كيف تفرض شخصيتك في المجتمع ؟ بالقوة أم باحترام نفسك ؟
وشخص محبوب و مؤدب بالنسبة لهم
يحتقروه انا افضل الحب والاحترام والله يديم المحبه ويديم المعروف آمين
العديد من وسائل الإعلام ساهم في تشويه صورته رغم أنه يمكن أن يتحسن بتناول الأدوية
المريض النفسي يبقى هو من يعاني والمجتمع من حوله لايرحم
المرض النفسي أو الأمراض النفسية والتي أصبحت الآن أمراً واقعاً اعترفت به المجتمعات، ولاشك بأن هذا الاعتراف نسبي، يختلف من مجتمعٍ لآخر، وهذا الاختلاف نتاج طبيعي لاختلاف الثقافات والأعراف والتقاليد والديانات ومستوى التعليم في كل مجتمع. لقد كان المرض النفسي قبل عقود ليست بعيدة وصمة عار على المريض وعائلته، بل على المجتمع بأكمله، لذلك فقد كان مُخفى، ولا يتحدث أحدٌ عنه، سواءً كان أهل المريض أو المسؤولون عن الخدمات الصحية.
ظل المرض النفسي مُبعداً عن الطب العضوي، بل مُبعداً عن كل الأمراض مجملةً وعن الطب، وكان يتولى علاج المرضى النفسيين أشخاص ليس لهم أي علاقة بالطب أو العلم بوجهٍ عام. كان يتولى علاج المرضى النفسيين الكهنة والقساوسة ورجال الدين في الكنائس، وبعض المشعوذين في الدول الأوروبية. والذي يدرس تاريخ الطب النفسي سوف يُصدم من كيفية ممارسة علاج المرضى النفسيين في العالم أجمع على مرّ العصور.
لقد تحدّث أشهر الأطباء الاغريق مثل ارسطو وأبو قراط، لكن كان حديثهم بشكلٍ مُبسّط، ولكنهم ذكروا بعض الأمراض النفسية والعقلية ولكنهم أرجعوا أسبابها الى أمور عضوية، حتى أن بعض الأمراض لازالت تحتفظ بالاسم الذي أطلقه عليها اطباء الأغريق مثل الهستيريا، وهو اضطراب يكثُر عند النساء وتُصاب السيدة بما يُعرف حالياً الأعراض التحولية مثل الصرع الهستيري وبقية الأعراض التحولية الأخرى . وأطلق الأطباء الأغريق الهستيريا نسبة الى الرحم لأن اسم الرحم باللغة اليونانية هو هيستر، فأطلقوا على عدة أمراض خاصةً عند النساء اضطراب الهستيريا حيث قالوا بأن الاضطرابات العقلية أو النفسية التي تُعاني منها هي نتيجة انفكاك الرحم من مكانه ودورانه داخل جسد مما يُسّبب لها هذه الاضطرابات العقلية .
كل هذه المقدمة، لأننا حتى الآن لم نصل الى المستوى المطلوب في تقبل المرض النفسي والمريض، ليس في الدول العربية أو دول العالم الثالث، ولكن حتى في الدول المُتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو الدول الأوروبية. فبرغم كل الحملات التوعوية والبرامج المختلفة في وسائل الاعلام المتعددة، الا أنه لا يزال هناك تحرج من الذهاب الى الأطباء النفسيين أو العيادات النفسية.
ماهو تأثير هذا الأمر على عامة الناس؟
لقد أثار استغرابي العدد الكبير من المرضى النفسيين الذين يرفضون الذهاب الى العيادات النفسية أو مقابلة الطبيب النفسي. عندما يذهب مريض الى طبيب في أي تخصص ولم يجد أي مرض عضوي، ويرى أعراض مرض نفسي أو عقلي فيقوم الطبيب المُعالج بتحويل المريض الى العيادة النفسية فان نسبةً عالية من المرضى يرفضون فكرة الذهاب الى العيادة النفسية اطلاقاً، ويعتقدون بأن الطبيب أخطأ التشخيص ويذهب الى طبيب آخر وتبدأ دوّامة مراجعة الأطباء في تخصصات مختلفة.
