التصنيفات
منوعات

الرجولة والذكورة وحوارات أنثوية.


قالت عن نفسها وأكاد أجزم بأن ما قالته يتعلق بكل النساء بغض النظر عن فارق الخنوع أو التمرد خاصتهن: أنا لست أرغب في أن يخترق حياتي ذكر وإن كان لا بد فليكن رجلا، فما أكثر الذكور! كثيرون هم الذين يعانون من ارتفاع مستوى الذكورة التي تقودهم للهاث وراء أي امرأة وتدفعهم للاستزادة والتنويع رغبة منهم في تأكيد ذكورتهم، لكن يندر وجود الرجال.

قلت: ومن هو الرجل بحسب تصورك وأي الصفات التي إن اجتمعت ارتقت بالكائن من ذكر إلى رجل؟

قالت: وهى نموذج المرأة المؤكدة لذاتها والمعتدة بنفسها:

أريد رجلا لا أشعر معه بأنني كالمكرهة على العيش في العراء، أو الوقوف على سطح بيت آيل للسقوط في ليلة عاصفة وليس من حولي قشة لأتعلق بها طلبا للنجاة، إن بعض من يظنون بأنهم رجال قد لا يحفزون في خيالي سوى تلك الصور إذا ما عرض أحدهم فكرة الارتباط بي.

قلت: وهل تخبئين في داخلك امرأة شرقية الطباع؟ امرأة لا تختلف كثيرا عن أمهاتنا وجداتنا؟ امرأة لم تزل صورة الشريك في وجدانها صورة ذاك الفارس أو البطل؟

قالت: نعم، وهل بإمكان أي منا أن تنتزع تلك الصورة من وجدانها؟ كلهم يعتقدون بأنهم رجال فمفاهيم الفروسية والبطولة والنبل والشجاعة قد تشوهت وانقلبت مقاييسها. أحدهم قد يجد في عدد النساء اللواتي استطاع أن يوقعهن في الشرك مقياسا لرجولته وفي حقيقة الأمر هذا لا يصح أن يكون سوى مقياسا لذكورة مضطربة، وآخر قد يجد في القوة العضلية وملحقاتها مقياسا لرجولته، أما النبل والشجاعة والإقدام فلم يتبق منها سوى بعض ما قد يستطيع أحدهم تقمصه لإتمام متطلبات دور مؤقت ولتشكيل قناعة مزيفة لدى الطرف الآخر رغبة في تطوير العلاقة ليس إلا.

قلت: إذن الأغلبية ذكور يجيدون تقمص الدور وغالبا ينجحون في إقناع الإناث بأنهم رجال، ألا تعتقدين بأن ثمة خلل في النساء أيضا؟ بمعنى هل يدرك الذكور أن متطلبات الإقناع والإقدام وحتى اتخاذ قرار بأن تكون إحداهن شريكة حياة لا يتطلب أكثر من إتقان متطلبات دور؟

قالت بمرارة: نسبة كبيرة من النساء يتنعمن بالسذاجة والسطحية ولحسن حظهن إنهن غير مدركات أيضا للفوارق بين الرجل والذكر، فكل شريك هو رجل أما مقياس الرجولة فقد لا يتعارض بالمطلق مع المقاييس المبتدعة لكن ما قد يضاف إليها هو أن يكون صوته جهوريا وقد لا يكون هناك مانعا من استخدام الضرب أو التهديد به.

انتهى الحوار ولم ينته، تحدثنا عن الذكور لكن بقى استفسار: ما هي الرجولة ومن هو الرجل؟ هل هو في ذهن المرأة الشرقية من يمثل مفاهيم القوة والشجاعة والنبل لكن بعنف أو دونما عنف والشجاعة والإقدام وإن كانا موقوتتين أو غير موقوتتين؟ وهل ثمة صورة محددة توضح معالم الرجولة أم أن لكل ليلى فارسها حتى وإن بدا مختلا؟




يسلمو غلاتي



خليجية



التصنيفات
منوعات

تهديد الزوجة بالطلاق نقص في الرجولة وضعفٌ في الدين.


العلاقات الاجتماعية أساسها تقوى الله عز وجل ،ومن هذه العلاقات علاقة الزواج التي يجب أن يحكمها تقوى الله ،في الغالب يكزن الرجل هو الطرف الأقوى والمرأة هي الطرف الأضعف ،فبإمكانه أن يأخذ كل شيء ويفعل كل شيء ،لكن الذي يحكم هذه العلاقة تقوى الله ،ولذلك تكررت الوصية بتقوى الله في آيات الطلاق في سورة النساء وفي ثنايا سورة الطلاق .

العلاقة بين الزوجين علاقة مقدسة مباركة مبنية على المودة والرحمة ،وإذا خلت هذه العلاقة من هذين الركنين أصبحت جحيماً لا يطاق .ومما يزعزع البيت المسلم وقد يقوض أركانه تهديد المرأة بالطلاق أو الزواج عند كل تصرف أو قول يصدر عنها ،أو رد فعل لأي انفعال فيصبح الطلاق كالسيف المشهر أمام الزوجة ، وأمام مستقبلاتها ،والحقيقة أن ذلك يعتبر منقصة في الرجولة ، وإهانة لمعاني الزواج وارتباطاته بل يعبر عن ضعف في شخصية الزوج .

ومن ناحية شرعية فإنه لا ينبغي للمسلم الإكثار من لفظ الطلاق والتهديد به كون ذلك يتنافي مع التعاليم الإسلامية فقد قال الله سبحانه وتعالى: (( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرا))ً [النساء :19 ] .وكان آخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع حسن معاملة النساء حين قال "استوصوا بالنساء خيرا "وكررها ثلاث مرات ،[ البخاري ومسلم].
و الرسول صلى الله عليه وسلم جعل مقاييس أخلاق الرجال بحسن معاملتهم لزوجاتهم حين قال "خيركم خيركم لآهلة وأنا خيركم لأهلي "[ رواه الترمذي عن عائشة]

لماذا كثر على ألسنة الناس الحلف بالطلاق والتهديد بالطلاق، ولو لأتفه الأسباب،وقد جاء في بعض الآثار:« إن أبغض الحلال عند الله الطلاق، لا تطلقوا أيها الرجال، فإن الطلاق يهتز له عرش الرحمن ، ملعون من حلف بالطلاق أو حلف به بغير حق، والطلاق يمين الفسّاق»، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قلت لزوجتي: أنتِ طالق مائة مرة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((تكون زوجتك طالقاً ثلاثاً، وتسأل عن سبع وتسعين أمام الله يوم القيامة))[ في موطأ مالك موقوفاً على ابن عباس (1146)، كما روى ابن أبي شيبة في مصنفه بنحوه موقوفاً على ابن مسعود (4/61)]

وبعض الأزواج يجعل هذا الأمر وسيلة ضغط لفرض أوامره قسرياً على زوجته ليمنعها من فعل شيء لا يرغبه ، أو يفرض عليها أمراً لا ترغبه هي ، والغريب أن التهديد بالطلاق يكون في أغلب الأحيان لهفوات ومشاكل بسيطة لا تستدعي نطق تلك الكلمة وترديدها بين الحين والآخر لما لها من آثار نفسية مؤلمة عند الزوجة .
إن من حق الزوج منع زوجته عن أي شيء يخالف الشرع أو حتى لا يعجبه ولكن يكون ذلك بطريقه أكثر احتراما وأدبا فلا تفقد الزوجة معه الشعور بالأمان والاستقرار فهما من أهم احتياجاتها النفسية.

التهديد بالطلاق يدخل أيضاً في باب التعنيف الذي يعطل الحياة واستخدامه في غير محله يجرح كرامة الإنسان التي كفلها الله لبني ادم وجعله حقاً من حقوقهم فيما بينهم ، و يُعد من الظلم الذي يجب مدافعته سواء من الفرد الواقع عليه الظلم أو من المجتمع الذي يلزم أن ينصر أخاه ظالما ومظلوما ، إن أحوج ما تحتاجه المرأة في حياتها الأسرية هو الأمان لكي تؤدى دورها الأسري على أكمل وجه حيث أن الدور الأسري يتطلب منها الإبداع في التخطيط وان تكون لها رسالة ورؤية لتنجح في مهمتها فمثل هذا التعنيف يشغلها ويحد من تركيزها على أسرتها وحياتها ويجعلها منشغلة البال لا تشعر بالطمأنينة..

والعجيب أن فتاوى الطلاق قد تحتل المرتبة الأولى في برامج الفتاوى بل في اتصالات المشايخ ،وهذا يبين مدى جهل الأزواج بمفاهيم الطلاق وكراهته وحرمة العلاقة الزوجية وقدسيتها.والزوجة قد لا تُظهر لزوجها مدى تألمها من تهديد زوجها لها بالطلاق ، لكن الواقع أن المرأة تتألم كثيرا وتسأم هذه الحياة ،وتعتبر هذا جرح لمشاعرها وقمع لحريتها واهانة لها.
لهذا كله فإني أدعو كل من يستخدم هذا الأسلوب إلى حسن الرفق بزوجاتهم وامتناعهم عن هذا الأسلوب الذي قد يؤدي فعلاً إلى حصول الطلاق وبعده لا يفيد الندم.




اي والله كلامك صح مية بالمية ويا ريت لو الرجال يقرو ويتعظو

تسلم ايدك




تسلمي حبيبتي على ردك الاكثر من الرائع
والله هذه الامنية الي بنتمناها من الرجال هالايام



سبحان الله لما تكون العصمة بيد الرجل بدل مايصير هو مؤتمن عليها ويحفظها……..يصير يستخدمها كسلاح مش كأمانة لازم يصونها………..وهاد قلة وعي وجهل بالدين…….لانو التهديد بالطلاق الو شروطه واحكامه…..مضوع مهم يعطيكي العافية.



خليجية



التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

كيفية تنمية عوامل الرجولة فى شخصية اطفالنا؟

خليجية

كيف نمي عوامل الرجولة في شخصيات أطفالنا !!

هناك عدة حلول إسلامية وعوامل شرعية لتنمية الرجولة في شخصية الطفل ومن ذلك ما يلي:

التكنية:

إن مناداة الصغير بأبي فلان أو الصغيرة بأم فلان ينمي الإحساس بالمسئولية، ويُشعر الطفل بأنه أكبر من سنه فيزداد نضجه، ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحس بمشابهته للكبار، وقد
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكني الصغار .

أخذه للمجاع العامة وإجلاسه مع الكبار:

وهذا مما يلقح فهمه ويزيد في عقله، ويحمله على محاكاة الكبار، ويرفعه عن الاستغراق في اللهو واللعب ، وكذا كان الصحابة يصحبون أولادهم إلى مجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

محادثتهم عن بطولات السابقين واللاحقين والمعارك الإسلامية وانتصارات المسلمين:
لتعظم الشجاعة في نفوسهم، وهي من أهم صفات الرجولة

تعليمه الأدب مع الكبار:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
” يُسلِّمُ الصَّغِيرُ على الكبِيرِ، والمارُّ على القاعِدِ، والقليلُ على الكثِيرِ ”

تجنيبه اسباب الميوعة:

فيمنعه وليه من رقص كرقص النساء ، وتمايل كتمايلهن ، ومشطه كمشطتهن ، ويمنعه من لبس الحرير والذهب.

إعطاؤه قدره وإشعاره بأهميته:

وذلك يكون بأمور مثل : إلقاء السلام عليه، وقد جاء عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم مر على غلامانٍ فسلم عليهِم .

استشارته وأخذ رأيه:
توليته مسئوليات تناسب سنه وقدراته.

استكتامه الأسرار:
تجنب أهانته خاصة أمام الآخرين وعدم احتقار أفكاره تعليمهم الرياضات الرجولية كالرماية والسباحة وركوب الخيل

هذه بعض الوسائل والسبل التي تزيد الرجولة وتنميها في نفوس الأطفال

خليجية

منقول لعيونكم




خليجية



خليجية



خليجية



تسلم يمناكِ ع المجهود الأكثر من رائع..



