التصنيفات
منتدى اسلامي

رحلة في بحار الرضا

هيا معًا نبحر في بحار الرضا، ونستصحب معنا نماذج من الراضين حتى يكونوا لنا نبراسًا يضيء لنا الطريق.هيا ضع يدك في يدي ولنبدأ على بركة الله، وقبل أن تبدأ خذ نفسًا عميقًا، واستشعر أنَّ الله معك .. يراك ويسمعك، واهتف من أعماق قلبك، وردِّد مع النبي الكريم هذه الزفرة المؤمنة الموقنة: (رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبيًّا ورسولاً).وتذكر أنَّ لك جائزةً من الله – تعالى -أخبرنا بها نبيه – صلى الله عليه وسلم – حين قال: (من قَالَ حيَن يُمسي رضيتُ بالله ربَّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبيًّا كان حقًّا على الله أن يرضيه) رواه الترمذي بسندٍ حسن.

فعلى الإنسان أن يقنع بما قدَّره الله – عز وجل – له، فإن كان معافى في جسده من الأمراض، ويعيش في أمانٍ دون خوف، ويملك قوت يومه فلا يبيت جوعان، وجب عليه -بهذه النعم الثلاث- أن يحمد الله حمد الراضين، وليتذكَّر قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنَّما حيزت له الدنيا) رواه الترمذي وقال حديثٌ حسنٌ.

* أرح نفسك من الهم بعد التدبير:

فالمؤمن الحقيقي لا يفرح بدنيا تصيبه ولا يحزن على فواتها، ولكنه يفرح بالطاعة وتحزنه المعصية.. وكما قيل: "كل ما فاتك من الله سوى الله يسير، وكل حظ لك سوى الله حقير".. (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممَّا يجمعون)، وكما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن) رواه الترمذي بسندٍ صحيح.. اللهم اجعلنا منهم. وفى الحديث القدسي: (إن اللّه يقول: يا ابن آدم، تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنىً وأسدَّ فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلاً ولم أسدَّ فقرك) رواه الترمذي حديث حسن. وقد قال الله – تعالى -وهو يخاطب النبي – صلى الله عليه وسلم -: (لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)، وقال: (وما من دابَّةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرَّها ومستودعها كلٌّ في كتابٍ مبينٍ). فالغد أمره بيد الله وليس للإنسان من أمره شيء، فإنه قد يأتي الغد وهذا الإنسان ليس من أهل الدنيا، فالموت قريبٌ منَّا جميعًا، ويجب أن نؤمن إيمانًا راسخًا بأنَّ الله- تبارك وتعالى – لا يقضى إلا بالحق، (والله يقضي بالحقِّ والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيءٍ إنَّ الله هو السميع البصير)، فما يقضيه الله للإنسان هو الخير.إنَّ الله – سبحانه وتعالى – أعطى كلّ إنسانٍ ما يكفيه، فقد قدَّر الله الأقوات من الأزل قبل خلق السماوات والأرض، ولكن الإنسان دومًا يطلب المزيد وهو لا يعرف ما يفعل به المزيد، فحين يختار الله الغنى أو الفقر لإنسان ما، فإنه يختار له ما يصلحه، ولكن الإنسان لا يعلم ذلك. إنَّ الإيمان عبارةٌ عن التصديق بالغيبيَّات والرضا بالقضاء والقدر، فنحن لم نر الله ومع ذلك نؤمن به، ونصدق بوجوده، وطالما رضينا بالله ربا، فإنّ له الحكم وله الأمر وله التصريف وله التدبير، فلا يمكن أن يصدر حكمه أو أمره أو قضاءه إلا عن حكمةٍ وإن خفيت عنَّا؛ ولذلك فإننا إذا آمنَّا بالله حقَّ الإيمان فلا شكَّ أنَّنا سنرضى بكل ما يأتينا من قبل الله تبارك وتعالى.. فيجب علينا أن نستسلم لقضاء الله – سبحانه وتعالى – وأن نرضى بحكمه، وأي مصيبةٍ تهون ما دامت في غير ديننا.وما أجمل ما قاله ابن القيم – رحمه الله -: "الرضا باب الله الأعظم، ومستراح العابدين، وجنة الدنيا، من لم يدخله في الدنيا لم يتذوقه في الآخرة".

وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقيّ أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) رواه البخاري ومسلم. فماذا نحن فاعلون وقد قدَّر الله – تعالى -كل شيءٍ وكان له الأمر من قبل ومن بعد؟فماذا بقى للإنسان بعد هذه الأربعة؟! لم يبق إلا النية الصالحة والعمل الصالح، وذكر الله – عز وجل -، واللجوء إليه في كل وقتٍ وحين.. (إنَّ ربَّكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستَّة أيامٍ ثمَّ استوي على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثًا والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربُّ العالمين).

* نجومٌ على طريق الرضا:

** عمران بن حصين – رضي الله عنه – وأرضاه، هذا الصحابي الجليل الذي شارك مع النبي في الغزوات، وإذ به بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – يصاب بشللٍ يقعده تمامًا عن الحركة، ويستمر معه المرض مدة ثلاثين سنة، حتى أنَّهم نقبوا له في سريره حتى يقضى حاجته، فدخل عليه بعض الصحابة.. فلما رأوه بكوا، فنظر إليهم وقال: أنتم تبكون، أما أنا فراضٍ.. أحبُّ ما أحبه الله، وأرضى بما ارتضاه الله، وأسعد بما اختاره الله، وأشهدكم أنِّي راضٍ.

** عروة بن الزبير، فقد توفى ابنه وفاةً غاية في الصعوبة إذ دهسته الخيل بأقدامها، وقُطِعت قدم عروة في نفس يوم الوفاة، فاحتار الناس على أي شيءٍ يعزونه.. على فقد ابنه أم على قطع رجله؟

فدخلوا عليه، فقال: "اللهم لك الحمد، أعطيتني أربعة أعضاء.. أخذت واحدًا وتركت ثلاثة.. فلك الحمد؛ وكان لي سبعة أبناء.. أخذت واحدًا وأبقيت ستة.. فلك الحمد؛ لك الحمد على ما أعطيت، ولك الحمد على ما أخذت، أشهدكم أنِّى راضٍ عن ربي".

** السيدة صفية بنت عبد المطلب؛ والتي قُتل أخوها سيدنا حمزة بن عبد المطلب، ومثِّل به ومضغت هند بنت عتبة كبده، وجاء أبو سفيان ووضع الحربة في فمه وأخذ يدقُّها حتى تشوَّه وجهه – رضي الله عنه -.. استمع إلى ما رواه ابن إسحاق عن هذا المشهد، يقول: وقد أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إليه، وكان أخاها لأبيها وأمها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لابنها الزبير بن العوام: القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها، فقال لها: يا أمه إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأمرك أن ترجعي، قالت: ولم؟ وقد بلغني أنَّه مُثِّل بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا ما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله؛ فلما جاء الزبير إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأخبره بذلك، قال: "خلِّ سبيلها"، فأتته فنظرت إليه وصلَّت عليه واسترجعت واستغفرت.

فهل ترضى أخي بما رضيه الله لك؟

أخي الحبيب؛إن حسن فهم العبد لطبيعة علاقته بربه – تعالى -يريح قلبه، وإن معرفة العبد بأن الله الذي خلقه لا يريد به سوء أمر يطمئن فؤاده، وإيمان العبد بأن الله جعل له هذه الدنيا دار اختبار وامتحان من اجتازه بنجاح عبر إلى دار أخرى الخير فيها من الله عميم، ميزها الله وحببها لأهل الخير فقال عنها لأهلها فيما رواه أبو هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا؛ فذلك قوله – عز وجل -: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)) رواه مسلم.

وهنا ينتهي مكان الدنيا بما فيها من تعبٍ ونصبٍ ومرضٍ و…، لو أيقن العبد بذلك لكان في استقبال البلاء فرحا، إذ هو يرفع درجته عند الله إذا صبر، أفلا ترى إلى قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي له الرضا، ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن.

فدعنا نردد مع الشاعر قوله:

فليتك تحلو والحيــاة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضابُ

وليت الذي بيني وبينك عامرًا *** وبيني وبين العالمين خرابُ

إذا صحَّ منك الودُّ فالكلُّ هيِّنٌ *** وكل الذي فوق التراب تراب

ونتضرَّع إلى الله ونقول:

إلهي؛ لا تغضب عليَّ فلست أقوى لغضبك، ولا تسخط عليَّ فلست أقوم لسخطك، فلقد أصبتُ من الذنوب ما قد عرفتَ، وأسرفتُ على نفسي بما قد علمتَ، فاجعلني عبدًا إما طائعًا فأكرمتَه، وإمَّا عاصيًا فرحمته.. اللهم آمين.




بارك الله فيكي



وفقك الله



خليجية



جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وتقبلي مروري



التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

الرضا الوظيفي Job Satisfaction

الرضـــــــا الوظيفــــــي Job Satisfaction .

ان مفهوم الرضا الوظيفي من الموضوعات التي نالت اهتمام الباحثين، وحظي بدراسات عديدة ، لانه بشكل احد الاسباب او الدوافع المهمة للاداء الوظيفي المتميز ، وان عدم الرضا قد يؤدي فضلا عن انخفاض الانتاج الى بعض الاضطرابات او المشكلات النفسية ، وقد يتأثر الرضا الوظيفي بعاملين اساسين هما : الفرد نفسه ، والبيئة المحيطة به ، فالفرد نفسه من خلال شعوره بتقويم الاخرين له وعلاقاته واستجاباته لمتطلبات العمل ، اما البيئة فتشمل العوامل الخارجية التي تقع في بيئة الموظف ويمكن ان تؤثر فيه وتؤدي به الى الاستجابة من نمط معين ، وعليه فان الفرد بخصائصه النفسية ، والبيئية بمتغيراتها، عاملان متفاعلان في تشكيل مستوى الرضا الوظيفي أو درجته ( عوض ، 1988 ، ص 110 ـ 111 ) .
في حين هناك اتجاه اخر يقول ان الرضا الوظيفي وعدم الرضا الوظيفي يتشكل من خلال التفاعل بين العناصر المتصلة بالعمل نفسه (Instrinsic Elements) والعناصر الخارجية التي تتعلق بالعمل (Extrinsic Elements) وتشمل العناصر المتصلة بالعمل الدافعية والمهارة والمعرفة ونوع العمل والمسؤولية ، بينما تشمل العناصر الخارجية الاجور والعلاقات الانسانية والاشراف والاجراءات الادارية وظروف العمل(Steers and Porter , 1983 , p . 484 )
واشار " فيرات ، 1981 " Ferrat من خلال استعراضه لعدد كبير من الرسائل الجامعية والمقالات التي نُشرت في الرضا الوظيفي ، الى ان هناك نوعين من المؤثرات في الرضا الوظيفي ، هما الظروف والاحداث التي تشمل مقدار العمل المطلوب والانشطة التي يتضمنها والاجر ، والعوامل التي تشمل الزملاء والمشرفين والعملاء (Ferrat , 1981 , p 99 ) .
ويكاد يتفق الكثير من الباحثين على ان العوامل المهمة التي تؤثر في الرضا الوظيفي هي عوامل ذاتية وتشمل قدرات العاملين ومهاراتهم وخبراتهم ودافعيتهم ، وعوامل تنظيمية مثل اشباع الحاجات والعلاقة بالرؤساء والزملاء وطبيعة النظام ، وعوامل بيئية مثل البيئة التي تقع فيها المؤسسة البيئة التي ينتمي اليها الفرد ، وطبيعة الثقافة السائدة ( عبد الخالق ، 982 ، ص 22 ـ 37 ) ؛ (Weiss, etal , 1987 , p . 88) .
ولقد تعددت الاتجاهات التي حاولت تفسير الرضا الوظيفي ، فهناك اتجاه العلاقات الانسانية الذي يفترض ان الرضا الوظيفي هو المحرك الرئيس للدافعية ، وهناك المدخل القائم على نتائج النظريات السلوكية ، الذي يفترض ان الدافعية تتاثر بالخبرات السابقة للثواب والعقاب ، وهناك مدخلاً ثالثاً هو وليد دراسات علم النفس المعرفي الذي يفترض ان الدافعية هي نتاج تفاعل متغيرات وعمليات نفسية كامنة في داخل الفرد (Weiss, etal , 1984 , p 310) ، اذ يرى الاتجاه الانساني ان شعور الفرد بالسعادة وبأشباع حاجاته في العمل يؤديان الى الشعور بالرضا الوظيفي ، وقد قدم ماسلو (Maslow) توضيحا للحاجات الانسانية وتدرجها في الاشباع ، واكد ان الفرد اذا شعر باشباع هذه الحاجات في وظيفته ، فانه بشعر بالرضا عنها (Maslow, 1970 , p , 28 -29 ) ، في حين يؤكد الاتجاه السلوكي ان الرضا الوظيفي يتأثر بالخبرات السابقة للثواب والعقاب في استجاباته لمتطلبات العمل ، اذ كلما حصل على ثواب سواء مادي او معنوي كلما ارتفع مستوى الرضا الوظيفي عنده ، وكلما حصل على عقاب ادى الى انخفاض هذا المستوى ، اما الاتجاه المعرفي فيؤكد اهمية ادراك الفرد للعوامل المؤثر في العمل ، وكلما كانت هذه المدركات ايجابية كلما ساهمت في الرضا الوظيفي في حين اذا كانت سلبية ادت الى انخفاض الرضا الوظيفي (William , 1965 , p 311 – 312) .
ومما تقدم يبدو ان هناك عوامل عديدة تؤثر في الرضا الوظيفي ، يمكن تقسيمها على عوامل شخصية وعوامل مهنية ، فعوامل الشخصية تشمل الصفات الجسمية والصحية والقدرات والاستعدادات والسمات الوجدانية او الانفعالية للفرد والرغبة في العمل ، حيث ان أي مهنة تتطلب في الفرد ان يمتهنها صفات خاصة ، تؤهله لاداء متطلباتها (بدر،1980 ، ص88) ( عوض،1988، ص17ـ23) ( ابو النيل ومصطفى ، 1985 ، ص 522 ) .
اما العوامل المهنية فتشمل ظروف العمل وطبيعته من حيث الجهد الذي يبذله الفرد فيه ، وعدد ساعاته والاجازات وطبيعة العمل ان كان حيويا او رتيبا ، وتشمل ايضا فرص الترقي والتقدم في العمل ومكانة المهنة وعلاقتة برؤسائه وزملائه ( نشواتي ، 1985 ، ص 268 ) (مرسي ، 1984 ، ص 254 ـ 255 ) (عوض ،1988 ، ص 11 ـ 14 ) (ارجايل ، 1993 ، ص 46 ، 57 ) .
من خلال ما تقدم ان الرضا الوظيفي يتأثر بمقدار اشباع الحاجات كما جاء به الاتجاه الانساني ، وبمقدار ما يحصل عليه الفرد في وظيفته من ثواب وعقاب كما جاء في الاتجاه السلوكي ، وبمستوى وطبيعة ادراكه لمهنته ومتطلباتها وما ينعكس ذلك على حالته النفسية كما جاء به الاتجاه المعرفي ،