لماذا لا يذهب هؤلاء المرضى الى العيادات النفسية؟
تلعب وسائل الاعلام دورا رئيسا ومهما جداً في التعريف بالأمراض النفسية والعقلية، فقد تم تشويه صورة المريض النفسي، وأساءوا الى المرض النفسي، وزاد الأمر سوءاً اظهار المشعوذين الذين يُعالجون المرضى النفسيين بطرق بدائية، فيظهر على شاشات التليفزيون أشخاص بملابس غريبة يسكنون الصنادق أو شققٍ كئيبة مما جعل البعض يربط بين المرض النفسي وهذه المناظر المُقززة.
المشكلة الأخرى وهي أن الناس يصفون الشخص الشرير بأنه مريض نفسي، وهذا مُناف للواقع، حيث أن المرضى النفسيين – عدا نسبة قليلة – مسالمون وضعفاء ومُستّغلون من بعض افراد المجتمع . والدراسات التي أجريت على المرضى النفسيين لم تثبت بأنهم أكثر ارتكاباً للجرائم مقاربةً بعامة الناس . لذلك فانه عندما يقول شخص أو يكتب واصفاً بأنه شخص شرير يقول عنه بأنه "مريض نفسي" وهذا فيه ظلم للمريض النفسي، لذلك يتردد كثير من المرضى النفسيين من الذهاب الى العيادات النفسية.
كذلك يعتبر البعض بأن المرض النفسي شر يتلبسّ الشخص، وهذه أيضاً من الأمور التي تمنع المريض النفسي من أن يذهب الى العيادة النفسية حيث يعتقد أن ما يُعاني منه هو شر ولعنة وليس مرضاً يحتاج الى مراجعة عيادة النفسية . المشكلة أن هذا الأمر يُعزّز بوسائل الاعلام فيُصبح الأمر أكثر خطورة. وفي ضوء الانتشار السرطاني للقنوات الفضائية أصبح كل شخص يتحدث في الطب النفسي والأمراض النفسي مما جعل بعض الجهلة وأنصاف المتعلمين يشوشون فكر عامة الناس. فالمرض النفسي ليس شراً، بمعنى الشر الذي يعرفه الناس، وان فكرة الناس عن المرض النفسي كشيء شرير، وليس مثل بقية الأمراض العضوية الأخرى، والتي تحظى برعاية المسؤولين في وزارات الصحة، جعل الجهات المسؤولة عن الرعاية الصحية يولون عنايةٍ أقل للمرض النفسي وللمرضى النفسيين، لذلك تجد أن المستشفيات المُخصصة للصحة النفسية كئيبة في معظم دول العالم، طبعاً عدا المستشفيات النفسية الخاصة في الدول الاوربية والولايات المتحدة الأمريكية.
هذه الفكرة أيضاً تجعل عامة الناس يعتقدون بأن المرض النفسي شر، وفقاً لما يُنشر ويُشاهد ويُسمع من وسائل الاعلام المختلفة. هذه الفكرة أيضاً جعلت التبرعات ضئيلة للجمعيات التي تعنى بالأمراض النفسية، ففي دراسة أجراها طبيب نفسي أيرلندي عن التبرعات للجمعيات الخيرية، حظيت الجمعيات التي تهتم بأمراض القلب بعدها الجمعيات التي تعنى بمرض الايدز، بينما كانت الجمعيات الخيرية التي تهتم بالأمراض النفسية هي في ذيل القائمة، حيث كانت في آخر قائمة الجمعيات التي تصلها تُبرعات من المواطنين، برغم أن الأمراض النفسية بجميع أنواعها تُصيب ما بين 20الى 30% من عامة الناس.
وصمة المرض النفسي
منظمة الصحة العالمية مع برامج أخرى من الأمم المتحدة شكّلت جمعيات لمحاربة وصمة المرض النفسي ولكن أمام الاعلام الطاغي في تشويه المرض النفسي، بل أيضاً تشويه الأطباء النفسيين واظهارهم في الافلام والمسلسلات كأشخاص مُختلين عقلياً يسلكون بطريقة غريبة .
