التصنيفات
منتدى اسلامي

خطبة:لم الخوف من الشريعة .للشيخ/محمد حسان

الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وما كان معه من إله الذي لا إله إلا هو فلا خالق غيره ولا رب سواه المستحق لجميع أنواع العبادة ولذا قضى ألا نعبد إلا إياه ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا ند له ولا ضد له ولا والد له ولا زوج له ولا ولد له:{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1)اللَّهُ الصَّمَدُ(2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4)}.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله البشير النذير السراج المزهر المنير خير الأنبياء مقاماً وأحسن الأنبياء كلاماً لبنة تمامهم ومسك ختامهم رافع الإصر والأغلال الداعي إلى خير الأقوال والأحوال والأعمال الذي بعثه ربه جل وعلا بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً فختم به الرسالة وعلم به من الجهالة وهدى به من الضلالة وفتح به أعين عمياً وآذاناً صُماً وقلوب غلفى وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فحياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء الأعزاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت الحبيب إلى قلبي على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أحبتي في الله..:
لما الخوف من الشريعة؟
هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك وحتى لا ينسحب بساط الوقت سريعاً من تحت أقدامنا فسوف ينتظم جوابي على هذا السؤال المهم الآن في العناصر والمحاور التالية:
أولاً: الشريعة لغة واصطلاحا.
ثانيا: خصائص الشريعة
وأخيراً رسالة مهمة إلى الإسلاميين.
فأعيروني القلوب والأسماع والله اسأل أن يجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.
أولا: الشريعة لغة واصطلاحاً:
الشريعة في اللغة لها أكثر من معنى، من بين هذه المعاني (الابتداء)
تقول العرب: شرع فلان في الحديث أي ابتدأ فيه.. شرع فلان في السير أي ابتدأ فيه.
فالمعنى الأول من معاني الشريعة في اللغةـ الابتداء.
وسأبين العلاقة الوطيدة والوثيقة بين هذا المعنى اللغوي وبين المعنى الاصطلاحي الآن فانتبه معي أيها الحبيب اللبيب.
المعنى الثاني من معاني الشريعة في لغة العرب: الظهورـ والبيان ـ والوضوح.
وهو مأخوذ من قول العرب شق الإهاب.
أي الجلد حتى ظهر اللحم وبان واتضح.
والمعنى الثالث من معاني الشريعة في اللغة: تطلق العرب اسم الشريعة على الماء المورود الكثير الدائم الجريان.
والمعنى الرابع من معاني الشريعة في اللغة: نهج الطريق الواضح.
هذه هي معاني الشريعة في لغة العرب. فما هو المعنى الشرعي والاصطلاحي للشريعة؟
قال ابن الأثير الشريعة والشرع: هو ما شرعه الله لعباده من الدين.
انتبه لهذا المعنى الاصطلاحي لأن الحرب الآن شرسة وأخطر ما في الحرب أنها حرب اصطلاحات ومصطلحات قد لا يعرف كثير ممن يروجونها حقيقة المصطلح لا لغة ولا اصطلاحا.
الشريعة اصطلاحاً: هي ما شرع الله انتبه ما شرع الله لا أقول ما شرع مجلس الشعب ولا مجلس الشورى ولا اللجنة التأسيسية التي ستشكل لوضع الدستور كلا.
بل الشريعة: هي ما شرع الله.
الله الملك الذي له الخلق والأمر الذي له الخلق والحكم { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ..}[الأعراف:54.
أنا أخاطب الأمة كلها ..
الشريعة: هي ما شرع الله لعباده من الدين فكل ما ثبت في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من العقيدة والعبادة والعمل والأخلاق فهو من الشريعة بمعناها الواسع.
أكرر
كل ما ثبت في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور العقيدة أو العبادة أو التشريع أو الأخلاق أو المعاملات أو العمل أو غير ذلك فهو من الشريعة بمعناها الواسع.
أظن أن العلاقة بين المعاني اللغوية والمعنى الاصطلاحي صارت واضحة بينة لحضراتكم جميعاً.
فأول معنى من معاني الشريعة في لغة العرب الابتداء والشريعة كذلك أول من شرعها ابتداء هو الله.
هذا هو معنى الابتداء فالشريعة ابتداء أنزلها الله جل وعلا كما سأبين لحضراتكم الآن.
والمعنى الثاني: الظهورـ والوضوح ـ والبيان.
وكذلك شريعة الملك الرحمن شريعة واضحة بينة لأهل العلم والفضل يعرفون هذه الشريعة يعرفون ما هو قطعي الدلالة وما هو ظني الدلالة ويعلمون ما ثبت فيها من كتاب أو سنة أو إجماع.
فهي واضحة بينة كالماء المورود أي كالماء العذب الذي يتدفق في نهر جار لا يشوبه كدر من باطل ولا شوب من هوى أو ضلال وكذلك هي نهج الطريق الواضح .
فهي الطريق الواضح البين لسعادة الخلق في الدنيا ولنعيم الله الدائم الأبدي في الآخرة.
ولما لا وهي شريعة الرب العلي الذي خلق الإنسان والكون والحياة وهو وحده جل علاه الذي يعلم ما يسعد الخلق وما يشقيهم. قال سبحانه:{ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك:14].
فهو سبحانه يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون حتى لا يقول إنسان متعجل لا يعرف مقام الأدب مع الله سبحانه وتعالى ولا مع شريعته المحكمة حتى لا يقول هذا الجاهل أننا نعيش الآن عصر الذرة وعصر الفضائيات وعصر الانترنت وهذه الشريعة التي تتحدث عنها لا تصلح إلا لبيئة الصحراء لبيئة الجمال والبغال والحمير والله لا يقول ذلك إلا جاهل بشرع الملك القدير.
فتعالى معى بعد هذا التعريف اللغوي والاصطلاحي لنقف على خصائص شريعة
الرب العلي.
والخصيصة الأولى أيها المسلمون: أنها شريعة ربانية منزلة من عند رب البرية.
استهل خصائص الشريعة في محورنا الثاني بربانيتها لأقطع الطريق مباشرة على أولئك الذين يريدون أن يعقدوا مقارنات ساذجة بين شريعة الملك وبين قوانين البشر
فالفرق بين شريعة الملك وبين قوانين البشر التي يضعها البشر حين يُعرضون عن منهج الله جل وعلا الفرق بينها وبين شريعة البشر والفارق بينها وبين شريعة رب البشر كالفرق بين الله وبين خلقه وكفضل الله على كل خلقه.
فصنع البشر يعتريه تلك السمات التي يتسم بها البشر من جهل وقصور وضعف وعجز فالإنسان يا إخواني ولو كان عبقريا فذا إن عاش في زمان فوضع القوانين لهذا الزمان بحسب رؤيته لا يعيش هذا الإنسان الواضع لهذا القانون في زمان غيره ومن ثم يأتي قانونه قد يصلح لزمانه الذي يعيش فيه من جانب ولا يصلح من جوانب أخرى.
وإن عاش الإنسان في مكان فهو لا يرى في نفس الوقت ما يجري في مكان غيره فهو محكوم بقصر عمره ـ محكوم بجهله ـ محكوم بضعف إدراكه ـ محكوم بشهواته ونزواته ورغباته.
ومن ثم محال أن يضع البشر لبني البشر منهجا ينبغي أو يجوز أن نقارنه بمنهج خالق البشر الذي يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون.
فشريعة الله شريعة ربانية منزلة من رب البرية سبحانه وتعالى قال جل وعلا:{ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ(49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)}[المائدة:49:50].
من أحسن من الله حكما؟ من أحسن من الله تشريعاً؟ من أحسن من الله حكماً وتشريعاً؟ من الذي يجرؤ أن يزعم ويدعي أن الله علم أشياء وغابت عنه أشياء؟
من الذي يجرؤ أن يزعم ويدعي أن الله جل وعلا لم يكن يعلم ما يحتاج إليه البشر في قرننا الحادي والعشرين فالله جل جلاله اللطيف الخبير العليم الحكيم الذي يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو قدر له الملك أن يكون لعلم كيف كان يكون { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}[الأنعام:59]. {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}.
الله جل وعلا هو العليم الذي يعلم ما كان وما هو كائن الآن وما سيكون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها قال الله جل وعلا حكاية عن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم:{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ..} لمن..؟ لمن..؟ لمن..؟ {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}[يوسف:39:40].
فشريعة الله أيها الأفاضل شريعة ربانية المصدر..
انتبه لكل لفظة ربانية الغاية ربانية الوسيلة.
شريعة الله ربانية المصدر ومصدرية الشريعة دليل جمالها وجلالها وكمالها.
والله لا تنسى مني هذه العبارة..
أنا لا احتاج بعد أن أقول إن الشريعة مصدرها من عند الله ربانية المصدر لا أحتاج أن أتحدث بعد ذلك عن خصائص ومحاسن الشريعة يكفى أن تعلم أنها من عند الله لتكون على يقين مطلق أنها شريعة لها كل الجلال والجمال والكمال.
فمصدرية الشريعة دليل جمالها ودليل جلالها ودليل كمالها ولم لا وهي شريعة الملك العلي الأعلى جل في علاه.
قال الله جل وعلا{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا}[الشورى:52].
فالشرع: روح. الشرع: نور. الشرع: هدى. الشرع: رحمة. الشرع: حكمة. الشرع: مصالح. الشرع: شفاء.
قال شيخي ابن القيم: (الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد فهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها)
تدبروا هذا الكلام الغالي قال جل وعلا{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الشورى:52].
قال جل وعلا:{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}
ليس لكل الخلق وليس لكل الناس بل لمن يقر ويذعن ويعتقد أنه شرع العلي الأعلى{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}.
وقال جل وعلا:{ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[الأعراف:54].
فالشريعة ربانية المصدر ربانية الغاية ربانية الوسائل
نعم ليس عندنا ما يسمى بالمذهب الميكافيللي الغاية تبرر الوسيلة أبدا
بل الوسائل عندنا في شرعنا المُحكم لها نفس أحكام المقاصد ولذلك قلت وأقول انتبهوا معي لا يجوز أن ننحرف عن الإسلام وسيلة ونحن نتجه إلى الإسلام غاية بل يجب أن تكون الوسيلة منضبطة بالإسلام ومنضبطة بشرع الله جل وعلا
أنا لا أريد أن أطيل النفس في كل خصيصة من خصائص الشريعة لأن الموضوع طويل جليل.
إذن الخصيصة الأولى وهي تقطع قول كل خطيب أنها ربانية المصدر إلهية المصدر شريعة الله جل وعلا شريعة من عند الله تبارك وتعالى المؤمن والمسلم مع شرع الله المنزل شعاره السمع والطاعة ولو خرج عليه أبناء الفرقة الماسية الذين يدخلون فضائية ويخرجون منها إلى فضائية أخرى يعلنون الحرب بلا هوادة على شرع الله وعلى دين الله جل وعلا.
المسلم لا يتأثر بهذا الطرح الرخيص.
المسلم لا تزعزعه هذه الحرب الهوجاء على كتاب ربنا وعلى سنة نبينا وعلى شرع ربنا أبداً.