د.علي حسين هاشم
جامعة القادسية




جزاك الله خيرا
بانتظار جديدك
تقبلى مرورى
كوكب الشرق



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوكب الشرق2 خليجية
جزاك الله خيرا
بانتظار جديدك
تقبلى مرورى
كوكب الشرق

شكرا لمرورك اختي




مـاااااشااااء الله دوم متـــميــزه



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلفية خليجية
مـاااااشااااء الله دوم متـــميــزه

شكرا لمرورك




التصنيفات
منوعات

الرضا بالله هو نعمة روحية عظيمة

يقول علماء النفس إن كثيرا من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله ، فالصورة التي كنا نتخيلها قبل الإنجاز كانت أبهى من الواقع .

وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم . ومن هنا كان الدعاء المأثور " اللهم عرفنا نعمك بدوامها لا بزوالها " .

وقد خلق الإنسان .. وخلق معه القلق .. أو خلق القلق ثم خلق له الإنسان ليكابده .

وهناك نوعان من القلق : القلق الطبيعي والقلق المرضي .

والقلق الطبيعي هو الذي يمكن أن نطلق عليه القلق الصحي ، أو القلق الذي لا حياة بدونه ، أو الذي لا معنى للحياة بدونه . وإذا اختفى أصبح الإنسان مريضا متبلد الوجدان .

وهموم الحياة كثيرة : هموم العمل والمنزل ، مرض الآباء أو الأبناء ، ديون متراكمة أو خلافات عائلية، امتحانات أو مقابلات . وكلها حالات تبعث في النفس القلق ، وقد تجعلنا نفقد شهيتنا للطعام ، أو ربما نفقد السيطرة على أعصابنا لأتفه الأسباب . وقد نحرم لذة النوم الهانئ ، نتعذب بالانتظار والحيرة ، ونذوق مرارة الحياة . وتمر الأيام ، وتنقشع تلك المشاكل والهموم ، ونرضى بالأمر الواقع ، ويزول القلق ، وننعم بالسكينة والهدوء ، ثم تأتي مشكلة جديدة ونمر بتجربة أخرى ، وهكذا هي الحياة ..

أما القلق غير الطبيعي فهو _ كما يقول الدكتور عادل صادق _ إحساس غامض غير سار يلازم الإنسان . وأساس هذا الإحساس هو الخوف . الخوف من لا شيء ، الخوف من شيء مبهم .

وفي حالات القلق يزداد إفراز مادة في الدم تدعى الأدرينالين ، فيرتفع ضغط الدم ، ويتسرع القلب ، ويشكو الإنسان من الخفقان ، أو يشعر وكأن شيئا ينسحب إلى الأسفل داخل صدره .

ويظن بقلبه الظنون ، ويهرع من طبيب إلى طبيب ، وما به من علة في قلبه ، ولا مرض في جسده إلا أنه يظل يشكو من ألم في معدته واضطراب في هضمه ، أو انتفاخ في بطنه ، و اضطراب في بوله أو صداع في رأسه .

يقول ديل كارنجي : " عشت في نيويورك أكثر من سبع وثلاثين سنة ، فلم يحدث أن طرق أحد بابي ليحذرني من مرض يدعى ( القلق ) ، هذا المرض الذي سبب في الأعوام السبعة والثلاثين الماضية من الخسائر أكثر مما سببه الجدري بعشرة آلاف ضعف . نعم لم يطرق أحد بابي ليحذرني أن شخصا من كل عشرة أشخاص من سكان أمريكا معرض للإصابة بانهيار عصبي مرجعه في أغلب الأحوال إلى القلق !

ويتابع كارنجي القول : " لو أن أحدا ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين الفلاح الذي يحفر

الأرض ؟ لعل الفلاح أشد استغراقا في النوم ، وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة " .

ويقول الدكتور الفاريز : لقد اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس لعلتهم أساس عضوي البتة ، بل مرضهم ناشئ من الخوف ، والقلق ، والبغضاء والأثرة المستحكمة ، وعجز الشخص عن الملاءمة بين نفسه والحياة " .

قال المنصور :
كن موسرا إن شئت أو معسرا لابد في الدنيا من الغم

وكلما زادك من نعـــمة زاد الذي زادك في الهم

والهموم تفتك بالجسم وتهرمه . قال المتنبي :

والهم يخترم الجسيم نحافــة ويشيب ناصية الصبي ويهرم
وقد قرأنا كيف أن بكاء يعقوب على ابنه أفقده بصره ، وكيف أن الغم بلغ مداه بالسيدة عائشة عندما تطاول عليها الأفاكون – فظلت تبكي حتى قالت : " ظننت أن الحزن فالق كبدي " .

وترى المهموم حزينا مكتئبا . قال أحمد بن يوسف :

كثير هموم القلب حتى كأنمــا عليه سرور العالمين حرام

إذا قيل : ما أضناك ؟ أسبل دمعه فأخبر ما يلقى وليس كلام

ومن الناس من يستطيع كتمان همومه ، ويبدي لله نفسا راضية . قال أسامة بن منقذ :

انظر إلى حسن صبر الشمع يظهر للرائين نورا وفيه النار تستعر

كذا الكريم تراه ضاحكا جـذلا وقلبه بدخيل الهم منفطــر

ولربما ضحك المهموم وأخفى همومه ، وفي أحشائه النيران تضطرم . قال الشاعر :

وربما ضحك المهموم من عـجب السن تضحك والأحشاء تضطرم

وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم التكالب على دنيا الهموم فقال :

" من جعل الهم واحدا كفاه الله هم دنياه ، ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك " رواه الحاكم .

ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة ، واستئصال شأفة الطمع والتكالب على الدنيا . وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام :

" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ".رواه الترمذي .

وقال أيضا : " تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم ، فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته وجعل فقره بين عينيه . ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله له أموره ، وجعل غناه في قلبه ، وما أقبل عبد بقلبه على الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة ، وكان الله إليه بكل خير أسرع " . رواه البيهقي .

وسمع النبي عليه الصلاة والسلام رجلا يقول : اللهم إني أسألك الصبر . فقال :

" سألت الله البلاء فسله العافية " . رواه الترمذي .

ولا شك أن علاج الهموم يمكن في الرضا بما قدر الله ، والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك عند

الله ، فإن الفرج لا بد آت . قال الشاعر :

روح فؤادك بالرضا ترجع إلى روح وطيب

لا تيأسن وإن ألـح الدهر من فرج قريب

وتذكر قصة موسى عليه السلام كما يصفها الشاعر :

كن لما لا ترجو من الأمر أرجى منك يوما لما له أنت راج

إن موسى مضى ليطلب نارا من ضياء رآه والليل داج

فأتى أهله وقد كلم اللــ ـه وناجاه وهو خير مناج

وكذا الأمر كلما ضاق بالنا س أتى الله فيه ساعة بانفراج
وتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله في قصيدة من أجمل قصائده :

ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقـــاء

فلا حزن يدوم ولا سرور ولا عسر عليك ولا رخــاء

ويقول أبو العلاء المعري :

قضى الله فينا بالذي هو كائن فتم ، وضاعت حكمة الحكماء

وهل يأبق الإنسان من ملك ربه فيخرج من أرض له وسمــاء

فما من شدة إلا وبعدها فرج قريب كما يقول أبو تمام :

وما من شدة إلا سيأتي من بعد شدتها رخــــاء
وقال آخر :

دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البــال

ما بين غفوة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حـال

والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعما . فحياتهم كلها سواد دامس ، وليل حالك .

أما الرضا فهو نعمة روحية عظيمة لا يصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه ، وحسن به اتصاله .

والمؤمن راض عن نفسه ، وراض عن ربه لأنه آمن بكماله وجماله ، وأيقن بعدله ورحمته .

ويعلم أن ما أصابته من مصيبة فبإذن الله . وحسبه أن يتلو قول الله تعالى :

{ وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم } التغابن 41 .

والمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبير الله له أفضل من تدبيره لنفسه ، فيناجي ربه " بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " آل عمران 26 .

قال صفي الدين الحلي :

كن عن همومك معرضا وكل الأمور إلى القضا

أبشر بخير عاجل تنسى به ما قد مـضى

فلرب أمر مسخط لك في عواقبه رضـا

ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضـا

الله يفعل ما يشاء فلا تكن متـعرضا

الله عودك الجميل فقس على ما قد مضى

وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس " رواه أحمد .




مشكوره ,, ع الموضوع الحلوؤ يآإ حلوؤه ,, تسلمين يالغلاآإ ,, 🙂

تسلمين والله لازم الكل يرضى بما قدره الله له

سبحآان الله وبحمده ,, سبحإأن الله العظيم




التصنيفات
منوعات

الحب الرضا السعادة الحزن

الحب .. الرضا .. السعادة .. الحزن

حب ..الرضا..السعادة ..والحزن .

جميل أن نتحدث عن السعادة ، بل
وأجمل من الجميل أن يحدثنا عنها من
ذاق طعم

الحزن وتجرع شيئاً من
غُصصه ، ثم تجده يُسطر كلمات آمل..
أنها نبعت من قلب

وجد طعم
السعادة والرضا بحق ….ولكن الأجمل من
هذا أيضاً كله.

