ربما تجدين أن الطفل يبدو غريباً إلى حد ما، حتى بعد أن يؤكد لك طبيبه أنه طبيعي، ذلك أن جسم الطفل حديث الولادة لا يبدو مكتملاً كأجسام الأطفال الذين ترينهم في كتب الأطفال. عليك أن تتحلي بالصبر فإن غالبية الأطفال حديثي الولادة تكون لديهم بعض الخصائص الغريبة، ولحسن الحظ فإنها ذات طبيعة مؤقتة، وسيبدأ الطفل في الظهور بالشكل الطبيعي في الأسبوع الأول أو الثاني من عمره.
إن العرض التالي لتلك الخصائص المؤقتة التي تحدث للأطفال حديثي الولادة قد تم ترتيبها طبقاً لأجزاء الجسم، وقد ذكرنا كذلك بعض العيوب الخلقية البسيطة غير الضارة ولكنها دائمة. إذا كانت لديك أسئلة بخصوص مظهر الطفل، ولا تجدين إشارة إليها في هذه القائمة، فعليك مراجعة الطبيب.
القولبة: إن القولبة يعنى بها أن يكون شكل الرأس طويلاً ومخروطي الشكل نتيجة المرور عبر قناة الولادة الضيقة، فهذا الضغط الذي تعرض له الرأس قد يتسبب في إخفاء اليافوخ مؤقتاً إلا أن الرأس يعود إلى شكله الطبيعي بعد أيام قلائل.
الحدبة المصلبة الدموية: يشير هذا إلى ورم أعلى الرأس، وقد يمتد لجميع فروة الرأس، يسببه السائل المضغوط داخل فروة الرأس أثناء عملية الولادة، وهو يظهر عند الولادة ويختفي بعد أيام قلائل.
الورم الدموي بالرأس: وهو عبارة عن تجمع دموي على السطح الخارجي للجمجمة، وسببه الاحتكاك بين جمجمة الطفل وعظام حوض الأم أثناء عملية الولادة. في العادة يكون هذا التجمع محدوداً بأحد جوانب الرأس، ويبدأ في اليوم الثاني بعد الولادة، وقد يزيد حجمه حتى اليوم الخامس، ولا ينحسر تماماً إلا عندما يصل عمر الطفل إلى شهرين أو ثلاثة أشهر.
اليافوخ الأمامي: يوجد "الموضع الرقيق" في الجزء العلوي الأمامي من الجمجمة، وهو يتخذ شكلاً ماسياً ومغطى بطبقة ليفية سميكة. إن لمس هذه المنطقة آمن جداً، ووظيفة هذا الجزء الرقيق هي السماح بسرعة نمو المخ، وهو ينبض بصورة طبيعية مع كل نبضة للقلب، وتغطيه العظام بصورة طبيعية عندما يكون الطفل بين 12 و 18 شهراً من عمره.
تورم جفن العين: قد تكون العين منتفخة نتيجة للضغط على الوجه أثناء الولادة، وقد تنتفخ أو تصبح حمراء اللون إذا استخدمت قطرة نترات الفضة، ولكن هذا التهيج يزول عادة خلال ثلاثة أيام.
النزيف تحت الملتحمة: إن حدوث نزيف (بلون اللهب) في الجزء الأبيض من العين (الصلبة) أمر شائع، وسببه رضح الولادة، وهو غير ضار، ويقوم الجسم بامتصاص الدم خلال فترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
لون الحدقة: تكون الحدقة عادة زرقاء أو خضراء أو رمادية أو بنية اللون أو خليط من هذه الألوان مجتمعة، وغالباً ما يبقى لون العين غير محدد إلى أن يبلغ الطفل ستة أشهر من عمره. يولد الأطفال البيض عادة بعيون زرقاء رمادية، أما الأطفال السود فعادة ما يولدون بعيون بنية رمادية. إن الأطفال الذين ستكون حدقة العين لديهم داكنة اللون غالباً ما يتغير لون عيونهم عند بلوغ الشهر الثاني من العمر، أما أولئك الذين ستكون عيونهم فاتحة اللون فيتغير لون عيونهم عند الشهر الخامس أو السادس.
