التصنيفات
منوعات

العلاج النفسي بالقران د |رامز طه

منذ أكثر من عشرة سنوات.. وبعد صدور كتابى "وداعاً للقلق.. بالعلاج النفسى الذاتى".. متضمنا أحدث أساليب العلاج النفسى الذاتى التى ابتكرها وطورتها مجموعة من كبار علماء النفس والعلاج النفسى حتى أصبحت مدارس وأساليب واسعة الانتشار فى أمريكا والعديد من الدول الغربية.. منذ ذلك الحين وأنا أشعر بالمسئولية تجاه أبناء الوطن.. وأشعر بمدى حاجتهم فى هذا العصر الملىء بالصراعات والاضطرابات إلى طرق وأساليب فى العلاج النفسى الذاتى تمكن الفرد من علاج مشكلاته النفسية التى لاتستدعى الذهاب إلى الطبيب النفسى، وأيضا كأساليب مساندة للعلاج الدوائى (بالعقاقير) الذى يصفه الطبيب .. خاصة اذا كان الطبيب لايعطى مريضه الوقت الكافى للمناقشة والحوار وفهم صراعاته ومشكلاته وآفكاره وأنفعالاته.
بالفعل كانت مسئولية ضخمة أن ابحث عن أساليب علاجية جديدة ومبتكرة.. نابعة من القرآن الكريم وأخرى من السنة المطهرة ،ووضعها فى إطار عصرى وبمنهج علمى حديث يعالج مشكلات الأنسان فى هذا العصر ,بلغته وأدواته , وبطريقة مبسطة يسهل لأى شخص ان يستخدمها للتخلص من اضطراب أو مشكلة أو مرض نفسى، ولقد أتبعت المنهج العلمى فى التجريب وتشخيص المرض وفق أحدث مناهج التشخيص , ثم إختيار العلاج ومقارنته بأساليب علاجية أخرى , وبعد التطبيق تم قياس النتائج باختبارات علمية مقننة، وفى حالات كثيرة تمت إعادة التجربة على عينات مختلفة من المرضى الذين تم أختيارهم بطريقة عشوائية.
وبالفعل بدأت فى إجراء سلسلة من الدراسات العملية للاستفادة من القرآن الكريم فى علاج عدة أمراض ومشكلات نفسية مختلفة مثل القلق، والخوف، والوسواس القهرى وخلافه. وكانت النتائج فى 80% من الحالات تفوق نتائج العلاج النفسى بأساليب ومدارس غربية.
لقد أكدت هذه الدراسات قوة الجانب الدينى فى الشخصية العربية.. وان الكثيرين يلجأون إليه بدون أى توجيه فى لحظات الشدة والألم النفسى.
وكطبيب نفسى استطيع أن أؤكد بعد ممارستى لأغلب أنواع العلاج النفسى.. ان الشخصية العربية تميل إلى الاسلوب الذى تتبعه مدارس العلاج المعرفى "لآرون بيك" والعلاج العقلانى "لألبرت إليس" .. لانها تلجأ إلى العلاج عن طريق مخاطبة العقل الواعى وتعديل التفكير من خلال المناقشة المنطقية ودحض الأفكار الانهزامية الخاطئة وغير المنطقية وعدم الخوض فى العقد الجنسية واللاشعور وخلافه .. وهذا الأسلوب يتوافق تماماً مع أسلوب القرآن الكريم فى علاج النفس وتصحيح إنحرافها.
وكثيراً ما شاهدنا بعض المرضى العرب يرفضون إكمال العلاج بالتحليل النفسى أو بالأساليب المماثلة له لانها تضعهم فى صراع مع الذات ومع المجتمع، لانها بشكل مباشر أو غير مباشر تدفع المريض إلى إشباع رغباته وغرائزه بدون أن تحدد له الطريقة المناسبة لمفاهيم وقيم المجتمع، كما أنها تهمل مناقشة الأفكار والمشكلات الحالية للمريض.
وإذا كان البعض يدعى ان الطب النفسى وعلم النفس لاعلاقة لهما بالدين، فأننى أؤكد خطأ هذا الادعاء وعدم صحته تماماً خاصة فيما يتعلق بجزئية العلاج النفسى حيث تصبح القضية هى تعديل اعتقادات وافكار ومفاهيم مرتبطة أشد الارتباط بالأخلاق والعادات والدين.
لقد اعتمد العلاج النفسى على مر العصور على الدين واستعان به لمساعدة الانسان على مواجهة لحظات الهزيمة والألم واليأس ، وان إساءة استخدام البعض لهذه الجوانب المشرقة فى حياة البشر لايجعلنا نرفضها أو ندير ظهرنا لها.
ان تجاهل الحضارة الغربية لأهمية الجوانب الروحية والدينية وضعها الآن فى مأزق وهى تكتشف كل يوم آثار الأيمان والاعتقاد فى النشاط النفسى والذهنى بل وفى تغيير بيولوجيا الجهاز العصبى وكافة أجهزة الجسم، وعلى سبيل المثال فقد تم التأكد بصورة جازمة على ازدياد قدرة جهاز المناعة على قهر الأمراض المختلفة, حتى تلك الأمراض الخبيثة, عندما ينجح الأنسان فى توظيف طاقات الأيمان الهائلة الموجودة داخله.
ولقد أدرك عالم النفس الأمريكى وليم جيمس William James أهمية الأيمان للأنسان لتحقيق التوازن النفسى ومقاومة القلق , أما عالم النفس الأشهر كارل يونج Carl Jung فقد قال : " لم أجد مريضاٌ واحداٌ من مرضاى الذين الذين كانوا فى المنتصف الثانى من العمر , من لم تكن مشكلته الأساسية هى إفتقاره الى وجهة نظر دينية فى الحية " .
ولقد أكدت عدة دراسات نشرت فى الغرب ,وتنطبق علينا أيضاٌ , عدم أهتمام الأطباء والمعالجين النفسيين بالدين ومبادئه السمحة فى الأستقامة والأحسان والتسامح , ودورها فى الصحة النفسية للفرد , ويؤكد لانرت Lannert, J. (1991) أ ن فى دراسته الشهيرة التى نشرت فى مجلة علم النفس الأنسانى أن نسبة كبيرة من الأطباء والمعالجين النفسيين لايتلقون تعليماٌ أو تدريباٌ كافياٌ عن الدين وأثره فى الصحة النفسية والعلاج النفسى , وقد شكلت الجمعية الأمريكية للطب النفسى فريق من الباحثين Task Force لدراسة الجوانب الدينية والروحية وآثارها على الصحة النفسية وتخصيص موضع لها V Code فى الدليل الأحصائى للأمراض النفسية DSM – IV , مما يشكل دافعاٌ آخر لنا للأهتمام بالعلاج النفسى الدينى وتطويره خاصة مع ضعف النتائج والفشل فى علاج بعض الأمراض النفسية والأدمان فى المنطقة العربية والتى أكدتها أكثر من دراسة من منظمة الصحة العالمية WHO وغيرها .
اننى أقدم إلى القارئ الكريم هذه المجموعة من أساليب العلاج النفسى الذاتى الدينى التى تستند إلى آيات عظيمة من القرآن الكريم وتطبيقات عملبة وسلوكية ونماذج حية قدمها الرسول –صلى الله عليه وسلم – ومن خلال عدة أساليب علاجية تختلف تماماً عما هو شائع من طرق العلاج بالقرآن.. وهذه الأساليب يمكن الاستفادة منها بواسطة الشخص المتخصص أو غير المتخصص .. كما يمكن استخدامها بمفردها أو مع الدواء الذى نحرص دائما ان يكون تحت أشراف الطبيب المتخصص.. ويمكن أستخدامها أيضا مع أساليب علاج نفسى أخرى لتعديل جوانب محدده من الشخصية والسلوك .
لقد تأكد أن اكثر العلاجات النفسية فائدة وتأثيراً، هى ما أرتبط منها بالدين والثقافة والبيئة.. ولقد لاحظت من خلال ممارستى الأكلينيكية الطويلة ان بعض المرضى يعالجون أنفسهم ذاتيا بقراءة القرآن بعمق وخشوع وتأمل لمعانيه , وأنهم ينجحون غالباً فى خفض درجة توترهم والتغلب على مشاعر الخوف والقلق والوساوس التى تسيطر على أذهانهم بدرجة كبيرة تساند العلاج الدوائى وأساليب العلاج الأخرى .
ولقد شجعنى هذا على الاستفادة من العلاج بالقرآن بإبتكار أساليب علمية تستند إلى ما تدعو إليه بعض الآيات مع طريقة عملية تقوم على التجريب والقياس العلمى المنضبط للعلاج بالقرآن .. بصورة ذاتية.. يمارسها الشخص بنفسه بعد ان يشرحها له الطبيب المعالج ويدربه عليها.. او بعد أن يطلع الشخص بنفسه عليها ويفهمها جيداً..
والعلاج النفسى من خلال الدين موجود فى الغرب من قديم الآزل على يد "أب الاعتراف" الذى كان يسمح للمريض بالتنفيس عن همومه وآلامه.. والتطهر من مشاعر الذنب.. والتخفف من وطأة الصراع النفسى.. وبالطبع فان ذلك يضعنا أمام مسئوليتنا وضرورة إبتكار وتطوير أساليب للعلاج النفسى مستمدة من ديننا الحنيف.. وهو ثرى بإرشاداته وتوجيهاته فى التعامل مع النفس الإنسانية.. وكيفية تعديل مواطن الضعف والمرض والاعوجاج فيها.
ولأن المرض النفسى عمله ذات وجهين أحدهما نفسى معنوى أخلاقى والأخر بيولوجى جسمانى فان العلاج يجب ان يكون متكاملاً يعالج آلام النفس بالكلمة والمناقشة وتعديل التفكير والسلوك.. ويعالج الجسم الذى أختلت وظائفه بالدواء0مما يؤكد أهمية الدمج بين العلاج بالعقاقير والأدوية والعلاج النفسى والدينى فى علاج تكاملى شامل .
ويرى "جلاسر" وهو رائد مدرسة العلاج بالواقع.. ان الصحة النفسية ترتبط باخلاقيات الفرد وبالقيم والمفاهيم التى يتبناها.. اكثر من ارتباطها بأشباع الغرائز.. وان الصحة النفسية هى السلوك السوى الذى يمكن الفرد من إشباع حاجاته فى اطار الواقع مع مراعاة حقوق الآخرين والمجتمع.. ويؤكد "جلاسر" على ضرورة وجود علاقة إنسانية قوية صادقة بين الطبيب المعالج والمريض.. وليست بالطبع مثل تلك العلاقة العابرة التى يصف فيها الطبيب الدواء للمريض ويكتفى بذلك.
وهكذا لم نبعد كثيراً عما جاء به القرآن منذ مئات السنين!
"وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خساراً".(الاسراء: 82)
وأساليب العلاج النفسى الذاتى الدينى التي اختبرها الباحث وقدمها في عدد من الدراسات والأبحاث في مؤتمرات دولية متعددة , نستعرض منها ما يلي :
1-
أسلوب: أستبصار النفس بالملاحظة
2-
أسلوب: العلاج بتأمل ذكر الله
3-
أسلوب: تزكية السمات والصفات الإيجابية .
4-
تطبيق منهج الرسول ـ ص ـ في تعديل السلوك ( باستخدام أسلوب النمذجة "تقديم نماذج عملية", القصص، الأمثال، مهارات التواصل ) البيانات العملية وكذلك أسلوب التدعيم والمكافأة .
5-
الخلوة العلاجية والتأمل
6-
الضبط الذاتي : التعلم والتحلم وعلاج الغضب ( القوة النفسية)
7-
أسلوب التشبع بالرضا .

وهذه الاساليب لاتتعارض – بل تكمل- دور ووظيفة العلاج الدوائى الذى يصفه الطبيب المتخصص.. وهى تهدف إلى تنمية الوظائف الذهنية والمعرفية 0
وقد حقق أستخدام هذه الأساليب نتائج ممتازة وملحوظة فى العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية ولقد كان للمريض – فى أغلب الحالات – الدور الرئيسى فى تحمل مسئولية العلاج وتنفيذ خطواته , و هو الذى يقرأ القرآن ويردد الآيات المحددة .. اللهم إلا فى حالات قليلة التى كان يسمح فيها لبعض الأقارب أوالأصدقاء بالجلوس مع المريض ومساعدته 0
ويجب ان نحذر هنا من التطرف والمغالاة فى الجوانب الدينية والعقائدية .. حيث ثبت – بما لايدع مجالاً للشك – الاثر السلبى للتعصب والتطرف على سلامة التفكير وعملياته المختلفة00 وضرورة إدراك أن العلاج الدينى يقوم فى الأساس على تنمية وغرس القد رة على التسامح وقبول الآخر والتوافق مع المجتمع 0
(راجع اساليب العلاج النفسى بالقرآن واساليب علاج الخلوة.. وتطبيقات منهج الرسول فى تعديل السلوك والعادات .. علماً بأن اختيار الاسلوب المناسب يتوقف على الحالة المرضية او المشكلة النفسية التى يعانى منها الفرد )
:0152::0152::0152:




خليجية



خليجية



التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

الضغط النفسي le strees

الضغط النفسي

هوعامل سيكولوجيا يؤثر على كيان الفرد البنيوي والنفسي حيث يحد من قدرته على القيام بأعماله وواجباته على الوجه الأكمل . والى جانب الضغط النفسي يوجد ما يعرف بالضغط الاجتماعي

والذي يشير إلى أيه ظروف أو موقف تستدعي تغييرا في أنماط الحياة السائدة لدي الإنسان

ويشير لونغ أن الضغط النفسي يتولد عن مصادر عدة كالتوتر والإجهاد في العمل وقلة النوم وسوء التغذية وقلة ممارسة الرياضة والإفراط في استخدام العقاقير والمضادات الحيوية