التصنيفات
عطور و ادوات تجميل

التوابل ورائحة الخشب لتعزيز الرجولة أحدث موضة

إذا كنت تبحثين عن هدية رائعة للرجل فيجب أن تعرفي بأن العطور الرجالية تقسم إلى فئتين، فئة الانتعاش وفئة التميز، وبما أن مصنعي العطور يعرفون تماما ما يريده الرجل من العطر فقد ركزوا على الروائح الطبيعية المستخرجة من مكونات تشبه صلابة وقوة وغموض الرجل. ومن العطور التي ننصح بها:

TWIN men من آزارو
منذ عامين قدم لويس آزارو عطره التوأم NOW الذي صدر في نسختين متشابهتين أحدهما للمرأة والثاني للرجل. ومطلع هذا العام أعاد آزارو التجربة بعطر جديد يحمل اسم التوأم TWIN. تأتي قارورة عطر الرجل باللون الأسود وتحمل رائحة عطر حلو تمتزج فيه التوابل مع الفاكهة مع الأخشاب العطرية. يبرز الباتشولي من بين رائحة الأخشاب العطرية تنافسه من روائح التوابل جوزة الطيب القوية بينما تسيطر روائح التفاح والماندارين البرتقالي واللوز على الجانب الحلو الفاكهي من العطر.

L’Essence de Cerruti من شيروتي
يقدم بيت الأزياء الإيطالي العريق عطره الجديد للرجل الجنتلمان. يفتتح العطر رائحة الموالح القوية ثم ينتقل لرائحة المسك الثقيلة والتي يبرز من بينها الزعفران والعنبر مما يمنح العطر رائحة شرقية.

La Nuit de L’Homme من ايف سان لوران
بعد النجاح الذي حققه عطر لوم L’Homme لمستحضرات ايف سان لوران، يأتي عطر ليل الرجل أو لانوي دولوم ليقدم تنويعة جديدة للعطر القديم. ورغم أن قارورة العطر قد تلونت باللون الأسود الا أنها مازالت بنفس شكل قارورة عطر لوم وتقدم رائحة عطرية شبيهة بالعطر الأول تميزها رائحة التبغ الثقيلة التي تبرز من بين بقية روائح الأخشاب العطرية.
:0152:




مشكوووووووورة حبيبتي



مشكوورة حبيبتي..




خليجية



مشكوورة يا الغاليـــــــة



التصنيفات
منتدى اسلامي

وتاه معنى الرجولة !!

وتاه معنى الرجولة !!

جرت العادة على وصف المرأة بالرجولة عندما تحسن التصرف في موقف من المواقف التي تعودها الناس أن لا تصدر إلا من الرجال ..

يقولون : فلانة وقفت وقفة رجال .. و أحيانا توصف بأنها بمائة رجل من فرط الإعجاب بها في حين تسلب صفة الرجولة من بعض الرجال عندما يقفون وقفة لا تليق بالرجال ..!!

عندما تخلى بعض الرجال و فروا أمام العدو في معركة أحد وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثبات وحده .. جاءت امرأة من المسلمين لتأخذ دور الرجولة في موقف يجب أن تتجلى فيه فأخذت سيفا من يد أحد الفارين ،ووقفت وقفة رجل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و الجراح تتفجر دما من جسدها و لا تبالي لما أصابها حتى أنقذت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يقول :من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟؟

و إذا كان الرسول صلى الله عليم و سلم قد لعن المتشبهات من النساء بالرجال فإنه بارك مواقف الرجولة من بعض نساء المؤمنين كأمثال أم عمارة و ذلك في ميادين الحق و القتال و نصرة الدين

الرجولة .. إنها صفة يحبها الله و رسوله لكل الناس رجالا كانوا أم نساء..

رجل .. رجل .. رجل .. كلمة لا تقال إلا لصفوة البشر كلمة .. حين تسمعها لا تستطيع إلا أن تقرنها بتحمل المسؤولية و الثبات على الحق و الوفاء بالعهد و مع ذلك .. تاه معناها و اختلطت مفهومها الحقيقي عند الكثير من الناس

العجب كل العجب أن يرى أحدهم أن الرجولة ما هي إلا تحرر فكرى و مادي يكسر بهما كل القيود .. حرية تكفل له فعل أي شئ و كل شئ في أي وقت و في أي مكان

و منهم من يرى أن الرجولة هيمنة و سيطرة و زعامة و فرض رأى و هناك من يراها قوة و شجاعة و فتوة و صوت جهوري سواء في الحق أو في الباطل،و لان ..تعددت المفاهيم الخاطئة للرجولة و تاه معناها في هذا الزمان ،و لان بالرجولة ترفع أقوام و تذل و تدخل الأمم التاريخ

و لان الرجولة .. غاية كل الآباء لأبنائهم و حلم يراود كل فتاة تبتغيه في زوج المستقبل…. عندما تهتز القيم و يعم الفجور و يموت الحياء و تنعدم المروءة و يستبد الهوى . لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟ عندما تعول النساء البيوت في وجود الرجال .لا تسأل أين الرجــال ..

عندما ترى المقاهي و النوادي مرتع للكسالى الخاملين .لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟ عندما تتمايل الكاسيات العاريات في الطرقات و على الشواطئ و في الأسواق .لا تسأل أين الرجــال

.. سنبحر إلى دنيا الرجال كما وصفها الحق تبارك و تعالى في كتابه العزيز .و عن معنى الرجولة و قيمتها و مقوماتها و كيفية الوصول إليها إليكم هذه المقتطفات .و …….. حتى لا يضيع معنى الرجولة .كل رجل ذكر و ليس كل ذكر رجل ؟؟

الرجولة :

صفة تجلت فى مواقف عديدة ذكرها الحق تبارك و تعالى في كتابه الكريم ،صفة اقترنت بكل المواطن المحببة لله و رسوله ،اقترنت بنصرة الحق و الثبات عليه ..اقترنت بالنبوة و الصبر و التضحية لإعلاء لا إله إلا الله ،اقترنت بإعمار بيوت الله و الإسراع إلى الصفوف الأولى ،اقترنت بالقيادة و القوامة . [الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ] {النساء:34} .الرجال قوامون ..قوامون على مصالح الأسرة بالرعاية و التربية و الإنفاق؟

مهام عظيمة تحتاج إلى الرجال فقالها الحق صريحة الرجال قوامون .

القوامة .. ما هي إلا نوع من التكليف خصه الحق تبارك و تعالى بفئة معينة من البشر لها طبيعة خاصة قادرة على تحمل المسؤولية و التحكم في مجريات الأمور بالصورة التي تضمن سعادة الأسرة و ضبط موازين الأمور بقيادة حكيمة رشيدة هكذا دائما الرجال كما وصفهم الحق تبارك و تعالى دائما في كل مواقف التحمل و الثبات و القيادة .هكذا دائما الرجال ..للذكر مثل حظ الأنثيين .

وإذا تحدثنا عن مفهوم الرجولة و الرجال و الذي لا نقصد به التمييز بين الذكر و الأنثى و إنما نريد به التمييز بين الرجل و الذكر.

صفة الذكورة تطلق غالبا في الأمور الدنيوية .. عند الميلاد و عند توزيع الميراث و ما شابه ذلك كما وضح في الآية السابقة التي تتحدث عن الميراث فقال الحق تبارك و تعالى:" للذكر و لم يقل للرجل .. هناك فرق بين الذكورة و الرجولة ،كم عاش ذكور على وجه الأرض و ماتوا و لم يعرفوا للرجولة طريق ..فالذكورة تصنيف و حظ من رب العالمين يبدأ منذ الميلاد ..أما الرجولة صفة مكتسبة تصنعها التربية و مواقف الحياة .صفة الرجولة لا تذكر إلا عندما نتحدث عن :

القوامة ..النبوة..الإمامة ..الشهادة ..تحمل المسؤولية..صدق العهد ..الثبات على الحق ..التضحية ..المروءة..الشهامة ..الفتوة ..علو الهمة ..حسن الخلق ..كمال العقل..إغاثة الملهوف

إنها صفة تلازم المخلصين.. الذين وقفوا مواقف البطولة بصدق و عزيمة إنها تلازم صفة الصبر:

الصبر على العبادات ..الصبر على الطاعات ..الصبر على المحن و الابتلاءات.

كما إنها صفة تلازم الأوفياء و تتمم صفة الوفاء ..الوفاء بالعهد مع الله ..الوفاء بالعهد مع الناس

الوفاء بالعهد مع النفس ..

الرجولة .. هي صفة لأعلى مراتب الكمال و الرشد و النضج .. صفة لتمام العقل و نضج الفكر و الثبات في مواطن الحق ،و في رحلتنا إلى دنيا الرجال و من أجل صحوة تنقلنا من دنيا الذكور إلى دنيا الرجال[رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ ].وصف الحق تبارك و تعالى عمار بيوت الله بأنهم رجال:[فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآَصَالِ(36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ(37) ]. {النور}.

رجال ……. و أي رجال ..رجال ترفعوا عن المال في مواطن الصلاة و ذكر الله ،رجال ترفعوا عن البخل في مواطن العطاء و البذل و الجود،رجال ترفعوا عن اللهو فى مواطن الجد،قلوبهم تنبض بحب الله و ذكره قلوبهم تخشى تقلب القلوب ،قلوبهم لا تعرف للنفاق طريق ،قلوب ترجوا رحمته و تبتغى رضاه ،نفوس طاهرة في الظاهر و الباطن ،فيهم قال الحق تبارك و تعالى عندما تحدث عن مسجد ضرار الذي أسسه المنافقون بمشورة من اليهود و نهى نبيه عن الإقامة فيه

[وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ المُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ(108) ]. {التوبة}.

رجال يحبون أن يتطهروا ،رجال جنتهم و منتداهم بيوت الله ،رجال الصفوف الأولى لكل صلاة

رجال ……… !!!!!!!!!!!!!أين هم الآن ؟؟؟

أين هم من طال حنين بيوت الله إلى صلاتهم و ركوعهم و سجودهم و تسبيحهم ؟؟

أين أنتم أيها الرجاااااااال ؟؟ وأين أمثال هؤلاء الرجااااال ؟؟ (( إلا من رحم الله ))

نقلاً عن موقع: الرفقة الصالحة




جزاكى الله خيرا حبيبتى

موضوع جدا رائع




خليجية



خليجية



مشكورة حبيبتى




التصنيفات
منوعات

الرجولة المفقودة واين نجدها

الرجولة المفقودة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:

إن أي إنسان يتمنى أن يتصف بجميع الصفات المحمودة وخاصة التي ترفع قدره بين من يحيطون به، والتي من خلالها يشار إليه بالبنان، ومن هذه الصفات صفة الرجولة، فيا ترى ما هي الرجولة الحقيقية؟ وأين شباب المسلمين اليوم من هذه الصفة الحميدة؟!

ويخطئ الكثير في عدم التفريق بين الرجل والذكر، فكل رجل يعتبر ذكر، ولا يعتبر كل ذكر رجل، فليس كل الذكور رجالاً، ولا كل المؤمنين رجالاً، ولا كل أصحاب العضلات المفتولة، أو الشوارب المبرومة، أو اللحى المسدولة، أو العمائم الملفوفة، أو النياشين البراقة، أو الألقاب الرنانة رجالاً.

وكلمة (ذكر) غالبا ما تأتي في المواطن الدنيوية التي يجتمع فيها الجميع، مثل الخلق وتوزيع الإرث وما أشبه ذلك، أما كلمة (رجل) فتأتي في المواطن الخاصة التي يحبها الله سبحانه وتعالى.

