التصنيفات
منوعات

عبر التاريخ انتقام الله من الذين سبو الرسول

{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ}
كيف انتقم الله من الذين سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم عبر التاريخ؟

قصة كسرى وقيصر المشهورة مع النبي صلى الله عليه وسلم جديرة بالتأمل، فقد كتب إليهما النبي صلى الله عليه وسلم، فامتنع كلاهما من الإسلام، لكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأكرم رسوله، فثبت الله ملكه، وكسرى مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتله الله بعد قليل، ومزق ملكه كل ممزق، ولم يبق للأكاسرة ملك. (الصارم المسلول: 144)

وكان من أثر ذلك ما ذكره السهيليُ أنه بلغه أن هرقل وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيمًا له، وهم لم يزالوا يتوارثونه حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلب على طليطلة، ثم كان عند سبطه، فحدثني بعض أصحابنا أن عبد الملك بن سعد أحد قواد المسلمين اجتمع بذلك الملك بن سعد أحد قواد المسلمين اجتمع بذلك الملك فأخرج له الكتاب، فلما رآه استعبر، وسال أن يمكنه من تقبيله فامتنع، ثم ذكر ابن حجر عن سيف الدين فليح المنصوري أن ملك الفرنج أطلعه على صندوق مُصفَّح بذهب، فأخرج منه مقلمة ذهب، فأخرج منها كتابًا قد زالت أكثر حروفه، وقد التصقت عليه خِرقَة حرير، فقال: هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر، ما زلنا نتوارثه إلى الآن، وأوصانا آباؤنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا، فنحن نحفظه غاية الحفظ، ونعظمه ونكتمه عن النصارى ليدوم الملك فينا.

وإليكم هذا الخبر العجيب!كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزا إلى الشام، فقال ابنه عتبة: والله لأنطلقن إلى محمد ولأوذينّه في ربه سبحانه وتعالى، فانطلق حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد (هو يكفر) بالذي دنى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك".

ثم انصرف عنه، فرجع إلى أبيه فقال: يا بني ما قلت له؟ فذكر له ما قاله، فقال: فما قال لك؟ قال: قال: "اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك". قال: يا بني، والله ما آمن عليك دعاءه!

فساروا حتى نزلوا بالشراة وهي أرضٌ كثيرة الأسد، فقال: أبو لهب إنكم قد عرفتم كبر سني وحقي، وإن هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة وافرشوا لابني عليها ثم افرشوا حولها، ففعلنا، فجاء الأسد فشمَّ وجوهنا فلما لم يجد ما يريد تقبض فوثب وثبة، فإذا هو فوق المتاع فشمَّ وجهه ثم هزمه هزمة ففسخ رأسه!! فقال أبو لهب: قد عرفت أنه لا يتفلت من دعوة محمد!! (تفسير ابن كثير).

وذكر الكتانيّ في ذيل مولد العلماء (1/139) أنه ظهر في زمن الحاكم رجلٌ سمّى نفسه هادي المستجيبين، وكانوا يدعون إلى عبادة الحاكم، وحُكيَ عنه أنّه سبَ النبيّ صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصفح، فلما ورد مكة شكاه أهلها إلى أميرها، فدافع عنه، واعتذر بتوبته، فقالوا: مثل هذا لا توبة له! فأبى، فاجتمع الناس عند الكعبة وضجوا إلى الله، فأرسل الله ريحًا سوداء حتى أظلمت الدنيا، ثم تجلت الظلمة وصار على الكعبة فوق استارها كهيئة الترس الأبيض له نور كنور الشمس، فلم يزل كذلك ترى ليلاً ونهارًا، فلما رأى أمير مكة ذلك أمر بـ"هادي المستجيبين" فضرب عنقه وصلبَه.

وذكر القاضي عياض في الشفا (2/218) قصة عجيبة لساخر بالنبي صلى الله عليه وسلم! وذلك أن فقهاء القيروان وأصحابَ سحنون أفتوا بقتل إبراهيم الفزاري وكان شاعرًا متفننًا في كثير من العلوم، وكان يستهزئ بالله وأنبيائه ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأمر القاضي حيى بن عمر بقتله وصلبه، فطُعن بالسكين وصُلب مُنكسًا، وحكى بعضُ المؤرخين أنه لما رُقعت خشبته، وزالت عنها الأيدي استدارت وحوَّلته عن القبلة فكان آيةً للجميع، وكبر الناسُ، وجاء كلبٌ فولغ في دمه!!

وحكى الشيخ العلامة أحمد شاكر أن خطيبًا فصيحًا مفوهًا أراد أن يثني على أحد كبار المسؤولين لأنه احتفى بطه حسين فلم يجد إلا التعريض برسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقال في خطبته: جاءه الأعمى فما عبس وما تولى!!

قال الشيخ أحمدُ: ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسم بالله لقد رأيته بعيني رأسي ـ بعد بضع سنين، وبعد أن كان عاليًا منتفخًا، مستعزًا بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء ـ رأيته مهينًا ذليلاً، خادمًا على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار!!

وذكروا أن رجلاً ذهب لنيل الشهادة العليا من جامعة غربية، وكانت رسالتُهُ متعلقة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان مشرفه شانئًا حانقًا، فأبى أن يمنحه الدرجة حتى يضمن رسالته انتقاصًا للمصطفى صلى الله عليه وسلم، فضعفت نفسه، وآثر الأولى على الآخرة. فلما حاز شهادته ورجع إلى دياره فجئ بهلاك جميع أولاده وأهله في حادث مفاجئ.

لا إله إلا الله.

صدق الله.. {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ}.
وليعلم أن كفاية الله لنبيه ممن استهزأ به أو آذاه ليست مقصورة على إهلاك هذا المعتدي بقارعة أو نازلة.

بل صور هذه الكفاية والحماية متنوعة متعددة..

فقد يكفيه الله عز وجل بأن يسلط على هذا المستهزئ المعتدي رجلاً من المؤمنين يثأر لنبيه صلى الله عليه وسلم، كما حصل في قصة كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم، واليهودية التي كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم فخنقها رجل حتى ماتت (أبو داود) وأم الولد التي قتلها سيدها الأعمى لما شتمت النبي صلى الله عليه وسلم (أبو داود)، وأبي جهل إذ قتله معاذ ومعوذ لأنه كان يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخطْمية التي هجت النبي صلى الله عليه وسلم فانتدب لها رجل من قومها (الصارم المسلول 95)، وأبي عَفَك اليهودي الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم فاقتصه سالم ابن عمير (الصارم المسلول 102)، وأنس بن زُنَيم الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم فشجه غلام من خزاعه (الصارم المسلول 103)، وسلام ابن أبي الحقيق إذ ثأر للنبي صلى الله عليه وسلم منه عبد الله بن عتيك وصحبه (الصارم المسلول 135).

ولعل أغرب وأعجب وأطرف ما وقفت عليه في هذا الباب ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مؤلفه المشهور (الصارم المسلول على شاتم الرسول) (ص: 134)، قال رحمه الله: وقد ذكروا أن الجن الذين آمنوا به، كانت تقصد من سبه من الجن الكفار فتقتله، فيقرها على ذلك، ويشكر لها ذلك!

ونقل عن أصحاب المغازي أن هاتفًا هتف على جبل أبي قبيس بشعر فيه تعريض بالنبي صلى الله عليه وسلم، فما مرت ثلاثة ايام حتى هتف هاتف على الجبل يقول:

نحن قتلنا في ثلاث مسعرا إذ سفه الحق وسن المنكرا

قنّعتُهُ سيفًا حسامًا مبتـرا بشتمـه نبينـا المطهـرا

ومسعر ـ كما في الخبر ـ اسم الجني الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن صور كلاءة الله لنبيه ممن تعرض له بالأذى أن يحول بين المعتدي وبين ما أراد بخوف يقذفه في قلبه، أو ملك يمنعه مما أراد.. وقد روي أن غورث بن الحرث قال لأقتلن محمدًا، فقال له أصحابه، كيف تقتله؟ قال: أقول له أعطني سيفك، فإذا أعطانيه قتلته به. فأتاه فقال: يا محمد أعطني سيفك أشمّه، فأعطاه إياه فرعدت يده، فسقط السيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حال الله بينك وبين ما تريد" (الدر المنثور 3/119).

ومثل ذلك ما ذكره ابن كثير في تفسيره (4/530) من أن أبا جهل قال لقومه: واللات والعزى لئن رأيت محمدًا يصلي لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه! فقيل: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه خندقًا من نار وهولاً وأجنحة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا".

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رجالاً من قريش اجتمعوا في الحجر، ثم تعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف أن لو قد رأوا محمدًا لقد قمنا إليه مقام رجل واحد فقتلناه قبل أن نفارقه، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: هؤلاء الملأ من قومك لقد تعاهدوا لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل واحد إلا قد عرف نصيبه من دمك. فقال: "يا بنية آتيني بوضوء"، فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: هاهو ذا، وخفضوا أبصارهمن وسقطت أذقانهم في صدورهم، فلم يرفعوا إليه بصرًا، ولم يقم منهم إليه رجل، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم، وأخذ قبضة من التراب ثم قال: "شاهت الوجوه"، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصا حصاةٌ إلى قتل يوم بدر كافرًا. (دلائل النبوة 1/65).

لا إله إلا الله..

صدق الله.. {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ}.
ومن صور حماية الله لنبيه، وكفايته إياه استهزاء المستهزئين أن يصرف الشتيمة والذم والاستهزاء إلى غيره.. فإذا بالشاتم يريد أن يشتمه فيشتم غيره من حيث لا يشعر!!

قال صلى الله عليه وسلم: "ألا ترون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمدٌ"! (البخاري)، قال ابن حجر (الفتح 6/558): كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم في النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمونه باسم الدال على المدح، فيعدلون إلى ضده فيقولون: مذمم، وإذا ذكروه بسوء قالوا: فعل الله بمذمم. ومذمم ليس اسمه، ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم مصروفًا إلى غيره!

لا إله إلا الله..

صدق الله.. {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ}.

ومن صور الحماية الربانية أن يغير الله السنن الكونية صيانة لنبيه صلى الله عليه وسلم ورعاية له.

وشاهد ذلك قصة الشاه المسمومة، فهذه زينب بنت الحارث جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم، بشاة مشوية دست فيها سمًا كثيرًا، فلما لاك النبي صلى الله عليه وسلم منها مضغة لم يسغها، وقال: "عن هذا العظم يخبرني أنه مسموم"! ثم دعا باليهودية فاعترفت.

فانظر كيف خرم الله السنن الكونية من جهتين:

أولاهما: أنه لم يتأثر صلى الله عليه وسلم بالسم الذي لاكه.

وثانيتهما: أن الله أنطقَ العظم فأخبره عليه الصلاة والسلام بما فيه.

ومن صور الكفاية الربانية لنبي الهدى صلى الله عليه وسلم ممن آذاه أن يقذف الله في قلب هذا المؤذي المعتدي الإسلام، فيؤوب ويتوب، حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ماله وولده ووالده والناس أجمعين!!

ومن أعجب الأمثلة في ذلك قصة أبي سفيان بن الحارث أخي النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع، وكان يألف النبي صلى الله عليه وسلم أيام الصبا وكان له تربًا، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم عاداه أبو سفيان عداوةً لم يعادها أحدًا قط، وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجا أصحابه.. ثم شاء الله أن يكفي رسوله صلى الله عليه وسلم لسان أبي سفيان وهجاءه، لا بإهلاكه وإنما بهدايته!! قال أبو سفيان عن نفسه: ثم إن الله ألقى في قلبي الإسلام، فسرت وزوجي وولدي حتى نزلنا بالأبواء، فتنكرت وخرجت حتى صرت تلقاء وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ملأ عينيه مني أعرض عنّي بوجهه إلى الناحية الأخرى، فتحولت إلى ناحية وجهه الأخرى.

قالوا: فما زال أبو سفيان يتبعُهُ، لا ينزلُ منزلاً إلا وهو على بابه ومع ابني جعفر وهو لا يكلمه، حتى قال أبو سفيان: والله ليأذنن لي رسول له أو لآخذن بيد ابني هذا حتى نموت عطشًا أو جوعًا، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما فدخلا عليه. (انظر سيرة ابن هشام 4/41). فسبحان من حوّل العداوة الماحقة إلى حب وتذلل، وملازمة للباب طلبًا للرضا!!




خليجية



بارك الله فيك



خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى

عزيزى القارئ

لقد زادت الحملات التى يمكن القول بأنها مسعورة ضد عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم رغم أن العالم خلال التاريخ الإنسانى قد شهد ديانات وأنبياء ورسل كثيرين قبل النبى محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى الجانب الأخر فقد قامت أيديولوجيات مختلفة لفلسفات إنسانية نشأت عنها مذاهب تمثل لمناصريها الديانة ومن لا يعترف بها أو يناصرها فهو عدو. لقد شهد القرن العشرون صراعاً كبيراً بين الشيوعية الماركسية والرأسمالية وأنتهى هذا الصراع بإنهيار الإتحاد السوفيتي وإنحلال حلف وارسو. ومع ذلك لم نجد عداءاً ولا سباً لأى نبى من أنبياء الله عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه مثلما تعرض له النبى محمد صلى الله عليه وسلم. أيضا لم يتعرض صاحب فلسفةٍ ما أو صاحب مذهبٍ ما أو نظريةٍ لهجومٍ شرسٍ مثلما تعرض له النبى محمد صلى الله عليه وسلم. وهنا يطفو فوق السطح سؤالاً ملحاً رغم مرور أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان وإنتقال النبى صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فلما كل هذا الكره ولماذا كل هذا الحقد مع أن محمداً صلى الله عليه وسلم مات هل لأن المسلمين موجودون فاليهود موجودون والنصارى موجودون والبوذيون موجودون وكذلك الشيوعيون وأصحاب مذاهب عديدة مات أصحابها ولها أنصارها ومعتنقيها ولكن لم يتعرض أحد من كل هؤلاء لمثل هذا الهجوم بل أحياناً كثيرة يذكرون بالتقدير والإحترام.
إن الحقد الدفين والأذلى لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم والذى لن ينتهى إلى يوم الدين، إلا بقوة المؤمنين، هو نتاجٌ طبيعىٌ لصراعٍ أبديٍ مابين الإيمان بالله وعبادته وإقامة العدل على الأرض مهد خلافة الإنسان وبين الكفر بالله وشهوات الدنيا وحبها.

