60 مليون شخص يعانون منه وضمور العصب البصري أحد نتائجه
السويرق يخطف البصر فجأة دون إحساس!
عدم وجود توازن بين كمية السائل التي تفرزه العين وبين قدرة القناة على تصريفه
انتشرت في عصرنا الحاضر العديد من الأمراض التي تصيب عضوا أو أكثر في جسم الإنسان. وتعتبر العين من الأعضاء التي يتأثر الإنسان إذا ما أصيبت بما قد يعيقها عن القيام بدورها المطلوب وقد يتجاوز ذلك التأثير العضوي إلى النفسي. ومن الأمراض الخطيرة التي تصيب العين ما يسمى بالجلوكوما أو الماء الأزرق. إذ أنها تعد من أهم الأمراض التي تؤدي إلى الإصابة بالعمى. ولقد أصاب أجدادنا عندما أطلقوا على هذا الداء اسم «السويرق» أي أنه يسرق البصر دون الإحساس به ويفقد بصره بالتدريج ويسمى في بعض الدول«باللص الصامت». واتت تسميته بالماء الأزرق لكون كلمة «جلوكوما» عند الغريق تعني الشلالات الزرقاء لأن المريض يرى في أحيان كثيرة هالات زرقاء حول مصدر الضوء مما يعطي انطباعا عند المريض أن هناك مياه زرقاء داخل العين. وهذا بالطبع خطأ شائع لكن تعارف الناس على هذا المسمى وقد يكون بعداً عن نطقها باسمها الإغريقي.
والجلوكوما مرض يصيب العين بسبب ارتفاع ضغطها مما يؤدي إلى تلف في العصب البصري وهو المسئول عن نقل الصور التي نراها إلى المخ. والعصب البصري يحتوي على عدد كبير جداً من الألياف العصبية تقوم بدورها المهم وهو نقل الصور التي نشاهدها إلى الجزء المخصص بالأبصار في المخ. وعند تأثر العصب البصري وذلك بسبب تلفه نتيجة لارتفاع ضغط العين يؤدي بدوره إلى تكون بقع عمياء داخل العين تجعل المجال البصري ينكمش مقارنة بما كان عليه قبل المرض. وإذا لم يعالج في حينه قد يؤدي إلى حدوث تلف كامل في العصب البصري مما يؤدي إلى الإصابة بالعمى.ويبلغ عدد المصابين بهذا المرض حوالي 60 مليون شخص.
الأسباب
يوجد داخل العين سائل يدعى «السائل المائي» يفرز داخل العين ويتم تصريفه خارجها عند طريق قناة تسمى بقناة شليم. وعند حصول خلل في تصريف السائل خارج العين يكون هناك خلل يتمثل في عدم وجود توازن بين كمية السائل التي تفرزه العين وبين قدرة القناة على تصريفه بسبب انسدادها مثلاً. فينتج عن ذلك تجمع هذا السائل داخل العين والضغط على أنسجة العين الداخلية بما فيها العصب البصري، وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى قلة تصريف العين للسوائل، منها انسداد أو ضيق الفتحات الخاصة بالتصريف أو وجود التهابات داخل العين تودي إلى ضيق القنوات، كما أن إصابات العين قد تؤدي إلى تلف في أنسجة القنوات.
أنواعها
يوجد نوعان من الجلوكوما:
الجلوكوما الحادة: وتبدأ أعراض هذا النوع فجأة وذلك بصداع أو بألم شديد في العين. تحمر العين وتصبح الرؤية غير واضحة. تكون مقلة العين قاسية حين نلمسها. قد يصحب الألم تقيؤ كما أن حدقة العين المصابة تبدو أكبر اتساعا ً من حدقة العين السليمة.
الجلوكوما المزمنة: في هذا النوع من الجلوكوما يرتفع ضغط العين تدريجيا ً من دون ألم في معظم الحالات. يتراجع البصر تدريجيا ً بدءا ً من الجوانب وكثيرا ً ما لا يلاحظ المصاب أي ضعف في قدرته البصرية. والإصابة بمرض الجلوكوما ليس مقصوراً علي كبار السن بل من الممكن أن يصاب به الشخص في المراحل العمرية المبكرة وكذلك من الممكن حصوله عند الولادة (الجلوكوما الخلقية).
أعراضها
ارتفاع ضغط العين أو الماء الأزرق «الجلوكوما» غالبا ما يكون دون أعراض أو أن تكون هناك أعراض خفيفة لا يلقي لها المريض بالاً لكنها ستكون لها تأثير سلبياً عليه أن لم يحرص علي الكشف المبكر لها. وهذا لا يتأتي إلا بالكشف الدوري في عيادة العيون علي الأقل مرة في السنة مما قد يساعد علي اكتشافها مبكراً. وكما ذكرنا سابقاً فان ضغط العين هو عملية متوازنة ما بين ما يتم أنتاجه من السائل المائي وما يتم تصريفه علي أن يبقي هذا الضغط في معدلة الطبيعي وهو ما بين 10ملم زئبقي و 20 ملم زئبقي.
التشخيص
من المهم جداً الفحص المنتظم والدوري لدي عيادة العيون حتي يتم اكتشاف هذا المرض -أن وجد_ في مراحله الأولية مما يساعد – بأذن الله- في علاجه. ويوجد عدة طرق لاكتشاف هذا المرض وذلك باستخدام أحدي أو كل الوسائل التالية والتي لا تستغرق وقتاً طويلاً ولا تتسبب في أي ألم للمراجع:قياس الضغط الداخلى للعين بواسطة جهاز خاص يطلق عليه مقياس «تونوميتر»، ويستغرق هذا الفحص بضع دقائق، فحص الزوايا التي من خلالها يتم تصريف السائل المائي للتأكد من سلامتها، فحص العصب البصري، قياس المجال البصري للعينين.