أن نتذوق جميعاً
طعم هذه السعادة والرضا التي ينشدها
كل كبير وصغير ،

صالح وطالح ،
غني وفقير ، عالم وجاهل، وتلك فراشة
تطير بين زهرة وأخرى

لترتشف من
رحيقها ، و كأنها قد جمعت الدنيا
بأسرها مع أنها لا تدوم سوى أيام بل

ربما سويعات ألسنا أحق بهذه
السعادة …

فإلى كل من نشد تلك
السعادة والرضا أقول له ( من
أرادالرضاو السعادة

الأبدية
فليلزم عتبة العبودية). شيخ الإسلام
ابن تيمية ..

جميل أن نبدأ يومنا
بابتسامة مشرقة تمنحنا ومن حولنا
الاحساس بالرضا والسعادة ..

أجمل ابتسامة هي التي تنبع من
القلب لتلامس قلوب الخلق ، أن
الابتسامة تحدث في ومضة

و يبقى
ذكرها دهرا، و هي المفتاح الذي يفتح
أقسى القلوب و هي العصا السحرية التي
تكبت
الغضب و تسري عن القلب..
أسعدكم الله وجعل الابتسامة رفيقة
لكم ولنا رفيقة

القلب والروح

ويكفينا أن نعرف علياء الروح..
وعلياء القلب.. يكفينا أنها تمكث هنا
في أعماق

الروح والنفس.

تزرع فيّنا بعضاً من الحب وكثيراً
من النقاء والصفاء والرضا …

ولكن عندما تملآ الأحزان كل
خلايانا، وتسيل من مآقينا مع الدموع
الحارقة عندما نتنفسها،

نشربها، نأكلها ، وننام عليها،
نتلحف بها عندما تقف غيومها السودا ء
حائلاً بيننا

وبين شعاع الشمس
الذي كان يداعب وجهنا مع شروق الشمس..
لا نملك أن نكتب عن شيء آخر …
لأننا لا نعرف سواها

السعادة…
الأمل .. الرضا ..التفاؤل .. كلها تصبح
ألفاظاً غريبة بالنسبة لنا ..

مفردات وعبارات من لغة لا نعلمها ..
ربما تذكرنا أننا كنا نعرفها يوماً

لكن نشعر بمرارة فمنا عند النطق
بها .. كطعم الفم عندما يتذوق الحنظل

أما عندما يملأ الفرح أيامنا،
والبهجة ليالينا .. لا يزال هناك مكان
صغير لبعض

الحزن… لبعض الخوف ..
لبعض الألم .. لبعض الشجن.. حتى ولو
كانت ذكريات

في الخاطر البعيد
..نشعرونحس بأنها يمكن أن تعود الينا
في أي لحظة

السعادة كالهواء
الأثيري…. يصعب علينا الألتصاق بها

يصعب علينا الامساك بها .. ويسهل
انزلاقها من بين أصابع أيدينا

نقضي جميع لحظاتها ممسكين عليها
لئلا تهرب وتتركنا

كالأطفال
الصغار الممسكين بثياب أمهم خوفا من
الضياع في زحمة الحياة …

والزمن الدوار لذا، نادراً ما نجد
الوقت لنكتب عنها ونحن نحس بوجودها

وان كتبنا عنها، نكتب بعد
رحيلها عنا ..

نكتب عنها عندما
تودعنا الى غير رجعة .. قليلون هم من
يمتلئون بالسعادة

حتى النخاع
تسكنهم وتعمر قلوبهم مهما مرت بهم من
ظروف ..

وترسم على وجوههم
ابتسامة صفراء .. والدموع لم تجف بعد
على خدودهم

هؤلاء هم من يستطيع
الكتابة عن الفرح والسعادة .. ورسم
البسمة على وجه

كل من كاد
ينساها مهما كانت سعادتنا في هذه
الدنيا قليلة وأحزاننا كثيرة

كل شي في هذه الحياة له مدة ووقت
معلوم ثم ينتهي أجله حتى العمر ونحن

ننشد السعادة ..والصبر على
الأحزان لأجل السعادة التي ننتظرها
بالأمل

والشوق والحب المفقود
سيأتي ذات يوم وتنتهي أحزاننا ولن
نيأس

من هذة الحياة لأن فيها
الأفراح والأحزان. وفيها الخيانة
والوفاء

وإذا فقدنا الحب يومآ
بخيانة او ماشابة ذلك فسياتي .. الحب
الصادق ذات

يوم ويكفكف ألامنا
وأحزاننا .. ولا نيأس ليكن هناك حرف
سعيد وسط

أمواج الحروف ذلك
الحرف الذي يجب أن لا يفارق شفاه
الأصدقاء

أسعدكم الله دوماً في
ظل طاعته ، ثم في قلوب محبيكم…

وجعل الابتسامة والسعادة والرضا
رفيقة دربكم وحياتكم …

أما أنا
… دائما تتلعثم الكلمات على شفاهي
ولا أدري ماذا أقول




التصنيفات
منوعات

الرضا في خُلق الرسول صلى الله عليه وسلم

أولاً: أقواله صلى الله عليه و سلم في الرضا
:
000000000000000000000000000000 00
أ- أقواله صلى الله عليه و سلم في الرضا عن الله تعالى أثناء دعوته مع ما كان يواجهه به المشركون من الصد و الإعراض و شدة الإيذاء و من أمثلة ذلك :
لما أوذي في الطائف و أغروا به سفهاءهم و صبيانهم فرموه حتى أدموا عقبه الشريف فلم يزد على أن قال : " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس أنت ارحم الراحمين و رب المستضعفين و أنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك" (أخرجه ابن إسحاق)
و عندئذ بعث الله تعالى ملك الجبال و قال له: "قد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (هما جبلا مكة المعروفان بأبي قبيس و فعيقعان المعروف الآن بجبل هندي وهما يكتنفان أصل مكة من الجنوب و الشمال) فقال له النبي الكريم صلى الله عليه و سلم : "بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً"

ولما اشتد الإيذاء على أصحابه الكرام من كفار قريش ليفتنوهم عن دينهم جاءه خباب بن الأرت رضي الله عنه فقال له : “يا رسول الله، ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟” فقال: "قد كان قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون”.(أخرجه البخاري)
هكذا كان صلى الله عليه و سلم راضيا عن الله تعالى رغم ما يعانيه من شدائد في الدعوة إلى سبيله إجلالا لله تعالى و توقيرا و تعظيما له لأنه يعلم أن تلك هي سنته تعالى في الداعين إليه ليمحصهم و يرفع درجاتهم و قد أنزل الله تعالى عليه قوله جل شأنه : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) – سورة البقرة آية 214

ب – أقواله صلى الله عليه و سلم في الرضا عن الله تعالى فيما يجري به القدر في شؤون الحياة عامة و أمثله هذا النوع من الرضا كثيرة و منها:
1- رضاه صلى الله عليه و سلم فيما يبتليه به في الحياة من متاعب في النفس و المال و البنين و الأقارب فكان صلى الله عليه و سلم راضيا رضاء كاملاً رغم ما ناله من إيذاء الذي بلغ محاولة قتله
2- رضاه صلى الله عليه و سلم بما كان عليه من قلة المال حيث بلغ رضاه حد ان جعل يدعو الله تعالى و يقول "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً" (أخرجه البخاري)
3- تحمل صلى الله عليه و سلم وفاة أعز أهله فزوجته خديجة رضي الله عنها ثم عمه أبو طالب و ابنتيه رقيه و أم كلثوم عليهما سلام و أولاده الذكور من قبل عليهم السلم ثم وفاة ابنه إبراهيم عليه سلام و الذي رزق به على كبر و إذ به يعلن رضاه بذلك فيقول فيما رواه عنه أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه : "إن العين تدمع و القلب يحزن و لا نقول إلا ما يرضي ربنا و إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون" (أخرجه البخاري)
4- صبر النبي صلى الله عليه و سلم على قتل أقاربه دفاعا عن دين الله فلم يتبرم حتى عندما قتل عمه أسد الله و رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه الذي استشهد بأحد و مثل به أيما تمثيل فلم ينل هذا من رضاه صلى الله عليه و سلم

ثانياً: دعاؤه صلى الله عليه و سلم أن يرزقه الله تعالى الرضا
و مع ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم من كمال الرضا عن الله تعالى فقد كان صلى الله عليه و سلم دائم الدعاء أن يرزقه الله تعالى الرضا و الثبات فكان من دعائه صلى الله عليه و سلم : "… وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك، من غير ضراء مُضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زَيِّنا بزينة الإيمان. واجعلنا هداة مهتدين"

ثالثاً: تنويهه صلى الله عليه و سلم بخلق الرضا و حث الأمة عليه :
كان النبي صلى الله عليه و سلم حريصاً كل الحرص على توضيح و تأكيد ما للرضا من جزاء عظيم ليحض أمته عليه و من أمثلة ذلك :
1- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه"
2- و قوله صلى الله عليه و سلم :"ذاق طعم الإيمان من رضي الله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا"
3- و قوله صلى الله عليه و سلم :"من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة "

رابعاً: فضل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه و سلم بغاية الرضوان
و إذا كان النبي صلى الله عليه و سلم على هذا النحو من الرضا عن الله تعالى في أقواله و أفعاله فلا ريب انه سيد الراضين عن ربه جل و علا و سيجازيه الله تعالى برضوان أكبر من رضوانه عنه و أكبر من رضوانه عن أي بشر من خلقه الراضين عنه لعظم رضاه عنه و منزلته عنده

و قد جاءت الإشارة إلى ذلك في الكتاب العزيز فقال سبحانه و تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) – سورة الضحى آيه 5 قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية : " أي في الدار الآخرة يعطيه حتى يرضيه في أمته و فيما اعد له من الكرامة و من جملته نهر الكوثر الذي حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف و طينه مسك أذفر"

ثم روي عن ابن عباس عن أبيه – رضي الله عنهما – قوله : "عرض على رسول الله صلى الله عليه و سلم ما هو مفتوح على أمته من بعده كنزا كنزا فسر بذلك فأنزل الله تعالى " (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) فأعطاه في الجنة ألف ألف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج و الخدم ثم عزا ذلك إلى ابن جرير و ابن أبى حاتم و قال : "وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس
صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله




التصنيفات
منوعات

الرضا بالمقسوم من الله

يقول علماء النفس إن كثيرا من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله ، فالصورة التي كنا نتخيلها قبل الإنجاز كانت أبهى من الواقع .

وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم . ومن هنا كان الدعاء المأثور " اللهم عرفنا نعمك بدوامها لا بزوالها " .

وقد خلق الإنسان .. وخلق معه القلق .. أو خلق القلق ثم خلق له الإنسان ليكابده .

وهناك نوعان من القلق : القلق الطبيعي والقلق المرضي .

والقلق الطبيعي هو الذي يمكن أن نطلق عليه القلق الصحي ، أو القلق الذي لا حياة بدونه ، أو الذي لا معنى للحياة بدونه . وإذا اختفى أصبح الإنسان مريضا متبلد الوجدان .

وهموم الحياة كثيرة : هموم العمل والمنزل ، مرض الآباء أو الأبناء ، ديون متراكمة أو خلافات عائلية، امتحانات أو مقابلات . وكلها حالات تبعث في النفس القلق ، وقد تجعلنا نفقد شهيتنا للطعام ، أو ربما نفقد السيطرة على أعصابنا لأتفه الأسباب . وقد نحرم لذة النوم الهانئ ، نتعذب بالانتظار والحيرة ، ونذوق مرارة الحياة . وتمر الأيام ، وتنقشع تلك المشاكل والهموم ، ونرضى بالأمر الواقع ، ويزول القلق ، وننعم بالسكينة والهدوء ، ثم تأتي مشكلة جديدة ونمر بتجربة أخرى ، وهكذا هي الحياة ..

أما القلق غير الطبيعي فهو _ كما يقول الدكتور عادل صادق _ إحساس غامض غير سار يلازم الإنسان . وأساس هذا الإحساس هو الخوف . الخوف من لا شيء ، الخوف من شيء مبهم .

وفي حالات القلق يزداد إفراز مادة في الدم تدعى الأدرينالين ، فيرتفع ضغط الدم ، ويتسرع القلب ، ويشكو الإنسان من الخفقان ، أو يشعر وكأن شيئا ينسحب إلى الأسفل داخل صدره .

ويظن بقلبه الظنون ، ويهرع من طبيب إلى طبيب ، وما به من علة في قلبه ، ولا مرض في جسده إلا أنه يظل يشكو من ألم في معدته واضطراب في هضمه ، أو انتفاخ في بطنه ، و اضطراب في بوله أو صداع في رأسه .

