التصنيفات
منوعات

اخلاق المؤمن الرحمة

الرحمة

مقدمة في غاية الأهمية..!!

خلق نعرفه جميعا، ونعرف معناه، ولكنه أصبح غير موجود بيننا، لقد غاب هذا الخلق عن البشريةن وصارت الأرض مفتقدة له، العالم كله في أشد الاحتياج لهذا الخلق، فبغيابه انتشرت الجريمة، وصارت القانبل الذرية تدوي هنا وهناك، الملايين يقتلون في لحظة.

انه خلق الرحمة الذي أصبح وجوده نادرا في دنيا البشر، ألست معي في ذلك..!؟

أما تحب أن ترحم يوم القيامة..!؟

ولذلك فخلق الرحمة ليس المطلوب معرفته فقط، بل اجادته وتطبيقه في الحياة؛ لأننا لو أوجدناه وطبّقناه كما ينبغي سنضمن الرحمة يوم القيامة بمشيئة الله.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" انما يرحم الله من عباده الرحماء" رواه البخاري 7448 ومسلم 2132 والامام أحمد 5204.

أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نبكي عند قراءتنا للقرآن الكريم، فان لم نستطع البكاء فلنتباك..!! كذلك الرحمة: المطلوب أن نفتعلها افتعالا، فالراحمون يرحمهم الله.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ألا تحب أن ترحم يوم القيامة..!!؟

خلق النجاة

ان الترغيب في الاتصاف بخلق الرحمة لم يعد هدفا، بل ان الهدف الأساسي أن تستشعر مدى أهمية هذا الخلق.. انه خلق النجاة يوم القيامة، ولا بد أن تعرف الآن ان كنت سترحم يوم القيامة أم لا!

وقبل هذا السؤال سل نفسكك هل ترحم الناس؟

انها علاقة قوية بين معاملتك للناس في الدنيا، ورحمتك يوم القيامة، فمن عامل الناس بالرحمة في الدنيا، فماذا ينتظر يوم القيامة؟

والان هل يا ترى عرفت من المستحق لرحمة الله يوم القيامة!؟

على بيّنة

اننا في هذا الخلق سنعرض نماذج الرحمة التي من المطلوب تنفيذها واجادتها، وحتى تكونوا على بيّنة.. فان الأمر يسير كالتالي:

كيف ترحم الكبار.. كيف ترحم الوالدين.. النساء..الأطفال.. الأقارب..الخدم.. الحيوان..ولكنني وجدت أنني لو بدأت بهذه النماذج العملية لن تكون متيقظا معي بدرجة كاملة.. فقلت: ما المبدأ الجميل الذي أبدأ به..؟

فوجدت أن أفضل ما نبدأ به الموضوع هو:

رحمة الله بنا.. وأريدك قبل القراءة أن تستشعر أن الملائكة تحفك الآن.. وان رحمة الله تغشاك.. وأن السكينة تتنزل عليك.. هيا استقبل رحمات الله.

" كتب ربكم على نفسه الرحمة"

انظر الى رحمة الله تعالى بنا، حتى نتصف بصفات الله، الرحمن الرحيم، يقول تعالى:{ كتب ربكم على نفسه الرحمة} الأنعام 54.

فكّر في هذه الآية!! وانظر الى هذه الكلمة {كتب}.

وسبحان الله! ان هذه الآية موجودة مرتين في سورة الأنعام.

أما تشعر بالاطمئنان بعد هذه الآية..!!؟ لا تخف فقد {كتب ربكم على نفسه الرحمة}، فالأصل

في صفات الله الرحمة، أما الغضب فنتيجة أعمالك وليس صفة لازمة، فصفته اللازمة والدائمة هي الرحمة.

"ورحمتي وسعت كل شيء"

يقول الله تبارك وتعالى مخاطبا النبي صلى الله عليه وسلم:{ فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة} الأنعام 147.

انك حين تقرأ هذه الآية يتبادر في ذهنك سؤال ألا وهو:

كم تبلغ هذه الرحمة الوسعة!؟ فتجيب عليك هذه الأية:{ ورحمتي وسعت كل شيء} الأعراف 156.

تفكّر في هذه..{كل شيء} وتخيّل مداها.

أراك قد فكرت في كل شيء… فاحمد الله على رحمته الواسعة التي وسعت كل شيء.