وقد اختلف الكثير في تفسير معنى هذه الصفة، فمنهم من قال: إن الرجولة هي التي يتصف صاحبها بالقوة والشجاعة، ومنهم من قال: الرجولة هي الزعامة وتولي السلطة، وغيرهم قال: هي الكرم والضيافة …الخ.

ولكن كل هؤلاء استمدوا هذه المعاني من خلال تأثرهم بالبيئة التي يعيشون فيها.

وكل هذه المعاني لا تشمل حقيقة هذه الصفة، لأن المعنى الصحيح لهذه الصفة هو الذي ذكره الله عز وجل في كتابة العزيز، حيث بيّن حقيقة الرجولة في عدة مواضع.

وبالرغم من كثرة المسلمين في هذا الزمان، إلا أن أكبر أزمة تعانيها الأمة الآن – بعد أزمة الإيمان – هي أزمة رجولة وقلة رجال، وليست قلة شباب أو ذكور.

والمتأمل في القرآن الكريم يكتشف أن الرجولة وصف لم يمنحه الحق تبارك وتعالى إلى كل الذكور، ولم يخص به إلا نوعًا معينًا من المؤمنين، لقد منحه لمن صدق منهم العهد معه، فلم يغير ولم يبدل، ولم يهادن، ولم يداهن، ولم ينافق، ولم يتنازل عن دينه ومبادئه.

ومن خلال هذه الآيات التي سوف نسردها يتبين لك حقيقة الرجولة والصفات التي ميز الله بها الرجال عن غيرهم من الذكور:

1 – يقول الله سبحانه وتعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}[ الأحزاب: 23]،

أي صدقوا ووفوا بعهد الله ورسوله ومستمرين عليه، فبين سبحانه صفات الرجولة بعد أن أكد أنه من المؤمنين رجال وليس كل المؤمنين رجالاً..

2 – ويقول الله سبحانه وتعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}[النور 36-37]،

أي هم من أهل المساجد الذين يذكرون الله ويسبحونه، ولا تلهيهم تجارة، ولا بيع عن ذكر الله، وإقامة الصلاة في أوقاتها، وأداء الزكاة المفروضة، ويخافون من يوم القيامة، وإلى أي مصير يصيرون. إنها الرجولة الحقة؛ رجولة تعني ثبات على الحق، ومحافظة على العبودية لله، وصمود أمام مغريات الدنيا وشهواتها، وكل ما يشغل الناس العاديين ويلهيهم عن ذكر الله تعالى وطاعته والتقرب إليه.

3 – ويقول الله سبحانه وتعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}[التوبة: 108]،

أي يتطهرون بالوضوء والغسل، ويحرصون عليه عند عروض موجبه، والله يحب الذين يتطهرون من الحدث ومن الذنب.

4 – ويقول الله سبحانه وتعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}[يس: 20]،

أي الذين يحرصون على دعوة الناس إلى اتباع طريق الأنبياء وإنقاذهم من الشرك والوقوع في المعاصي، إلى التوحيد وطاعة الله.

إن الرجولة تشجيع على مواجهة الباطل، وابتعاد عن التثبيط والتعويق للصف المؤمن – ولو بالكلمة – يفهم هذا من قصة موسى عليه السلام عندما بعث نفرًا من قومه لاستطلاع أحوال الجبابرة قبل خوض القتال معهم، فرجعوا يروون لبني إسرائيل ما رأوه من قوتهم، فأخافوهم، بينما كتم اثنان منهم أخبار قوة الجبابرة، ولم يخبرا إلا موسى- عليه السلام -، وأخذا يشجعان قومهما على الجهاد في سبيل الله، وقد استحق هذان المؤمنان على موقفهما هذا صفة الرجولة من الله تعالى الذي قال:

{قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ}[المائدة: من الآية23].

أيها الأحبة: هذه بعض معاني الرجولة، أسأل الله تعالى أن يقيض لهذه الأمة رجالاً يعيدون لها مجدها وعزها إنه سميع مجيب الدعاء والحمد لله رب العالمين

منقوووووووووووووووووووووول




خليجية



شكرلكم



خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

الرجولة الحقيقية

الرجولة الحقيقية ……..الغائبة

ليس كل الذكور رجالاً، ولا كل المؤمنين رجالاً، ولا كل أصحاب العضلات المفتولة، أو الشوارب المبرومة، أو اللحى المسدولة، أو العمائم الملفوفة، أو النياشين البراقة، أو الألقاب الرنانة رجالاً.

وبالرغم من كثرة المسلمين في هذا الزمان واقتراب أعدادهم من المليار ونصف، إلا أنني أجزم أن أكبر أزمة تعانيها الأمة الآن – بعد أزمة الإيمان – هي أزمة رجولة وقلة رجال.

والمتأمل في القرآن الكريم يكتشف أن الرجولة وصف لم يمنحه الحق تبارك وتعالى إلى كل الذكور، ولم يخص به إلا نوعًا معينًا من المؤمنين، لقد منحه لمن صدق منهم العهد معه، فلم يغير ولم يبدل، ولم يهادن، ولم يداهن، ولم ينافق، ولم يتنازل عن دينه ومبادئه، وقدم روحه شهيدًا في سبيل الله، أو عاش حياته في سبيله مستعدًا ومنتظرًا أن يبيعها له في كل وقت.

نفهم هذا من قول الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب:23]، فقد بين سبحانه صفات الرجولة بعد أن أكد أنه من المؤمنين رجال وليس كل المؤمنين رجالاً.

**والرجولة وقوف في وجه الباطل، وصدع بكلمة الحق.

ودعوة مخلصة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، واستعلاء على الكافرين، وشدة على المنحرفين وأصحاب الأهواء، وابتعاد عن نفاق وتملق ومداهنة السلاطين وأصحاب النفوذ، ومواجهة للظلم والظالمين مهما عظم سلطانهم، ومهما كلف تحديهم، واستعداد للتضحية بالغالي والنفيس والجهد والمال والمنصب والنفس من أجل نصرة الحق وإزالة المنكر وتغييره.

يفهم هذا من موقف مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه، لكنه لم يستطع السكوت عندما علم بعزم فرعون على قتل نبي الله موسى – عليه السلام -،وقرر الوقوف في وجه الظلم، ومناصرة الحق، ولم يخش على حياته التي توقع أن يدفعها ثمنًا لموقفه، ولم يخش على منصبه الكبير عند فرعون، فنهاه عن قتل موسى – عليه السلام – وحاول إقناعه بأن ذلك ليس من الحكمة والمصلحة، ولم يكتف بذلك، بل توجه إلى موسى وأخبره بما يخطط له فرعون وزبانيته، ونصحه بالخروج من مصر.

وقد استحق هذا المؤمن وصف الله له بالرجولة فقال سبحانه:

**وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}[غافر: 28], وأكد على وصفه بالرجولة في موضع آخر فقال تعالى: **وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20].

كما يفهم من موقف الرجل الصالح (حبيب النجار) الذي سمع أن قومه قد كذبوا المرسلين، وهموا بقتلهم جميعًا، فلم يسكت عن هذا المنكر والظلم الذي سيقع على المرسلين، وقرر نصرتهم، فجاء مسرعًا من أقصى المدينة، ودعاهم إلى الحق، ونهاهم عن المنكر.
وقد فعل هذا وهو يعلم أن موقفه سيكلفه حياته، فحقق صفة الرجولة، واستحقها من الله تعالى، إذ قال سبحانه:

**وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} [يس: 20-25].

ودفع هذا المؤمن الرجل ثمن موقفه كما توقع، فقتلوه، فتقبله الله شهيدًا، ورضي عنه، ورفعه مباشرة إلى الجنة: {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 26, 27]، وقد استحق بسبب رجولته وغضبته لله أن يغضب الله له وينتقم من أعدائه ويدمرهم: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} [يـس: 28, 29].

**والرجولة ثبات على الحق، ومحافظة على العبودية لله، وصمود أمام مغريات الدنيا وشهواتها،

وكل ما يشغل الناس العاديين ويلهيهم عن ذكر الله تعالى وطاعته والتقرب إليه، يفهم هذا من وصفه سبحانه وتعالى لهذا النوع من المؤمنين بالرجولة في قوله عز وجل: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} [النور:37].

**والرجولة قوامة على النساء:

ومن لا يملك هذه القوامة، ويرضى بأن تكون المرأة قوامة عليه حاكمة له، ويدعها تنحرف وتتبرج، وتفعل ما تمليه عليها أهواؤها، فهو لا يستحق وصف الرجولة، وإنما وصف الذكورة فقط، لأن الحق جل وعلا أكد أن الذي يملك القوامة هم أصحاب الرجولة حيث قال: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ …} [النساء: 34].

**والرجولة تحريض على الجهاد، وتشجيع على مواجهة الباطل، وابتعاد عن التثبيط والتعويق للصف المؤمن – ولو بالكلمة –

يفهم هذا من قصة موسى عليه السلام عندما بعث نفرًا من قومه لاستطلاع أحوال الجبابرة قبل خوض القتال معهم، فرجعوا يروون لبني إسرائيل ما رأوه من قوتهم، فأخافوهم، بينما كتم اثنان منهم أخبار قوة الجبابرة، ولم يخبرا إلا موسى – عليه السلام -، وأخذا يشجعان قومهما على الجهاد في سبيل الله، وقد استحق هذان المؤمنان على موقفهما هذا صفة الرجولة من الله تعالى الذي قال: {قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ} [المائدة: من الآية23].

وعند التأمل في واقع المسلمين اليوم على ضوء مفهوم الرجولة في القرآن الكريم يتبين لنا أن الأمة تعاني فعلاً من أزمة رجولة؛ فسكوت أغلب حكام المسلمين عن مقدساتهم التي تدنس، ودمائهم التي تنزف، وكرامتهم التي تمتهن، وأعراضهم التي تنتهك، وأرضهم التي تحتل، وثرواتهم التي تسرق، ناتج عن انعدام الرجولة أو ضعفها عند هؤلاء- فضلاً عن ضعف الإيمان -,

فالرجل الحقيقي لا يستطيع أن يلتزم الصمت وهو يرى المسلمين في فلسطين والعراق تمزقهم طائرات اليهود والأمريكان، ولا يطيب له عيش وهو يشاهد ما يفعله أعداء الأمة بحرائر المسلمين وعلمائهم داخل السجون، خصوصًا إذا كان في موضع المسئولية، ويملك الدبابات والطائرات والجيوش الجرارة.

عرب الجاهلية وعرب اليوم

لقد كان عرب الجاهلية أفضل حالاً من كثير من حكامنا وقادة جيوشنا اليوم، فقد كانوا رجالاً بالرغم من كفرهم، فتجدهم يموتون دفاعًا عن أعراضهم وكرامتهم وشرفهم وأموالهم، وقديمًا قال أحد شعرائهم زهير بن أبي سلمى:

ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه **** يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم

وقال عنترة بن شداد:

لا تسقــني ماء الحيــاة بــذلة *****بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

من صفات الرجولة

وهبوا النقص للفضل، والإساءة للإحسان، فصفت سرائرهم، ونصعت سيرهم، وسلمت صدورهم، كل ذلك يرجون ما عند ربهم.
يقال لأحدهم: إن فلانا من الناس يقع فيك فيقول: (وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ) (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)
ثم يقال له أخرى وقد ظُلم وبُهِت وسُبَّ وشتم: ألا تدعو على من ظلمك وسبك وشتمك؟ فيقول: من دعا على ظالمه فقد انتصر، إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول:" اصبروا حتى تلقوني على الحوض".

يُسبُّ أحدهم ويشتم بما ليس فيه فيقول: إن كنت صادقًا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبًا فغفر الله لك. ويقال للثالث: إن فلانًا يقع فيك ويقول فيك كذا وكذا، ويذكرك بسوء، فيقول: رجل صالح ابتلي فينا فماذا نعمل؟ من تعدى حدود الله فينا لم نتعد حدود الله فيه، العفو أفضل.