يقول ديل كارنجي : " عشت في نيويورك أكثر من سبع وثلاثين سنة ، فلم يحدث أن طرق أحد بابي ليحذرني من مرض يدعى ( القلق ) ، هذا المرض الذي سبب في الأعوام السبعة والثلاثين الماضية من الخسائر أكثر مما سببه الجدري بعشرة آلاف ضعف . نعم لم يطرق أحد بابي ليحذرني أن شخصا من كل عشرة أشخاص من سكان أمريكا معرض للإصابة بانهيار عصبي مرجعه في أغلب الأحوال إلى القلق !

ويتابع كارنجي القول : " لو أن أحدا ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين الفلاح الذي يحفر

الأرض ؟ لعل الفلاح أشد استغراقا في النوم ، وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة " .

ويقول الدكتور الفاريز : لقد اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس لعلتهم أساس عضوي البتة ، بل مرضهم ناشئ من الخوف ، والقلق ، والبغضاء والأثرة المستحكمة ، وعجز الشخص عن الملاءمة بين نفسه والحياة " .

قال المنصور :
كن موسرا إن شئت أو معسرا لابد في الدنيا من الغم

وكلما زادك من نعـــمة زاد الذي زادك في الهم

والهموم تفتك بالجسم وتهرمه . قال المتنبي :

والهم يخترم الجسيم نحافــة ويشيب ناصية الصبي ويهرم
وقد قرأنا كيف أن بكاء يعقوب على ابنه أفقده بصره ، وكيف أن الغم بلغ مداه بالسيدة عائشة عندما تطاول عليها الأفاكون – فظلت تبكي حتى قالت : " ظننت أن الحزن فالق كبدي " .

وترى المهموم حزينا مكتئبا . قال أحمد بن يوسف :

كثير هموم القلب حتى كأنمــا عليه سرور العالمين حرام

إذا قيل : ما أضناك ؟ أسبل دمعه فأخبر ما يلقى وليس كلام

ومن الناس من يستطيع كتمان همومه ، ويبدي لله نفسا راضية . قال أسامة بن منقذ :

انظر إلى حسن صبر الشمع يظهر للرائين نورا وفيه النار تستعر

كذا الكريم تراه ضاحكا جـذلا وقلبه بدخيل الهم منفطــر

ولربما ضحك المهموم وأخفى همومه ، وفي أحشائه النيران تضطرم . قال الشاعر :

وربما ضحك المهموم من عـجب السن تضحك والأحشاء تضطرم

وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم التكالب على دنيا الهموم فقال :

" من جعل الهم واحدا كفاه الله هم دنياه ، ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك " رواه الحاكم .

ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة ، واستئصال شأفة الطمع والتكالب على الدنيا . وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام :

" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ".رواه الترمذي .

وقال أيضا : " تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم ، فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته وجعل فقره بين عينيه . ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله له أموره ، وجعل غناه في قلبه ، وما أقبل عبد بقلبه على الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة ، وكان الله إليه بكل خير أسرع " . رواه البيهقي .

وسمع النبي عليه الصلاة والسلام رجلا يقول : اللهم إني أسألك الصبر . فقال :

" سألت الله البلاء فسله العافية " . رواه الترمذي .

ولا شك أن علاج الهموم يمكن في الرضا بما قدر الله ، والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك عند

الله ، فإن الفرج لا بد آت . قال الشاعر :

روح فؤادك بالرضا ترجع إلى روح وطيب

لا تيأسن وإن ألـح الدهر من فرج قريب

وتذكر قصة موسى عليه السلام كما يصفها الشاعر :

كن لما لا ترجو من الأمر أرجى منك يوما لما له أنت راج

إن موسى مضى ليطلب نارا من ضياء رآه والليل داج

فأتى أهله وقد كلم اللــ ـه وناجاه وهو خير مناج

وكذا الأمر كلما ضاق بالنا س أتى الله فيه ساعة بانفراج
وتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله في قصيدة من أجمل قصائده :

ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقـــاء

فلا حزن يدوم ولا سرور ولا عسر عليك ولا رخــاء

ويقول أبو العلاء المعري :

قضى الله فينا بالذي هو كائن فتم ، وضاعت حكمة الحكماء

وهل يأبق الإنسان من ملك ربه فيخرج من أرض له وسمــاء

فما من شدة إلا وبعدها فرج قريب كما يقول أبو تمام :

وما من شدة إلا سيأتي من بعد شدتها رخــــاء
وقال آخر :

دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البــال

ما بين غفوة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حـال

والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعما . فحياتهم كلها سواد دامس ، وليل حالك .

أما الرضا فهو نعمة روحية عظيمة لا يصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه ، وحسن به اتصاله .

والمؤمن راض عن نفسه ، وراض عن ربه لأنه آمن بكماله وجماله ، وأيقن بعدله ورحمته .

ويعلم أن ما أصابته من مصيبة فبإذن الله . وحسبه أن يتلو قول الله تعالى :

{ وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم } التغابن 41 .

والمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبير الله له أفضل من تدبيره لنفسه ، فيناجي ربه " بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " آل عمران 26 .

قال صفي الدين الحلي :

كن عن همومك معرضا وكل الأمور إلى القضا

أبشر بخير عاجل تنسى به ما قد مـضى

فلرب أمر مسخط لك في عواقبه رضـا

ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضـا

الله يفعل ما يشاء فلا تكن متـعرضا

الله عودك الجميل فقس على ما قد مضى

وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس " رواه أحمد .




خليجية



جزاك الله خيراً

في ميزان حسناتك




التصنيفات
اسرار البنات مشاكل وحلول

الرضا يخلصك من أزماتك النفسية لكن كيف ؟

هل تشعرين بين الحين والآخر بفقدان السعادة من حولك ؟ هل تبحثين دوماً عن توازنك لتحقيق أهدافك ، إذا تمكنتِ من التخلص من التوتر ستحل كل مشاكلك ، ولكن كيف ؟

العلاقات الاجتماعية الإيجابية هي مفتاح السر ، هذا ما تنصحك به الدكتورة سهير محمود أمين أستاذة الصحة النفسية بجامعة حلوان بحسب جريدة "الأهرام" فهي تري أنها من أهم مصادرالشعور بالرضا, سواء كانت هذه العلاقات مع أفراد الأسرة أو مع الأصدقاء والأقارب, أو زملاء العمل والمقصود بالإيجابية قدرة الفرد علي تكوين علاقة جيدة وبناءة مع الآخر, ودعم المساندة الاجتماعية والنفسية من خلال شبكة العلاقات الاجتماعية التي تزيد من شعور الفرد بالرضا وتساعده علي مواجهة الصعوبات والمواقف الحياتية الصعبة, ومن ثم فعلي المرأة أن تكون إيجابية وتستطيع تكوين علاقة ناجحة قائمة علي الثقة والمودة المتبادلة ويكون لديها القدرة علي الأخذ والعطاء والتوحد مع أفراد أسرتها.

وتشير د. سهير إلى أهمية العلاقات الاجتماعية, فهي من أهم مصادر الراحة النفسية داخل الأسرة, لأنها تقل من حدوث الاكتئاب لدي الأبناء, فيشعر الابن بالقبول ويمتلك حرية التعبير عن مشاعره, ويكون متأكدا من فهم الوالدين له ويشعر بأنه مازال يحظي باهتمام أسرته ومجتمعه.

ويوضح د. العارف بالله الغندور, أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس, إن الرضا لا يمنع الأخذ بالأسباب لتحسين الأوضاع في المستقبل, ولكي ينعم الإنسان بحياة متوازنة سوية لابد من تنظيم الوقت وتوزيعه علي الأنشطة العملية والاجتماعية والترفيهية, حتي يستطيع تغيير نوعية حياته ويطور أسلوبه في حل المشكلات بما يتلاءم مع التحولات الجوهرية التي تشهدها حياتنا في عصر المعلومات, والاتصالات, والإنترنت والسماوات المفتوحة.
ويؤكد أن من لا يبدع لن يجد له مكانا علي خريطة العالم الجديد, فمشكلات الحياة لن تجد طريقها إلي الحل عبر الطرق التقليدية التي كانت صالحة لسنوات مضت, وكانت البساطة أسلوبها المميز,وكان التعاون أهم سماتها, وكان الاستمتاع غايتها.




شكرا



تسلمين حبيبتي~



شكرالك



الموضوع رائع تسلم اديك ي




التصنيفات
منوعات

الرضا بقضاء الله

الرضا بقضاء الله
خليجية
الرضا بقضاء الله

الرضا بقضاء الله – د.محمد فريد

للعبد فيما يكره درجتان: درجة الرضا، ودرجة الصبر، فالرضا فضل مندوب إليه، والصبر واجب على المؤمن حتم.

وأهل الرضا تارة يلاحظون حكمة المبتلي وخيرته لعبده في البلاء وأنه غير متهم في قضائه، وتارة يلاحظون عظمة المبتلي وجلاله وكماله فيستغرقون في مشاهدة ذلك حتى لا يشعرون بالألم، وهذا يصل إليه خواص أهل المعرفة والشمحبة، حتى ربما تلذذوا بما أصابهم لملاحظتهم صدوره من حبيبهم.

والفرق بين الرضا والصبر: أن الصبر حبس النفس وكفها عن السخط – مع وجود الألم – وتمنى زوال ذلك، وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع، والرضا: انشراح الصدر، وسعته بالقضاء، وترك زوال الألم – وإن وجد الإحساس بالألم – لكن الرضا يخففه بما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة، وإذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية.

خرج الترمذي من حديث أنس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي له الرضا، ومن سخط عليه السخط "

قال ابن مسعود – رضي الله عنه -: "إن الله تعالى بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط " .

وقال علقمة في قوله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (التغابن : من الآية 11) هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى.

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "ذاق حلاوة الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً ومحمد رسولاً "

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم : "من قال حين يسمع النداء رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ومحمد رسولاً غفرت ذنوبه"

ونظر علىّ بن أبى طالب – رضي الله عنه – إلى عدىّ بن حاتم كئيباً، فقال: مالي أراك كئيباً حزيناً؟ فقال: وما يمنعني وقد قتل ابناي وفقئت عيني فقال: يا عدي من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله".

دخل أبو الدرداء – رضي الله عنه – على رجل يموت وهو يحمد الله فقال أبو الدرداء : أصبت إن الله عز وجل إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به.

وقال أبو معاوية في قوله تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل : من الآية 97): الرضا والقناعة.

قال الحسن: "من رضي بما قسم له وسعه وبارك الله فيه، ومن لم يرض لم يسعه، ولم يبارك له فيه".

وقال عمر بن عبد العزيز: "ما بقى لي سرور إلا في مواقع القدر"، وقيل له ما تشتهى ؟ فقال: "ما يقضى الله عز وجل" .

وقال عبد الواحد بن زيد : "الرضا باب الله الأعظم ،وجنة الدنيا، ومستراح العابدين".

وقال بعضهم: "لن يُرى في الآخرة أرفع درجات من الراضين عن الله تعالى في كل حال، فمن وهب له الرضا فقد تبلغ أفضل الدرجات"

وأصبح أعرابي وقد ماتت له أباعر (جمع بعير) كثيرة فقال : لا والذي أنا عبدٌ في عبادته لولا شماتة أعداء ذوى إضٍ ما سرني أن إبلي في مباركها وأن شيئاً قضاه الله لم يكن.

خليجية




خليجية



حبيبتى eng n

خليجية




التصنيفات
منتدى اسلامي

قالوا عن الرضا بالقضاء والقدر

لا شكّ أن سلفنا الصالح رحمهم الله هم أهدى الناس قلوباً، يشهد بذلك كل من نظر في أحوالهم وتأمّل عباراتهم؛ وهذه الهداية جاءت عندما استقرّ الإيمان في قلوبهم وعرفوا الله حق معرفته وقدروه حقّ قدره، فجعل الله لهم فرقاناً يميّزون به بين الحق والباطل، وبصيرةً يُدركون بها بواطن الأمور، مصداقاً لقوله تعالى: { ومن يؤمن بالله يهد قلبه} (التغابن:11).

