التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

إلى من يتقنون فنّ الأذى

بعضهم يتوارى خلف كثيب الحقد و الغيرة أوالكِبر والبطر ،فيُرسل كلماته سهاماً موجعة تخرق أعماق القلوب فتُدميها..!!
ألسنتهم .. تجردت من المشاعر والأدب .. فصارت تقذف من حولها لأدنى سبب أولئك يتقنون فنّ الأذى والشجب ..!! ـ علِموا ـ أن الإعتداء على النفس بالازدراء والاحتقار أجدى نفعاً من العراكِ والشجار ،وآمنوا بأن الفؤاد ينفطر إن لطمته الحروف ..أكثر من صفع الوج0ه بالكفوف ….

وقد بارك اعتقادهم علماء النفس إذ صنفوا العدوان إلى ثلاث صنوف ..

(عدوان جسدي) ـ (عدوان لفظي ) ـ( وعدوان رمزيّ وهو محور موضوعنا..

فالعدوان الرمزي يعني :

" ممارسة سلوكٍ يرمز إلى احتقار الآخر، أويقود إلى توجيه الانتباه إلى إهانة

تلحق به بطريقة رمزية غير مباشرة .."

ومن المؤسف أن نرى مثل هذا السلوك شائعاً في مجتمعنا على مختلف طبقاته

الفكرية ، إذ يجعل الحذقة ـ بهذا السلوك ـ ألسنتهم وسائل ذاتية للأخذ بالثأر أو

التنقيص من قدر الغير أو السخرية بالناس بطريقٍ غيرمباشر ..!!

فقد تبدوا مجالسنا حرباً ضروساً تدوي فيها معمعات الحروف الساخرة والكلمات

الساذجة رمزاً بدون تصريح وفي ذلك استخفاف للعقول وتهميش للوجدان..!!

فهل تناسيناشريعة الإسلام التي قيدت أخلاقنابضوابط ترغيبية وترهيبية حتى

تتعمق أواصر الأخوة والمحبة .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( المسلم

أخو المسلم لايظلمه ولايخذله ولايحقره ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه

المسلم ..)

][`~*¤!||!¤*~`][فإلى كل حاذقٍ في إيذاء الناس وسلقهم بلسانه .. ][`~*¤!||!¤*~`][

حسبي وإياه .. ماتوعدالله به في قوله سبحانه ( والذين يؤذون المؤمنين

والمؤمنات بغيرما اكتسبوا فقداحتملوا بهتاناً وإثما مبينا..)..

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن

الله يبغض الفاحش البذيء) رواه الترمذي ..

وقد يُفسد اللسان ـ بأذيته لعبادالله ـ أفضل الأعمال وأحبها إلى الله

(يقول أبوهريرة رضي الله عنه .. قيل يارسول الله : إن فلانة تصلي الليل

وتصوم النهار وتؤذي جيرانها بلسانها فقال صلى الله عليه وسلم : (لاخيرفيها هي

في النار ..) صححه الحاكم ..

~*¤ô§ô¤*~أيها المُـتقن لفنّ الأذى .. باستكبارك وتجبرك على الورى ..~*¤ô§ô¤*~

إعلم .. أن الله سيعاملك كماتعامل عباده .. يقول الإمام ابن قيم الجوزية في

الوابل الصيب: ( (ومن عامل خلقه ـ أي خلق الله تعالى ـ بصفة عامله الله تعالى

بتلك الصفة بعينهافي الدنيا والآخرة فالله تعالى لعبده على حسب مايكون

العبد لخلقه ولهذا جاء في الحديث (من سترمسلماً سترالله عليه في

الدنياوالآخرة ..) …. وكذلك في الحديث الذي في الترمذي وغيره عن النبي

صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبته يوماً يامعشرمن آمن بلسانه ولم يدخل

الإيمان إلى قلبه لاتؤذوا المسلمين ولاتتبعوا عوراتهم…) فكما تدين تدان وكن

كيف شئت فإن الله تعالى لك كماتكون أنت له ولعباده ..

إنتهى كلامه رحمه الله ..)