"ان رحمتي سبقت غضبي"

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: ان رحمتي تغلب غضبي" رواه البخاري 3194 ومسلم 6903 والامام احمد 2433. وفي رواية أخرى:" ان رحمتي سبقت غضبي" رواه السيوطي في الدر المنثور 36.

يا سبحان الله تخيّل الكون يقوم على مبدأ الرحمة.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (ان صحت الرواية):" لما خلق الله آدم.. ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله فحمد الله بأذنه، فقال له ربه: رحمك الله يا آدم" رواه الترمذي 3368 والحاكم 222، فكان أول كلام الله لآدم: رحمك ربك.

"الا أن يتغمدني الله برحمته"

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ما من أحد يدخله عمله الجنة"، فقيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال:" ولا أنا الا أن يتغمّدني ربي برحمته" رواه مسلم 7044 والامام أحمد 352.

أسمعك تقول: اللهم تغمّدنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

يا الله.. قام الكون على الرحمة.. وخلق آدم ومعه الرحمة.. ولن يدخل أحد الجنة الا برحمة الله.. انظر قيمة الرحمة.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ان الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة جزء، أمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل الأرض رحمة واحدة يتراحم بها الخلائق، حتى الدابة ترفع حافرها عن وليدها خشية أن تصيبه. رواه البخاري 6000.

رحمة واحدة في الدنيا!! كل هذا، ورحمة واحدة!!

كل الخلائق.. البشر، الحيوانات، الطيور، الحشرات..

كل هؤلاء يتراحموا برحمة واحدة!!

وادّخر لنا الله 99 رحمة يوم القيامة.

أما تشعر معي بهذه السكينة التي عمّتنا الآن..!؟

رحمات لا بدّ لها من تفكّر..!!

يقول تعالى:{ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} القصص 73. فمن رحمة الله بنا أن جعل الليل والنهار.

فتخيّل معي.. لو كانت الدنيا ليلا فقط أو نهارا فقط، هل تعلم حينئذ كم من الأمراض العصبية والنفسية التي كنا سنصاب بها..!

{قل أرأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بضياء} القصص 71.

سرمدا أي: دائما..!

ويقول تعالى:{ قل أرأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه} القصص 72. انها رحمة الله.

وانظر الى عظم رحمة الله في خلق الليل والنهار.

ان النهار لا يأتي فجأة، وكذلك الليل: بل يأتيان تدريجيا يقول الله:{ والليل اذا عسعس*والصبح اذا تنفس} التكوير 17-18.

عسعس: أي بتدرّج، وتنفس أي: نفسا نفسا.

سبحان الله.. انها رحمات لا نستشعرها ولا تخطر على بالنا، بالرغم من أننا نراها كل يوم.

يا لها من رحمات تحتاج منا أن نتفكر فيها..!

" فانظر الى آثار رحمة الله.."

يقول تعالى:{وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته} الشورى 28. فبدون الماء تموت الأرض، واستشعر معي:{ وينشر رحمته} وكأن المطر يوزع رحمات الله على الأرض، تحمله الرياح مبشرات بين يدي رحمته..

واليك هذه.. يقول تعالى:{ فانظر الى آثار رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتها} الروم 50.

يا الله.. تخيّل لو فقدنا الرحمة.. رحمة الله في انزاله المطر. يقول تعالى:{ ءأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون* لو نشاء جعلناه أجاجا} الواقعة69-70.

المزن: هي السحب، واجاج: أي مملح. تخيّل.. لو نزل الماء مالحا.. ستموت الأرض.. وسل نفسك كم يوما ستحياه بدون ماء..!؟ انها رحمة الله بنا.

رحمة أودعها الله في القلوب..!!

ومن رحمات الله رحمة العلاقات الاجتماعية، وهي رحمة أودعها الله في القلوب، فقد أودع الله سبحامه وتعالى في قلوب الآباء والأمهات حب أولادهم.

فكل أب وكل أم، انسانا كان أو حيوانا، بداخله رحمة أودعها الله في قلبه على وليده.

والله بدون هذه الرحمات لفسدت الأرض، وكذلك الرحمة التي أودعها الله في قلوب العائلات، العم والخال والعمة والخالة و…

بل انظر الى هذه الرحمة.. انها الرحمة التي أودعها الله في قلبين…

وقال عنهما:{ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة} الروم 21.

