خصائص الأطفال ذوى الإعاقة وأساليب رعايتهم
ظهر مصطلح ذوى الاحتياجات الخاصة special needs خلال الربع الأخير من القرن الماضى و ذلك للتعبير عن مزيد من الإيجابية و التفاؤل حيال الأطفال الذين يختلفون بدرجة ملحوظة عن أقرانهم سواء سلباً أو إيجاباً – بدرجة تستدعي إجراء تعديلات في الممارسات المدرسية أو المناهج الدراسية أو الخدمة التربوية لمواجهة حاجاتهم الخاصة و مساعدتهم علي تحقيق افضل مستوى من النمو. والمصطلح الدارج حالياً ويطلقه الكثير من الباحثين على المعوقين من ذوى الاحتياجات الخاصة هو الأفراد ذوى الإعاقة individual with disability، وتشمل فئات الاعاقة السمعية والبصرية والعقلية والتوحد والاعاقات الجسمية والصحية واضطرابات اللغة والتخاطب والاضطرابات الانفعالية وصعوبات التعلم.
و لا شك في انه كلما زاد فهمنا لطبيعة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة و الأساليب التربوية تعكس تقديرنا واحترامنا لهؤلاء الأطفال و آسرهم ، و تزايد الأمل في إحراز مزيد من التطور و النمو و النجاح و التوفيق في حياتهم أثناء الرشد .
و في ضوء ذلك يمكن تصنيف الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة إلى مجموعات فرعية بغرض التعليم علي النحو التالي :-
1- الاختلافات في الجانب العقلي – المعرفي : و تشمل الأطفال المتفوقين عقلياً و الموهوبين و المتخلفون عقلياً .
2- الاختلافات الحسية : و تضم الأطفال الذين يعانون من إعاقات سمعية أو بصرية .
3- الاختلافات التواصلية : و تشمل الأطفال ذوى صعوبات التعلم ، و كذلك من يعانون من اضطرابات في النطق و اللغة .
4- الاختلافات السلوكية : و تشمل الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في الشخصية أو أخلاقية ، أو اضطرابات نمائية عامة أو شاملة .
5- الاختلافات البدنية : و تشمل الأطفال الذين يعانون من إعاقات حركية أو اضطرابات نيرولوجية ، أو أمراض عضوية مزمنة .
6- الاختلافات الشديدة و المتعددة : و تضم الأطفال الذين يعانون من عدة إعاقات في وقت واحد ( شل دماغي و إعاقة عقلية ، أو صمم و كف بصر ، أو إعاقة سمعية و إعاقة عقلية … الخ ) .
الرعاية التربوية لذوى الاحتياجات الخاصة :
و قد تزايدت أعداد المؤسسات و المدارس الخاصة بالمعوقين بصورة ملحوظة خلال النصف الأول من القرن العشرين ، بيد أنه كان يغلب عليها الطابع الايوائي مما دفع البعض إلى نقد هذه الأساليب في الرعاية ،حيث أنه غالباً ما كانت تقدم لهم مناهج أو برامج تعليمية هزيلة يقوم بتدريسها لهم معلمون يعتبرون أقل كفاءة من المعلمين الذين يقومون بالتدريس في المدارس العادية . كما أن هذا الأسلوب في الرعاية يعكس النظرة المتشائمة لهؤلاء الأطفال ، و سلبية الاتجاهات نحوهم حيث يتم عزلهم و إبعادهم عن أقرانهم ، و عن الحياة العادية ، و هذا أمر غير لائق بالإنسان .
كل ذلك دفع كثير من المختصين إلى المناداة بضرورة توفير أساليب أخرى لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة تقربهم – قدر الإمكان – من أساليب الحياة العادية . و قد أدى ذلك إلى صدور القانون الأمريكي 94/142 لسنة 1975م بشأن توفير التعليم المجاني المناسب لجميع الأطفال المعاقين في أقل البيئات تقيداً و ذلك وفق ما تسمح به قدراتهم مع أقرانهم العادين في المدرسة التي يرغبون بها .
