مسجد وضريح العباد
(سيدي بومدين) الاسم : مسجد وضريح العباد
المكان : الجزائر،تلمسان، قرية العباد
تاريخ/حقبة الإنشاء : المسجد 1339م، المدرسة 747ه، القبة: نهاية القرن 12
مستلزمات الإنشاء : : الآجر، القرميد، الحجارة، الزخرفة بالجص والرخام والخشب والزليج والبرونز
المرسل إليه / الوكيل : السلطان أبو الحسن
الحجم : المسجد 28،45×18،9م ( 537،70م2)، قاعة الصلاة 266،49م2، الصحن: 106،05م2، المسجد 28،45×18،9م ( 537،70م2)، قاعة الصلاة 266،49م2، الصحن: 106،05م2، علو المئذنة 27،50
استنساخ :
– نقيشة فوق الباب مكتوبة بخط نسخي أندلسي:
" الحمد لله وحده أمر بتشيد هذا الجامع المبارك مولانا السلطان عبد الله ابن مولانا السلطان أبي سعيد عثمان عام تسعة وثلاثين وسبعمائة نفعهم الله ابن مولانا السلطان أبي يوسف يعقوب ابن عبد الحق أيده الله ونصره به"
2- نقيشة على قاعدة القبة مكتوبة بخط أندلسي وتدل على أن المدرسة بنيت ثمان سنوات بعد المسجد.
" بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين أمر بناء هذا الجامع المبارك والمدرسة المتصلة بغربيه مولانا السلطان العادل أمير المسلمين المجاهد في سبيل الله رب العالمين أبو الحسن بن عبد الحق أيده الله وخلد بالعمل الصالح ذكره وأخلص الله في عمل البر وجهه"
3 – نقيشة جبسية على إطار باب الضريح :
" الحمد لله أمر بتنميق هذه الروضة المباركة المشتملة على ضريح الشيخ سيدي أبي مدين أدركنا الله برضاه الأمير عبد الله السيد محمد باي أيده الله ونصره وجعل الجنة منزله عام ثمانية ومائتين وألف. انظر إلى الدر الأنيق تراه في جيد شريف فتى عشيق نظمه الهاشمي بن صرمشيق"
4- نقيشة عربية بالخط الكوفي فوق تيجان محراب قاعة الصلاة:
" ما أمر به مولانا أمير المسلمين أبو يعقوب "
بنيت هذه المجموعة المعمارية من طرف المرينين تكريما لأبي مدين وهو ولي صالح أصله من إشبيلية ودفن بعين المكان خلال القرن 12 م . وقد ساهم في نشر وإشعاع التصوف بلاد المغرب. تضم هذه المجموعة الهندسية مسجدا وضريحا ومدرسة وحمامات . يشبه تصميمها إلى حد كبير تصميم مسجد سيدي الحلوي بتلمسان (1353)
يعد المسجد من أهم منجزات الفن المغربي – الأندلسي بالجزائر. يتشكل المدخل الرئيسي للمعلة كما هو الحال في جامعي قرطبة والقيروان من باب كبير يؤدي إلى بهو مزين بألواح جبسية منقوشة بإتقان وتعلوه قبة ذات مقرنصات. يتم الوصول إليه بواسطة درج شبيه بذلك الموجود ب "بويرطة دي لصول" بطليطلة. كسيت الأبواب الخشبية بالبرونز، وهي تؤدي إلى داخل صحن مستطيل تتوسطه نافورة ماء وتحيط بجنباته أروقة تشكل في الجهتين الغربية والشرقية امتدادا لبلاطات قاعة الصلاة.
يغطي قاعة الصلاة سقف مائل ذو تجويفات وزخارف هندسية مثل شبكات مسترسلة إلى ما لا نهاية من النجوم والأشكال الصليبية والوردية الشيء الذي يوحي إلى القبة الزرقاء. تتكون هذه القاعة من خمس بلاطات موازية لجدار القبلة تنقسم إلى ثلاث أساكيب وتكئ على بلاط متعامد مع القبلة. وترتكز العقود على دعامات مزين جزؤها العلوي بتوريق عربي . البلاط الأوسط أكثر اتساعا من البلاطات الأخرى ويشكل التقاؤه بلاط القبلة تصميما على شكل الحرف الاتيني T. وهو تصميم موجود بمسجد أبو دولف بسامراء (العراق) منذ القرن 9 وبجامع القيروان.
المحراب عبارة عن غرفة صغيرة تغطيها قبة ذات مقرنصات، والقوس الذي يمكن من الولوج إليها ذو شكل بيضوي جد متجاوز ، وهو يرتكز على أعمدة ذات تيجان مركبة تحتمل تأثيرات الفترة العتيقة وهي مزينة بإفريز يحمل كتابات وبكتف العقد المنمق بغصنيات. يندرج هذا العقد داخل إطار مستطيل تعلوه ثلاث شماسيات جبسية دقيقة الصنع . تذكر هذه الزخارف بتلك الموجودة بمحراب تينمل والكتبية (مراكش).
بالزاوية الشمالية الشرقية للبا تلتصق المئذنة المبنية من الآجر والمكسوة بالزليج. وهي ذات أبعاد شبيهة بمئذنة الكتبية. أما جذعها المربع الزوايا والمتوج بشرافات مسنة والذي يعلوه منور، فيشبه إلى حد كبير مئذنة سيدي الحلوي. وهو مزين بلوحات مستطيلة تضم في الأسفل عقودا متعددة الفصوص كما هو الحال بمئذنة مسجد الشرابلين بفاس. وفي الأعلى تنتشر شبكة من المعينات الناتجة عن تداخل عقود منحنية. وهي متوجة بإفريز من الزخارف الوردية المصنوعة من الزليج.
بني ضريح سيدي أبو مدين ثلاثون سنة قبل البنايات الأولى لقصر الحمراء وهو ذو تصميم مربع يعلوه سقف ذو جناح مغطى بالقرميد الأخضر. ويضم صحنا مربع الزوايا يتوفر على سقيفة ترتكز على أعمدة خشبية ذات تيجان كورنثية. ومن المؤكد أن زخارف الباب وتلك الموجودة بداخل البناية تعود لصانع تركي.
تقع المدرسة وهي مكان لتدريس الفقه والتفسير والعلوم الدينية، غرب قاعة الصلاة وتصميمها المنتظم حول الصحن الذي تحيط به الأروقة يشبه كثيرا تصميم الرباط المغاربي. يتم الولوج إلى داخل البناية عبر باب كبير ذو زخارف متعددة الفصوص مصنوعة من الآجر وشبيهة بتلك التي تزين مدرسة أبي الحسن بسلا(المغرب). وبداخل الصحن ينفتح باب على قاعة الصلاة والدروس التي تتوفر على محراب سداسي الأضلاع مزخرف بزليج تركي ومتوج بقبة صغيرة نصف كروية.