤول الأعلى منه وهكذا كل واحد منهم يتملص من مسؤوليته ويلقيهها على عاتق غيره.
-وفي الجامعة يميل الكثير من الطلاب إلى أن يملي عليهم أساتذتهم ملخصات للمواد التي يدرسونها, لأنهم لا يريدون أن يتحملوا مسؤولية البحث, ومسؤولية تعليم أنفسهم .
-نقول للشعب لماذا الشوارع غير نظيفة فيقول الدولة .. الدولة هي السبب هي التي لا تبدي حزم في هذه المشكلة
أما الدولة فتقول الشعب .. الشعب هو اتكالي (نظفنا نهر بردى 5 مرات وعاد لما كان عليه )
-يا أبو غسان لماذا الانارة معطلة في مدخل البناء يقول أبناء أبي خالد هم من عطلوها وعليه إصلاحها .نسأل أبا خالد فيقول أبو غسان ارتكب خطأ في تركيبها وعليه تصليحها
من المسؤول عن هذه الفوضى في مجتمعاتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع, وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته, والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته, و راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ……. ثم يختم صلى الله عليه وسلم بالتعميم الموجز والجميل والشامل ويقول : وكلكم راع, ومسؤول عن رعيته .
فلا مهرب ولا مناص منك أيتها المسؤولية, يدك تطال صغيرنا وكبيرنا .
مفهوم المسؤولية :
إن المسؤولية استعداد فطري موجود لدى بني الانسان جميعا .. إنها هذه المقدرة أن يلزم الإنسان نفسه أولا, وإنها القدرة على أن يفي بعد ذلك بالتزامه.
فالمسؤولية ذات مرحلتين متتابعتين: الزام النفس >> الوفاء بهذا الالتزام
والمسؤولية بوصفها التزاما, وبوصفها أداء لذلك الالتزام ترتبط بمبدأ أو بفكرة الجزلء, فالذي يلزمني بعمل من الأعمال, ويكلفني به يضع جزاء يتم تطبيقه عند عدم قيامي بما ألزمني به, أو عند تقصيري في أداء ذلك الالتزام, وإذا لم يكن هناك جزاء فإن الالزام يكون مفقود أو ضعيف .
ومن المهم أن نذكر أن الإنسان كلما ارتقى في عقله وفهمه وعلمه وسلوكه وأخلاقه … فانه يزيد في درجة التزلمه, أي : يلزم نفسه بأشياء ويصبح مسؤولا عنها أما م نفسه, وليس أما م الناس, فهو يلتزم أمام نفسه بأشياء ربما لا يلزمه بها "أحد ويحاسب نفسه أيضا على ذلك الالتزام حيث لا أحد يحاسبه عليه.
يمكننا الآن تلخيص مفهوم المسؤولية باربع نقاط :
الزام – وفاء – جزاء- دافع داخلي
سمات الشخص المسؤول :
الصفة الأولى :
شعوره بحقوقه شعور تام, وشعوره بواجباته تجاه الآخرين شعورلا تام أيضا.
الصفة الثانية:
يرغب في تحمل نصيبه من العمل وينجز التزاماته, إنه إنسان عادل, وعدله يدفعه إلى ألا يحمل زملاءه الأعمال المكلف بها.
الصفة الثالثة :
يعرف الشخص المسؤول قدر نفسه, ويتحمل مسؤولية آرائه, ومسؤولية تصرفاته.
إن صدقه وأمانته واعتزازه بنفسه ومعرفته بواجباته.. إن كل هذه الصفات تجعل منه إنسان يتحمل مسؤولية أخطائه التي يقع فيها.
الصفة الرابعة :
صاحب الشعور بالمسؤولية لا ينتظر أن ينال شيئا دون مقابل, إنه يعلم أن لكل شيءثمنا يجب أداؤه ويجب دفعه, ويعلم أن عصر الأشياء المجانية قد انتهى.
الصفة الخامسة :
إن الإنسان السعيد والمسرور والمتلائم مع بيئته, ومع عمله, ومع الناس من حوله هو الذي يحس بالمسؤولية إحساسا متزنا.
فلا يشترط بالشخص الذي يملك إحساسا عاليا بالمسؤولية أن يكون إنسانا عبوسا , بل على العكس.
تنبيه واجب علينا ذكره :
الشعور بالمسؤولية أوله عمل, وهدفه عمل, وسبيله عمل, والشخص الذي يشعر بالمسؤولية شخص ايجابي عملي.
فالشعور بالمسؤولية لا ينمو ولا يكبر ولا يقوى إلا من خلال العمل, ومن خلال الممارسة, ومن خلال الانجاز …
فاذا كان العمل هو سبيل تربية الشعور بالمسؤولية , فما الخطأ الذي نقع فيه في هذا الشأن ؟
الخطأ الذي يقع فيه هنا كثيرون منا هو تركيز المسؤولية في جهة واحدة, إنه نوع من المركزية في إدارة الأشياء وقضاء الحاجة.
إن الأب حين يركز كل مسؤوليات الأسرة في يده فإنه يحرم الزوجة و الأولاد من ممارسة ما يؤدي إلى تكوين الشعور بالمسؤولية . بعض الآباء يختار للأطفال ملابسهم , ولعبهم, وأصدقائهم, ويحمل نفسه مسؤولية حل مشكلات أبنائه وبن أطفال الحي الذين يلعبون معهم ….!
بعض الآباء يستمرون في تركيز المسؤوليات في أيدهم حتى يبلغ أولادهم سن الرشد ويصبحوا مؤهلين لأن ينفصلوا عنهم تماما, وكم رأينا من يختار لابنه الفتاة التي يجب عليه أن يقترن بها, ومن يختار لابنته الشاب الذي ستقضي معه بقية عمرها .
علينا أن نفرق بين أن نختار للولد شريكة حياته وبين أن نساعده على الاختيار.
إن العمل يجعل المرء يعتز ويثق بنفسه, كما أنه يولد الشعور بالكرامة, والفتى حين نتيح له أن يتصرف بملء إرادته, ونتيح له أن يختار ما هو أنفع وأصلح له فإننا نتيح له أن يكتسب خبرات جديدة.
الحرية هي بوابة الشعور بالكرامة والشعور بالمسؤولية, ولا يستغني الأبناء مع حرية الاختيار عن الارشاد والتوجيه, وعلينا أن نلتمس على نحو مستمر التوازن بين هذا وذاك ..
إن الحرية تنفع الأبناء إذا كانت بمقدار, والنصح والتوجيه ينفعهم وينور طريقه أيضا, لكن بمقدار أيضا.. الشيء اذا زاد عن حده انقلب إلى ضده والفضيلة دائما هي وسط بين رذيلتين