[®][^][®][^وإلى كل من تجرع لقمة المذلة والإهانة .. أُهديك.. هذه الكلمات :][®][^:][®]

لاتبالي بماتسمع ولاتصغي لكل مايقال ، واجعل من كلماتهم لبناتٍ تبني في ذاتك

شموخاً وعزة وثقة بنفسك ، إذ أنهم مااشتغلوا بك إلالفرط أهميتك في أنفسهم

، فضلاً عن كون أذيتهم إحسانايُثقل ميزان حسناتك ، ويخفف من موازينهم ..

عن أم حبيبة الأنصارية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلام

ابن آدم كله عليه لاله إلاماكان من أمرٍ بمعروف أونهيٍ عن منكر أو ذكرلله) ..!!

يقول الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله في (الوسائل المفيدة للحياة

السعيدة ).. { ومن الأمور النافعة : أن تعرف أن أذية الناس لك وخصوصاً في

الأقوال السيئة لاتضرك ، بل تضرهم ، إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام

بهاوسوغت لهاأن تملك مشاعرك ، فعندذلك تضرك كماضرتهم ، فإن أنت لم

تضع لهابالاً لم تضرك شيئا..انتهى كلامه رحمه الله)..

ولِـتحظى بالخيرية من مشكاة النبوة .. كُـن صامداًلاتحطمك توافه الأقوال

واصبرعلى ماتجده من الناس فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( المؤمن

الذي يخالط الناس ويصبرعلى أذاهم خيرمن الذي لايخالط الناس ولايصبرعلى

أذاهم )




التصنيفات
منوعات

أمور تعين على العفو والصبر على الأذى


قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

ويعين العبد على هذا الصبر عدة أشياء:

1- أن يشهد أن الله -سبحانه وتعالى- خالق أفعال العباد؛ فانظر إلى الذي سلَّطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تسترِح من الهمِّ والغمِّ.

2- أن يشهد ذنوبه، وأنَّ الله إنما سلطهم عليه بذنبه، وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه، ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار؛ فاعلم أنَّ مصيبته حقيقية، وإذا تاب واستغفر وقال هذا بذنوبي؛ صارت في حقِّه نعمة.

3- أن يشهد العبد حُسن الثواب الذي وعده الله لمن عفا وصَبر، كما قال تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40].

4- أن يعلم أنَّه ما انتقم أحدٌ قطُّ لنفسه إلا أورثه ذلك ذلًا يجده في نفسه، فإذا عفا؛ أعزه الله –تعالى-.

وهذا مما أخبر به الصادق والمصدوق، حيث يقول: (ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عِزًّا)، فالعزُّ الحاصل له بالعفو أحبُّ إليه وأنفع من العزِّ الحاصل له بالانتقام، فإنَّ هذا عِزٌّ في الظاهر، وهو يُورِث في الباطن ذلًّا، والعفو ذلٌّ في الظاهر، وهو يُورِث العزَّ باطنًا وظاهرًا.

5- وهي من أعظم الفوائد: أن يشهد أنَّ الجزاء من جنس العمل، وأنه نفسه ظالمٌ مذنب، وأن من عفا عن الناس؛ عفا الله عنه، ومن غَفَر لهم؛ غفر الله له.

6- أن يعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسه بالانتقام وطلب المقابلة؛ ضاع عليه زمانه، وتفرَّق عليه قلبُه، وفاته من مصالحه ما لا يمكن استدراكه، ولعلَّ هذا أعظم عليه من المصيبة التي نالته من جهتهم، فإذا عفا وصفح؛ فرغَ قلبُه وجسمهُ لمصالحه التي هي أهمُّ عنده من الانتقام.

7- أنه إن أوذي على ما فعله لله، أو على ما أُمِر به من طاعته، ونهي عنه من معصيته؛ وجب عليه الصبر، ولم يكن له الانتقام، فإنَّه قد أُوذِي في الله، فأجره على الله، فإنه من كان في الله تَلَفُهُ؛ كان على الله خَلَفُه.

8- أن يشهد معيَّة الله ومحبته له إذا صبر.

ومن كان الله معه؛ دفع عنه أنواع الأذى والمضرات ما لا يدفعه عنه أحد من خلقه، قال تعالى: {وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]، وقال تعالى: {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].