لقد بدأت القضية قبل خلقة آدم عليه السلام مابين حزب الملائكة المجبولة على طاعة الله سبحانه وتعالى وبين إبليس الذى هو من الجنِّ كما ورد بسورة الكهف " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)" والجن مكلفة بعبادة الله تماماً مثل الإنسان كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى فى القرآن العظيم " وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون " الآية 56 من سورة الطور من جانب وبين مولانا العظيم وسوف نناقش فى الكتاب هذا الموضوع باستفاضة.
إن المسلمين الأوائل كانوا يعرفون قدر محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا نعم النصير له لمعرفتهم التامة بحقيقة الأمر وقد كان الوصل بين الأرض والسماء موجوداً فقد شهدوا نزول القرآن و رأوا جبريل عليه السلام وكان بينهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولشدة إيمانهم فقد إستماتوا من أجل نصرة الله عز و جل ونبيه صلى الله عليه وسلم. لقد مدحهم الله من فوق سبع سماوات كما ورد فى سورة الأحزاب " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " الآية 23. لقد كان التواصل بين الأرض والسماء فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم فى أوجه وكأن آدم لم يسكن الأرض وإنما هو بالسماء أو كأن السماء نزلت إلى الأرض. والأدلة كثيرة ألم تقاتل الملائكة يوم بدر إلى جوار المؤمنين كما ورد فى سورة آل عمران

وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) " ، ألم يقود الله عز وجل المعركة وأعطى آوامره للملائكة كما ورد فى سورة الأنفال " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) " ، ألم يأتى القرآن مطابقاً لقول الصحابة كما حدث مع عمر بن الخطاب فى كثيرٍ من المواقف؟، ألم يرد الله على تساؤلات المؤمنين كما حدث مع أبى بكر؟، حتى فى أحزان المؤمنين كان التواصل متواجداً، ألم يعزى الله رسوله فى وفاة الصحابى سعد بن معاذ؟
الى اللقاء فى الجزء التالى




لقد جاءت يهود إلى مكة والمدينة المنورة لعلمهم بقدر محمد صلى الله عليه وسلم وأن فى هذه الأماكن سيبعث فأرادوه منهم فلم كان من العرب أنكروه وكفروا. فكيف يذعن اليهود الذين يزعمون أنهم شعب الله المختار لرجل عربى يرعى الغنم ليجب كل تاريخهم فإتخذوا نفس الموقف الشيطانى الذى تم قبل خلقة آدم عليه السلام. لقد دأب اليهود على إستعداء كل أجناس البشر ضد النبى صلى الله عليه وسلم. لقد كان ذلك لعلمهم بقدره صلى الله عليه وسلم وأنه المرجح لكفة العرب على سائر الناس، بل حتى لغتهم ستندثر لأن القرآن نزل بلسان عربى فكيف يقبلون بنبىٍ هو أكرم وأعظم خلق الله وليس منهم بل وسيلغى تاريخهم؟ وكيف يدّعون أنهم شعب الله المختار وأنهم خلفاء الله؟
إن معسكرات الكفر لسانها واحد ومنطقها واحد ولا فرق بين اليهود وبين أئمة الكفر فى مكة فكلهم استكثروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء فى سورة الزخرف " وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) " فقادهم كبرهم إلى الهلاك. إذا ما الفرق بين موقف هؤلاء وموقف إبليس اللعين فى الملأ الأعلى إنه نفس الموقف، إنه الكبر والله لا يحب المتكبرين.
إن المسئولون عن محمد صلى الله عليه وسلم هم أتباعه منذ بعثته إلى يوم الدين وذلك لأنهم ورثته فى الرسالة فقال الله عز وجل مادحاً إمة النبى صلى الله عليه وسلم " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) " وفى الآية يتضح إمتناع أكثر أهل الكتاب عن التصديق والإيمان لكبرهم. إذا نبينا هو خير خلق الله ونحن خير أمة أخرجت للناس، ولما كانت السيادة للعرب بإنتمائهم للإسلام فهم فوق سائر الأجناس وهذا لن يتقبله المتكبرين من جنود إبليس من شياطين الجنّ والإنس. وقد أوجز الله القول فى أهل الكتاب فى سورة البقرة " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)" فهم لا يستطيعون أن يسيطروا على شرف أعطاه الله الكريم لنا فلا سبيل أمامهم إلا أن يجعلونا مثلهم فيسقط هذا الشرف عنا فإما أن نتبعهم أو نقتل حتى ينسوا تلك القضية برمتها. وإذا كان هذا هو موقف أهل الكتاب فما بال الكافرين بالله مطلقاً. من الجانب الأخر هناك واجب على أمة النبى صلى الله عليه وسلم وهو إكمال الرسالة بالدعوة لدين الله وكيف يمكن أن يتم ذلك فى العصر الحالى الذى تكالبت فيه علينا الأمم؟ ونحن لجهلنا أو نسياننا لقدْرنا والشرف الذى أعطاه الله لنا وحبنا المتزايد للدنيا تخلينا عن هذا الدور العظيم. المشكلة لازالت قائمة ولو تخلينا عن واجبنا فنحن لازلنا نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، إذا نحن مسلمون ونحن الأحق بالإستخلاف على الأرض. وحتى يضيع هذا الشرف منا لابد أن ننسى لا إله إلا الله محمد رسول الله.
من هنا بدأت الحرب المعلنة والخفية فالمعارك الحربية والإقتصادية منذ بعثة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ومن حصار مكة إلى حصار غزة ولن تنتهى. ولقد بدأت الحروب الإعلامية بالفضائيات والإنترنت وبدأت حروب خبيثة تحت مسميات كثيرة حتى بدأت بإدخال مصطلحات فى الدين بصورة خبيثة وأخيراً ما يسمونه بالقرآن الفرقان بغية إبدال قرآن ربنا به. لقد لعب أعداء الله دوراً أعتقد نجحوا فيه إلى حد بعيد. فقد أدخلوا أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى خندق الدفاع عن النفس ليتخلوا عن الدعوة فخرج لنا مصطلح الإرهاب، وللعلم هذا المصطلح هو الاسم البديل للإسلام فى الغرب، فذهب المسلمون للدفاع عن أنفسهم فبدلا من المواجهة دخلوا خنادق الدفاع عن أنفسهم. واصبحوا للأسف أضحوكة فيضربون فى السر لأن ليس لهم إعلام ناضج يفضح المعتدين وإذا ما ردوا جُنِدَ إعلام كل الأرض لتصويرهم هم المعتدين ووصفهم بالإرهابيين. أصبح شغل المسلمين الشاغل هو إسقاط تهمة الإرهاب عنهم بينما تمارس عليهم كل أنواع الإرهاب.

الى اللقاء فى الجزء القادم




محمد النبى العربى
وقبل أن نعود بالأحداث إلى بدايتها فى السماء لابد من إلقاء الضوء على عمود نسب النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد ذكر ابن إسحاق ومن بعده ابن هشام أن النبى المعصوم صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تارخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام ابن تارخ ( و هو آزر ) بن تاخور ابن شارخ (شاروخ) بن أرغو ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك ابن متوشلخ بن اخنوخ و هو إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قنين (قينان) بن يافت بن شيث بن آدم عليه السلام.
ويجب الإشارة إلى أنه أختلفت الآراء فى نسب النبى بعد عدنان ولقد إمتنع البعض من رفع نسب النبى صلى الله عليه وسلم على عدنان
بل قد منع بعضهم الرفع في النسب على عدنان تمسكاً بأنه ليس في ما وراء عدنان إلى آدم طريق صحيح كما صرح به النووي . قال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجاوزوا معد بن عدنان كذب النسابون ثم قرأ :
{ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً }
ولو شاء أن يعلمه علمه ، وذكر التوزي في شرح الشقراطيسة : أنه صلى الله عليه وسلم كرر : كذب النسابون مرتين أو ثلاثاً ، قال : والصحيح أنه قول ابن مسعود . ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : إنما ننسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو ، وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه قال : ما وجدنا أحداً يعرف ما فوق عدنان وإسماعيل إلا تخرصا ، ويحكى عن مالك بن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن الرجل برفع نسبه إلى آدم عليه السلام فكره ذلك . فقيل له فإلى إسماعيل : فأنكر ذلك . وقال : ومن يخبر به؟! والذي عليه البخاري وغيره من العلماء ، موافقه ابن إسحاق على رفع النسب .

أهم قرار فى تاريخ الكون
ما قبل القرار:
إن مبلغ علمنا عن خلق الله هو ما ورد فى كتاب الله و سنة رسوله ومن بعدهما جاء العلم والتكنولوجيا ليوضحا لنا ما جاء مجملاً فى قول الله ورسوله. لقد ترك الله لنا معرفة تفاصيل الأشياء بمعرفتنا حتى نستغلها بما يتمشى مع منطقنا وقدراتنا وهذا فى جوهره أساس الاستخلاف ورفع الله عنا الحرج بقوله عز و جل " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ " سورة البقرة الآية 286. وقد قسم العلماء المخلوقات إلى ثلاثة أقسام رئيسية هى الحيوان والنبات والجماد، وتفاوت حجم هذه المخلوقات مابين الكبير جداً الذى لانستطيع بإمكانياتنا تحديد حجمه كالكون مثلاً و الصغير جداً كالفيروسات وما هو أصغر من الفيروسات. فعلى سبيل المثال إن نيتروناً واحداً إذا إخترق ذرة فوسفور وزنها الذرى 30 فيحولها الى الفوسفور 31 المشع والإشعاع طاقة تنتج عن إصابة ذرة مستقرة بنيترون ( هو بمثابة فيروس) فتمرض الذرة وترتفع حرارتها فتخرج فى صورة إشعاعات. وفى الحقيقة هناك تفصيلات أكثر تعقيداً من ذلك ولكن لا مجال للخوض فيها هنا.
أما عالم الملائكة والجنّ وكذلك الروح فمبلغ علم الإنسان أن الملائكة مخلوقات نورانية وأن الجنّ خلق من النار ومصدر معلومات البشر عن خلقتهم هو الله ورسله وذلك لأختلاف طبيعة الإنسان عن طبيعة الملائكة وعن طبيعة الجنّ. فالإنسان غير مهيأ ليرى الملائكة أو الجنّ وذلك لثبات خلقته فلا يستطيع أن يتغير أو يتشكل، ولكن الملائكة و الجنّ يمكنهم التشكل فى الصورة التى توافق طبيعة الإنسان وبالتالى يستطيع أن يراهما. ولكن لا تستطيع الملائكة أن تبقى مطمئنة على الأرض إلا إذا إكتسبت طبيعة البشر ولبسوا لبسهم حتى تتمشى طبيعتهم مع الوسط الذى سيعيشون فيه وهو الأرض والذى توافق طبيعة الإنسان. وقد جاء ذكر ذلك فى القرآن فى الآيتين الثامنة والتاسعة من صورة الأنعام " وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9) "
أما الجان فقد سبقت الإنسان فى الخلقة وقد خلقت من النار كما جاء ذكرها فى سورة الحجر " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) " .
وتختلف علاقة الملائكة بالإنسان وذلك لعدم إطمئنان الملائكة للعيش على الأرض إن أرادت ذلك وتقتصر علاقة الملائكة بالإنسان فى الغالب على تلبيغ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كما ورد فى سورة فاطر " الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)" وقد بينت الآية الكريمة أن الملائكة لها أجنحة. و تقوم الملائكة بحفظ الإنسان وكتابة عمله كما ورد فى مسند أحمد عن عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع وإسحق يعني الأزرق قالا حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الحفظة الذين يحفظونه اكتبوا لعبدي مثل ما كان يعمل وهو صحيح ما دام محبوسا في وثاقي قال عبد الله قال أبي وقال إسحق اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة. وقد نزلت وقاتلت إلى جانب المؤمنين كما ورد بسورة الأنفال " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)"ولا تستطيع الملائكة أن تعمل من نفسها ولكن يفعلون ما يؤمرون كما ذكر الله عز وجل فى سورة النحل" وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) ". وهناك أعمال كثيرة أوكلها الله للملائكة ويقومون بها ولايفرطون.
أما الجآنّ فكما نعلم فقد خُلقوا قبل الإنسان من النار كما جاء ذكر ذلك فى القرآن العظيم فى سورة الحجر " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) "وقد استعمروا الأرض ويتشاركون مع البشر فى التكليف لقول الله عزّ وجل " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) " ورغم إختلاف الجنِّ عن الإنس فى أصل الخلقة فهناك تشبهات كثيرة فى السلوك فالجنّ يعمل بالصناعة لقول الله عز وجل فى سورة سبأ " يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) " وتتزاوج الجن ولهم مساكن ويحاسبون مثل الإنس ويدخلون الجنة والنار. والكافر من الجن يسمى شيطان ويستطيع أن يأمر ويوسوس وينزغ ويمس ويفتن الناس إلا من عصم ربى وقد جاء ذكر ذلك فى مواطن كثيرة من القرآن العظيم. ولكن لم يأتى ذكر أن الجنّ قد بعث فيها رسولا يوحى إليه ولكن جاء قول ربنا فى سورة الأنعام " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) " وقد جمع الله الجنّ والإنس فى الخطاب بقوله ألم يأتكم رسل منكم حتى يُغْنِى رسل الإنس، لأنهم خلفاء الله فى الأرض، عن رسل الجنّ.
وبعد إلقاء الضوء على خلق الله قبل الإنسان ومعرفتنا بأن كل خلق الله بإستثناء الجن قد جبلت أن تعبد الله طواعية وتنفذ أوامره عز وجل دون إعتراض كما ورد فى سورة فصلت ننتقل إلى خلقة الإنسان كما وردت فى القرآن الكريم

والى اللقاء فى الجزء القادم




خلقة الإنسان:
لقد جاء ذكر خلقة الإنسان فى كتاب الله العزيز محدداً أصل ومراحل تكوين آدم عليه السلام فقال ربنا أصل خلقة الإنسان من تراب كما ورد فى سورة آل عمران " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) " وكذلك جاء ذكر أن الأنسان خلق من تراب أيضاً فى سورة الحج " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) " ولكن جاءت آيات القرآن العظيم توضح المراحل التى مرّ بها الإنسان قبل نفخة الروح فيه فجاءت الأية الحادية عشرة من سورة الصافات " فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ " لتوضح أن التراب قد إختلط بماء كثير ليتحول إلى طين لازب أى رهوٌ فى قوامه ثم مع الوقت تماسك قوامه ليصبح طيناً كما ورد فى سورة ص " إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) " ومع الوقت تخمر الطين نتيجة البلل و التحلل إلى حمأٍ مسنون كما ورد فى سورة الحجر " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) " ثم تحول أخيراً نتيجةً لتبخر الماء من الطين بعد تحلل الطين إلى متجانس قوام لدن وهو الصلصال الذى يسهل تشكيله دون تميعه والذى لا يحتوى غالباً على أجزاء غير متجانسة فى قوامها ولا تركيبها ولا يكون بها حبيبات صلبة تختلف عن بقية الصلصال فى خصائصها الطبيعية والكيميائية. ونظراً لأن ربنا لم يذكر فى كتابه تركيب أخر لمادة خلق الإنسان وبما أن الصلصال هو أخر مراحل تحولات التراب المبلل بعد الطين اللازب والطين فالأرحج أن الإنسان تشكل على هيئته من هذا الصلصال. والمادة التى بلل بها التراب هى الماء الذى هو أصل كل شئ حى لقول الله عز وجل فى سورة الأنبياء " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) ". وبعدما وضح لنا ربنا الحكيم أصل خلقة آدم أبو البشر ومراحل تشكله وبعد نفخة الروح فيه من قبل مولنا العظيم حيث شابه تناسل الإنسان سائر الكائنات الحية الأخرى يحث تتحد مشيجتان واحدة مذكرة وأخرى مؤنثة لتكونان خلية مخصبة (علقة) ثم مضغة (زيجوت) كما ورد فى الأية الخامسة من سورة الحج ثم خلق ربنا من المضغة عظاماً ثم كسى العظام لحماً كما جاء فى سورة المؤمنون " ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) " ويجب هنا التنبه إلى الفرق مابين الفعلين خَلَقَ وخَلَّقَ فكلمة خلق تعنى محصلة التخليق وتصف تمام الخلقة أم التخليق فهو خلق الشئ من عناصره الأولية فقال ربنا عز وجل فى سورة الحج " خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ " وهنا وصف لكل مرحلة إجمالاً وقد سردنا مراحل تخليق الإنسان من تراب فيما سبق ولكن فى نفس الآية من سورة الحج قال ربنا عن المضغة " مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ " وهنا مصدر مخلّقة هو خلّق أى تكون من عناصره الأولية وهى الأمشاج المذكرة والمؤنثة ومن ثم يمكن القول أن المضغة المخلقة هى الناتجة من تلقيح مشيجة مذكرة (حيوان منوى) لمشيجة مؤنثة (بويضة). أما المضغة الغير مخلقة فليست كما قيل أنها السقط ( الجنين الذى ينزل قبل تشكله) لأنه وإن كان الجنين سقطاً فإنه أيضاً مخلق من المشيجتين المذكرة والمؤنثة. وبتتبع مراحل نمو الجنين البشرى فهناك عدة إحتمالات أشهرها أن تضع الأنثى وليداً واحداَ نتيجة تخصيب حيوان منوى لبويضة واحدة وقد يحدث أن تبوض الأنثى أكثر من بويضة ويخصب كل بويضة حيوان منوى فتلد المرأة عدة أولاد قد يكونون إناثاً أو ذكوراً أو خليطاً من الذكران والإناث ويسمى توأم وكل هؤلاء أصلهم مضغة مخلقة. هناك حالة يتم تخصيب البويضة الواحدة بحيوان منوى واحد فتتكون العلقة ثم تنقسم العلقة لتعطى مضغتين تكون واحدة منهما فقط مخلقة من مشيجة مذكرة ومشيجة مؤنثة وأما الثانية فهى ناتجة عن إنقسام حدث بعد عملية التخليق فتكون مضغة غير مخلقة وهو ما يسمى بالتوأم السيامى حيث تضع الأنثى فردين من نفس الجنس ولهما نفس الشبه حتى إن الإنسان الذى يراهما لأول مرة لا يستطيع أن يفرق بينهما وهذا من الإعجاز العلمى فى القرآن العظيم وصدق ربنا العظيم حين قال فى سورة فصلت " سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) ".
الى لقاء قادم باذنن الله وكيف يكلم الله خلقه