ان للاعلام دورا مهما جداً في تشويه صورة المرض النفسي والمريض النفسي والطبيب النفسي ونحن بحاجةٍ ماسة لتوعية عامة الناس بأن المرض النفسي، مثله مثل أي مرض عضوي آخر له أعراضه وله علاج، وكثير من الأدوية النفسية تُساعد المريض على التحّسن والحياة بصورةٍ أفضل، وهذه الأدوية في مُجملها ليست أدوية مُخدرة وليست من الأدوية التي يُدمن عليها، هناك أدوية تُسبب الادمان لكنها لاتتجاوز 1% من الأدوية النفسية التي تُستخدم لعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة.
اننا نطلب من وسائل الاعلام المختلفة القاء الضوء على الأمراض النفسية بصورةٍ علمية وبحثاً عن الحقيقة وليس للاثارة وتشويش العامة وخلق رُهاب عام لدى عامة الناس من الأطباء النفسيين والأدوية النفسية، وأن يختاروا من يتحدث بحيث يكون مُتمكناً من علمه وليس ممن يُقحمون أنفسهم دون درايةٍ كاملة بالمرض النفسي.
د.ابراهيم بن حسن الخضير
دمتم فى حفظ الله
وسعرها بالحبه 50
والجمله على الخاص
>>
اما بضاعتنا الثاني ولا احلى
بطانية 2022>>
مقاس واحد (فري سايز) تناسب الجميع
مفتوحة من الخلفلسهولة اللبس والخلع
ناعمة الملمس
ليست ثقيلة (تناسب الصيف عند المكيفوالشتاء أيضاً)
حلوة اثناء الجلسة على اللابتوب او عند مشاهدة التلفزيون
وانتي جالسة او منسدحة في اي مكان
متوفره بلونين فقط
أحمر .. أزرق
سعر الحبه 65 ريال
والجمله على الخاص
>>
من داخل مكه راح يكون التسليم يد بيد
ومن خارجها عن طريق البريد والبنك الاهلى او الراجحي
الحمد لله أولى من حُمِد، وأحبِّ من ذُكِر، وأحقِّ من شُكِر، وأكرمِ من تَفَضّل، وأرحمِ من قُصِد، أحمده سبحانه وأشكره، تَعَرّف إلى خلقه بالدلائل الباهرة والحجج القاهرة، وأنعم عليهم بالنعم الباطنة والظاهرة، والآلاء الوافرة المُتَكاثِرَة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مَدَّ الأرضَ فأوسعها بقُدْرِته، وقَدَّر فيها أَقْوَاتها بحكمته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، رفع ربُّهُ ذِكرَه فأعلاه وأجَلّه، وفي أعلا المنازل أكرمه وأحَلّه، صلّى الله وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، أعِزّة على الكفّار وعلى المؤمنين أَذِلّة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، بدعوتهم وطريقتهم تَتّحِد الكلمة، وترتفع أركان المِلّة، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، فالدنيا غير مأمونة، ومَن عَزَمَ على السفر والرحيل تَزَوّد بالمؤونة، ومن صَحّت نيّتُه، وأخذ بالأسباب جاءته من ربه المعونة، من عَلِم شَرَف المطلوب جَدّ وعَزَم، والاجتهادُ على قَدْر الهِمَم، والنفسُ إذا أُطْمِعَت طَمِعَت، وإذا أُقْنِعَت باليسير قَنِعَت، وإذا فُطِمَت انْفَطَمَت، اهتمّ بالخلاص أهل التُّقى والإخلاص، وفرّط المفرّطون فندموا ولاتَ حينَ مَنَاص، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت:46].
أيها المسلمون
قوّة الأمّة وتقدّمها وحُسن تديُّنها مَقِيسٌ بقوة إيمانها، وجودةِ عملها، ودقّةِ تنظيمها، ومِقدَارِ إنتاجها، وحُسنِ تدبيرها، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].
عباد الله
ومع هبوب رياح الصيف وحلول مواسم الإجازات في كثير من البقاع والديار، وارتباط الإجازة عند بعض الناس بالتعطيل والبطالة وإضاعة الوقت وقتله؛ يحسن الوقوف وقفة نظر وتأمّل في العمل والإنتاج وساعات العمل وحفظ الوقت وضبط ساعات العُمُر وأوقات الراحة.