ما ينفعك إن يعذب أخوك المسلم بسببك؟ لكن تعفو وتصفح وتغفر فيغفر الله لك. أيها الأحبة؛ إن مكانة المؤمن أعز من أن يتساوى في الظاهر مع ظالمه، بل يرى أن من الدين والمروءة أن يدعى إلى أن يشمخ على من يبدي الإسفاف، ويترفع عن موقف يقوده إلى رفع صوت أو إثارة فضول أو جدل أو لجاج. وبعضنا -ويا للأسف- يتخذ أخاه هدفًا ويجمع الجموع ليرجموه معه، ترى بعضنا يرفع ويخفض، ويجرح ويعدل ويشي .

وليس مَلامِي عَلَى مَنْ وشَى******* ولكنْ ملامي عَلَى مَنْ وَعَى

اللوم على من يمنح الآذان الصاغية للوشاة ولأولئك. وا أسفاه يوم يسود عرف التفاضح، ويوم تسترخى بيننا أيدي التصافح ليس المنزلة -والله- بأن تنال لقبًا بتجريح إخوتك، إنما المنزلة أن تحتل في قلوب المؤمنين حيِّزًا،

أن تنادي ملائكة السماء أهل الأرض: أن أحبوا فلانا. صدقوا ولم نصدق، قلوب امتلأت بخشية الله، وقلوب امتلأت بمحبة الله، ترجو ما عند الله، لا تتسع لحقد أو ضغينة أو حسد لخلق الله، بل –والله- كانوا مشفقين على عباد الله؛ يعلمون الجاهل، وينبهون الغافل مغتنمين كل فرصة، مستفيدين من كل مناسبة.

يمر [أبو الدرداء] بجماعة تجمهروا على رجل يضربونه ويشتمونه، فقال لهم: ما الخبر؟ قالوا: وقع في ذنب كبير، قال: أرأيتم ولو وقع في بئر أفلم تكونوا تستخرجونه منه؟ قالوا: بلى، قال: فلا تسبوه ولا تضربوه، لكن عِظُوه وبصِّروه، واحمدوا الله الذي عافاكم من الوقوع في مثل ذنبه، قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض فعله، فإذا تركه فهو أخي، فأخذ الرجل ينتحب ويعلن توبته وأوبته، ليكون في ميزان أبي الدرداء -رضي الله عنه- يوم يقف بين يدي الله (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) (وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)

قال الشيخ العلامة سفر الحوالي: "إن الرجولة الحقيقية بمعناها العميق العظيم والتي يتصف بها المؤمنون هي: إيقاظ القلب، وتحريك الجوارح، وابتعاث الهمة؛ لإعلاء دين الله تبارك وتعالى، وإرغام أنوف الكافرين والمنافقين والجاحدين والمعاندين من أجل كلمة الحق، من أجل (الله أكبر)، من أجل (لا إله إلا الله)، هذه هي الرجولة التي يجب أن نتربى عليها ويجب أن نتعلمها

حاجة الأمة إلى الرجال ومطالب الصحابة

اجتمع أساطين الصحابة -رضوان الله عليهم- يومًا من الأيام فقال عمررضى الله عنه: تمنوا.
فقال عثمان رضى الله عنه: أتمنى لو أن لي مثل هذه الدار مملوءة ذهبًا ولؤلؤا وزبرجدًا وجوهرًا أنفقه في سبيل الله وأتصدق به.
وأما علي -رضي الله عنه-فقال: أتمنى أن أضرب بالسيف، والصوم بالصيف، وإكرام الضيف.
وأما خالد رضى الله عنه فقال:أتمنى ليلة شديدة البرد، كثيرة الجليد يصبِّح منها العدو ليجاهد في سبيل الله.
وأما عمر -رضي الله عنه- فيقول: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة برجال مثل [أبي عبيدة]؛ أستعملهم في طاعة الله.

رجال أمناء كأمين الأمة، يستعملهم في طاعة الله، يا أيها الأحبة يتمنى عمر هذه الأمنية في أي وقت، في وقت امتلأت فيه الساحة الإسلامية برجال عز نظيرهم، وقل مثيلهم، وجل شبيههم

. فما أعظم حاجتنا اليوم إلى مثل هذه الأمنية، وقد افتقرت البلاد وأجدبت، وعجزت النساء أن يلدن أمثال أولئك الرجال!
كم هي حاجة الأمة ماسة إلى أمين كأبي عبيدة بعد أن استشرت الخيانة. كم هي حاجتنا ماسة إلى رجل كأبي عبيدة يرفع لواء الجهاد بعد أن استنوق الجمل، وعاثت في الأرض الغربان، واستنسر في سماء الأمة بغاث الطير.

كم هي حاجة الأمة لأمين كأبي عبيدة في غيبة الأمناء، حتى صارت الأمة أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام، تداعت علينا الأمم، وتداعى الأكلة على قصعتها، لا من قلة والله، ولكن غثاء كغثاء السيل، أحببنا الدنيا، وكرهنا الموت، فكان ما كان.

كأني والله بقدوة من أولئك الصادقين يقول بلسان حاله وهو مرابط في قبره: وا أسفاه، وا أسفاه، أأنتم أحفادنا؟ أأنتم من قرأتم القرآن؟ أأنتم من درستم سيرة المختار؟

وا أسفاه نقشتم وصايا المختار على الجدران والأحجار، وكان الأحرى أن تنقشوها على الجنان ، وا أسفاه، أما قلت لكم: أقيموا الصلاة؟ فما بالكم تركتم الصلاة، وغادرتم المساجد لتعمروا المسارح والملاعب والملاهي.

وا أسفاه ، أما قلت لكم صوموا رمضان، وقوموه إيمانا واحتسابًا ؟ فما بالكم تجعلونه شهر الطعام والفوازير والسهر على الحرام مع ضياع الأوقات؟

وا أسفاه ألم أقل لكم تصدقوا؟ فما بالكم بخلتم فما تنفقون درهمًا إلى على أقدام راقصة أو لاعب أو صاحب مزمار أو آلة دمار وعار، عار وأي عار!

وا أسفاه ألم أقل لكم حجوا واعتمروا؟ فما بالكم جُبْتُم أقطار الدنيا، وبيت الله منكم على مرمى حجر يهجر، أأنتم بشر؟ وا أسفاه، تغرقون في أزقة الغرب ومواخيرها، ولا تعرفون الخندق ولا بدرًا ولا أحدًا ولا الحديبية، لا تعرفون المقام ولا الحطيم ولا زمزم وتعرفون أزقة باريس وما أشبهها.

ألم أقل لكم انصحوا والدين النصيحة؟ فما بالكم اتقنتم صفة النفاق تَغُشُّون وتُغَشُّون، والمؤمنون نصحة، والمنافقون غششة، واأسفاه يا رجال الحق!

ولا تكُ مِنْ معشرٍ تافهٍ *******يَقِيسُ السَّعَادَةَ بالدِّرْهَمِ.
يعيشُ وليسَ لهُ غايةٌ ****** سِوَى مشرب وسوى مطعم.

نماذج من الرجولة

لقد شجع النبي – صلى الله عليه وسلم – المسلمين أن يكونوا رجالاً يقفون في وجه الحكام الظالمين، وعد من يقف في وجههم فيقتلونه رجلاً وسيدًا للشهداء، حيث قال: ‘سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله’. [أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه]،

[أبو جندل]

بعد صلح الحديبية يُعاد إلى قريش فيستنجد بالمسلمين ويقول: يا معشر المسلمين؛ أتردوني إلى أهل الشرك فيفتنوني عن ديني، ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- يسليه ويعزيه ويقول: اصبر واحتسب؛ فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا.

[وأبو بصير]، ما أبو بصير؟!

يخطط لحرب عصابات بعيدة عن نقد بنود صلح الحديبية، إذ جاء مسلمًا فارًّا بدينه من قريش بعد صلح الحديبية، وبعد توقيع المعاهدة إلى <المدينة>، فأرسلت قريش في طلبه رجلين، فسلمه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وفاءً بالعهد إليهم.
وفي الطريق تمكَّن أبو بصير بشجاعته وحكمته وذكائه من قتل أحد الرجلين، ويفر الثاني، ويرجع هو إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- ويقول: قد والله أوفى الله ذمتك يا رسول الله، فلقد رددتني إليهم، ثم نجاني الله منهم،

فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- كما في [البخاري]: "ويل أمِّه؛ مسعِّر حرب لو كان معه أحد، مسعِّر حرب لو كان معه رجال"
فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده عليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر، واستقر به المقام هناك، وفهم المستضعفون من عبارة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وكانوا أذكياء فهموا أن أبا بصير في حاجة إلى الرجال.

فأخذوا يفرون من <مكة> إلى أبي بصير، وكان على رأسهم أبو جندل، جاء الفرج والمخرج كما أخبر بذلك النبي –صلى الله عليه وسلم-. اجتمع منهم عصابة يتعرضون لقوافل قريش، فيقتلون حراسها، ويأخذون أموالها، وتضطر عندها قريش مرغمة ذليلة راكعة أن ترسل إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- تناشده الله والرحم أن يرسل إلى أبي بصير ومن معه؛ فمن أتاه فهو آمن. تنازلت عن هذا الشرط تحت ضغط العصابة المؤمنة كأبي بصير وأبي جندل.

غير أن الفتى يلاقي المنايا ****** كالحات ولا يلاقي الهوانا.

وأرسل النبي –صلى الله عليه وسلم- إليهم وأبو بصير في مرض الموت، فمات وكتاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بين يديه، وقدم أصحابه على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- آمنين سالمين غانمين قد جعلوا من أنفسهم أنموذجا يُقتدى به في الثبات، والإخلاص، والعزيمة، والجهاد، وتمريغ أنوف المشركين، والذكاء، وبذل الجهد في نصرة هذا الدين.

فقرروا مبدأ من المبادئ؛ ألا وهو قد يسع الفرد مالا يسع الجماعة. كل ذلك في حكمة، وأي حكمة إذ كان ذلك بإشارة من النبي –صلى الله عليه وسلم-، وتشجيع من النبي –صلى الله عليه وسلم- يوم وصف أبو بصير بأنه مسعِّر حرب لو كان معه رجال، ثم إن أبا بصير خارج عن السلطة، ولو في ظاهر الحال، فلا مؤاخذة على بنود المعاهدة، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا.

[mark="ffffcc"]فرحم الله أبا بصير ومن هم على شاكلة أبى بصير من مرغوا أنوف الكفر فى الوحل ولولا المنافقين والعملاء ممن ينتسبون للإسلام اسما لكان العدو فى خبر كان.[/mark]

عمار بن ياسر

عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غزوة <ذات الرقاع> ونزل المسلمون شعبًا من الشعاب ليقضوا ليلتهم، فلما أناخوا رواحلهم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من يحرسنا الليلة؟ فقام [عباد بن بشر]، [وعمار بن ياسر]، وقد آخى بينهما رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقالا: نحن يا رسول الله، خرجا إلى فم الشعب، فقال عبادُ لعمار: أتنام أول الليل أم آخره؟ فقال عمار: بل أنام أوله.

اضطجع عمار غير بعيد، وبقي عباد يحرس جند رسول الله، أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، هدأت العيون، وسكنت الجفون، ولم يبقَ إلا الحي القيوم، عندها تاقت نفس عباد للعبادة، واشتاق قلبه للقرآن، فقام يصلي؛ ليجمع متعة الصلاة إلى متعة التلاوة، وطفق يقرأ سورة الكهف، يسبح مع آيات الله البينات، ويراه رجل من المشركين يصلي على فم الشعب، فعرف أنه حارس جيش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: لئن ظفرت به لأظفرن بجيش رسول الله –صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد- فوتر قوسه وتناول سهمًا من كنانته ورماه به فوضعه فيه، فانتزعه عباد من جسده ورمى به، ومضى يتدفق في تلاوته، ورماه بالآخر فانتزعه ومضى يتدفق في تلاوته، ورماه بالثالث فانتزعه، وإذا الدماء تنزف منه، فزحف إلى عمار.