بل لا تزيده الحرب إلا قوة ولا تزيده الحرب إلا ثباتاً ولا تزيده الحرب إلا إصرارا على نصرة دين الله ولو ولو قُطعت من الحلقوم وسفكت منا الدماء فلن نفرط في شريعة رب الأرض والسماء وشرع إمام الأنبياء وسيدالأتقياء وليعلم هذه الحقيقة أولئك الذين يعلنون الحرب بلا هوادة على ديننا وإسلامنا وعلى المنتسبين إلى شرع ربنا جل وعلا.
لا ينبغي أن نحمل الشريعة خطأ محمد حسان محمد حسان في الوحل والطين والتراب إن أخطأ فليتحمل هو نتيجة خطأه أما أن تحمل شريعة ربنا خطأ محمد حسان أو غيره فهذا لا يجوز بحال من الأحوال وهم أنفسهم لا يقبلون هذا لو أخطأ واحد منهم وعممنا الخطأ على الجميع لقامت الدنيا ولم تقعدبإعلان الحرب على أولئك المنغلقين والمتطرفين والأصوليين والرجعيين والفضوليين والفوضويين والرجعيين والمتخلفين والمتأخرين إلى آخر هذه التهم المعلبة التي سئمنا منها طيلة السنوات الثلاثين الماضية ولازالت تعلن الحرب بنفس الكلمات وبنفس الطريقة الرخيصة على الإسلاميين والقصد أنها معلنة على الإسلام أقول ذلك بلا مواربة بلا لف أو دوران.
المرحلة لا تحتمل اللف والدوران بل توجب علينا جميعاً أن نكون صادقين في الطرح وأن نكون واضحين في الطرح.
وأنا أقول دوماً لا ينبغي أن نمارس الآن لغة الاتيكيت الفكري أو ما يعرف عند أولئك بدبلوماسية الحوار
بل يجب علينا أن نكون صادقين صرحاء واضحين مؤدبين.
فأنا لا أحب العنترية الجوفاء قط. بل اطرح ما عندي بكل عز وبكل استعلاء { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[آل عمران:139].
لكن بلا كبر إنما بتواضع بانكسار لله جل وعلاوبتواضع لإخواننا جميعا بل ولأي مسلم مهما كان انتماؤه وأي كان توجهه بل ورب الكعبة نمد أيدينا أيضاً لأهل المعاصي بل ورب الكعبة ندعو أيضاً غيرنا من غير المسلمين لأن ربنا بعث نبينا رحمة للعالمين لا للمسلمين فحسب.
ثانياً: من أهم خصائص الشريعة انها شريعة عالمية.
عالمية؟
نعم..
يعني ليس للمسلمين فقط؟
أبداً..
ما أدلتك؟
خذوا سيلا من الأدلة على أن شريعتنا ليست شريعة العرب فقط وليست شريعة المسلمين فحسب بل هي شريعة محكمة أنزلها ربنا جل وعلا على قلب نبينا لتسعد بها البشرية كلها فوق ظهر الأرض.
الإنسانية أيها الأفاضل تربطها خصائص واحدة ولا فرق بين إنسان وإنسان في هذه الإنسانية العامة إلا بالتقوى.
{يا أيها الناس} انظروا إلى هذا النفير العام { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} هذه هي الغاية {لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات:13].
وفي مسند أحمد بسند صحيح من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم خطب الصحابة في أوسط أيام التشريق فقال:[أيها الناس آلا ربكم واحد آلا إن أباكم واحد آلا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا أسود على أحمر ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم].
لذلك أول آية في كتاب الله كلنا يحفظها في سورة الفاتحة:{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]. ولم يقل الحمد لله رب المسلمين الحمد لله رب المؤمنين الحمد لله رب الموحدين بل { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]
فالله رب الكافر ورب المؤمن على السواء
أنزل شريعة محكمة على قلب نبينا لتكون مصدر سعادة للعالمين على السواء.
تدبر معي قول الله جل وعلا:{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[الفرقان:1].
تدبر معي قول الله جل وعلا:{ قُلْ} قل يا محمد {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}
تدبروا القرآن:{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف:158].
وتدبر قول الله جل وعلا:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[سبأ:28]. وقال جل وعلا:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:107].
فشريعة الله رحمة للعالمين رحمة لكل أهل الأرضإن فاءوا إلى ظلالها
فورب الكعبة أنا أقول لن تشعر البشرية المنكودة الآن بالأمن والأمان وبالرقاء والاستقرار وبراحة البال وانشراح الصدر واستقرار الضمير إلا إذا عادت لشرع خالقها الملك القدير.
آلا ترون البشرية كلها الآن إلا من وحد الله وآمن برسوله..
آلا ترون أن البشرية تهذي كالسكران وتضحك كالمجنون وتجري كالمطارد تئن من الألم تبحث عن أي شيء وهي في الحقيقة تملك من أمور الدنيا كل شيء ولكنها حين انحرفت عن شرع ربها فقدت كل شيء.
{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى(123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا(124)}[طه:123:124].
إنه الضنك حرمان من نعمة الأمن وقد صنعت البشرية القنبلة الذرية والجرثومية
الأمن تحرم البشرية منه وقد صنعت من وسائل الحرب الحديثة ما يطير له العقل واللب معا ومع ذلك فقدت البشرية مع كثرة هذه الأسلحة فقدت نعمة الأمن فقدت نعمة الأمان البشرية فقدت نعمة الرخاء مع كثرة الأسواق المشتركة وغير المشتركة مع كثرة البنوك التي ترونها في أبنية فخمة ضخمة حرمت من نعمة الرخاء.
أزمة تهدد العالم كله..
لا أقول تهدد اليونان ولا أقول تهدد أوربا ولا أقول تهدد أمريكا بل تهدد العالم كله.
وآخر الإحصائيات تقول بأن ثلث سكان العالم يتعرضون للجوع.
هذه البشرية { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه:124]. وربنا تبارك وتعالى أنزل هذه الشريعة المحكمة لا أقول الصالحة لكل زمان ومكان فحسب بل أنزلها لتصلح كل زمان ومكان.
فشريعة ربنا شريعة عالمية واسمع لسيد البرية وهو يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة:[فضلت على الأنبياء بست: أوتيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب] وفي لفظ البخاري [ونصرت بالرعب مسيرة شهر].
[وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة وخُتم بي النبيون].
[وأرسلت إلى الخلق كافة] لذا يقول نبينا في صحيح مسلم:[والذي نفسي بيده لا يسمع بي] فاشترط السماع وهذه تحملنا أمانة كبيرة آلا وهي أمانة الدعوة والبلاغ لنقيم حجة الله على خلق الله في أرض الله [والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار].
فيجب على أمة النبي المختار أن تحمل الأمانة وأن تحمل مشعل الهداية وأن تتحرك في الأرض لتقيم حجة الله على خلقه بالبلاغ والبشارة والنذارة وأسأل الله أن لا يحرمنا وإياكم شرف الدعوة إليه وكرامة البلاغ عنه ودلالة الخلق عليه بحق إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فمن أعظم خصائص شريعتنا أيها الأفاضل أنها شريعة عالمية أنزلها على قلب نبينا لتسعد البشرية بها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ثالثاً: من أهم خصائص الشريعة أنها شريعة تتسم بالتكامل والشمول
هذه ميزة من أعظم خصائص شريعتنا
أي قانون على وجه الأرض إن صلح لزمان لا يصلح لغيره وأنتم ترون هذه التفسيرات للمواد القانونية وهذه التوضيحات وهذه التعديلات الدستورية إلى غير ذلك قد يصلح قانون في زمان ولا يصلح في آخر ٌقد يصلح قانون لمكان ولا يصلح لآخر لأن واضع القانون وهو الإنسان محكوم
أما واضع الشرع ومنزل الشرع هو الذي يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون فهو { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك:14]. فشريعة الله شريعة كاملة شريعة شاملة قال جل وعلا :{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا }[المائدة:3].
شريعة الله جل وعلا تدبر معي لها حكم واضح وتصور كامل شامل في كل جزئيات الحياة حتى لا يتوهم مسلم أن شريعة الله تحكم العبادات فقط لا بل شريعة الله تتسم بالشمول وبالتكامل علاقة العبد بربه شريعة الله لها في هذه العلاقة لها حكم واضح وتصور كامل شامل.
علاقة العبد بالكون والحياة حكم شريعة الله لها حكم واضح وتصور كامل شامل.
العلاقات الاجتماعية العلاقات الاقتصادية العلاقات السياسية العلاقات الأسرية كالزواج والطلاق وأحكام المرأة وأحكام الطفل إلى غير ذلك.
شريعة الله لها أحكام واضحة ولها تصور شامل كامل في كل جزئية من هذه الجزئيات ومن ثم لا يجوز للمسلم على الإطلاق أن يأخذ حكم من هذه الأحكام من مجلس شعب أو من مجلس شورى أو من هيئة أو من برلمان.
وإنما يجب عليه أن يذعن لشرع الله جل وعلا في كل جزئية من جزئيات حياته في أكلك في شربك في حبك في بغضك في جلوسك في قيامك في عطاءك في منعك في زواجك في تطليقك في حبك في ولائك وبرائك في موالاتك ومعاداتك لا تتوهم أبداً أن شرع الله بمنأى عنك بل شريعة الله تصونك وشريعة الله تحوطك.
بل اسمح لي أن أقول..
حتى اللحظات التي يقضيها المسلم في الخلاء وفي دورة المياه شريعة الله جل وعلا لها في هذه اللحظات حكم وتصور شامل كامل.
فأنا أعجب.!
كيف تضع شريعة الله أحكام لحظات يمكثها المرء في الخلاء أو في دورة المياه لقضاء حاجته..
نعم كيف تدخل وبأي قدم تدخل وكيف تخرج وبأي قدم تخرج وهل تستقبل القبلة أم تستدبر القبلة وماذا تقول وأنت جالس وما هي آداب الجلوس في هذا المكان
أنا أتساءل مع العقلاء ومع أحبابي من أهل الدين أتضع شريعة الله أحكام واضحة شاملة كاملة للحظات يقضيها الإنسان في الخلاء لقضاء حاجته وتنسى شريعة الله أن تضع هذه الأحكام الواضحة وهذا التصور الشامل الكامل لأمور العقيدة وأمور العبادة وأمور الدين وأمور الدنيا وأمور الدولة؟
شريعة الله خلق ومعاملة وسلوك شريعة الله دنيا وآخرة شريعة الله لها حكم في كل شيء قال جل وعلا:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً}[البقرة:208]. أي في الإسلام بمجموع حياتكم.
لا تأخذوا من شرع الله ما ترغبونه وتتركوا من شرع الله ما لا ترغبونه حتى لا تقع فيما عابه ربنا جل وعلا على بني إسرائيل { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[البقرة:85].
لا تأخذ من سورة البقرة قول الله تعالى:{ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} لتقرأها ولتستشف بها ولتتبرك بها ثم تترك في نفس السورة في آخرها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} لا تأخذ من سورة البقرة في أمر الله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وتترك في نفس السورة قول الله جل وعلا:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى}. {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ}. لا تأخذ من سورة المائدة قوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}[المائدة:6]. لا تأخذ هذا الأمر من هذه السورة الكريمة وتضيع في ذات الوقت قوله تعالى في نفس السورة:{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