9- أن يعلم أنَّه إن صبر؛ فالله ناصره ولا بد؛ فالله وكيل من صبر، وأحال ظالمه على الله، ومن انتصر لنفسه؛ وكَلَه الله إلى نفسه، فكان هو الناصر لها، فأين من ناصِرُه الله خير الناصرين إلى من ناصِرُه نفسه أعجز الناصرين وأضعفه؟

10- أنَّ من اعتاد الانتقام ولم يصبر؛ لا بد أن يقع في الظلم، فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها، لا علما ولا إرادة، وربما عجزت عن الاقتصار على قدر الحق؛ فإن الغضب يخرُجُ بصاحبه إلى حدٍّ لا يعقل ما يقول ويفعل، فبينما هو مظلوم ينتظر النَّصرَ والعزَّ، إذ انقلب ظالمًا ينتظر المقت والعقوبة.

11- أن هذه المظلمة التي ظُلِمها هي سببٌ لتكفير سيئته، أو رفع درجته، فإذا انتقم ولم يصبر لم تكن مكفِّرة لسيئته ولا رافعة لدرجته.

12- أنه إذا عفا عن خصمه؛ استشعرت نفس خصمِه أنه فوقه، وأنه قد ربح عليه، فلا يزال يرى نفسه دونه، وكفى بهذا فضلًا وشرفًا للعفو.

المرجع: الوصية الصغرى لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-

شرح وتحقيق الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد -حفظه الله




موضوع مميز
شكرا جزيلا



العفو قلبي



خليجية



اشكرك ع المرور



التصنيفات
منتدى اسلامي

الصبر على الأذى وكظم الغيظ

منقول بتصرف

د. قذلة بنت محمد القحطاني

لا شك أن الصبر على الأذى وكظم الغيظ والحلم والعفو عند المقدرة هي أخلاق أنبياء الله وصفوته من خلقه ومن تبعهم من أوليائه المخلصين الصادقين الذين رفع الله مكانتهم وأعلى قدرهم، فكانوا جبالاً وقمماً صلبة وراسخة، فأتاهم وابل السهام المصوبة فتحطم عن صخورها الأبية، ويعود بعضها إلى صدر من رماها منتكسة. لذا كان لزاماً على ا المسلم أن يملك نفسه ويسعى للتخلق بهذه الأخلاق العظيمة في جميع مجالات حياته ، ومنها مجالات الحوار والرد على المؤذين .هو وإن كان شديداً على النفس، إلا أن الله يعين العبد إلا علم بصدقه وإخلاصه، فعن الحين قال: "مرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بقوم فيهم رجل يرفع حجراً يقال حجر الأشد، قال: (أفلا أخبركم بما هو أشدّ منه رجل سبّه رجل فحلم عنه فغلب نفسه وغلب شيطان صاحبه) ( رواه البزار بسند حسن).

قال تعالى: } خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ .{ وقال تعالى: } ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {

وقال تعالى: } ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ .{ وتحقق لهم محبة الله كما في قوله: } وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. { قال ابن تيمية – رحمه الله – في بيان سبب محبة الله لهم: "لأن درجة الحلم والصبر على الأذى والعفو عن الظلم، أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة، يبلغ الرجل بها ما لا يبلغه بالصيام والقيام" اه. ولدفع أذى الخلق ونيل الدرجات العالية، والوصول إلى هذه المرتبة من الحلم والصبر وسلامة الصدر على العبد أن ينظر إلى عدة أمور:

الأول: القدر وإن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

الثاني: التحلي بالصبر وليتأمل ما أعده الله للصابرين عن حسن العاقبة وموفور الجزاء، ولن ينال ذلك إلا بالصبر.كما قال ابن القيم رحمه الله : "وعلم أنه إن لم يصبر اختياراً على هذا وهو محمود، صبر اصطباراً على أكبر منه وهو مذموم".

الثالثة: عاقبة العفو والصفح والحلم، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ) ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) [ رواه مسلم ] ، والعز هنا يشمل عزاً ومحبة في قلوب الخلق في الدنيا وعزاً في الآخرة.

الرابع: أن يرضى بما أصابه، وهذا فوق ما قبله، وهذه منزلة عظيمة لا ينالها إلا أصحاب الهمم العالية، ولا سيما إن كان ما نالها كان السبب القيام بحقّ الله تعالى والناس.