و كان من نتيجة ذلك أن سارعت المناطق التعليمية المختلفة – بأمريكا – إلي توفير أساليب رعاية جديدة للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة تمتد من و ضعهم في فصول خاصة ملحقة بالمدرسة العادية إلي دمجهم دمجاً كاملاً في الفصول العادية .
و هكذا اصبح دمج ذوى الاحتياجات الخاصة في التعليم أمر ضروري لاعتبارات كثيرة ، منها ما يتعلق بالجانب الإنساني الذي يقضي بمعاملة جميع الأفراد معاملة إنسانية علي قدم المساواة ، و عدم التميز بينهم علي أساس أوجه نقص أو قصور معينة . و منها ما يتعلق بظروف المجتمعات نفسها و قدرتها علي إعداد مؤسسات أو مدارس داخلية تستوعب هؤلاء الأطفال الذين تصل نسبتهم ما بين 10 – 12 % من المجموع العام لسكان أي مجتمع ، و أن نسبة استيعابهم في المؤسسات الداخلية لا تتعدى 5 % في معظم بلدان العالم ( عدا أمريكا و بعض الدول الأوربية ) ، و بعبارة أخرى فهناك 95 % تقريباً من الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة يوجدون في المجتمع ، و يعيشون بأسلوب أو بآخر دون أن تقدم لهم خدمات منظمة . و هناك اعتبارات أخري تتعلق بالجانب الاقتصادي ، حيث يقل الدمج الحاجة إلي إنشاء مبان جديدة باهظة التكاليف ، و ما تستلزمه من توفير إعداد إضافية من العاملين بمستوياتهم المختلفة و هو أمر يتطلب ميزانيات كبيرة .
و كل ذلك يمكن التخلص أو الحد منه من خلال الدمج الذى يتطلب اشتراك الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم العادين في البيئة التربوية الواحدة ( المدرسة العادية ) حيث من المفترض أن يوجد مكان لجميع الأطفال حسب الخط المستقبلية أو خط التنمية التي يضعها أي مجتمع من المجتمعات . و ما أحوج المجتمعات النامية عامة ، و المجتمعات العربية خاصة لمثل هذا التوجه حيث تقع في قارتي آسيا و أفريقيا التي تضم حوالي 80 % من الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة ، و أن نسبة من تقدم لهم خدمات خاصة منظمة لا تتعدى 1 % منهم .
و يبدو أن القضية الأساسية في توفير الوضع التربوي الملائم للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة ، يكمن في مدى ملائمة ذلك الوضع لقدراتهم و حاجاتهم الخاصة مع تكامله قدر الإمكان في نظام التعليم العادي . و قد اقترح ( رينولدز و دينو ) تنظيماً متعدد المستويات لتقديم الخدمات التربوية لهؤلاء الأطفال أطلق علية " النموذج الهرمي للخدمات التربوية " .
و طبقاً لهذا النموذج فإن غرفة الدراسة العادية تمثل أقل البيئات تقيداً لتقديم خدمات التربية الخاصة ، و هي تناسب معظم الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بما فيهم المتفوقين عقلياً و الموهوبين و كذلك 90 % علي الأقل من المعوقين الذين تعتبر إعاقتهم بسيطة أو متوسطة . و تتدرج التعديلات الإضافية لتقديم الخدمات من خدمات استشارية للمعل العادي يقوم بتقديمها معلم متخصص في التربية الخاصة سواء من خلال غرفة المصادر ثم تجهيزها في المدرسة العادية ، أو من خلال التجول عبر عدة مدارس في المنطقة التعليمية الواحدة . و يلي ذلك الوضع في مدرسة خاصة نهارية طول الوقت ، و في النهاية يأتي الوضع في المؤسسات أو المعاهد الداخلية . و رغم ذلك في أي مستوي من هذه المستويات تتمثل القضية المهمة في كيفية تقديم الخدمات الخاصة للأطفال في بيئة أقل تقيداً لحريتهم ، و بصورة تتناسب مع حاجاتهم الخاصة ، و في أقصر وقت لازم لتحقيق الأهداف التربوية الخاصة بكل منهم .