ولكن فهذه ليست كافة المصادر الضغط النفسي فإضافة إليها نذكر المصادر الآتية :-

1-مصادر خاصة بالفرد ذاته :

كدوره في المجتمع والمسؤولية الملقاة على عاتقه وعدم قدرته على تحقيق أهدافه أو إصابته بمرض ما أو فقدان شخص عزيز عليه

2- مصادر اجتماعية :

بيئية وتتمثل في ظروف العمل والحياة الزوجية والخوف في العلاقات الاجتماعية

أعراض الضغط النفسي :

تتمثل أعراض الضغط النفسي التي يمكن ملاحظتها كالآتي : 1- صعوبة التركيز على عمل شيء معين في مدة زمنية محددة 2- سرعة الاستشارة والغضب من الأشياء والأشخاص ولأتفه الأسباب 3- عدم القدرة على النوم والاسترخاء 4- سرعة الشعور بالإجهاد والتعب

وهذه بعض الإرشادات التي نستطيع بواسطتها مواجهة الضغط النفسي :

1- ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام :

تعمل التمرينات الرياضية على إيقاف وإنهاء الضغط النفسي فهي بالتحديد تؤثر في الهرمونات داخل الجسم مما يؤدي إلى منع الآثار السلبية للضغط النفسي على الجسم

2- التخلص من المشكلات : ممكن للشخص أن يشعر بتحسن حالته الانفعالية على نحو أفضل إذا تحدث عن مشكلاته لصديق موثوق منه أو أحد أفراد عائلته وهذه وسيلة فاعلة للتخلص من الضغط النفسي ولكن هذا لا ينجح مع الأفراد الذين يفضلون أن يحتفظوا بأسرارهم الخاصة ولا يتحدثون عنها للغير

3- التغذية الجيدة والنوم الجيد :

إن عادات الأكل السيئة تسبب مشاكل صحية مختلفة لذا فمن المفيد تناول الأطعمة المغذية والوجبات المتوازية للتخلص من آثار الضغط النفسي والنوم أيضا مهم جدا والشخص البالغ يحتاج عادة إلى 7-8 ساعات من النوم يوميا والأشخاص الذين لا يأخذون قسطا من النوم يكونون عرضة للضغط النفسي

4- مساعدة الآخرين :

إن مساعدة الآخرين ومد يد العون يزيد من قوة شخصية الفرد ويمكن الفرد من الابتعاد عن التفكير بمشاكله الذاتية لفترة قصيرة من الزمن وقد يصل إلى حد يري أن مشكلته ليست كبيرة جدا

5- التفاهم مع الآخرين والسعي إلى حد الوسط :

فليس هناك أحد يكون دائما على صواب ففي كثير من الأحيان من الأفضل أن نتسامح وتتقبل آراء الآخرين قبل إن تفرض رأيك عليهم

6- لا تعالج ذاتيا دون استشارة الطبيب :

فهناك كثير من الأدوية تسبب الضغط النفسي والجسم يعتاد على هذه الأدوية فلا يعود لها تأثير على الجسم فيلجأ الفرد إلى زيادة جرعات الدواء وهذا قد يشكل خطرا على صحتك البدنية والنفسية

والإرشادات السابقة قد تكون مفيدة إلى حد كبير إذا كانت درجة الضغط النفسي التي يعاني منها الفرد ليست حادة أو متواصلة وفي حالات الأخيرة فان الضغط النفسي يحتاج إلى معالجة

أمثلة للضغوط الحياتية

1- ضغوط مهنية

نسبة كبيرة منا لا يحب عمله بل الظروف اضطرته عليه. قد يكون ذلك لعائده المادي الذي لا يساوى المجهود المبذول أو لعدد الساعات الطويلة، أو العمل لنوبات مختلفة، أو العمل في غير مجال التخصص. كذلك المعاملة القاسية من الرئيس أو عدم تقديره لمجهود العامل. عدم تعاون الزملاء أو اضطهادهم.

2- ضغوط زواجيه

عدم التكيف الزواجى لاختلاف العمر أو الوضع والاجتماعي أو الثقافي أو اختلاف الشخصية. خلافات أو مشاحنات مستمرة. أو عدم فعالية الشريك أو إهماله لواجباته.

3- ضغوط عائلية

تدخل العائلة الممتدة في الحياة الزوجية أو الالتزامات المادية نحوهم أو حساسية العلاقة مع الشريك.

4- ضغوط اجتماعية

العلاقات الاجتماعية التي قد تتطلب كثيرا من الوقت و الجهد أو المال.

5- ضغوط صحية

المعاناة من مرض عضوي أو نفسي أو من الأعراض الجانبية أو تكاليف العلاج المادية الباهظة.

6- ضغوط داخلية

الصراعات الداخلية بين رغبات ونزعات النفس ووقوف المثل العليا الأخلاقية والدينية والاجتماعية في طريق تحقيقها.

7- ضغوط ذاتية

طموح ودافعية كبيرة للتميز أو التفوق على الآخرين، نشود الكمال.

8- ضغوط مادية

لتوفير احتياجات الأسرة من مسكن وتعليم أطفال ونفقات معيشة.

أمراض قد يسببها الضغط النفسي

الضغوط تحفز الجسم لإفراز هرمونات عديدة من الغدد الصماء مثل الغدة النخامية والكظرية الغرض الأساسي منها محاولة الجسم مواجهة هذه الضغوط أو التكيف معها. استمرار إفراز هذه الهرمونات خاصة هرمون أل " كور تزول " له جوانب سلبية كبيرة مثلا أضعاف جهاز المناعة الذي يترتب عليه الإصابة بالأمراض ، عضوية وأخرى نفسية مهمة وربما يقود ذلك لتدهور سريع في صحة المريض قد يعجل بوفاته.

1_ أمراض عضوية:

مرض السكري، وضغط الدم، أمراض القلب والشرايين، الصداع النصفي، السرطان ، قرحة المعدة والأثنى عشر، التهاب القولون، أمراض الحساسية كالربو والأمراض الجلدية، والضعف الجنسي لدى الرجال واضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء، والتهابات المفاصل. والفتور العام.

2- أمراض نفسية:

اضطرابات القلق والاكتئاب

3- الشيخوخة المبكرة:

الأبحاث الطبية أكدت أن الضغط النفسي المزمن يؤدى إلى الإسراع في ضمور خلايا الدماغ خاصة" الهيبوكامبص" مما يضعف الذاكرة. كما أن الشخص تبدو عليه مظاهر الشيخوخة المبكرة حيث يبدو أكبر من عمره بكثير ويقل نشاطه البدني والذهني وتكثر فيه التجاعيد وجفاف البشرة. ويعتقد أن ارتفاع نسبة هرمون " كور تزول " له علاقة بذلك. .
منقول




يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع ..
لا حرمنا من إبداعكـ ..
بإنتظار جديدكـ المتميز و تواجدك المتألق ..

خليجية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلآم شاعرة خليجية
يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع ..
لا حرمنا من إبداعكـ ..
بإنتظار جديدكـ المتميز و تواجدك المتألق ..

خليجية

الله يعافيك




تسلم الايادي يا قمر



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غيمة عطر خليجية
تسلم الايادي يا قمر

الله يسلمك يا قلبي




التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

ما الذي يسبب المرض النفسي لدى الأطفال؟

ما الذي يسبب المرض النفسي لدى الأطفال؟
إن السبب الدقيق لمعظم الاضطرابات النفسية غير معروف بشكل كامل. وبشكل عام، فإن الاضطرابات النفسية تنشأ عن اجتماع عوامل وراثية وغيرها من العوامل البيولوجية والتنشئة وعوامل بيئية أخرى. وهناك تأثير معقد بين البيولوجيا والبيئة. فالدماغ يؤثر على السلوك والخبرة تؤثر على نمو الدماغ.
متى ينبغي علي أن ألتمس المساعدة؟
من الأمور المألوفة لدى الأطفال أن يسيئوا التصرف أو يشعروا بالقلق أو الحزن. يقول الأطفال الذين بلغوا السنتين من العمر "لا". أما المراهقون، فإنهم يستجوبون السلطة. لذلك فمن المهم التمييز بين التغيرات السلوكية النموذجية وسمات المشاكل الأكثر خطورة. فالمشاكل تستحق عناية أكبر عندما تكون شديدة ومتواصلة ومؤثرة على الأنشطة اليومية للطفل.



بوركتي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلفية خليجية
بوركتي

شكرا على مرورك




يسلمووووووووووووو



خليجية



التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

الصدمة النفسية المصاحبة لحوادث المرور,المرض النفسي

خليجيةالصدمة النفسية المصاحبة لحوادث المرور,المرض النفسي وعلاقته بحوادث السير,

تعد الصدمة النفسية أحد أخطر الآثار التي تخلفها الاعتداءات الواقعة على الأفراد وتكمن خطورتها في كون الألم النفسي لا يظهر على جسم المتضرر، ولا يشعر به عند وقوع الاعتداء أو الحادث بل بعد مرور مدة من الزمن، حيث تبدو عليه بعض السلوكات التي لا يجد لها تفسيرا مما يزيد في معاناته كونها تنعكس سلبا على حياته. كما أن العلاج من هذه الصدمة النفسية قد يأخذ وقتا مطولا وقد لا يشفى منه الضحية مطلقا لأن الأمر في هذا الخصوص يتعلق بمدى قابلية الضحية لتقبل الاعتداء الواقع أو لا. ولعل من أخطر هذه الاعتداءات التي تخلف آثارا نفسية عميقة هي تلك الاعتداءات الجنسية خاصة على الأطفال،و حوادث المرور.
يرى الطبيب سي حاج وهو مختص في التشريح الطبي بمستشفى مايو في المؤتمر الذي انعقد مؤخرا حول الصدمة النفسية أن الهدف من الحديث عن الصدمة النفسية هو تسليط الضوء على أحد أهم الآثار التي تترتب عن الاعتداء الذي يقع على الأشخاص، حيث يقول " كثيرا ما نجهل ما يسمى بالصدمة النفسية التي يولدها الاعتداء لحظة وقوعه، ويغفلها أغلب المتضررين من منطلق أنها تزول مع مرور الوقت، ولكن الأمر غير ذلك إذ أن أول شيء يتم القيام به بعد تعرض الشخص لحادث ما هو التوجه نحو المستشفى حتى يأخذ العلاج الأولي، بعدها يتم التكفل بالجانب النفسي للضحية وذلك بالبحث في مخلفات الاعتداء على نفسية المتضرر، ويكون ذلك من خلال الاستماع إليه وتوجيه بعض الأسئلة له للتأكد إن كان سلوكه سويا أم لا، ويتم التعرف على ذلك من خلال ملاحظة ظهور بعض العلامات على سلوك الفرد وتصرفاته، كأن يجد مثلا صعوبة في النوم أو كأن يتراجع تحصيله الدراسي أو يمتنع عن الخروج إلى الشارع، فكل هذا يدل على أن هذا الأخير يعاني من آثار الصدمة النفسية التي وقعت له جراء الاعتداء. إلى جانب كونه لم يعط لنفسه فرصة العلاج أو لأنه استهان بالعلاج النفسي" وعلى العموم يضيف المتحدث "الهدف من المتابعة النفسية هو التخفيف عن الضحية والعمل على مساعدتها بقدر الإمكان من اجل الخروج من الحالة التي تكون عليها، هذا دون أن ننسى العمل على توعية المتضررين أو ضحايا الاعتداءات حول الحقوق التي يتمتعون بها كتقديم شكوى أو طلب استشارة محامي إلى جانب نصحهم بوجوب الرجوع إلى المستشفى قصد معاودة الفحص لأن هناك بعض الأشخاص من المعتدى عليهم يقع على عاتقهم مهمة الكشف الدوري للتأكد من سلامة ملكاتهم العقلية، وفي حال الشك يتم إرسالهم إلى مختصين في الطب النفسي أو العقلي لمتابعة علاجهم أو إلى الجمعيات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الضحايا".
لذا ينبه الدكتور سي حاج إلى ضرورة توعية المجتمع بخطورة عدم المتابعة الطبية عند وقوع الحوادث أيا كان نوعها لأنه لا يمكن التنبؤ بما ينجر عنها من آثار قد يصعب علاجها لاحقا.

ضرورة استحداث جهاز خاص بمتابعة ضحايا الاعتداء في حوادث السير
نتطلب حوادث السير المختلفة تدخل العديد من الجهات كأسلاك الأمن والمستشفى والمحامي والمساعدين الاجتماعين والنفسانيين وغيرهم ومن أجل الوصول إلى تجنب "انفجار" الضحية جراء عدم قدرة أجهزة الدولة على التكفل بها لا بد لنا من تحقيق هذه المعادلة الصعبة والمتمثلة في إقامة جهاز خاص مهمته الاستماع ومراقبة والتكفل بكل احتياجات الضحايا".

