الآيات 41 ـ 42
(وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ * الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
وهؤلاء الذين هاجروا فى سبيل الله من مكة إلى المدينة إبتغاء مرضاة الله فسوف يعوضهم الله خيرا فى الدنيا فيمكن لهم من بلادهم مرة أخرى وصاروا أمراء وحكاما وأئمة للمسلمين وجزاء الله أكبر وأعظم فى الآخرة لو كانوا يعلمون ما ادخر لهم فيها
هؤلاء صبروا على الأذى وتوكلوا على الله ، فلهم حسن العاقبة فى الدنيا والآخرة .
الآيات 43 ـ 44
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
وما أرسلنا من قبلك يا محمد من رسل فهم رجال بشر يوحى إليهم
فاسألوا أيها المؤمنون أصحاب الكتب السابقة إن كنتم لا تعلمون من أمر الرسل
فقد جاؤا بالحجج والكتب السماوية ( بالبينات والزبر )
وأنزلنا يا محمد إليك القرآن لتوضح للناس معانى ما فيه وليتفكروا ويطيعوا الله ويتبعونك .
الآيات 45 ـ 47
( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * أوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
يقول الله عن هؤلاء الكفار هل أمنوا أن يخسف الله بهم الأرض ويجعلها تفقد اتزانها فتتقلب بهم ، وهل أمنوا أن يرسل الله عليهم من السماء الحصباء يبيدهم بها كما فعل مع أبرهة فى عام الفيل فقد كذب أقوام كثيرة من قبلهم وكان عاقبتهم أن دمرهم الله تدميرا
أو أن يدمرهم أثناء اشتغالهم بالمعايش ليلا أو نهارا
فهم لا يعجزون الله عن ذلك
أو أن يأخذهم فى حال خوفهم من أخذه لهم وهذا أشد وأعنف عليهم
ولكن الله رؤف بالناس رحيم بهم فلم يعجل عقوبتهم .
الآيات 48 ـ 50
( أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ * وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * يخافون رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
يخبر سبحانه عن عظمته وجلاله فيقول : ألم ينظروا كيف أن كل شئ يخضع لجلاله وكبرياءه وتسجد له جميع الأشياء والمخلوقات أحياء وجمادات وكل ما له ظل يمينا وشمالا يسجد بظله وقت وجود الشمس حيث يكون له ظل وإذا غربت يسجد فى الليل وهم صاغرون مطيعون
يسجد جميع من فى السموات والأرض من الملائكة والإنس والجن والدواب كرها وطوعا ولا يستكبرون عن طاعته
والملائكة يسجدون خائفين مجبولين على طاعته ينفذون أوامره .
الآيات 51 ـ55
(وَقَالَ اللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ * وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ )ويأمر الله الناس بأن لايشركوا بالله فى عبادتهم فهو لا إله إلا هو ولا تنبغى العبادة إلا له وحده وهو مالك كل شئ فى الأرض وفى السماء وله الدين الخالص دائما .
فكيف يمكن للإنسان أن يتقى ويخشى غير الله
فالله أحق بالخشية والرهبة وما دونه لا يملكون ضرا ولا نفعا
والله أحق أن تلجؤوا إليه وتتضرعوا إليه فما بالناس من نعمة فهى من الله
ومع ذلك فإن الناس يدعون الله إذا أحاط بهم الضرر ثم إذا أزاح عنهم الضر فهم يشركون بالله فى عبادتهم .
عليهم ما يفعلون ليكفروا بالله ثم ليجدوا وسوف يرون عاقبة ذلك من العذاب الأليم
الآيات 56 ـ 60
(وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ * وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ * لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
هؤلاء الكفار جعلوا للأصنام وما يعبدون من غير الله نصيبا من الأنعام التى خلقها الله ورزقهم بها ، فوالله سوف يسألكم الله عن هذا الإفتراء عليه ويحاسبكم به.
وادعوا أن الملائكة إناث وأنهم بنات الله وهم يكرهون أن يرزقهم الله بالبنات ويشتهون الذكور وينسبون ما يكرهون لله .
إذا أنجب أحدهم أنثى يظل مكتئبا ووجهه مسودا وحزين لما أنجب ويكره أن يراه الناس ويختفى من ملاقاتهم مما يظن أنه سوء وهو يفكر كيف يتخلص منها ، هل يتحمل مشقة الإهانة والكراهة أم يدفنها حية فى التراب .
بئس ما يحكمون وبئس ما قالوا
فهؤلاء الكفار لهم هذا السوء والنقص معيبون فى الآخرة ولهم العذاب الشديد
ولكن الله له المثل الأعلى والكمال المطلق وهو عزيز الجانب حكيم فى أقواله وأفعاله .