لا تأخذ شيئاً من الشرع وتترك أشياء أخرى وأنت مختار ليس مكرها ولا مضطرا بل المؤمن شعاره مع شرع الله المحكم السمع والطاعة فوق أي أرض وتحت أي سماء قال جل جلاله:{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}[النساء:65]. قال جل وعلا:{وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلالا مبينا}. قال جل وعلا:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ } وما أكثر هؤلاء!!{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا(60)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)}[النساء:60:61]
هذا حكم الرب العلي جل جلاله وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله من شريعة ربانية المصدر ربانية الغاية ربانية الوسائل تعالوا إلى ما أنزل من شريعة عالمية تعالوا إلى ما أنزل الله من شريعة متكاملة شاملة { تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)}هذا حكم الرب العلي جل جلاله ليس اجتهاداً مني ولا من عالم من العلماء فالذي يصد ويعرض عن شرع الله بشهادة القرآن إنما هو منافق خبيث ولو ظل يهتف بلسانه ألف مرة بأنه آمن بالله وآمن برسوله بل وبما أنزل الله على الرسل من قبل رسوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ } وما أكثر هؤلاء!!{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا(60)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)}[النساء:60:61]
شريعة الله جل وعلا شريعة تتسم بالتكامل والشمول في كل جزئية من جزئيات الحياة وكتب الفقه تأكد هذا المعنى بجلاء تقفون على مجلدات ضخمة في كل جزئيات الحياة ومن يتغنون الآن بأن الشريعة ليست مقننة أي لم تحول مواد الشريعة إلى مواد قانونية هم أنفسهم يعلمون أن كل مواد الشريعة مقننة وقد وضعت في أدراج مجلس الشعب من سنوات طويلة من أيام الدكتور صوفي أبو طالب وقد قننت كل مواد الشريعة أي تحولت إلى مواد قانونية لكنها حبيسة الإدراج لا تحتاج فقط إلا إلى التطبيق.
شريعة الله شريعة كاملة شريعة شاملة لها حكم في كل جزئية من جزئيات الحياة ولا يجوز لمسلم البتة أن يحيد عن شرع الله ليأخذ قانون البشر الذي يتسمبالضعف والعجز وقلة الإدراك لأن سمات القانون من سمات واضعه ولا شك ولا ريب أن الذي انزل الشريعة له كل جلال وله كل جمال وله كل كمال ومن ثم تتسم شريعته سبحانه وتعالى بالجلال والجمال والكمال
رابعاً: شريعة الله تتسم بالتوازن والاعتدال لا إفراط ولا تفريط
ربما يتجه قانون من قوانين البشر إلى تقديس الجانب المادي في حياة الإنسان فترون الماديات تحكم كل العلاقات في مجتمع ما
ومنطق هؤلاء كمنطق القدامى{ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}[المؤمنون:37].
سوق هنا فقط تربح فيه وحصل فيه من المكاسب ما استطعت فإنه لا جزاء ولا حساب فهم يهتمون بجانب البدن بجانب الشهوات بجانب الدنيا ويغلبون هذا الجانب في حياة الإنسان جدا
ترى في ذات الوقت فريقاً آخر يقدس جانب الروح ويعلي شأن الروح ترى في ذات الوقت فريقاً ثالثاً يعلي شأن العقل فهذا الفريق فهذا الفريق الأول يعلي شأن المادة حتى ترى الإنسان لا يعيش إلا من أجل شهواته ونزواته ورغباته كما قال ربنا:{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّيَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[الأعراف:179].
وترى الفريق الثاني يعلي جانب الروح حتى يصير الإنسان كائنا مشلولا لا علاقة له بالدنيا ولا بعمارة الكون ويفرض على نفسه رهبانية ابتدعها من عند نفسه ما أنزلها ربنا وما افترضها عليه.
وترى فريقاً ثالثاً يعلي جانب العقل ويصبح العقل طاغوت جديد يحكم على النصوص ولو كانت في القرآن والسنة ليصبح الإنسان بإعلائه هذا الجانب العقلي بلا ضوابط وبلا قيود كائنا مغرورا يحكم على أي نص فيقبل ما يريد أو ما يوافق عقله وهواه ويرد ما لا يريد ما لم يتفق مع عقله ولا مع هواه.
لكن شريعة الملك جل علاه شريعة تتسم بالتوازن والاعتدال لأن الذي شرعها هو من خلق الإنسان هو الذي يعلم أن الإنسان مزدوج الطبيعة فيه الطين وفيه نفخة من روح رب العالمين قال الله جل وعلا للملائكة:{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)}[ص:71:72].
فالإنسان بدن وروح طين وروح لا يستطيع أن يعيش بالبدن وحده ولا يملك أن يعيش بالروح فقط لا يمكن لطائر جبار أن يحلق في أجواء الفضاء بجناح واحد ولو نجح في ذلك لفترة ولو طالت فإنه حتماً سيسقط لينكسر جناحه الآخر ومن ثم لا يمكن أبدا أن يظل الإنسان يعيش من أجل نزواته وشهواته ورغباته.
والدليل على ذلك ما تسمعونه من حالات الانتحار الفردي والجماعي عند أولئك الذين أعطوا البدن كل ما يشتهيه.
ولا يستطيع الإنسان أيضاً أن يعيش بالروح منقطعا عن الدنيا بعيدا عن النساء وبعيداً عن الطعام والشراب والطيبات فيأتي الإسلام ليمنح الإنسان هذا التوازن والاعتدال بلا إفراط ولا تفريط بين الروح والبدن بين الدين والدنيا بين النزعة الفردية والنزعة الجماعية بين العمل للدنيا والعمل للآخرة.
{ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)}[القصص:77].
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(9)}[الجمعة:9].
طيب إذا انتهت الصلاة{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(10)}[الجمعة:10].
هذا هو الإسلام يقول سيدنا رسول الله مبيناً هذا التوازن والاعتدال في دعائه النبوي الجميل في صحيح مسلم:[اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها ميعادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر].
وكان كثيراً ما يدعوا الله بهذا الدعاء القرآني الجميل:{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(201)}[البقرة:201].
هذا هو التوازن والاعتدال في شريعة الكبير المتعال ولا يتسع الوقت للتفصيل في كل جزئية من جزئيات الحياة ترى هذه السمة بل أنا أؤكد لكم أن التوازن والاعتدال ليست سمة في شريعة الله فقط ! بل التوازن والاعتدال سمة في الكون كله لأن خالقه هو الله ليل ونهار ظلام ونور حر وبرد ماء ويابس هذا هو التوازن هذا هو الاعتدال
فالتوازن ليس سمة شريعة ربانية فحسب بل هو سمة الكون الذي أبدعه الخالق سبحانه وتعالى :{ مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ(3)ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ(4)}[الملك:3:4] ولما لا وهو إبداع وخلق الملك القدير سبحانه وتعالى.
مضى الوقت سريعا لكن أختم بهذه الخصيصة وأقول من أعظم خصائص الشريعة أيضاً:أنها شريعة تتسم باليسر ورفع المشقة والحرج.
لا حرج فيها إن وجدت تعنتاً مني فاعلم بأنه لا علاقة له بالشريعة بل هو فهم خاطئ مني للشريعة.
أرجوا أن تنتبهوا لهذا..
لا تحكموا على الشريعة بالعنت لضيق أفق بعض المنتسبين للشريعة لا
الشريعة عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها
فإن وجدت شيئا يخالف العدل والرحمة والمصلحة والحكمة بضوابط الشرع فاعلم بأنه ليس من شريعة الرب العلي الأعلى وليس من شريعة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
لذا أخاطب إخواني من أهل العلم ومن طلبة العلم وأقول لهم
يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا
إن أردت أن تلزم نفسك بالشدة فلا تلزم بها غيرك
إن أردت أن تأخذ بالأحوط فلا تلزم بهذا الأحوط غيرك فشريعتنا لا حرج فيها
بل إذا ضاق الأمر فيها اتسع ألم تسمع قول ربي :{ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}[البقرة:286]. ألم تدبر قول ربي :{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا(7)}[الطلاق:7]. ألم تستجب لدعاء علمنا إياه ربنا:{رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَاعَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} ما أن فرغ الصحابة مع نبيهم الكريم من هذا الدعاء إلا وقال ربنا: (نعم قد فعلت)
والحديث رواه مسلم نعم وفي لفظ (قد فعلت).
فلا حرج في شريعة ربنا أبدا
ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا واختار أيسرهما ما لم يكن إثما قال:[إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين]. قال:[ إنما بعثتم مبشرين ولم تبعثوا منفرين].
قال صلى الله عليه وسلم حين جاء الرهط الثلاثة والحديث في الصحيحين من حديث أنس:[جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادة فلما أخبروا عنها كأنهم تقالوها وأين نحن من رسول الله وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم: أما أنا أصلي الليل ولا أرقد أبدا. وقال الآخر: أما أنا أصوم الدهر ولا أفطر أبدا. وقال الثالث: وأما أنا اعتزل النساء ولا أتزوج أبدا. فجاء بأبي وأمي وروحي وقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني]
إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة
والحديث في الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة وفي الصحيحين أيضاً:[أنه دخل المسجد النبوي يوماً فوجد حبلاً مربوطاً بين ساريتين بين عمودين قال: ما هذا؟ قالوا: حبل لزينب يا رسول الله إذا فترت تعلقت به. تقف تصلي بين يدي الله إذا تعبت تتعلق بالحبل لتكره نفسها على القيام بين يدي الله فقال النبي: حلوه. ثم قال فليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد].
قال للمريض صلي قائما فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب أيها الصائم إن لم تستطع الصوم لظروف المرض أو لسبب السفر فأفطر { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة:184].
يا من لم تجد الماء وتريد رفع الجنابة أو الوضوء تيمم { فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا}[المائدة:6].
بل يا من كنت تصلي من الليل وحبسك المرض لا تخف إن استطعت أن تصلي إن فاتتك صلاة الليل بالليل وقد أعدت عليها فصلي بالنهار اثنتي عشر ركعا فإن لم تستطع فاعلم أن أجرك ثابت لا ينقص
كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري:[إذا مرض العبد أو سافر كُتب له من الأجر ما كان يعمل وهو مقيم صحيح]
أي يسر هذا؟
أي يسر هذا والأدلة على ذلك لا تحصى ولا تعد؟
فشريعتنا ليست منغلقة وأنا أخاطب أولئك الذين يعزفون على وتر الرعب والتفزيع والتخويف من شريعة الملك أخاطبهم وأقول لهم الذي يحترم نفسه ويحترم قلمه ويحترم عقول من يخاطبهم ويحترم عقول الشعب المصري العبقري الذكي
لا تختزل شريعة الله في الحدود
وهل نخجل من الحدود لا ورب الكعبة
ورب الكعبة لا نخجل من الحدود
ورب الكعبة لا نخجل من جزئية شرعها ربنا ونبينا
بل نعلنها ورؤوسنا تعانق كواكب الجوزاء