وأولئك الأخيار أدمنوا النظر والتأمّل في نصوص الوحين، فتجلّت لهم حقائق المعاني، وتكشّفت لهم معالمُ خفيّة ودقائق لطيفة من العلوم الشرعيّة والحِكَم الربّانية.

لِنظر سويّاً إلى إيمانهم بالقضاء والقدر كيف كان أثره على كلماتهم؟ وكيف عبّروا عنه بإشراقةِ لفظٍ وجمال عبارةٍ وعميق معنى، حتى صارت حِكَماً تدور على ألسنة الخلق، ويُهتدى بها إلى الحق.

يروي لنا زياد بن زاذان أن الإمام عمر بن عبد العزيز قال: "ما كنتُ على حال من حالات الدنيا فيسرنى أني على غيرها"، ومما حُفظ عنه قوله: "أصبحت وما لي سرورٌ إلا في مواضع القضاء والقدر".

واشتُهرت عنه دعواتٍ كان يُكثر من تردادها: "اللهم رضّني بقضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أُحب تعجيل شئ أخّرته، ولا تأخير شئ عجّلته".

ويقول خلف بن إسماعيل : "سمعتُ رجلاً مبتلى من هؤلاء الزمنى –أي من كان مرضهم مزمناً- يقول: وعزتك لو أمرت الهوام فقسمتني مُضَغاً ما ازدت لك بتوفيقك إلا صبراً، وعنك بمنّك ونعمتك إلا رضاً" وكان الجُذام قد قطّع يديه ورجليه وعامّة بدنه.

ويروي محمد بن أبى القاسم أن واعظاً أوذي في الله فقُطعت يداه ورجلاه، فكان يقول: " إلهي، أصبحت في منزلة الرغائب، أنظرُ إلى العجائب، إلهي، أنت تودّدُ بنعمتك إلى من يؤذيك، فكيف تودُّدك إلى من يؤذى فيك؟".

وفي قوله تعالى: { ومن يؤمن بالله يهد قلبه} (التغابن:11) يقول علقمة : "هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله، فيسلّم لها ويرضى".

وروى السري بن حسّان عن عبد الواحد بن زيد قوله: " الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين".

ورأى علي بن أبى طالب رضي الله عنه أحد المبتلين فقال له: " يا عدي ، إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه فكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه فحبط عمله".

وعن أبى مجلز أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "ما أبالي على أي حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره".

وروى أبو هارون المديني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه جعل الرَوح والفرج في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط" .

وروى مكحول أن ابن عمر رضي الله عنه كان يقول: "إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيتسخّط على ربه، ولا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خِير له".

وذكر يزيد بن مرثد الهمداني أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال: "ذروة الإيمان أربع: الصبر للحُكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب عز و جل".

واجتمع مالك بن دينار و محمد بن واسع فتذاكرا العيش، فقال مالك : "ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلّة –أي أرضٌ أو زراعة – يعيش فيها"، فقال محمد : "طوبى لمن وجد غداءً ولم يجد عشاءً، وجد عشاءً ولم يجد غداءً، وهو عن الله عز و جل راض".

وفي تفسير قوله تعالى: {وبشر المخبتين} (الحج:35)، جاء عن سفيان قوله: "المطمئنين الراضين بقضائه، المستسلمين له".

وروى أحمد بن أبي الحواري أن أبا سليمان كان يقول: "إذا سلا العبد عن الشهوات فهو راضٍ".

وروى حكيم بن جعفر أن أبا عبد الله البراثي قال: "لن يَرِدَ يوم القيامة أرفع درجاتٍ من الراضين عن الله عز و جل على كل حال" وقال أيضاً: "من وهب له الرضا فقد بلغ أفضل الدرجات ".

وقال أحد العبّاد: "إن أنت رضيت بما أُعطيت، خفّ الحساب عليك فيما أوتيت"، وقريباً من هذا قول الحسن : "من رضى من الله بالرزق اليسير، رضى الله منه بالعمل القليل".

وروي عن ابن أبى الحواري أن أبا عبد الله النباجي كان يقول: "إن أعطاك أغناك، وإن منعك أرضاك".

وأُثر عن الإمام ابن عون قوله: "ارض بقضاء الله على ما كان من عسر ويسر؛ فإن ذلك أقل لهمّك وأبلغ فيما تطلب من آخرتك، واعلم أن العبد لن يصيب حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عند الفقر والبؤس كرضاه عند الغناء والرخاء، كيف تستقضي الله في أمرك ثم تسخط إن رأيت قضاءه مخالفاً لهواك؟ ولعل ما هويت من ذلك لو وُفّق لك لكان فيه هلكتك، وترضى قضاءه إذا وافق هواك؟ وذلك لقلة علمك بالغيب، وكيف تستقضيه إن كنت كذلك ما أنصفت من نفسك ولا أصبت باب الرضا".

واستنصح بشر بن بشّار المجاشعي ثلاثةً من الصالحين، فقال الأوّل: "ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك؛ فهو أحرى أن تُفرغ قلبك ويقل همّك، وإياك أن تسخط ذلك فيحل بك السخط وأنت عنه في غفلة لا تشعر به"، وقال الثاني: " التمس رضوانه في ترك مناهيه فهو أوصل لك إلى الزلفى لديه"، وقال الثالث: " لا تبتغِ في أمرك تدبيراً غير تدبيره؛ فتهلك فيمن هلك، وتضلّ فيمن ضلّ".

وعن عامر بن عبد قيس قال: "ما أبالي ما فاتني من الدنيا بعد آيات في كتاب الله" يعني قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} ( هود:6)، وقوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده} ( فاطر:2)، وقوله تعالى: {وإن يمسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسك بخير فهو على كل شئ قدير} (الأنعام:17).

وحدّث الربيع بن صبيح أن الحسن كان يقول: "ارض عن الله يرضى الله عنك، وأعط الله الحق من نفسك، أما سمعت ما قال تبارك وتعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} (التوبة:100)، وجاء عنه قوله: "من رضي بما قسم الله له وسّعه وبارك الله له فيه، ومن لم يرض لم يوسّعه ولم يُبارك له فيه".

وروى شداد بن سعيد الراسبي أن غيلان بن جرير قال: "من أُعطي الرضا والتوكل والتفويض فقد كُفي".

وجاء عن محمد بن اسحاق أن أحد العلماء سئل: بم يبلغ أهل الرضا؟، فقال: "بالمعرفة؛ وإنما الرضا غصنٌ من أغصان المعرفة".

ونُسب إلى الإمام الشافعي قوله:
ما شئتَ كان وإن لم أشأ وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن
خلقتَ العباد على ما علمتَ في العلم يجري الفتى والمسن
على ذا منتَ وهذا خذلتَ وهذا أعنتَ وذا لم تُعن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن

ونختم نظام هذا العقد من أقوال السلف بما قاله الإمام ابن القيّم رحمه الله: "الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين، وقرة عيون المشتاقين، ومن ملأ قلبه من الرضا بالقدر، ملأ الله صدره غنىً وأمناً، وفرَّغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه، ومن فاته حظُّه من الرضا ، امتلأ قلبه بضدِ ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه"




خليجية



شكرلك



خليجية



ابدعت و الله
جزاك الله خيرا



التصنيفات
منوعات

الرضا عن الله سبحانه وتعالى

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

4

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا

من يهده الله تعالي فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله

اللهم صلي علي محمدٍ وعلي آل محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد

الهم بارك علي محمدٍ وعلي آل محمد كما باركت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد

وبعدُ

فإني أسأل الله تعالي أن يجعل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا وأن يجعل التفرق من بعده تفرقاً معصومًا

وأن لا يجعل منا ولا بيننا ولا حولنا شقيّاً ولا محروما،

اللهم اجعل عملنا كله صالحا، ولوجهك خالصا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا ،

اللهم ارزقنا حبك ومن يحبك وحب كل عمل صالح يقربنا إلى حبك

اللهم ارزقنا محبة النبي محمد rوارزقنا اتباعه

ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا

اليوم سنتكلم على معنى في منتهى الجمال

معنى إذا دخل قلوبنا سوف تعيش السعادة الحقيقية

تعيش مرتاح البال ساكن هادئ بعيد كل البعد عن الأمراض والآفات النفسية

هذا المعنى هو الرضا عن الله سبحانه وتعالى

لماذا اخترت هدا الموضوع ولماذا نتكلم عليه لأن أي مشكلة مع الله سبحانه وتعالى أصلها هنا.

نبدأ بكلام جميل لابن القيم يقول فيه " إن أكثر الناس لو بحثت داخلهم وأردت أن تعرف لماذا يعصون الله ستجد داخله ولو ذرة حزن من الله لكنه لا يقدر على قول هذا "

لو سألته هل أنت لا يعجبك قدر ربنا عليك ،

يقول: أعوذ بالله، لا لا،أبداً الحمد لله على كل حال،

لكن هو من داخله أسئلة ليس لها حل، لماذا أنا يحدث معي هذا؟لماذا أنا أعيش على هذه الحالة ؟ لماذا أنا خُلِقت هكذا؟، لماذا لم أوجد فالمكان الفلاني؟…وهكذا

فيبقى السؤال داخله لا يجد له حل ،فتقول له :هل أنت تسخط؟ هل أنت غضبان من الله؟

وابن القيم يقول وهو لا يتجاسر أي لا يستطيع أن يقول هكذا هل ربنا ظالم ؟

لا، ليس ظالم

إذًا لم إن كنت أنت راضي عنه منتهى الرضا لماذا تعصيه ؟لماذا تُخالف أمره؟ لماذا لا تمشي في الطريق الذي تعرف أنه فيه رضاه؟ لماذا الشيطان يتملكك ويستحوذ عليك؟ لماذا نفسك الأمارة هي التي تحركك ؟

لو أنت حقًا راضي تمامًا عن الله، فهذا هو السؤال كما سبق.

في الحديث قال النبي r ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا و بالإسلام دينًا و بمحمد r نبيًاو رسولاً " [رواه مسلم ].

تذوق طعم الإيمان هذه هي السعادة الحقيقية وهذه هي راحة البال و الطمأنينة

من منَّا راضٍ بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد r نبيًا؟

عندما نسأل شخص هل أنت راضي؟ يجيب نعم راضي..

وهذا الموضوع الذي كنت تتمناه ولم يحدث، على سبيل المثال كنت تتمنى القليل من المال ولم تحصل عليه فابتلاك الله بمرض ولم ترد هذا البلاء،، هل أنت راضي تمامًا ولا يوجد عندك فرق؟ هل كل أوامر الله وشرعه أنت راضي بها؟ عندما تعرف أن شرع الله ألزمك بالصلوات الخمس بأن تصلي في الجماعة ..راضي؟

مثلًا يا رجال صلاة الفجر ما أخبارها؟ والبنت عندما تعرف أن الحجاب فرض عليها ولا تتحجب هل هي راضية؟ وهكذا كل ما تعرف شيء من الأحكام الشرعية التي تعلم أنك تقع فيها ولا تطبقها فأين يتجلى هذا الرضا بالإسلام دينًا، وراضي بالنبي r نبيًا ورسولًا؟ أين هي سنته في حياتك؟ قد تقول:أكيد نحن نرضى به ونحبه …

إذًا أين هو في قلوبنا وأين سنته في حياتنا؟

تعالى لنتأمل الآن هذه الآيات التي يخاطب فيها الله سبحانه وتعالى النبي r {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ }[ الضحى:5 ] وأول السورة يقول له }وَالضُّحَى} [ الضحى:1 ]

الضحى و هو الوقت من بعد الفجر إلى الظهر ،الشمس تكون فيه ظاهرة جدًا وبعدها {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } [ الضحى/2:3] أتعلم معنى هذه الآيات؟ إن الدنيا تكون واضحة أمامك مثل الضحى وتكون مشيت قليلاً في الطريق إلى الله، أكيد كلنا مرت علينا هذه الأيام في رمضان أو في عمرة، لحظات إيمانية جميلة عشناها وكانت الدنيا واضحة فيها وبعد ذلك جاءت ظلمات الليل فرجعت مرة أخرى إلى المشاكل وللمعاصي والمخالفات {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ}[الضحى/2:3] لكن الله دائمًا معك لا يتركك حتى وهو يبتليك يرحمك وأنت لا تدري ،،هذه هي المشكلة :أننا لا نفهم ما هي حكمة الله فيما يفعله بنا، إن الله يبتلي العبد ليسمع أنينه.