حوادث المرور تسهم في ظهور الصدمة النفسية
أما السيدة بن حركات أستاذة في علم النفس فقد ركزت في حديثها مع المساء على التعقيدات النفسية الحادة التي تنتج عن الموت العنيف الناجم عن حوادث المرور التي تعرف تزايدا مستمرا، فقد كشفت إحصائيات السداسي الأول من السنة الجارية عن وجود 1600 حالة تتعلق بحوادث المرور، والتي يترتب عليها فقدان شخص من العائلة أو من أحد الأقرباء، بحيث يجد أهل الضحية صعوبة كبيرة في تحمل الخبر بل وهناك من يرفضه مطلقا وعليه فالحادث يساهم إلى حد كبير في ظهور الصدمة النفسية، ولعل من أهم العوامل التي تسهم في تغذية هذه الصدمة هو طول الحداد وكثرة البكاء ورفض التحدث والمعاناة إلى جانب غياب المتابعة النفسية، ومن أجل التخفيف من حدة الصدمة والخروج منها يقع على كاهل عائلة الفقيد مهمة التكفل بالمتأثر بالصدمة للتخفيف منها عليهم بغية الخروج من الأزمة بأقل الخسائر، أو إرشادها إلى ضرورة الخضوع للمتابعة النفسية. وعليه تخلص المتحدثة إلى القول "إن حوادث المرور أسهمت إلى درجة كبيرة في تفشي الأمراض النفسية جراء عدم تقبل فكرة وفاة احد أفراد العائلة أو احد المقربين" .
وهو نفس الرأي الذي وجدناه عند أعوان الحماية المدنية الذين يتواجدون بصورة دورية عند حدوث أي كارثة طبيعية كالفيضانات أو الزلازل والتي تخلف وراءها هلعا كبيرا نتيجة رؤية الحادث، أو لأن الحادث الطبيعي يخلف دمارا كبيرا، في هذه الحالة تقول إحدى عونات الحماية المدنية" إنه عند تنقلهم إلى مكان الحادث ترافقهم دائما سيارة إسعاف تكون محملة بطاقم طبي متنوع من أطباء ومختصين نفسانيين واجتماعين وذلك للحد والتخفيف من الصدمة على نفسية الضحايا لأن المتضرر قد يفقد ملكاته العقلية جراء عدم تقبل فقدان منزله أو احد أقاربه أو حتى احد أعضائه" .

انتشار الأمراض النفسية جراء حوادث المرور:
كبف لا وقد صارت حوادث المرور من اكثر الحوادث عالمي وينجر عليه آفات نفسية وامراض لا تعد ولا تحصى.
وكلما زادت تلك الحوادث زادت الأمراض المرافقة لها .
وقد تؤدي إلى الجنون أو الإنتحار جراء عدم تقبل الضحية لما حدث .

الصدمة النفسية المصاحبة لحوادث المرور,المرض النفسي وعلاقته بحوادث السير,علم النفس وحوادث المرور,ابعاد حوادث المرور النفسية

تعد الصدمة النفسية أحد أخطر الآثار التي تخلفها الاعتداءات الواقعة على الأفراد وتكمن خطورتها في كون الألم النفسي لا يظهر على جسم المتضرر، ولا يشعر به عند وقوع الاعتداء أو الحادث بل بعد مرور مدة من الزمن، حيث تبدو عليه بعض السلوكات التي لا يجد لها تفسيرا مما يزيد في معاناته كونها تنعكس سلبا على حياته. كما أن العلاج من هذه الصدمة النفسية قد يأخذ وقتا مطولا وقد لا يشفى منه الضحية مطلقا لأن الأمر في هذا الخصوص يتعلق بمدى قابلية الضحية لتقبل الاعتداء الواقع أو لا. ولعل من أخطر هذه الاعتداءات التي تخلف آثارا نفسية عميقة هي تلك الاعتداءات الجنسية خاصة على الأطفال،و حوادث المرور.
يرى الطبيب سي حاج وهو مختص في التشريح الطبي بمستشفى مايو في المؤتمر الذي انعقد مؤخرا حول الصدمة النفسية أن الهدف من الحديث عن الصدمة النفسية هو تسليط الضوء على أحد أهم الآثار التي تترتب عن الاعتداء الذي يقع على الأشخاص، حيث يقول " كثيرا ما نجهل ما يسمى بالصدمة النفسية التي يولدها الاعتداء لحظة وقوعه، ويغفلها أغلب المتضررين من منطلق أنها تزول مع مرور الوقت، ولكن الأمر غير ذلك إذ أن أول شيء يتم القيام به بعد تعرض الشخص لحادث ما هو التوجه نحو المستشفى حتى يأخذ العلاج الأولي، بعدها يتم التكفل بالجانب النفسي للضحية وذلك بالبحث في مخلفات الاعتداء على نفسية المتضرر، ويكون ذلك من خلال الاستماع إليه وتوجيه بعض الأسئلة له للتأكد إن كان سلوكه سويا أم لا، ويتم التعرف على ذلك من خلال ملاحظة ظهور بعض العلامات على سلوك الفرد وتصرفاته، كأن يجد مثلا صعوبة في النوم أو كأن يتراجع تحصيله الدراسي أو يمتنع عن الخروج إلى الشارع، فكل هذا يدل على أن هذا الأخير يعاني من آثار الصدمة النفسية التي وقعت له جراء الاعتداء. إلى جانب كونه لم يعط لنفسه فرصة العلاج أو لأنه استهان بالعلاج النفسي" وعلى العموم يضيف المتحدث "الهدف من المتابعة النفسية هو التخفيف عن الضحية والعمل على مساعدتها بقدر الإمكان من اجل الخروج من الحالة التي تكون عليها، هذا دون أن ننسى العمل على توعية المتضررين أو ضحايا الاعتداءات حول الحقوق التي يتمتعون بها كتقديم شكوى أو طلب استشارة محامي إلى جانب نصحهم بوجوب الرجوع إلى المستشفى قصد معاودة الفحص لأن هناك بعض الأشخاص من المعتدى عليهم يقع على عاتقهم مهمة الكشف الدوري للتأكد من سلامة ملكاتهم العقلية، وفي حال الشك يتم إرسالهم إلى مختصين في الطب النفسي أو العقلي لمتابعة علاجهم أو إلى الجمعيات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الضحايا".
لذا ينبه الدكتور سي حاج إلى ضرورة توعية المجتمع بخطورة عدم المتابعة الطبية عند وقوع الحوادث أيا كان نوعها لأنه لا يمكن التنبؤ بما ينجر عنها من آثار قد يصعب علاجها لاحقا.

ضرورة استحداث جهاز خاص بمتابعة ضحايا الاعتداء في حوادث السير
نتطلب حوادث السير المختلفة تدخل العديد من الجهات كأسلاك الأمن والمستشفى والمحامي والمساعدين الاجتماعين والنفسانيين وغيرهم ومن أجل الوصول إلى تجنب "انفجار" الضحية جراء عدم قدرة أجهزة الدولة على التكفل بها لا بد لنا من تحقيق هذه المعادلة الصعبة والمتمثلة في إقامة جهاز خاص مهمته الاستماع ومراقبة والتكفل بكل احتياجات الضحايا".

حوادث المرور تسهم في ظهور الصدمة النفسية
أما السيدة بن حركات أستاذة في علم النفس فقد ركزت في حديثها مع المساء على التعقيدات النفسية الحادة التي تنتج عن الموت العنيف الناجم عن حوادث المرور التي تعرف تزايدا مستمرا، فقد كشفت إحصائيات السداسي الأول من السنة الجارية عن وجود 1600 حالة تتعلق بحوادث المرور، والتي يترتب عليها فقدان شخص من العائلة أو من أحد الأقرباء، بحيث يجد أهل الضحية صعوبة كبيرة في تحمل الخبر بل وهناك من يرفضه مطلقا وعليه فالحادث يساهم إلى حد كبير في ظهور الصدمة النفسية، ولعل من أهم العوامل التي تسهم في تغذية هذه الصدمة هو طول الحداد وكثرة البكاء ورفض التحدث والمعاناة إلى جانب غياب المتابعة النفسية، ومن أجل التخفيف من حدة الصدمة والخروج منها يقع على كاهل عائلة الفقيد مهمة التكفل بالمتأثر بالصدمة للتخفيف منها عليهم بغية الخروج من الأزمة بأقل الخسائر، أو إرشادها إلى ضرورة الخضوع للمتابعة النفسية. وعليه تخلص المتحدثة إلى القول "إن حوادث المرور أسهمت إلى درجة كبيرة في تفشي الأمراض النفسية جراء عدم تقبل فكرة وفاة احد أفراد العائلة أو احد المقربين" .
وهو نفس الرأي الذي وجدناه عند أعوان الحماية المدنية الذين يتواجدون بصورة دورية عند حدوث أي كارثة طبيعية كالفيضانات أو الزلازل والتي تخلف وراءها هلعا كبيرا نتيجة رؤية الحادث، أو لأن الحادث الطبيعي يخلف دمارا كبيرا، في هذه الحالة تقول إحدى عونات الحماية المدنية" إنه عند تنقلهم إلى مكان الحادث ترافقهم دائما سيارة إسعاف تكون محملة بطاقم طبي متنوع من أطباء ومختصين نفسانيين واجتماعين وذلك للحد والتخفيف من الصدمة على نفسية الضحايا لأن المتضرر قد يفقد ملكاته العقلية جراء عدم تقبل فقدان منزله أو احد أقاربه أو حتى احد أعضائه" .

انتشار الأمراض النفسية جراء حوادث المرور:
كبف لا وقد صارت حوادث المرور من اكثر الحوادث عالمي وينجر عليه آفات نفسية وامراض لا تعد ولا تحصى.
وكلما زادت تلك الحوادث زادت الأمراض المرافقة لها .
وقد تؤدي إلى الجنون أو الإنتحار جراء عدم تقبل الضحية لما حدث .




التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

أفكار مغلوطة عن الطب النفسي لماذا؟

أفكار مغلوطة عن الطب النفسي..لماذا؟

1.الأدوية النفسية ليست سوى مخدرات, ولذلك فإنها تؤدي إلى الإدمان:

بعض الأطباء والصيادلة يحذرون المريض من تناول الدواء النفسي أو ينصحونه بعدم الاستمرار عليه؛ لكي لا يتحول إلى مدمن! وأظن أن أهم أسباب هذا المفهوم:

بعض الأدوية النفسية التي استخدمت في القرن الماضي تؤدي إلى التعود.
بعض الأمراض النفسية المزمنة تستدعي العلاج المستديم؛ هو ليس بسبب إدمانه لها لكن بسبب طبيعة تلك الأمراض التي تحتاج إلى علاج ربما يمتد إلى مدى الحياة.
تعميق بعض المعالجين "الشيوخ" هذه النظرة في نفوس الناس, حيث يشترط بعضهم أن يتوقف المريض أولا عن تناول أدويته النفسية؛ لأنها –كما يزعمون- مخدرات تحبس الجن في العروق!وتنشف الدماغ! وتمنع بلوغ أثر القرآن!.
انتشار الإضطرابات النفسية بين المدمنين, وأسباب ذلك متعددة؛ فكثيرون ممن يقعون فريسة للإدمان يبدءون تعاطيهم للمخدرات.
أظن العكس المرض النفسي هو الذي يدفع المريض إلى تعاطي المخدرات وبجهل المريض أو الأهل لا يذهب إلى الطبيب النفسي.

فهذه شريحة من المدمنين توجد لديهم أمراض نفسية لا تعالج, وهناك حالات أخرى يكون فيها الإضطراب النفسي ثانوي بسبب المخدرات.

ولعل بعض الناس يتخوف من الأدوية النفسية؛ لأن المريض النفسي قد يقدم على الإنتحار مستخدماً جرعات كبيرة من تلك العقاقير (أي دواء ممكن يعمل كده).

أما النعاس والخمول ليس كأثر للأدوية النفسية فقط بل لأدوية أخرى كثيرة مثل السعال و السكر…..

وكما توجد أمراض نفسية تستدعي العلاج المستديم فإنه توجد أيضاً أمراض عضوية تستدعي العلاج المستديم, مثل السكر والضغط وغيرها كثير.

وفي حين أن إيقاف مرضى السكر أو الضغط لأدويتهم قد يؤدي إلى أضرار خطيرة, فإن إيقاف المريض النفسي للأدوية لا يؤدي عادة إلى ذلك.

إن الإنتكاسة التي تحدث عند الانقطاع عن الدواء ليست دليل على الإدمان, ولذلك لو عاد المريض ثانية لاستخدام العلاج لشعر بالتحسن مثل مريض السكر والضغط.

وأود الإشارة إلى عدة حقائق:

أولاً: الآثار الجانية البسيطة للأدوية النفسية لا تعادل بأي شكل من الأشكال تلك الفائدة المرجوة, وكل الأدوية غير النفسية لها آثار جانبية, وأي دواء ليس له آثار جانبية ليس له آثار علاجية.

ثانياً: أن الأدوية النفسية لا تؤدي إلى الإدمان إذا استخدمت تحت إشراف طبي مباشر.

ثالثاً: المرضى يقبلون دون تردد تناول تلك الأدوية إذا صرفها غير الطبيب النفسي.

وكثيراً ما يكتب طبيب الباطنة على أدوية مهدئة ومخدرة ولا اعتراض أما لو كتبها طبيب النفسية لأي طارئ فهي جريمة.

رابعا: بعض الناس يتردد في استخدام بعض الأدوية النفسية و في الذهاب إلى الطبيب النفسي؛ لأنه متدين وتقي, بينما يقبل الممارسات غير الشرعية عند بعض من يسمون بالشيوخ أو المعالجين بالقرآن! فكثيرون منهم يدعون العلم بالغيب ولو ضمنياً, والمرض النفسي ليس دليل على ضعف الإيمان أو ضعف الإرادة.

2.عدم شفاء بعض المرضى رغم استخدامهم للدواء؛ فهم يرونها مجرد مسكنات أو منومات:

نسمع ذلك بالرغم من التحسن الكبير لحالات المرضى حين يستكملون العلاج!.

فالأثر الفعال لبعض الأدوية النفسية لا يظهر إلا بعد أسبوعين إلى أربع أسابيع أو ستة, وتحسن المريض وشفاءه التام ليس معناه إيقاف الدواء حتى يوقفه الطبيب, وليس معنى ذلك أن المريض قد أصبح مدمناً, ولكن هذه هي طبيعة الأمراض النفسية وأدويتها.