كيف يكلم الله خلقه؟:
لقد حدد الله سبحانه وتعالى طريق كلامه مع خلقه فى سورة الشورى " وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) " ومن سياق الأية الكريمة نجد أن الله إذا أراد أن يكلم أحداً من خلقه فإما يوحى له وحياً كما كان مع أم موسى كما ورد فى سورة القصص " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) " ويكون الوحى للأنبياء وغيرهم من الصالحين من البشر. ويوحى الله لكل خلقه كيف ما يشاء سبحانه ووقتما يشاء فأوحى إلى النحل كما جاء فى سورة النحل " وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) "، وأوحى إلى السماء كما جاء فى سورة فصلت " فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) " وكذلك أوحى الله إلى الأرض كما جاء فى سورة الزلزلة " بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) " ومن ثم فمن الوارد أن يوحى الله عز وجل للصالح من الجن.
وقد يكلم الله خلقه من وراء حجاب كما كان مع موسى عليه السلام والذى جاء ذكره فى سورة النساء " وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) ".
وإما أن يكلم الله أحد من البشر بواسطة رسول من الملائكة، فيأتى رسول ربنا من الملائكة، جبريل عليه السلام، إلى النبى الأكرم صلى الله عليه وسلم للتبليغ وعلى رسول الإنس الدعوة للجنّ والإنس على حد سواء فيسمعه طائفة من الجنّ فيكلفهم الرسول من الإنس فيؤمنون بالنبى فيأمرهم بتبليغ قومهم كما ورد فى سورة الأحقاف " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32) " . وهنا نخلص إلى أن الملائكة هم رسل التبليغ من الله لرسله من الإنس المكلفين بالدعوة وأن صالح الجنّ هم رسل تبليغ لقومهم ونذر وأن المؤمنين من الإنس هم الدعاة إلى الله من بعد نبيهم.

ما هى الأمانة؟
لقد عرض الله عز و جل الأمانة على خلقه كما جاء فى سورة الأحزاب " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)" وقد رفضت السماوات والأرض والجبال تحمل الأمانة وأشفقن منها فما هى حقيقة هذه الأمانة؟
لقدقيل كثيراً عن المقصود بالأمانة وأنقل بعض ماجاء فى تفسير بن كثير رحمه الله ومنه قول العوفي عن ابن عباس: يعني بالأمانة الطاعة و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الأمانة الفرائض, عرضها الله على السموات والأرض والجبال إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم فكرهوا ذلك, وأشفقوا منها من غير معصية, ولكن تعظيما لدين الله أن لا يقوموا بها ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها وهو قوله تعالى: {وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} يعني غراً بأمر الله.وكذلك ما ذكره بن كثير رحمه الله عن
ابن جرير: حدثنا ابن بشار, حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال في هذه الاَية {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} قال: عرضت على آدم, فقال: خذها بما فيها, فإن أطعت غفرت لك, وإن عصيت عذبتك, قال: قبلت فما كان إلا مقدار ما بين العصر إلى الليل من ذلك اليوم حتى أصاب الخطيئة. وهناك الكثير من الأراء التى تتفق مع وجهات النظر السابقة ولكن ما لفت نظرى هو قول ابن جرير: حدثني سعيد بن عمرو السكوني, حدثنا بقية, حدثنا عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير رضي الله عنه, وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الأمانة والوفاء نزلا على ابن آدم مع الأنبياء فأرسلوا به, فمنهم رسول الله, ومنهم نبي , ومنهم نبي رسول, ونزل القرآن وهو كلام الله, وأنزلت العجمية والعربية, فعلموا أمر القرآن, وعلموا أمر السنن بألسنتهم, ولم يدع الله تعالى شيئاً من أمره مما يأتون وما يجتنبون وهي الحجج عليهم إلا بينه لهم, فليس أهل لسان إلا وهم يعرفون الحسن والقبيح, ثم الأمانة أول شيء يرفع ويبقى أثرها في جذور قلوب الناس, ثم يرفع الوفاء والعهد والذمم وتبقى الكتب, فعالم يعمل وجاهل يعرفها وينكرها ولا يحملها, حتى وصل إليّ وإلى أمتي, ولا يهلك على الله إلا هالك, ولا يغفله إلا تارك, فالحذر أيها الناس, وإياكم والوسواس الخناس, فإنما يبلوكم أيكم أحسن عملاً» هذا حديث غريب جداً, وله شواهد من وجوه أخرى.
وهنا يخطر فى ذهنى سؤال: هل فعلا الأمانة هى مجرد أن يمتثل الإنسان لأوامر الله وإن أطاع أثابه الله وإن عصى عذبه الله؟ و ما الفرق إذا بين الجن والإنس إذا كان كلاهما مكلف بنفس التكليف أليس هذا بظلم للجن أن يُنكر تحملهم للأمانة مع الإنس؟
فحقيقة الأمر أنه ليس هناك فرق بين الجن والإنس إذا كانت الأمانة هى مجرد انها الطاعة ومن ثم فإن الأمانة قد تكون شئ غير ذلك. فبعد إشفاق السموات والأرض والجبال بنص القرآن ورفضهم تحمل الأمانة أصبح الأمر محصورا بين الجن والإنس. إن عمل مقارنة بسيطة ما بين الجن والإنس وعلاقتهم بالخالق عز وجل يتضح أن ما يفرق بينهم هو تميز الإنس عن الجن بالرسالة حيث أن رسل الله كلهم من الإنس ولم يأتى من الجن رسول أبدا وإلا جاء ذكره فى القرآن. والجن والإنس يعمران فى الأرض وسبقت الجن الإنس فى ذلك.
إن المتأمل فى ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم «إن الأمانة والوفاء نزلا على ابن آدم مع الأنبياء فأرسلوا به, فمنهم رسول الله, ومنهم نبي , ومنهم نبي رسول, ونزل القرآن وهو كلام الله ….. إلى أخر الحديث» يفهم أن المقصود بالأمانة هو الرسالة حتى لا يكون للجن أو الإنس حجة على الله عز وجل.
وبعد أن تحمل الإنسان الرسالة والتبليغ عن الله عز وجل إلى المكلفين من خلقه لابد من أن يجازى جزاء عاجلاً ويعرف وظيفته ودوره فى ملك الله.
لقد انتهت المسئلة عندما قبل آدم تحمل الأمانة ورفضها بقية خلقه و مهد ذلك لإعلان مسمى من يتحمل الأمانة وهو خليفة الله فى الأرض حيث أنها هى مستقر المكلفين من الثقلين الجن والإنس.
وبعد أن ظهرت مسئولية آدم بقبوله لتحمل الأمانة وإشفاق بقية الخلق كان لابد من أن يكون هناك إحتفال بتنصيب آدم وتكريمه لعظم المسئولية التى اختارها بظلمه لنفسه وجهله بتبعاتها كما جاء ذكرها بالقرآن.
لقد حان وقت تكريم آدم وذريته مكافأة له فقال ربنا فى كتابه العزيز " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) الإسراء " فسخر الله كل خلقه لخدمة الإنسان بإستثناء الشياطين، فيقول ربنا فى سورة إبراهيم " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) " وقال عز وجل فى سورة النحل " وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) ".
لقد هيئت الأرض حتى تكون موطنا للإنسان وحتى من قبل أن يعصى ربه حين نسى وأكل من الشجرة لقد كان نزول آدم من الجنة قدرا محسوما وليس كما يظن الناس أو كما يدعون أن حواء هى سبب شقائنا. ولكن ما حدث من نسيان أو عصيان آدم هو فى الحقيقة أول موقف يتحمل فيه آدم مسئولية نفسه وكذلك من بعده بنيه وأن يتعلم أن أى خطأ منه سيعود عليه بالشقاء. والأن وبعد أن أُعدت الأرض لمعيشة آدم جاء موعد تعيينه خليفة لله فى الأرض التى كانت لا تؤتمر الا بأمر خالقها هى ومن عليها. الأن أصبح بيد آدم أن يصنع بها ما يشاء سواء إصلاحا أو إفسادا وبالطبع فإن خيرها سيعود عليه فيها وإفساده لها سوف يعود عليه بالشر والموت وقد يؤدى إلى فناء الأرض نفسها. وفى نهاية الأمر سيحاسب آدم على حسن أو سوء إستخدامه لما مكنه الله فيه.

وللحديث بقية بإذن الله




التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

خمسة من أعظم الآخطاء فى التاريخ


خمسة من أعظم الأخطاء في التاريخ

1- باع جورج هاريشن من جنوب أفريقيا مزرعته إلى شركة تنقيب بعشرة جنيهات فقط لعدم صلاحيتها للزراعة، وحين شرعت الشركة في استغلالها، اكتشفت بها أكبر منجم للذهب على الإطلاق، أصبح بعدها هذا المنجم مسؤولاً عن 70% من إنتاج الذهب في العالم!

2- وفي إحدى ليالي 1696م أوى الخباز البريطاني جوفينز إلى فراشه، ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة بقيت في فرنه، وقد أدى هذا "الخطأ" إلى اشتعال منزله ثم منزل جيرانه ثم الحارات المجاورة، حتى احترقت نصف لندن ومات الآلاف من سكانها، فيما أصبح يعرف "بالحريق الكبير"، جوفينز نفسه لم يصب بأذى!

3- وفي عام 1347م دخلت بعض الفئران إلى ثلاث سفن إيطالية كانت راسية في الصين، وحين وصلت إلى ميناء مسينا الإيطالي خرجت منها، ونشرت الطاعون في المدينة ثم في كامل إيطاليا. وكان الطاعون قد قضى أصلاً على نصف سكان الصين في ذلك الوقت، ثم من إيطاليا انتشر في كامل أوروبا فقتل ثلث سكانها خلال عشر سنوات فقط!

4- تذكر بعض المصادر أن أحد الملوك البريطانيين اختلف مع البابا في وقت كانت فيه بريطانيا كاثوليكية، وكرد انتقامي حرّم البابا تزاوج البريطانيين الأمر الذي أوقع الملك في حرج أمام شعبه، وللخروج من هذا المأزق طلب من ملوك الطوائف في الأندلس إرسال بعض المشايخ كي تتحول بريطانيا للإسلام نكاية بالفاتيكان! إلاّ أن "جماعتنا" تقاعسوا عن تنفيذ هذا الطلب حتى وصل الخبر إلى البابا، فأصلح الخلاف ورفع قرار التحريم (ولك أن تتصور إسلام بريطانيا، ثم ظهورها كإمبراطورية لا تغيب عنها الشمس)!

5- وكانت فرصة مشابهة قد سنحت للمسلمين، خلال معركة بلاط الشهداء (قرب بواتييه في فرنسا)، ففي هذه المعركة كرر المسلمون نفس الخطأ القاتل في معركة أحد؛ فقد تراجعوا لحماية غنائمهم من جيش شارلمان، فغلبوا وتوقف الزحف الإسلامي على كامل أوروبا. يقول أحد المؤرخين الإنجليز: "لو لم يهزم العرب في بواتييه، لرأيتم القرآن يُتلى ويُفسر في كامبريدج وأكسفورد"!




خليجية



التصنيفات
التربية والتعليم

خمسة من أعظم الأخطاء في التاريخ

خليجية

1- باع جورج هاريشن من جنوب أفريقيا مزرعته إلى شركة تنقيب بعشرة جنيهات فقط لعدم
صلاحيتها للزراعة ، وحين شرعت الشركة في استغلالها ، اكتشفت بها أكبر منجم للذهب على
الإطلاق ، أصبح بعدها هذا المنجم مسؤولاً عن 70% من إنتاج الذهب في العالم

2- وفي إحدى ليالي 1696م أوى الخباز البريطاني جوفينز إلى فراشه ، ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة
بقيت في فرنه، وقد أدى هذا “الخطأ” إلى اشتعال منزله ثم منزل جيرانه ثم الحارات المجاورة ، حتى احترقت نصف لندن ومات الآلاف من سكانها ، فيما أصبح يعرف “بالحريق الكبير” ،، جوفينز نفسه لم يصب بأذى !!

3- وفي عام 1347م دخلت بعض الفئران إلى ثلاث سفن إيطالية كانت راسية في الصين ، وحين وصلت إلى ميناء مسينا الإيطالي خرجت منها ، ونشرت الطاعون في المدينة ثم في كامل إيطاليا . وكان الطاعون قد قضى أصلاً على نصف سكان الصين في ذلك الوقت ، ثم من إيطاليا انتشر في كامل أوروبا فقتل ثلث سكانها خلال عشر سنوات فقط.

4- تذكر بعض المصادر أن أحد الملوك البريطانين اختلف مع البابا في وقت كانت فيه بريطانيا كاثوليكية
وكرد انتقامي حرّم البابا تزاوج البريطانين الأمر الذي أوقع الملك في حرج أمام شعبه ، وللخروج من هذا
المأزق طلب من ملوك الطوائف في الأندلس إرسال بعض المشايخ كي تتحول بريطانيا للإسلام نكاية بالفاتيكان !
إلاّ أن “جماعتنا” تقاعسوا عن تنفيذ هذا الطلب حتى وصل الخبر إلى البابا ، فأصلح الخلاف ورفع قرار
التحريم ( ولك أن تتصور إسلام بريطانيا، ثم ظهورها كإمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ) !!