عندما يعلم الله أن قلبك شارد غافل عنه يبتليك ويُعتبر هذا الابتلاء إنذار حتي تفيق من الغفلة، لكنك تكون غير راضي عن هذا لاابتلاء ولا تفهم الحكمة منه !

وفي الحديث قال رسول الله صل الله عليه وسلم "إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم" [ رواه مسلم ].

إن الله لا ينظر إلى هذه الظواهر، هو سبحانه وتعالى يطَّلِع على الداخل وهو شرط دخولك الجنة يقول الله سبحانه وتعالى { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء:98] قلبك ليس سليم وأنت لا تلاحظ هذا ،فكل شخص ربنا ينبهه بشيء من الممكن أن يبعث الله نعمة لشخص ما لكي يفيق لكن أكثر الناس لا تشكر النعمة، فقد قال تعالى: { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } [سبأ :13] وهذا صحيح تجد الإنسان ينشغل بالنعمة عن المنعم لكن في حالة الابتلاء أنت تعلم أن الله وحده القادر على تخليصك من هذا البلاء هو وحده الشافي، في هذه اللحظة أنت تتقرب له وتترجاه ،

تعلمون الآن الله سبحانه وتعالى لماذا يبتلينا { وَالضُّحَى*وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } [ الضحى/1:3 ] والله ربنا لا يكرهك ولن يتركك إنه معك دائمًا لكن أنت غافل ولا تدري أنه يحبك، ستقول لي: لماذا يحبني؟ ماذا فعلت لكي يحبني؟ أنا لا أركز، أنا إنسان على بطء في طريقي لله، حتى يوم أن اصطفاك وجعلك مسلم ماذا فعلت لها؟ هل اصطفاك أم لا؟ نعم اصطفاك، هذا النهار وأنت جالس تستمع لهذا الكلام وأكثر الناس بعيدة ..ألم يصطفيك؟ أجل اصطفاك { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ }

طريقة العلاج تبدأ من هنا { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى } [الضحى:4] لماذا انشغلت عني بالدنيا؟ أحسبت أنك ستخلُد فيها؟ لم لم تأتِ عندي؟ سوف تعلم أن انشغالك بغيري لا يساوي شيئًا، ما هذا الذي يشغلك عني { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } [الضحى:5] سُيرضِيك لكن ارض عليه أنت في البداية لكي يرضى عنك،

قالوا ما هي علامة رضاه عنك؟ هي رضاك عنه

تريد أن تعرف إذا كان الله راضي عنك أم لا؟ ابحث في قلبك هل أنت راضٍ عنه أم لا.

أنت راضٍ عنه؟

هذا هو السؤال الذي أريد من كل شخص اليوم أن يُجيب عليه من قلبه ولو كان في قلبه شيء تجاه الله سبحانه وتعالى يخرجه الآن ثم إياك ثم إياك والتسخُّط.

يقول النبي r" إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السُّخط " [رواه أنس بن مالك وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ]

كل ما يبتليك أكثر كل ما يكون ثوابك أكبر، قال النبي r " أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم " [ تحقيق الألباني ،صحيح الجامع ]

نحن نفهم هذا الحديث خطأ، فعندما تقرأ هذا الحديث تقول: أنا لا أريد أن أبتلى, ولا أريد أن أمرض أو يحدث لي شيء، فيجب علي أن أكون بعيد عن طريق البلاء لأنه كل ما الشخص يقترب أكثر من الله كلما ابتلاه أكثر،

للأسف هناك أشخاص تفهم الأمر هكذا،،، أشد الناس بلاءً الأنبياء، يعني -في رأيهم هؤلاء الناس- لو اتبعت طريق الله سأعيش الضنك دائمًا .

كيف يحدث هذا ؟

نفكر بالعقل أنا لو عشت في طريق الله، الله سيعذبني وأعيش الضنك وأعيش كل حياتي صعبة ومملة وتعيسة وشقاء، إنما لو عصيته وفعلت كل ما أريده وعشت الحياة كما أريد سأجني الهناء؟!

بعقلنا نفكر هل هذا الكلام يجوز ؟ اشرح لي معني هذا الحديث…

أنت تقول الشخص سيشتد به البلاء ،نعم هذا البلاء يصيب جسمك فقط لكن قلبك في مكان أخر،

مثلًا: النبي r يُعذَّب ويُنكَّل به ويمشي خمسة كيلو في الصحراء يسرح من شدة البلاء عندما آذوه في الطائف لكنه يقول "إن لم يكن بك سخط عليَّ فلا أبالي" لا يهمه أي شيء إلا أن الله يكون راضي عنه، كل هذا الألم وهو لا يشعر، نعم لا يشعر.

إنما شخص آخر ربنا أنعم عليه بصحة الجسم وليست لديه مشاكل لكن مبتلى بالقليل من الأرق أو بالقليل من المشاكل النفسية لديه اكتئاب، يعيش الضنك كله، أمام الناس سعيد والناس تراه سعيد المال هنا والحياة هنا وكل شيء موجود، يعيش حياة لا يحلم بها أحد، لكن هو من داخله يعيش الضنك كله قال الله تعالى { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه :124] إذًا أين المبتلى الذي نحكم نحن عليه بالظاهر أم الآخر الذي تحكم الناس عليه أنه يعيش السعادة الحقيقية، هذا الذي يحصل بالضبط البلاء يكون بسيط جدًا ويخفف عليه،

يقولون إن الشهيد عندما يُستَشهَد أمام الناس هو قتل بقذيفة أو غيرها يقولون تكون مثل الوخز هو لا يشعر بها، إذًا المسألة في قلبك.. في نفسيتك.. في مدى استقبالك لهذا البلاء .

لهذا النبي r قال " إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السُّخط" [رواه أنس بن مالك وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ]

بمعني أن الشخص أول ما يبتلى يقول رضيت بالله ربًا، افعل ما تشاء يارب، أنا عبدك وأنا أعلم أنك لن تضيعني، أنا أُحسِن الظن بك وأحبك.

معاذ بن الجبل عندما كان يحتضِر شَعُرَ أن ملك الموت سيأتي وقبل ما يموت وهو على فراش الموت كان يقول: اخنق يا موت خنقك فإنك تعلم يا رب أني أحبك.

يقول افعل ما تريده فأنا أحبك

أرأيتم هذا المعنى الجميل، فمن رضي فله الرضا ..ربنا يرضى عليه, ومن سخِط أي يعارض أمر الله، ويقول: لماذا فعلت بي هذا ماذا فعلت لكي يحدث لي هذا، افعل ما تريده، تسخَّط، اغضب, امش في الأرض كما تشاء تائه حيران..فماذا يكون جزاؤه؟

فله السخط،

قال النبي r " من أرضى الناس بسخط الله وَكَّلَه الله إلى الناس، و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس " [صححه الألباني]

بمعني إذا أرضيت الناس بأشياء تُغضِب الله و تفعلها من أجلهم حتي يتركوك وما تفعله فيه معصية لله يُغضِبه، وتقول: ليست مشكلة يا جماعة حتي لا يأكل الناس وجهي " من أرضى الناس بسخط الله وكَّله الله إلى الناس" تريد الناس، إذًا فلك الناس، ولكن بماذا سيُفيدك الناس؟

"و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس" من يريد أن يرضي فليرضى ومن يريد أن يسخط فليسخط

المهم يرضى الله.

انظر ماذا يصنع الرضا في الناس :

-يُثمِر السعادة والسرور: هي أول شيء، أتريد أن تعيش سعيد ويكون شعارك في الحياة { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون }[يونس:58] عندما يمن الله عليك برحمته ستجد قلبك منشرح و مستمتع بحياتك، هذا هو معنى الآية، لماذا إذًا البُعد لكي تجمع حطام الدنيا؟

والله فضل الله عليك ورحمته أعظم من كل شيء وبفضله وبرحمته ستكون سعيد.

_ يُوجِب مغفرة الله: لو أنت راضي عن الله، الله يغفر لك كل ذنوبك لنرى هذا الحديث قال النبي r" من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً غفر له ذنبه" [ صححه الشيخ الألباني]

غفر ذنبه لأنه في هذه اللحظة حقق معنى التوحيد الذي خلق الإنسان من أجله ومعنى العبودية في نفس الوقت يقول أنا راضي يا رب من قلبه, يغفر لك كل ذنوبك.

_ يثمر الغنى الحقيقي: فلنتأمل هذا الحديث النبي r قال " سأل موسى ربه عن ست خصال:

قال: يا رب أي عبادك أتقى ؟ قال: الذي يذكر ولا ينسى.

قال : فأي عبادك أهدى ؟ قال: الذي يتبع الهدى.

قال : أي عبادك أحكم ؟ قال : الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه .

قال : فأي عبادك أعلم ؟ قال : عالم لا يشبع من العلم يجمع علم الناس إلى علمه .

قال : فأي عبادك أعز ؟ قال: الذي إذا قدر غفر.

قال : فأي عبادك أغنى ؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى. [صحيح, السلسلة الصحيحة]

إذن هنا الغنى الحقيقي إن فعلا ربنا يرضيك بالذي في يديك كثير قليل ليس هناك فرق عندك فأنت راضي بالقسمة قال الله تعالى { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ }[ الزخرف: 32]

_ علو درجة الإيمان: قال أبو سليمان الداراني: " الرضا عن الله عز وجل " و" الرحمة للخلق" درجة المرسلين .

تريد أن تكون في رفقة النبي محمد r في الجنة هنا المفتاح الرضا عن الله والرحمة للناس أرحم تُرحم هذه هي الطريقة التي توصلك لدرجة المرسلين توصلك إلى رفقة النبي r الرضا هو مفتاح مشاكلك بالحياة. أنا دائماً كلما سألني أي شخص في أي مشكلة أقول له تتلخص في كلمة واحدة الله يقولها في الحديث القدسي" فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و لأن سألني لأعطينه و لأن استغفرني لأغفرن له و لأن استعاذني أعذته " [صححه الشيخ الألباني]

أنت مبتلى بمرض وتتمني أن يشفيك الله اذا أحبك يقول و لأن سألني لأعطينه فلو رفعت يدك وكان هو وقتها يحبك وقلت له يا رب صادقة من قلبك سيجيب دعوتك هل هي صعبة على الله؟ بمعني لو أهل الطب كلهم اجتمعوا على شخص وقالو بأنه لن يشفى وأراد الله سبحانه وتعالى شيئا أين هي المشكلة؟ أحد الأطباء يقول دخلت على أحد المرضى وجدت أنني أعرفه فوجدت عنده مشكلة انزلاق غضروفي فأخذني الطبيب المختص وقال لي أنت تعرف هذا الشخص قال له أجل فقال له الدكتور حالته مستعصية جداً مشلول مشلول مئة بالمئة . فيقول دخلت عنده فوجدته وأنا مهموم هو لا يزال شاب وعمل حادث فهو صغير ليقع له هذا, دخلت عليه وجدته يضحك راضي في منتهى الرضا الطبيب قال له أنه سيبقى قاعداً شهراً فنوى أن يختم خمس أجزاء فبدأت أواسيه وبعد فترة سافرت رجعت للمستشفى دخلت وجدته يتمشى فتعجبت وسألت الأطباء ما القصة قالو له والله هذه معجزة من السماء, هذا الرجل غير طبيعي الأشعة تقول عنده مشاكل في الظهر سيبتلى بالشلل أكيد. كيف حدث هذا حدث هذا لأنه أحبه لأنه كان مستقبل الموضوع بمنتهى الرضا استخدم فترة المرض في ختم القرآن انظر كيف هو فكر لم يقول لماذا حدث معي هذا؟ لكن هو فكر بطريقة ثانية لهذا السبب الله سبحانه وتعالى من عليه بالشفاء والأمثلة كثيرة جداً على هذا المعنى إذا الرضا مفتاح الحب لله ولو أحبك كل مشاكلك ستنتهي كلما سألته سيعطيك تشعر بالخوف من شيء يحدث لك أو أي شيء آخر ولأن أستعاذني لأعيذنه.