الأمراض النفسية كغيرها من الأمراض في التخصصات الأخرى, فمن المرضى من يستجيب للعلاج استجابة كاملة, ومنهم من لا يستجيب مطلقاً, ومنهم من يستجيب جزئياً لأن العلاج فعال في نسبة معينة من المرضى.

إن من الأمراض النفسية ما تتحكم به الأدوية النفسية دون أن يشفى المريض تماماً, كما في الأمراض العضوية المزمنة كالضغط والسكر, ولذلك إذا أراد المريض أن تبقى حالته مستقرة فيجب عليه أن يستمر في العلاج فترة طويلة من حياته.

وتقصير الطبيب النفسي في توضيح تلك الأمور لمريضه في أول لقاء بينهما يؤدي إلى انقطاع المريض عن الدواء لأتفه الأسباب.

فلا مريض الضغط المرتفع, ولا مريض القلب, ولا مريض الكبد, ولا مريض السكر, ولا مريض الكلى, ولا مريض الروماتيزم يعالج بالمفهوم الذي نطلب من الطب النفسي الوصول إليه, وكلها تحتاج علاجاً يدوم طوال العمر, وبالرغم من ذلك كله لم نسمع من يتهم أدوية الضغط مثلاً بأنها مسكنات!.

3.اعتقاد بعض الناس بأنه لا يمكن للعقاقير الدوائية المادية المحسوسة أن تعالج المعاناة النفسية غير المحسوسة:

في فهم الكثيرين أن المشاعر النفسية و الأفكار الذهنية لا يمكن أن تغيرها أقراص الدواء, وذلك راجع إلى عدم فهم الطريقة التي يعمل بها المخ البشري, وهو المحرك المباشر لأفكار ومشاعر الناس, وليس القلب كما هو معتقد.

إن الأمراض النفسية لها ما يمكن تسميته مراكز في الدماغ, فقد ثبت وجود اضطراب كيميائي في بعض مناطق المخ المسئولة عن المزاج والمشاعر والسلوك والذاكرة, وأصبح لكل مرض علاجه الدوائي بالإضافة لعلاجه النفسي السلوكي والمعرفي.

هناك مراكز في المخ لجميع الوظائف النفسية والبيولوجية للإنسان, الحركة والتحكم في ضغط الدم, ودقات القلب, والتنفس, وكذلك الذاكرة, والمزاج, والسلوك, والوجدان, ويرتبط المخ بالحبل الشوكي الذي يتمكن من نقل كل المعلومات من وإلى المخ من خلال الإشارات العصبية.

إن الرسائل "الإشارات العصبية" تنتقل خلال المشبك بين الخليتين بواسطة مواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية, ومن أمثلتها السيروتونين, الدوبامين, الأدرينالين, النورأدرينالين, والأسيتيل كولين….إلخ, وزيادة أو نقص هذه الناقلات العصبية في المخ يؤدي إلى اضطراب الوظائف النفسية للإنسان في حين أن إعادة ضبط تركيزها وإيجاد التوازن المناسب فيما بينهما يعيد الإنسان إلى اتزانه في سلوكه سعادته في حياته!

كما أثبتت التجارب العلمية العديدة أن أكثر الأمراض النفسية يصاحبها خلل في تغير مستوى هذه الناقلات العصبية في الدماغ, وأن هذه الأمراض تزول –بإذن الله- إذا تم إصلاح ذلك الخلل بواسطة الأدوية النفسية.

4.اعتقاد بعض الناس بأن الأمراض النفسية لا شفاء منها:

الطبيب النفسي ليس طبيباً أصلاً! نعم هذه فكرة طلبة الطب, فما بالنا بسواهم؟! ومن المسئول عن هذه الفكرة الخاطئة؟.

ومما يزيد الطين بله في هذا الصدد أثر الوصمة الإجتماعية اللاحقة بالطب النفسي.

فيما يخص الأمراض النفسية إذا تحدث عنها الناس فإنما هو غالباً على سبيل السخرية والاستغراب!. وأنه أهون على المريض وذويه أن يعترفوا بأن ما اعتراهم من علل بسبب الجن أو السحر أو العين وليست أمراضاً نفسية, وذلك لأنهم يرون أن تلك الأمور الغيبية إنما حدثت بفعل فاعل قد تعدى عليهم؛ مما يعطيهم الحق في المعاناة, أما الاعتراف بالمرض النفسي فمعناه عندهم الاعتراف بالنقص والقصور, وتبعاً لذلك فإن الناس لا يسمعون ولا يرون أي نتائج إيجابية للطب النفسي؛ لأن من استفادوا من الطب النفسي يتجنبون الحديث عنه, فضلا عن أن بعضهم ربما ينتقدونه, ولذلك فإن من يراهم الناس من المرضى النفسيين هم فقط تلك الفئة من المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج النفسي,أو أنهم يعانون من بعض الأمراض النفسية المزمنة التي تتحكم بها الأدوية دون أن تشفيها تماماً, أو أنهم لم يطلبوا العلاج النفسي أصلاً. ولو نظرنا إلى الأمراض غير النفسية لوجدنا أن الحال لا يختلف كثيراً, فأغلب تلك الأمراض ليس لها علاج شافٍ,بل هي مهدئات ومسكنات تتحكم بالمرض دون أن تنهيه, كأدوية السكر والضغط وأمراض القلب , وغيرها كثير, بل إن المريض يتدهور تدريجياً بالرغم من استخدامه لتلك العقاقير, فلا يتذكر بعض الناس تلك الأمراض التي كتب الله الشفاء لأهلها, ويرددون ويكررون أن الأمراض النفسية مزمنة لا شفاء منها دون أن يفعلوا الشيء نفسه مع الأمراض الأخرى!!

ولعلي أضرب هنا مثالاً واحداً فقط بأحد الأمراض النفسية, وهو الوسواس القهري الذي يعاني منه عدد ليس بالقليل من الناس, فهذا المرض لا يعلم أكثر الناس أن بعض حالاته تستجيب للعلاج النفسي, بل إن بعضهم لا يدري أن هناك مرضاً نفسياً اسمه الوسواس القهري! ويمكن أن يكون لبعض الشيوخ دور كبير في نمو هذا الاعتقاد ذهان الناس, لما يرددونه من أن بعض المرضى -حسب خبرتهم- قد شفاهم الله بالرقية و القرآن ولم يشفوا عند أساتذة الطب النفسي, ولكن الأمر نفسه يردده الأطباء.

فهناك العديد من المرضى قد أنفقوا عدة سنوات في السفر والترحال بين الشيوخ دون فائدة, وعندما راجعوا الأطباء تحسنت أحوالهم, بل ربما شفيت أمراضهم تماماً, وليس هذا انتقاضاً من شأن القرآن, فإن من أنزل القرآن هو الذي خلق الدواء, ويجعل بركته حيث يشاء, كما أنه ليس شرطاً أن يُشفى كل من عانى من تلك العلة بالقرآن.

5.يعتقد بعض الناس أن العلاج النفسي مجرد كلام!!

الزوج يقول لزوجته ماذا يفعل لك الطبيب النفسي ؟ تكلمي معي!

ونجد للأسف الطبيب الذي يخاف على مريضه مما يسمونه بدوامة الطب النفسي, فتراه يخاف من عرض الحالة على الطبيب النفسي؛ لكي لا يدخل المريض هذه الدوامة أو ما يُعتقد بأن الأدوية النفسية تعمل تسمم!!!

ولذلك تراهم جميعاً مقتنعين بعدم الحاجة إلى الطبيب النفسي. ولعلي أوضح هنا أن العلاج النفسي ليس مجرد حوار بين الطبيب والمريض وإنما شيء أكثر من ذلك.

الأدوية النفسية التي أثبتت التجارب العلمية على مدى عدة عقود من الزمن فاعليتها بنسبة كبيرة في الشفاء أو تهدئة بعض الأمراض النفسية.

الجلسات النفسية (العلاج النفسي غير الدوائي) التي ليست مجرد حوار مع المريض, وإنما تتبع منهجاً وبرنامجاً خاصاً, ولذلك فإن من يقوم بها يجب أن يكون من المتخصصين.

6.اعتقاد الكثيرين أن العلاج بالصدمات الكهربية إنما يدمر المخ! أو أنه يؤدي إلى التعود عليها:

حكاية تدمير المخ هذه ليس لها أساس من الصحة, خصوصاً أن كل ما يحدث من أثر جانبي للصدمات هو بعض النسيان للحظات السابقة لإجراء الصدمة وربما بعض اللحظات التالية لها, ولا شيء آخر!

كما أن عدد من يموتون بسبب خلع إحدى الأسنان عند طبيب الأسنان أكبر من عدد من يموتون بسبب الصدمات الكهربية, أي أن العدد أقل من 4 في المليون شخص !!

ثم إن المخ البشري نفسه يتواصل مابين أجزائه المختلفة ويتصل بكافة أعضاء الجسم بواسطة الكهرباء الحيوية, أي أن مرور تيار كهربي محكوم الشدة في المخ لسي مضراً من أساسه! فمن المعروف أن إحدى وسائل نقل الرسائل العصبية بين الخلايا في المخ هي فرق الجهد الكهربي, وهو نفسه المسئول عما هو معروف من أن المخ ينبض بالكهرباء, ويمكن تسجيل ذالك على شكل موجات كهربية بواسطة رسام المخ الكهربي, ولقد وجد أن الاضطراب في الموجات الكهربية للمخ يصاحب بعض الأمراض النفسية (كسبب أو نتيجة) وبالتالي فإن أي إمكانية لضبط هذه الموجات الكهربية وتنظيم إيقاعاتها يساهم في تحسين الحالة النفسية للمريض.

وأما حكاية التعود على الصدمات الكهربية فإنما ترجع في الأساس إلى طبيعة المرض الذي تُستخدم الصدمات في علاجه, وهو الإكتئاب الدوري أو الاضطراب الوجداني, فهذا مرض دوري بمعنى أنه يصيب الشخص في وقت ما من عمره ثم تزول كافة أعراضه بعد زمن معين يساعدنا العلاج في تقصيره, ويرجع المريض إلى حالته الطبيعية لمدة تختلف من شخص لآخر, ثم تعاوده الأعراض مرة أخرى ويحتاج للعلاج, وهنا يظن بعض البسطاء أن المريض تعود على الصدمات, بينما الأمر متعلق بطبيعة المرض!.

الذي أود هنا أن أبينه هو أن التوجه الحالي في أوروبا وأمريكا أصبح مع العلاج بالصدمات, وليس ضدها كما كان في الماضي, خاصة عندما تكون هناك حاجة لاستجابة سريعة ومؤكدة, وعندما يكون الإكتئاب مصاحباً بالعديد من الأمراض المزمنة الأخرى, بحيث يتناول المريض عقاراً لعلاج ضغط الدم وآخر لشرايين القلب, وآخر للسكر وربما للكبد, وهذا حال الغالبية من مرضانا فوق الأربعين, في كل هذه الحالات يصبح استخدام عقار لعلاج الإكتئاب مجلبة للمشاكل بسبب التداخلات الدوائية التي لا حصر لها, بينما تعمل الصدمات الكهربية بشكل أكثر فاعلية وأقل إشكالية!

7.الاعتقاد بأن الإكتئاب والمرض النفسي لا يصيب الأطفال:

يلاحظ في مجتمعنا أن لأهل يسارعون باستشارة طبيب الأطفال في كل صغيرة وكبيرة من الأعراض التي تطرأ على أطفالهم إلا في حالة الأمراض النفسية فنجد أنها لا تلاحظ إلا متأخراً جداً, وحتى بعد أن تلاحظ نجد محاولة مستميتة منهم لإيجاد تفسير لهذه الأعراض عير كونها أعراض اضطراب نفسي, فإذا في نهاية الأمر وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الأعتراف بأنها أعراض اضطراب نفسي؛ فضلوا عرضه على الشيخ أو على طبيب المخ والأعصاب لا الطبيب النفسي!وعندما نتدبر الأمر وراءه على الأقل مفهومين خاطئين!

المفهوم الأول: الأمراض النفسية تحدث بسبب المشاكل الحياتية.

المفهوم الثاني: الإنكار لإمكان حدوث مشكلة نفسية لطفل يعيش في حماية والديه.

وجماع الرأي العلمي الآن أيضاً أن الأمراض النفسية ليست ناتجة عن المشاكل والعقد والتربية الخاطئة إلى آخر ذالك من مفاهيم, وإنما تنتج عن خلل كيميائي في عمليات المخ الحيوية أمكن إلى حد كبير قياسه وكذالك تصوير ما يدل عليه من خلال تقنيات التشخيص الحديثة, التي تعطي صوراً يمكن خلالها أخذ فكرة عن حالة مناطق الدماغ المختلفة وظيفياً.

8-اعتقاد البعض أن المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي!

إن الناس يعتقدون أن حدوث الاكتئاب دليل على ضعف الإيمان, بينما الحقيقة هي أن الاكتئاب يسلب الإيمان, بمعنى أن المؤمن المصلى إذا أصابته نوبة اكتئاب فإنه سيترك الصلاة! وإحساسه بفتور علاقته مع الله عز وجل! وهذا الاعتقاد الخاطئ لدى الناس جاء من أمرين.

الأول: عدم إدراك الناس لمعنى المرض النفسي.

الثاني: نظرة الناس للأمراض النفسية على أنها مركب نقص.

أما الأمراض النفسية فأمرها مختلف, وهي لا تقتصر على ما يسميه الناس بالجنون, بل إن معنى المرض النفسي معنى واسع يمتد في أبسط أشكاله إلى اضطراب التوافق البسيط إلى أشد أشكاله تقريباً متمثلاً في فصام الشخصية شديد الاضطراب, كما أنه ليس شرطاً أن تستخدم العقاقير في علاج ما يسميه الأطباء النفسيون بالأمراض النفسية, بل إن منها ما لا يحتاج إلى علاج دوائي.