إن قُدرة المجتمعات على الإنتاج والعطاء وضبطِ ساعات العمل وكَسْبِ المعاش وأوقات الراحة من أدلّ الدلائل على القوّة، بل حُسنِ الإيمان والعمل الصالح وإدراك معنى الإصلاح.
تأمّلوا ـ رحمكم الله ـ هذه الآيات من كتاب الله فيما امتنّ الله على عباده من تهيئة أسباب المَعَاش من أجل حُسن المَعِيشَة، يقول عزّ شأنه: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ} [الأعراف:10]، ويقول عزّ من قائل: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك:15]، وقال جلّ وعلا: {فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [الجمعة:10].
ثم تأمّلوا التنبيهَ على أوقات العمل وساعاته والراحة ومواعيدها، يقول سبحانه: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ:9-11]، ويقول جلّ في عُلاه: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} [الإسراء:12]، ويقول جلّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا [الفرقان:47]، ويقول في حقّ نبيّه محمد : إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً} [المزمل:7].
أيها المسلمون
هذه هي آيات الله، وتلك هي سُننه في الليل وفي النهار وفي البشر، ولكنّ المتابع لمسالك بعض الناس ـ وبخاصّة في منطقتنا ومحيطنا في كثير ٍمن أفراد مجتمعنا ـ ليَدْهَشُ ويأسَى مما يلْفِتُ نظرَه من الغفلة عن هذه السُّنّة الإلهية والآية الربّانية، حين ينقلب عندهم الحال، فيجعلون نهارَهم سُبَاتًا، وليلَهم مَعَاشًا، بل لهوًا وعَبَثًا، إنه انتكاسة وانقلاب، بل فوضى واضطراب، وآثاره على الحياة والأحياء خطيرة في الإنتاج والصلاح والإصلاح، صحّية وبيئيّة وأمنيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وغيرها.
نعم أيها الإخوة الأحبّة، إن مما يأْسَى له الناظرُ أن ترى أُسَرًا بأكملها، أو مُدنًا بكلّ أهلها، صغارِها وكبارِها، رجالِها ونسائِها؛ قد قلبوا حياتهم، وانقلبوا في مَعَاشهم، فيسهرون ليلَهم، ثم يصبحون في نهارهم غير قادرين على العمل والعطاء، سواءً أكانوا طُلابًا أم موظّفين، وسواءً أكانوا في أعمال خاصّة أم عامّة، فهم ضعفاء في الإنتاج، ضعفاء في المشاركة، مُقَصّرين في الأداء، مُفَرّطين في المسؤولية، لا ترى إلا ذُبُولَ الحاجِبَين، واحمرارَ العينين، قد أخذ منهم النُّعَاسُ والكسلُ كلَّ مَأخَذ، ضَعْفٌ في الجسم، ووَهَنٌ في القُوى، وقلّة في التركيز والأداء.
إن ظاهرة عكس السُّنن وتحويل وظائف النهار إلى الليل دليلٌ على التَسَيُّب والفوضى وضياع الضابط في الناس، بل قد تكون دلالةً من دلالات التَّرَهُّلِ المُهْلِك، والاتِّكاليّة المُدَمِّرة، وكأنّه لا هَمَّ لهم إلا تلبية أهوائهم ومُشْتَهَيَاتِهم، مُنْصَرِفين أو مُتَعَامِين عن حقيقة وجودهم، وطبيعةِ رسالتهم، وعظيمِ مسؤوليتهم، والجدِّ في مسالكهم. ويكفي المُخْلِصَ الصادقَ الناصحَ لأمته أن يُجِيل نظرَه في مجموعة من هذا الشباب التائه الضائع الذي يعيش على هامش الحياة، بل على هامش الزمن، في الليل مستيقظٌ بلا عمل والأمم الحيّة العاملة نائمة، ويكون نائمًا والأمم الحيّة العاملة مستيقظةٌ ساعَيِةٌ كادَّةٌ جادَّةٌ. ومع الأسف فإن الناظر المتأمّل لا يكاد يجد ناصحًا أو منكرًا لهذه المسالك التي لا تُحْمَد عُقْبَاها، بل إن عاقبتها خُسْرٌ في الأبدان والأموال والثمرات؛ مما يستدعي قرارًا حازمًا يردّ الناس إلى الصواب؛ ليكون الليل سَكَنًا وسُبَاتًا، ويكون النهار عملاً ومعاشًا.