الخامس: مقابلة الإساءة بالإحسان، فكلما أساء إليه الخلق أحسن إليهم، وليستشعر العبد أنه بهذا الإحسان يزيد إليهم شيئاً من إحسانهم إليه بإهدائهم إياه حسناتهم وأجورهم! وهذا مما يجعل الأمر يهون على العبد، فيعلم أنه يكافئهم على ما أهدوه إليه من عظيم الأجر، وما تحملوا عنه من عظيم الوزر.

السادس: سلامة الصدر، فلا يشغل قلبه بما لا يعنيه، وليعلم أنه كما اشتغل العبد بشيء من هذه الأمور فاته ما هو أهم وأنفع له من الإقبال على الله ورجاء ثوابه.قال ابن القيم رحمه الله "وهذا مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاق حلاوته".

السابع: حصول الأمن، فالعفو والحلم يقتلعان العداوة ويقضيان عليها، بخلاف الانتقام الذي يزيدها ويشعلها، فتزرع العداوات وتزداد الضغائن، فلا يأمن العبد عندها من مباغته عدوه.

الثامن: دفع ثمن البيعة، فالمؤمن قد عقد الصفقة مع الله: { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } . فإن كان الذي ناله من الأذى في سبيل الله، فلا يحق له أن يطلب لذلك عوضاً غير السلعة التي وعده الله تعالى بها وهي الجنة. قال تعالى في ذكر وصية لقمان عليه السلام لابنه: { وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } . ولما عزم الصديق على أن يأخذ من المشتركين ديات المسلمين وأموالهم التي أتلفت في حرب الردة، قال عمر رضي الله عنه: "تلك دماء وأموال ذهبت في الله، وأجورها على الله، ولا دية لشهيد". وهذا مشهد من الصحابة ولم يعرف له مخالفاً، فكان هذا إجماعاً.

التاسع: عظيم المنّة في هذه النعمة، وذلك يظهر من وجوه:

1- كونه جُعل مظلوماً يرجو من الله النصر، ولم يكن ظالماً ينتظر من الله البطش والعقوبة.

2- التكفير من خطاياه وذنوبه، فما يصيب العبد من شيء حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".

3- أن يحمد الله أنها لم تكن في دينه، وينظر إلى ما هو أعظم منها.

4- أن يدخر جزاءها عند الله تعالى في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، في يوم هو في أمسّ الحاجة إلى حسنة ينجيه الله بها يوم القيامة.

العاشر: أن يتأسى بمن سبقه من الأنبياء والرسل والأولياء الذين هم من أفضل الخلق، ومع ذلك كانوا أشدّ الناس بلاء، فليتأس بهم ليهون عليه ما ناله مما لا يساوي شيئاً مع ما وقع عليه من أذى.

الحادي عشر: أن يشتغل بالله تعالى والتعلق به وتوحيده ومحبته والإخلاص له، والتقرب منه، والشوق إليه. قال ابن القيم رحمه الله : " وهو أجلّ المشاهد وأرفعها، فإذا امتلأ قلبه بمحبة الله، والإخلاص له ومعاملته، وإيثار مرضاته، والتقرب إليه، وقرة العين به، والأنس به، واتخذه ولياً دون من سواه، بحيث فوَّض إليه أموره كلها، ورضي به، وبأقضيته، فإنه لا يبقى في قلبه متسع لشهود أذى الناس له البتة، فضلاً عن أن يشتغل قلبه وفكره وسره بطلب الانتقام والمقابلة" أه.

الثاني عشر: ترويض النفس ومجاهدتها في تغيير ما فيها من سوء الخلق، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت ( ( رواه مسلم ) . وبالتخلق والتكلف يصبح هذا الخلق سجية للعبد، وفي حديث أشج عبد القيس رضي الله عنه عندما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: )إنَّ فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة، فقال: أخلقين تخلقت بهما أم جبلني الله عليهما؟ فقال: بل جبلك الله عليهما، فقال الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله ) ( رواه مسلم. )

قال ابن القيم رحمه الله :"يتكلف الحلم والوقار والسكينة والثبات حتى تصير له أخلاقاً بمنزلة الطبائع، قالوا وقد جعل الله سبحانه في الإنسان قوة القبول والتعلم، فنقل الطبائع عن مقتضياتها غير مستحيل، غير أن هذا الانتقال قد يكون ضعيفاً فيعود العبد إلى طبعه بأدنى باعث، وقد يكون قريباً ولكن لم ينقل الطبع، فقد يعود إلى طبعه إذا قوي الباعث واشتد، وقد يستحكم الانتقال بحيث يستحدث صاحبه طبعاً ثانياً، فهذا لا يكاد يعود إلى طبعه الذي انتقل عنه" اه. وفق الله الجميع لنيل أعلى مراتب الأخلاق، وجعلنا جميعاً من عباده المحسنين الصابرين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.