يذكر ابن القيم هذه القصة قال ابن القيم : وقد ذكر في أثر إسرائيلي : إن عابدًا عبد الله دهراً طويلا فأري في المنام : أن فلانة الراعية رفيقتك في الجنة، فسأل عنها إلى أنْ وجدها، فاستضافها ثلاثة ليالي واوصي أهله أن ينظروا إلى عملها، لماذا هي رفيقتي في الجنة، فكان يبيت قائماً، وتبيت نائمة، ويظل صائماً وتظل مفطرة .

فقال لها: أما لك عمل غير ما رأيت. قالت: ما هو والله غير ما رأيت – أو قالت : إلا ما رأيت – لا أعرف غيره فلم يزل يقول لها : تذكري حتى قالت: الاخصيلة واحدة هي أني إن كنت في شدة لم أتمنَّ أني في رخاء، وإن كنت في مرض لم أتمن أنى في صحة، وإن كنت في الشمس لم أتمن أنى في الظل .

قال: فوضع العابد يده على رأسه وقال: أهذه خصيلة ؟! هذه -والله – هذه لا يستطيعها العباد الأكابر.

بمعني أنت تفهم ما تفعله هي لو نزل عليها مرض لا تسأل الله الشفاء هي تعلم إن كل ما يقدر ربنا فيه الخير قدر الله لا يأتي إلا بخير.

العلامات التي تعرف فيها هل أنت راضي عن الله:

أول علامة: أنك تستقبل الابتلاء بالطمأنينة والسكينة

نأخذ العبرة من سيدنا إبراهيم والنبي r نلاحظ هو كيف يستقبل؟ وأنت كيف تستقبل؟ قال الحسن {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ } [البقرة : 124] أبتلاه بالكوكب فظل سيدنا إبراهيم حيران هذا ربي هذا ربي هذا ربي وفي الحيرة كان راضياً عن الله لا يشك وابتلاه بذبح ابنه فرضي عن الله وابتلاه بالهجرة وترك وطنه وقال { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ } [الصافات :99 ] فرضي عن الله وابتلاه بالنار وقُذف فيها فلما ألقي في النار قال حسبي الله ونعم والوكيل وما زاد عليها وابتلاه ربه بالختان في الصحيحين أنَّ رسول الله r قال "اختتن إبراهيم بعد ثمانين سنة واختتن بالقدوم "

تعذب كثيرا ولو حدثت عملية جراحية الآن في سن 80 تبقى كبيرة. فرضيّ عن الله هو في كل الأوقات راضي نرى النبي r حتي نعرف أن هذه هي التي توصل إلى أعلى لماذا بالضبط سيدنا إبراهيم وسيدنا النبي هما اللذان وصلا إلى أعلى درجة عند الله اسمها الخلة؟ {وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } [ النساء:125] يكون حب الله عنده في كل جزء من جسده أي شئ فيه تشعر بأنها تحب ربنا تخللت محبتة في كل شيء فيه, الآن نلاحظ النبي r يقول ابن الجوزي : " بُعث إلى الخلق وحده و الكفر قد ملأ الآفاق، فجعل يفر من مكان إلى مكان، واستتر في دار الأرقم، وهم يضربونه إذا خرج، ويدمون عقبه، وشق السَّلى على ظهره، و هو ساكت ساكن. و يخرج كل موسم فيقول : من يؤويني من ينصرني ؟ وهو أحب خلق الله إلى الله" لدرجة أنه في مرة من المرات النبي r كان يقول للوفود التي كانت تجيئهم من يؤويني من يأخذني عنده فواحد منهم تركه حتى ركب الجمل ودفعه فأسقطه يقول مثلا من ارتفاع 2متر والنبي rكان ابن 52 سنة هل تفهموا من هذا الشخص ليحدث له كل هذا يخرج من مكة إلى الطائف ولكي يعود ثانيةً يدخل في جوار رجل كافر لا يستطيع أن يدخل مكة مرة أخرى بعدما ذهب إلى الطائف هذا قبل الهجرة فيجب شخص يقول هذا في أماني ومن يقول له هذا الكلام شخص كافر. كيف يستقبل كل هذا؟ هل يقول لماذا يا رب تفعل معي هكذا أنا نبيك أنا أدعو إليك؟ لا أبدأً لا يهمه شيء هو ساكن راضي, و يُبتلى بالجوع حتى يشد على بطنه الحجر وربه له خزائن السماوات والأرض, يجلس في الشعب ثلاث سنين لدرجة أنه يضع الحجر على بطنه, يحفر الخندق وهو يلف الحجر على بطنه يجلس شهرين لا توقد في بيوت أزواجه النار ليس عندهم شيء يأكلونه, يأكلون تمر ويشربون ماء هو في ذلك الوقت ماذا يقول إن لم يكن بك سخط عليّ فلا أبالي فكل هذه الابتلاءات يستقبلها بمنتهى الرضا هذه العلامة الأولى للرضا كيفية استقبالك للبلاء.

ثاني علامة: توافق الله في قدره وتلتمس رضاه

أولا أن تكون هادئ ثانيا موافق على كل شيء لو حدث أي شئ موافق، نعم إذا كان هذا سيرضيك عني فلا أبالي،

سيدنا عمار رضي الله عنه كان يقول: "اللهم لو أعلم أن أرضى لك عني أن أتردى فأسقط فعلت ولو علمت أن أرضى لك عني أن ألقى نفسي في هذا الماء فأغرق فيه فعلت". أهم شيء أنك ترضى هذه الكلمة التي أريد أن أحفرها في قلبك هذا اليوم الأهم أن ربنا يكون راضي يعني هو يقول له لو نفسي لأزهقها لأنال رضاك لفعلتها واذا طلب منك أي شيء, لو قال لك حي على الصلاة لو قال لك تصدق الآن, هل سيتغير الأمر أم رضاه أهم؟

العلامة الثالثة : أن يحب ما يناله من ربه وإن خالف هواه.

مادام هو فعل لك هذا يجب أن يكون حبيب إليك لهذا يقولون لازم تحفر هذا الكلام في قلبك ما يأتي من حبيبك يكون حبيبك أنا أحبه وهو لن يضيعني هكذا قالت هاجر لسيدنا إبراهيم قول هاجر: " ألله الذي أمرك بهذا ؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا " [رواه البخاري]

و قيل للحسين بن علي رضي الله عنهما: " إن أبا ذر يقول : الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من الصحة .

فقال: رحم الله أبا ذر: من أتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما أختار الله له"

يعنى هو يقول الفقر أحسن له فهو طول ما ليس له نقود الدنيا عنده ماشيه فقال له هي العملية ليست بفقر أو غنى " أحبه إليه أحبه إلىّ "

وعن أبي بن كعب قال: "ما من عبد ترك شيئا لله عز وجل إلا أبدله الله به ما هو خيرُ منه من حيث لا يحتسب، وما تهاون به عبد فأخذه من حيث لا يصلح إلا أتاه الله ما هو أشد عليه منه من حيث لا يحتسب." [ صححه الشيخ الألباني ].

يعني ما تترك شيئا لله إلا أبدلك الله خيراً منه ولو ربنا منع عنك شيء إلا سيبدلك الله أفضل منه, أحفظ هذه الكلمات أيضا ونحن في درس الرضا مهمة جداً هذه المعاني يا جماعة ما منعك والله إلا ليعطيك يعني واحدة مثلا تأخر بها سن الزواج قليلاً ويخطبونها كثيراً وبعد ذلك ليس هناك توفيق وفي واحدة ثانية على طول سن مبكر جداً وتزوجت ما منع عنها إلا ليعطيها لكن هي هل تحسن الظن بالله أم تسئ الظن بالله؟ وهكذا شخص ناجح في عمله وربنا يوفقه ويوسعها عليه جداً والثاني يفعل مثله ولا ينجح غير موفق ما منعه إلا ليعطيه لكن هو تفكيره كيف؟ هو يرضى لهذا له الرضا؟ ولا يتسخط ويقول لماذا هو نجح وموفق وأنا لا؟ أنا أعمل مثله لو قال هذا يعنيأنه يتسخط على قدر الله فمن رضي فله الرضا ومن تسخط فله السخط.

العلامة الرابعة: ترك الاعتراض

قال أحمد ابن أبي الحواري – أو قيل له – : إنَّ فلانا قال : وددت أنَّ الليل أطول مما هو. فقال: قد أحسن، وقد أساء؛ أحسن حيث تمنى طوله للعبادة والمناجاة، وأساء حيث تمنى ما لم يرده الله .

هو تمنى شيء ربنا ما أراده على أنه في يتمني عمل صالح لكن في نفس الوقت يوجد شيء من الاعتراض يقولون من اللطائف أن السيدة مريم كان يأتيها رزقها رغدا ً { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [آل عمران: 37]. ولما بشرت أنها سيكون لها الغلام { قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } [مريم:20] يعني كيف يحصل هذا لي؟ فيها مزحة اعتراض, فماذا حدث؟ قال { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً } [مريم:25]

اشتغلي الآن, هذا ما كنا نقوله ترك الاعتراض.

قال الثوري يوما عند رابعة: اللهم أرضَ عنا. فقالت: أما تستحي أن تسأله الرضا عنك، وأنت غير راض عنه. فقال: أستغفر الله. ماذا تريدني أن اعمل؟ -أنا بقول يارب أرض عنا فيها أي شيء؟- فقال لها أحد الجلوس: متى يكون العبد راضياً عن الله؟ فقالت: إذا كان سروره بالمصيبة مثل سروره بالنعمة .

ليس هناك متى نصل لهذا الأمر اللهم أرض عنا والله المستعان.

العلامة الخامسة: ألا تخاصم ولا تعاتب

قال أنس رضي الله عنه : " خدمت النبي r عشر سنين فما أمرني بأمر فتوانيت عنه، أو ضيعته وما لامني -كان يحدث أن نكون جالسين فيطلبوا مني أشياء قال فكانوا يشكونني إلى الرسول r أنظر إلى أنس نأمره بأشياء فلا يفعلها- فإن لامني أحد من أهل بيته إلا قال: دعوه فلو قدر – أو قال :لو قضي- أن يكون لكان " [صححه الألباني] فالنبي r لا يعاتب ولا يخاصم هذه علامة الراضي لهذا يجب أن يكون هذا المعنى داخل قلوبنا ولا يفرق معنا أي شيء أنت تفكر بطريقة مختلفة شخص آذاك أنت تسأل الله سبحانه وتعالى هو الذي يكفك لا تكون طول الوقت تتشفى لنفسك كيف يفعل فلان معي هذا؟ لماذا تتعصب؟ النبي r لا يعاتب ولا يخاصم

العلامة السادسة: الاستغناء بالله وعدم سؤال النَّاس شيئًا

ألست راضي عن الله؟ لا تسأل الناس شيئا .

عن سيدنا ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل له بالجنة " فقلت : أنا .[صححه الألباني, صحيح الترغيب والترهيب]

فكان ثوبان لا يسأل أحدا شيئاً، فربَّما يقع سوطه وهو راكب، فلا يقول لأحد: ناولنيه، حتى ينزل هو فيتناوله. وكان سعيد المسيب يقول: من استغنى بالله افتقر الناس إليه .

بمعني ان من استغنى بالله يجد الناس كلها هي التي تحتاجه وليس هو يعني العلامة السادسة هي أنك تستغني بالله ربنا وحدك هو الذي يكفيك يسألك يقول لك سؤال وجاوب { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ } [الزمر:36] يكفيك، أو لا؟ تحتاج مَن غيره؟ لماذا تذل نفسك لغيره؟ هو يكفيك, لماذا تطلب السعادة من غير طاعته؟ لماذا؟!! أليس هو الذي خلقك؟! أنت فاهم أنك عندما تعصيه أنك ستعيش سعيدا؟! { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ } أريد جوابا من قلبك ..

العلامة السابعة :التخلص من أسَر وحبس الشهوة ورغبات النفس

أنا أريد وأريد وأتمني, أشياء ممكن تكون فيها غضب الله فأنا لا أستطيع أن أجاهدها فبالتالي سأقع في المعاصي ومنها سأقع في التسخط على قدر الله فأنت لو من البداية جاهدت نفسك سيسلم لك قلبك وبالتالي تعيش راضي عن الله.