يا الله..!! أول ما يبنى هذا البيت الجميل يبنى على المودة والرحمة، ولكن بمعصيتهم لله وبعدهم عنه تنزع الرحمة تدريجيا…

" ومن رحمته أنه لا يأخذنا بذنوبنا"

من منا لم يذنب في حياته أبدا..!؟ من منا لم ينب في حياته الا 100 ذنب..!؟

من منا لم يذنب في حياته الا 1000..!؟ من منا لم يذنب في حياته الا…!؟

ومن رحمة الله بنا أنه لا يأخذنا بذنوبنا.. ان ذنوبنا كثيرة كثيرة..

ومع ذلك فانه يمهلنا.. اقرأ هذه الآية وانظر الى حالك، وتذكر سنوات عمرك الماضية، يقول تعالى:{ وربك الغفور ذو الرحمة، لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب} الكهف 58. أظنك الآن لا يسعك الا أن تقول: الحمد لله.

يا سبحان الله.. ان النذب الذي اريكبته أمس، أو الذي ارتكبته الأسبوع الماضي لو علمه أمك وأبوك ما غفروه لك، ولكن الله غفور رحيم.

يقول تعالى:{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسّكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم} النور 14.

{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منهم من أحد أبدا} النور 21.

ويقول:{ وان نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون* الا رحمة منّا ومتاعا الى حين} يس 43-44.

ان الله لو أخذنا بذنوبنا ما ترك على الأرض أحد، ولكن رحمة بنا يمهلنا.. فنتوب ويغفر لنا.. أما تحتاج هذه الرحمة لشكر؟

{لئن شكرتم لأزيدنّكم} ابراهيم 7.

ومن رحمته سترك بعد المعصية

تخيّل لو فضحنا الله بعد المعصية.. فبعد معصيتك لله تجد على باب بيتك شرحا لما فعلت من معصية، فلان عصى وفعل كذا وكذا، ولكن من رحمة الله أنه يسترنا بعد المعصية، وتخيّل لو كان للذنوب رائحة..!! فكلما ارتكبت معصية خرجت لك رائحة..

انه من نتن الرائحة لن يطيق أحد منا الآخر..

ولكن من رحمته بنا أنه يسترنا.

سرق أحد الرجال فأخذوه الى سيدنا عمر بن الخطاب، فقال الرجل لعمر: أقسم بالله هذه أول مرة، فقال عمر: كذبت ان الله لا يفضح عباده من أول مرة..

حقا انه قانون الرحمة يعلمنا اياه سيدنا عمر بن الخطاب.

" ان الله لا يفضح عباده من أول مرة".

ومن رحمته تيسير التوبة

يقول تعالى:{ فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} البقرة 37. ان سيدنا آدم حينما عصى الله، وأكل من الشجرة ندم، ولكنه لم يكن يعرف كيف يتوب.

{ فتلقى آدم من ربه كلمات} ان قالها يتوب الله عليه ويغفر له.

فما هي هذه الكلمات..؟ هي:{ ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونّن من الخاسرين} الأعراف23.

حقا ان من رحمة الله بنا أنه ييسّر لنا التوبة كما رأينا كيف يسّرها لأدم عليه السلام..

يا سبحان الله..!! ليس العجيب أن عبدا يتذلل الى سيده ويتودد اليه، ولكن العجب كل العجب من سيد يتودد الى عبده، فالله يتودد الينا برحمته.

أراك تشعر بأن هذه الآية فيها سرّ عجيب.. هيا اجعلها دعاءك الدائم لا يفتر منها لسانك، ولتجعلها بداية عصر جديد..

{ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}.

ومن رحمته ارسال الرسل وانزال الكتب وسنّ الشرائع

يقول الله تعالى:{ وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون} الأنعام 155.

يا الله!! لو نفذتم ما في الكتاب فسوف ترحمون.. نعم، من لاحمة الله بنا هذا القرآن وهذه الشريعة الاسلامية.. واياك أن تقول: بأن قطع يد السارق، والجلد وهذه الحدود ظلم.. لا والله انها رحمة بهذا المجتمع حتى يصان..

احفظ مني هذه:" الشريعة الاسلامية مبنية كلها على الرحمة".

والدليل على ذلك.. انظر الآن:

كم من الجرائم.. والشذوذ.. والاغتصاب..و..

والله ان العالم يحتاج الى الشريعة الاسلامية.

ومن رحمته انه جعل لنا يوم القيامة

وانك تتعجب حينما تعلم أن من رحمة الله بنا أنه جعل لنا يوم القيامة، يقول تعالى:

{ كتب على نفسه الرحمة، ليجمعنّكم الى يوم القيامة} الأنعام 12. انظر الى تركيب الآية..!!