5- وكانت فرصة مشابهة قد سنحت للمسلين ، خلال معركة بلاط الشهداء (قرب بواتيه في فرنسا)
في هذه المعركة كرر المسلمون نفس الخطأ القاتل في معركة أحد ؛ فقد تراجعوا لحماية غنائمهم من جيش شارلمان ، فغلبوا وتوقف الزحف الإسلامي على كامل أوروبا . يقول أحد المؤرخين الإنجليز :
“لو لم يهزم العرب في بواتيه ، لرأيتم القرآن يُتلى ويُفسر في كامبريدج وأكسفورد” !!

خليجية
م/ن




يعطيك العافيه



مشكورة ع التميز في الطرح
يعطيكي العافية



يسلمو



خليجية



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

صورة اجمل امرأة شهدها التاريخ

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم يا حلوين ؟ انشاء الله بخير

اليوم جايبتلكم صورة اجمل امرأة شهدها التاريخ

7
7
7
7
7
7
انزلوا كمان شوية
7
7
7
7
7
خليجية

هناك الآلف الصور على هذا الرابط

http://fashion.azyya.com/45




هههههههههههههههههههههههههههههه هههه
خليجية




ولا في احلى

مشكوورة ياقلبي

تقبلي مروري

يوور




هههههههههه مشكووورة



بجد مافي اجمل منها



التصنيفات
منوعات

ملخص كتاب هل يكذب التاريخ

((بسم الله الرحمن الرحيم))

أتمنى اقتناء هذا الكتاب لأنه مفيد ويوضح كثير من المفاهيم الأساسية وهذي نبذه منهم

ملخص لكتاب
(هل يكذب التاريخ )
للأستاذ عبدالله الداود

تحرير و العلمانيون

كثر الحديث عن ما يسمى بتحرير المسلمة من قبل الكثير من العلمانين والتغريبين و حول ذلك ألف الأستاذ عبدالله بن محمد الداود كتابا بعنوان (هل يكذب التاريخ )فند فيه بالتفصيل أهداف و غايات من يسعون خلف ذلك المفهوم وكشف زيف ادعاءاتهم وأن الإسلام هو المنقذ الوحيد للمرأة والذي سعى إلى تحريرها من العبودية التى كانت عليها ما قبل الإسلام و ذكر في مقدمته أنه من الواجب أن يعاد لفظ (التحرير) الذي ينادون به العلمانيون إلى معناه الحقيقي ضمن المفهوم الإسلامي وليس وفق مفهوم الصهيونية العالمية التي يبثها العلمانيون كما ذكر بأن العلمانين كانوا يجتهدون لإخفاء تاريخهم ومقاصدهم و إفسادهم الذي جلبوه الى العالم عموما و لكن سطوة التاريخ لا يعتبر منها إلا أولوالأبصار الذين قرأوا في الماضي ليصنعوا المستقبل وكان شرف السبق والريادة في ذلك الأستاذ محمد طلعت حرب الذي خط بقلمه أول فضيحة لألعوبة قاسم أمين حيث انه سرق أفكار قد سبق بها (الفاضل التركي ).
و لقد حرص الكاتب على أن يكون كتابه في غالبه عبارة عن مناقشات تاريخيه وعقليه لمناقشته العلمانين و إقناع المخدوعين من الناس و في مؤخرة الكتاب يخاطب الكاتب أربعة فئات من الناس بخطابات أربعة أما الأول فالخاصة المسلمين و ولاة أمرهم و هم العلماء وأما الثاني فلعامتهم الغيورون على أعراضهم وأما الثالث فلعلمانين ثم لرأس الفتنة (قاسم أمين).
ولقد ختم الكاتب حديثه بكلام خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام في خطبة (حجه الوداع )حيث كانت من القضايا التي عرض لها النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام قضايا العلمانين وقضية .
و أستعرض المؤلف موضوعه في أربع مناقشات على النحو التالي:

المناقشة الأولى :
أرشيف قرن من الإفساد
تمهيد :
ورغم أن القضية عالمية ، إلا أن الذي يهمنا هو ما يخص العالم الاسلامي ولذلك سيتم استعراض ( سيناريو إفساد في العالم الإسلامي ) ، الذي يمكن تقسيمه إلي أربع مراحل أساسية ) :
1. مرحلة التنظير
2. مرحلة التطبيق غير الرسمية .
3. مرحلة التطبيق الرسمية .
4. التأيدالأعلامي ومباركةالأعلام
5. ثم استعرض المؤلف موضحاً ذلك في النقاط التاليه
اولاً: الاحتشام والستر صفة عالمية :
رغم وجود الديانات المتعددة المنحرفة إلا أن العالم منذ الحقب القديمة ، كان يسير منضبطاً على وتيرة واحدة واضحة في قضية الاحتشام للبشر ، ولمرأة على وجه الخصوص ، ويؤكد ذلك ما جاء في :
1. الكتب السماوية : فهي تعضد الفطرة في نصوصها وتدعو إلي الحشمة والحجاب وتحذر من التعري والسفور ، ورغم التحريف إلا أن فيها كفايةً واقيةً لإيضاح أهمية الاحتشام .
2. القرآن الكريم : يخبرنا أن الأصل هو احتشام في الأزمنة القديمة ، في حياة قوم وثنين لا يدينون بالأديان السماوية .
3. الصور التاريخية والآثار : كصورة كليوباترا مثلاً .
4. الإنتاج السينمائي : حيث نرى زي فيها بكامل الحشمة في جميع الأفلام التاريخية التي تحكي قصصاً قديمة حدثت قبل مائتي عام ، والمعلوم أن المنتجين يسعون بكل وسعهم ، أن يقربوا الصورة القديمة إلي أدق وصف يمكن تخيل الماضي من خلاله .
5. الحضارات الحديثة : مثل الحضارة الأمريكية والأوربية ، قد أكدت ثقافتها على العفاف ، والحشمة ، وعلى الرغم من التحول الكبير الذي نتج عن الثورة الفرنسية عام ( 1789م ) إلا أن ( ثقافة الاحتشام ) بقيت سائدة آنذاك ، وفي بدايات القرن التاسع عشر بالتحديد يلحظ الدارس للتاريخ بدايات التحول في ثقافة الاحتشام والستر ، وأيضاً البدايات الأولى لفساد ، ثم استعرض الكاتب صور لنساء غير مسلمات كدليل بسيط يؤكد على ما قال حيث كانت هذه الصورة قبل وبعد الثورة الفرنسية العالمية التى على أثرها نشأت العلمانية على الأيدي اليهودية عام ( 1789 ) لتقف على رأس الفتنة وهي نائمة ، فاخذ اليهود ينجسونها ، ويوقظونها فمزقوا أردية النساء ، وحاولوا إبداء الفتنة من أجسادهن حتى يلتفت الرجال خلف الشهوات ، وحتى تجرى لاهثةَ خلف تبرج الموضات اليهودية مهملةً بيتها وأسرتها.
ثانياً : عام ( 1825م ) منعطفٌ جديد؟!.
عند الحديث عن بداية التدرج الذي أصاب ملابس النساء في أنحاء العالم ، وما تبعه من انحلال يدرك المتابع أن الوثائق المتوفرة تشير إلى عام ( 1825م ) بل ويتكرر ذكر هذا التاريخ ما بين ( 1825م – 1829 م ) بصفة ( منعطف العبث العالمي الأول ) في التأريخ المعاصر . وفسر الكاتب سبب منعه في عام 1825 عندما قرأت كلمة الرئيس الأمريكي ( بنيامين فرانكلين ) التي القها في خطاب له عام ( 1829م ) يقول فيها :
أينما حل اليهود هبط المستوى الأخلاقي والشرف التجاري ، فقد ظلوا دائماً في عزلة ، لا يندمجون في أية أمة ، يدفعهم الشعور بالاضطهاد إلى خنق الأم اقتصادياً – كما حدث في اسبانيا والبرتغال – فإذا لم تقصهم الولايات المتحدة الامريكية عن دستورها ، فسنراهم في أقل من مائة عام يقتحمون البلاد لكي يسيطروا عليها ويدمرونها ويغيروا نظام الحكم الذي سالت من أجلة دماؤنا ) إن التواريخ التي توضحها الصور في ( منعطفات الفساد ) هي فعلاً تتوقف مع هجرات اليهود الثلاث إلى الولايات المتحدة الأمريكية . حيث أن اليهود هم سبب الإفساد العالمي لكل مجتمعات الأرض بمختلف أديانهم ، فهم أصل الشرور ,الإفساد وتسميم العقول ، واستغلال المناصب للوصل إلى سيادة العالم ، ثم إفساده .
يقول ياسر فرحات : ( ولقد كشف ذلك هنري فورد في كتاب ( اليهودي العالمي ) حيث أوضح أن اليهود من أجل تحقيق غايتهم قد سيطروا على ثلاثة أشياء : البنوك للربا ، والسينما لتقديم مفاهيمهم المسمومة ، وشركات الملابس والأزياء والعطور وسواها من مستلزمات الموضة لإغواء النساء.
وفي النهاية يتضح أن عام ( 1825م ) يصادف الاستقرار الأول للمهاجرين اليهود في أمريكا ن حيث نصبوا من تمثالاً لسهامهم من أجل إفسادها ، فكانت بداية ظهور ملامح التدهور العالمي صوب الدعارة بأسم الحضارة .
ثالثاً : الستر والاحتشام في العالم الإسلامي :
إنها لخدعة عظمى تؤلم النفس أن ينخدع المسلمون بتوهم أن كشف وجهها كان هو الأصل في العالم الإسلامي ، وأن انتشار التعري ، وقلة الاحتشام هو السمة الغالبة منذ مئات السنين ، حيث انه قبل عام ( 1924م – 1343ه ) كان الحجاب التام والسابغ هو الأصل في جميع أنحاء العالم الإسلامي وبعد ذلك يستدل الكاتب على ما قاله بصور لنساء المسلمين في بعض من البلدان الإسلامية قديماً يتضح فيها الستر والعفة ثم تطرق للمتبرعة بمحاربة الحجاب ، والداعية إلى السفور والتبرج : نظيرة زين الدين : صاحبة أول كتاب صدر في الشام وشرارة الإفساد ، الذي كان عنوانه ( السفور والحجاب ) عام ( 1930 م ) مع الأخذ بالاعتبار أن تأليفها لهذا الكتاب مشكوك فيه كما فضحها مصطفي الغلايني بقوله : أن هذا الكتاب قد اجتمع على تأليفه عدد كبير من الادينين ، والمسيحين ، والمبشرين .
وبعد استعراضه الوثائق والأدلة تمنى الكاتب من القارئ إعادة التأمل لصورة الحجاب السابقة مرة أخرى ، لكي يزيل الخديعة المألوفة التي فرضها العلمانيون بشأن الحجاب . وذكر بأنه سوف يتضح للقارئ أن جميع الصور تميزت بأمور منها :
1. أن الحجاب كان يغطي كاملة من رأسها حتى أخمص قدميها .
2. تميز حجاب في العالم الإسلامي بأنه سميك غليظ بدرجة لا يستطيع أن يميز الرائي صفات المتحجبة .
3. امتاز الحجاب بعدم لفت الانتباه .
رابعاً : سيناريو إفساد في العالم الإسلامي :
ويمكن تقسيم ذلك ( السيناريو ) المتخذ إلى المراحل التالية :
1. مرحلة التنظير : إن الأحداث الكبرى ، والتحولات الثقافية في المجتمعات يسبقها في الغالب مرحلة ( نشر الأفكار ) التي يتزعمها رواد هذه الانقلابات ومن الأسماء الشهيرة ، التي تزعمت مرحلة التنظير على سبيل المثال :-
أ‌- أحمد فارس الشدياق ( 1804 – 1888م ) وهناك من يرى أن فضل الريادة في هذه دعوى تحرير معقود لقاسم أمين
ب‌- البعض يرون أن الأتراك العثمانين كانوا أسبق من المصرين في سلوك هذا السبيل ولكن ( الجوائب ) قد شهدت دعوة صاحبها أحمد فارس الشدياق ( 1804 – 1888م ) إلى تحرير قبل أن يولد قاسم أمين .
وإذا ما كان السؤال : أيهما أسبق في الدعوة إلى تحرير فإن البداهة تعطي السبق للشدياق ، فهو قد عاش ومات قبل أن يكتب قاسم أمين عن وتحريرها .
ج) قاسم أمين وكتابه تحرير ( 1865 – 1908م ) :
رحل قاسم أمين إلى فرنسا ، ليتم تعليمه هناك ، وانبهر بالحياة في أوروبا حتى إنه صرح بأن ( أكبر الأسباب في ( انحطاط ) الأمة المصرية ، تأخرها في الفنون الجميلة كالتمثيل والتصوير والموسيقى ) وعلى أثره هاجم الدوق الفرنسي ( دار كير ) في كتابه (مصر والمصرين) وحمل فيه على نساء مصر ، وأساء إلى الإسلام ، واعتبر قرار المسلمة في البيت تخلفاً ثم ألف قاسم أمين كتاباً سماه ( المصريون ) يدافع فيه عن الحجاب كما أنه استنكر في كتابه هذا على خطة بعض السيدات المصريات الاتي يتشبهن بالأوروبيات .
وبعد أن قرأت الأميرة ( نازلي ) زوجة الملك فؤاد كتاب قاسم أمين ( المصريون) توهمت أنه يقصدها ، فغضبت . واتفق مع سعد زغلول ، ومحمد عبده على أن ينشر كتاباً يصح فيه خطأه معتذراً فيه لسمو الأميرة ومؤيدا ل دار كير وهكذا خرج قاسم أمين على البلاد بكتابه ( تحرير ) سنة ( 1899م )
2- مرحلة التطبيق غير الرسمية :
كان من المؤسف أن صمت المصلحون الآمرون بالمعروف ، والناهون عن المنكر ، والمجتمع بأكمله أمام تلك الأفكار ، ولم يواجهوها فأصبحت تتطور إلى إجراءات عملية خاصة في المجتمع المصري ومن تلك الإجراءات :