خليجية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه) [رواه الطبراني بسند صحيح]




خليجية
خليجية
خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

عبادة كف الأذى عن الناس

خليجية

عبادة كف الأذى عن الناس

خالد بن سعود البليهد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإن من أبواب العبادات التي لا يفطن لها بعض الصالحين عبادة كف الأذى عن المسلمين فكثير من الناس يتصور أن الخير محصور في أداء الشعائر وبذل المعروف فحسب.

إن كف الأذى عن كل مسلم عبادة جليلة دل الكتاب والسنة على فضلها وعظم منزلتها. قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينً). وعن أبي موسى الأشعري قال : قلنا يا رسول الله : أي الإسلام أفضل ؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده). متفق عليه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتناج اثنان دون واحد فإن ذلك يؤذي المؤمن والله عز وجل يكره أذى المؤمن). رواه الترمذي.

إن الشارع نهى عن أذى المسلمين لعظم حرمة المسلم ولأن ذلك يفضي إلى وقوع العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع ويؤدي إلى انتشار الفوضى وزعزعة الأمن الاجتماعي وقطيعة الرحم وانصرام حبال المودة بين الأصحاب.

إن المسلم كما يؤجر على فعل الطاعات وبذل المعروف كذلك يؤجر على كف الأذى وصرف الشر عن المسلمين لأن ذلك من المعروف وداخل في معنى الصدقة . قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : (تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك). متفق عليه.

إن الله عز وجل كما تعبدنا بفعل الطاعات تعبدنا أيضا بحفظ حرمة المسلمين وعدم التعدي عليها بنوع من الأذى. وبعض الناس هداهم الله لا يستشعر في حسه عظم هذا الأمر فتراه مع حرصه على الصلاة والصيام وسائر العبادات يتعدى على أخيه المسلم ويؤذي المسلمين ويتهاون في هذا الأمر تهاونا شديدا.

إن الباعث على الاستخفاف بحرمة المسلم والتساهل في إيذاء المسلمين ناشئ عن الجهل وقلة الوعي وبلادة الطبع وقد تكون البيئة عاملا مؤثرا في تكوين هذه الشخصية العدائية ولا شك أن تربية الأسرة عامل مؤثر أيضا على سلوك الفرد هذا السلوك والتخلق به.

إن إيذاء المسلمين ورد فيه وعيد شديد وعقوبة أخروية قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً). وعن أبي هريرة قال : (قال رجل: يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال : هي في النار. قال : يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وصدقتها وأنها تصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في الجنة). أخرجه أحمد.

إن إيذاء الغير يشمل كل أذى حسي ومعنوي فيدخل في ذلك الاعتداء على مال الغير وأهله ولده ودمه والاستيلاء على أملاكه بغير وجه حق ويشمل أيضا الاستهزاء واللمز والسخرية بالغير. ومن الإيذاء الشائع الطعن في أنساب الناس والنقيصة لهم في المجالس على سبيل التشهي واللهو.

ومن الإيذاء الذي يستهين فيه البعض التدخل في خصوصيات الأقارب والجيران وتبع عوراتهم وإبداء الرأي في أحوالهم وإلقاء اللوم عليهم ونقد تصرفاتهم دون استشارة منهم أو إذنهم وعلمهم بذلك في الوقت الذي لا يسمح المتكلم لأحد التدخل في شؤونه. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله). رواه الترمذي.

ومن صور الأذى أن يتفكه بعض الناس في المجالس بغيبة المسلمين والسخرية بهم ويجعل ذلك مادة للضحك والفرفشة وجذب الأنظار إليه واعتبار هذا السلوك من الظرافة وخفة الروح وهو مع تحريمه يدل على سفه العقل ونقص المروءة.

