من الحقائق التي باتت واضحة تماماً أن العالم يعاني الآن من ظاهرة الكرش، وعلى الرغم من أن أكثر الدهون قد تتراكم على الأرداف والأفخاذ إلا أن الدراسات تشير إلى أن الدهون المتراكمة على البطن تعتبر الأخطر، حيث تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول، والسكري، وأمراض القلب.
قد أرجع الأطباء السبب في ارتفاع نسبة أصحاب "الكروش" في الدول العربية إلى العادات الغذائية السيئة والأكل الزائد على الحاجة في أوقات غير منتظمة، بالإضافة إلى الإفراط في تناول النشويات وعدم ممارسة الرياضة، ولا ننسى دور الوجبات السريعة والمياه الغازية، والأخطر من ذلك منتجات الألبان المستوردة.
وأظهرت دراسة أوربية حديثة أن تسعة من أصل عشرة أوروبيين غير مدركين للمخاطر الناجمة عن الدهون الزائدة حول الخصر.
وكشفت الدراسة التي أجريت على 12 ألفاً من الأوروبيين، أن الأغلبية تجهل أن الخصر السمين علامة على تكون صنف خطير من الدهون على عدد من الأعضاء الداخلية.
وأكدت الدراسة أن التخلص من الوزن الزائد يبدأ عندما يُدرك الشخص هذا النوع من المخاطر.
وأوضح الباحث تري ماجواير المحاضر الشرفي في جامعة كوينز ببلفاست، أن الناس غير واعين بأن دهون الأحشاء التي لا ترى كما لا يمكن تلمسها والتي تتكون في منطقة البطن، هى أساس الداء.
ويعتقدُ الباحثون أن خطر دهون الأحشاء يكمن في قدرتها على فرز بروتينات وهرمونات التي يمكن أن تتسبب في التهاب قد يتسبب بدوره في إلحاق الضرر بالأوعية الدموية والتسرب إلى الكبد، والتأثير بالتالي على قدرة الجسد على تفتيت السكر والدهون.
وأكد ماجواير أن أغلب من يعانون من البدانة يعتبرون أن الأمر لا يتعدى نظرة خارجية إلى شكل الجسم، لكن عليهم أن يدركوا أن منافع التخلص من الوزن الزائد صحية وجمالية.
وأظهرت الدراسة أن محيط الخصر علامة هامة على كمية دهون الأحشاء؛ كما أشارت إلى أن التخلص من الوزن الزائد كيفما كان مداه يسهل عملية احتراق هذه الدهون لتصير طاقة.
أسباب بروز الكرش
تتدخل عوامل كثيرة في تكوين الكرش، منها العمر، والجنس، والتاريخ الوراثي. فبينما يميل الرجال إلى تخزين الدهون حول الخصر على (شكل تفاحة)، تخزن النساء الدهون حول منطقة الحوض، والأوراك، والأفخاذ على (شكل كمثرى).
ومن المعروف أيضاً أن نسبة الدهون في جسم هى ضعف الدهون الموجودة في جسم الرجل، وهذه الدهون هى التي تسبب الكرش، حيث تتكون قرب الكبد والجهاز الهضمي وتنتشر في أوردة البطن بسبب تأثير هرمون الأنسولين فتزيد نسبة السكر في الدم ويتحول إلى دهون وخاصة مع تزايد العادات الخاطئة في الأكل والتهادي بالحلويات والشيكولاته.
ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى انتفاخ المعدة وتمددها وبالتالي ارتخاء عضلات البطن:
– الإســــراف في تناول الطعام الغني بالدهون والسعرات الحرارية.
-الإصابة بأمراض القولون وتجمع الســـوائل في (تجويف البطن).
– ابتلاع الهواء أثناء تناول الطعام.
– التدخين بأنواعه.
– تناول وجبة دسمة أخر النهار.
– النوم بعد تناول الطعام.
– الإســــراف في تناول البقول التي تسبب الانتفاخ.