انسداد القناة الدمعية: إذا وجد الماء بصفة مستمرة في إحدى عيني الطفل فإن ذلك قد يعني أنه مصاب بانسداد المجرى الدمعي، وهذا بدوره يعني انسداد القناة التي تقوم عادة بنقل الدموع من العين إلى الأنف، وهي حالة شائعة الحدوث، لكن 90% من القنوات الدمعية المسدودة تنفتح عندما يصل عمر الطفل اثني عشر شهراً.
الأذنان المطويتان: في الغالب تكون أذنا الأطفال حديثي الولادة رقيقة ورخوة، وأحيانا يكون أحد الجانبين مطوياً، وسوف يعود الجزء الخارجي من الأذن إلى الوضع الطبيعي عندما يقوى الغضروف خلال الأسابيع القليلة الأولى من العمر.
الأنف المسطح: قد يحدث تشوه للأنف أثناء عملية الولادة، فقد يصبح الأنف مسطحاً أومائلاً إلى أحد الجانبين، إلا أنه عادة ما يعود إلى وضعه الطبيعي في الأسبوع الأول من العمر.
جسأة أو بثرة المص (تصلب جزء من الجلد): تحدث جسأة المص في منتصف الشفة العليا نتيجة للاحتكاك الدائم في هذا الموضع عند الرضاعة من الثدي أو من الرضّاعة(*)، وتختفي عندما يبدأ الطفل في تناول الطعام بالكأس. قد تظهر أيضاً جسأة المص في الإبهام أو الرسغ.
رباط اللسان: يكون للّسان الطبيعي في الأطفال حديثي الولادة رباط محكم قصير يربطه بسطح الفم السفلي، يتمدد هذا الرباط عادة مع مرور الوقت والحركة والنمو، ونادراً ما يسبب ربط اللسان أي مشاكل لدى الأطفال.
اللؤلؤ الظهاري: يمكن أن تنمو حويصلات صغيرة (تحتوي على سائل شفاف) أو تقرحات بيضاء ضحلة على خط اللثة أو السقف الصلب للحلق نتيجة انسداد الغدد المخاطية الطبيعية، وتختفي عادة بعد شهر إلى شهرين.
الأسنان: يندر وجود أسنان عند الولادة، وإذا حدث ذلك يكون 10% منها أسناناً زائدة بدون بناء جذري، أما الـ90% الباقية فتكون أسناناً طبيعية بارزة قبل موعدها. يمكن التمييز بينهما باستخدام أشعة إكس. يجب إزالة الأسنان الزائدة بواسطة طبيب الأسنان، ويجب إزالة الأسنان الطبيعية إذا أصبحت متقلقلة (لوجود خطر الاختناق نتيجة شفط السن إذا انخلع تلقائياً)، أو إذا سببت تقرحات في لسان الطفل.
يظهر تورم الثدي عند العديد من الأطفال الإناث منهم والذكور خلال الأسبوع الأول من العمر، ويحدث ذلك بتأثير هرمونات الأنوثة التي تنتقل للطفل عبر مشيمة الأم. يبقى الثدى متورماً عموما لمدة قد تصل من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وقد تطول الفترة عن ذلك عند الأطفال الذين يتناولون الرضاعة الطبيعية. ربما يختفي التورم في أحد الثديين قبل الآخر بشهر أو كثر. يجب عدم عصر الثدي؛ لأن ذلك قد يسبب العدوى بالجراثيم. تأكدي من مراجعة الطبيب إذا تغير لون الثدي إلى الأحمر أو برزت العروق على سطح الجلد، أو وجد به ألم عند اللمس.
تورم الشفرة: قد تتورم الشفرة الصغرى للفرج بشكل ملحوظ عند الإناث حديثات الولادة بسبب تأثير الهرمونات الأنثوية التي تنتقل للطفل عبر المشيمة، إلا أن ذلك الورم ينحسر خلال أسبوع إلى أربع أسابيع.
