متلازمة ما قبل الدورة الشهرية
ماهو؟
*هذا المرض هو في الحقيقة مجموعة من الأعراض التي تصيب النساء في متوسط العمر، أو قبل ذلك من صغيرات السن بشكل دوري متكرر يترافق مع الدورة الشهرية للطمث، وينطوي على مجموعة من الأعراض البدنية والنفسية والسلوكية.
-وعلى الرغم من أن الأسباب المؤكدة لمثل هذا المرض غير معروفة بعد، إلا أن العلماء يعتقدون أن للتغيرات في مستويات الهرمونات والنواقل العصبية في الجسم لدى المرأة دور رئيس في ذلك.
-ويعد تشخيص متلازمة ما قبل الدورة الشهرية تشخيصاً استبعادياً بمعنى أنه يجب استبعاد جميع الأسباب المحتملة الأخرى قبل الجزم بتشخيص هذا المرض.
* أعراض متكررة ودورية:
-تصيب أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية النساء ما بين سن 25 – 35.
*والأعراض كثيرة ومتنوعة حتى إنه تم إحصاء ما يصل إلى 200 عرض ترتبط بهذا المرض، إلا أن أشهرها يمكن تقسيمه إلى مجموعات:
-الأعراض السلوكية: ومنها الإجهاد و قلة النوم والدوخة والعزوف عن الجنس واضطرابات الأكل.
-الأعراض النفسية: التهيج والعصبية والتوتر وسرعة الغضب والشعور بالكآبة، وربما نوبات البكاء وضعف التركيز وقلة الثقة بالنفس والشعور بالوحدة.
– الأعراض البدنية: الصداع وآلام الثديين وانتفاخهما وآلام الظهر والبطن وانتفاخه، وزيادة الوزن وتورم الأطراف والغثيان وآلام العضلات والمفاصل.
85 % من النساء يُصبن بواحد -على الأقل- من تلك الأعراض، و 2 – 10 % من النساء تمنعهن حدة المرض عن العمل والنشاط الطبيعي بدرجة كبيرة.
جميع هذه الأعراض تختلف في حدتها ووجودها لدى النساء، ولكنها جميعاً تخف أو تغيب عند أول حصول الطمث.
* ما هو السبب ؟
-يبدو أن نظرية نشوء المرض وظهور الأعراض معقدة ومتعددة العوامل، فمثلاً دور الهرمونات التي يفرزها المبيض لدى المرأة غير مؤكد، إلا أن الأعراض تتحسن عند حدوث التبويض، وانخفاض الهرمونات في الدم.
-وقد يكون مستوى الهرمونات في الدم مؤثراً على عمل مجموعة من النواقل العصبية في الدماغ مثل مادة سيورتينين ( Serotnin )، ولكن مستوى الهرمونات الجنسية لدى المرأة المصابة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية هي طبيعية كغيرها من النساء.
– البعض يرى أن نشوء بعض الأعراض -على الأقل- ناتج عن نوع من التحسس لهرمون البروجسترون.
-كما أن للعوامل الوراثية دوراً في الموضوع، إذ تزيد فرصة الإصابة بالمرض مرتين في التوائم المتطابقة.
* تشخيص المرض:
-كما سبق فإن تشخيص متلازمة أعراض ما قبل الدورة الشهرية يتم بعد التأكد من خلو المرأة من مجموعة من الأمراض البدنية والنفسية التي تشابه هذا المرض في طبيعتها.
-ويجب التفريق هنا بين متلازمة ما قبل الدورة الشهرية وبين نوع من الأعراض تعرف بأعراض الدورة البسيطة، وهي عبارة عن تغيرات جسمانية مثل انتفاخ الثديين وآلامهما وتورم الأطراف وغيرها من الأعراض الخفيفة، مما لا يؤثر على صحة المرأة العامة، ولا على نشاطها وأدائها لوظائفها اليومية.
* ومن أجل أن يتَّضح التشخيص، فلابد من توافر ثلاثة أمور حيال هذا المرض:
أولاً: أن تكون الأعراض متوافقة مع ما سبق التمثيل به من الأعراض السلوكية أو البدنية أو النفسية.
ثانيا: أن يكون وقت حدوث الأعراض في الأيام القليلة التي تسبق الطمث، وتكرار نفس الأعراض في نفس الوقت من الشهر.
ثالثا: أن يؤثر المرض على صحة المرأة، ويعيقها عن أداء أعمالها ووظائفها الطبيعية.
-عادة يطلب من المرأة -عند الشك بوجود هذا المرض- الاحتفاظ بسجل شهري للأعراض لفترة من الوقت؛ حتى يمكن التعرف على الاختلافات الشهرية من وقت لآخر ، وتوجد حالياً نماذج خاصة بتسجيل الأعراض لهذا الغرض.
* طرق العلاج:
– يهدف علاج متلازمة ما قبل الدورة الشهرية إلى القضاء على الأعراض أو التخفيف منها، وكذلك منع أي تأثير للمرض على نشاط المرأة وعملها وعلاقاتها.
