بالرغم من تحفّظ الكثير من المختصين، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار جديد لإنقاص الوزن يسمى "كونتريف"، وهو يمثل خليطاً من عقار مضاد للاكتئاب مع عقار مضاد للإدمان.
وقد جاءت الموافقة على العقار الجديد بنسبة تصويت 13:7 محاطة بقلق من المختصين بسبب مخاطر زيادة ضغط الدم والإصابة بالسكتة القلبية أو الدماغية بسبب تناول ذلك العقار عند البعض، إلا أن أعضاء الهيئة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية كانت قد وافقت في وقت سابق علي إمكانية دراسة المخاطر الصحية للدواء بعد الموافقة عليه.
وبالرغم من أن رأي الهيئة الاستشارية غير ملزم للإدارة إلا أنها أخذت به كما نشرت وكالة "أسوشيسد برس" هذا الأسبوع.
الغريب أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كانت قد رفضت نوعين آخرين من عقاقير إنقاص الوزن في شهر أكتوبر الماضي، إلا أنها عادت لتوافق على عقار على إنتاجه.
وقد قامت الشركة بتمويل دراسة على العقار نشرت بجريدة "لانسيت" الطبية في يوليو الماضي. وقد وجدت الدراسة أن عقار "كونتريف" ساعد على إنقاص الوزن لأشخاص مع اتباع حمية غذائية وتمارين رياضية.
وقد أثبت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا العقار لعام تمكنوا من إنقاص ما يقرب من 5% من أوزانهم، إلا أن الآثار الجانبية للدواء جعلت حوالي نصف أفراد العينة يتوقفون عن المشاركة في الدراسة قبل إتمام عام من تناول العقار.
ويقول الباحثون إن العقار يعمل على تفعيل إنقاص الوزن بتغيير عمل النظام العصبي المركزي بالجسم.
وقد تشكلت عينة البحث من 1,700 مشارك (15% من الرجال و 85% من النساء) من أنحاء الولايات المتحدة في أعمار تتراوح بين 18 و65 سنة.
وجميع أفراد العينة يعانون من بدانة أو وزن زائد مع وجود زيادة بالدهون بالدم أو زيادة في ضغط الدم.
وطلب الباحثون من أفراد العينة تقليل مقدار الطعام الذي يتناولونه مع ممارسة بعض التمارين البدنية، ثم تم تقسيمهم إلى مجموعتين واحدة تناولت عقاراً إرضائياً والأخرى مكونات عقار "كونتريف".
وبعد نحو 56 أسبوعاً استكمل نصف أفراد العينة فقط (870 شخصاً) الدراسة، بينما توقف الآخرون. وقد ثبت أن حوالي نصف الأفراد الذين استكملوا الدراسة (48%) ممن تناولوا العقار نجحوا في إنقاص وزنهم بمقدار 5%، بينما تمكن 16% فقط ممن تناولوا عقار بديل من إنقاص وزنهم بنفس ذلك المقدار.
وقد عانى حوالي 30% من المجموعة التي تناولت عقار "كونتريف" من بعض المشاكل الصحية مثل الشعور بالغثيان والصداع والإمساك والدوار والقيء وجفاف الفم.
وبالرغم من ذلك، يعتقد الباحثين أن "كونتريف" يعطي الأشخاص الراغبين في إنقاص وزنهم خياراً جديداً.
إلا أن د. لونا ساندون، الأستاذ المساعد للتغذية الإكلينيكية بجامعة تكساس، تتساءل عن أسباب تراجع 50% من أفراد العينة عن استكمال الدراسة وما إذا كان ذلك بسبب بعض التأثيرات الجانبية للعقار أم أن النقص البطيء في الوزن لم يرق لتوقعات المشاركين فتوقفوا في منتصف الطريق.
وقد صاحب نشر هذه الدراسة مقالة في جريدة "لانسيت" تعرب عن قلقها من فشل العقار في إنقاص ضغط الدم بدرجة كبيرة بين المجموعة التي حققت أعلى انخفاض في الوزن. لهذا طالبت كاتبة المقال أستاذ التغذية بجامعة كوبنهاغن بالدنمارك آرن أستروب بإجراء المزيد من الدراسات للوصل لتقييم أفضل لمخاطر الدواء على الأوعية الدموية بالقلب.