أ‌- مرحلة التطبيق غير الرسمية :
( 1919م ) ( هدى شعراوي وليس من المستغريب ما قامت به حيث أن أباها كان أكبر مساعد للإنجليز على قومه . في يوم 20 مارس سنة ( 1919م ) خرجت بعض النساء المتحجبات في مظاهرة متمردة في ميدان بوسط القاهرة مناديات بالتحرير من الاحتلال في وضح النهار ، ولكن العجيب أن المظاهرة انقلبت إلى تحريرهن من الحجاب ، وسمي هذا الميدان منذ تلك الحادثة باسم ( ميدان التحرير )
ب‌- المساندة الصحفية : لم تقف الصحافه على الحياد بل وقفت في مجملها الى جانب العلمانين في اطروحاتهم وبدعم واموال غربيه حاقده على الأسلام .
3- مرحلة التطبيق الرسمية بعد استلام سعد زغلول منصب زعامة الشعب ورئاسة الوزراء عام ( 1919م ) ويمكن تلخيص هذه المرحلة في الملامح التالية :
أ‌- تسويق الرذيلة ( التطبيع ) :
يكون الانحلال والفسق أمراً طبيعياً مألوفاً ، وأعلنوا ما في بواطنهم بوضوح كما حدث في عام ( 1925م ) حين أقدم ( سعد زغلول ) على جريمة كبرى ، وهي فرض البغاء والواط والخمور رسمياً فكانت هذه الخطوة فاضحةً لما في قلوب العمانين .
( ولقد وقف الأزهر بكل قوة في وجهه دعاة البغاء وفند اهدافهم الخبيثه رغم افتقاده للآله الاعلاميه القويه والمؤثره)
وجه الكاتب خطاباً للقارئ قائلاً :
أيها القارئ … بعد هذه الوثائق يتبين أن المقصود لدى العلمانين ليس ممارستهم للفاحشة واستمتاعهم بالرذيلة بسبب احتياجهم الشهواني . كلا بل إن مقصودهم فضحه الله سبحانه بدقة وجلاء لمن تأمل قوله : فشيوع الفاحشة وانتشارها في أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي غاية محبوبة.
4-التأيد الإعلامي ، ومباركة الانحلال :
كانت نداءات ( أهل التحرير ) مفعمة ( بالحرص الخادع ) على مصالح ، و ( المطالبة المزيفة ) بحقوقها المسلوبة ، ولكن خلال وقت قصير اتضح للجميع ، وحتى للمخدوعين أن القصد هو الإفساد الذي ينبع من آبار يهودية ، ويصل إلينا بترجمة عربية . فريق من العلمانين الصحفين راح يدعي أن البغاء شر لابد منه ، وطائفة أخرى منهم تقول : ما مصير المومسات ؟!. ومن أين يجلبن طعامهن وقوت يومهن إذا ألغي البغاء ؟!.
ثم إن ما نشر في تلك المجلات في هذا التاريخ ( منتصف القرن الماضي) وبعده نافس في الثناء ، والتمجيد ، والإطراء على ( مثلات هوليود ) صورهن المنافية للدين والآداب العامة ، وجعلهن المثل الأعلى لنساء المسلمين في الموضات المتعرية ، وخلع الحياء .أن سلاح الإعلام من أشد الأسلحة التي يستغلها اليهود لمحاربة الإنسانية فما بالك حين يشترك مع سلاح الإعلام قوة أخرى : هي السلطة الرسمية ؟!:
وتزامن مع تلك الظاهرة أيضاً تهجم عنيف على الحجاب بأسلوب غير نزيه بل والكذب على الأنبياء أحياناً كإظهار أدوار تمثيلية لزوج النبي ، وهي تخالط الرجال الأجانب ، وتسير في الشوارع بدون حجاب وذلك كله من أجل ترويج أفكارهم العلمانية .
والعجيب جداً أن يكون الفاتحون المجاهدون الذين فتحوا أنحاء الدنيا لم يفتحوا البلاد إلا ( بعلاقات غرامية ) وهذه أعظم الخيانة والافتراء من الأحفاد لسيرة الأجداد .
ومن اهم الأمورالمستجده انسلاخ الطرح الإعلامي من الصبغة الشرعية :
اختفت الاستدلالات بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من حديثهم بعد انتشار الفساد فصار هنالك تقنين للدعارة والزنا باسم الصداقة والحب ، وما تحته إحسان عبد القدوس في احدى توجيهاته التي كان يبثها في المجلة التي تحمل اسم والدتة اليهودية ( روز اليوسف ) : ( إني أطلب كل فتاة أن تأخذ صديقا في يدها ، وتذهب إلى أبيها ، وتقول له هذا صديقي )
وهكذا العلمانيون دوماً ، يبدأون بالحديث عن ( الغطاء ) الى أن يختمون فعلهم بفرض ( البغاء )
ج-الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف :
حينما تشيع المفاسد ، وتراكم المفاهيم العلمانية في تلك الحظة يكون الباطل هو الأكثر ، فإذا ما جاء ناطق بالحق واجهوه بالاستنكار والاستغراب ، حتى لو كان كلامه مستنداً إلى القرآن الكريم .
المناقشة الثانية :
ملامح خطة العلمانين لإفساد
يقول د. سفر الحوالي : ( قاد القديس ( لويس التاسع ) ملك فرنسا الحملة الصليبية (الثانية) ولكنه وقع اسيرا بين أيدي المسلمين فحبسوه في معتقل ( المنصورة ) ثم افتدى نفسه وعاد إلى بلده ليوصى بني ملتة بنصيحة . بعد أن أتاحت له فرصة هادئة ليفكر بعمق في السياسة التي كانت أجدر بالغرب أن يتبعها إزاء العرب المسلمين أثناء اعتقاله فكانت وصيته على النحو التالي :
أولاً : تحول الحملات الصليبية العسكرية إلي حملات صليبية سليمة تستهدف ذات الغرض لا فرق بين الحملتين إلا من حيث نوع السلاح الذي يستخدم في المعركة .
ثانياً : تجنيد المبشرين الغربين في معركة سليمة لمحاربة تعاليم الإسلام وقف انتشاره ثم القضاء عليه معنوياً واعتبار هؤلاء المبشرين في تلك المواقع جنوداً للغرب.
ثالثاً : العمل على إنشاء قاعدة للغرب في قلب الشرق العربي : يتخذها الغرب نقطة ارتكاز له ، فبدا ما يسمى الغزو الفكري واحتلال العقول ، وقد جاء حفيد ( لويس التاسع ) وهو ( نابليون بونابرت ) ليطبق وصية جده فأعلن بعد الاحتلال لمصر بياناً أوضح فيه أنه صار مسلماً وحاول تشيد جامع باسمه وارتدى العمامة ويؤكد هذا المؤتمر بصورة أدق الدكتور أحمد مورو بقوله : وقد فضح نابليون نفسه هذا الأمر في رسالته إلى كليبر التي يقول فيها ( اجتهد في جمع 500 أو 600 من الماليك أو من العرب ومشايخ البلدان لنأخذهم إلى فرنسا فنحتجزهم فيها مدة سنة أو سنتين يشاهدون فيها عظمة الأمة الفرنسية ويعتادون على تقاليدنا ولغتنا وعندما يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزب ينضم إليه غيرهم
بدأت العلمانية في العالم الإسلامي بدخول القائد الفرنسي ( نابليون بونبرت ), الذي جاء مستعمراً من ( باريس ) ونجد أن رواد العلمانية و التحرير قد نالهم من (باريس) نصيب, فجمال الدين الأفغاني رحل إليها ,و سعد زغلول تلقى منها بذور الإفساد, وقاسم أمين درس هناك ، وهنا يمكن معرفة أمور منها :
1- أطروحات العلمانين التحررية التي جلبوها من الغرب هي أطروحات لم تتغير منذ ذلك الوقت ، وحتى يومنا هذا.
وأضاف الكاتب : أن التاريخ يعيد نفسه بل أقول زيادة على التقليد الأعمى لديهم وتكرارهم للأفكار العلمانية القديمة ، فإنهم مجرد أبواق ينفخ فيها اليهود بروتوكولاتهم .
2- العلمانيون يمارسون في العصر الحالي ( دور المنافقين ) في المدينة وقت النبي صلى الله علية وسلم واتفاقهم الحميم مع إخوانهم اليهود من أهل المدينة ضد الإسلام

أولاً : أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة :
إن العلمانين ( منافقي العصر الحديث ) يسعون لإفساد الأمة وهذه الأهداف هي نفسها التي سعوا إليها منذ دخول نابليون بونابرت ، واحتلاله لمصر عام ( 1798م ) كما أنها هي نفسها التي سعى منافقو المدينة إلى تحقيقها في عهد النبوة .
وهذه بعض الأهداف العلمانية :
1. إقصاء الدين عن الحياة
2. إسقاط العلماء والدعاة
3. إشاعة الفاحشة باسم ( حركة الفكر ) أو باسم التجديد والتطوير
4. الوصول إلى مركز النفوذ بالسيطرة على جميع وسائل الأعلام لنشر أفكارهم وبعد التمكن والوصول إلى السلطة يعلنون الحرب الصريحة على الإسلام
5. تغيب عقيدة الولاء والبراء ورفض وصف الكافر بوصفه الحقيقي الذي وصفه الله تعالى بكلمة ( كافر ) وأنها بشعة وشنيعة فيستعملون بدلاً عنها ( الآخر ) أو ( غير المسلم ) .
6. إشغال المسلمين عن هموم الأمة وهو هدف أصيل لليهود كالفن والرياضة حيث أنها ستلهي ذهن الشعب حتما عن المسائل المهمة .
7. تشويه صورة الدولة العثمانية .
8. إفقار العالم الإسلامي بالرغم من أنه يحوي جميع مقومات الثراء وليس مقومات الاكتفاء وحسب .
9. تجهيل الشعوب المسلمة
10. مهاجمة اللغة العربية الفصحى والدعوات للحديث بالعامية والتشكيك في الإرث الثقافي للعرب وتعظيم شأن لغة الغرب الكافر .
11. إفساد
ثانياً : مناهج الخطة العلمانية لإفساد :
يتبع العلمانيون منهجاً واحداً لم يتغير عبر مائتي عام من أجل إفساد
1. التطبيع : أي جعل الفساد عند الناس أمراً ( طبيعياً ) حتى يبدأ عامة الناس بقبول تلك الأفكار ويبدأ تأثيرها يتسرب شيئاً فشيئاً إلى تفاصيل حياتهم اليومية ومن القضايا التي تناولها العلمانيون ما يلي :
2. الاختلاط : كالدعوة للتعليم المختلط منذ الصغر بحجة التعرف على نفسية الجنس الآخر ، بسبب الاعتياد على مشاهدة بعضهم لبعض ومن تجميل وجه الاختلاط يطلقون اسم ( الملاك الطائر ) على عندما تكون ( خادمة ) في الطائرة أو ( ملاك الرحمة ) للمرأة حينما تكون خادمة في المستشفى .
3. إظهار الألبسة العارية على أنها رقي : بدأت بعد سقوط الخلافة العثمانية بسنة واحدة فقط فاستعرضوا التعري في وقت كانت المسلمة متقيدة ومتمسكة بحجابها ولكن الضغط الصحفي الإعلامي يجبر النساء على التخلي عن الحشمة ومن طرق الضغط وإجبار المجتمع المسلم على الفساد ما يتم ممارسته مؤخراً بإتخام الأسواق بالألبسة الغربية المنافية للدين والحشمة فيجبرون النساء على ارتدائها .
1. إبراز أهل الفن مابين ( مثلين ، مغنين ، راقصين ، لاعبي الكرة ) على أنهم قدوات فأصبح المعروف منهم أكثر ما يعرفه المجتمع عن الأنبياء عليهم السلام . فإذا ما تاب الفنانون وتركوا الفن ورجعوا إلى الله سبحانه وتعالى ، أقلقت العلمانين فانقلبوا على الفنانات التائبات بالشتيمة .
2. تعظيم الغرب وأهله وتقديمهم بصفتهم القدوات والمثل الأعلى ، والعلمانيون لا يعظمون المظاهر الحسنة التى امتاز بها الغرب كتعظيم الاختراعات .
3. استمرار التفحش بتعويد الناس على إظهار صورة من الانحلال الجنسي في وسائل الإعلام بصورة تبدو كأنها عفوية ، أو باسم التدريبات الرياضية أو الأفلام الوثائقية المغلفة ( بطابع علمي ) ومن الأساليب الخادعة لنشر التفسخ والفاحشة في المجتمع الحديث المطول عن الفضائح الجنسية والجرائم المتعلقة بالاغتصاب يريدون أن ينيروا عقول الناس إلى محاكاة تلك القصص وإقناع الناس بتدهور المجتمع وهذه الخطة يهودية
2-استغلال الدين :فيفضح الله تعالى سبحانه وتعالى طريقتهم في الإفساد وأيضاً يستعمل العلمانيون ( المصطلحات الدينية ) ولفظ الجلالة والعبارات المقدسة للاحتيل والتلبيس ومن أمثال ذلك :
أ- الاستدلال بالأقوال الشاذة : فمن الخط القديمة للعلماني ( البحث عن الشذوذ لتأصيل القاعدة )
ب-ادعاؤهم الفهم الصحيح للدين : علماء الشريعة كما يزعم العلمانيون يفهمون الإسلام فهماً رجعياً سطحياً لنصوص القرآن والسنة وليس فهماً عميقاً صحيحاً .
ج-التمسح بالدين : لا يفوتهم أن يختموا أطروحاتهم حول تحرير بالتأكيد على ادعاءاتهم هذه وكثيراً ما تسمع أمثال هذا العبارات ( فيما لا يخالف الدين ) أو ( في ظل عقيدتنا السمحة )
د-التأكيد على الخلاف الفقهي : القضايا التي يعبرون إلى الإفساد من خلالها فقط هي القضايا ألتي يفقهون خلافها الفقهي ، كالحجاب والاختلاط والغناء .
حينما يحدثونك عن الخلاف الفقهي لا تراهم يبحثون عن الراجح والأقرب للأدلة والإجماع .. كلا بل يبحثون عن الأقرب لهواهم حتى ولو كان دليله ضعيفاً أو بلا دليل .
3-احتواء الأقلام النسائية وأسيرات الشهرة والمتهالكات على الظهور الإعلامي ، وما هدى شعراوي أو النماذج الفنية من مثلات ومغنيات إلا ضحايا يتم العبث بهن دون أن يشعرن بالخديعة ، أدوات يتم حقنهن بسموم العلمانية ، فينقلن هذه السموم للناس فنرى اهتمامهم بالكاتبات وسيدات الأعمال بل وحتى الراقصات .
4-إدعاء نصرة : استغلال المشاكل الاجتماعية للمرأة وجعلها شماعة لمشاريعهم التجريبية .وأورد الكاتب بعض الأمثلة التي يأتون لها بالمبرات البريئة للغايات العلمانية المفسدة ومنها :
1- كما في كل مجتمعات البشرية يوجد في مجتمعنا تعامل ظالم من بعض الأزواج تجاه زوجاتهم وهذا لا يقره الإسلام ومثل هذه الحوادث يتسارع لها العلمانيون لنشرها وإعادتها وترديدها بكثافة ليس لإنصاف هذه المظلومة ولكن لدمج مثل هذه الحوادث مع أفكارهم فيطالبون بخروج ونشوزها على زوجها وعلى إلغاء ( قوامة الزواج )
2- مهاجمة ( تعدد الزوجات ) مستغلين سوء تعامل بعض المعددين مع زوجاتهم ليس من أجل الدفاع عن الزوجة المظلومة بل من أجل أن يحاربوا التعدد تبعاً لذلك
(ب) إقحام الحديث عن ( الأم والأخت )
5-التشكيك في الحجاب :
إن الحجاب لدى العلمانين هو المفصل الأهم في قضية وهو مصدر الرعب ليوهموا المسلمين بأمور:
1. أن الحجاب ليس من الدين أصلاً وإنما هو لباس اجتماعي
2. لا يوجد في الأدلة الشرعية دليل بموجب الحجاب على
3. العفاف عفاف القلب وليس بالحجاب
ويصفون المنادين بالحجاب والعفاف بالظلامين أو ( حراس الفضيلة ) على سبيل الاستهزاء والتهكم أما الموضات العارية وإظهار الجمال الفاتن فهو الحضارة والتطور.
ثالثاً : مثال تطبيقي :
برنامج ستار أكاديمي star academy التلفزيوني :
وهو أشبة بأنموذج صغير للأفكار العلمانية الكبيرة المنثورة وتطبيق علمي لما يطمحون ويأملون أن يكون عليه المجتمع ورغم المكاسب المادية الكبيرة التي حقها البرنامج لملاك القناة التي تعرضه إلا أن هذا لا ينفي أن للبرنامج أهدافاً أخرى تم تحقيقها غير الربح المادي ومنها :
1- استمراء التفحش وتطبيعه في النفوس وترويض الناس على تقبله .
2- انتفاء الحجاب بأبسط أشكاله .
3- إشغال شباب الأمة بالتوافه ، فهم تقريباَ في عزلة تامة بعيدين عن قضايا الأمة.
4- إزالة الفوارق الدينية وقتل الولاء ، فالمسلم يداهن النصراني .
5- على الرغم من وجود مسلمين داخل البرنامج فهو مغيب تماماً .
6- الاختلاط هو الأصل ومحاولة خداع المشاهدين بأن معيشة الشباب والفتيات هو اختلاط برئ وبأنهم إخوان .
7- تلميع نجوم البرنامج ليكونوا قدوات مستقبلاً
8- تعظيم شأن الغرب بأمور :
أ‌- فكرة البرنامج منقولة من الغرب جملة وتفصيلاً فالتقليد والمحاكاة للغرب هي أبرز سماتهم وطبائعهم .
ب‌- نمط الألبسة جميعها من إنتاج الغرب ولا محل للعروبة فكيف بالإسلام ؟!.
ت‌- نمط الديانة غربي ، والقناة التي تبث البرنامج مسيحية نصرانية .