طريقة الوصول للرضا

هذه الأشياء التي تضعها أمام عينك وتعرف بها،كيف تستقبل الموضوع بهدوء وسكينة ولا تهتم وتقول أحبه إليه أحبه إلىّ المهم أنت راضي, لا يهم شيء آخر, تستغني به عن الناس جميعاً هو الذي يكفيك أن أنت راضي، تقول أنا في سنة أولى وأتمني ان أتعلم أن أكون فعلاً راضي عن الله لكي يرضى عني الله ماذا أفعل :

أول شيء: اعرف ربك

عندما تكون بيني وبينك علاقة في البداية أنا أخذ منك موقف يعني لما أبدأ أقترب منه أكثر وأتعرف عليه أكثر ستبدأ نظرتي له تختلف جاء عندي شخص وقال لي أن أخوه ابتلى بمس ومشاكل ستة سنوات ومات لماذا يعمل معه هذا؟ لماذا؟ قلت له أهدأ وهو كان جالس بعيد عني قلت له أقترب أجلس بجانبي النظر أختلف أليس كذلك؟ هذه هي مشكلتك أنك واقف بعيد جداً أنت عندما أتيت إلى بيتي كان لك انطباع عني صحيح ولما بدأت أتكلم معك أختلف الانطباع ولو جلسنا مع بعض أربع أو ثلاث جلسات ممكن الانطباع يختلف تماماً هذا هو والله المشكلة أننا بعيدين جداً عن الله ونقول لماذا يحدث هذا؟ اقترب وتكلم وأتعرف عليه والله يأمرك أنك تتعرف عليه قال رسول الله r "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له " [ رواه أبو هريرة وصححه الألباني ]

من يريدني؟ لهذا عندما تعرفه ستحبه وعندما تحبه سترضى عنه وسترضى عن كل شيء منه ولن تهتم لشيء أجب على هذه الأسئلة حتى تتعرف عليه الله تبارك وتعالى يسألك.. قال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ } [ الأنعام :164] هل تريد ربا غيره؟ رب هذه معناها أتريد أحدا غيره يرزقك؟ هل تريد من يكون هو المهيمن على كل شيء في حياتك غيره؟! وقال تعالى: { قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } [الأنعام : 14] تريده أن يكون ولي أمرك؟ وليك الذي تحبه, الذي يكرهه تكرهه والذي يحبه تحبه, وقال تعالى: { أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } [ الأنعام :114] أتريد حكمه أو حكم غيره؟ تريد أن يكون هو الذي يحكم أولا ؟!

أحد السلف قالو له: أتحب أن يحاسبك ربك أم يحاسبك أبوك؟؟ لو كل واحد مننا يعلم صحيفة أعماله ماذا يوجد فيها ووقفت وخيروك والدك الذي سيمسك صحيفة العمل ويحاسبك أم الله تعالى؟؟ أظن ستقول والدك أليس كذلك؟ على الأقل أبي سيرحمني وعارف كل شيء, أما هو قال: أحب أن يكون ربي لأن ربي أرحم بي من أمي وأبي, أنظر إلى الأم وعاطفة الأمومة التي تكون تجاه ابنها. ربنا والله أرحم بك منها, إذن يجب أن نتعرف عليه المشكلة أننا لا نعرفه والله والله كل ما تتقرب منه أكثر كل ما تحبه بكل ذرة في وجدانك إذن لكي نتعلم كيف نرضى يجب أن تكون هذه الكلمة على لسانك دائماً "قدر الله لا يأتي إلا بخير" أي شيء يحدث تقول "قدر الله لا يأتي إلا بخير" وتعلم أن تقولها وأنت مغمض عينك "رضيت بالله رباً "مرة أخري "رضيت بالله رباً" مرة أخري "رضيت بالله رباً" تذوقت طعمها اذكروها بينكم وبين أنفسكم أريدها أن تكون على لسانك طول الوقت "رضيت بالله رباً"

سيدنا سعد بن أبي وقاص كان رجلاً مجاب الدعوة, في يوم ذهبوا يعاتبوه لسيدنا علي قالوا له سعد يفعل كذا وكذا, فسأل شخص تبلى عليه وقال كلام فقام سيدنا سعد رفع يداه ودعا عليه, بعد ذلك كان الرجل يمشي مجنوناً في الطرقات يقال أصابته دعوة سعد يعني دعوته وصلت, في أواخر عمره أصيب بالعمى فجاء الناس إليه فقالوا أنت رجل مجاب الدعوة هلا دعوت الله لنفسك فرد الله عليك بصرك فتبسم فضحك وقال يا بني قضاء الله عندي أحسن من بصري أرأيتم هذه المعاني ما أصابني به الله أحب إلي من بصري أنا لن أرفع يدي أنا لن أقول هو يراني وهو يعرفني لو أراد أن يقدر لي أي شيء سيكون قضاء الله أحب إلي من بصري ممكن يبتليك لكن لو عرفت لماذا ابتلاك ممكن وقتها تحب أن يبتليك لكي يغفر لك ذنبك يقول النبي r: "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا حتى الشوكة إلا غفر الله له من خطاياه " [صححه الشيخ ا؟لألباني]

ممكن يكون لكي يغفر لك أو لكي يرفع درجتك "إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما زال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغها إياها" [رواه أبو هريرة وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب]

عملك لن يوصلك فيبتليك لكي تصل فلو فهمت هذا, يعني ربنا يرحمك أم لا؟ ربنا يدخر لك الخير أم لا؟ إذن قدر الله لا يأتي إلا بخير تعودنا إذن يجب أن نقول رضيت بالله رباً من قلوبنا

ثاني شيء: ارمي حملك عليه

تعرف تتعلم أن ترمي حملك عليه, ارميه عليه حامل الهم كله فوق رأسك وتمشي به أعلمها لك عملي إنَّ له يعني قول له آه ربنا يقول { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } [التوبة : 11] قلنا أن إبراهيم كان درجة عالية جدا ماذا كان يعمل عندما يصيبه بلاء يحرقوه في النار وكذا وكذا كان بينه وبين الله عز وجل يتأوه له { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ } يعني يقول آه لله, في يوم واحدة اتصلت بي وقالت أن عندها مشكلة كبيرة وتبكي بكاء شديد قلت لها هذه الليلة صلي ركعتين وأنتِ ساجدة أخرجي كل ما بداخلك اشتكي له قولي له آه يا رب إنما أشكو بثي وحزني إلى الله والله مر أسبوع اتصلت بي قالت لي جزاك الله خيراً أنا كنت بعمل هكذا حتي نمت والدمعة على خدي أصبحت أضحك ولاأشعر بأي شيء حتى الشيطان عندما يريد أن يدخل لي بموضوع أنتِ لا ترين ماذا حصل لكِ؟ أجد نفسي رضيت قدر الله ما شاء كان, هذه هي الخطوة الثانية, ارمي حملك عليه فوض أمرك له.

ثالثا أدلك على أشياء هو يحبها ويرضى عن الذي يعملها؟

البر بالوالد بر الوالدين طيب الذي مثلا والدته توفيت ماذا يفعل؟ البر لا ينقطع بوفاة الرجل أو وفاة أمه يظل مستمراً في من يحبونهم فيجب عليه البر بهم وكذلك يجب عليه الترحم عليهم والدعاء لهم, البر لا ينقطع, كلنا علينا واجب بر تجاه آبائنا وأمهاتنا.

النبي r يقول: "رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد " [صححه الشيخ الألباني, مشكاة المصابيح]

لو أبوك راضي عنك وأمك راضية عنك إن شاء الله يكون ربنا راضي عنك, والناس يقولون هذا المعنى دائما يقولون إن أبوه وأمه راضين عليه لهذا الدنيا ميسرة له, رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد .أقول لك على شيء ثاني سهل جداً كل يوم نعملها يقول النبي r" إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها " [ رواه مسلم]

بعض المشايخ كان يرفع اللقيمة بتسبيح وتحميد يعني يرفع يقول سبحان الله ويضعها في فمه فيحمد الله, إنه عبد رضي الله عنه .من الأشياء كذلك الرفق كن رحيما.

النبي r" إن الله رفيق يحب الرفق، و يرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف " [صححه الشيخ الألباني, صحيح الأدب المفرد] بهدوء مع الناس من غير شدة ويعين عليه ما لا يعين على العنف.

من الأشياء أيضا كظم الغيظ

عندما تكون متوتر جداً بمعني ان شخص عمل معك موقف ممكن أنك تعرف تكتم غيظك يقول النبي r "ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا" [حسنه الألباني, صحيح الترغيب] يعني هو يستطيع أن ينتقم من هذا الشخص لكن يقول أنا سأتركه لله .

توجد أشياء أيضا لو عملتها ربنا سيرضى عنك أن تصلح بين الناس عندما تجد اثنين متخاصمين أو اثنين بينهم وبين بعض شيء لو أصلحت بينهم يكون ربنا راضي عنك يقول النبي r لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه " ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله ؟! قال : بلى. قال : صل بين الناس إذا تفاسدوا، وقرب بينهم إذا تباعدوا "

[الراوي: أبو أمامة المحدث: الهيثمي – المصدر: مجمع الزوائدخلاصة الدرجة: [فيه] عبد الله بن حفص صاحب أبي أمامة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات]

يعني لما تجد اثنين متخاصمين وخصوصا نجد هذا في العائلات حاول على قدر المستطاع إصلاح ذات البين.

النبي r قال: "إن إصلاح ذات البين أعظم عند الله من الصدقة والصلاة والصيام " [صححه الشيخ الألباني]

الذين هم أعظم العبادات لو أصلحت ذات البين يعني تكون هي الأعلى ستوصلك لدرجة الرضا أريد أن اختم لكم بقصة حدثت لعمر بن عبد العزيز في أسبوع واحد مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ابنه وسهل بن عبد العزيز عمه فدخل عليه شخص فقال : عظم الله أجرك يا أمير المؤمنين، فما رأيت أحدًا أصيب بأعظم من مصيبتك في أيام متتابعة، إن كان ابنك لأفضل ابن وعمك لمن أفضل الناس فوضع رأسه وشرد فقالت البلاء نزل به فقلت لنفسي أتركه فقال له ويحك أنت ماذا كنت تقول؟ فقال له أنا كنت أعزيك وأواسيك في مصيبتك إن شاء الله ربنا يغفر لهم ويرحمهم قال اسكت أحبه إليه أحبه إليّ .

هو أحب إلىّ هذا أنا لا أحزن نريد أن نقولها اليوم ونكررها كثيرا ًونرددها من داخلنا قدر الله لا يأتي إلا بخير أحبه إليه أحبه إليّ رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد r نبياً ورسولاً هل يمكن نرددها هذا الأسبوع كله حننوا قلوبكم يا جماعة على الل,ه والله لو انفتح هذا الباب قالو الرضا باب الله الأعظم لو انفتح لك ستفتح لك أبواب الجنة كلها لهذا قالوا جنة الدنيا الرضا ومستراح قلوب العابدين الرضا فيارب يارب يارب أرض عنا

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله r

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين

اللهم رضي قلوبنا عنك اللهم رضي قلوبنا عنك اللهم رضي قلوبنا عنك

اللهم خذ بأيدينا ونواصينا إليك أخذ الكرام عليك اللهم أغفر وأرحم وأعف عما تعلم وأهدنا وتكرم سبحانك الأعز الأكرم

اللهم قد رفعنا أيدينا إليك وهي ملوثة بالخطايا والذنوب والمعاصي وليس لنا رب سواك يغفر وليس لنا رب سواك يعفو وليس لنا رب سواك يتوب علينا

اللهم أغفر لنا ذنوبنا دقها وجلها علانيتها وسرها ما علمنا منها وما لم نعلم ربنا ربنا ربنا قد رفعنا أيدينا إليك فلا تردنا محرومين ولا تردنا خائبين وأرض عنا أجمعين

اللهم أعتق رقابنا من النار اللهم أعتق رقابنا من النار اللهم أعتق رقابنا من النار اللهم أعتق رقابنا من النار يارب أجعلها خاصة لوجهك الكريم في ليلتنا هذه فلا تفض علينا مجمعنا هذا إلا وقد غفرت لنا أجمعين ورضيت عنا أجمعين وتبت عنا يا رب العالمين

اللهم تب علينا لنتوب, اللهم تب علينا لنتوب, ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

سبحانك اللهم ربنا وبحمدك نشهد أن لا اله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

فضيلة الشيخ

هاني حلمي




منقوووووووووووول لعيونكم يا حلوين



موضوع حلو اوى رغم انه طويل بس عجبنى جداااااااااا



خليجية



خليجية