ثم ماذا إذا صار الليلُ حركةً وعملاً لا نومًا ولا سُبَاتًا ولا سَكَنًا؟ سوف يزداد الصَّرْف والاستهلاك في كل المرافق، في مائها وإضاءاتها وطرقها وصيانة ذلك كله ونظافته، بل إن الأجهزة سوف تعمل فوق طاقتها ليلاً ونهارًا، مما يتولّد عنه الضعفُ والتَّسَيُّبُ والعَجْزُ والضَّجَرُ، ومن ثَمّ المشكلات الأمنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة وغيرها.
معاشر المسلمين
إنّ أول مَدَارِج الإصلاح ـ والأمة تبتغي الإصلاح والانتظام في صفوف الأمم القويّة العاملة الجادّة ـ إنّ أول ذلك القدرة على ضبط أنفسنا وأبنائنا، والتحكّم الدقيق في ساعات عملنا. إن هذه الانتكاسة التي شملت الموظّفَ والمسؤولَ والطالبَ والمعلّمَ والرجلَ والمرأةَ تحتاج إلى وقفة صادقة جادّة، وقرارٍ حاسمٍ يعيد الناس إلى الجادَّة، بل يعيدهم ليكونوا أسوياء يعملون كما يعمل الناس في كل بلاد الدنيا. ولا مُسَوّغ البتَّةَ للاحتجاج بالظروف الاجتماعية أو المناخية؛ لأنّ سُنن الله في الليل والنهار عامّة، تَنْتَظِم البشرَ كلَّهم في مجتمعاتهم ومَنَاخَاتهم وقارّاتهم، فربُّنا جعل الليلَ سَكَنًا، وجعل النهارَ مَعَاشًا، ومحا آيةَ الليل، وجعل آية النهار مُبْصِرَة؛ لابتغاء فضله سبحانه، وذلك لأهل الأرض كلهم، بل جاء الخطاب في قوله سبحانه بعد أداء صلاة الجمعة: {فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة:10]، وهذا لا يكون إلا بعد الظهر وفي شدّة حرارة الشمس في الصيف، وهو خطاب تَنَزّل أول ما تَنَزّل على العرب في جزيرتهم.
إن من أهمّ آليّات الإصلاح الذي ينادي به المصلحون المُخْلِصُون النظرَ الجادّ في هذه القضية، وإعادةَ ترتيب ساعات العمل، وحملَ الناس على ذلك، وأَطْرَهم عليه أَطْرًا، حتى يتحوّل المجتمع إلى مجتمع مُنْضبِط عامل مُنْتِجٍ يحسن توظيف قدراته ومواهبه ومؤهّلاته وكفاءته في كل طبقاته رجالاً ونساءً وشبابًا وكهولاً، يجب أن يكون المجتمع نَهَارِيًّا لا ليلِيًّا، فلا عمل في الليل إلا في حدود ضيّقة في بعض الأعمال الخاصّة من حراسة ومُنَاوَبة وأَشْبَهِها.
أيها المسلمون
إن أول ما يجب التطلّع إليه أن تكون الأمةُ أمةَ بُكُور، في بُكُور الصباح تغدو مخلوقاتُ الله وأممُ الأرض كلُّها تبتغي فضل الله، إن يومكم الإسلامي ـ أيها المسلمون، أيها الشباب ـ يبدأ من طلوع الفجر، وينتهي بعد صلاة العشاء، قال بعض السلف: "عجبت لمن يصلي الصبح بعد طلوع الشمس كيف يُرزق؟"، وأصدق من ذلك وأبلغ قول نبينا محمد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة وابن عمر وصَخْر بن وَدَاعَة رضي الله عنهم في قوله : "اللهم بارك لأمتي في بُكُورها" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه[1]، ولفظ أبي هريرة: "بُورِك لأمتي في بُكُورها"[2] ، وكان صَخْر راوِ الحديث لا يبعث غلمانه إلا من أول النهار، فكَثُر مالُه حتى كان لا يدري أين يضعه.