أطراف غشاء البكارة: كذلك قد يتورم غشاء البكارة أيضاً بسبب هرمون الاستروجين الصادر من الأم، وقد يوجد به زوائد رقيقة من النسيج وردية اللون يبلغ طولها نصف بوصة تقريباً، وتحدث تلك الزوائد عند 10% من الإناث حديثات الولادة، إلا أنها تنكمش تدريجياً خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
الإفرازات المهبلية: في الوقت الذي تبدأ الهرمونات الأمومية في دم الطفلة في الاختفاء قد يخرج إفراز أبيض من المهبل خلال الجزء الأخير من الأسبوع الأول من العمر، وقد يصبح الإفراز وردي اللون أحياناً أو مخضباً بالدم (الطمث الكاذب) وهذا الإفراز الطبيعي لا يستمر عادة أكثر من يومين أو ثلاثة.
الأدرة أو القيلة المائية (انتفاخ الخصية المائي): قد يمتلئ صفن الطفل حديث الولادة بسائل شفاف ضغط داخله أثناء عملية الولادة. ويسمى هذا التجمع – الذي لا يسبب ألماً – من السائل الشفاف "قيلة"، وهو منتشر عند الذكور حديثي الولادة. قد تستغرق القيلة من ستة أشهر إلى اثني عشر شهراً لكي تختفي، وهي لا تسبب ضرراً، ولكن يجب متابعة المريض وإعادة الفحص خلال الزيارات المنتظمة. إذا تغير حجم الورم باستمرار، فإن ذلك قد يعني وجود فتق أيضاً؛ لذا يجب الاتصال بالعيادة أو مراجعة الطبيب في أقرب فرصة ممكنة لمعرفة ذلك.
الخصي المعلقة: لا توجد الخصية في داخل الصفن عند حوالي 4% من الذكور حديثي الولادة مكتملي النمو، إلا أن العديد من هذه الخصي تنزل بالتدريج إلى موضعها الطبيعي خلال الأشهر التالية، ولذلك فإن 0.7% فقط من الأطفال في نهاية السنة الأولى من العمر يعانون تعلق الخصية (عدم نزولها في الصفن) وهذه تحتاج إلى عملية جراحية لإنزالها.
القلفة المشدودة (جلدة الذكر التي تقطع عند الختان): تكون القلفة مشدودة لدى غالبية الأطفال الذكور الذين لم تجر لهم عملية ختان ولا تسمح برؤية رأس القضيب، وهذا أمر طبيعي، ويجب عدم شد القلفة للخلف بغرض رؤية رأس القضيب؛ لأن ذلك قد يسبب ألماً للطفل ونزيفاً دموياً.
الانتصاب: يحدث الانتصاب بصفة عامة عند الذكور حديثي الولادة مثلما يحدث في كل الأعمار عند امتلاء المثانة، وهذا دليل على أن أعصاب القضيب طبيعية.
الورك المشدود: يقوم طبيب الأطفال باختبار المدى الذي يمكن أن تبتعده الفخذان عن بعضهما ليتأكد من أن الوركين ليسا مشدودين كثيراً. يطلق على حركة ثني الوركين إلى الخارج حتى تصبحا في وضع أفقي اسم "اتساع التسعين درجة" (ويكون ذلك عند أقل من 50% من الأطفال حديثي الولادة) ولكن طالما أمكن ثني الوركين إلى الخارج ليصبحا في مستوى (60) درجة على كل جانب؛ فهذا يعني أنهما في حالة طبيعية. إن أكثر ما يسبب شد الورك هو خلع مفصل الورك.
التواء عظمة الظنبوب (تقوس الساقين): ينثني الجزء السفلي من الساقين (عظمة الساق) عادة بانحناء طبيعي إلى الداخل؛ بسبب وضع الساقين المتقاطعتين الذي كان عليه الطفل في الرحم، فإذا أوقفت الطفل ستلاحظين أن ساقيه مقوستان. هذا التقوس طبيعي، وسوف تصبح الساقان في وضع الاعتدال بعد أن يبدأ الطفل في المشي لمدة ستة إلى اثني عشر شهراً.