وأيقظه قائلا: لقد أثخنتني الجراح، عليك بثغر رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. ولَّى المشرك هاربًا، وأمَّا عمار فنظر –ويا للهول- أثخنته الجراح، فقال: رحمك الله هلا أيقظتني من عند أول سهم رماك به.

فقال عباد: كنت في سورة أقرأها، فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها، وأيم الله؛ لولا خوفي أن أضيع ثغرًا أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظه لكان قطع نفسي أحب إلي من قطعها.
فلا نامت أعين التنابلة والكسالى والبطالين.

تلذذوا بمناجاة الله في الخلوات، فما عدلوا بذلك شيئًا. عبر أحدهم عن تلك اللذة يوم قال: والله لولا قيام الليل بكلام الله ما أحببت البقاء في هذه الدنيا. ووالله إن أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، وإنه لتمر بالقلب ساعات يرقص القلب فيها طربًا بذكر الله، حتى أقول إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي نعيم عظيم وعبر الآخر عن لذته بمناجاة الله بقوله: والله لو علم الملوك، وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف، فقال قائل: وما الذي أنتم فيه تتلذذون، وبه تتلذذون؟ قال: لذة مناجاة الله في الخلوات. هذه حالهم يا متأمل، هذه حالهم يا متبصر، فما حالنا؟

كُثُرٌ لكنْ عديدٌ لا اعتدادَ بِهِ ****** جمعٌ لكنْ بديدٌ غيرُ متَّسِقِ
خَبِّرُونِي أين حِسِّكُمُ ****** لأزْيَدِ الوَخْزِ بالإبرِ

نطقنا بالعربية والقرآن فما نكاد نلحن، ولحنا بالعمل فما نكاد نعرب، قنعنا بفصاحة اللسان مع عُجْمة الجنان

وكأنَ البرُّ فعلا دونَ قولٍ *** فصارَ البرُّ نُطقًا بالكلامِ

صهيب الرومى

صهيب قد أزمع الهجرة للحاق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يسعه أن يبق بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجهز له كفار قريش فرقة مراقبة تتابعه؛ لئلا يذهب بماله، وفي ذات ليلة أكثر من خروجه للخلاء للتعمية والتغطية عليهم، فما يلبث أن يعود من الخلاء حتى يخرج مرة أخرى، وهم يراقبونه حتى قال قائلهم: لقد شغلته اللات والعزى ببطنه، فقروا عينًا الليلة، أسلموا أعينهم للكَرَى مطمئنين.

فتسلل صهيب من بينهم، ولم يمضِ إلا قليل حتى فطن له أولئك، فهبوا مذعورين قلقين فزعين خائفين، وامتطوا الخيل، وأطلقوا أعنتها خلفه حتى أدركوه، ولما أحس بهم –رضي الله عنه وأرضاه- وقف على مكان عال وأخرج سهامه من كنانته –وهم يعرفون صهيب جيدًا- وبرى قوسه.

وقال: يا معشر قريش، تعلمون أني من أرمى الناس، والله لا تصلون إليَّ حتى أقتل بكل سهم منكم رجلا، ثم أضربكم بسيفي ما بقي منه بيدي شئ، فقال قائلهم: والله لا ندعك تفوز بنفسك ومالك؛ لقد أتيتنا صعلوكًا فقيرًا فاغتنيت وبلغت ما بلغت ،ثم تذهب به كلا واللات، قال: أرأيتم إن تركت لكم مالي أتخلون سبيلي، قالوا: نعم، فدلَّهم على موضع ماله، وأطلقوا سراحه، فانطلق فارًا بدينه غير آسف على مالٍ أنفق زهرة العمر في تحصيله. يستفزُّه ويحدوه الشوق إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلما بلغ قباء رآه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فهشَّ له وبشَّ وقال: " ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى". الله، لا الدنيا وشهواتها وزخارفها ولذائذها ومتعها لا تساوي ربح البيع أبا يحيى، علت الفرحة وجه صهيب، وحقًا والله ربح البيع (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابتغاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ).

حبيب بن زيد والمهمة الشاقة

[حبيب] يكلف بمهمة شاقة؛ ليكون رسولا لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى [مسيلمة الكذاب].
يأخذ الرسالة غير وَانٍ ولا متريث ولا متردد، ترفعه النِّجاد، وتحطه الوهاد حتى يبلغ أعالي <نجد>، ويسلم الرسالة إلى مسيلمة، فلما قرأها انتفخت أوداجه، وبدا شره، ولو علم الله فيه خيرًا لأسمعه.
أمر بحبيب أن يقيد، وأن يعرض عليه من الغد، وما ضر حبيب وقد بلغ رسالة الحبيب –صلى الله عليه وسلم- لما كان الغد أذن للعامة بالدخول عليه، وأمر بحبيب فجيء به يرسف في قيوده وسط جموع الشرك الحاقدة، مشدود القامة، مرفوع الهامة، شامخ الأنف بإيمانه.
التفت مسيلمة إليه وقال: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم، أشهد أنه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فتميز من الغيظ وقال: أتشهد أني رسول الله –وخسئ-؟

فقال حبيب في سخرية: إن في أذني صمم عن سماع ما تقول، فيتغير لون وجهه، وترتجف شفتاه غيظًا وحنقًا ليقول لجلاده: اقطع قطعة من جسده، فبتر الجلاد قطعة من جسده لتتدحرج على الأرض.

ثم أعاد مسيلمة السؤال، أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم -صلى الله عليه وسلم- قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: إن في أذني صمم عن سماع ما تقول، فأمر بقطع قطعة أخرى من جسده لتتدحرج على الأرض، فشخصت الناس بأبصارها مدهوشة مشدوهة من تصميم هذا الرجل وثباته؛ ،

مضى مسيلمة يسأل والجلاد يقطع وحبيب يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله، حتى صار قطعًا منثورة على الأرض، ثم فاضت روحه وهو يردد محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، محمد رسول الله، محمد رسول الله.د

إن عذَّبوا الجسمَ فالإيمانُ معتصمٌ ****بالقلبِ مثلَ اعتصامِ اللَّيثِ بالأَجَمِ

ثم يأتي الخبر لأمه -ويا لهول الخبر -الذي قطع إربًا إربًا وهو يقول: محمد رسول الله، ما زادت –والله- يوم جاءها الخبر على أن قالت: من أجل هذا الموقف أعددته، وعند الله احتسبته، لقد بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليلة العقبة صغيرًا، ووفَّى له اليوم كبيرًا، فحمدت الله -سبحانه وتعالى- كثيرًا

فلو كانَ النساءُ كمنْ ذكرنا ****** لفُضِّلتِ النساءُ على الرجالِ
وما التأنيثُ لاسمِ الشمسِ عيبٍ ******* ولا التذكيرُ فخرٌ للهلالِ

و في يوم اليمامة كانت تشق الصفوف كاللبؤة الثائرة تنادي: أين عدو الله مسيلمة؟ فوجدته مجندلا على الأرض، سيوف المسلمين قد ارتوت من دمه، فطابت نفسًا، وقرَّت مضى حبيب ومسيلمة مضى حبيب ومسيلمة إلى ربهما، وشتَّان ما بينهما، فريق في الجنة، وفريق في السعير. رضي الله عنهم؛ ضحوا بكل شئ، وصدقوا الله فصدقهم الله، وأقر أعينهم بنصرة دينه وإعلاء كلمته.

مواكبُ الله سارَتْ لا يُزَعْزِعُهَا ** عاتٍ منَ البحرِ أو عالٍ من الأطم.
لا يهتفونَ لمخلوقٍ فقدْ علمُوا ** * * أنَّ الخلائقَ والدنيا إلَى العَدَمِ.

قتيبةبن مسلم

[قتيبة] في الجانب الآخر في شرق الكرة الأرضية ذاك في غربها وهذا في شرقها يفتح المدن والقلوب، حتى يقف على أطراف مملكة <الصين> ويقسم بالله ليطأن بأقدام فرسه تلك المملكة، ويسمع ملكها فيهلع ويخاف ويجزع، ويعلم أن هؤلاء إذا قالوا فعلوا، فيرسل صِحَافًا من ذهب مملوءة بتربة أرض الصين؛ ليبرَّ قسم قتيبة، وتطأ خيل قتيبة تلك التربة، وتكون الصحاف مقدمة الجزية، وأربعة من أبنائه يوضع عليهم وسام المسلمين فيا لله!

مهلا حماةَ الضَيْمِ إنَّ لِلَيلِنا *** فجرًا سيطْوِي الضَيمُ في أطمارهِ

وإذا بنا بعد فترة نسمع خليفة المسلمين(هارون الرشيد) يخاطب السحابة وهو على كرسيه، ويقول: أمطري أنَّى شئت؛ فسوف يأتيني خراجك. فصارت الكرة الأرضية ما بين مسلم حقًا وكافر يدفعُ الجزيةَ عنْ يدٍ وهو صَاغِرٌ.

كنا جبالا كالجبال وربما***** سرنا وراء موج البحار بحارا.
كنا عظاما فصرنا عظاما ***** كنا نقوت فها نحن قوت.

لعلها هدأة الأسد قبل نفاره. صدقوا ما عاهدوا، صدقوا في التجرد لله، وطلب الأجر العظيم من الله، فأنعم به من تطلع لا يعدله شئ من تكريم الدنيا.
نماذج حديثة من الرجال

السلطان الذي قبل يد شيخه

كان السلطان (محمد الفاتح) يكن لأستاذه الشيخ (آق شمس الدين) مشاعر الحب ، والإجلال ، والتوقير ، ويزوره على الدوام ، حيث يستمع لأحاديثه ونصائحه ، ويستفيد من علمه الغزير.
وكان أستاذه هذا مهيباً لا يخشي سوى الله ، لذا فإنه عند قدوم السلطان (محمد الفاتح) لزيارته ، لا يقوم له من مجلسه ، ولا يقف له. أما عند زيارته للسلطان (محمد الفاتح) فقد كان السلطان يقوم له من مجلسه توقيراً له ، واحتراماً ويجلسه بجانبه. وقد لاحظ ذلك وزار السلطان وحاشيته ، لذا لم يملك الصدر الأعظم (محمود باشا) من إبداء دهشته للسلطان فقال له : لا أدري يا سلطاني العظيم ، لم تقوم للشيخ (آق شمس الدين ) عند زيارته لك ، من دون سائر العلماء والشيوخ ، في الوقت الذي لا يقوم لك تعظيماً عند زيارتك له ؟!.

فأجابه السلطان : أنا أيضاً لا أدري السبب … ولكني عندما أراه مقبلاً علي ، لا أملك نفسي من القيام له … أما سائر العلماء والشيوخ ، فإني أراهم يرتجفون من حضوري ، وتتلعثم ألسنتهم عندما يتحدثون معي ، في الوقت الذي أجد نفسي أتلعثم عند محادثتي الشيخ (آق شمس الدين).