انه من رحمته أن يجمعكم يوم القيامة حتى يأخذ كل ذي حق حقه.. هذا الشاب الصالح الذي صان نفسه عن المعاصي وغضّ بصره.. وهذا الذي ظلم في الدنيا.. وهذا الذي ظلم الناس.

تخيّل هناك أناس تقدم على الله يوم القيامة كالمسافر العائد الى أهله مسرورا (صاموا.. صلوا.. قاموا لله.. غضوا أبصارهم.. ظلموا).

وهناك أناس تقدم على الله يوم القيامة كالسجين الهارب من السجن وقد قبض عليه (هؤلاء الذين نسوا الله في الدنيا).

فرق كبير بين الاثنين.. حقا ان يوم القيامة لرحمة.

ومن رحمته انه خلق المرأة

ان من آثار رحمة الله تبارك وتعالى أنه خلق المرأة لجلب العاطفة الى الأرض، ولولا هذه الرحمة لخلت الأرض من الود والعاطفة الى الأرض، ولولا هذه الرحمة لخلت الأرض من الود والعاطفة، هذا ليس مبالغة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" عاش آدم في الجنة قبل حوّاء فاستوحش فخلقت حوّاء، فقال من أنت ولم خلقت؟ فقالت: أنا سكن لك".

انظر لكلمة (استوحش) ولذلك خلقت حوّاء.

وانظر الى العلاقة بين الرجل والمرأة 0سكن).

ان النساء في الاسلام شقائق الرجال.. ليس في الاسلام معركة بين الرجل والمرأة.. فالمرأة في الاسلام مكرّمة لها مكانتها.

ومن رحمته نزولنا الأرض

ومن رحمة الله عز وجل أنه أنزلنا الى الأرض.. أراك تتعجب بعدما قرأت هذا وتقول: هل من المعقول أن نزولنا الأرض، وعدم دخولنا الجنة مباشرة رحمة لنا..؟

وأقول لك: هناك الكثير عندهم هذه المشكلة، ولكن اذا عرف السبب بطل العجب!

فبطبيعتنا أننا نمل من الشيء الذي نحصل عليه بسهولة ولا يعجبنا بعد فترة، ولكن الشيء الذي نتعب في الحصول عليه لا نمل منه أبدا، ونسعد به سعادة كبيرة، مثل الأب الذي تعب في جمع المال يخاف على سيارته أن تخدش خدشا بسيطا، ولكن الابن يأخذها يوما فلا يحافظ عليها لأنه لم يتعب فيها.

ولذلك فمن رحمة الله بنا نزولنا الى الأرض، والاشتياق الى الجنة.. اعبد الله حياتك كلها واجتهد في العبادة واتعب حتى تسعد بالجنة ورؤية الله عز وجل.. اننا لا بدّ أن نصحّح الكثير مما نفهم.

ومن رحمته تنغيص الدنيا

ومن رحمة الله بنا أنه نغص علينا الدنيا، وابتلانا فيها حتى لا نرتاح الى هذه الدنيا أبدا، ونشتاق الى الجنة، والله انها لرحمة كبيرة، فبالرغم مما في الدنيا من تعب وتكدير وتنغيص، الا أننا نخرج منها بالبكاء الشديد و..

فما بالنار لو كانت حلوة لا تنغيص فيها ولا مشقة ولا عناء، فكيف يكون خروجنا منها؟..

فمن رحمته أنه كدّرها ونغصها علينا حتى نعلم أنها ليست مستقرا وليست دائمة..

رحمته عمّت البشرية جميعها حتى الكفرة

كل هذه الرحمات السابقة، وأيضا كل الرحمات الآتية.. كل هذا من رحمة واحدة من مائة جزء.. سبحان الله الخالق العظيم الرحمن الرحيم…

ومن رحمته بنا أن هذه الرحمة عمّت البشرية جميعها حتى الكفرة..

كيف ذلك..!؟ هل يمنع الله الرزق عن الكافر؟ أبدا.. أليست هذه رحمة؟ سبحان الله..! انهم يعصون الله ولا يؤمنون به ومع ذلك.. هل يمنع عنهم الهواء! لا والله، بالرغم من أن الأرض أرضه والسماء سماؤه.