ولعلي أعجب من البعض الذين يربطون درجة التقوى والإيمان بامتناع الإصابة بالأمراض النفسية دون العضوية! فلقد صح عن النبي اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وسلم أنه قال: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".

وهذا البيان النبوي شامل لجميع الهموم والغموم صغيرها وكبيرها, وأيا كان نوعها, وفي الأصل أن الأمراض النفسية مثل غيرها من الأمراض ولا شك-وهي نوع من الهم والابتلاء-ولذلك فإنها قد تصيب المسلم مهما بلغ صلاحه, كما أنه لم يرد في الكتاب الكريم ولا في السنة المطهرة ما ينفي إمكانية إصابة المسلم التقي بالأمراض النفسية حسب تعريفها الطبي.

من المشهور علمياً لدى أهل الطب النفسي (خاصة), ودينياً لدى الكتاب الإسلاميين, أن التدين يقي من المرض النفسي, ويحمي صاحبه من إكتئابه من الانتحار, وذلك رغم تأكيدنا على خطأ المقولة الشائعة: إن المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي.برغم كل ذلك تبقى حقيقة علمية بسيطة لكنها غير قابلة لأن ينكرها عاقل وهي أن الإيمان القوي الصحيح يحمي صاحبه ويقيه أولاً من الوقوع السهل في أعراض كالقلق والإكتئاب التفاعلي والتي يمكن جداً أن يكون الوقوع السهل فيها بداية للغوص في المرض أو الاضطراب النفسي الشديد كالقلق العام والإكتئاب الجسيم, وهي اضطرابات نفسية بعيدة الأثر على حياة المريض, ولكن يبقى الإيمان القوي الصحيح أيضاً عاملاً مهماً في التخفيف من وطأتها إن حدثت, كما يبقى عاملاً داعماً لمحاولات العلاج على اختلاف أنواعها.

وأؤكد أن حدوث المرض النفسي لا يعني ضعف الإيمان!

9-الأمراض النفسية أعراضها نفسية بحتة, ولا يمكن أن تظهر بأعراضها عضوية:

وهذا اعتقاد خاطئ بلا شك! فالعلاقة بين الأعراض النفسية والمرض العضوي وبين الأمراض النفسية والأعراض العضوية متشابكة إلى حد كبير؛ فالأعراض النفسية قد تكون من مسببات المرض العضوي, أو تكون أول ما ينبهنا إلى وجود مرض عضوي حادث بالفعل أو على وشك الحدوث, فهناك ارتباط مثلاً بين حدوث القلق والإكتئاب وحدوث قصور في الدورة الدموية أو أمراض القلب, وهناك ارتباط بين حدوث القلق اكتئاب في مرضى الشرايين التاجية(الذبحة الصدرية) وحدوث نكسات أو تكرار الحالة! وكثيراً ما تبدأ أعراض ورم البنكرياس مثلاً بإكتئاب, وأحياناً أمراض الكبد.

وقد تكون الأعراض النفسية وفي مقدمتها الإكتئاب مصاحبة للمرض العضوي أو نتيجة له, فمثلاً يكثر حدوث الأعراض الإكتئابية بعد الإصابة بالأنفلونزا أو الأمراض التي تسببها الفيروسات, وكذلك تكثر الأعراض الإكتئابية وأعراض القلق مع اضطرابات الدورة الشهرية أو في الفترة التالية للولادة! وكثيراَ ما يظهر المرض النفسي خاصة الإكتئاب بصورة أعراض عضوية مثل اضطرابات المعدة والقولون والصداع وآلام الظهر والمفاصل والكثير غيرها!.

والأمراض النفسية يمكن أن تظهر بإحدى ثلاث صور:

مجموعة من الأعراض النفسية دون أن يصاحبها أية أعراض عضوية.
مجموعة من الأعراض العضوية كالغثيان والقيء وألم الظهر والأطراف, دون أن يكون هناك أعراض نفسية واضحة صاحبة, مما يجعل المريض وذويه يعتقدون أن المرض عضوي لا نفسي, مثل امرأة تشكو فقط بأنها تتقيأ أي شيء تأكله, وتم التدخل الجراحي في حالتها عدة مرات, وأدخلت العديد من المستشفيات دون فائدة تذكر وفي النهاية تم تحويلها إلى العيادة النفسية.وبعد عدة جلسات من العلاج النفسي انقطع القيء عنها.
ويحدث نفس الأمر في الأطفال يكثر ظهور أعراض جسدية كالصداع وآلام البطن والقيء وغيرها كثير لأسباب نفسية مثل الخوف من المدرس أو عند مقابلة الأغراب أو عند فقد الأم.

وكذلك الإكتئاب عند كبار السن يظهر في أحيان كثيرة بأعراض عضوية مثل آلام البطن وأوجاع الظهر والصداع هي نوبات متكررة من الإكتئاب, وكذلك الحال عند المسنين الذين أصبحوا على هامش الحياة, فإنهم يشتكون من بعض الأوجاع أو يبالغون في الشكوى من أجل جلب اهتمام من حولهم.

وقد يحدث العكس فتظهر الأمراض العضوية بأعراض نفسية, كما هو الحال في اضطراب الغدة الدرقية وفي سرطان البنكرياس والحمى المالطية وأمراض جهاز المناعة كالذئبة الحمراء وغيرها.

فقد تظهر الأمراض النفسية بمجموعة من الأمراض لنفسية والعضوية في آن واحد, كشكوى مريض القلق من خفقان القلب والعرق والرعشة في بعض أنحاء الجسم(كأعراض عضوية)إضافة إلى الخوف والتوجس وعدم الشعور بالاستقرار والطمأنينة(كأعراض نفسية).مثل مريض نوبات الهلع(القلق الحاد النوبي) وهو مريض يشتكي من أعراض مفاجئة يحدث فيها تسارع لضربات القلب واختناق, وربما رعشة وجفاف بالحلق, تدفع طبيب الباطنة إلى طلب فحوص ثم فحوص, ولا أحد يدل المريض على الطبيب النفسي حتى الطبيب الباطني يقول (دي حالة نفسية هتروح لوحدها).

10-الأعراض النفسية هي رد فعل طبيعي لظروف الحياة ولا فائدة من علاجها دون حل للمشكلات الحياتية!

وجود مرض عضوي لا يعني أن الأمراض النفسية المصاحبة هي مجرد توابع مبررة, ولا تحتاج لعلاج, وإنما يلزم تقييم هذه الأغراض بواسطة طبيب متخصص وتحديد العلاج اللازم لها؛ لأن علاج الأمراض النفسية المصاحبة للمرض العضوي يؤدي إلى تحسن استجابة الأخير للعلاج ويؤدي إلى تقليل معدلات المضاعفات والانتكاسات التي تمثل مشكلة في التعاملمع الكثير من الأمراض العضوية.

11- ارتباط الأمراض النفسية عند الكثيرين بالجنون والتخلف العقلي:

ولوسائل الإعلام دور كبير ويؤدي هذا إلى التردد عند زيارة الطبيب النفسي, والخجل من ذلك, بل ربما الامتناع عن الإقدام عليه أصلاً, رغم الحاجة الشديدة إليه.

ويتأخر الناس في إحضار مريضهم حتى يستفحل فيه المرض جداً, مما قد يجعل من الصعب علاجه, كما أنه سيحتاج لفترة أطول من العلاج.

فكم نتمنى أن تعود الأقسام النفسية إلى المستشفيات العامة.

12-اعتقاد بعض الناس أن منشأ مرض الوسواس القهري من الشيطان فقط ولا علاقة للطب النفسي به من قريب أو بعيد:

يرى الأطباء النفسيين أنه لا علاقة للشيطان بمرض الوسواس القهري, بينما يرى الشيوخ ومدعي العلاج بالقرآن الكريم أن الشيطان هو مصدر جميع أنواع الوسواس و أشكاله.

فالشيطان يوسوس في حدود قدرته التي سمح له الله سبحانه بها, وهي محدودة وفي مقدور كل بني آدم أن يتغلب عليه بذكر الله عز وجل, والاستعاذة به سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم.

إن الشيطان يكف ولو مرحلياً عن الوسوسة عند الاستعاذة بالله عز وجل, بينما الوساوس القهرية لا تخف ولا تختفي بعد الاستعاذة بالله من الشيطان؛ لأن الشيطان ليس مصدرها وإن شارك فيها في كثير من الأحيان.

وما أستطيع استنتاجه هو أن كل وساوس النفس, ووساوس الشيطان إنما تدور داخل حدود مقدرة الإنسان, بمعنى أنه يستطيع التعامل معها والتحكم فيها سواء بذكر الله أو التعوذ به أو قراءة القرآن الكريم أو بزيادة تمسكه والتزامه بشعائر دينه إلى آخر الوسائل الدينية لتهذيب النفس.

ومما يؤلم الموسوسين في مجتمعاتنا العربية اجتهاد بعض طلبة العلم بالاستشهاد بالأحاديث التي تنهي عن التنطع والغلو في الدين في حق الموسوسين مثل قوله اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وسلماضغط هنا لتكبير الصورهلا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوماً شددوا على أنفسهم فتشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديار: رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم). فالتشدد هو الغلو والتنطع في الدين النابع من ذات الفرد وبإرادته وتقرباً منه إلى الله, أما الموسوس المريض فأمره مختلف تماماً, فهو يشكو لكل أحد من وسواسه, ويتألم منه, ويستفتي العلماء في حاله, ويتردد على الأطباء, ويدعو الله أن يخلصه منه ويقاومه.

وأما الوساوس القهرية المرضية (اضطراب أو مرض الوسواس القهري),فهي علة مرضية تصيب بعض الناس كما تصيبهم أية أمراض أخرى.

ويبدو أنه إن كان للشيطان دور في هذا النوع من الوساوس,فربما كان على شكلين:

ربما للشيطان دور في الوسوسة لذلك الفرد في بداية مرضه, فإن صادفت تلك الوسوسة نفساً ذات قابلية للإصابة بالمرض حدث له.
في العبادات: فربما يكون للشيطان دور في إقناع مريض الوسواس القهري بتقصيره في حق الله؛ يوهمه أن معاناته بسبب ضعف إيمانه؛ مما يؤدي إلى تغلب الشيطان عليه, وليس بسبب علة مرضية أصابته.
والعجيب أن بعض الجاهلين يعاتبون المريض على وسواسه وكيف سمح للشيطان أن يتغلب عليه؛ فيزيدون من معاناته وهم لا يشعرون, وذلك لأن زيادة قلق الموسوس تزيد من وسواسه

ومما يرجع الصفة المرضية لهذا النوع من الوساوس: حدوثه في غير أمور العبادات بشكل كبي, رغم أننا ندرك أن الشيطان عدو للإنسان في شئون دينه ودنياه, إضافة إلى ذلك فإن إصابة بعض من لم يعهد عنهم زيادة في تدين أو صلاح ببعض الوساوس القهرية في أمور العبادات مما يدعم الصفة المرضية لهذا المرض, وكذلك حدوث مثل هذه الوساوس مثلاً لمن هم على الديانة البوذية أو الهندوسية, فأنا لا أظن أن أحداً سيقول بأن الشيطان يبعد البوذي عن عبادة بوذا مثلاً, وكذلك انتشار ذات المرض عند أقارب المريض مما يدعم بشكل جلي وجود اضطراب مرضى عند تلك الفئة من الناس.

ويختلف هذا النوع من الوساوس عن الوساوس النفسية في أنه لا يدعو الإنسان إلى محبوبات النفس, بل يجبر النفس على فعل أشياء تعرف في قرارها بأنها خاطئة وذات طابع بغيض وغير مرغوب فيها, وبلا معنى, لكن النفس لا تستطيع مقاومتها في أغلب الأحيان.

وجه النبي اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وسلم في الأحاديث إلى وسائل علمية للعلاج وهي منع الاستجابة, والتي تعتبر أحد التقنيات المستخدمة طبياً في علاج الوسواس القهري.

جمع النبي اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وسلم في الأحاديث بين الاستعاذة والعلاج العملي(مثل إيقاف الأفكار وفنيات صرف الانتباه) [لقول النبي اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وسلم عندما سُئل عن الوسواس فقال: فليستعذ بالله ولينته-الموقع]

مما سبق نستنتج أن أي إجراء عملي أو خطوة علاجية مباحة سواء بالعقاقير أو الوسائل العلاجية النفسية الأخرى مما يدعم الصفة المرضية لهذا الداء, إضافة إلى ذلك فإن الأبحاث العلمية أثبتت وجود تغير في أنسجة المخ واضطراب في مستوى بعض الناقلات العصبية خصوصاً مادة السيروتونين عند بعض المصابين بمرض الوسواس القهري والذي يتبدل عند التداوي بالعلاج المناسب سواء كان عقاراً نفسياً أو برنامجاً علاجياً سلوكياً.

ومما يدعم ذلك أيضاً إصابة بعض الكفار بهذا المرض وهم من خلت قلوبهم من التوحيد –أصل الإيمان- فلا حاجة للشيطان أن يصيبهم بالوسواس فيما دون ذلك من أمور الدنيا.

ولعل توافق اسم هذا المرض"الوسواس القهري" لفظاً مع كلمة وسواس التي تنسب عادة إلى الشيطان؛ جعل بعض الناس يربطون هذا المرض دائماً بالشيطان.

ومما يؤلم المصابين بداء الوسواس القهري ما يقرءونه في كتب بعض العلماء من ذم الوسوسة والموسوسين؛ لأنهم كانوا يطلقون ذلك الوصف على جميع أنواع الوسواس دون تخصيص.