تختزل الشريعة الغراء في الحدود للتخويف للرعب الذي أصاب الناس الآن
ألحق لو وصل الإسلاميون إلى الحكم كارثة مصيبة.
ستجلد الظهور وستقطع الأيدي وسيلقى ماء النار على وجوه النساء السافرات
مهلا مهلا يا سادة
ما هذه السذاجة؟
حدود الله حين تطبق لابد أن نطبق لها الضمانات وأن نهيئ لها القلوب والعقول والبيئة وأنا أعلنها ومن أراد أن يُراجع ذلك فليراجعه في كتاب شيخنا بن القيم (إعلام الموقعين).
لقد أوقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه الملهم المسدد الموفق المؤيد الذي انزل الله القرآن موافقا رأيه من فوق سبع سموات أوقف حد السرقة في عام المجاعة
بل لما جاءوا له بصبيان وفتيان لحاطب بن أبي بلتعه وقد سرقوا ناقة فسألهم عمر وعلم أنهم ما سرقوا الناقة إلا ليأكلوا كاد الجوع أن يقتلهم في الصحراء فسرقوا هذه الناقة وذبحوها ليأكلوا منها فما أقام عمر الحد عليهم بل هدد حاطب ابن أبي بلتعة وقال له لو سرقوا لأقمت الحد عليك
لا تخافوا لا تخافوا من أولئك الذين يريدون أن يخوفوا الناس من الدين لا تخشى من الدين أبداً
الشريعة أمن ورب الكعبة لا أقول كلاماً بلاغياً ولا إنشائياً الشريعة أمن الشريعة أمان الشريعة روح الشريعة نور الشريعة شفاء الشريعة هدى الشريعة رخاء الشريعة سعادة الشريعة نماء الشريعة سعادة في الدنيا ونجاة في الآخرة.
شرع الله سبحانه وتعالى لا تفرطوا فيه ولا تضيعوه فالحرب شرسة والمرحلة خطيرة ولابد لكل مؤمن أن يتخلص من السلبية وأن يعبر بإيجابية بكلمة مهذبة وبسلوك حضاري إسلامي رائع ليثبت للدنيا كلها أنه لن يُفرط أبداً في دينه ولن يفرط أبداً في شريعة ربه ولا في شريعة نبيه وسيضحي بأغلى ما يملك وبكل ما يملك من أجل نصرة هذا الدين
والله تعالى أسأل أن يقر أعيننا جميعاً بنصرة الإسلام وعز المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام الغر الميامين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد..
فأود أن أوجه رسالة مهمة إلى الإسلاميين على ما يطلق عليهم في وسائل الإعلام وإلا فأنا لا أفرق أبداً بين المسلمين وددت رب الكعبة أن لو تخلصت الأمة من هذه المسميات ومن هذه الرايات في الوقت الذي أقر فيه بأن هذه المسميات لا حرج في وجودها ما لم تتحول إلى عصبية بغيضة فلقد وجدت هذه المسميات في عهد النبوة وجد المهاجرون وجد الأنصار وجد أهل الصفة وجد أهل بيعة الرضوان كل فصيل من هذه الفصائل كان له مسمى وكان الصحابة يعرفونه ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه المسميات إلا حينما تحولت إلى نعرة وإلى عصبية حين نادى المهاجرين يا للمهاجرين ونادى الأنصاري يا للأنصار قال النبي: دعوها فإنها منتنة.
واسمحوا لي أن أقول أيضاً لإخواننا الإسلاميين دعوا العصبية فإنها منتنة
أنا أتألم غاية الألم ما كنت أود وأنا أقولها لله وأنا عاهدت الله أن لا أجامل مخلوق على وجه الأرض على حساب ديني أبداً كنت أود أن لا أرى منافسة في الإعادة بين إخواننا الإسلاميين أيا كان حزبهم الذي ينتسبون إليه وينتمون إليه
لما المنافسة ليتفتت الصوت الإسلامي لصالح الغير
هل هي الدنيا؟
هل هو الكرسي؟
إذن ما هي الغاية التي من أجلها دخلت هذا المجلس وبذلت المال والجهد؟
أنا أقول لك أخي ووالله أنا لك ناصح أمين فأنا لا أنتسب لأي حزب ولا أنتمي لأي جماعة بل جماعتي التي اشرف بالانتماء لها هي جماعة المسلمين
فأنا أنصحك صادقا خالصا لله إن كانت نيتك الآن قد تحولت وصار دخولك للبرلمان من أجل كرسي زائل أو من أجل دنيا فاتخذ القرار الآن بقوة ورجولة واترك هذا المنصب وهذا المجلس ولا تخرج من بيتك حتى تصحح النية وتطهر السريرة والطوية واعلم بأن الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى
اخلص النية لو أخلصت النية في دخول البرلمان لو رأيت أستاذ من إخواني الأفاضل ممن يجيدون التجربة ممن يشهد لهم بالدين والكفاءة والله الذي لا إله غيره لو قدمت نفسي عليه وأنا أعلم يقينا أنه أفضل للدين وللأمة مني اسمع الحكم لو قدمت نفسي وأنا أعلم أن أخي أفضل دين وأمانة وكفء للمكان مني فقد خنت الله ورسوله والمؤمنين
يا اخوانا القضية مش قضية كراسي
والله بكيت بالدمع على موقفين على موقف يتنافس فيه إخواننا من المسلمين والإسلاميين في مكان ما ليسقط أحدهما الآخر
أين التجرد أين الإخلاص أين صحة النية طهارة السريرة والطوية أين العمل لصالح للدين ثم لصالح مصر
أنا أريد أن تسأل نفسك في حجرتك الخاصة أنا داخل البرلمان ليه منظرة عشان يتقال النائب لدنيا
أسألك بالله إن كانت نيتك هذه فلا تدخل أنت أدرى بنفسك مني لا النية أشهد الله لله ثم لنصرة دين الله ثم لصالح مصر وإلا فأنت أعلم أيها الشيخ أننا كنا لا نريد هذه الأماكن ولم نسعى لها قط.
كانت نيتك كذلك فتوكل على الله وأسأل الله أن يقدر لك ما يرضيه عنك مش ما ترضى عنه أنت. بل ما يرضيه عنك
لكن هذا التنافس الذي لا أراه شريفا هذا يفتت الصوت المسلم أو الصوت الإسلام وقد وقع هذا بالفعل
ثم أنا أقول لإخواني واحفظوها مني الابتلاء بالتمكين أخطر من الابتلاء بالتعذيب والتهويل
كنا نطرد ونحارب ونمنع من المساجد وكلكم يعلم هذا لا نقول ذلك دعاية رخيصة فنحن لا نحتاج إلى هذه الدعايات الرخيصة ورب الكعبة
فأنا أقول الآن كنا نبتلي بهذه الألوان من الابتلاءات وكنا نصبر لأن الابتلاء بالشدة يستجمع الإنسان فيه قواه ويستعين فيه بربه وسيده ومولاه على الصبر فيصبره ربه.
أما الابتلاء بالتمكين والنعيم فيلهي وينسي ويطغي فأنتم الآن مبتلون بأشد ابتلاء وأخطر ابتلاء آلا وهو ابتلاء التمكين ومكمن الخطر أن العيون والقلوب والعقول متعلقة بكم الآن ويتصور كثير من آبائنا وإخواننا وأمهاتنا وبناتنا أنه بمجرد وصول الإسلاميين للحكم في نفس الشهر من كان يأخذ ألف جنيه سيصل راتبه إلى خمسة آلاف جنية
إنها فتنة .. فتنة شديدة.
أنتم مبتلون الآن بالتمكين اسأل أن يتم علينا وعليكم الفضل والنعمة
فاحذروا عليكم مسئولية عظيمة وأمانة كبيرة جددوا النية وأخلصوا السريرة وطهروا الطوية وابتغوا بعملكم وجه رب البرية ولا تحيدوا أبداً عن منهج سيد البشرية ولا تميعوا ولا تتنازلوا عن الأصول ولا تضيعوا الثوابت والأركان من أجل الحصول على كرسي زائل أو منصب فان.
بل تمسكوا بأصولكم وحافظوا على ثوابتكم وحافظوا على منهجكم ولا تميعوا القضايا فإن الأعين ترصد أقوالكم وحركاتكم وتضخم الخطأ الصغير لتجعله كبيرة من كبائر الذنوب
لا يتسع الوقت لضرب بعض الأمثلة عن التجرد لأني أخشى أن أطيل على حضراتكم أكثر من ذلك
وأوجه رسالة أخيرة إلى أولئك الذين يعلنون الحرب الآن بضراوة على وصول الإسلاميين ومنهم من أصبح يشكك الآن في اختيار الشعب وفي إرادة الشعب ويصر على اتهام الشعب بالجهل وهو ورب الكعبة الجاهل
أنا قلت أن الشعب المصري شعب عبقري أنا لا أقول ذلك دغدغة للمشاعر فلست من هواة المناصب ولا من أهلها
الشعب المصري شعب عبقري أنا أشبهه ببذور الزهور . بذور الزهور توضع في الأرض ويوضع عليها التراب ويوضع عليها الطمي لكن بذور الزهور لم تستسلم تراها بعد أيام قد شقت الطمي وخرجت من تحت أطباق التراب لترى زهرة جميلة أخاذة المنظر أخاذة الشذى والعبير
هذا هو الشعب الذي يدهش العالم كله ويفاجئ العالم بمواقفه
الشعب الذي رد ردا عمليا عبقريا صامتا بدون جعجعة فأرجوا أن لا تتصور النخبة في الفضائيات أنها تعبر بكلماتها عن طموحات شعبنا انزلوا إلى الشارع انزلوا إلى الأرض الإسلاميون الذين من الله عليهم في المرحلة الأولى كانوا ولا زالوا في الشارع على الأرض لسنوات طويلة على مع المرضى مع الجوعى على قدر إمكانياتهم وعلى قدر استطاعتهم فلا ينبغي أبداً أن تجهلوا الشعب لا يجوز أبدا أن نحكم على شعبنا بالجهل ولا يجوز أن نتهم الشعب بأنه أعطى الصوت بكيس سكر وزجاجة زيت عيب هذا عيب
شعبنا شعب عبقري يصمد حين يعلم أن صمته هو الواجب لأنه لا قيمة لكلمته ويتكلم حين يعلم أن كلمته صارت واجبة لأنه يعلم تأثيراً لكلمته
المرحلة المقبلة نريد لشعبنا المسلم الذكي العبقري أن يحافظ على نجاحها أيضا وأنا اشكر للمرة الثانية الجيش والقضاء الذي جعلهم الله سبحانه وتعالى سببين رئيسين في نجاح المرحلة الأولى لكن الشكر الأول بعد شكري لله عز وجل لشعب مصر الذي صبر ووقف في طوابير طويلة تمتد إلى 2 كيلوا من أجل أن يثبت لأولئك الذين تكلموا كثيراً وصدعوا الرؤوس أن هذا الشعب لا يستطيع أحد أن يضحك عليه والله ولو كان عالما من العلماء وأنا اقسم بالله وأنا أقسم بالله ولو كان عالماً من العلماء.
حافظوا على نجاح هذه العملية حتى يعود الأمر إلى الاستقرار شكلوا لجان شعبية لأنني أخشى في المرحلتين المقبلتين من بعض المشاكل لأنه يراد الآن أن لا تتم هذه المرحلة وأرجوا أيضا من إخواننا في المجلس العسكري ألا يتحدث كل واحد منهم بما يريد بما يخالف القوانين ونصوص الدساتير
لأننا لا نريد كل أسبوع أو كل يوم فتنة تحدث
أنا أناشد المجلس العسكري الآن أن ينتدب واحد منهم ليتحدث واحد فقط باسمهم ليصبح فلان هو المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى أما أن يخرج كل يوم لواء من المجلس الأعلى ليتكلم بتصريحات وليصدر قرارات تصطدم مع القوانين ومع الدساتير وتثير فتنة مصر لا تحتمل هذه الفتن كل يول وليلة أو كل أسبوع وأسبوع
والله أسأل أن يحفظ مصر وأن يجعلها أمناً أماناً سخاءا رخاء وجميع بلاد المسلمين وأن يختار لها الولاية الصالحين المصلحين في الولاية العامة والخاصة
اللهم ولي أمورنا خيارنا ولا تولي أمورنا شرارنا
اللهم اجعل مصر أمنا أمانا سخاء رخاء اللهم انزل على مصر من رحماتك اللهم انزل على مصر من بركاتك اللهم احمي مصر الخونة والخائنين وقيض لمصر الصالحين المصلحين اللهم ارزق بلادنا الرخاء والاستقرار
اللهم أحفظ نساءنا واستر بناتنا وأصلح شبابنا واحفظ أولادنا يا أرحم الراحمين
اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتا لنا إلا رحمته ولا عاصياً بيننا إلا هديته ولا طائعا بيننا إلا زدته وثبته يا رب العالمين ولا حاجة هي لك رضى ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين
يا رب اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا شقياً ولا محروما
اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا اللهم احقن دماء المسلمين في اليمن وفي كل مكان يا أرحم الراحمين اللهم اقبلنا وتقبل منا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم وهذا وما كان من مدد وتوفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به أن أذكركم به وأنساه.