المناقشة الثالثة :
قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول
أثاروا هذه القضايا تحت غطاء من الدين ثم خلعوا عنهم هذا الغطاء وصاروا يناقشونها باسم التمدن والحضارة بتحريض من أيد يهودية ونجح اليهود إلى حد بعيد في استخدام هؤلاء المفسدين من المسلمين في تقويض مكانة المسلمة في كثير من البلدان الإسلامية حيث يزعمون أنهم رواد التجديد والتطوير وهم في الواقع قراصنة بائسون ولصوص أفكار ( لقاسم أمين في مؤلفيه (تحرير ) و( الجديدة ) :
القضية الأولى : الحجاب :
الحجاب عبادة من رب الأرباب ومتى بقي الحجاب مرفوعاً على رؤوس المسلمات ، فهو دلالة على انتصار الإسلام على العلمانية . وأن غايتهم نزع الحجاب فهو الطريق لتحقيق مطالبهم وإن نجحوا في نزعه فإن مطالبهم يهون تحقيقها . فبحثوا عن الآراء الفقهية الشاذة التي تبيح كشف الوجه وبأن الحجاب هو ما استدار حول وجه وقد نجحوا فعلاً في غالب بلاد المسلمين بنشر هذا التصوير الخاطئ
وذكر بعض النقاط التي تخفى على الكثير في زماننا وهي كالتالي :
6. يزعم كثير من المخدوعين أن هيئة الحجاب الشرعي لا تشمل تغطية الوجه وأن الذين يرون وجوب تغطية الوجه هم من المتشدين من علماء الحنابلة ولكن وبالرجوع إلى الصور الوثائقية المنثورة في الجزء الأول من الكتاب نجد التأكيد المادي على أن هيئة الحجاب الشرعي في العالم الإسلامي كانت تغطية الوجه .
7. يلهج العلمانيون بالحديث حول استنكار حكم ( تغطية لوجهها ) استنكار دينياً شرعياً وتركوا الاستنكار على ( الأكثرية المرتكبة للحرام الواضح والمتفق عليه ) ؟! ( والمستحقات للعن الإلهي ) .
8. أنه حينما نتبع سيرتهم نجدهم يعلنونها حرباً شرسة على الحجاب في ندواتهم وإنتاجهم الإعلامي .
9. فإن هنالك ما يدعو إلى اتهامهم بالكذب وهو إنتاجهم الإعلامي حيث نرى قنواتهم التي يملكونها ويتربعون على كرسي القرار فيها لا تظهر فيها متحجبة ولا شبه متحجبة ، فالروايات التاريخية لحال البلاد الإسلامية والصور الفوتوغرافية وأحاديث كبار السن الذين عاصروا نهاية الحجاب وبداية السفور كل ذالك يؤكد أن المسلمة تركت حجابها الساتر لوجهها ولسائر جسدها خلال ما يقارب ين سنة الماضية فقط وبعد ذلك عادت إليه .
10. أنهم بالرغم من حماستهم العنيفة لنزع الحجاب إلا أن الأغلب منهم يمانعون خروج نسائهم سافرات وأول مثال هو زعيمهم قاسم أمين فقد كانت زوجته محجبة حجاباً كاملاً
11. وختم المؤلف كلامه أن الاحتشام فطرة بشريه وسمة عالمية تنزع إليها بنات حواء .

ارتباط الاحتلال بقضية خلع الحجاب :
في جميع البلدان الإسلامية دون استثناء تزامنت الدعوة لخلع الحجاب مع وجود المحتل الأجنبي فمثلاً :
1. ذكر الأستاذ أنور الجندي أن حركة السفور في العراق تأخرت ( حتى عام 1921م عندما حمل الإنجليز لواءها على يد الإنجليزية المس كلي )
2. أما ما يخص مصر فبعد سنوات قليلة من الاحتلال البريطاني عام (1882م)صدر كتاب ( في الشرق ) وكان مؤلفة مسيحياً مصرياً يدعى( مرقص فهمي ) وقد دعا هذا الكتاب للقضاء على الحجاب باعتباره حجاباً للعقل .وفي عام (1899م ) صدر كتاب تحرير لقاسم أمين الذي دعا فيه إلى كشف وجه وفي عام ( 1924م ) تأس الاتحاد النسائي المصري برئاسة هدى شعراوي التي شجعت المصريات على خلع الحجاب
3. وأما ما يخص تركيا فحينما ألغى مصطفى كامل أتاتورك الخلافة عام ( 1924م) أصدر في أول قراراته التي أصدرها ( إلغاء الحجاب )
4. وأما ما يخص الجزائر فالاحتلال الفرنسي تعامل مع الحجاب بطريقة الإقصاء وخلعه بقوة في الشوارع من فوق رؤوس المسلمات .
المظاهرات النسائية وخلع الحجاب :
المظاهرات النسائية وسيلة امتطاها المحتل الغربي دون أن يكون من الناس أي اعتراض
1. في مصر : انطلقت اول مظاهرة نسائية في العالم الإسلامي عام (1919م ) تحت إشراف سعد زغلول وبقيادة ( صفية ) مع رفيقتها رائدة التغريب ( هدى شعراوي ) بدأت رفضهن للاحتل الإنجليزي وانتهى بها المطاف إلى ( الهتاف بالحرية ونزع الحجاب )
2. في الجزائر سنة 1958م نزعت الآنسة بنت الباشا آغا حائكها الأبيض ثم حجابها ورمت الكل من الشرفة وسط دوي من التصفيق .
القضية الثانية المساواة :
يطالبون بالمساواة في جميع أمور الحياة اياً ما كانت ، فالمعلوم أن المنادين بالمساواة لا يرتضون الإسلام حاكماً ولا يسلمون له تسليماً .
الأدلة العقلية على انتفاء المساواة :
أولاً : التاريخ القديم ينفي المساواة .
ثانياً : الأنبياء جميعهم رجال في كل الأديان السماوية .
ثالثاً : الزعامة والسيادة تنفي المساواة فقد كانت ( رجولية المعالم ) عبر القرون .
والطريف أن , وإن تولت منصباً قيادياً فإنها مفتقرة إلى رجال يحرسونها ويحيطونها إحاطة السور بالمعصم .
رابعاً : الحروب والمعارك الطاحنة التي أفنت الملاين من البشر كان ضحيتها رجال .
خامساً : ( التجارة العالمية ) هيمن عليها رجال .
سادساً : اللغة ترفض المساواة فتنقسم النوع إلى (ذكر ) و (أنثى ) و ( أب ) و ( نون النسوة ) و ( واو الجماعة ) .
سابعاً : علم الأحياء ينفي المساواة حيث يثبت أن خلايا الرجل تختلف عن خلايا تماماً وأن نسبة الدم في جسم الرجل تختلف عن نسبته في جسم وكذالك الهرمونات .
ثم إن الغرب الزاعم لهذه المساواة نقل اسمها من شجرتها الأسرية فنسبها إلى زوجها ليتغير اسمها بعد الزواج وهذا نوع من الامتهان فبقيت في مرتبة التابع .
النسب للآباء دون الأمهات بالرغم من أن هي الأكثر معاناة وتحملاً للمشاق في الحمل والولادة . الأدلة القرآنية على انتفاء المساواة :
وأوضح الفرق بين الرجل و من القرآن الكريم مخاطباً بها العلمانيون أصحاب الفكر المستنير أومن يحبون أن يطلق عليهم مصطلح ( التنويريون ) أو ( العصريون ) وهؤلاء أناس يرون أنهم مجددون في طريقة فهمهم للإسلام بالفهم المتطور الراقي ولكنهم في الواقع صاروا يروجون لأغلب الأفكار العلمانية بمظهر يبدو إسلامياً حتى ولو كانت حقيقته تعارض الدين وتحريفا لمعاني القرآن الكريم ومن أبرز علاماتهم رفض الأحاديث النبوية وعدم الاستدلال بها .
بقية المسلمين وهؤلاء لا مشكلة معهم فالتحاكم للآيات القرآنية هي محل اتفاق وفي الغالب لا يرون المساواة بين الذكر والأنثى . وفيما يلي بعض الأدلة القرآنية التي تؤكد عدم المساواة : ومنها :
الأول : أن الرجل هو الأصل في بداية الخلق و هي الفراغ يقول الله تعلى سبحانه وتعالى فآدم هو الأصل وخلق الله من ضلعه حواء عليهما السلام .
فرق الله تعالى
إذا مات الزوج فإن على الزوجة عدة تعتدها لقولة تعالى وما يجدر ذكره أن عدم التساوي الذي أكده القرآن الكريم لا يعني ( دونية ) واحتقارها بل يعني ( الاختلاف )
مصطلح الجندرية الجديد .
مصطلح جديد لقضية المساواة أطلقته ( الحركات الأنثوية المعاصرة ) ومعناه أن الخلقة الجسدية سواء لرجل أو ليس له علاقة باختيار أدوارهم الاجتماعية التي يمارسونها . ف ليست امرأة إلا لأن ( المجتمع ) أعطاها ذلك الدور ، ويمكن حسب هذا المعنى أن يكون الرجل امرأة ً يحق له أن ينكح .
في تعريف الموسوعة البريطانية ما يسمى بالهوية الجندرية ( إن الجندرية هي شعور الإنسان بنفسه بصفته ذكراً أو أنثى دون النظر للتكوين الجسمي )
وأيضاً تمارس الحركات الأنثوية المطالبة بالجندرية ضغطاً على المؤسات الدينية الغربية لإجراء تعديلات على الكتب السماوية وما يقطع ويمزق نياط القلب أن ينساق وراء هذه الدعوة بتغير الكتب السماوية نساء مسلمات في بلاد مسلمة كما جرى مؤتمر في اليمن عن ( جندرة اللغة ) وتقوم الأنثوية المعاصرة على تخليص من واجبات البيت ، وان تكون عملية تربية الجيل من مسؤوليات الدولة وليس من مهام .
فينتج عن ذلك أمور :
شيوع الإباحة الجنسية وما ترتب عليها من أمراض ، وكثرة أولاد الزنا
وتنادي ( الأنثوية المعاصرة ) بتعليم الأطفال الجنس في المراحل الابتدائية لتعريف الأطفال ممارسة الجنس المأمونة وطرق منع الحمل .
القضية الثالثة : الاختلاط
غالب الدول الإسلامية تعاني من وباء اختلاط الرجل والنساء غير أن المجتمع السعودي بصورة خاصة لا زال أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة ، لذلك بدأت الدعوات التي ينادون بها العلمانيون في المجتمع السعودي تأخذ شكلاً قوياً ولكنه عن طريق غير مباشر بل لأن كثيراً من الناس قد صدقها وهذان المبران هما : مسألة الوقت والثقة .
مبر مسألة الوقت :
وهذه حجة يريدونها أول الأمر لتبرير الاختلاط فيقولون بأن الفصل بين الجنسين هو سبب الفتنة لأن الممنوع مرغوب ويزعمون أن الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية بدون حجاب وهذه الحجة مردودة بأمور منها :
لا يرضى عاقل أن يقدم عرضه قرباناً من أجل أن يتطور المجتمع .
مسألة الاختلاط ليست جديدة على التاريخ واحتكاكها بالرجل ومخالطتهم ثبت أضراره وأمراضه فمع انتقال الاختلاط انتقلت الاعتداءات وانتقلت مخاوف على نفسها من التحرشات .
كلينتون ومونيكا :
قضية الرئيس الأمريكي كلينتون ومونيكا لوينسكي بعلاقة غير شرعيه التي أوضحت أن أسباب تتلخص في اختلاط مونيكا بالرئيس الأمريكي كلينتون فلقد تربى في مجتمع تحررت فيه وتكشف فيه منذ نعومة أظافرها ، فقول أن الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية قول يحطمه الرئيس ( كلينتون ) ومع ذلك فلم يتضجر الشعب الأمريكي أو يبدي استياءه من تلك الحاثة فالأمر عندهم في منتهى الاعتياد وهذا فيه دلالة على انتشار هذه الظاهرة في مجتمعهم .
مبر الثقة في :
من المبرات المطروحة للاختلط أو خلع الحجاب قولهم :
( إن نساءنا غنيات بإيمانهن قويات بعفافهن وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل على عدم الثقة ) ومبر الثقة مبر ساقط من عدة وجوه منها :
الله عز وجل خالق هذه الأنفس ، وشرع لها ما يناسب طبيعتها وهو الحكيم الخبير وقد أمر النساء بالبقاء في البيوت بقولة تعالى
ويوسف نبي الله علية السلام يقول وهذا دليل على انه لابد من صرف مفاتن وحجابها ومنع اختلاطها بالرجال .
حيث كان خطاب القرآن الكريم بالأمر بالحجاب ولم نجد فيه ولو إشارة إلى ( مسألة الثقة ) فكيف يسوغ لنا أن نصدق دعاة إفساد في هذا العصر وما يكثرون من الدندنة حولها ؟!.
القضية الرابعة : عمل :
من حج المنادين بإفساد أنها أكرم من أن نختصر وظيفتها في الحياة بين جدران البيت ، ويصفون بقاء في بيتها : ( بأنه تجن وظلم لها ) .
ويتساءل المؤلف : من يكون أكثر إنتاجاً العاملة في مجال محد أم ربة البيت التي تقوم بأعمال مجموعة من العاملات في وقت واحد ؟!.
ومن هي الأشراف والأطهر التي تتنقل بين أماكن العمل وتلقاها نظرات ومصائد الرجال أم العاملة في بيتها تحت حماية زوجها وأهلها ؟!.
يقول عبد السلام بسيوني : ( إن أكثر العمل النسائي يدور في الحقل الفني والاستهلاكي والاجتماعي المظهري في دراسة ( إيرل سوليقان ) التي أجريت على نساء النخبة في مصر وجد أنهن يعملن في العلاقات العامة والإعلام والتسويق والمطاعم فهل هذا هو بناء الأم ؟!. وهل هذا هو التحرير الصحيح ؟!.
القضية الخامسة : قيادة للسيارة .
أثار العلمانيون قضية قيادة للسيارة بهدف تحقيق الأهداف العلمانية كالاختلاط ونزع الحجاب وغيرها في المجتمع السعودي فصاروا يثيرون قضية القيادة بصفتها قضية حياة .هي أكبر حجماً وأعظم حاجة للمرأة ، ومن حجهم ومبراتهم لقيادة السيارة :
1-الخلوة المحرمة : من المبرات المجوجة لديهم أن عدم السماح للمرأة بالقيادة يضطرها إلى الركوب مع سائق أجنبي فقيادتها للسيارة تمنع هذا الحرام المنتشر في المجتمع وذلك مبر ساقط من مجموعة أوجه هي :
إن هذا المبر يدل على (غيرة حميدة ) ولكن أين غيرته في قضية الخلوة المحرمة مع الخادمات المسلمات في البيوت . فلماذا لم نسمع حديثاً منهم عن هذا الموضوع بالرغم من أن خطورتهن أشد من خطورة السائقين
قادت السيارة في المجتمعات التي تتشابه مع المجتمع السعودي اجتماعياً كدول الخليج ، و مع ذلك لم تنته ( ظاهرة السائقين ) في مجتمعاتهم . يعاقب من قطع الإشارة بالإيقاف ( 24 ) ساعة ، فهل سينتظر رجل المرور أحد أقاربها ليذهب معها للسجن ؛ ليكون محرماً لها حتى نتفادى خطر الخلوة ؟ أم سيتم توظيف نساء في شرطة المرور ، لحل المشكلة ، و بالتالي ستنشأ مشكلة أخرى و هي خلوة الشرطية مع الشرطي !
1- التوفير المالي : من الحج التي يسوقنها لدفع لقيادة السيارة حجة ( التوفير المالي ) ، فهذه الأموال الطائلة تهاجر من بلدنا لتصب في جيوب دول أخرى ، و كان الأولى أن تبقى لدعم اقتصاد البلد .
السائق بالجملة يقوم بنقل أكثر من امرأة ، و هنا تكون دعوى المحافظة على الاقتصاد دعوى عرجاء .
عدد النساء أكثر من عدد السائقين ، فالسائق يخدم في الغالب أكثر من امرأة .
2- الخلل الأمني :
وجود العمالة من غير البلد ( ربما ) يسبب خللاً أمنياً والناظر في حال المجتمعات يجد أن العمالة من خارج البلد أكثر عدداً في المهن والحرف بصورة أكبر من ( قضية السائق ) وهذه القضية حساسة تحتاج إلي استنفار جهود كثيرة لتأمين البديل من شباب البلد كما ان الخادمات في البيوت أكثر عدداً من السائقين وأشد خطوره ومن المعلوم أن الخادمة تدخل إلى داخل المنزل كغرف النوم بخلاف السائق الذي لا يدري ما يجري داخل البيوت .
وختم هذه المناقشة بتناقض يقع فيه العلمانيون وهو أنهم يحاولون إظهار الغيرة على النساء والاهتمام بهن في ( قيادة للسيارة ) ويزعمون الخشية على من الخلوة المحرمة بالسائق ولكنهم في الوقت نفسه ، يطالبون مطالبة عنيفة متكررة بسفر بلا محرم في خلوة أعظم وأفظع من خلوة بالسائق فأين غيرتهم هناك ؟!.