يومكم الإسلامي ـ يا أهل الإسلام ـ مُرتَبِطٌ ومُفْتَتَحٌ بصلاة الصبح، وفيها قرآن الفجر: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء:78]. يستقبل بها المسلمُ يومَه، ويستفتح بها نهارَه وعملَه، دعاه داع الفلاح، فالصلاة خير من النوم. استشعر عبودية ربّه والإيمان والعمل الصالح، يرجو البركة ونشاط العمل وطِيب النفس، نعم طِيب النفس ونشاط البدن مِصْداقًا للحديث المتّفق عليه، إذ يقول : "يَعْقِدُ الشيطانُ على قافِيَة رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَد، ويَضْرِبُ على مكان كل عُقْدَة: عليك ليلٌ طويلٌ فارْقُد، فإن استيقظ وذكر الله انحلّت عُقْدَةٌ، فإن توضّأ انحلّت عُقْدَةٌ، فإن صلّى انحلّت عُقْدَةٌ، فأصبح نشيطًا طَيّب النفس، وإلا أصبح خبيثَ النفسِ كَسْلانَ"[3]. ومن صلّى الصُّبْح فهو في ذمّة الله. ولقد ذُكِر عند النبي رجلٌ فقيل: ما زال نائمًا حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة! فقال رسول الله : "ذاك رجلٌ بال الشيطان في أذنه" أخرجه البخاري[4].
أهل البُكُور قوم موفّقُون، وجوههم مُسْفِرَة، ونَوَاصِيهم مُشْرِقة، وأوقاتُهم مُباركة، أهل جِدّ وعمل وسعي، يأخذون بالأسباب مُفَوّضين أمرهم إلى ربّهم، متوكّلين عليه، فهم أكثر عملاً، وأعظم رضًا، وأشدّ قناعة، وأرسخ إيمانًا، والبركات فُيُوضٌ من الله وفُتُوحٌ، فتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، لا تقع تحت حَصْر لا في عمل ولا في عَدَد ولا في صورة ولا مكان ولا زمان ولا أشخاص، بركات من السماء والأرض، بركات بكل أنواعها وألوانها وصورها، مما يَعْهُدُ الناسُ ومما لا يعهدونه. فاستقيموا ولن تُحْصُوا، {وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [المزمل:20].
عباد الله
وحين يترك الناس البُكُور، ويُهْمِلون الساعات المباركة؛ تصبح أوقاتهم ضيّقة، وصدورهم حَرِجَة، وأعمالهم مُضْطَرِبة.
وبعد، فهذا هو ديننا، وهذا هو نهجنا، وهذه هي إرشادات نبيّنا، فلماذا يسبقنا الآخرون؟!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر:19-21].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمد . وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي لكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله المُتَفَرِّد بالقُدْرة، أحمده سبحانه لا تُقَدِّرُ الخلائقُ قَدْرَه، وأشكره على نعمٍ لا تُحصى، ولا يُطيقُ العبادُ شُكْرَه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، جَلّ صفةً، وعزّ اسمًا، وأشهد أن سيّدنا ونبيّنا محمدًا عبد الله ورسوله علا شرفًا وإلى ذُرَا الأخلاق سَمَا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه كانوا على الحق أعلامًا، وعلى الهُدَى أنْجُمًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسلّم تسليمًا.
أما بعد:
أيها المسلمون،
البُكُور استقامة مع الفطرة في المخلوقات والأشياء، والتبكير دليل قوّة العَزْم وشدّة التّشْمِير، ومن أراد علمًا أو عملاً فليُبَادر بالبُكُور، فذلكم علامة اليقظة والنّباهة والجدّ والحَزْم والبُعْد عن الغفلة والإهمال والفوضى، روى مسلم في صحيحه أن رجلين جاءا إلى عبد الله بن مسعود يزورانه بعد الفجر، فأذنت لهم الجارية بالدخول فترَدّدَا، فقال لهما عبد الله بن مسعود: "ادخلا، أتظنان بابن أمّ عَبْدٍ الغفلةَ؟!"[5].
