سبق أن شعرت بالخوف من مكان بعينه مثل قبو أو مخزن
قديم أو بيت مهجور؟
هل سبق لك أن دلفت إلى مكان ما وأحسست بأنه مسكون
بالعفاريت والأرواح الشريرة
هذا ما حصل بالضبط للباحث( فيك تاندي) فقد كان كثيرا ما
يسهر في معمله ليدرس الصوتيات على
كوكب المريخ وإذا به ذات ليلة يشعر وكان شبحا يقترب منه
فارتعد ونظر خلفه ولم يجد شيئا
فانصرف إلى عمله وبعد مدة بسيطة راوده نفس الشعور
المخيف
وهنا قرر أن يخضع ظاهرة الخوف تلك للبحث والدراسة فقد
لاحظ أن خوفه نابع من ذاته
وأحاسيسه الخاصة بدليل أنه عندما استدار لم يجد خلفه أشباحا
فكيف له أن يسمع مالا يستطيع أن يراه ؟
بل الأهم من ذلك أن الخوف غالبا ما يبدأ من حاسة السمع
وليس من حاسة الإبصار
فقد تعود الإنسان أن يستخدم سمعه لرصد تقدم الأعداء اللذين يهددون
حياته ليسارع في الهرب أما حاسة
الإبصار فهي مرتبطة برصد الأعداء قبل أن يتحركوا وبهذا
ارتبطت حاسة السمع بالدفاع والهرب
وارتبطت حاسة الإبصار بالهجوم والترصد.
ولكي يدرس (تاندي) هذه الظاهرة انتقل بأدواته والتي هي عبارة
عن جهاز حاسوب مزود بميكروفون لتسجيل النبضات والذبذبات
ويرسم منحنيات فورية لها إثناء حدوثها لدراسة تصاعدها
وانخفاضها وأطوالها الموجية.
فزار تاندي الأماكن التي اشتهر عند العامة رعبها كالقصور
المهجورة والمقابر والكهوف. وكان
آخر ما درسه سراديب (أدنبرة)
حيث حدد تاندي الأماكن التي قال الزوار أنها الأكثر رعبا ليدرس
خصائصها الصوتية.
وقد لاحظ وجود ما يسميه العلماء ذبذبات (تحت الصوتية )
وهي صفة تخص الأصوات التي تعجز
الأذن البشرية عن سماعها بوضوح وبالمعايير العلمية فان
ترددات"الموجات تحت الصوتية" هي
كل ما يقل عن 20 هيرتز"ذبذبة صوتية في الثانية الواحدة"
وتتميز هذه الموجات باتساع أطوال
موجاتها الصوتية وصعوبة تقدير المسافة بين الشخص ومصدر
الصوت مقارنة بالأصوات العادية
التي يسمعها الإنسان والتي يتم تحديد المسافة بيننا وبين مصدر
الصوت بدقة
كما أن للاماكن التي تسمع فيها هذه الموجات سمات خاصة
كدرجة خفوت الضوء يسمح للعين
بتوهم خيالات معينة ويقترن ذلك بدرجة محددة للبرودة
والرطوبة تعمل على تضخيم وتكثيف تحت
الصوتيات مما يجعلها تهب على فتحة الأذن بشكل مخيف.
فكلما تعرضت الأذن البشرية لموجات تحت صوتية فان ذلك
يؤدي بالشخص للشعور بالخوف
فالنفس تتوهم المسافة بين مصدر الصوت والأذن اقرب بكثير
مما هي في الحقيقة فتصدر الأوامر
للدماغ بالهرب ويزداد الشعور بالخوف لدى النفس عندما لا ترى
العين مصدر الصوت قريبا منها
فتفترض أن له سرعة كبيرة في الهجوم والاختفاء وهذه الظاهرة
هي المسئولة عن كثير من
مشاعر الخوف الذي يتملكنا في الأماكن المغلقة.
وظاهرة تحت الصوتيات ليست جديدة في الطبيعة فكثيرا
ماتستخدمها الحيوانات كالأفيال والحيتان
والدرافيل تحت الماء ويمكن أن تعرف بوجود هذه الظاهرة من
الكلاب التي كثيرا ما نجدها منتصبة
ويصيخ السمع بينما لا تستطيع أنت أن تميز حدوث أي تغيير
يستلفت الأسماع والأنظار
"""""""""""""""""""""""""" ""
المصدر …. أمل الإسلام