الهبات الساخنة، التعرق الليلي، التوتر، التشويش العقلي، تفاوت مواعيد الدورة الشهرية. أكثر النِساءِ سيواجهن هذه الأعراضِ في وقت ما من حياتهن بعد بلوغ سن انقطاع الدورة الشهرية، ولكن لماذا تعاني بعض السيدات أكثر من غيرهن وكيف يمكن أن تعاملي مع هذه الحالة؟
إذا كنت في أواخر الثلاثينات أو أوائل الأربعينات ولم تشعري بالهبات الساخنة، فقد تتساءلي عن ماذا نتحدث. بالتأكيد قد يكون جوابك إذا شعرت بالحر خلال الليل فكل ما علي عمله هو ارتداء ثياب خفيفة وخفض التدفئة في الغرفة ؟ لما لا تقولي هذا التعليق بصوت مرتفع لحواليِ 70 % من النساء اللاتي تعانين من الهبات الساخنة والتي يمكن أن تدوم من بضع دقائق إلى سّاعة، ونعدك بأن الرد سيكون عنيفا وغاضبا جدا.
كل النساء يمررن بسنِ انقطاع الدورة الشهرية وأكثرهن سيواجهن الأعراض المصاحبة إلى حد ما. ولعل من المفاجئ حقا، عدم معرفة الكثيرات عن هذه المرحلة من حياتهن. ولماذا يمكن أن تعاني بعض السيدات أكثر خلال هذه الفترة من غيرهن؟ سألنَا أربعة خبراء أحدهم قام بدراسة الهبات الساخنة لأكثر من عقدين – حول الطرق الناجعة والفعالة للتعامل مع أعراض انقطاع الدورة الشهرية والتغيرات التي تحدث وتسبب أعراضا غير محببة للسيدات.
ماذا يحدث أثناء الهبات الساخنة؟
يقول الدّكتور بوب فريدمان، أستاذ طبّ الأمراض العقلية والتوليد والطبّ النسائي في كلية الطبّ بجامعة وين الرسمية في ديترويت، أمضى 20 سنة في دراسة الهبات الساخنة ، "بالرغم من أن مستويات هرمون oestrogen المنخفضة تعد عاملا أساسيا، إلا أنها لَيست السبب الوحيد فقد وجدنا مستويات مماثلةَ للهرمون عند النساءِ اللواتي لا تعانين من الهبات ".
يعتقد فرديمان بأن انسحاب الاستروجين يؤثر على الغدّةِ الرئيسية في الدماغ الذي يسيطر على قيود درجة الحرارة. هذا قد اظهر البحث بأن مستويات مادة في الدماغِ تسمى noradrenaline كانت أعلى في النساء اللواتي عانين من الهبات الساخنة م مقَارنة مع غيرهن. يبدو أن المادة المتزايدة من noradrenaline تعمل على تَضييق منطقة درجة الحرارة المحايدة بين التعرق والارتعاش – من عرض حوالي 0.4 درجة ، إلى تقريباً صفر – لذا تصبح حسّاسة للتَغييرات الطفيفة على درجة الحرارة. والنتيجةَ توسع الأوعية الدموية، تزايد مجرى الدمّ إلى الجلد، وارتفاع درجةَ حرارة الجسم، الذي يبدأ بالتعرق لتَبريد نفسه.
نصائح للسيطرة على الهبات الساخنة:
حافظي على هدوئك:
توقفي! لست بحاجة لأخذ كل هذه الأجراءات الصارمة إذا كنت تشعرين بالحر بسبب مرحلة انقطاع الدورة الشهرية. حافظي على هدوئك، وحاولي معرفة أسباب تعرقك وحرارتك المفرطة. لربما غذائك، ثيابك، طبيعة غرفة نومك، تدخينك يعزز ارتفاع درجة حرارة جسمك أكثر.
تجنبي المحفزات:
يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم لاسباب عديدة مثل الإجهادِ، الكافيين، الأطعمة كثيرة التوابل، المشروبات الساخنة أو التدخين أَو الكحول. من الواضح، أن أفضل طريقة للسيطرة على ارتفاع درجة الحرارة يكون بتَفادي الأشياءِ التي تسبب الحرارة.
دققي في محيطك:
هل غرفة نومك ذات تهوية جيدة، هل تضعي الكثير من الثياب عند النوم، هل تستعملي أغطية دافئة جدا، هل تضعي جوارب عند النوم. للأسف تقوم العديد من النساء بإتباع عادات غير صحية عند النوم، ومنها الإفراط في التدفئة، وهذا يمكن أن يزيد من درجة الحرارة حتى دون وجود أعراض للهبات الساخنة، لذا دققي في محيطك وتأكدي من التخلص من كل شيء يسبب ارتفاع درجة الحرارة.
غيري عادات أكلك:
بالإضافة إلى المحفزات التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم، هناك أطعمة تساعد على السيطرة على مستويات الهرمون في الجسم، مثل منتجات الصويا، الحمس، العدس والتي تحتوي على isoflavones. تساعد هذه الأطعمة على تخفيض أعراض الهبات الساخنة بسبب محتواها من الايزوفلافين. ولكن لا تفرطي في تناول هذه الأطعمة لأنها قد تسبب تراجع مستويات الحديد، وينصح باستشارة الطبيب قبل البدء بأي نظام غذائي جديد. تتوفر العديد من الأدوية والمكملات الغذائية التي يمكن أن تساعدك خلال هذه الفترة