ومن الأذى الشائع أن يقف الانسان في طريق أو مكان عام يراقب المارة ويتكلم عليهم ويضايقهم ويلمزهم ويؤذيهم بكل قبيح وقد نهى عن ذلك فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياكم والجلوس في الطرقات فقالوا : يا رسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا : وما حقه قال : غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). متفق عليه.

ومن الإيذاء الذي يجهله بعض الناس التدخل في عمل الغير ومتابعته وتقويمه وهو لا يمت بصلة بهذا العمل من أي جهة وليس مسؤولا ولا مخولا بذلك فترى هذا الشخص إذا رأى موظفا في أي مجال تكلم عليه وأثار المسؤول عليه وتدخل في شؤونه وأفسد عليه بينما كان الواجب عليه أن ينصحه إذا رأى تقصيرا واضحا بعد سؤاله والتثبت في ذلك.

ومن الأذى الخطير الذي ينبغي على المسلم الحذر الشديد منه حسد الناس في أموالهم والتطلع لما في أيديهم وسؤال أهل الدنيا عن أحوالهم فإن ذلك يؤذيهم وينغص عليهم.

ومن أعظم الأذى الذي يبتلى فيه بعض الجهال تنقص العلماء والحط من قدرهم ولمزهم واتهامهم في نياتهم وإخلاصهم والتطاول عليهم وجحد معروفهم وجهودهم في الأمة.

ومن أعظم الأذى أن يكون لسان المسلم سفاحا يلعن المسلمين ويكفرهم ويبدعهم ويفسقهم لأدنى شبهة وأقرب مخالفة لمذهبه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر). رواه مسلم. وحذر من التكفير فقال: (من دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه). رواه مسلم.

ومن الأذى العظيم الذي يستخف فيه بعض النساء السفيهات التدخل في المشاكل الزوجية وإفساد المرأة على زوجها وتحريضها على نزع يد الطاعة والخروج من بيت الزوج والنشوز عليه.

ومن الأذى الخفي الذي لا يفطن إليه بعض الصالحين أن يبالغ في العقوبة ويفجر في الخصومة مع خصمه وينتصر لنفسه بالباطل ويتجاوز القدر الشرعي المأذون فيه وربما تعدى تصرفه إلى النيل من عرض الظالم والطعن في عرضه وتبع عورته وإظهار فضائحه بينما كان المباح له أخذ الحق الشرعي والرد بالعقوبة المماثلة. وأفضل له أن يعفو ويصفح ويسامح ابتغاء رضا الله وثوابه.

وإن بعض الناس هداه الله مؤذ في طبيعته معتد في طبعه لا يخالط أناسا إلا آذاهم ولا ينزل في مكان إلا حلت فيه المشاكل لا يطيقه أحد فهذا يجب عليه أن يستصلح نفسه ويكف شره فإن شق عليه ذلك أو تعذر فليعتزل الناس في اجتماعاتهم العامة إلا الجمع والجماعات يلزمه المداومة عليها. قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل فذكر المجاهد ثم قال: (مؤمن في شعب من الشعاب يتقى الله ويدع الناس من شره). متفق عليه. وكل ما ورد في النصوص في فضل العزلة فمحمول على كون الشخص يتعدى شره للغير ويغلب ذلك على طبعه.

إن التقصير في هذا الباب عظيم لا يمكن تداركه في الآخرة فينبغي للمؤن أن يكون ورعا حريصا على أن لا يلقى الله وقد آذى مسلما وعرض نفسه للخطر وأذهب حسناته وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتدرون من المفلس قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال صلى الله عليه وسلم : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار). رواه مسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة




بارك الله فيك



شكرلكم



جزاك الله الفردوس الاعلى



خليجية



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

احتماله صلى الله عليه وسلم الأذى في تبليغ الدعوة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احتماله صلى الله عليه وسلم الأذى في تبليغ الدعوة:

وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التمسُّك بالحق والثبات عليه وعدم التضعضع أمام الباطل وسلطان.