طرق العلاج
من الواجب إدراكه ومعرفته أن التلف الذي تحدثه الجلوكوما للعصب البصري لا يمكن علاجه. وتعمل قطرات العين والأقراص وأشعة الليزر والعمليات الجراحية لمنع المزيد من التلف فقط. وفى أي نوع من الجلوكوما فإن الفحص الدوري مهم لمنع فقدان البصر.
1- العلاج باستعمال الأدوية
هناك أنواع عديدة من الأدوية التي تخفف ضغط العين، ومن المهم جدا معرفة أنه يجب الاستمرار في استخدام الأدوية الخافضة للضغط حيث ينتج الإهمال في استعمالها إلى ارتفاع الضغط مرة أخرى وحصول مزيد من التلف لأنسجة العصب البصري. يمكن السيطرة على الجلوكوما باستعمال قطرات العين عدة مرات في اليوم مع بعض أنواع الأقراص أحيانا. تساعد هذه الأدوية على خفض ضغط العين إما من خلال إنقاص إفراز السائل المائي داخل العين أو من خلال تحسين أداء زاوية التصريف. يجب على المريض أن يستعمل هذه الأدوية بانتظام واستمرار حتى تعطى النتيجة المطلوبة.
2- العلاج بأشعة الليزر
قد تكون أشعة الليزر فعالة في مختلف أنواع الجلوكوما ويستعمل الليزر بإحدى طريقتين:
حيث تعالج أشعة الليزر قصور التصريف نفسه. ويستعمل الليزر لتوسيع زاوية التصريف للحفاظ على ضغط العين في الحدود الطبيعية أو تعمل على خلق فتحة في القزحية لتحسين انسياب السائل المائي إلى زاوية التصريف.
3- العلاج بالجراحة
الجراحة تعتبر هي العلاج الأفضل في معظم حالات الجلوكوما الحادة والجلوكوما الخلقية التي لا تبدي استجابة ملموسة للعلاج بالأدوية ويتم ذلك عن طريق عمل قناة تصريف جديدة لكي ينساب منها السائل المائي مما يساعد على خفض ضغط العين.
نصائح هامة
لقد قامت الجمعية السعودية لطب العيون مشكورة بتوعية المجتمع بالمخاطر التي تنجم عن الإصابة بهذا المرض وخطورة إهماله أو التهاون به وذكرت ضرورة مراجعة طبيب العيون عند ظهور العديد من الأمراض نلخصها بالتالي:
٭ فقدان الرؤية المحيطية
٭ عدم وضوح الرؤية
٭ رؤية هالات ملونة حول الأضواء
٭ احمرار مصحوب بآلام في العين (في حالات الماء الأزرق الحاد)
٭ كبر حجم القرنية أو تغير لونها عند الأطفال (حالات الماء الأزرق الخلقي).
– فحص العين سنويا لمن هم فوق سن الأربعين للكشف عن مرض الماء الأزرق أو الأمراض الأخرى التي قد تؤدي لارتفاع ضغط العين.
– طلب الاستشارة الطبية قبل الزواج بين الأقارب في حالة مصابين بارتفاع ضغط العين الخلقي.
4 يجب فحص ضغط العين لجميع أفراد الأسرة التي بها تاريخ وراثي مرة واحدة في السنة علي الأقل.
5- عمل فتحات في طرف القزحية بالليزر للأشخاص الذين يعانون من ضيق في زاوية العين. وذلك للوقاية من حدوث ارتفاع الضغط الحاد.
نصائح لمرضى الماء الأزرق
إذا كنت من أحد الأشخاص الذين أصيبوا بمرض الماء الأزرق فيجب عليك أن تتذكر النقاط التالية:
1. إن العلاج بالأدوية ليس علاجا مؤقتا بل يجب الاستمرار في استعمالها بصفة دائمة حيث يؤدي الانقطاع عنها إلى ارتفاع الضغط مرة أخرى ما لم يوص الطبيب بغير ذلك.
2. استعمال الأدوية بانتظام وحسب أوامر الطبيب وإذا وصف لك الطبيب أنواعا مختلفة من القطرات للعين فحاول أن يكون بين استعمال كل نوع وأخر عشر دقائق على الأقل.
3. الهدف الأساسي من علاج ارتفاع ضغط العين هو المحافظة على مستوى ضغط العين وبالتالي المحافظة على) النظر) وليس (تحسين مستوى النظر) فلذلك ينبغي عدم إهمال العلاج حتى لو لم يؤد إلى تحسن في حدة البصر.
4. مراجعة الطبيب المعالج عند ملاحظة أي تغير في القدرة على الرؤية أو ظهور أي آثار جانبية من جراء تعاطي العلاج وتجنب ترك أي علاج بدون استشارة الطبيب.
5. يجب دائما إفادة الأطباء الذين يتولون علاجك بأي أمراض أخرى وبالذات أمراض القلب والربو وعن الحالة المرضية التي تعاني منها، والأدوية التي تستخدمها لأي أمراض أخرى، كما يجب إحضار جميع الأدوية في كل زيارة حتى يتعرف الطبيب على طريقة استعمالك للأدوية ويتأكد من دقة متابعتك للعلاج.
6. عند نفاذ أي نوع من الأدوية قبل موعد مراجعتك للطبيب لأي سبب فإن هذا لا يعني ترك الدواء بل يجب الاستمرار في استعماله حتى موعد الزيارة التالية وبالإمكان الحصول على كمية أخرى من الدواء من إحدى الصيدليات.