ميل الأقدام لأعلى أو للداخل أو للخارج: قد تنقلب الأقدام في أي اتجاه داخل مربعات الرحم الضيقة، وطالما كانت أقدام الطفل مرنة ويمكن تحريكها بسهولة لتصبح في وضعها الطبيعي؛ فإن ذلك يعني أنها طبيعية، وسوف يصبح اتجاه الأقدام طبيعياً أكثر عندما يصبح عمر الطفل 6 – 12 شهراً.
أظفار أصبع القدم الغارزة في اللحم: يكون لدى العديد من الأطفال أظفار رقيقة يمكن أن تنثني أو تنحني بسهولة، إلا أنها لا تعتبر أظفاراً غارزة حقيقة؛ لأنها لا تنثني باتجاه اللحم.
شعر فروة الرأس: يكون غالبية الشعر عند الولادة داكناً، وهو شعر مؤقت ويبدأ في التساقط خلال الشهر الأول من العمر، ولكن يفقده بعض الأطفال تدريجياً في نفس الوقت الذي ينمو فيه الشعر الدائم، بينما يفقده آخرون بسرعة ويصبحون صلعاً بشكل مؤقت. يبدأ نمو الشعر الدائم في الشهر السادس من العمر، وقد يكون لونه مختلفاً تماماً عن لون الشعر عند الولادة.
شعر الجسم (الزغب): إن "الزغب" هو ذلك الشعر الناعم الذي يوجد أحياناً على الظهر والأكتاف، ويكون أكثر انتشاراً عند الأطفال غير كاملي النمو، ويتساقط بالاحتكاك الطبيعي خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع من العمر.
قد تكون بعض الظواهر التي تبدو على الطفل حديث الولادة محط اهتمام الوالدين، ولكنها ليست علامات على إصابته بأمراض. وتكون غالبية هذه الانعكاسات غير الضارة ناتجة عن عدم اكتمال نمو الجهاز العصبي، وتختفي خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر، وتشمل :
– ارتعاش الذقن.
– ارتجاف الشفة السفلى.
– الفواق (الشهقة).
– عدم انتظام التنفس: إن عدم انتظام التنفس عند الطفل يكون أمراً طبيعياً، ما دام الطفل هادئاً، ومعدل التنفس لديه أقل من (60) نفساً في الدقيقة، وكانت فترة توقف النفس لديه أقل من عشر ثوان، ولا يصاب بالازرقاق (الزرقة)، لاحظي أن الطفل أحياناً يأخذ أنفاساً سريعة وعميقة تدريجياً لاستكمال تمدّد الرئتين.
– خروج الأرياح من الدبر (ليس سلوكاً مؤقتاً).
– حدوث صوت أثناء النوم سواء نتيجة التنفس أو الحركة.
– العطاس.
– التجشؤ (التقيؤ بعد الرضاعة).
– الارتعاش المنعكس، أو تصلب قصير للجسم (يسمى أيضاً: منعكس "مورو" أو منعكس الاحتضان) ويحدث بعد إحساس الطفل الرضيع بضوضاء أو حركة مفاجئة.
– الإجهاد أثناء التبرز.
– النحنحة (أو أصوات غرغرة إفرازات الحلق).
– ارتعاش الذراعين عند البكاء، وهو شائع، ولكن التشنجات نادرة الحدوث (يرتعش الأطفال الصغار أيضاً عند حدوث تشنجات، ويرمشون بأعينهم ويمصون شفاههم، و لكنهم لا يبكون عادة. إذا كان الطفل يرتعش ولا يبكي فأعطيه شيئاً يمصه، وإذا لم يتوقف الارتعاش أثناء المص، فعليك مراجعة الطبيب على الفور؛ لأنه ربما يكون مصاباً بالتشنج).
– التثاؤب.
(*) تظهر جسأة أو بثرة المص عند المولود أثناء وجود الجنين في الرحم؛ بسبب كثرة مص الجنين لشفتيه أو الأجزاء التي تظهر عليها الجسأة في جسمه، وذلك خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل
موضوع رائع