فعن عقيل ابن أبي طالب قال: "جاءت قريش إلى أبي طالب رضي الله تعالى عنه فقالوا: "إن ابن أخيك يُؤذينا في نادينا وفي مجلسنا فانهه عن أذانا"، فقال لي: "يا عقيل !
ائت محمداً". قال: "فانطلقت إليه، فجاء في الظهر من شدة الحر فجعل يطلب الفيء يمشي فيه من شدة حر الرمضاء، فأتيناهم"،
فقال أبو طالب: "إن بني عمك زعموا أنك تُؤذيهم في ناديهم وفي مجلسهم، فانْتَهِ عن ذلك!" فحلَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء فقال: «أترون هذه الشمس؟» قالوا: "نعم!" قال: «ما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تُشعلوا منها شعلة». فقال أبو طالب: "ما كذبنا ابن أخي قط فارجعوا" [أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، و أبو يعلى في مسنده، و قال الشيخ حسين لأسد: إسناده قوي]،
يُبين لهم شِدّة تمسُّكه بالحقّ الذي هداه الله إليه، واستحالة تركه أو ترك الدعوة إليه؛ فكما أنهم عاجزون عن أن يُشعلوا شعلة من الشمس فهو لا يُمكنه ترك ما أوحاه الله إليه.

وإزاء هذا الإِباء والثبات، عادْته قريش وآذوه وصدوا الناس عنه، حتى بلغ بهم الأمر أن يتعاقدوا ويتعاهدوا على مقاطعة الرسول والمؤمنين ومن يُسانده من أقربائه حتى لو كانوا على دين قريش، فقاطعوهم مُقاطعة اجتماعية، لا يتزوجون منهم ولا يُزوجونهم ولا يُكلمونهم ولا يُجالسوهم، وقاطعوهم مُقاطعة اقتصادية لا يَبتاعون منهم ولا يَبيعون لهم، وكتبوا بذلك صحيفة وعلّقوها في سقفِ الكعبة، وظلّت هذه المقاطعة ثلاث سنوات.

وانظر تصويراً لتلك الحالة الصعبة التي كان فيها المسلمون: يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: "لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجت من الليل أبول؛ فإذا أنا أسمع قعقعة شيءٍ تحت بولي، فنظرت فإذا قطعة جلد بعير، فأخذتها فغسلتها ثم أحرقتها، فرضضتها بين حجرين ثم استففتها، فشربتُ عليها من الماء فقويتُ عليها ثلاثاً" [سيرة ابن اسحاق]،
"وكانوا إذا قَدمت العير مكة يأتي أحدُهم السوق ليشتري شيئاً من الطعام لعياله،
فيقوم أبو لهب عدو الله، فيقول: "يا معشر التجار! غالوا على أصحاب محمد حتى لا يدركوا معكم شيئاً، فقد علمتم ما لي وَ وفاء ذمتي، فأنا ضامن أن لا خسار عليكم"، فيزيدون عليهم في السِّلعة قيمتها أضعافاً، حتى يرجع إلى أطفاله وهم يتضاغون من الجوع، وليس في يديه شيءٌ يُطعمهم به" [الروض الأنف].

فما ردَّه ذلك عن دعوته، وقد بلغ الإيذاء بأصحابه مَبلغه حتى اضطرهم ذلك إلى مُغادرة الأوطان والهِجرة منها، وترك التجارات والأموال والأهلين، وانتهى الأمر به صلى الله عليه وسلم إلى الهِجرة وهو صابرٌ محتسبٌ صامدٌ كالطَّودِ الأشمّ، تميد الجبال الشم وهو صلى الله عليه وسلم ثابتٌ لا ينحني، ولم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُساوم على دعوته، أو يقبل بما يدعونه من الحلول الوسط، بأن يَكتم بعض ما أَنزل الله إليه في سبيل أن يَمتنع الكافرون عن مُعاداته أو مُحاربته، أو أن يَلين في الحقّ مُقابل أن يَلينوا معه في مواقفهم، بل رفض كل ذلك وظلَّ صامداً فصلى الله تعالى عليه وسلم.

وقد سجّل القرآن الكريم هذا الموقف بقوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9]، وقال لهم في قوة وصلابة في الحقّ كما أمره ربه: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ . لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ . وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ . وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 1-6]، وعَرضوا عليه الأموال والنساء والمُلك، فيأبى كلَّ ذلك ولسانُ حاله يقول: «واللهِ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله تعالى أو أهلك دونه» [السيرة النبوية لابن هشام].




خليجية



بوووركتي