خصائص الأطفال المعاقين ذهنياً
· الخصائص الجسمية :-
يعد المعاقين ذهنياً أدني من العادين في الجسم و الوزن و الطول ، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض – كما أنهم يتأخرون في التحكم في عمليات ضبط الإخراج و الوقوف و المشي و التسنين و الكلام .
· الخصائص الحركية و النفسية الحركية :-
يؤدي المعاقون ذهنياً الأعمال التي تحتاج إلى توافق حركي بكفاءة أقل من العادين سواء كانت المهارة تتطلب قوة أو سرعة أو دقة في الأداء – كما وجد أن لديهم الكثير من المشكلات المتعلقة بالناحية الحسية .
· الخصائص العقلية المعرفية :-
( أ ) القدرة العقلية العامة
تقل نسبة الذكاء عن 70 – القدرة العقلية للمعاق ذهنياً تساوي 3/4 القدرة العقلية للفرد السوي – الطفل السوي ينمو سنة عقلية خلال سنة زمنية ، أما المعاق عقلياً ينمو تسعة شهور عقلية – العمر العقلي للمتخلف عقلياً لا يزيد عن 10 أو 11 سنة عقلية و لا يؤهله هذا للتحصيل الدراسي أكثر من الصف الخامس مهما بلغ عمره الزمني .
(ب) القدرة اللغوية
يلاحظ التأخر في إخراج الأصوات و نطق الكلمات و استخدام الجمل و التعبير اللفظي عن الأفكار و المشاعر / كما توجد عيوب في النطق و الكلام .
(ج) القدرة الحسابية
يصل المعاقون ذهنياً إلى قدراتهم المتوقعة في العمليات الحسابية الأساسية و لكنهم لا يرتقون إلى هذا المستوى في الفهم أو حل المسائل التي تتطلب القراءة و الفهم .
( د ) القدرة الفنية و الموسيقية
لوحظ أن تعلم المهارات الفنية و الموسيقية يكون أبطأ لدي المتخلف عقلياً لارتباطه بتأخر و قصور نموه العقلي.
· العمليات العقلية :-
الانتباه : تشت الانتباه و قصر مداه
الإدراك : قصور في التميز و التصرف
تكوين المفهوم : قصور في التجريد و التعميم و استخدام المحسوسات .
التذكر : أقل من الأسوياء في التذكر مع سرعة النسيان .
التعلم : يمكن تعليمهم عن طريق الاستجابة الشرطية و حل المشكلات و تكوين المفاهيم
و الاستجابات اللفظية و لكن في مدة أطول مما يحتاجها الشخص العادي و لا يتعدى مستوي
الصف الرابع أو الخامس الابتدائي .
الابتكار و التخيل : قد يكون لدي البعض منهم مهارات الرسم الابتكارى و النحت
و الأداء الموسيقي .
· الخصائص الانفعالية و الاجتماعية :-
– الانسحاب : لديهم ميلاً للعزلة خاصة إذا ما و ضعوا في الفصول العادية .
– العدوان : يميلون إلى الاعتداء علي زملائهم أو مدرسيهم أو يحطمون الأشياء .
– التردد : يترددون في الأعمال .
– الجمود : لديهم جمود في الاستجابة و عدم المرونة في التصرف .
– نمطية السلوك : يداوم علي أداء الحركة بصورة تكرارية .
– الانفعالية العامة : قصور في القدرة علي ضبط النفس و التحكم في الانفعالات .
– النشاط الزائد : خاصة من يعانون من تلف في خلايا المخ يتسمون بالاندفاعية .
– عدم تقدير الذات : بسبب تكرار مرات الفشل أو نظرة الآخرين لهم .