وإن قلب الطبيب النفسي ليتألم حينما يرى بعضاً من أمته يصارع مرض الوسواس القهري لسنوات عديدة ويرفض زيارة المريض النفسي؛ إما لقناعته بعدم فائدة العلاج النفسي في علاج علته؛ أو بسبب النظرة الإجتماعية السلبية تجاه الطب النفسي.

13-اعتقاد بعض الناس بأن الطبيب النفسى لا يؤمن بأثر القرآن ودوره فى العلاج وأنه منكر لأثر الجن والسحر والعين :

وهذا ما يعمل بعض المعالجين على نشره بين الناس وهو افتراء ينتج عن سوء نية أو عن جهل بحقيقة الأمور .

تضع طبيعة تخصص الطب النفسى من يتخصص فيه من بين الأطباء فى وضع من يتعامل مع مشاعر الناس وأفكارهم وخبراتهم التى تختلف عما يتعامل معه الأطباء .

أن الأطباء النفسيين المسلمين يختلفون بشكل كبير فى إيمانهم بتلك الغيبيات عن غير المسلمين .

أن بعض الأطباء النفسيين غير المسلمين يؤمن بتلك الأمور الغيبية، فما بالك بالأطباء النفسيين المسلمين، ومن هؤلاء الأطباء من يسأل عن دليل شرعى أو علمى يربط تلك الأعراض التى يعانى منها مريض ما بأنها حدثت بسبب أحد تلك الأمور الغيبية ، ورغم عدم وجود دليل واضح يربط تلك الأعراض بسببها الغيبي الذي يفترضه الشيوخ فإن العقلاء من الأطباء النفسيين لا ينكرون احتمالية ذلك ، كما أنهم يتوقفون عن قبوله فى آن واحد .

ولقد أدى هذا الاعتقاد عند بعض االمعالجين إلى التأثير على النظرة الاجتماعية للطب النفسى ، لما لهم من تأثير فعال خصوصاً على بسطاء وعامة الناس ، وهم العدد الأكبر فى الشعوب عامة .

إن وجود طبيب نفسى واحد أو أكثر ينكر تأثير تلك الأمور الغيبية ، بل ربما ينكر وجودها أصلاً ، فإن ذلك لا يعنى أن كل الأطباء النفسيين كذلك، فالأطباء النفسيون مثلهم مثل غيرهم من الناس ، حيث إن هناك بعضاً من الناس من غير الأطباء ينكرون تلك الأمور الغيبية جملة وتفصيلا ولست هنا أعلل لأولئك الأطباء ، فهم مخطئون ولا شك ، وإنما أرفض وصم جميع الأطباء النفسيين بإنكار الجن والسحر والعين.

14-الطبيب النفسى سيدخلك فى الدوامة فاحذر منه!!

هذا المفهوم المخالف للحقيقة إنما هو مستنبط من أفكار أخرى تجمعت فى أذهان الناس، بعضها مستمد من الأفلام السينمائية القديمة، وبعضها من حكايات الناس عن المريض الذى لا يشفى! ويظل متردداً مستديما على الطبيب معتمدا عليه ، وبعضها من الأفلام العربية التافهة التى تعيق عقولنا عن معرفة الواقع .

الدوامة إذن هى وهم لا أساس له من الصحة.

فإذا أردنا أن نستشهد بما نسمعه من الكثيرين من مرضانا الذى لا يصلون إلى الطبيب النفسى إلا بعد جولة طويلة بين الأطباء فى التخصصات المختلفة مع أن اضطرابهم يكون نفسيا ، لكن أعراضهم تأخذ شكلاً عضوياً فسوف نجد الكثير والكثير.

15-الطب النفسى وعلم النفس من إفرازات الحضارة الغريبة ولا يمتان إلى الإسلام بصله:

الطبيب النفسى المسلم هو فرد من أفراد مجتمعه يدين بما يدينون به ويعتقد ما يعتقدونه ، وما دراسته وممارسته للطب النفسى إلا محاولة منه فى الانتفاع من هذا التخصص فى خدمة مجتمعه ، واضعا ذلك كله فى إطار من ضوابط دينه.

16-الطبيب النفسى غير مستقر نفسيا أصلاً فكيف يمكن العلاج عنده ؟!:

أن الاعتقاد بعدم استقرار الطبيب النفسى نفسياً فى الأصل مفهوم غربى تلقفته المجتمعات الشرقية، وذلك لأن العلاج النفسى فى بداياته كان يعتمد على التحليل النفسى والنظر فى مشاعر الفرد وخلجاته التى ربما لا يشعر بها ، وتقديم تحليل نفسى لها، وهو ما جعل المعالج يبدو فى نظر بعض الناس غريبا، وذا قدرات خاصة مما جعلهم ينسجون حوله الخيالات والأساطير، كما أن بعض المحللين النفسيين فى أوربا ماتوا منتحرين بسبب إصابتهم بالاكتئاب! وقد بدا ذلك غريبا بالطبع فى أفهام الناس؛ لأنهم يتوقعون فى المحلل النفسى مناعة من المرض الذى يعالجه، وكان فى ذلك أيضا ما تلقفته وسائل الإعلام الغريبة ونفخت فيه ما شاءت من النفخ ، ومجتمعنا بالطبع لا يعرف ما الفرق بين المحلل النفسى والطبيب النفسى، وكلهم عند الكثيرين سواء .

وأما حقيقة الأمر فإن الطبيب النفسى ما هو إلا إنسان عادى تماما، قد درس الطب البشرى فأعجبه الطب النفسى فأختار التخصص فيه دون سواه.

ويعتقد بعض الناس أنه قد تتأثر مع الزمن نفسية الطبيب النفسى فتصيبه بعض العلل النفسية!! وفى الحقيقة أن هذا الاعتقاد لا أصل له، وإنما هو مجموعة من الأوهام نشأت بسبب النظرة الاجتماعية المتوجسة من الطب النفسى.

وكثيراً ما يسأل أصدقاء الطبيب النفسي وأقرباءه بعد دعائهم له بأن يعنيه الله على تخصصه هذا: أليس صحيحاً أن الطبيب النفسى يعانى نفسيا بعد فترة من عمله بسبب ما يسمعه من المرضى؟ ولسن أرى رداً أبلغ من الرد التالى :

" إذا كان طبيب النساء والولادة ينتابه الحيض والنفاس بعد فترة ممارسة من تخصصه، وكان طبيب الأطفال كلما زادت خبرته صغر حجمه حتى يعود فى بطن أمه، فإن الطبيب النفسى ولا شك يعتريه ما تشاء من الأمراض النفسية !!".

17-الطبيب النفسى لديه قدرات خاصة وربما خارقة على حل المشكلة ! :

أصحاب هذا المفهوم من المرضى كثيرون للأسف! ويتميزون بتوقعات تفوق الحقيقة عن طبيبهم النفسى وعن قدراته على معرفة أشياء لا يعرفونها هم أنفسهم خارج ميدان الطب النفسى بالطبع – لأن طبيعة الموقف الطبى عامة تفرض كون الطبيب أكثر علما من مريضه فى حدود تخصصه لكن الأطباء النفسيين مساكيين!! فمجال عملهم فى رأى كثير من المرضى هو الحياة بأسرها على ما يبدو، وقدراتهم على حل المشاكل وتقديم العون هى بالتأكيد فوق الشك! بعضهم يجلس معك ويطلب منك بعد الجلسة الأولى أن تقدم له الحل لمشكلة عمرها مثلا خمس سنين وتقع فى الغالب خارج مجال الطب النفسى وتكون مشكلة اجتماعية فى أغلب الأحيان!.

وبعضهم يأتيك مرة واثنين وثلاثاً وتبدأ العمل معه ثم يفاجئك بعد ذلك بأنه لا يستعمل الدواء الذى اتفقت معه عليه ثم يفاجئك بأنه لم يكن يتوقع منك دواء كيميائياً.

أو تجد أنه لا يطبق خطوات العلاج السلوكى التى حددتها معه ، أى أنه لم يغير شيئا من سلوكه! فمثلاً لم ينقطع عن مقابلة شلته التى يشرب معها ثم غالبا بعدما تمضى فى تحليل خلفيته الفكرية تجد أنه يريد منك أن تفعل كل شئ، وكان لسان حاله يقول: إنه إنسان مثقف يعرف قيمة الطب النفسى وأهميته فى فعل مالا يقدر عليه أحد، وبالذات هو نفسه بالطبع! ولذلك لجأ لك فافعل ما تراه لازما دون أن تتعبه !.

الحقيقة أن هؤلاء علمونى أن اشرح بمجرد التقاطى لوجود هذه الفكرة فى وعى أو لا وعى المريض مدى ما أستطيعه ومدى ما ألزمه به ؛ لأن العلاج النفسى لا يغير مريضا دونما تعب خصوصا فى مجال السلوك الاجتماعى أو الفردى الواعى، أى فى مجال العلاج السلوكى الذى يتطلب من المريض عملاً مع الطبيب، وفى حياته لكى يتحقق التغيير! واستشهد بالآية الكريمة { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }.

هنا أوضح لهذا المريض ما أستطيعه ، وما يمكن لوسائل الطب النفسى أن تقدمه من مساعدة، وأبين قدراتى وقدرة الطب النفسى ذاته! لكى أجنب المريض الإحساس بالإحباط، وأجنب نفسى الألم الناتج عن ذلك!.

18-الدواء النفسي يجب أن يحل كل المشاكل دون تعب:

ما يستطيع الدواء النفسى فعله فهو القضاء بفضل الله على أعراض الاضطراب النفسى العارض، أى أنه يزيل أعراض الاكتئاب أو الوسواس أو الرهاب أو الفصام أو غيها مادامت ناتجة عن خلل كيميائى فى وظيفة المخ، بحيث يعيد المريض إلى حالته قبل حدوث الاضطراب النفسى، لكنه لا يستطيع فى حالة اضطراب الشخصية إلا أن يقلل إلى حد ما من معاناة المريض، ومن بعض الأعراض الناتجة عن خلل كيميائى فى وظيفة المخ أيضا، لكنه لا يستطيع أن يغير بالطبع من طريقة تفهمه للواقع وطريقة تعامله مع الآخرين، فهذه كلها أمور تحتاج إلى نوع مناسب من أنواع العلاج النفسى المختلفة.




التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

12 طريقة لحياة تخلو من التوتر النفسي

[IMG]خليجية[/IMG]

لطالما تعرض كثيرون لظروف أدت بهم إلى زيادة التوتر الذي غالباً ما إرتبط بمشاكل إقتصادية عائلية أو غيرها, فالبعض يعتقد أن تناول الطعام قادر على خلق لحظات من البهجة والسعادة, ومن المؤسف وجود تلك العادة الوثيقة بين الحياة العملية وتناول الأطعمة السريعة الخالية من الفوائد الغذائية والعناصر الأساسية الهامة في تلبية إحتياجات الجسم من الطاقة والغذاء, كما أن القلق والتوتر يدفع الإنسان إلى البحث عن الطعام وتناوله بشراهة لمواجهة هذا الخطر أو الإضطراب.
تقدم لكِ حياتكِ 12 طريقة لحياة تخلو من التوتر النفسي

-تجنبي السكر والأطعمة الغنية بالسكر كالحلويات والكيك وما شابه, وإستبدليه بالأطعمة المحتوية على نسبة قليلة من السكر كالخضروات والفاكهة, وبصفة عامة ينصح الباحثون بدمج الأطعمة الغنية بالكربوهيدات مع تلك الغنية بالبروتين لتقليل معدل السكر في الوجبة.

-تناولي الأغذية الغنية بالمواد المانحة للطاقة والمحتوية على فيتامينات "ب" المركب وفيتامينات "جـ" ومعادن الماغنسيوم والكالسيوم والزنك والحديد, فالفواكة الحمضية كالبرتقال والليمون والجريب فروت مصدر رئيسي لفيتامين "جـ" بينما تحتوي الخضروات الورقية كالسبانخ والمفلوف والبقدونس والبروكلي على معدن الحديد وبعض فيتامينات "ب" المركبة والهامة في بناء خلايا الجسم.

-قللي من إستعمال المنبهات كالشاي والقهوة والسجائر والشوكولاتة والمشروبات المحتوية على الكافيين.

-إتبعي إزالة السموم من الجسم لمدة 20 يوماً بمعدل مرتين في السنة, وإعتمدي على تناول الخضروات والفواكة العضوية والإكثار من شرب الماء ومغلي الأعشاب .

-واظبي على بعض التمارين المزيلة للتوتر كاليوجا والأيروبيك والبيلاتس بمعدل مرتين في الإسبوع, والمشي لمدة نصف ساعة بمعدل 3 مرات أسبوعياً.

-إهتمي بقضاء أغلب الوقت في الهواء الطلق خارج المنزل أو في شرفة المنزل, فالأكسجين يعمل على رفع معدل الأيض وزيادة قدرة العضلات على إذابة الدهون المتراكمة.

-أحصلي على فترة كافية من النوم, فالنوم يساعد على تنظيم ضربات القلب والوظائف الحيوية في الجسم, الأمر الذي يقلل من التوتر ويخلص الجسم من السموم البيئة المتراكمة في جسمك

-تناولي أطعمة غنية بحمض الفوليك التي من شأنها زيادة إحتفاظ الجسم بهرمون السعادة (السيروتونين) والمتوفر في البقول والفول السوداني والسبانخ المطبوخة بالحمص.

-تناولي الأطعمة التي تساعدكِ على إسترجاع الأحداث الجميلة في حياتكِ, وبالرغم من ان تلك الأطعمة غالباً ما تكون غنية بالدهون أو السكر أو البهارات أو الملح إلا أن تناولها بالحد المعقول يساعد الجسم على إستعادة توازنه النفسي وتجاوز الأوقات العصبية.

