يستخدم كثير من الآباء والأمهات أسلوب التهديد مع أطفالهم , إما تشجيعاً على أداء أمر مطلوب، أو نهياً عن عملٍ غير مقبول.
لا يُعدّ التهديد -في معظم الأحيان- أسلوباً تربوياً ناجحاً لأنه لا يشجع الطفل على الاستجابة لأوامر والديه بطريقة مقبولة ومحببة إلى نفسه، نتيجة لكونه يتبع التعليمات مجبراً،
بل إن التهديد قد يساهم في تكريس العناد عند بعض الأطفال صعبي الانقياد، أو عندما تكون دوافعهم النفسية مشجعة على اتباع أساليب لفت الأنظار أو الاستحواذ على الاهتمام، ومنها العناد المدفوع بالتهديدات.
ولذلك فإنه من غير المناسب أن يلجأ الوالدان –والمربون عموماً- إلى التهديد في كل صغيرة وكبيرة. نسمع أحياناً بعض الآباء يردّد تهديدات مثل: "إذا سمعتك ترفع صوتك مرة أخرى فسأكسر رأسك"،
وربما نسمع الأم تردّد: "والله لن تذهبي معنا إلى الملاهي إذا لم تأكلي طعامك".
كما أن بعض الآباء أو الأمهات قد يطلبون من طفلهم ذي السنتين ألاّ يسكب العصير على ملابسه وهو يشرب من كأس مفتوح، عندها لا يناسب أن يُقال له: "إن سكبت العصير مرة أخرى فلن تخرج للحديقة" .
ويزداد الأمر سوءاً عندما تكون التهديدات مصحوبة بصراخ أو صوت عال أو نظرات قد تكون مخيفة.
فالطفل ينظر إلى والديه على أنهما مصدر الحب والخير والحنان، فإذا بدرت منهما تلك التعبيرات المرعبة فإنه سيُصدم بذلك التغيّر الطارئ عليهما، مما يجعله في النهاية يفتقد الاستقرار النفسي داخل منزله، وهو الأمر الذي قد يزيد بدوره من مشكلة عدم اتباع التعليمات، وقد يتطور -إذا ازداد هذا الشعور- إلى مشكلات أكبر.
يجب أن يكون اللجوء للتهديد أمراً مخططاً له حتى يؤتي ثماره بشكل إيجابي للوالدين وللطفل نفسه ولذلك فإنه من الضروري أن يقوم الوالدان بدورهما التربوي ابتداء قبل أن يتوقعا من طفلهما اتباع تعليماتهما أو التصرف بالشكل المقبول أمام الآخرين.
ولكي تزيد فرص تعاون الطفل مع والديه ينبغي عليهما فعل ما يلي:
تعليم الطفل أولاً بدرجة كافية يتأكدان معها أنه فهم ماذا يريدان منه بشكل واضح:
إذ ليس من المعقول أن يطلب أب من طفله ذي السنوات الأربع أن يكتم سراً عن الأطفال الآخرين فالطفل اجتماعي، ويعبر عما يجول بخاطره بكل براءة، ولذلك فإنه يحاول أن يجذب انتباه الآخرين بأن يخبرهم عن أشياء مثيرة رآها أو سمعها، وهذا ما قد يكون سبباً في غضب والديه عليه.
التأكد من أن الطفل قادر على اتباع ذلك السلوك بشكل معقول:
فلكل عمر قدرات تتناسب مع مستوى النمو العقلي والبدني والحركي والانضباطي. ولذلك فإنه ليس من المتوقع أن تستجيب طفلة عمرها ثلاث سنوات لطلب أمها بألاّ تأخذ من الحلوى التي تقدمها مضيفتها مع القهوة.
إعطاؤه فرصاً لتعديل سلوكه:
فعندما يرتكب الطفل خطأ غير مقصود فمن المناسب أن يشرح له الوالدان أن هذا الأمر خطأ، فعندما يضرب الطفل أخاه الأصغر نطلب منه الاعتذار وتقبيل أخيه أو احتضانه.
التأكد من عدم وجود دوافع قوية تقوده نحو هذا السلوك:
لدى الأطفال طاقة عالية، ولابد من تفريغها بشكل مناسب، وإلاّ فإنه فقد يفرغ تلك الطاقة بشكل سلبي، مثل استفزاز الطفل الأصغر لأخيه أثناء حل الواجب المدرسي. فإبعاد الصغير أو إلهاؤه بأمور أخرى كفيل بإنهاء المشكلة.
دمتم فى حفظ الله