– عدم إتباع حميات غذائية صحية أثناء الحمل.
– عدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
-النوم على الجانب، وإرخاء البطن أثناء الجلوس، ويفضل النوم على الظهر وسحب المعدة إلى الداخل.
– التوتر وانتفاخ المعدة.
وتظهر بعض الدراسات الصحية بأن الدهون البطنية يمكن أن تتطور نتيجة للإجهاد والتوتر؛ لأن هرمون "كورتيزول" الذي يفرزه الجسمُ أثناء التوتر، يحفز من تخزين الدهون في منطقة البطن.
وقام باحثون في جامعة يايل بعمل دراسة على 60 امرأة، ووجدوا بأنه كلما زاد التوتر كلما زاد تخزين الدهون حول المعدة، لذلك يبدو أن المعدة السمينة أو الكرش، يظهر في أي عمر ولأي شخص، يتعرض لضغط نفسي.
مشاكل الكرش لا تنتهي
أكدت دراسة حديثة بأن الأشخاص البالغين الذين تتركز غالبية أوزانهم الزائدة حول منطقة الخصر، يكونوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم .
وأشار الدكتور تشين هوان تشين بكلية الطب في جامعة يانج مينج الوطنية بتايوان، إلى أن السمنة في منطقة البطن تنبىء بحدوث ارتفاع في ضغط الدم مستقبلاً بصرف النظر عن ضغط الدم الحالي للشخص أو وزنه.
كما استنتج أطباء بجامعة جون هوبكينز من أبحاث جديدة، أن حجم الخصر لدى الرجال يقدم أكبر دليل حول قابليتهم للإصابة بمرض السكر.
وفى الدراسة التى أجريت على قرابة 27 ألف رجل، وعلى مدى 13 عاماً، تبين أن الرجال الممتلئين في الوسط معرضون للإصابة بالسكر مرتين أكثر من غيرهم.
كما وجدوا أن الرجال الذين يبلغ قطر خصرهم أكثر من 40 بوصة معرضون 12 مرة أكثر للإصابة بالنمط الثانى من السكر.
وقد حذر باحثون مختصون من أن تراكم دهون كثيرة في البطن التي تؤدي إلى بروز الكرش في منتصف العمر يزيد خطر الإصابة بالإعاقة والعجز في سنوات العمر التالية.
ووجد الباحثون عند قياس نسبة الخصر إلى الورك وعامل الجسم الكتلي، حيث أن الرجال والنساء البدينين الذين تجاوز عاملهم الكتلي الثلاثين وكانت نسبة الخصر إلى الورك لديهم أعلى ما يمكن تعرضوا للإصابة بإعاقات ومشكلات حركية أعجزتهم عن القيام بالمهمات والنشاطات اليومية من طبخ وأعمال منزلية وغيرها بحوالي 160 % مقارنة بنظرائهم أصحاب الوزن الطبيعي ولا يعانون من الكرش.
وقد أفاد باحثون من جامعة تكساس بأن حجم البطن إذا زاد ولو بقليل قد يزيد من خطر تعرض صاحبه لأمراض القلب.
ووجد الفريق الطبي أن مقاييس البطن مرتبطة بأعراض مرض القلب المبكرة، وهو ما يؤكد نتائج أبحاث سابقة جاء فيها أن مقاييس الخصر أهم من الوزن الإجمالي فيما يتعلق بأمراض القلب.
وأشارت الدراسة إلى أن محيط الخصر عندما يبلغ 81 سنتمتراً عند الإناث و94 سنتمتراً عند الذكور "يشكل خطرا" على صاحبه.
ومن جانبه، أوضح البروفيسور جيمس دي ليموس أن الدهون التي تخزن في الخصر أكثر نشاطاً من غيرها، حيث تفرز مواداً تساهم في تكلس الشرايين، بينما يبدو أن دهون الأرداف لا تتسبب في أي شيء مماثل على الاطلاق.