– وعلى الرغم من توافر عدة طرق للعلاج، إلا أن البعض منها فقط ظهر نفعه وبان أثره . كما أن القليل منها تمت دراسته وبحثه للتأكد من فعاليته.
-مبدئياً كل المصابات بهذا المرض يجب مباشرة علاجهن بوسائل من غير الأدوية والعقاقير، وأما العقاقير فيجب أن يقصر استعمالها على الحالات الشديدة أو المتكررة.
-الوسائل العلاجية -من غير الأدوية- تشمل التعليم والتثقيف الصحي للمرأة، والعلاج السلوكي والعلاج التدعيمي.
-لقد ظهر أن تثقيف المرأة بطبيعة المرض وآلية حدوثه يخفف كثيراً من المعاناة، ويعمل على تزويد المرأة بقدرات أكبر على التحكم في الأعراض والتعامل معها بطريقة صحية.
-وأما العلاج السلوكي فمن أمثلته الاحتفاظ بسجل يومي للأعراض، وإجراء تمارين الاسترخاء والتمارين البدنية، والحصول على قسط وافر من الراحة.
-السجل اليومي للأعراض يعطي المرأة فكرة أفضل وقت لإجراء التمارين السلوكية للتغلب على الأعراض.
-العناية بالوجبات الغذائية وجد أن له دوراً في التخفيف من بعض الأعراض. فتقليل ملح الصوديوم في الطعام مثلاً ظهر أنه يخفف من تورم الأطراف واختزان السوائل في الجسم، ومن انتفاخ الثديين وآلامهما أيضاً. كما أن التقليل من تناول مادة الكافيين -في القهوة وغيرها- يساعد في تخفيف التوتر والاضطراب، ويساعد كذلك في انتظام النوم وعلاج الأرق.
-فيما يتعلق بتناول بعض العناصر الغذائية تم بحث ودراسة مجموعة من العناصر مثل (فيتامين أ- وفيتامين ب) والكالسيوم والمغنيزيوم. غير أن معظم الدراسات لا يمكن الجزم بنتائجها لبعض الأمور المتعلقة بطرق البحث.فمثلاً هناك تسع دراسات حول دور (فيتامين ب ) في علاج المرض، غير أن كل الدراسات تلك لم تكن محكمة يمكن الاطمئنان إلى نتائجها. و أما (فيتامين أ ) فإن الدراسات العلمية لا توصي به عكس فيتامين ي ( بمعدل 400 وحدة دولية يومياً) الذي ظهر نفعه في علاج الأعراض البدنية للمرض. كما أثبتت بعض الدراسات فائدة الكالسيوم بمعدل 1200 ملجم يومياً.
-التمارين البدنية وخاصة عند ممارستها في الهواء الطلق يساعد في التخفيف من الأعراض إلى جانب العلاجات البديلة الأخرى فيما يعرف بالطب البديل.
* العلاج بالعقاقير:
-يتم البدء بالعلاج بالعقاقير عندما لا تفيد الوسائل الأخرى عند استعمالها لفترة ثلاثة أشهر متتالية. الأدوية تعطى إما لعلاج بعض الأعراض أو لتنظيم الدورة الشهرية. واختيار الدواء يختلف من امرأة لأخرى طبقاً لأكثر الأعراض حدوثاً وأشدها تأثيراً.
-مجموعة المسكنات -على اختلاف أنواعها- ومضادات الهستامين ومدرات البول الخفيفة كلها ذات أثر إيجابي في علاج المرض.
-الأدوية الأخرى المفيدة في هذا المجال هي مضادات الاكتئاب.عقار فلوكسيتين ( Prozac )وعقار سيرترالين ( Sertraline ) تمت إجازتهما من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية لعلاج متلازمة ما قبل الدورة، بعد أن ظهرت فائدتها في العلاج مؤخراً بعد دراسات أجريت حول جدواها.
-ومضادات الاكتئاب في هذه الحالة ليس من الضروري تناولها بشكل مستمر، و إنما في الفترة التي تشتد فيها الأعراض، بحيث تأخذها المرأة لمدة 14 يوماً قبل حدوث الطمث، ثم تتوقف عنها لبقية الشهر.
-وأما الأدوية الأخرى مثل مضادات الاكتئاب (ثلاثيات الحلقة) ومضادات بيتا فلا ينصح باستخدامها؛ لما لأعراضها الجانبية من أثر يفوق فائدتها العلاجية عند علاج متلازمة أعراض ما قبل الدورة.
-ومن الأدوية المفيدة الأخرى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الفولتارين والأسبرين. فهذه المجموعة مفيدة لمجمل الأعراض، كما أنها تفيد في التخفيف من غزارة الطمث. غير أنها لا تناسب المصابين بقرحة المعدة أو المصابين بالحساسة من الأسبرين.
-وأخيراً فإن أقراص منع الحمل توصف أحياناً للتخفيف من الأعراض، غير أن أثرها يظل محل دراسة وبحث، وربما كانت تفيد في التخفيف من بعض الأعراض، غير أنها تزيد من أعراض أخرى.
واسمحوا لي على الإطالة وتقبلوا حبي ومودتي