المناقشة الرابعة :
رسائل بالبريد
ولقد استهل بقول العلامة الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله : (فلو قدر أن رجلاً يصوم النهار ويقوم في اليل ويزهد في الدنيا وهو مع هذا لا يغضب الله ولا يتمعر وجهه ولا يحمر فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله وأقلهم ديناً وأصحاب الكبائر أحسن عند الله منه .
ثم قال إن الوقوف في وجه الإفساد واحتمال من أجل إنكار المنكر عبادة ومزية لديننا ومفخرة للمحتسبين وهذه مجموعة رسائل .
أولاً الرسالة الأولى كانت للعلماء :
إلى علماء الأمة الإسلامية ورثة الأنبياء والرسل فإن الحملة اليهودية الشعواء وحرب العلمانية ضد عفاف المسلمة وحشمتها وسترها حقت نجاحات مختلفة خلال الأعوام المائة الماضية وعند الالتفاف صوب العلماء والصالحين فنرى العجز من بعضهم تارة ( وما القذف والاتهام بنظرية المؤامرة إلا خديعة ومؤامرة ) ولقد أصبحنا لا نسمع حتى الشكوى والألم من العبث بأعراض المسلمات :
يا أيها الأخيار قد نطق الرويبضة الحقير ولا أراكم تنطقون
أعجزتم حتى عن الشكوى فما أدري بأي مصيبة تتألمون
وربما نسمع من أهل من يردد مقولة : ( إن خروج واختلاطها وقيادتها للسيارة ستحصل لا محالة فلا داعي أن نتعب أنفسنا فالأمر محسوم )
وجه خطاباً للعلماء يقول فيه :
يا علماءنا نريد منكم موقفا قوياً مشرفاً في الدفاع عن أعراض المسلمات ، كموقفكم في الدفاع عن أمن البلاد .
نحن قومٌ أعزَّنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله .
يا علماؤنا أليست (فتنة النساء) هي أعظم فتنة خافها المصطفي عليه الصلاة والسلام على الرجال ، فلماذا لم تنل هذه الفتنة العظيمة النصيب العظيم من نصائحكم ؟ .
وبحول الله ستأتي أجيال قادمة تفخر بدين الله تعالى ، وتباهي بشرعه وأحكامه ، ولا يستميتون في الدفاع عن شبهات اليهود .
فلا يأس فالوعد جاءنا من الصادق المصدوق حين قال : (الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة ، الصف:
وأما الرسالة الثانية : فللغيورين:
يا رجال أمة محمد صلى الله عليه وسلم الغيور على محارم الله يا أيها النبلاء يا أهل الغيرة ، ألم يشد سيد الغيرة ونبي الطهرr على الغيرة حتى قال : ( لا يدخل الجنة ديوث) ، الديوث: الذي لا يبالي من دخل على أهله .
ألم يخبرنا ( أغير الأمة) r أن المقتول غيرة على محارمه وعرضه بأنه شهيد من الشهداء .
يا أهل الغيرة ، المسؤولية في أعناقكم ، والتعب والوم عليكم أنتم فالخطاب جاء لكم في كتاب التحريم:
يا أهل الغيرة أقسم بالله إن من يطالبكم بستر محارمكم يستحق احترامكم فليس له أي مصلحة دنيوية ، أو فائدة شخصية ، وهذا دليل جلي على صدقه .
يا أهل الغيرة ومن يطالبكم بتحرير محارمكم ، فهو إما ساذج مخدوع بالفساد ، يصدق عليه قول الشاعر :
راما نفعاً فضر من غير قصدٍ
ومن البر ما يكون عقوقاُ
وإما شهواني طامحٌ أن ينال من أنوثة نسائكم ، وهذا ما يكشفه الله تعالى لتميز الصادق من الكاذب بقوله تعالى فعلامة الصادق المهتدي ألا يسأل الناس أجرا وانتفاعا ، إلا وجه الله– تعالى .
يا أهل الغيرة إن العلمانين هشموا غيرة بعضنا ، وسهلوا الدياثة ، والانحلال ، ما بين مجلات ، وأفلام ، وقنوات ، ومخطات .
ويتساءل بقوله :
ماذا سنقول للتاريخ ولأجيال من بعدنا ؛ هل سنقول : إنه في عصرنا خرجت المسلمات أمام مرأى اليهود والنصارى شبه عاريات ؟ ! أم سنقول إنه في عصرنا صارت بعض المسلمات في جوانب العالم الإسلامي آلة للفواحش يستمتع بهن الكافر والفاسق؟! .
بأي قلم قذر سنكتب أسطر هذه الحقبة من الزمن ؟!
وأي حبر طاهر شريف سيرضى أن تكتب به مخازي عصرنا وفواحشه؟! .
ثم خاطب أهل الغيرة بحرقة :
(يا أهل الغيرة … والله ما انتشر الفساد والإخلال في البلدان الإسلامية إلا لضعف الإنكار ، وصمت الناس على المجاهرة بالجرائم .

الرسالة الثالثة للعلماني :
يا معشر العلمانين ، يا منافقي عصرنا الحديث :
أيها العلمانيون المطالبون بتحرير أنتم ترددون أدلة شرعية توافق هواكم في مسألة الحجاب أو الاختلاط ، فهل تملكون هامشاً من الشجاعة ، لإبداء رأيكم في رموز العلمانية وكبارهم الذين كتبوا كلاما يقدح في الإسلام ، ويجترئ على القدح في الصحابة رضوان الله عليهم .
وجه خطابا قاسيا للعلماني يذكر فيه:
لو سرق شاعر بيتا من الشعر ، لكان من الائق أن نسميه لصا ، فكيف بكم وأنتم تسرقون أفكاركم من جد العلمانية الأول (قاسم أمين) ؟! وتفضحون عجزكم عن الإتيان بجديد .
فإن كان هذا التوافق بين جميع آرائكم ، وآراء قاسم أمين ، كان مجرد توافق فكري ، وليس لديكم أي إطلاع سابق على أقوال العلمانين السابقين ، فإننا نطالب بتحديد مواقفكم من انحرافات قاسم أمين التي يرفضها الدين والمجتمع ، أم أنكم تتدرجون في إفسادنا مرحلة تلو مرحلة حتى يتقبل المجتمع هذه الأفكار ، ثم تنتقلون إلى أفكار أكبر منها وأضخم فسادا؟
وإن من وجه الشبه بين العلمانين والمنافقين في عهد النبوة :
أولا: إخفاء الكفر وإظهار الإسلام يقول الله :
ثانيا: التعاون و(الأخوة) بين المنافقين وبين اليهود في زمن النبوة ، يقول تعالى
ثالثا: القيام بدور (الطابور الخامس) ، وهو معاونة العدو الخارجي ؛ كما انسحب عبد الله بن أبي سلول بربع الجيش في معركتي أحد وتبوك والمعاصرون العلمانيون في العراق هم الذين جاءوا مع الدبابة المستعمرة ، وكما في أفغانستان .
رابعا: أهم إجراء لديكم بعد توليكم السلطة أن تقصوا الإسلام بالذات ، وأن تحاربوا الداعين له
خامسا: رؤيتكم أن الإسلام تخلف ورجعية ، فالحدود عندكم همجية ، والحجاب لديكم مظهر مخجل.
سادسا: سعيهم لكشف عورات المسلمات وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا كما :
(أ) النور: ، حيث نزلت في المنافقين ، وبالذات في عبد الله ابن أبي .
وختم مناقشته الرابعة برسالة إلى قاسم بك أمين قائلا فيها :
من عبد الله بن محمد الداود
إلى قاسم بك أمين رحم الله أموات المسلمين :
أكتب لك بعد مائة سنة من رحيلك عن الحياة ، حينما رأيت وجهك على غلاف مجلة صدرت عام (1982م) ، وتحتها مكتوب أنهم أقاموا احتفالا بمرور عشرين عاما على وفاتك .
لقد علمت من كاتبة المقال (هدى شعراوي) أنك عشت ثلاثاَ وأربعين سنة فقط ، كان هذا الرقم سبباً كافياً أن يقشعر جلدي ، فلقد أهلكت شبابك حتى الحظة الأخيرة في محاربة الحجاب ، وتزين السفور ، والدعوة لاختلاط النساء المسلمات بالرجال ، ولكن قطع الموت عليك الطريق ، فلم تستمتع ولم تذق من الذات والشهوات ما يكفي فصرت أول من دعا لإفساد المسلمة ، وأنت أقل من استمتع به ، وجاء من بعدك زمان صار (الإنسان الضعيف) يري من الأجساد العارية ، ويسمع من الأصوات الماجنة ، ما لم تره أنت في عصرك أو تسمعه ، وأبشرك بالذي يسوؤك في قبرك ويخلع القلب رهبة ، أن آراءك تبعها أناس حملوا لواء الإفساد في أمة محمد r ، وجعلوا من كتبك ومن سيرتك قدوة لهم ، فأنت مثلهم الأعلى في التمرد على شرع الله عز وجل .
كنت تستدل على قضيتك ومطالبتك بأدلة من الكتاب والسنة فعن أي دين كنت تتحدث ؟ ، وفي أي مكان تعلمت ذاك الدين ؟! ، هل أتيتنا تحدثنا عن إسلام لا نعرفه ، وجلبته لنا من أوروبا بعدما تعلمته هناك ؟! يؤسفني أن أوربا جاءتنا بعد موتك بست سنوات فقط عام (1914م) معلنة علينا الحرب العالمية الأولي ، بعد أن أرسلت أفكارها دولتنا ، ومفاهيمها ، وتصوراتها ، قبل ذلك معك ومع أمثالك ، فمزقت دولتنا ، وسلبت خيراتنا ، وذبحت أبناءنا ، وهؤلاء هم الذين أعجبوك، وانبهرت بهم ، وطالبتنا أن نجعل منهم قدوة لنا .
يا قاسم بك أمين كان أولى لنا أن نصب من موتك عبرة في قلوبنا ، وفي إعلامنا ، بدل الاحتفال بمرور عشرين سنة على وفاتك، حتى تكون لحظاتك الأخيرة زاجراً لمن أراد الفساد والإفساد وفي الختام تقام مدرسة تحمل اسمك لتمجيدك ، وتخليد ذكراك ، فيكون في طالباتها للمؤني عبرة وابتسامة البداية للفوز والغلبة ؛ حيث تروي الأخبار الموثوقة أن جميع الطالبات في مدرسة قاسم أمين الإعدادية للبنات لبسن الحجاب عام (1999م) ؛ مقتنعات بفريضته ، ، مؤمنات أن الحجاب صيانة ، وتكريم ، وتشريع، بل إن قلوبنا تخفق طرباً حينما وصلت نسبة المحجبات في مصر إلى 80% فالحجاب هو الأصل ، وليس الاستثناء ؛ بل وأزيدك وأعوانك غيظا بأن نسبة المحجبات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة تصل إلى نحو 30% ، وهذه بداية النهاية لواحدة من معارك الإسلام مع خصومة ، والعاقبة للتقوى .
في المناقشة الخامسة ذكر الكاتب بأن خطبه الوداع تحتوى في طياتها مجموعة ردود مسكته يرد فيها على العلمانين دعاة إفساد ويتضح ذلك فيما يلي :
أولاَ : مساواة حرمة الدم والعرض ، يقول r : (فإن دمائكم وأموالكن وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد …..) ، وهذا رد واضح على العلمانية .
الثاني: اهمية العدل فالنساء لهن حقوق تختلف عن حقوق الرجال ، ولرجال حقوق مختلفة ؛ ما يدل على انتفاء المساواة .
الثالث: توضيح الحقوق فإن على الزوجة الاستئذان من زوجها قبل التصرف في ملكه ، وأن تبتعد عما يكرهه : (لكم ألا يوطئن فرشهم غيركم ، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة ) .
ومن دعاوى العلمانية أن الزوجة لا يجب عليها أن تطيع زوجها ؛ وليس للزوج وصاية عليها ؛ بل الواجب هو المساواة بين الرجل و ؛ فأوضح النبي r أنه يجب على الزوجة (طاعة الزوج) بقوله : (فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، واستوصوا بالنساء خيراً) .
التأكيد على الأزواج أن يراعوا حقوق زوجاتهم: (… فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) .
التأكيد على الأزواج بأن يتقوا الله في النساء : (واستوصوا بالنساء خيراً) .
من دعاوي العلمانية نسب لزوجها بدلا من أبيها، كما يصنع الغرب ، وأمثلة هذا كثير ، كما حدث من سعد زغلول حيث انتزع نسب زوجته من أبيها ، ونسبها إلى نفسه ، وهدي شعراوي أيضا منسوبة إلى زوجها ،و في خطبة الوداع لعن من الله تعالى ، وملائكته، والناس أجمعين على من يفعل مثل هذا الأمر : ( من ادعى إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه ، فعليه لعنة الله ، والملائكة، والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل) .
وختم كتابه بقوله :
وقبل الرحيل ، أود أن يشاركني القارئ شعور الافتخار بالدفاع عن دينه ، ومقارعة أعدائه ، وفضح مكائدهم ، والله إن لها لذة تخالط نسيج الروح ، وتدعو إلى مواصلة المسير ، للتقرب إلى الله تعالى (بعبادة المراغمة) ، ولن تنتهى مبارزة العلمانية بكتاب واحد، وأتذكر كلمة قالها هتلر في كتابه كفاحي : ( إذا استيقظت في الصباح ، فلم تجد اليهود يسبونك ويشتمونك ، فاعلم أن يومك السابق ، ضاع هباء) ، فهو يري أن الاشتغال بإغاظة اليهود ، ومحاربتهم ، هو المقياس للإنتاج في الحياة ، وأستعير قليلا من معنى كلامه ، فأقول : إذا لم يجد العلمانيون إيلاما وغيظا منك ، ولم يستاءوا من وجودك وإنكارك لباطلهم ، ولم يؤلمهم حضورك وغيابك ، فاعلم أن جهدك ضاع هباء ، كيف لا ؟والله تعالى يقول محذرا نبيه r من المنافقين.
بالرغم من وجود أعداء كثر في ذلك الزمن كقريش ، وغطفان ، والأعراب ، وفارس ، والروم ، واليهود ، ولكن الله تعالى فال عن المنافقين (هم العدو)، فأعطاهم (أل) التعريف ، لبيان أن العداوة كل العداوة منهم

