علشان نفهم إزاى بتكون السعادة فى الحاضر
لازم نعرف حاجات مهمة عن نفسنا
" و فى أنفسكم أفلا تبصرون "
(الذاريات21)
أولها القاعدة دى :
لا رأيك و لا رأى الناس فيك صح
إنت أحسن مما تظن
و أحسن مما يظن الناس
لسبب بسيط جدا
و هو أنك كإنسان = المخلوق المختار = اللى إختاره ربنا و فضله على سائر المخلوقات
و قيمة الإنسان فى عقله
و العقل بيعمل على إدراك المعنى
و الأسماء هى التى تعطى قيمة للمعنى
" و علم آدم الأسماء كلها …"
(البقرة31)
و لما الإنسان بيطلق إسم على شئ , العقل بيفتح ملف لهذا الشئ (المسمى)
هذا الملف بيستقر فى العقل الباطن ( اللاواعى ) الذى يخرجه بعد ذلك فى شكل طاقة إيجابية أو سلبية حسب المعنى اللى وصل له من الإسم .. و الطاقة دى هى اللى بتتبنى عليها تصرفاتنا ..
بمعنى إن لو الإسم سلبى و هتتولد عندنا طاقة سلبية تكون نتيجتها تصرفات سلبية
و العكس صحيح
مثال صغير :
لما بتشوف على علبة كلمة : " قابل للكسر "
بتتعامل مع العلبة إزاى ؟ حتى و أنت لا ترى ما بداخلها
و بالتالى فالإسم اللى الإنسان مننا بيسمى به نفسه بيكون فى منتهى الخطورة
لأنه لو كان إسم سلبى هتكون طاقة الإنسان سلبية
أما لو كان الإسم إيجابى فهتكون كل طاقاته إيجابية
و علشان كدة قبل ما تطلق على نفسك إسم , يجب أن توقن أنك أفضل مخلوقات الله
لأن الله ما كان ليوكل خلافة الأرض لنا ( بنى الإنسان ) و يحملنا الأمانة التى أشفقت الجبال من حملها إلا لو كان فضّلنا على سائر مخلوقاته و وهبنا قدرات و طاقات لا نهائية تمكنا من حمل هذه الأمانة المضنية
و العلم أثبت أن الإنسان لم يستخدم بعد إلا القدر الضئيل من طاقاته و قدراته
و من هنا لما الإنسان بيحدد السعادة فى شئ معيّن مش فى إيده فى الوقت الحاضر , أو بيحصرها فى ذكرى مضت أو فى حلم للمستقبل من غير ما يربطها بالحاضر , بيعطى إشارة للعقل بفتح ملف بأنه غير سعيد ..
و بالتالى طاقته بتبقى سلبية , و تصدر منه تصرفات تؤدى إلى تعاسة حقيقية
فالعقل و الجسد بيكمل كل منهما الآخر
و للإنسان 5 طاقات :
1- الطاقة الحركية
2- الطاقة الجسدية
3- الطاقة الفكرية
4- الطاقة العاطفية
5- الطاقة الروحية
1
الطاقة الحركية
هى الفرق بين الحى و الميت
و المثل بيقول
فى الحركة بركة
2
الطاقة الجسدية
هى اللى بتغذى الطاقة الحركية
و وقودها هو :
الأكل
الشرب
النوم
التنفس
لو ال4 حاجات دول مش موجودين تحصل سكتة قلبية للجسد
و لو زادوا عن حدهم يمرض الجسد
" يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد و كلوا و اشربوا و لاتسرفوا , إنه لا يحب المسرفين "
(الأعراف31)
3
الطاقة الفكرية
هى الفرق بين الإنسان و الحيوان
لأنها بتجعل للحركة معنى
و التفكر أقوى من التفكير
لأن التفكير هو فكرة بتمر بالخاطر قد تصيب و قد تخيب
أما التفكر فهو إدراك المعنى , فالتركيز , فالفهم , فالفعل السليم
" … الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون …"
(آل عمران191)
و هذا التفكر يعطى لعملك و حركتك قيمة
فيكون لجهدك الفائدة القصوة