-خصصي وقتاً للإستمتاع خارج نشاط الحياة الملئ بمسئوليات وأعباء العمل, فالعمل أكثر من اللازم يمكن أن يقود المرء إلى تبديد طاقاته وفقدان قدرته على التركيز.

-مارسي الرياضة مع الآخرين, فهذا يضفي مزيداً من البهجة والنشاط على حياتكِ العملية ويشعركِ بالأمان ويقلل لديكِ الشعور بالخوف والقلق من المستقبل.

-إحرصي على عمل تدليك اسبوعي لتخفيف الضغط النفسي من عليكِ .




موضوعك رائع ملاكي دمتي متالقة



مو بروعة مرورك حياتي نورتي



التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

الضغط النفسي وطرق للتعامل معه

يوضح جيل ادواردز ان “الطب الواعي” يُعنى بالعلاقة بين العقل والجسد. وان المرض الجسدي يعكس شيئا ما يحدث في العقل الواع

وطرد الأفكار التي تسبب توترا نفسيا من الذهن يعني انها لن تؤثر في الجسد. ولكن البداية تكون بتحديد سبب الضغط النفسي سواء أكان العمل أو العائلة ثم الشروع في التعامل معه.ويعتقد ادواردز ان كل ما يحدث في حياتنا انما يحدث لمساعدتنا بطريقة ما ، لتعليمنا وتنمية قدراتنا. وبالتالي عندما يمرض جسدنا فان هذا يعني ان هناك شيئا في حياتنا علينا ان نتوقف عنده ونعالجه. وعلى المرء ان يسأل نفسه ما هي المعتقدات التي تدفعه الى العمل حتى الاجهاد أو تسبب له قلقا بشأن هذا الوضع أو ذاك.وهناك صنوف شتى من المعتقدات المتغيرة.

واللاشعور أو العقل الباطن يتعلم بالتكرار. وإذا دأب المرء على قول الشيء نفسه المرة تلو الأخرى فان العقل الباطن يستوعبه ويتمثله. وتسم بفاعلية خاصة عبارات مثل “أنا في مأمن” أو “أنا محبوب” لأن غالبية حالات القلق تبدو صادرة عن اشخاص يشعرون بعدم الأمان أو بأنهم ليسوا محبوبين.حين تشعر بالنعاس يكون عقلك الباطن مفتوحا قبل ان تستغرق في النوم ليستوعب كل ما تقوله بسهولة. وهذا هو الوقت الأمثل للتركيز على ما تريده في الحياة أو ما تحمد الله عليه أي شيء يُشعرك بالرضا. ولكنه ليس الوقت المناسب قطعا للقل لأنك تحشر المزيد من المشاعر السلبية في عقلك الباطن فيكون نومك مضطربا.حين نكون متوترين عصبيا نميل الى تشغيل آلية “البقاء” فنركز على ذلك اليوم تحديدا ولكن حين لا نكون منهمكين في توترنا نكون أقدر بكثير على التركيز على المستقبل.

وعلى المدى البعيد ما تريده في المستقبل سيفترض جسدك انك لست في خطر داهم ومن شأن هذا ان يبعدك عن حالة التوتر أو الضغط النفسي. لذا ينصح ادواردز بالاستغراق في احلام يقظة سعيدة لمدة 15 دقيقة في اليوم ، أي التفكير في الحياة التي تصبو اليها حتى إذا كنت لا تعرف كيف تحققها.وإذا كان المرء يعاني من الضغط النفسي المزمن فان من أفضل الطرق للتعاطي معه هي من خلال “السايكلوجيا الطاقية” ، وهي طريقة يعتمدها اخصائيون وتنطوي على توظيف خطوط الطاقة التي تمر بجسد المرء وتُستخدم في العلاج الصيني بالابر ايضا ، على ان يكون ذلك متزامنا مع التفكير في الحدث الذي يسبب التوتر العصبي. وتساعد هذه الطريقة في طرد الشعور بالضغط النفسي من الجسم فيعود الجسد الى الاسترخاء ويعالج نفسه بنفسه.




مشكوره اختي على نقلك
الموضوع الصحه النفسيه شيء ينبغي
علينا الاهتمام به
سلمتي



موضوع رائع
مشكورة



تسلمى يا قمر على الموضوع
بارك الله فيك



شُكْرَا عَلَى [الَطَرَح] الَمَمَيَز !!
الْلَّه لَا يَحْرِمْنَا مِنْك وَلَا مِن مَوَاضِيْعّك الْقَيِّمة
بِنْتِظَار كُل مَا هُو جَمِيْل ..~
دُمْتيَ [بِسَعَادَة] لَا تَنْتَهِي
بِرِعَايَة الْبَارِي ….




التصنيفات
منوعات

™®…ॐண҈ண−ـ‗_ البعد النفسي للتوبة _‗ـ−ண҈ணॐ…®™


لماذا نتوب ؟ وما هي العوامل التي تؤدي إلى التوبة؟ ما هي مختلف العمليات النفسية التي تصاحب التوبة؟ وما أثر ذلك على الجوانب المختلفة للشخصية التائبة؟
إنها بعض الأسئلة التي لا نسألها كثيرا حول مفهوم كبير مثل التوبة، بل نرى التوبة مجردة عودة إلى خط مستقيم تتم بطريقة غامضة ، فإذا الإنسان إنسان آخر غير الذي نعرفه، والعبد صورة أخرى.

غير أننا إذ نريد أن نستثمر هذا المفهوم في إعادة الناس إلى جادة الصواب والحق، فيجب أن يدرس دراسة نفسية ومعرفية واجتماعية عميقة، ويبحث بحثا طويلا، لاستكناه مختلف الجوانب التي يضمها مفهوم التوبة، ولا أدعي هنا أنني سأقوم بكل هذا أو بعض منه، إنما الغرض هو فتح باب على موضوع أهمل كثيرا، وانسحبت إليه أفكار الماضي ، فلم تدعه إلا موضوعا منتهي الصلاحية.
مفاهيم خاطئة حول التوبة:
تقترن التوبة بمفاهيم خاطئة في كثير من الأحيان، إذ تقترن بشهر بعينه كرمضان أو بأيام كالحج، ثم العبد يعود بعد ذلك إلى ذنوبه مسرعا، ليحمل منها ما شاء له أن يحمل، بعد عبادات وصدقات وأعمال كثيرة جليلة كان الأحرى أن تترك أثارها في النفس.

كثيرا ما نتصور التوبة فعلا ساكنا يعود المسلم من خلاله إلى الصلاة والصيام ، ثم يضل على ذلك الحال لا يتبدل ولا يتغير.
وقد تقترن التوبة بفترة أو حال من الأحوال، أو بتحول بكامله يصاحب الابتعاد كليا عن المجتمع وتفاعلاته، فيصير جزءا آخر مختلف، فيغيب فعل التوبة الحقيقي، ويصير انتفاضا سلبيا على وضع متدهور لا يزال.
كما نجد أيضا مفاهيم خاطئة حول التوبة، إذ نتصور التوبة فعلا ساكنا يعود المسلم من خلاله إلى الصلاة والصيام ، ثم يضل على ذلك الحال لا يتبدل ولا يتغير، بينما التوبة في الحقيقة ارتقاء دائم وفعل إيجابي يتغير باستمرار. والحقيقة أن هذه كلها ليست بتوبة، إنما هي عادات يجب أن تحارب، وأفكار خاطئة يجب أن تصحح، نتجت عن وضع المجتمع نفسه، فاستقت خصائصها من سكونه وثقافته التي لم تبرح مكانها، ذلك أن للمجتمع والثقافة سطوة كبيرة على الأفكار والتأسيس لها، حتى المفاهيم الدينية التي غالبا ما نراها أو نتوقعها مختلفة تماما.

المدلول النفسي للتوبة:

التوبة هي إدراك داخلي في النفس، وليس خارجيا تمليه ظروف معينة أو مناسبات معينة، كما في رمضان أو غيره.
إن أول المدلولات النفسية للتوبة، هي أنها إدراك داخلي في النفس ، وليس خارجيا تمليه ظروف معينة أو مناسبات معينة، كما في رمضان أو غيره، وهذا الإدراك ينم عن شخصية قادرة على وضع حدود بينها وبين الموضوع ، سواء كان اجتماعيا أو ثقافيا أو حتى دينيا، ويؤدي هذا الإدراك الجديد، إلى الوصول إلى موقع أعلى في درجات البحث عن الله والقرب إليه. وينعكس ذلك أول ما ينعكس على الجوانب الوجدانية للنفس، فتصبح السيئات والمحرمات مكروهة لذاتها وليس لأي شيء آخر، فنحن عادة ما نكره الشيء بحسب ألفتنا لكره المجتمع والآخرين له. إذ تحدد الأعراف القيم والاتجاهات بصورة كبيرة، وهذا بسبب العادات المتوارثة والثقافة السائدة، وهذا ما يدخل منه بعض العلمانيين حين يقررون أن المحرم هو المحرم في العرف الاجتماعي، والقرآن يحرمه تبعا لذلك، فإذا القرآن وفق هذا المفهوم شيء نسبي والثقافة هي المطلق، وهذا خطأ فادح، إذ تتمكن الشخصية التائبة من إدراك كراهية المحرم بمعزل عن أي تأثير آخر، فالمحرم محرم لذاته، وليس لسبب آخر.

مراحل التوبة:
لقد ذكر العلماء الأجلاء الأولون مراحل للتوبة وجعلوها أربعا ، ويدل هذا على وعيهم بالبعد النفسي لعملية التوبة، ولقد أخطأنا إذ لم نبحث في هذه المراحل ولم ندرسها دراسة كافية، فترى الإمام في المسجد يقررها كما هي، لا يضيف لها شيئا من عنده، فبقيت كما كانت من قرون .
المرحلة الأولى الندم:
الندم هي حالة وجدانية متعلقة بالماضي، وهو نفس المعنى الذي رأيناه سابقا، من أن العبد يصبح في وضع نفسي وإدراكي مختلف لموقعه السابق، ولوضعه الذي كان عليه، ثم هو يدرك وضعا جديدا يصل إليه، وهذا قد تكون له أسباب عديدة، منها تطور العبد النفسي والعقلي والمعرفي نتيجة للوعي الذي تساهم فيه عوامل كثيرة، وقد يكون استعدادا فطريا في النفس تصل إليه بعد مدة من نشدان الكمال. ولأن العبد يدرك هذه الحقيقة، نتيجة المقارنة التي يحدثها بين وضعه السابق ووضعه الجديد، فإنه يستخلص مجموعة من الأحكام التي يحدد من خلالها صورة أخرى لنفسه وسيعمل على الوصول إليها.
والمهم أن هذا الإدراك الجديد، إنما يكون في مقابل وضع الإنسان مع الله، أي العلاقة الإنسان- الله، فلم يعد العبد المؤمن يحدد وضعه في علاقته بغيره من الناس، ولا بأحكام أو معايير أخرى، كما يحدث مثلا مع العديد من التقنيات الجديدة في تطوير النفس كالبرمجة العصبية، إنما يحدد المؤمن نفسه في وضعه مع الله، وهذا الإدراك هو إدراك عال جدا، يتيح له وضع أطر ومعايير جديدة يجدها لديه في داخله قبل أن يقتنصها من القرآن أو السنة، كالإخلاص والصدق ومحاولة التقارب مع جميع المبادئ الإسلامية التي جاءت في القرآن أو السنة.
المرحلة الثانية الترك:
وهي الإرادة المتعلقة بالحاضر والتي ينبني عليها الفعل الجديد وعدم العودة إلي الأفعال القديمة، وهي الهجرة التي يقوم بها العبد من المنكر إلى المعروف، ومن السيئة إلى الحسنة ومن الخطأ إلى الصواب، إنه الانتقال من الوضع السابق الدنيء إلى الوضع اللاحق المرجو، إن العبد هنا يدرك ما هو مطلوب منه، ويسعى إلى ذلك سعيا، بهجر ما كان عليه ، إلى ما يريد أن يكون عليه، وهي عملية إنسانية قد تكون في ظاهرها بسيطة، إلا أن كل التاريخ الإنساني تقريبا قام عليها ومارسها.
والعبد يمارسها على صعيد الانتقال والإرادة فيه، نحو ما ينشده. لقد حدد هدفه، ورآه وهو يريد أن يصل إليه، وبمعنى آخر، فإن العبد رأى موقعا قريبا من الله، فأراد السير إليه، ولذا عليه أن يتطهر.
وهنا معنى آخر، وهو أن الندم يغذي الفعل الصحيح ويقومه، فهو مصدر قوته، بالإضافة إلى مصدر آخر هو العزم.
المرحلة الثالثة العزم:
وهي الإرادة المتعلقة بالمستقبل، حيث يعزم العبد على عدم العودة إلى الذنوب السابقة، وأنه يستهجن ذلك ولا يرضاه بأي حال. وهنا ينبني إدراك جديد بقيمة الوضع الجديد الذي صار العبد إليه، وليس عزما كما هو متخيل بسوء الوضع الجديد وضرورة الكفاح لئلا يعود إلى الوضع السابق الذي كان عليه والذي نتخيل أنه أفضل بكثير من الوضع الجديد.
فالعكس هو الصحيح، إن الوضع الجديد في نظر التائب هو الأفضل ولن يستبدله بأي شيء آخر من الدنيا نظرا لقيمته الكبرى عنده.

