من هم الأطفال المعرضون للخطر؟ وما هي صفاتهم؟ وهل يختلفون كثيرًا عن غيرهم من الأطفال؟
حتى نجيب على هذه التساؤلات يمكننا القول إن هؤلاء هم أطفال الشوارع، الذين يتسربون من المدارس، وينتمون لأسر وظروف اجتماعية صعبة: كالفقر والتفكك، ويمارسون أشكالاً عديدة من السلوكيات غير الصحية كالتدخين، أو تعاطي المواد المخدرة، ويتعرضون للاستغلال الجنسي، وفي معظم الأحيان يقومون بدور اقتصادي في الأسرة.
وإذا تُرك هؤلاء الأطفال دون اهتمام فإن العديد من المخاطر سوف تعترضهم في ظل عدم وجود الرعاية الأسرية المناسبة لهم، ولعدم وجود القدوة أو النموذج السلوكي الملائم، إضافة إلى تعلم مظاهر مختلفة من السلوكيات بسبب الانتماء إلى الشلة؛ وبالتالي سوف يصبح لديهم الكثير من الصفات والخصائص غير المقبولة اجتماعيّا.
الخصائص الاجتماعية
نجد أن معظم هؤلاء الأطفال لا يعرفون معنى الجماعة، وبالتالي لا يأبهون لما يحدث داخل الحي أو المجتمع الذي يعيشون فيه، وعلى هذا الأساس نجد أن من أهم صفاتهم الميل إلى التخريب والاعتداء على ممتلكات الناس وسرقتها في بعض الأحيان، كما أنهم يتصرّفون بطريقة طائشة، ولا يحترمون مشاعر الآخرين فيتلفظون بالكلمات النابية والشتائم التي هي اللغة السائدة بينهم، يتشاجرون كثيرًا، ويعتدون على بعضهم البعض، ولا يحافظون على المكان الذي يعملون فيه أو يعيشون به، وفي الكثير من الحالات يوجد غياب للقيم الأخلاقية واحترام العادات والتقاليد، والسبب قلة الخبرات التربوية وغياب دور الأسرة. هذا كله أفقدهم التواصل مع الجيران والناس ومؤسسات المجتمع المختلفة، فرفضوهم ونبذوهم نتيجة هذا الدور غير الاجتماعي للأطفال.
الخصائص النفسية والانفعالية
يتميز هؤلاء الأطفال من الناحية الانفعالية بالعصبية والغضب، فهم لم يتعلموا التعبير الصحيح عن المشاعر، كما أنهم يتكلمون بصوت مرتفع ويصرخون، ونتيجة لعدم وجود النموذج الجيد فإن هؤلاء الأطفال لا يثقون بأحد ولا يحترمون الكبار بسهولة، ويعبرون عن فشلهم أو نجاحهم بالضرب أو الشتائم وأحيانًا بإيذاء الذات، وقد يلجأون إلى تناول المواد المخدرة، وشرب الكحول للهروب من مشاكلهم.
لدى العديد منهم شعور بالدونية والضعف، أو النقمة على الظروف الحياتية والأسرية، وبالتالي لديهم نظرة تشاؤمية نحو الحياة والناس.
الخصائص المعرفية
كثير من هؤلاء الأطفال لا يتقنون القراءة والكتابة، وخاصة الذين تسربوا من المدرسة في وقت مبكر جدًا، أما الذين أكملوا الصفوف الابتدائية العليا فيستطيعون القراءة والكتابة بصعوبة، ونتيجة لغياب الاهتمام وانعدام الخدمات في مناطق هؤلاء الأطفال فإن مستواهم المعرفي متدنٍ، وخبراتهم وثقافتهم فقيرة جدًا، لكن ما يميز بعض الأطفال وجود قدرة عالية لديهم على البيع والشراء، وذلك نتيجة دخولهم السوق وخاصة الكبار منهم حيث تعلموا الحساب وبعض المفاهيم ذات العلاقة بالعمل والاقتصاد.
معظم هؤلاء الأطفال لا يستطيعون حل مشكلاتهم، وغير قادرين على اتخاذ القرارات المناسبة، كما أنهم لا يحسنون اختيار المهنة المناسبة، فنضجهم المهني غير مكتمل بالرغم من العمر المتقدم، كما أن الصغار منهم قد يقعون ضحية الاستغلال من بعض البالغين في أعمال غير مشروعة يعاقب عليها القانون نتيجة عدم إدراكهم للخطر وحاجتهم المادية وسهولة إغرائهم.
خصائص الأطفال الجسمية
يتميز الكثير من هؤلاء الأطفال ببنية جسمية قوية نتيجة المشاجرات المستمرة، والعمل الطويل وحمل المواد والسلع الثقيلة لمسافات طويلة، لكن من أهم مشاكل هذا الجانب تدني مستوى التغذية وعدم توفر الرعاية الصحية الكافية، مما يعني ضعف مناعة الجسم لديهم، مما يؤدي إلى ضعف الجسم بشكل عام، أيضا التدخين وتعاطي المواد المخدرة، وكذلك ممارسة بعضهم للعادة السرية بشكل دائم، إضافة إلى وجودهم المستمر في الأماكن غير الصحية مثل الحاويات ومقالب القمامة والبيوت المتهدمة مما يجعلهم عرضة للعدوى والإصابة بالأمراض والجراثيم.