وبعد فراغي من قراءة كتاب (هل يكذب التاريخ) للكاتب عبدالله الداؤد ، وجدته غني بأطروحاته فقد ناقش الكاتب شبهات طالما حيرت المسلمين وعلى رأسها أن الحجاب الشرعي الإسلامي لا يتضمن تغطية الوجه وكذلك ناقش قضيتي المساواة والاختلاط التي ينادي بها الغرب والتي يسعى إلى نقلها العلمانيون إلى بلادنا الإسلامية .
اتبع الكاتب أسلوبا سلسا ويسير في عرضه للمناقشت وكانت ردوده على أكاذيب العلمانين منطقيه واقعية وعقلانيه وما أعجبني عرضه لبعض الصور التي تدل على أن الحشمة كانت سائدة في جميع أنحاء العالم وهذا دليل على أنها وفق الفطرة البشرية السوية وأن جميع المسلمات من مختلف البلدان الإسلامية كان حجابهن يتضمن تغطية الوجه،و كان الكتاب مزودا بإعلانات ومقالات للصحف المصرية على وجه الخصوص التي كانت دليلا قاطعا على أن سعد زغلول هو من اجبر المجتمع وأهله على قبول الزنا وانتشار الخمور بشكل رسمي معلن وذلك عن طريق السماح بهذه الوظائف المخلة بالقيم الإسلامية .
و من باب التأكيد كرر الكاتب بعض النقاط ومن أهمها أن العلمانين في عصرنا الحالي يمارسون دور المنافقين كما في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

ختاما ..
أشكرك أستاذي الكريم على إتاحتك لنا الفرصة بقراءة هذا الكتاب الثمين . وكم أتمنى أن تقتنيه جميع الفتيات المسلمات …




بارك الله فيك



جزاكي الله خيرا
الله يجعله في ميزان حسناتك يارب



التصنيفات
منوعات

وشهد شاهد !!!!! أهم مقابلة فى التاريخ

وشهد شاهد !!!!!

أهم مقابلة تليفزيونية فى التاريخ !!!

هل تتخيلون رجل دين يهودى يعلنها صراحة فى أهم محطة تليفزيون أمريكية قائلا :يجب ألا تكون هناك دولة اسمها ‘ إسرائيل ‘!!

هذا هو حديث الشعب الأمريكى الآن بعد المقابلة التلفزيونية التى أجراها Neil Cavuto من محطة FOX NEWS الأخبارية مع رجل الدين اليهودى الأرثوذكسى الراباى Yisroel Weiss

خليجيةخليجية

وبالطبع نظرا لأهمية المقابلة و التى أطلقت عليها محطة الأخبار FOX NEWS اسم

THE MOST IMPORTANT INTERVIEW ON EARTH

وهاهى الترجمة بالعربية

أجرى نيل كافوتو Neil Cavuto : مقابلة لعلها أهم مقابلة تجرى هذه الأيام لأنها سفهت بشكل واضح وبعبارات صريحة تلك الكذبة الشيطانية التي خدعت ذوي النوايا الحسنة حول العالم وأقنعتهم بدعم هذا الشيء الشرير والبغيض الذي يسمي نفس ‘الدولة اليهودية ‘.
الراباى Yisroel Weiss من جماعة اليهود المتحدون ضد الصهيونية يقول ل Cavuto وللعالم أن إسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعا اليهود منهم وغير اليهود .
الراباى Weiss: هذه وجهة نظر متفق عليها عبر المائة سنة الماضية أي منذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شيء مادي ذو هدف قومي للحصول على قطعة أرض وجميع المراجع قالت أن هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه الديانة اليهودية وهو أمر محرم قطعا في التوراة لأننامنفيون بأمر من الله .
Cavuto : ما المانع إذن في أن تكون لكم دولة؟ وما المانع في أن يكون لكم بلد تنتمون إليه؟ وما المانع في أن تكون لكم حكومة؟

الراباى Weiss: يجب أن لا تكون لنا دولة .
يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفي عام كمواطنين مخلصين يعبدون الله ويتصفون بالرحمة الربانية .
وعلى العكس مما يعتقد الناس هذه الحرب حرب ليست دينية فقد كنا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية دون أن تكون هنالك حاجة إلى رقابة منظمات الأممالمتحدة لحقوق الإنسان .
Cavuto: دعني أسألك هذا السؤال أيها الراباى…. هل كانت حياة اليهود أفضل قبل قيام دولة إسرائيل اليهودية .

الراباى Weiss: نعم كانت أفضل بنسبة 100%…. ففي فلسطين لدينا شهادة الجالية اليهودية التي كانت تعيش هناك وغيرها من الجاليات في أماكن أخرى بأنهم كانوا يعيشون في توافق وأنهم ناشدوا الأمم المتحدة بذلك حسب الوثائق التي بحوزتنا حيث أن كبير حاخامات اليهود في القدس قال : نحن لا نريد دولة يهودية .
وعند اتخاذ قرار قيام إسرائيل تم تجاهل سكان ذلك البلد من المسلمين والمسيحيين واليهود .
Cavuto: على أية حال لم يكن لديكم بلد تنتمون إليه ولكنكم كنتم غرباء لدرجة أن تعرضتم للاضطهاد والقتل عبر الألفية الماضية وخصوصا ما حدث قبل خمسين أو ستين عاما؟

الراباى Weiss: هنالك قتل بسبب معاداة السامية وهنالك موضوع آخر عندما تثير العداء بخلق معاداة السامية من خلال الصهيونية .
أي بعبارة أخرى أن الأمر لم يأت هكذا دون سبب …. حيث أنك تطرق نوافذ جيرانك وتدعوهم إلى معاداة السامية .
Cavuto: أنت يهودي أرثوذكسي حسب علمي …. ما هو رأي اليهود التقليديون في ذلك الموقف؟

الراباى Weiss: الرأي الغالب لدى اليهود هو : صحيح أنه لا يجب أن تكون لدينا دولة … ولكنها قامت ….. غير أن الدعاية الصهيونية بأن العرب يريدون رمي أي يهودي في المحيط وبأن هنالك حقد دفين لليهود مكنهم من إقناع الكثيرين من
اليهود وهو ما جعل هؤلاء يخافون من العودة إلى تلك الأرض .
Cavuto: حسنا … لا يمكنك أن تلومهم فهذا صحيح …. أقصد أن لديك مثلا رئيس إيران الذي يقول أن المحرقة لم تقع أصلا ولو كان الأمر بيده لدمر إسرائيل وقضى على جميع اليهود .

الراباى ويس Weiss:
هذا كذب واضح …. فهو لديه جالية يهودية في إيران ولم يقتلهم عندما سنحت له الفرصة Cavuto:
إذن أنت لا تأخذ كلامه على أنه يريد قتل اليهود؟
الراباى Weiss: بل هو يريد تفكيك الكيان السياسي …. وفي الحقيقة نحن مجموعة من رجال الدين اليهودى (Rabbis) ذهبنا لزيارة إيران العام الماضي …
واستقبلنا القادة الإيرانيون والتقينا بنائب الرئيس حيث أن الرئيس كان في زيارة إلى فنزويلا في ذلك الوقت والتقينا كذلك بالزعماء الروحيين وكلهم بينوا وبكل صراحة بأنهم ليسوا في نزاع مع اليهود .
Cavuto: إذن أيها الحاخام أنت تعتقد أنه طالما أن إسرائيل موجودة فلن تأتي بخير .

الراباى Weiss: اليهود يعانون والفلسطينيون يعانون ونحن نصلي من أجل التعجيل بتفكيك هذه الدولة اليهودية بطريقة سلمية .
Cavuto: إنه لأمر مثير أيها الحاخام ….. فهي وجهة نظر لا نسمع عنها في الغالب .

الراباى Weiss:
لا بد من نشر هذا اللقاء في جميع أنحاء العالم بأسرع ما يستطيعه البشر. وهو بين يديك ..
إنتهت المقابلة المثيرة و التى بالفعل أدهشتنى!!!

بقلم

Poker Face

ممنوع وضع رابط لموقع أخر




والله صدق ماقال شئ خطأ
لكن وين اللي يسمع؟؟؟
على كل حال الله يعطيك العافيه حبيبتي
تحياتي لك
وتقبلي مروري






مشكورة عالموضوع الحلو

شهد شاهد من أهله




التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

اعظم الاخطاء في التاريخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعظم الأخطاء في التاريخ

باع جورج هاريشن من جنوب أفريقيا مزرعته إلى شركة تنقيب بعشرة جنيهات فقط لعدم صلاحيتها للزراعة ، وحين شرعت الشركة في استغلالها ، اكتشفت بها أكبر منجم للذهب على الإطلاق ، أصبح بعدها هذا المنجم مسؤولاً عن 70% من إنتاج الذهب في العالم

وفي إحدى ليالي 1696م أوى الخباز البريطاني جوفينز إلى فراشه ، ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة بقيت في فرنه، وقد أدى هذا "الخطأ" إلى اشتعال منزله ثم منزل جيرانه ثم الحارات المجاورة ، حتى احترقت نصف لندن ومات الآلاف من سكانها ، فيما أصبح يعرف "بالحريق الكبير" ،، جوفينز نفسه لم يصب بأذى !!

وفي عام 1347م دخلت بعض الفئران إلى ثلاث سفن إيطالية كانت راسية في الصين ، وحين وصلت إلى ميناء مسينا الإيطالي خرجت منها ، ونشرت الطاعون في المدينة ثم في كامل إيطاليا . وكان الطاعون قد قضى أصلاً على نصف سكان الصين في ذلك الوقت ، ثم من إيطاليا انتشر في كامل أوروبا فقتل ثلث سكانها خلال عشر سنوات فقط

تذكر بعض المصادر أن أحد الملوك البريطانين اختلف مع البابا في وقت كانت فيه بريطانيا كاثوليكية ، وكرد انتقامي حرّم البابا تزاوج البريطانين الأمر الذي أوقع الملك في حرج أمام شعبه ، ولخروج من هذا المأزق طلب من ملوك الطوائف في الأندلس إرسال بعض المشايخ كي تتحول بريطانيا للإسلام نكاية بالفاتيكان ! إلاّ أن "جماعتنا" تقاعسوا عن تنفيذ هذا الطلب حتى وصل الخبر إلى البابا ، فأصلح الخلاف ورفع قرار التحريم ( ولك أن تتصور إسلام بريطانيا، ثم ظهورها كإمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ) !!

وكانت فرصة مشابهة قد سنحت للمسلين ، خلال معركة بلاط الشهداء (قرب بواتيه في فرنسا) ، في هذه المعركة كرر المسلمون نفس الخطأ القاتل في معركة أحد ؛ فقد تراجعوا لحماية غنائمهم من جيش شارلمان ، فغلبوا وتوقف الزحف الإسلامي على كامل أوروبا . يقول أحد المؤرخين الإنجليز : "لو لم يهزم العرب في بواتيه ، لرأيتم القرآن يُتلى ويُفسر في كامبريدج وأكسفورد" !!

:icon_cool:




يسعدني ان اكون اول وحده ترد علا موضوعك

تقبلي مروري

تسلمي علا الموضوع

معلومات قيمه




الله يعافيك معلومات رائعه

تقبلي مروري




عاشت الايادي الحلوين
يسلمو ياعسوله



خليجية



التصنيفات
التربية والتعليم

حسن الرماح و اختراع أول طوربيد في التاريخ

خليجية

خليجية

حسن لرماح أو نجم الدين حسن الأحدب الرماح المتوفى فى 1294 كان من صناع الاسلحه فى العهد المملوكى و قد انفجر بيته نتيجه لابحاثه عن دمج البارود الصينى مع النفط لصناعة بارود متفجر. وعندما فكر فى اختراع الطوربيد البحرى نقله السلطان المملوكى الى قريه على ساحل الشام ليتم اختراعه هناك.

خليجية

إن اختراعه للطوربيد البحرى هو عباره عن قطعه معدنيه تستخدم لغرض الطفو و يتوسطها رمح حاد وعلى أطرافها سكاكين حاده لزوم القطع فى خشب السفينه و تتمركز على رمحين جانبيين لزوم التوجيه فى خط مستقيم وتعلوها ماسوره يتم ملؤها بالمسحوق المتفجر والذى ما أن يتم اشعاله حتى ينطلق الطوربيد إلى هدفه, وما يلبث أن يصل البارود المستعل الى مستودع النفط فيشتعل بقوه ويقوم باحراق السفينه من القاع لذا فقد سمااه البيضة التي تطفو و تحرق.

و من مؤلفات حسن الرماح:

* ـ كتاب الفروسية والمناصب الحربية لحسن نجم الدين الرماح وتوجد من هذه المخطوطة صورة مصورة في معهد المخطوطات العربية في القاهرة هناك شرح لصناعة أنواع عديدة من الصواريخ "الطيار" تختلف بالمدة والسرعة والحجم وكذلك نوع من الطوربيدات يصطدم بالسفن وينفجر.
ـ كتاب البنود في معرفة الفروسية للمؤلف السابق، ومنه نسخة في راميور ونسخة أخرى في دار الكتب المصرية.
– كتاب الفروسية في رسم الجهاد المخطوطة رقم 2825 باريس وفيه إشارات إلى وصفات كاملة اشتملت تركيب وهيئة البارود الذي كان يدك في المدافع آنذاك.

وهذا شكل الطوربيد اليوم :

خليجية




منقول بتصرف ☺



يسلمو حووبي



يسلمووووووو



منورات يا بقراتي



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

اغبى عملية انقاذ بالتاريخ ههههههههههه

اليوم جبت لكم أغبى عملية انقاد بالتاريخ
اليكم الصور

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية
تشبت غريق بغريق ههههههههه
جار ومجرور ههههههههههه
اترك لكم التعليق وشكراااااااااا

__________________




يسلموووووووووا عسوله



ينقل للقسم المناسب



شكرااااااااا على ردك

وانا كنت محتاره احطه بالقسم الصور او السوالف واحطيته بالسوالف




هههههههههههههههههههه

ميرسى