وفي فتح القسطنطينية أراد السلطان أن يكون شيخه بجانبه أثناء الهجوم فأرسل إليه يستدعيه، لكن الشيخ كان قد طلب ألا يدخل عليه أحد الخيمة ومنع حراس الخيمة رسول السلطان من الدخول، وغضب محمد الفاتح وذهب بنفسه إلى خيمة الشيخ ليستدعيه ، فمنع الحراس السلطان من دخول الخيمة بناءً على أمر الشيخ ، فأخذ الفتح خنجره وشق جدار الخيمة في جانب من جوانبها ونظر إلى الداخل

فإذا شيخه ساجداً لله في سجدة طويلة وعمامته متدحرجة من على رأسه وشعر رأسه الأبيض يتدلى على الأرض ، ولحيته البيضاء تنعكس مع شعره كالنور ،

ثم رأى السلطان شيخه يقوم من سجدته والدموع تنحدر على خديه ، فقد كان يناجي ربه ويدعوه بإنزال النصر ويسأله النصر ويسأله الفتح القريب. وعاد السلطان محمد (الفاتح) عقب ذلك إلى مقر قيادته ونظر إلى الأسوار المحاصرة فإذا بالجنود العثمانيين وقد أحدثوا ثغرات بالسور تدفق منها الجنود إلى القسطنطينية ، ففرح السلطان بذلك وقال: ليس فرحي لفتح المدينة إنما فرحي بوجود مثل هذا الرجل في زمني.

وذكر الإمام الشوكاني صاحب البدر الطالع أن ( ثم بعد يوم – من الفتح – جاء السلطان إلى خيمة ( آق شمس الدين) وهو مضطجع فلم يقم له ، فقبل السلطان يده وقال له : جئتك لحاجة،

قال : وما هي ؟ قال: أن ادخل الخلوة عندك، فأبى، فأبرم عليه السلطان مراراً وهو يقول: لا.

فغضب السلطان وقال: إنه يأتي إليك واحد من الأتراك فتدخله الخلوة بكلمة واحدة وأنا تأبى علي ، فقال الشيخ : إنك إذا دخلت الخلوة تجد لذة تسقط عندها السلطنة من عينيك فتختل أمورها فيمقت الله علينا ذلك ، والغرض من الخلوة تحصيل العدالة ، فعليك أن تفعل كذا وكذا – وذكر له شيئاً من النصائح – ثم أرسل إليه ألف دينار فلم يقبل ،

ولما خرج السلطان محمد خان قال لبعض من معه : ما قام الشيخ لي. فقال له: لعله شاهد فيك من الزهو بسبب هذا الفتح الذي لم يتيسر مثله للسلاطين العظام، فأراد بذلك أن يدفع عنك بعض الزهو).

حكم القاضي بقطع يد السلطان محمد الفاتح

أمر السلطان (محمد الفاتح) ببناء أحد الجوامع في مدينة (اسطنبول)، وكلف أحد المعمارين الروم واسمه (إبسلانتي) بالإشراف على بناء هذا الجامع، إذ كان هذا الرومي معمارياً بارعاً. وكان من بين أوامر السلطان: أن تكون أعمدة هذا الجامع من المرمر، وأن تكون هذه الأعمدة مرتفعة ليبدو الجامع فخماً، وحدد هذا الارتفاع لهذا المعماري.

ولكن هذا المعماري الرومي – لسبب من الأسباب – أمر بقص هذه الأعمدة ، وتقصير طولها دون أن يخبر السلطان ، أو يستشيره في ذلك ، وعندما سمع السلطان (محمد الفاتح) بذلك ، استشاط غضباً ، إذ أن هذه الأعمدة التي جلبت من مكان بعيد ، لم تعد ذات فائدة في نظره ، وفي ثورة غضبه هذا ، أمر بقطع يد هذا المعماري. ومع أنه ندم على ذلك إلا أنه كان ندماً بعد فوات الأوان.

ولم يسكت المعماري عن الظلم الذي لحقه ، بل راجع قاضي اسطنبول الشيخ ( صاري خضر جلبي) الذي كان صيت عدالته قد ذاع وانتشر في جميع أنحاء الإمبراطورية ، واشتكى إليه ما لحقه من ظلم من قبل السلطان (محمد الفاتح).

ولم يتردد القاضي في قبول هذه الشكوى ، بل أرسل من فوره رسولاً إلى السلطان يستدعيه للمثول أمامه في المحكمة ، لوجود شكوى ضده من أحد الرعايا.
ولم يتردد السلطان كذلك في قبول دعوة القاضي ، فالحق والعدل يجب أن يكون فوق كل سلطان.
وفي اليوم المحدد حضر السلطان إلى المحكمة ، وتوجه للجلوس على المقعد قال له القاضي : لا يجوز لك الجلوس يا سيدي … بل عليك الوقوف بجانب خصمك.

وقف السلطان (محمد الفاتح) بجانب خصمه الرومي، الذي شرح مظلمته للقاضي، وعندما جاء دور السلطان في الكلام، أيد ما قاله الرومي. وبعد انتهاء كلامه وقف ينتظر حكم القاضي، الذي فكر برهة ثم توجه إليه قائلاًَ: حسب الأوامر الشرعية ، يجب قطع يدك أيها السلطان قصاصاً لك !!
ذهل المعماري الرومي ، وارتجف دهشة من هذا الحكم الذي نطق به القاضي ، والذي ما كان يدور بخلده ، أو بخياله لا من قريب ولا من بعيد ، فقد كان أقصى ما يتوقعه أن يحكم له القاضي بتعويض مالي. أما أن يحكم له القاضي بقطع يد السلطان (محمد الفاتح) فاتح (القسطنطينية) الذي كانت دول أوروبا كلها ترتجف منه رعباً،

فكان أمراً وراء الخيال … وبصوت ذاهل ، وبعبارات متعثرة قال الرومي للقاضي ، بأنه يتنازل عن دعواه ، وأن ما يرجوه منه هو الحكم له بتعويض مالي فقط ، لأن قطع يد السلطان لن يفيده شيئاً ، فحكم له القاضي بعشر قطع نقدية ، لكل يوم طوال حياته ، تعويضاً له عن الضرر البالغ الذي لحق به.

ولكن السلطان (محمد الفاتح) قرر أن يعطيه عشرين قطعة نقدية ، كل يوم تعبيراً عن فرحه لخلاصه من حكم القصاص ، وتعبيراً عن ندمه كذلك.

السلطان الذي رفضت شهادته

نحن الآن في مدينة (بورصة) في عهد السلطان العثماني (بايزيد) ,الملقب بـ (الصاعقة) … الفاتح الكبير … فاتح بلاد (البلغار) و (البوسنة) و (سلانيك) و (ألبانيا) … السلطان الذي سجل انتصاراً ساحقاً على الجيوش الصليبية ، التي دعا إلى حشدها البابا (بونيغا جيوش الرابع) ، لطرد المسلمين من أوروبا ، والتي اشتركت فيها خمس عشرة دولة أوروبية كانت (انجلترا) و (فرنسا) و (المجر) من بينها ، وذلك في المعركة التاريخية المشهورة ، والدامية … معركة (نيغبولي) سنة 1396م.

هذا السلطان الفاتح اقتضى حضوره للإدلاء بشهادة في أمر من الأمور أمام القاضي والعالم المعروف (شمس الدين فناري). دخل السلطان المحكمة … ووقف أمام القاضي ، وقد عقد يديه أمامه كأي شاهد اعتيادي.

رفع القاضي بصره إلى السلطان ، وأخذ يتطلع إليه بنظرات محتدة ، قبل أن يقول له : (إن شهادتك لا يمكن قبولها ، ذلك لأنك لا تؤدي صلواتك جماعة ، والشخص الذي لا يؤدي صلاته جماعة ، دون عذر شرعي يمكن أن يكذب في شهادته).
نزلت كلمات القاضي نزول الصاعقة على رؤوس الحاضرين في المحكمة …

كان هذا اتهاماً كبيراً ، بل إهانة كبيرة للسلطان (بايزيد) ، تسمر الحاضرون في أماكنهم ، وقد أمسكوا بأنفاسهم ينتظرون أن يطير رأس القاضي بإشارة واحدة من السلطان .. لكن السلطان لم يقل شيئاً ، بل استدار وخرج من المحكمة بكل هدوء.

أصدر السلطان في اليوم نفسه أمراً ببناء جامع ملاصق لقصره ، وعندما تم تشييد الجامع ، بدأ السلطان يؤدي صلواته في جماعة. هذا ما سجله المؤرخ التركي (عثمان نزار) في كتابه : (حديقة السلاطين) المؤلف قبل مئات السنين..

عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء ، ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين.

ملكنا هذه الدنيا قرونا *** وأخضعها جُدودٌ خالدونا.

وسطّرنا صحائفَ من ضياءٍ *** فما نسيَ الزمانُ ولا نسينا.

حملناها سيوفًا لامعات *** غداةَ الروعِ تأبى أنْ تلينا.

إذا خرجتْ من الأغمادِ يومًا *** رأيت الهولَ والفتْحَ المبينا.

وكنَّا حينَ يأخذنا وليٌّ *** بطغيانٍ ندوسُ له الجبينا.

تفيض قلوبُنا بالهدي بأسًا *** فما نغضي عن الظلمِ الجفونا.

وما فتئ الزمانُ يدورُ حتى *** مضى بالمجدِ قومٌ آخرونا.

وأصبحَ لا يرى في الركب قومي *** وقد عاشوا أئمته سنينا.

وآلمني وآلَمَ كلّ حُرٍّ*** سؤالُ الدهرِ أين المسلمونا.

ترى هل يرجع الماضي فإني ***أذوب لذلك الماضي حنينا؟.

بنينا حقبةً في الأرض ملكًا *** يُدعِّمه شبابٌ طامحونا.

شبابٌ ذلّلوا سبلَ المعالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينا.

تعهَّدهم فأنبتهم نباتاً *** كريمًا طابَ في الدنيا غصونا.

إذا شهدوا الوغى كانوا كماةً *** يدكّونَ المعاقلَ والحصونا.

وإن جنَّ المساءُ فلا تراهم *** من الإشفاق إلا ساجدينا.

شباب لم تحطّمه الليالي *** ولم يُسلِم إلى الخصمِ العرينا.

وما عرفوا الأغاني مائعاتٍ *** ولكن العلا صيغتْ لحونا.

فما عرف الخلاعةَ في بناتٍ *** ولا عرف التخنّث في بنينا.
*
ولم يتشدقوا بقشورِ علْمٍ *** ولم يتقلّبوا في الملحدينا.

ولم يتبجّحوا في كل أمرٍ *** خطير كي يقالَ مثقفونا.

كذلك أخرج الإسلام قومي *** شبابًا مخلصًا حرًّا أمينا.

وعلمه الكرامة كيف تبنى *** فيأبى أن يُقيَّد أو يهونا.

دعوني من أمانٍ كاذباتٍ *** فلم أجد المنى إلا ظنونا.

وهاتوا لي من الإيمانِ نورًا *** وقوّوا بين جنبيَّ اليقينا.

أمدُّ يدي فأنتزع الرواسي *** وأبني المجد مؤتلفًا مكينا.

إلى الأسد الذى علمنا الرجولة والله اسأل أن يحفظه وكل من سار على دربه

ماذا فعلت بنا يا أسامة ….. فالكل يرمي علينا سهامه
وصرنا نلامُ ومهما فعلنا ….. فبأي عذرٍ نرد الملامه
فأنتَ تُقاتلُ جيشَ الصليبِ ….. ونحنُ نُهرولُ خلف الحمامة
ولمّا ارتضينا بسلمٍ مذلٍ ….. بغوا واستباحوا لديني حرامه
وأنت تقودُ أسود الوغى ….. ونحنُ نقلِدُ فعل النعامة
قعدنا لنبكيَ مثلَ النساءِ ….. على ما يدورُ بأرضِ الشهامة
وبالأمسِ كنا نعد رجالاً ….. وكدنا نصدقُ تلك العلامة
فنزهو بطول الشوارب منا ….. وصوتٌ غليظٌ وعرضٌ وقامة
حتى أتيت فصُغت المعاني ….. فبدّل كلُ دعي كلامه
لأن الرجولة قول وفعلٌ ….. وأن الرجولة تعني الكرامة
وأن الرجولة توحيد ربٍ ….. بكل العبادةِ ثم استقامة
وأن الرجولة حبٌ لدين ….. يكون الجهاد بأعلى سنامه
وأن الرجولة زُهد وتركٌ ….. لدُنيا وجاهٍ رفيع مقامه
وأن الرجولة عزمٌ وصبرٌ ….. على النازلاتِ وعسر الإقامة
وأن الرجولة كر وفرٌ ….. ونصرٌ منَ اللهِ يُرجَى تمامه
وأن الرجولة ثوب ولحية ….. ونور يفوقُ بياض العمامة
فهل بعد تلك الفعال فعالٌ ….. ومن ذا يطالك قدراً وهامة
أعيدوا كتابة كل المعاجم ….. فإن الرجولة تعني أسامة.