إننا غالبا ما ننظر إلى التائب على أنه في وضع مزري، وأنه يحارب نفسه لئلا يعود إلى الشهوات المرغوبة جدا بينما العكس هو الصحيح.
إننا غالبا ما ننظر إلى الإيمان والتائب على أنه في وضع مزري ، وأنه يحارب نفسه لئلا يعود إلى الشهوات المرغوبة جدا. والعكس هو الصحيح . إن النزوات والشهوات تصبح في الموقع الجديد مستهجنة جدا، بل قد تثير الشفقة حين رؤيتها لدى الآخرين، فيستغفر المؤمن لمرتكبها استغفارا حقيقيا. إن العزم إذن هو عزم نحو المستقبل وضرورة الكفاح للوصول إلى الموقع الجديد ، وهو يضاف إلى الندم ليشكل الحلقة المهمة في إعطاء الدفع للسلوك الإنساني، فالندم يعطي للمؤمن صورة حقيرة عن نفسه، لا يجب أن يكررها، بينما يعطيه العزم الصورة المثلى لنفسه والتي يجب أن يصل إليها.
المرحلة الرابعة أداء الحقوق: وهذه حالة متعلقة بمحاولة إعطاء النفس والشخصية صورتها المختلفة لدى الآخرين، وأن الإنسان فعلا يرغب في هذه الصورة ، فلا تبقى بينه وبين نفسه فقط، بل يجب أن ينشر هذا المفهوم لدى الآخرين ليعرفوا أن الشخص فعلا تغير، فيساهم في تغيير الآخرين، وهذه الميزة نجدها في الإسلام كثيرا، إذ يحث الإسلام على الجهر بالمعروف، لئلا يبقى في الخفاء، حييا ومنزويا، بل لأنه الحقيقة والخير وكل شيء فيجب أن يكون معلنا، وهذا ما نراه في إعلان الزواج والصدقة مثلا، لأنهما الفعل الطبيعي الذي يستحق أن يشهر بين الناس، وليس كالشر الذي يبقى مهما أراد الإنسان إظهاره منزويا ومختفيا في الظلام . إن هذه المراحل الأربع، ضرورية في إعادة فهمنا للتوبة ومدلولها النفسي، إذ أن التوبة هي حالة نفسية جديدة على المؤمن ينتقل فيها من وضع إلى وضع وليست حالة يعود فيها إلى نفس الوضع الذي هو عليه المجتمع والثقافة، وفرق كبير بين مفهومنا للتوبة الذي يتأسس على مجاراة المجتمع وأعرافه وبين مفهومها التصاعدي والفعال والقريب من الله.




جزاكى الله خير ونفع بكى الامه



خليجية



التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

مكافحة الضغط النفسي

ينجم الضغط النفسي عن كثير من العوامل ، لأن معظمها مرتبط بالتغيّرات الحياتية . ومن شأن هذه التغييرات أن تكون أحداثاً سعيدة ، كإمضاء عطلة أو الحصول على ترقية ، أو أحداثاً سلبية ، كوفاة شخص عزيز أو فقدان وظيفة .

وعندما نستجيب للضغط النفسي بالإنفعال أو التوتر أو القلق ، فإن هذه الإستجابة ليست " ذهنية " فحسب . فعندما نشعر بنوع من التهديد ، يتم تحرير " مراسلات " كيميائية ، مما يؤدي إلى تغييرات فيزيائية كسرعة النبض والتنفس وجفاف الفم . وتعمل هذه التغييرات على تحضير الجسد للقتال أو للهروب .
وعندما نستجيب للضغط لفترات طويلة ، فقد يؤدي ذلك إلى مرض جسدي أو انفعالي .

علامات و اعراض الضغط النالية

جسديا :

صداع
كزّ الأسنان
تضيّق وجفاف في الحلق
شدّ الفكين
ألم في الصدر
قصر النفس
خفقان القلب
ارتفاع ضغط الدم
ألم عضلي
عسر هضم
إمساك / إسهال
زيادة في التعرّق
برودة وتعرّق في اليدين
تعب
أرق
مرض متكرر
نفسياً :

قلق
اهتياج
شعور بخطر أو موت مداهمين
اكتئاب
تباطؤ في التفكير
تسارع في الأفكار
شعور بالعجز
شعور بفقدان الأمل
شعور بإنعدام القيمة
شعور بغياب الهدف
شعور بعدم الأامان
حزن
دفاعيّة
غضب
فرط الحساسية
بلادة
سلوكياً :

فرط الأكل / نقص الشهية
انعدام الصبر
ميل إلى الجدل
مماطلة
زيادة التدخين
انعزال
تجنب المسؤولية أو إنكارها
أداء سيء في العمل
تدهور
عناية سيئة بالصحة
تغير في العلاقات العائلية أو الحميمة

العناية الذاتية

– تعلم الإسترخاء : من شأن بعض التقنيات ، كالتخيّل و التأمل و الاسترخاء العضلي والتنفسي أن يساعد على الاسترخاء . ويتمثل هدفك بإبطاء سرعة القلب وخفض ضغط الدم عبر تقليص التوتر العضلي
– ناقش همومك مع صديق تثق به : إذ يساعد الحديث على التخلص من الاجهاد النفسي والنظر إلى الامور من زاوية أفضل وقد يؤدي إلى وضع خطة عمل سليمة
– خطط لعملك خطوة خطوة ، وقم بإتمام المهمام الصغيرة
– تخلص من غضبك : من الضروري التعبير عن الغضب ، ولكن بحذر . " عد للعشرة " ثم سيّطر على نفسك واستجب لغضبك بطريقة أكثر فعالية
– إبتعد عن مصدر التوتر : فذلك يساعد على تكوين نظرة جديدة للأمور
– كن واقعياً : ضع أهدافاً واقعية ، ورتبها حسب الأولويات مركّزاً على ما هو أكثر أهمية . فتنظيم الأهداف بشكل بعيد عن المنطق ، ينبيء بالفسل . حدد أولوياتك وركّز على ما هو أكثر أهمية بالنسبة لك .
– تجنب العلاج الذاتي : ففي بعض الأحيان نسعى إلى إستعمال العقاقير لنشعر بالراحة . والواقع أن هذه المواد لا تؤدي سوى تمويه المشكلة الحقيقية
– احصل على قسط وافٍ من النوم والتمارين والأطعمة المغذية : فكما يقال " الجسم السليم في العقل السليم" . والنوم يساعد على مواجهة المشاكل بحالة أكثر نشاطاً . كما أن التمرّن يعمل على حرق فائض الطاقة التي يولّدها الضغط النفسي
– اطلب المساعدة : إتصل بالطبيب أو بمختص بالصحة العقلية إن كنت تعاني من ضغط متزايد أو تعجز عن إتمام أعمالك بشكل طبيعي

تقنيات الاسترخاء لتخفيف الضغط النفسي

الإسترخاء التدريجي للعضلات :

– اجلس أو تمدد بوضع مريح واغمض عينيك .
– دع فكّك يسترخي وكذلك عينيك ولكن من دون إغماضهما بقوة
– افحص جسدك ذهنياً ، بدءاً من أصابع قدميك وببطء نحو رأسك . وركز على كل منطقة على حدة ، وتخيّل بأن التوتر يذوب تدريجياً
– شدّ عضلاتك في إحدى مناطق جسدك ، عدّ حتى الخمسة ، ثم ارخها وإنتقل إلى المنطقة التالية

التخيل البصري :

– دع الافكار تنساب في ذهنك من دون التركيز على أيّ منها . أوح ِ إلى نفسك بأنك مسترخ ِ وبأن يديك دافئتان ( أو باردتان إن كنت تشعر بالحر ) وثقيلتان وبأن قلبك ينبض بهدوء
– فور إسترخائك ، تخيّل بأنك في مكانك المفضّل أو أمام منطر أخّاذ
– بعد 5 إلى 10 دقائق ، إسحب نفسك من هذه الحالة تدريجياً

التنفس باسترخاء :

مع الممارسة يصبح بمقدورك التنفس بشكل عميق ومسترخ
في البداية ، مارس ذلك وأنت مستلق ٍ على ظهرك ، بينما ترتدي ملابس مرتخية على الخصر والبطن . وفور إعتيادك على التنفس بهذه الوضعية ، تدرب على ممارسته وأنت جالس ومن ثم وأنت واقف .

– تمدّد على سرير على ظهرك
– باعد بين قدميك قليلاً . أرح إحدى يديك على بطنك ، قرب السرّة والأخرى على صدرك
– إشهق من أنفك وازفر من فمك
– ركّز على تنفسك لبضع دقائق بعد ذلك ، حاول أن تعي أيّاً من يديك ترتفع وتنخفض مع كل نفس
– ازفر بلطف معظم الهواء الموجود في الرئتين
– تنشق وأنت تعدّ ببطء حتى الأربعة ، ما يعادل ثانية بين كل رقم . ومغ التنشق بلطف ، مدد بطنك قليلاً حتى يرتفع حوالي 1 إنش ( ويجب أن تشعر بالحركة من خلال يديك ) . ولا ترفع كتفيك أو تحرّك صدرك أثناء ذلك
– مع التنفس ، تخيّل بأن الهواء الدافيء ينساب في جميع أجزاء جسدك
– استرح لثانية بعد التنشق
– ازفر ببطء وأنت تعد حتى الأربعة . وأثناء الزفير ستشعر ببطنك ينخفض ببطء
– أثناء خروج الهواء ، تخيّل بأن التوتر يخرج معه
– استرح لثانية بعد الزفير
– إن وجدت صعوبة في الشهيق والزفير حتى الأربعة ، قصّر الوقت قليلاً ثم تدرّب تدريجياً حتى الأربعة . وفي حال شعرت بدروان أبطيء من تنفسك أو اجعل نفسك أقل عمقاً
– كرر التمرين : شهيق بطيء ، إستراحة ، من 5 إلى 10 مرات . ازفر . تنشق ببطء : 1 . 2 . 3 . 4 . استرح . ثم تابع بمفردك . وإن واجهت صعوبة في جعل تنفسك منتظماً ، خذ نفساً أعمق بقليل ، وأمسكه لثانية ، ثم دعه يخرج ببطء عبر شفتيك المنفرجتين خلال عشر ثوان ٍ تقريباً




يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع ..
لا حرمنا من إبداعكـ ..
بإنتظار جديدكـ المتميز و تواجدك المتألق ..

خليجية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلآم شاعرة خليجية
يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع ..
لا حرمنا من إبداعكـ ..
بإنتظار جديدكـ المتميز و تواجدك المتألق ..

خليجية

الله يعافيك




مواضيعك مهمة وحلوة كتير
يعطيك الف عافية
بانتظار جديدك



خليجية



التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

الاضطراب النفسي عند الأطفال

الاضطراب النفسي عند الأطفال

نظرة تاريخية:

الهدف من تخصص طب نفس الأطفال هو تخطي المشاكل النفسية والعضوية والتدخل المبكر وذلك للحد من انتشار المرض في مرحلة البلوغ. لقد وجد من خلال الإحصائيات في القرن الثامن عشر الميلادي أن فرصة حياة الطفل في لندن حوالي 50% فقط بعد اليوم الخامس من الميلاد وقد كان الأطفال في أوروبا حتى عهد قريب يعانون من التعذيب والقتل والاغتصاب والتشرد لكثرة الأطفال غير الشرعيين وقد استخدم الأطفال في الأعمال وبالأجر البسيط ولعدد طويل من الساعات، ومن ثم بدأ التفكير في تخصص الطب النفسي للأطفال.
الصحة النفسية للأطفال
الأطفال سريعو النمو والتغير. فهم ينمون جسديا وفكريا وعاطفيا واجتماعيا. ويظهر الأطفال الأصحاء المقدرة على الاستجابة للتغير ويستردون صحتهم بعد مواجهة تحديات الحياة. فهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم ويتكيفون بشكل جيد مع أسرهم وأصدقائهم وفي مجتمعهم كما أنهم يستمتعون بالأنشطة المدرسية والأنشطة ما بعد المدرسة.
ومن الأمور المألوفة لدى الأطفال أنهم يواجهون المشاكل. إلا أن أغلب تلك الصعوبات هي قصيرة الأمد ولا تتطلب معالجة صحية نفسية. ولكن إذا كانت هذه المشاكل خطيرة ومستمرة، فعلى الوالدين التماس المساعدة المهنية.

أمراض الأطفال النفسية:

1- الاضطرابات العاطفية، القلق، الخجل، الميل إلى البكاء والحزن. وقد تظهر على شكل أعراض جسمية كالاستفراغ (التطريش) والإسهال واضطراب النوم والشهية أو السمنة، وتناقص أداء الطفل في المدرسة.

2- الاكتئاب النفسي وقد يظهر باضطراب في السلوك.

3- الخوف المرضي.

4- الاضطرابات التحولية أو ما يعرف (بالهستيريا).

5- الوسواس القهري.

6- الاضطرابات العقلية كالفصام والهوس.

7- أمراض الشخصية ، كالشخصية التجنبية والشخصية المعارضة التي تتسم بالعصيان والتمرد والعناد وإثارة الآخرين.

8- اضطراب السلوك كعمل تصرفات غير لائقة مثل انتهاك حقوق الآخرين والتخريب وإشعال الحرائق والسرقة والهروب من المدرسة واستخدام الكحول والمخدرات.

9- ظهور بعض العادات الغير مستحبة كمص الأصابع وقضم الأظافر ونتف الشعر ولمس الأعضاء التناسلية.

10- مشاكل النوم بأنواعها.

11- التبول الليلي والتبرز الليلي.

12- فرط الحركة وتشتت الانتباه.

13- اضطرابات الكلام والتأتأة.




مشكورة خيتو
سلمت اناملك المبدعة
واحلى تقييم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزهرة المنسية خليجية
مشكورة خيتو
سلمت اناملك المبدعة
واحلى تقييم

الله يسلمك حبيبتي اسعدني مرورك




بوركتي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلفية خليجية
بوركتي

شكرا على مرورك