– الانحرافات السلوكية و العاطفية : منتشرة بين من يعانون من تلف في الدماغ .
– الجناح : نسبة الجناح عالية بسبب قصور إدراك العواقب و قابلية المتخلف للاستهواء و التأثير مما يجعله أداه في يد قرناء السوء .
· أس رعاية المتخلفين عقلياً :-
التكامل و الشمول – الاتجاه نحو العادية – الدمج
· أشكال و أنواع مؤسسات تأهيل المعاقين ذهنياً :-
المؤسسات الداخلية – المؤسسات الخارجية – المدارس المستقلة – فصول بمدارس العادين
· العلاج النفسي للمعاقين ذهنياَ : –
– العلاج عن طريق الفن
– العلاج باللعب
– العلاج الجماعي
– العلاج السلوكي
– العلاج الكلامي
– العلاج المهني
خصائص الأطفال المعاقين سمعياً
· أثر الإعاقة السمعية علي النمو الجسمي و الحركي للطفل الأصم :-
– إن الفقدان السمعي ينطوي علي حرمان الشخص من الحصول علي التغذية الراجعة السمعية ، مما قد يؤثر سلبياً علي و ضعه في الفراغ و علي حركات جسمية و كذلك فان بعض الأشخاص المعاقين سمعياً تتطور لديهم أوضاع جسمية خاطئة أما النمو الحركي لهؤلاء الأشخاص متأخر مقارنة بالنمو الحركي للعادين .
· أثر الإعاقة السمعية علي النمو اللغوي للأ :-
يمكن للبيت اكتشاف الصمم في حالة إخفاق الطفل في الكلام في السن العادي له ، و عدم قدرته علي فهم كلام الآخرين و انعدام تجاوبه و تميزه الأصوات .
· أثر الإعاقة السمعية علي النمو المعرفي للأ :-
يري بعض العلماء أن النمو المعرفي يعتمد علي اللغة خاصة و أن اللغة هي الأكثر ضعفاً بين مظاهر النمو المختلفة لدي المعوق سمعياً .
ولتطوير مظاهر النمو المعرفي لدي الأطفال المعاقين سمعياً يقترح بعض الباحثين استخدام مثيرات حسية متعددة :
الخبرات اللمسية المتنوعة – الخبرات الحركية المتنوعة – الخبرات البصرية المختلفة – الخبرات السمعية المتنوعة – ( الأطفال المعاقين سمعياً يتعلمون بشكل افضل عندما يكون الموقف التعليمي مشبعاً ليس فقط بالأصوات و إنما أيضا بالحركة و الألوان و الروائح و الأنماط المختلفة و لهذا فان هؤلاء الأطفال في حاجة إلي العاب و أنشطة متنوعة خاصة في المراحل العمرية المبكرة ) .
· التحصيل الأكاديمي للمعاق سمعياً :-
علي الرغم من أن ذكاء الطلاب المعاقين سمعياً ليس منخفضاً إلا أن تحصيلهم العلمي منخفض بشكل ملحوظ 0
– عدم القدرة على التعبير اللفظي 0
– عدم القدرة على الإدراك الذهني
– الاكتئاب و الانزواء
· التوافق الاجتماعي للمعاقين سمعياً : –
تأخر النضج الاجتماعي ، و يظهر ذلك من خلال :
الانعزال الاجتماعي – التوافق الاجتماعي -السلوك القيادي – الجمود و الصرامة في شخصية الأصم .
الاستراتيجيات التعليمية للأطفال ضعاف السمع
يتطلب وضع استراتيجية تعليمية للأطفال الضعاف السمع تحقيق ثلاث مطالب أساسية و هي :
( 1 ) التعرف علي حالات ضعف السمع .
( 2 ) الفحص الكامل للأطفال ضعاف السمع و التأكد من حصولهم علي العناية الطبية الكاملة .
( 3 ) وضع و تخطيط البرامج التعليمية التي تتناسب مع الأطفال ضعاف السمع .