كيف نصنع رجلا ؟

فإنّ مما يعاني منه كثير من الناس ظهور الميوعة وآثار التّرف في شخصيات أولادهم، ولمعرفة حلّ هذه المشكلة لابد من الإجابة على السّؤال التالي: كيف ننمي عوامل الرّجولة في شخصيات أطفالنا؟

*الـتـكـنـيـة

أكنيه حين أناديه لأكرمه** ولا أناديه بالسوءة اللقب

مناداة الصغير بأبي فلان أو الصغيرة بأمّ فلان ينمّي الإحساس بالمسئولية، ويُشعر الطّفل بأنّه أكبر من سنّه فيزداد نضجه، ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحسّ بمشابهته للكبار.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكنّي الصّغار؛ فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ** كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ – قَالَ: أَحسبُهُ فَطِيمًا – وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟! } (طائر صغير كان يلعب به) [رواه البخاري: 5735].

وعَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ قالت: ** أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ ( الخميصة ثوب من حرير ) فَقَالَ: مَنْ تَرَوْنَ أَنْ نَكْسُوَ هَذِهِ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالَ: ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ. فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ ( وفيه إشارة إلى صغر سنّها ) فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا وَقَالَ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي، وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ فَقَالَ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاه، وَسَنَاه بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ } [رواه البخاري: 5375].

وفي رواية للبخاري أيضاً: ** فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا، وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ الْحَسَنُ }

*أخذه للمجامع العامة وإجلاسه مع الكبار

وهذا مما يلقّح فهمه ويزيد في عقله، ويحمله على محاكاة الكبار، ويرفعه عن الاستغراق في اللهو واللعب، وكذا كان الصحابة يصحبون أولادهم إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ومن القصص في ذلك: ما جاء عن مُعَاوِيَةَ بن قُرَّة عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ** كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.. الحديث } [رواه النسائي وصححه الألباني في أحكام الجنائز].

*تحديثهم عن بطولات السابقين واللاحقين والمعارك ا لإسلامية وانتصارات المسلمين

لتعظم الشجاعة في نفوسهم، وهي من أهم صفات الرجولة.

وكان للزبير بن العوام رضي الله عنه طفلان أشهد أحدهما بعضَ المعارك، وكان الآخر يلعب بآثار الجروح القديمة في كتف أبيه كما جاءت الرواية عن عروة بن الزبير ** أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ. فَقَالُوا: لا نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ ( أي على الروم ) حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلاً فَأَخَذُوا ( أي الروم ) بِلِجَامِهِ ( أي لجام الفرس ) فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْر.

قَالَ عُرْوَةُ: كُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلاً } [رواه البخاري: 3678].

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث: وكأن الزبير آنس من ولده عبد الله شجاعة وفروسية فأركبه الفرس وخشي عليه أن يهجم بتلك الفرس على ما لا يطيقه، فجعل معه رجلاً ليأمن عليه من كيد العدو إذا اشتغل هو عنه بالقتال.

وروى ابن المبارك في الجهاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير "أنه كان مع أبيه يوم اليرموك , فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجهز على جرحاهم" وقوله: " يُجهز " أي يُكمل قتل من وجده مجروحاً, وهذا مما يدل على قوة قلبه وشجاعته من صغره.

*إعطاء الصغير قدره وقيمته في المجالس

ومما يوضّح ذلك الحديث التالي: عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ** أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارهِ فَقَالَ: يَا غُلامُ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأشْيَاخَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ لأوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ }

*تعليمهم الرياضات الرجولية

كالرماية والسباحة وركوب الخيل وجاء عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: ** كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمْ الْعَوْمَ } [رواه الإمام أحمد في أول مسند عمر بن الخطاب].

*تجنيبه أسباب الميوعة والتخنث

فيمنعه وليّه من رقص كرقص النساء، وتمايل كتمايلهن، ومشطة كمشطتهن، ويمنعه من لبس الحرير والذّهب.

وقال مالك رحمه الله. "وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَلْبَسَ الْغِلْمَانُ شَيْئًا مِنْ الذَّهَبِ لأَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، فَأَنَا أَكْرَهُهُ لِلرِّجَالِ الْكَبِيرِ مِنْهُمْ وَالصَّغِيرِ" [موطأ مالك].

*تجنب إهانته خاصة أمام الآخرين وإشعاره بأهميته وذلك

يكون بأمور مثل:
(1) إلقاء السّلام عليه، وقد جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ** أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى غِلْمَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ } [رواه مسلم: 4031].

(2) استشارته وأخذ رأيه.

(3) توليته مسئوليات تناسب سنّه وقدراته
(4) استكتامه الأسرار.
عن أَنَسٍ قَالَ: ** أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي، فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ. قَالَتْ: مَا حَاجَتُهُ؟ قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ. قَالَتْ: لا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا } [رواه مسلم: 4533].

وعن ابْن عَبَّاسٍ قال: ** كُنْتُ غُلامًا أَسْعَى مَعَ الْغِلْمَانِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِنَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفِي مُقْبِلاً فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا إِلَيَّ، قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَار، قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي فَأَخَذَ بِقَفَايَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً ( ضربه بكفّه ضربة ملاطفة ومداعبة ) فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ.

قَالَ: وَكَانَ كَاتِبَهُ فَسَعَيْتُ فَأَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ } [رواه الإمام أحمد في مسند بني هاشم].

وهناك وسائل أخرى لتنمية الرجولة لدى الأطفال منها:

(1) تعليمه الجرأة في مواضعها ويدخل في ذلك تدريبه على الخطابة.

(2) الاهتمام بالحشمة في ملابسه وتجنيبه الميوعة في الأزياء وقصّات الشّعر والحركات والمشي، وتجنيبه لبس الحرير الذي هو من طبائع النساء.

(3) إبعاده عن التّرف وحياة الدّعة والكسل والرّاحة والبطالة،وقد قال عمر: اخشوشنوا فإنّ النِّعَم لا تدوم.

(4) تجنيبه مجالس اللهو والباطل والغناء والموسيقى؛ فإنها منافية للرّجولة ومناقضة لصفة الجِدّ.

[mark="ffffcc"]
وفى الختام أرجو أن يوفقني الله فى ما كتبت ويجعل خيره لى ولكم حجة لى لا على

[/mark]
" و إنْ تَجدْ عَيْباً فَسُدَّ الخَللا *** فَجَلَّ مَنْ لا عَيْبَ فِيهِ وعَلا

عسى الله أن يصلح أحوالنا ويأخذ بنواصينا إليه ويرزق الأمة رجالا مؤتمنين يحملون هم الأمة يذبون عن عرضها ويحفظون بيضتها وما ذلك على الله بعزيز .

لكننا رغـــــــــــــــم هذا الذل نعلنهـا ***فليسمع الكون وليصغى لنــا البشـر0
إن طال ليل الأسى واحـــتد صـارمه ***وأرق الأمة المجروحة الســـــــــهر0
فالفجر آت وشمس العــــــز مشرقة ***عما قريب وليــــــــــــــل الذل مندحر0
سنستعيد حيـــــــــــــاة العز ثانية ***وسوف نغلب من حادوا و من كفروا0
وسوف نبنى قصور المـــــجد عالية*** قوامها السنة الغراء و الســـــــــور0
وسوف نفخر بالقرآن فى زمـــــــــن*** شعوبه بالخنا و الفســـــــــــق تفتخر0
و سوف نرسم للإســـــــــلا




**والرجولة وقوف في وجه الباطل، وصدع بكلمة الحق.
تسلمي موضوع رااااائع



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قرأني حياتي خليجية
**والرجولة وقوف في وجه الباطل، وصدع بكلمة الحق.
تسلمي موضوع رااااائع

الله يسلمك حبيبتي
مرورك الأروع




والرجولة وقوف في وجه الباطل، وصدع بكلمة الحق

نعم هي الرجوله بمعناها الحقيقي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين بري خليجية
والرجولة وقوف في وجه الباطل، وصدع بكلمة الحق

نعم هي الرجوله بمعناها الحقيقي

شكرا لمرورك حبيبتي




التصنيفات
منتدى اسلامي

الرجولة وما أدراك ما الرجولة

الــــــرجــــــولــــــة ومــــــــــــا أدراك مــــــــــا الرجولـــــــــــة ..

كلمــــــة قويــــــة يفتــــــخر بهــــــا الــــــرجال ..

البعــــــض يعــــــتقد انهــــــا بالاصــــــرار والعـــــناد ..

واخــــــرون يرونهــــا قـــوة الصوت وكـــثرة الجدال ..

ومـــا للرجولة معنى أكثر مما جـــاء فـــى القران ..

مـــن المؤمنين رجـــال صدقوا مـــاعاهدوا الله عليه ..

خليجية




بارك الله فيك



خليجية



بارك الله فيك



جزاكى الله خيرا



التصنيفات
منوعات

الرجولة فى خطر

الرجولة في خطــر !! د. محمد المهدي
رجوع.

تتجمع ملاحظات متعددة من مواقف شتى بعضها عام وبعضها خاص لتشير بشكل متصاعد أن الرجولة فى خطر , والرجولة ليست مرادفة للذكورة فالأخيرة لا تعدو كونها نوع من التركيب التشريحى والفسيولوجى يمكن أن نميزه عن النوع الأنثوى أيضا باختلاف هذا التركيب , أما الرجولة فهى تركيبة نفسية وأخلاقية قد توجد فى الذكر ( وهو الأغلب ) وقد توجد فى الأنثى ( امرأة رجل أو امرأة بألف رجل ).

وقد حاولت أن أتتبع مدلولات كلمة رجولة فى التراث ومن أفواه المعاصرين فوجدتها تدور حول المعانى التالية : القوة , الشجاعة , المروءة , النجدة , الرعاية , المسئولية , الإحتواء , الصبر , نصرة المظلوم , الشرف , الغيرة على العرض , البذل , الإحترام , الوفاء , الحماية , الأنفة , الترفع عن توافه الأمور, الصدق , التضحية بالمال والنفس , … الخ .
وحين ننظر من حولنا على المستوى الضيق ونبحث عن هذه الصفات فسوف يعوزنا البحث لأننا سنرى ذكورا كثيرين ورجالا قليلين جدا , فهذا زوج ينام فى بيته بينما زوجته تعمل ليل نهار لتغطى مصروفات البيت ومصروفاته هو شخصيا , فهو يأكل ويشرب من كدها وعرقها ويمد يده لها آخر النهار ليأخذ مصروفه لكى يقضى ساعات مع أصدقائه على القهوة ( أو الكوفى شوب ) أو فى النادى , وهذا زوج مدمن دفع بزوجته إلى أحضان أصدقائه ليحصل على احتياجاته من المخدر , وهذا شاب لا يستطيع عمل أى شئ بدون مساعدة أمه ,

وهذا أخ يقوم بتوصيل رسائل الغرام بين أخته وبين محبيها من الشباب ويكتم سرها عن والديها وعن بقية الأسرة ثم يبتزها فى بعض الأوقات لكى تدفع له ما يريد وإلا سيفشى هذا السر , وهذا زوج وأب يقضى وقته فى مشاهدة التليفزيون أو الجلوس على النت لمشاهدة القنوات الإباحية أو عمل دردشة بينما لا تراه زوجته أو أبناؤه إلا فيما ندر , وهذا موظف يتهرب من القيام بعمله ويتركه لزميلته تقوم هى به , وهذا مدير يستغل حاجة امرأة من موظفيه فيراودها عن نفسها وإن امتنعت جعل حياتها جحيما .