و كان الشيخ الشعراوى بيقول : أن الفكر بيحقق السعادة
ليه ؟
لأن الفكر بيعمل تركيز على الفعل
هذا التركيز بيولّد إحساس
و الإحساس بيؤدى إلى سلوك
و السلوك هو اللى بيحدد المصير
و دة المعنى المقصود فى قوله تعالى :
" … إن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم …"
(الرعد11)
لأن أى حركة من غير فكر لازم يكون فيها غلط
فكتير منا بيبقى مركز فى شغله فى الأول
و بعد شوية بنلاقى نفسنا بنتحرك بشكل آلى
و دة اللى بيسبب الركود فالتخلف
أما لما الإنسان بيظل مدرك لأفعاله , بيركز فى عمله , فيكون لعمله قيمة تجدد حياته و تطورها أولا بأول
و لذلك فإحنا المسلمين مأمورين :
بالتركيز فى القرآن
" لا تحرك به لسانك لتعجل به "
( القيامة16)
" " و إذا قُرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم تُرحمون"
(الأعراف204)
و مأمورين بالتركيز فى الصلاة , لنشعر بها و نحن نؤديها
و مأمورين بالتفكر
فى خلق الله فى السماوات و الأرض و فى أنفسنا و إدراك حكمة وجودنا على الأرض فنحسن عملا
4
الطاقة العاطفية
التمسك بعمل أو بمبدأ أو بإنسان يتطلب منك الإلتزام و العطاء
و هو ما تقوم به الطاقة العاطفية
فكما أن الطاقة الحركية و الجسدية تعتمد على الطاقة الفكرية
فالطاقة الفكرية لا تتحقق إلا بالطاقة العاطفية
و لكن
التمسك الزائد بشئ أو بإنسان بيخنقه
و يخليه يفلت منك
الإلتزام الزائد بيضغط عليك , فيتحول لمرض
و لذلك يقول الرسول
أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي
فلا شئ فى هذه الحياة يمثل كل شئ
و يقول د. إبراهيم الفقى :
أول حاجة بتحصل لك أول ما تتولد هى : قطع حبل الوريد
و دة معناه إنفصالك و حريتك
ما تلزقش نفسك فى حد و إلا هرب منك
تمسكك بإنسان بيخليه يطلب منك أكتر و يخليك تتنازل أكتر و أكتر
هذه الطاقة العاطفية بتستهلك كل حتة فى الجسم
و لذلك لازم نعرف نوظف الطاقة العاطفية صح
5
الطاقة الروحية
هى اللى بتخلينا نعرف نوظف الطاقة العاطفية صح
و هى اللى بتعطى قيمة للطاقة الفكرية و الحركية و الجسدية
ربنا بيقول لنا
" …فإذا عزمت فتوكل على الله …"
(آل عمران159)
لأن لو تفكيرك بقى روحانى هيبعد عن إنه يكون سلبى أو إيجابى
هيبقى تفكيرك إيمانى
فبيوصلك للإستسلام و قبول أمر الله برضا كامل
و هو دة معنى
الإسلام
************
ربنا سخر للإنسان كل قوانين الأرض
الأرض و ما عليها فى خدمة الإنسان ليستطيع الإنسان أن يرعاها و يطورها طاعة لله
فالإيمان بالله بيخليك تاخد طاقة من ربنا لتوصلها منفعة للأرض و للناس و لنفسك , فيعود عملك لله , فتكافأ به فى الدنيا قبل الأخرة
و هكذا تصبح قناة للتوصيل
و هو ما يسمى : قانون الإنجذاب و العودة
و كل ما بتعطى أكتر كل ما بتستقبل من الله أكتر
فلما بنربط أهدافنا بالله بيصبح الهدف المادى عديم القيمة
فإن وصلنا له أو لم نصل ما تفرقش معانا
لأن الهدف الحقيقى روحانى
و هو طاعة الله
و طاعة الله متحققة بالعمل و السعى للوصول للهدف المادى ( عديم القيمة فى حد ذاته )
و بالتالى تكون السعادة فى الحاضر
-يتبع
.