في البُكُور صفاء الذهن، وجودة القَرِيحَة، وحضور القلب، ونَقَاء النفس، ونور الفكر، فيه استجماع القُوى، واستحضار المَلَكَة، وانبعاث الفُتُوّة. في البكور الهواء أنقى، والعبد أتقى، والنفس أطيب، والروح أزكى. نسائم الصباح لها تأثيرها اللطيف على النفس والقلب والبدن والأعصاب، والجسم يكون في أفضل حالاته وأكمل قواه. من غريب ما قالوا: إن أصحاب الأعمار الطويلة هم من القوم الذين يستيقظون مُبَكّرين. بل قالوا: إن الولادات الطبيعية في النساء تقع في ساعات النهار الأولى الباكرة. بل إن بعض الباحثين يُرْجِع الاكتئاب والأمراض النفسيّة إلى ترك البُكُور ونوم الضُّحَى.
وبعد، فتأمّلوا ـ رحمكم الله ـ حين يجتمع للعبد العاملِ الجادِّ البُكُور والبركة، بركة المال، وبركة العمل، وبركة الوقت، فينتفع بماله، ويُفْسَحُ له في وقته، ويُقْبِل على عمله، فينجز في الدقائق والساعات ما لا ينجزه غيره ممن لم يُبارَك له في أيام وليالي، يُبارَك له فيكون الانشراح والإقدام والإقبال والرضا والإنجاز.
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، والزموا سُنَنَ الله، وخذوا بالجدّ من أعمالكم، والحَزْم من أموركم، يُكتَب لكم الفلاح في الدنيا والآخرة، فحيّ على الفلاح، فالصلاة خير من النوم.
جعله الله فى موازين اعمالك
وش رايكم بمقوله بنات الشات حثالة المجتمع ؟! :7_1_110v[1]:
من ناحيتي >> في بعض بنات يدخلون عشان الوناسه بس بحدودها والبعض الاخر يدخل عشان الي بالي بالكم ,, ولو كان البنات حثاله ف الاولاد الي يدخلون الشات برضو حثاله .
وكل شخص ونظرته لهذا الشيئ
ارجو التفاعل .:frasha5:
فعلآ الي تدخل شات استحقرها من جد لانها تدخل البنت في شيئ حرام
ويطيحها ربي في واحد يكرهها عيشتها وفي النت كله وممكن يآذيها لانه الي يدخل الشات من الجنسين لابد وأن يكون هناك حوار ودردشه ويحصل منها ماهو حرام ومحظور
يعني نصيحه لاتدخلين الشات
لان الي تدخله ماراح تنجى منه الا بمصيبه وسيبي عنك تتسلى ومدري ايه
التسليه لها طرق عديده والشات ماهو الا طريق للحرام والدمار
تقبلي مروري
الرجااااء مرااعاااة الالتزاام بقواانيين المنتدى
والتظليل الكاامل للصور وعدم كتااابة الارقااام
حقيقة الأمر أن كثيرا من الدراسات الاجتماعية تكشف حدة الارتفاع الرهيب في معدلات الطلاق في المجتمعات العربية خلال السنوات الأخيرة بسبب فشل كثير من الأسر نحو إعداد فتياتها الإعداد النفسي والاجتماعي الذي يؤهلها لأن تكون ربة منزل ناجحة وزوجة مسؤولة تستطيع تحمل مسؤولية البيت والزوج والأطفال.فمن المسؤول عن إعداد الفتاة وتأهيلها للزواج؟ هل هي مسؤولية الأم أم الأب؟ أم الاثنين معاً ؟ أم هي مسؤولية مجتمعية مشتركة بين الأسرة ومؤسسات المجتمع وأجهزته المعنية؟ أم هي مسؤولية الفتاة نفسها؟
نورتيني