أما إذا توسعنا فى النظر فسنجد انسحابا لقيم الرجولة على المستوى المحلى والعالمى , وربما يفسر هذا الإتهامات المتبادلة فى الفترة الأخيرة بنقص الرجولة بين القيادات , فلم تعد تهم القيم فى المواقف , وإنما المهم هو السلامة ( بمعناها السلبى الضعيف الإنسحابى الهروبى ) والمكسب ( بمعناه الإنتهازى النفعى الأنانى ) وراحة الدماغ ( بمعناها الغبى المتكاسل ) . وأصحاب هذه المنظومة ينظرون إلى قيم الرجولة باستخفاف ويحاولون التخلص والتملص منها بتسميتها "عنترية " أو " ادعاء بطولات زائفة " أو " عدم واقعية " أو " تهور " أو " مغامرة غير محسوبة " أو " قلة عقل " أو " نزق " أو " عدم قراءة للواقع " أو " عدم فهم للمتغيرات الدولية " أو " سذاجة سياسية " … الخ , والهدف من ذلك هو تشويه معانى الرجولة أمام أنفسهم حتى تستريح ضمائرهم لقراراتهم ومواقفهم المبتعدة دائما وأبدا عنها , وليقروا واقعا عالميا يتسم بالنذالة والإنتهازية وغياب العدل واغتيال الشرعية واستبعاد القانون .

وقد نجد مبالغة فى المظهر الذكورى لدى كثير من الشباب هذه الأيام ممثلة فى اهتمامهم بالذهاب للجمنزيوم ( صالة الألعاب الرياضية ) لتنمية وتضخيم عضلاتهم وترى الشاب يمشى فى الشارع يلبس " بدى " أو " تى شرت " ( قميص ضيق جدا يصف ويشف ) لإظهار عضلاته المتضخمة تعويضا عن مواقفه الطفولية العاجزة والتافهة , وقد تغتصب أمامه فتاة دون أن يفكر فى فعل أى شئ لإنقاذها , وفى الوقت الذى تتضخم فيه عضلاته حتى لتكاد تتفجر من ملابسه نجده يأخذ مصروفه من أمه التى تعمل ليل نهار حتى ذبل جسمها وانهارت قواها . وقد نجد مبالغة من بعض الأزواج ( ناقصى الرجولة ) فى التحكم فى زوجاتهم والسيطرة عليهن وقهرهن وسحقهن بدعوى القوامة , فهم يفهمون القوامة على أنها استبداد واستعلاء وقهر وتحكم وإلغاء لشخصية الزوجة , وهو إذ يفعل ذلك يريد أن يعوض نقص الرجولة لديه ويثبت لها بشكل طفولى خائب أنه الأقوى جسديا وأن لديه مفتاح المنح والمنع فى أمور كثيرة تخصها , والقوامة فى الحقيقة ليست كذلك فهى قبل كل شئ رعاية ومسئولية وقيادة حكيمة من رجل يملأ عين زوجته وقلبها ويحميها ويحتويها ويضحى من أجلها ومن أجل أبنائها ويخفف عنها ضغوط الحياة . وقد نجد نظيرا لذلك على المستوى الدولى حيث تكدس بعض الدول أسلحة كثيرة وتجرى استعراضات عسكرية ضخمة , وتخرج كل عام دفعات من طلبة الكليات العسكرية ينعمون بتشريف القادة على أعلى مستوى لتهنئتهم بالتخرج , وتجد مظاهر الإنعام بالنياشين والقلادات وأوسمة الشرف على القادة العسكريين فى حين أن هذا البلد ليس له أى موقف عسكرى مشرف أو غير مشرف , ولكنها المبالغة فى مظاهر القوة والشرف والشجاعة دون التحلى بها فعلا . وتجد هذه الدول تخنع وتخضع وتخنث وتنحنى وتنبطح وتخفض جناحها أمام دول أكبر , فى حين تستبد استبدادا شديدا بشعوبها المستضعفة والمقهورة وتستعرض أمامها كل ألوان القوة والسيطرة ( بالضبط كما يفعل الزوج الضعيف المقهور مع زوجته حيث يطأطئ رأسه لمديره المستبد به ثم بعد ذلك يدوس على رقبة زوجته فى المنزل تعويضا وإزاحة ) .

وربما يسأل سائل : ما الذى أدى إلى هذا التآكل الخطير فى معانى الرجولة وقيمها على مستوى البيت والشارع وعلى مستوى الدول ؟ : هل هو الإتجاه العالمى الجديد الذى تقوده أمريكا والذى يسفه كل القيم حيث تنتمى هذه القيم إلى العالم القديم الذى تستعلى عليه أمريكا وتسفهه ؟ ( تذكر أن الأمريكيين الأوائل الذين شكلوا نواة المجتمع الأمريكى كانوا من الخارجين على القانون ومن المارقين ومن المغامرين ومن الشخصيات السيكوباتية المضادة للمجتمع والنفعية الإنتهازية الباحثة عن اللذة دائما دون اعتبار لأى قيمة أو قانون )… هل هو الإستبداد السياسى الذى قهر الرجل وأذله فتعلم الناس مع الوقت أن يخفوا رجولتهم أو يتخلصوا منها خوفا من الخصاء على يد السلطات الفرعونية التى قررت أن تقتل ( أو تخصى ) كل رجل يوجد فى البلاد حتى لا يهدد الإستقرار ؟ … هل هى طريقة التربية التى تولتها الأمهات غالبا نظرا لسفر الأب أو انشغاله فى عمله أو مع أصدقائه أو أمام التليفزيون والنت ؟ …

هل هو الزحف الأنثوى على جوانب الحياة المختلفة والإنتقال من مرحلة تحرير إلى مرحلة تمكين مما أدى إلى انسحاب الرجل من كثير من مواقعه كيدا أو عنادا أو مقاومة سلبية ردا على تهديد عقدة التفوق الذكورى لديه ؟ … هل هى فلسفة الشره الإستهلاكى الإستمتاعى السائدة التى لا تهتم بالقيم قدر اهتمامه بقدر اللذة الحاصلة أو المتوقعة من أى فعل ؟ …. هل هى أنظمة سياسية وقيادات إعلامية ودينية بعينها تدعو ليل نهار لقيم هى أبعد ماتكون عن قيم الرجولة ووجدت هذه الدعوة صدى لدى الناس لما تمنحهم من راحة التخلى والسلبية والإستمتاع المتوهم بمكاسب الحياة ورفاهيتها بعيدا عن الدخول فى صراعات تستجلبها المواقف أو القرارات ذات السمت الرجولى؟؟

قد نختلف أو نتفق فى الأسباب , ولكن تبقى حقيقة مؤكدة وواضحة لأى متخصص أو غير متخصص وهى أن الرجولة فى خطر




تسلميييييييييييييييين يااا قلبووو على الموضوع



ينقل للقسم المناسب



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

وصف بالرجولة


جرت العادة على وصف

بالرجولة عندما تحسن

التصرف فى موقف من المواقف

التى تعودها الناس أن لا تصدر

إلا من الرجال

يقولون : فلانة وقفت وقفة رجال

و أحيانا توصف بأنها

بمائة رجل من فرط الأعجاب بها

فى حين تسلب صفة الرجولة

من بعض الرجال

عندما يقفون وقفة لا تليق بالرجال ..!!

رجل .. كلمة لا تقال إلا لصفوة

البشر كلمة .. حين تسمعها

لا تستطيع إلا أن تقرنها

بتحمل المسؤولية و الثبات

على الحق و الوفاء بالعهد و مع ذلك ..

تاه معناها

و أختلطت مفهومها الحقيقى

عند الكثير من الناس

العجب كل العجب أن يرى أحدهم أن الرجولة

ما هى إلا تحرر فكرى و مادي

يكسر بهما كل القيود ..

حرية تكفل له فعل أي شئ

و كل شئ فى أى وقت و فى أى مكان

و منهم من يرى ان الرجولة

هيمنة و سيطرة و زعامة

و فرض رأى و هناك من يراها قوة و شجاعة

و فتوة و صوت جهوري

سواء فى الحق أو فى الباطل

و لان ..تعددت المفاهيم الخاطئة للرجولة

و تاه معناها فى هذا الزمان

و لان بالرجولة ترفع أقوام

و تذل و تدخل الأم التاريخ

و لان الرجولة ..

غاية كل الأباء لأبنائهم و حلم

يراود كل فتاة تبتغيه فى زوج المستقبل

عندما تهتز القيم و يعم الفجور

و يموت الحياء

و تنعدم المروءة

و يستبد الهوى

لا تسأل أين الرجال .. ؟؟؟

عندما ترى الرقعاء المخنثين

فى كل مكان

لا تسأل أين الرجال .. ؟؟؟

عندما تعول النساء البيوت

في وجود الرجال

لا تسأل أين الرجال .. ؟؟؟

عندما ترى المقاهى و النوادى

مرتع للكسالى الخاملين

لا تسأل أين الرجال .. ؟؟؟

عندما تتمايل الكاسيات العاريا فى

الطرقات و على الشواطئ و فى الاسواق

لا تسأل أين الرجال .. ؟؟؟

أسوق لك هذا النموذج الرائع

لامرأة من السلف

أحيا الله بإيجابيتها

آلاف أموات الهم من الرجال

الأشداء إنها ميسون رحمها الله

تلك الدمشقية

التي استشهد إخوتها الأربعة

في جهاد الصليبين

على أرض فلسطين

ولما رأت تقاعس رجال دمشق

عن نصرة إخوانهم في فلسطين

جمعت النساء الاتي حضرن لتعزيتها

وقالت لهم

[[إنا لم نُخلق رجالاً لنحمل السيوف

ولكن إذا جبن الرجال لم نعجز نحن

عن العمل، فهذا والله شعري أثمن ما أملك

أجعله قيدًا لفرس تقاتل في سبيل الله

لعلي أحرك به هؤلاء الأموات]]

وأخذت المقص وجزت شعرها

وقلدها في ذلك جميع النسوة

ثم جلسن يضفرنه لجمًا

وقيودًا لخيل الله وأرسلن

تلك الجم إلى خطيب الجامع الأموي

سبط بن الجوزي رحمه الله

فحملها معه إلى خطبة الجمعة

وخطب في المسلمين

خطبة ملتهبة لم يسمع

بمثل بلاغتها وقوتها

فكان ما قال فيها

[[أتدرون م صُنعت هذه الجم والقيود؟

لقد صنعها النساء من شعورهن لأنهن

لا يملكن شيئًا غيرها يساعدن به فلسطين

فإذا لم تقدروا على الخيول تقدونها بها

فخذوها فاجعلوها لكم ذوائب وضفائر]]

ثم ألقاها من فوق المنبر

على رؤوس الناس صارخًا

تصدعي يا قبة النسر، ميدي يا عُمُد المسجد

وانقضي يا رجوم فلقد أضاع الرجال رجولتهم

فصاح الناس صيحة

لم يسمع بمثلها وثبوا

يدكون جحافل الصليبين

حتى جاء النصر المبين

على يد امرأة فذة أحيت

بإيجابيتها أمة ميتة

عندما استخدمت دائرة نفوذها

لتغير ذلك الواقع المهين

منقول بواسطة :

الأصالة العربية




موضوع رائع وموئثر فعلا

شكرا لك اختي




موضوع رائع