بارك الله فيك



خليجية



التصنيفات
ادب و خواطر

|~الخوف .معاناتي~|

الخوف….
شعور يسكني منذ طفولتي…
يتملكني..و يحكم تصرفاتي …

الشعور الذي حول حياتي…إلى جرح عميق وألم طويل…

شعور أردده دائماً بقولي…" يا ربي ساعدني…أنا أخاف"….

سيطر على حياتي حتى أصبحت لا أذكر موقفاً…إلا واعتراني فيه…
******

في إحدى تلك المواقف…التي كان هو سيدها… وكنت أنا طوع أمره…
التقيت به…
ليس الخوف … إنما التقيت للمرة الأولى…بالشخص الذي أحب!!
غريب الملامح…غريب المنظر … وغريب الطباع…

كنت أحس باقترابه مني شيئاً فشيئاً…

وكلما ازداد اقتراباً ازدادت عيناي تعلقاً بمنظره "الغريب"…

شعور داخلي يجذبني لهذا الغريب!!

كان سيقترب أكثر…
إلا أنه لم يكن هناك مجال …فالخوف بدأ يلتهب في أحشائي…
وبدأت ارتجف…

ضممت يداي إلى حضني….

ليهدأ جسمي الذي يرتعش …كما يرتعش العصفور وهو يلتقط آخر انفاسه….
وبعينيه تبدو…
معالم الحزن…والألم لفقد حياته…أحلامه…وحبه….

أجبرني الخوف بأن أنطق بقراره و حكمه على هذا الحلم الجميل بأن يموت…

لا تتقدم نحوي أكثر… لا أحد يمكنه أن يقترب مني…

لا تقتربون …وإلا سأموت…
سيقتلني خوفي…
اتركني وسأبكي…لفقدك وسأحزن…لكن لا تقترب أيها الغريب!!
*******

قلبي الضعيف بعد أن نُهش بأنياب الخوف…لم يعد يحتمل …
فضعفت عزيمتي …و خارت قواي…

في لحظات الأمل و الاندفاع للحياة أناقض واقعي وأسأل نفسي : لم الخوف؟!

سؤال يوقض أحزاني التي لم تنم…فيقتلني ويقتل أحلامي في كل مرة…
ويكبر الخوف في قلبي…
خوفي من كل شيء…
******

يتردد صوت من الماضي…أستمع إليه…تمر الذكرى… فيخفق قلبي حتى أحس به يخرج من بين أضلعي…تنسكب دموعي كالمطر…
أختنق بعبراتي…

لم أعد احتمل…
يا ربي ساعدني… أنا أخاف
*******

أغمض عيناي بشدة…
لكي لا أرى الذكريات وهي تمر من أمامي …

أضم يداي إلى حضني… أضمها بقوة…
أريد أن تمنحني الأمان ….
لأحمي نفسي ممن…انتصر في تحويلي إلى كائن
يرتعش خوفاً
من أي شيء وكل شيء…

يقترب اكثر…و ينتشي وهو يرى ضعفي أمامه…فيقترب…

فأبكي خوفاً….

لا أحد يقترب مني…سأموت…أنا أخاف …يا ربي ساعدني…

….يا ربي ساعدني….
…يا ربي ساعدني…
..يا ربي ساعدني.. .




لاهنتي يالغلا

~^^~




نورتي حبيبتي ..



مشكورة

يعطيكي الله عافية




مشكورة



التصنيفات
منوعات

هل تشعري بالخوف من زوجك؟

لا يمكن تحديد السلوك العدواني المنزلي بسهولة دائماً، حتى للضحايا بأنفسهم. هذا، جزئياً، لأن العنف المنزلي أكثر بكثير من مجرد اعتداء جسدي. في الحقيقة، العديد من النساء اللواتي يتعرضن للضرب أو العنف بشكل عام يقعن تحت سيطرة شركائِهم ويعتقد بأنهن يعشن في خطرِ وخوف دون التعرض للأذى الجسدي.

إن فهم معنى العنف المنزلي يعني أن ندرك الأمور المختلفة التي يقوم بها المنتهك للسيطرة على الشريك. وقد تساعدك القائمة التالية في تحديد السلوك المحفز لحالة عنف منزلية.

هل يقوم الشخص بالتالي:
• استعمال سيطرةَ عاطفيةَ ونفسيةَ؟
• الشتم، الصراخ، التحقير، الانتقاد العرقي أو الترهيب، أو هل يقوم بانتقادك بشكل منتظم بحيث يحطم معنوياتك وقدراتك ويحط من شأنك كزوجة وأم وشريكة؟
• هل يتصرف بطريقة عنيفة أو يغار بشكل مفرط؟
• هل يمنعك من زيارة أو التحدث إلى العائلة، الأصدقاء، أو يتكلم بشكل سيء عن عائلتك وأصدقائك بهدف أبعادك عنهم؟ لا أحد يعجبه من طرفك.
• هل يمنعك من الذهاب وحدك إلى أي مكان ويصر على أن يكون معك؟
• هل يتعمد إذلالك أو إحراجك أمام الآخرين؟
• هل يستعمل الرقابة الاقتصادية؟
• هل يمنعك من الوصول إلى مال العائلة مثل الحسابات المصرفية، بطاقات الائتمان أَو السيارة؟
• هل يسيطر على كل تمويلاتك، وما تقومي بصرفه حتى من نقودك؟
• هل يمنعك من العمل أو ينغص عليك عملك أو هل يمنعك من الدراسة؟
• هل يحدد إمكانية وصولك إلى الوصفات الطبية، والتأمين الصحي؟
• هل يقوم بتهديدك؟
• هل يهدد بإبلاغ السلطات عنك، مثلا الخدمات الاجتماعية، المحكمة، الشرطة، ملفقا لك تهمة؟
• هل يهدد بإيذاء الأطفال أو أخذهم منك؟
• هل يخفيك بالنظرات، التعبيرات، أو الإيحاءات بحضور الآخرين؟
• هل يقوم باستعراض الأسلحة التي يملكها أمامك بهدف إخافتك؟
• هل يستعمل نوبات غضبه لتهديدك بفعل ما لا ترغبي بفعله؟
• هل يهدد بفضح ميولك الجنسية أمام عائلتك أو أصدقائك؟
• هل يهددك بإبلاغ دائرة الهجرة بهدف ترحيلك إذا كنت غير مواطنة؟
• هل يقوم بضربك جسديا؟
• هل ينفذ تهديداته ضد أولادك، حيواناتك الأليفة، أو عائلتك أو أصدقائه أو حتى نفسه؟
• هل يقوم بتحطيم وتكسير ممتلكاتك الشخصية؟
• هل يستعمل معك الإمساك بقوة، الدفع، الضرب، اللكم، الصفع، الركل، الخنق أو العض؟
• هل يجبرك على ممارسة الجنس معه، أو هل القيام بحركات جنسية أنت غير راضية عنها؟
• هل يمنعك من الحصول على علاجك أو أدويتك بهدف إضعافك؟
• هل يمنعك من الوصول إلى الطعام أو السوائلِ أو يحرمك من النومِ؟

هذه بعض من الوسائل الأكثر شيوعاً التي يستعملها المنتهك للسيطرة على الشريك، وبالتأكيد هناك المزيد من الطرق. إذا كان الشريك يقوم بهذه الأفعال بهدف تقييد حريتَك الشخصية أو إخافتك، فقد تكوني ضحيّة للعنف المنزلي. للحصول على المساعدة، ينصح بالاتصال أو إبلاغ مراكز حماية النساء والأطفال من العنف الأسري المتوفرة في بلدك.

من حقك وحق أطفالك أن تعيشوا في بيئة صحية خالية من العنف والتهديد والتنكيل. لا تفرطي في حقك وضعي حدا لمعاناتك ولتبدئي حياة جديدة بعيدا عن الألم.




خليجية



مشكورة حبيبتى مـــازدة على الموضوع

مواضيعك مميزة تستحقين اللقب




خليجية



مرسي يا قمر ع الموضوع الحلو



التصنيفات
منوعات

أغرب 5 أنواع من الخوف

أغرب 5 أنواع من الخوف

تعتبر "الفوبيا" أحد الأمراض النفسية التي تعني الخوف المتواصل والشديد من بعض الأشياء أو الأماكن أو المواقف. وغالباً ما يتم حصر الفوبيا بالخوف من الظلام أو الأماكن المغلقة أو الأماكن المرتفعة، إلا أن هناك أنواعاً أخرى لها كما في السطور التالية:

1- الخوف من إجراء أو تلقي مكالمة هاتفية
يسمى ذلك الخوف بالتيليفوبيا أو التليفونوفوبيا، ويرجع إلى خوف الأفراد من عدم القدرة على الاستجابة لاستفسارات المتصل أو التلعثم عند الكلام أو الفشل في إيصال معلومة محددة، علمًا أن من يعانون من ذلك الرهاب يتفادون المشاركة في توضيح المعلومات.
وأفادت تقارير أنه في العام 1993 قدر عدد البريطانيين الذين يعانون من رهاب المكالمات التليفونية بـ 2.5 مليون شخص.

2- الخوف من الرهاب
يطلق على ذلك الرهاب فوبوفوبيا، ويعتبر من أغرب المخاوف التي يعاني منها الأفراد، ويرجع سببه إلى إحساس الفرد الداخلي بالخوف غير محدد المعالم والقلق المتواصل، ولهذا فإن اسمه يعني فوبيا الفوبيا.

3- الخوف من التواجد خارج نطاق الخدمات التليفونية
يشار إلى ذلك الخوف بالنوموفوبيا، وأكدت دراسة أجريت على عدد من مستخدمي الهواتف المحمولة في بريطانيا، أن حوالي 58% من الرجال يشعرون بالرهاب عند فقدانهم لخدمات هواتفهم المحمولة نتيجة ضعف شبكة الاتصالات أو نفاذ شحن بطارية الهاتف وذلك في مقابل شعور 48% من النساء بذلك الرهاب.

4- الخوف من الرقم 666
تشير الكلمة اليونانية الطويلة Hexakosioihexekontahexaphobia إلى المعنى الحرفي للخوف من الرقم 666 والذي يرجع إلى ارتباطه بالشيطان. ولكثرة من يعانون من ذلك الرهاب ولارتباطه بأمور دينية، تناولت الكثير من الأفلام السينمائية تلك الفوبيا وعرضتها في أفلام رعب شهيرة مثل The Omen.

5- الخوف من أشعة الشمس
يطلق عليه هيليوفوبيا وتعتبر مشكلة تصيب آلاف الأفراد الذين يعتبرون ابتعادهم عن أشعة الشمس حماية لهم من مرض سرطان الجلد، علماً أن هؤلاء الأفراد يقضون معظم أوقاتهم داخل منازلهم يشاهدون التلفاز وأفلام مصاصي الدماء، وهي الأفلام التي تزيد عندهم الخوف من أشعة الشمس.




التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

الهذيان المرضي لدى كبار السن مرتبط بالخوف والتوتر

أهليــــــــن بنات ,,, الله يوفقكم كلكم

نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة كامبردج البريطانية حول تأثير العمر على معدلات الخوف لدى الإنسان، حيث أظهرت الدراسة أن الأمراض والأدوية الشائعة التي تتسبب بمرور المسنين بفترات من الارتباك والهذيان يمكن أن تزيد احتمال معاناة المرضى من الخرف بواقع ثمانية أضعاف.
كما يؤثر الهذيان، وهو نوبة حادة من الارتباك والضياع، على ما لا يقل عن 15% من المسنين في المستشفيات. ولطالما اعتقد الخبراء أن تلك الحالة عبارة عن أثر جانبي مزعج، ولكن غير مؤذ نسبيًا.
وأشارت الأبحاث الجديدة إلى أن نوبات الهذيان قد يكون لها آثار طويلة المدى، ويمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بالخرف.




التصنيفات
منوعات

خشية الله والخوف منه

خشية الله والخوف منه

عبدالحميد التركستاني

ملخص الخطبة

1- جرأة الناس على معاصي الله. 2- الخوف من الله صفة المؤمنين ، وتتافوة هذه الصفة بقدر إيمانهم. 3- مراتب الخوف. 4- أقوال السلف في الخوف. 5- أحوال السلف في الخوف. 6- ضعف جانب الخوف عند آخرين. 7- مم خاف السلف وبكوا؟

الخطبة الأولى

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى وخافوه واخشوه وحده ولا تخشوا أحدا غيره وكما قال الفضيل: من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد قال تعالى: فلا تخشوا الناس واخشون ، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين .

أيها الإخوة: سوف يكون حديثي في هذه الخطبة عن مقام الخوف من الله عز وجل وسبب اختياري لهذا الموضوع هو ما أراه وأشاهده من بعد الناس عن الله وتجرؤهم عليه بأنواع المعاصي والذنوب التي ما ارتكبها هؤلاء الناس إلا بسبب ضعف جانب الخوف من الله في قلوبهم وبسبب غفلتهم عن الله ونسيان الدار الآخرة، فالخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة وقلّ أن يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى والشهوة والغفلة فالخوف هو الذي يهيج في القلب نار الخشية التي تدفع الإنسان المسلم إلى عمل الطاعة والابتعاد عن المعصية.

ولهذا إذا زاد الإيمان في قلب المؤمن لم يعد يستحضر في قلبه إلا الخوف من الله، والناس في خوفهم من الله متفاوتون ولهذا كان خوف العلماء في أعلى الدرجات وذلك لأن خوفهم مقرون بمعرفة الله مما جعل خوفهم مقرون بالخشية كما قال تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء والخشية درجة أعلى وهي أخص من الخوف، فالخوف لعامة المؤمنين والخشية للعلماء العارفين وعلى قدر العلم والمعرفة تكون الخشية، كما قال النبي : ((إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية)) وقال: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله)) قال الإمام أحمد: هذا يدل على أن كل من كان بالله أعرف كان منه أخوف. والخوف: هو اضطراب القلب ووجله من تذكر عقاب الله وناره ووعيده الشديد لمن عصاه والخائف دائما يلجأ إلى الهرب مما يخافه إلا من يخاف من الله فإنه يهرب إليه كما قال أبو حفص: الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل، فإنك إذا خفته هربت إليه. فالخائف هارب من ربه إلى ربه قال تعالى: ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ، قال أبو سليمان الداراني: ما فارق الخوف قلبا إلا خرب. وقال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها.

وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق. وقال أبو حفص: الخوف سوط الله، يقّوم به الشاردين عن بابه.

والخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه ويبن محارم الله عز وجل فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيميه: الخوف المحمود: هو ما حجزك عن محارم الله وهذا الخوف من أجلّ منازل السير إلى الله وأنفعها للقلب وهو فرض على كل أحد.

ومن كان الخوف منه بهذه المنزلة سوف يحجزه خوفه عن المعاصي والمحرمات فلا يأكل مالا حراما ولا يشهد زورا، ولا يحلف كاذبا، ولا يخلف وعدا ولا يخون عهدا ولا يغش في المعاملة ولا يخون شريكه ولا يمشي بالنميمة، ولا يغتاب الناس ولا يترك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يزني ولا يلوط ولا يتشبه بالنساء ولا يتشبه بالكفرة أعداء الدين ولا يتعاطى محرما ولا يشرب المسكرات ولا المخدرات ولا الدخان ولا الشيشة ولا يهجر مساجد الله ولا يترك الصلاة في الجماعة ولا يضيع أوقاته في اللهو والغفلة بل تجده يشمر عن ساعد الجد يستغل وقته كله في طاعة الله ولهذا قال : ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا وإن سلعة الله غالية ألا وإن سلعة الله هي الجنة)) رواه الترمذي وهو حديث حسن والمراد بهذا الحديث التشمير في الطاعة والاجتهاد من بداية العمر لأن الجنة غالية تحتاج إلى ثمن باهظ ومن سعى لها وعمل صالحا وسار من أول الطريق نال بغيته إن شاء الله.

ولهذا كان السلف الصالح يغلّبون جانب الخوف في حال الصحة والقوة حتى يزدادوا من طاعة الله ويكثروا من ذكره ويتقربوا إليه بالنوافل والعمل الصالح.

أيها الإخوة: إن رجحان جانب الخوف من الله في قلب المؤمن هو وحده الذي يرجح الكفة وهو وحده الذي يعصم من فتنة هذه الدنيا وبدون الخوف لا يصلح قلب ولا تصلح حياة ولا تستقيم نفس ولا يهذب سلوك وإلا فما الذي يحجز النفس البشرية عن ارتكاب المحرمات من زنى وبغى وظلم وركون إلى الدنيا غير الخوف من الله، وما الذي يهدئ فيها هيجان الرغائب وسعار الشهوات وجنون المطامع؟ وما الذي يثبت النفس في المعركة بين الحق والباطل وبين الخير والشر؟ وما الذي يدفع الإنسان إلى تقوى الله في السر والعلن سوى خوف الله، فلا شيء يثبت الإيمان عند العبد رغم الأحداث وتقلبات الأحوال في هذا الخضم الهائج إلا اليقين في الآخرة والإيمان بها والخشية والخوف مما أعده الله من العذاب المقيم لمن خالف أمره وعصاه. فتذكر الآخرة في جميع الأحوال والمناسبات والظروف يجعل عند الإنسان حسا مرهفا يجعله دائم اليقظة جاد العزيمة دائم الفكر فيما يصلحه في معاشِه ومعادِه كثير الوجل والخوف مما سيؤول إليه في الآخرة، ففي كتاب الزهد للإمام أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قلت ليزيد! ما لي أرى عينيك لا تجفّ؟ قال: يا أخي إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو توعدني أن يسجنني في الحمام لكان حريا أن لا يجف لي دمع.

وروى ضمرة عن حفص بن عمر قال: بكى الحسن البصري فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني في النار غدا ولا يبالي. ولهذا من خاف واشتد وجله من ربه في هذه الدنيا يأمن يوم الفزع الأكبر فعن أبي هريرة عن النبي فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال: ((وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين: إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة)) رواه أبن حبان في صحيحه.

أيها الأخوة: لقد عاش المسلمون الذين تلقوا هذا القرآن أول مرة عاشوا مشاهد الآخرة فعلا وواقعا كأنهم يرونها حقيقة ولم يكن في نفوسهم استبعاد لذلك اليوم بل كان يقينهم بذلك اليوم واقعا تشهده قلوبهم وتحسّه وتراه وتتأثر وترتعش وتستجيب لمرآه ومن ثم تحولت نفوسهم ذلك التحول وتكيفت حياتهم على هذه الأرض بطاعة الله وكأن النار إنما خلقت لهم قال يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلا لهما. وحق لهما أيها الإخوة ولكل مؤمن أن يخاف من النار وأن يستعيذ بالله منها لأن الخبر ليس كالمعاينة يقول : ((لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد)) رواه مسلم وقال في وصف النار محذرا منها: ((نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار جهنم)) ولهذا كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إذا رأى أحدهم نارا اضطرب وتغير حاله فهذا عبد الله بن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط مغشيا عليه وهذا الربيع بن خثيم رحمه الله مر بالحداد فنظر إلى الكير فخر مغشيا عليه، وكان عمر بن الخطاب ربما توقد له نار ثم يدني يديه منها ويقول: (يا ابن الخطاب هل لك صبر على هذا). وكان الأحنف رضي الله عنه: يجئ إلى المصباح بالليل فيضع إصبعه فيه ثم يقول: (حس، حس ثم يقول يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا وكذا يحاسب نفسه) وفي الحديث: ((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم)).

أيها الاخوة :إن أمر القيامة أمر عظيم رهيب، يرجّ القلب ويرعب الحس رعبا مشاهده يرجف لها القلوب والله سبحانه أقسم على وقوع هذا الحادث لا محالة فقال في سورة الطور إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع فهو واقع حتما، لا يملك دفعه أحد أبدا والأمر داهم قاصم ليس منه دافع ولا عاصم كما أن دون غد الليلة، فما أعددنا لذلك اليوم، وما قدمنا له وهل جلس كل منا يحاسب نفسه ما عمل بكذا وما أراد بكذا بل الكل ساهٍ لاه، والكل في سكرته يعمهون ويلعبون ويضحكون ويفسقون ويفجرون وكأن أحدهم بمنأى من العذاب وكأنهم ليس وراءهم موتا ولا نشورا ولا جنة ولا نارا ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين يقول الحسن البصري رحمه الله: (إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي، ما أردت بأكلتي ما أردت بحديثي، وإن الفاجر يمضي قدما ما يعاقب نفسه). فحقيق بالمرء أن يكون له مجالس يخلو فيها يحاسب نفسه ويتذكر ذنوبه ويستغفر منها.

أيها الأحبة: لقد كان المسلمون يعيشون مع القرآن فعلا وواقعا عاشوا مع الآخرة واقعا محسوسا، لقد كانوا يشعرون بالقرآن ينقل إليهم صوت النار وهي تسري وتحرق وإنه لصوت تقشعر منه القلوب والأبدان كما أحس عليه الصلاة والسلام برهبة هذا الأمر وقوته حتى أنه وعظ أصحابه يوما فقال: ((إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله عز وجل، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله والله لوددت أني شجرة تعضد)) رواه البخاري وفي رواية قال: ((عرضت علي الجنة والنار فلم أرى كاليوم في الخير والشر)) ثم ذكر الحديث فما أتى على أصحاب رسول الله يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين و الخنين هو البكاء مع غنّه، ولطول المطلع وشدة الحساب وتمكن العلم والمعرفة لدى رسول الله تمنى أن يكون شجرة تقطع وينتهي أمرها فكيف بنا نحن؟ عجبا لنا نتمنى على الله الأماني مع استهتارنا بالدين وبالصلاة وبكل شيء فماذا نرجو في الآخرة؟ وكما قيل:

يـا آمنـا مـع قبـح الفعـل منـه هل

أتاك توقيـع أمـن أنت تملكه

جمـعت شيئيـن أمنـا و اتبـاع هـوى

هذا وإحداهما في المرء تهلكه

والمحسنون على درب الخوف قد ساروا

و ذلـك درب لسـت تسلـكه

فرطـت في الـزرع وقت البذر من سفه

فكيف عند حصاد الناس تدركه

هذا وأعـجب شيء فيـك زهـدك فـي

دار البقاء بعيش سوف تتركه

نعم والله هذا حال الكثير من الناس اليوم لا يريدون أن يعملوا ولا يريدون أن يتذكروا فإذا ذكرت لهم النار قالوا: لا تقنط الناس، وهذا والله هو العجب العجاب يريدون أن يبشروا بالجنة ولا يذكروا بالقيامة وأهوالها ولا بالنار وسمومها وعذابها وهم على ما هم فيه من سيئ الأعمال وقبيح الصفات، قال: الحسن البصري: لقد مضى بين أيديكم أقوام لو أن أحدهم أنفق عدد هذا الحصى، لخشي أن لا ينجو من عظم ذلك اليوم، وقد ورد في الترمذي عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: ((ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها)) والسبب في ذلك ضعف جانب الخوف عند هؤلاء، لقد كان بعض السلف من شدة خوفه ووجله وكثرة تفكيره في أحواله الآخرة لا يستطيع النوم ولا الضحك ولا اللهو حتى يعلم أهو من الناجين أم لا، فهذا شداد بن أوس كان إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم ويقول (الله إن النار أذهبت مني النوم فيقوم يصلي حتى يصبح)، وهذا منصور بن المعتمر كان كثير الخوف والوجل كثير البكاء من خشية الله قال عنه زائدة بن قدامة: إذا رأيته قلت: هذا رجل أصيب بمصيبة ولقد قالت له أمه: ما هذا الذي تصنع بنفسك تبكى عامة الليل، لا تكاد أن تسكت لعلك يا بنيّ أصبت نفسا، أو قتلت قتيلا؟ فقال: يا أمه أنا أعلم بما صنعت نفسي، وهذا معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة جعل يبكي، فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله وأنت وأنت؟ فقال: ما أبكي جزعاً من الموت أن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن هما القبضتان، قبضة في النار وقبضة في الجنة فلا أدري في أي القبضتين أنا. يقول الحسن بن عرفه: رأيت يزيد بين هارون بواسط وهو من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعد ذلك بعين واحدة ثم رأيته بعد ذلك وقد ذهبت عيناه فقلت له: يا أبا خالد ما فعلت العينان الجميلتان، فقال: ذهب بهما بكاء الأسحار.

والبكاء من خشية الله سمة العارفين قال عبد الله بن عمرو بن العاص : لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بمئة ألف درهم.

ولما جاء عقبة بن عامر إلى النبي يسأله: ما النجاة؟ نعم والله ما النجاة كيف ننجو من عذاب الله؟ فقال له: ((أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)) وفي رواية قال: ((طوبى لمن ملك نفسه ووسعه بيته وبكى على خطيئته)).

وقد بين أن من بكى من خشية الله فأن الله يظله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله فقال ((…ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)) بل حرم الله النار على من بكى من خشيته قال : ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع))، وفي رواية قال: ((حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله)) وكلا الحديثين صحيح.

وفي الأثر الإلهي: ((ولم يتعبد إلي المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي)).

أيها المسلمون :إن سلفنا الصالح كانوا يتوجهون إلى الله في خشية وبكاء ووجل وطمع الخوف من عذاب الله والرجاء في رحمته والخوف من غضبه والطمع في رضاه والخوف من معصيته والطمع في توفيقه يدعون ربهم خوفا وطمعا والتعبير القرآني يصور هذه المشاعر المرتجفة في الضمير بلمسة واحدة حتى لكأنها مجسّمة ملموسة إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين إنها الصورة المشرقة المضيئة لسلفنا الصالح رضوان الله عليهم كانوا يخافون ويرجون وكانوا يبكون حتى يؤثر فيهم البكاء فبكاؤهم ثمرة خشيتهم لله قال تعالى عنهم: ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا وقال أيضا: والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ، فبالخوف والخشية تحترق الشهوات وتتأدب الجوارح ويحصل في القلب الذبول والخشوع والذلة والاستكانـة والتواضع والخضوع، ويفارق الكبر والحسد، بل يصير مستوعب الهم يخوفه والنظر في خطر عاقبته، فلا يتفرغ لغيره ولا يكون له شغل إلا المراقبة والمحاسبة والمجاهدة والمحافظة على الأوقات واللحظات ومؤاخذة النفس بالخطرات والخطوات والكلمات، ويكون حاله حال من وقع في مخالب سبع ضار لا يدري أنه يغفل عنه فيفلت أو يهجم عليه فيهلك، فيكون ظاهره وباطنه مشغولا بما هو خائف منه لا متسع فيه لغيره. هذا حال من غلبه الخوف واستولى عليه وهكذا كان حال جماعة من الصحابة والتابعين يقول بلال بن سعد: عباد الرحمن، هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئا من أعمالكم تقبلت منكم أو شيء من خطاياكم غفرت لكم والله لو عجل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما افترض عليكم من العبادة، وتنافسون في جنة أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ، ويقول أيضا: رب مسرور مغبون، ورب مغبون لا يشعر، فويل لمن بان له الدليل ولا يشعر يأكل ويشرب ويضحك، وقد حق عليه في قضاء الله عز وجل أنه من أهل النار فيا ويل لك روحا والويل لك جسدا فلتبك ولتبك عليك البواكي لطول الأبد. فبمثل هذه العبارات كان الرسول وكان السلف يجاهدون أنفسهم ويعظون غيرهم حتى ينتبه الناس من غفلتهم ويصحوا من رقدتهم ويفيقوا من سكرتهم رجاء أن يدركوا من سبقهم إلى الطريق المستقيم ويكون الخوف دافعا لهم على الاستقامة ما كانوا على وجه الأرض أحياء مكلّفين.

وفي الختام أحب أن أذكر نماذج من خوف بعض الصحابة والتابعين:

فهذا أبو بكر أفضل رجل في هذه الأمة بعد رسول الله نظر إلى طير وقع على شجرة فقال: ما أنعمك يا طير، تأكل وتشرب وليس عليك حساب وتطير ليتني كنت مثلك، وكان كثير البكاء وكان يمسك لسانه ويقول: (هذا الذي أوردني الموارد) وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله، وهذا عمر الرجل الثاني بعد أبي بكر قال لابنه عبد الله وهو في الموت: (ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني ثم قال: بل ويل أمي إن لم يغفر لي ويل أمي إن لم يغفر لي)، وأخذ مرة تبنة من الأرض فقال: (ليتني هذه التبنة ليتني لم أكن شيئا، ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت منسيا)، وكان يمر بالآية من ورده بالليل فتخيفه، فيبقى في البيت أياما معاد يحسبونه مريضا، وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء، وهذا عثمان كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته وقال: (لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصيرُ)، وهذا علي كما وصفه ضرار بن ضمرة الكناني لمعاوية يقول: كان والله بعيد المدى شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، ويتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفيه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه يميل في محرابه قابضا على لحيته يضطرب ويتقلب تقلب الملسوع ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه وهو يقول: يا ربنا يا ربنا، يتضرع إليه يقول للدنيا: إلي تعرضت، إلي تشوفت، هيهات هيهات غري غيري قد طلقتك ثلاثا فعمرك قصير ومجلسك حقير وخطرك يسير، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق. فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء وهو يقول: هكذا والله كان أبو الحسن.

وهذا ابن عباس كان أسفل عينيه مثل الشّراك البالي من البكاء.

وهذا أبو عبيدة يقول عن نفسه: وددت أني كنت كبشا فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويشربون مرقي، وهكذا كان حال صحابة رسول الله مع أنهم كانوا مبشرين بالجنة فهذا علي رضي الله عنه يصفهم ويقول: لقد رأيت أصحاب محمد فلم أرَ أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجدا أو قياما، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقعون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب العزي من طول سجودهم إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبتل جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاء للثواب. وهذا سفيان الثوري رحمه الله يقول: والله لقد خفت من الله خوفا أخاف أن يطير عقلي منه وإني لا أسأل الله في صلاتي أن يخفف من خوفي منه.

أيها الإخوة: هل من مشمر؟ هل من خائف؟ هل من سائر إلى الله؟ بعد هذا الذي سمعناه أرجو أن نكون مثل سلفنا علما وعملا خوفا ورجاء ومحبة فإن فعلنا ذلك كنا صادقين وكنا نحن المشمرين إن شاء الله.

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده والصلاة و السلام على من لا نبي بعده.

ثم أما بعد:

أيها الإخوة: لم يكن سلفنا الصالح يخافون ويبكون ويتضرعون نتيجة تقصيرهم أو نتيجة عصيانهم وكثرة ذنوبهم، كلا بل كانوا يخافون أن لا يتقبل الله منهم ولهذا لما سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله عن قوله تعالى: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أهو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال: ((لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه))، قال الحسن: عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية وإن المنافق جمع إساءة وأمنا.

وكان خوفهم أيضا من أن يسلب أحدهم الإيمان عند قوته يقول ابن المبارك: إن البصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع الرب فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعله مكر واستدراج وضلالة قد زينت له فيراها هدى ومن زيغ القلب ساعة ساعة أسرع من طرفة عين قد يسلب دينه وهو لا يشعر.

وهذا سفيان الثوري رحمه الله كان يكثر البكاء فقيل له: يا أبا عبد الله بكاؤك هذا خوفا من الذنوب، فأخذ سفيان تبناً وقال: والله للذنوب أهون على الله من هذا ولكن أخاف أن أسلب التوحيد. وهذا أبو هريرة كان يقول في آخر حياته: (اللهم إني أعوذ بك أن أزني أو أعمل كبيرة في الإسلام)، فقال له بعض أصحابه: يا أبا هريرة ومثلك يقول هذا أو يخافه وقد بلغت من السن ما بلغت وانقطعت عنك الشهوات، وقد شافهت النبي وبايعته وأخذت عنه، قال: (ويحك، وما يؤمنني وإبليس حي).

وكان بلال بن سعد يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من زيغ القلوب، وتبعات الذنوب ومن مرديات الأعمال ومضلات الفتن، قال أبو الدرداء : (مالي لا أرى حلاوة الإيمان تظهر عليكم، والله لو أن دب الغابة وجد طعم الإيمان لظهر عليه حلاوته، ما خاف عبد على إيمانه إلا منحه وما أمن عبد على إيمانه إلا سلبه) وكان من دعائه : (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك وطاعة رسولك)، ولما احتضر عمر بن قيس، الملائي بكى فقال له أصحابه: على ما تبكي من الدنيا فوالله لقد كنت غضيض العيش أيام حياتك فقال: والله ما أبكي على الدنيا وإنما أبكي خوفا من أن أحرم الآخرة.

يقول الإمام الغزالي: ولا يسلم من أهوال يوم القيامة إلا من أطال فكره في الدنيا فإن الله لا يجمع بين خوفين على عبد فمن خاف هذه الأهوال في الدنيا أمنها في الآخرة وليست أعني بالخوف رقة كرقة النساء تدمع عينيك ويرق قلبك حال الموعظة ثم تنساه على القرب، وتعود إلى لهوك ولعبك، فما هذا من الخوف في شيء فمن خاف شيئا هرب منه، ومن رجا شيئا طلبه، فلا ينجيك إلا خوف يمنعك من المعاصي ويحثك على الطاعة، وأبعد من رقة النساء خوف الحمقى إذا سمعوا الأهوال سبق إلى ألسنتهم الاستعاذة فقال أحدهم: استعنت بالله اللهم سلم سلم، وهم مع ذلك مصرون على المعاصي التي هي سبب هلاكهم، فالشيطان يضحك من استعاذته كما يضحك على من يقصده سبع ضار في صحراء ووراءه حصن فإذا رأى أنياب السبع وصرلته من بعد قال بلسانه: أعوذ بهذا الحصن الحصين وأستعين بشدة بنيانه وإحكام أركانه، فيقول ذلك بلسانه وهو قاعد في مكانه فأني يغني عنه ذلك من السبع وكذلك أهوال الآخرة ليس لها حصن إلا قول: لا إله إلا الله صادقا ومعنى صدقه أن لا يكون له مقصود سوى الله تعالى ولا معبود غيره)، فالله أسأل أن يجعلنا ممن إذا خافه أطاعه وابتعد عن معاصيه.

موقع المنبر




ما شاء الله عليك

يعطيك العافيه على ها لمجهود الكبير




باارك الله فيكي يا الغاالية



شكرلكم مروركم الكريم



جزاكى الله خيرا ياغالية



التصنيفات
منتدى اسلامي

علامات الخوف من الله تعالى

وقد قيل ان علامة خوف العبد لله تعالى تظهر فى سبعة اشياء:
1-اولها لسانة:فيمنعة من الكذب والنميمة والبهتان وكلام الفضول ولا ينشغل الابذكر الله تعالى وتلاوة القران
ومذاكرة العلم
2-الثانى قلبة:لان القلب هو موضع اليقين والمعرفة فاذا عرف العبد الله اخرج من قلبة العداوة والبغضاء وحسد الاخوان ولا ينصلح حال القلب الابالعلم والعمل معا
3-الثالث نظرة:فلا ينظر الى الحرام من متاع الدنيا ويشمل ذلك غض البصر والاكل والشرب وغيرة ولا ينظر الى ما لا يحل
4-الرابع بطنة:فلا يملابطنة من اكل الحرام وان استطاع الا يملآة من حلال ايضا كان احسن
5-الخامس يدة:فلا يمد يدة الى الحرام بل الى ما فية طاعة الله
6-السادس قدمة:فلا يمشى فى معصية الله بل يمشى فى طاعتة ورضاة الى صحبة العلماء والصلحاء وسماع دروس العلم
7-السابع طاعتةلله تعالى:فينبغى ان يجعلها خالصة لوجة الله فيتجنب الرياء والنفاق
فان فعل ذلك فهو من المتقين الذين قال عنهم رب العزة{ان المتقين فى جنات وعيون}



باركـ الله فيكي

يسلموووو

الله يعطيكـي العافيـة

حبيبتي ^_^

لك ودي




خليجية



جزاكي الله الجنة
لكي ودي



جزاكى الله خيرا




التصنيفات
ادب و خواطر

الخوف من الحب .!! !!

ღ♥乂♥ღ الخــوف مـن الـحــب ღ♥乂♥ღ
قالت له : أخاف أن أحبك .. فأفقدك ثم أتألم

وأخاف أيضا أن لا أحبك .. فتضيع فرصة الحب .. فأندم
قال : هذة فلسفة أم هذيان أم فزورة ؟

قالت : قل عنه ماشئت … لكنه شئ تضطرب به روحي
أعيش معك حالة لا توازن منذ عرفتك
حياتي تسير بإنتظام فيما قلبي تسوده الفوضى
قال : حاولي أن تزيلي بعضا من ستائر الغموض لكي نرى نور الحقيقة

قالت : منذ عرفتك أحس أنني معجبة بك الى آخر حدود الإعجاب
فيك أشياء أحتاجها في هذا الزمن
وجدت فيك ماكان ينقصني ويكمل بهاء روحي وصفاء عالمي
لكنني أخشى من النهايات دوما
فأنا إمرأة تعودت دائما أن تفقد أي شئ تحبه
قال : نحن عادة نستطيع أن نكبح جماح العاطفة في البدء لكننا نعجز عنه في النهاية
قالت : وهذا مايجعلني أخاف كثيرا كثيرا .. فعلمني كيف أحبك بلا ألم ….. وأن لا أحبك بلا ندم
قال : الخوف من الحب هو دائما إعتراف بسيطرة هذا الحب علينا

فنحن حينما نخاف من أن نحب شخصا ، نكون في الواقع قد أحببناه بالفعل وأنتهى الأمر
[لكن إنظري إلى الأمر بشئ من البساطة والواقعية
فالحياة لا تعطينا كل شئ نتمناه دائما …….. يكفي أن نستمتع بالقليل منه وأن نسعد به
قالت : حتى فلسفتك ؛ ونبرة صوتك الهادئة
تعجبني كثيرا ؛ تشعرني بالراحة وبالمتعة …….. أخبرني من أين تأاتي بكل هذه المتعة والدهشة ؟
قال : لا أدري …. صوتي هو صدى لإحساسك الطيب .. لا أكثر من ذلك.

ღ♥乂♥ღ الخــوف مـن الـحــب ღ♥乂♥ღ http:




تاهت نفسي بين أسطركـ
مشاعر و أحاسيس تجبرنا على السكوت.,,
حتى لانخدش عذوبة الكلمات الرائعه هنـــا..
لذا ساترك لك هنا بصمة اعجاب,,
وارحل لحين وقت اخر
كل الود..




من أنفاس لا تهدأ .. يبدأ الحديث
وحين يعلم أنه إليكِ ..
يلبس حلة القصيد .. وصوت النغم
إليكِ أكتب .. واصابعي ترقص على لوحة المفاتيح
تعلم انها تكتب لكِ ..
لكـِ خالص احترامي



…يعــــــــــطيـــــــــــك العــــــــ حبي ــــــافية…




التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

نقاش أشياء تجعل المرأة غير آمنة مع الرجل وتشعر بالخوف وعدم الاستقرار

المرأة كائن مفكر، هذه حقيقة لا تقبل الجدل،
ولكن تفكيرها منصبا على النكد والشك في المستقبل والخوف بدون داعي
والشعور بالاضطهاد والإحساس بأنها تتعرض لمؤامرة،
وهذه الأحاسيس يا عزيزي تأتيها خصيصا بعد عدة مواقف
تشعرها أنها لا تعيش في أمان مع الرجل وهذه المواقف هي:

لا تقوم بتظبيطها بعد بداية قصة الحب

حينما تقوم يا عزيزي بالتوقف عن مغازلتها والخروج معها بعد بداية قصة الحب
فهي تشعر بأنك قد نلت ما تريد وسوف تبحث عن فتاة أخرى تلف ورا كعوب رجليها،
فهي تقلق من عدم اهتمامك بها وعدم سعيك ورائها مثلما كنت تفعل من أجلها
كي تنول رضاها في السابق.

تهتم بجسدها فقط

إذا كنت لا تتناقش معها ولا تفكر معها ولا تأخذ برأيها،
فهي تعتبرك تريد منها متعة جسدية ليس أكثر،
وهذا يقلقها لأنك مثلما تفعل معها ربما تفعله مع امرأة أخرى
تكون أجمل منها طالما أن تقوم بتقييم المرأة على أساس الشكل فقط.

ارتباطك الدائم بالنساء

المرأة لا تحمل في قلبها الشك تجاه الرجل فقط،
ولكنها دائما ما تردد عن النساء "دي حركات ستات وأنا عارفاه" "
شوفي البت دي بتتسهوك على الواد إزاي"
"البنت دي عرفت تخليه خاتم في صباعها" "
يا باي على الستات وعمايلها"

ولهذا تقلق جدا من وجود نساء أخريات في حياتك،
فهي تعتبرك عرضة للوقوع في براثنهن في أي وقت
لأنها لا تأمن لحركات أي ست تجاهك حتى لو كانت أعز صديقاتها.

أنت غير مهتم بها

حين تهملها ولا تجلس معها ولا يهمك سعادتها،
فهي ستفكر فورا في مستقبلها معك
لأنها تعتقد أنك تجد الإشباع العاطفي عند غيرها
وقد تطيح بها في أي لحظة.

عندما تخونها

وهذه الحقيقة لا تقبل الشك،
فحين تكذب عليها، أو تخفي عنها اسرار عن حياتك،
أو حتى قفشتك مع واحدة في مطعم رومانسي فهي لن تأمن لك مطلقا إلى الأبد.

عندما تنتقدها في غرفة النوم

المرأة تشك فيك فورا وتخاف على مستقبلها إذا كنت غير سعيد معها في غرفة النوم
ودائم الانتقاد لها، لأنها ترى أن الرجل يسير وراء غريزته فقط،
فإذا لم تجدها معها ربما تذهب لغيرها، وهذا اعتقاد خاطئ للغاية تجاه الرجال.




شكرلك



يسلموووو كتير



سلمت يداك



خليجية



التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

الخوف الاجتماعي أحد أمراض العصر

الخوف الاجتماعي أحد أمراض العصر..

من هو المريض نفسياً؟ ومن هو اللامريض نفسياً؟

إن الإجابة على هذين السؤالين عند علماء النفس، هي غير الإجابة الممكن استحصالها من غيرهم:
ففي المفهوم الطبي العام أن العديد من الناس هم مرضى نفسيين بنسبة ودرجة المرض ترتفع عند شخص، وتكون ضامرة عند آخر..

وهكذا تختلط أوراق الأمراض النفسية ليستبعد مرض نفسي عن شخص مريض فعلاً، بينما يلصق بآخر سليم أحياناً، ولكن التجربة تبقى هي المحك الأخير لمعرفة المصاب بأحد أمراض العصر، التي منها مرض الخوف الاجتماعي..
في إحصائية حديثة نشرت في الغرب، تبين أن ما لا يقل عن (50%) من الأشخاص بمختلف الأعمار يعانون من الخوف الاجتماعي، ويؤثر عليهم بشكل سلبي.. (إذ يخاف المريض نفسياً ودون أن يعلم أنه مريض نفسياً) من التحدث أمام الآخرين، أو يجد نفسه ميالاً لعدم المشاركة في مناسبة اجتماعية دُعي لحضورها، مما يترك ذلك أثراً على شخصيته وربما لحجم علاقته بالآخرين.

وتعريفاً بهذا المرض المسمى بمرض الرهاب أو (الخوف الاجتماعي) يقول (الدكتور عبد الرزاق الحمد) رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك سعود: (الرهاب الخوف الاجتماعي) حالة طبية مرضية مزعجة جداً، تحدث في ما يقارب لواحد من كل عشرة أشخاص… ويتركز الخوف من الشعور بمراقبة الناس).

ولعل انتياب حالة الخوف الاجتماعي للمريض تبدأ عادة من عمر مبكر يمتد لفترة المراهقة، وإذا لم تعالج فقد تستمر طوال الحياة. والذي يعاني من مرض الخوف الاجتماعي غالباً ما تطاله حالات الاكتئاب، والتحسب من الظهور في الأماكن العامة والواسعة، ومن أعراض هذا المرض (إحمرار الوجه) و(رعشة اليدين)، (الغثيان) و(التعرق الشديد).

إن مجرد التفكير بشيء مجهول عند المصاب بمرض الخوف الاجتماعي يؤزم نفسيته، فيضعف ذلك لديه الثقة حتى بأقرب المقربين والمخلصين له.. إذ يكاد أن يكون القلق محصلة يومية له.
ولذا يلاحظ أن العزلة عند مثيل هذا النوع من الناس مسألة لا تقبل أي تأويل، وبهذا الصدد يفضل أن يكون هناك تواصلاً دائماً مع هذه الشريحة الاجتماعية من الناس من قبل المحبين والمقربين لهؤلاء المرضى، فبذاك فقط يمكن تكييف نفسياتهم كي يتقبلوا الآخرين على كونهم أناس عاديين ولا يسيئون السلوك ضد أحد فالتجاوز على الآخرين ليست واقعة ضمن طموحاتهم الشخصية.. وأن نظرة الشك حولهم أو أخذ فكرة سيئة بشكل مسبق عن الناس هو نوع من النظرة المعقدة التي تتناور على مساواة الطيبين مع الخبثاء وهذا ما لا يمكن أن يكون.

منقـــــــــــــول