ومع ذلك يرزقهم ولا يمنع عنهم الهواء ولا الماء.. رحمة من الله، لعلهم يعودون اليه، واسمع هذه القصة:

جاء شيخ كبير الى سيدنا ابراهيم عليه السلام، فدعاه سيدنا ابراهيم الى الطعام، وأوقد النار لينضج الطعام، فجاء هذا الشيخ الكبير وسجد أمام النار؛ لأنه كان يعبدها فقال له سيدنا ابراهيم: قم أتعبد النار؟ فقام الرجل وخرج، فأرسل الله جبريل الى سيدنا ابراهيم:" يا ابراهيم لم لم تتحمّله ساعة وأنا أتحمّله ستين عاما" فجرى خلفه سيدنا ابراهيم، وقال له: هلم الى الطعام، فقال الشيخ: لما؟ فقال ابراهيم: لقد عاتبني ربي فيك. فقال الشيخ: اله رحيم لا بدّ أن يعبد، وأسلم الرجل.

وانظر الى سيدنا ابراهيم حينما قال:

{ واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات} البقرة 126.

(ثم اشترط شرطا) {من آمن منهم بالله واليوم الآخر} البقرة 126، ولكن انظر الى رحمة الله:{ ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطرّه الى عذاب النار} البقرة 126.

اقرأ الآية مرة أخرى.. وافهمها.

رحمات مخصومة

وهناك رحمات نخصومة للمؤمنين، تتنزل على أهل المساجد تحيط بكل واحد منهم، وتدعو لهم الملائكة بالرحمة:" ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم الا غشيتهم الرحمةو.." رواه مسلم 6793 وأبو داود 1455.

انها رحمات خاصة بالمؤمنين { وكان بالمؤمنين رحيما} الأحزاب 43.

{فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته} الجاثية 30.

ولذلك لا بد أن تستشعر أن المؤمنين في رحمة الله.

{فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} البقرة 38.

هل ذقت هذا الشعور من قبل؟.. هيا تذوقه الآن؟..

(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)

انني كنت أقرأ هذه الآية ولا أفهمها {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} يونس 58. وأقول: كيف أفرح برحمة الله، ولكن أيها الأحبة مجرد شعوركم بأن رحمة الله تعمّكم، هذا الشعور كفيل بأن يجعلك تفرح.. لا تفرح بالمال ولكن افرح حينما تجد نفسك في رحمة الله.. حينما تجد نفسك تصلي في المسجد افرح، حينما تصلي ركعتين بالليل افرح:" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى.." رواه أبو داود 1308 والنسائي 1609 وابن ماجه 1336.

حينما تجدي نفسك أنت وزوجك تصليان ركعتين بالليل فافرحا، فأنتما من المرحومين يوم القيامة.

هل عرفت الآن بماذا تفرح..!؟

ليس المطلوب المعرفة فقط، ولكن المطلوب هو العمل والتنفيذ أليس كذلك؟؟

نريد أن نفهم..!!

سبحان الله!! اذا كان الله يرحمنا كل هذه الرحمات، فلماذا اذن نعذب في هذه الدنيا؟ ولماذا نتعرض للمشاكل؟ فلانة طلقت، فلانة ابنها توفى، فلانة.. وفلان لا يجد عملا، فلان رسب في الامتحان، فلا..

طالما أن الله يريد أن يرحمنا، فلماذا يحدث كل هذا لنا في الدنيا..!؟

واليك الجوابن حتى تتضح الصورة، وتفهم.. ان الرحمة تقتضي توصيل المنفعة، أو دفع الضرر، ولكن أحينا لا نعرف أين المنفعة وأين الضرر، وقد يكون توصيل المنفعة لك أمر غير طبيعي، فأنت تكرهها، مثل الابن الذي يرفض الدواء المر، فادراك عقله ما زال قاصرا، فلا يدرك أن هذه المرارة التي في الدواء فيها شفاء، ولكن الأب يسقيه الدواء فينظر الابن الى أبيه ولسان حاله يقول: لماذا تعذبني؟! ولله المثل الأعلى.

فالمنفعة الحقيقية أن تصل الرحمة اليك، حتى وان كنت تكرهها.

وما رأيك بأب يدلل ابنه عند خطئه ويقول رحمة به..!! ماذا ننتظر من هذا الولد بعد فترة.. انه سيفسد.. هل وضحت الصورة؟

انظر الى سيدنا موسى تربية القصور، تربى في بيت فرعون.. وفجأة تتغيّر حياته..

يهرب خارج مصر 10 سنوات، يرعى الغنم في مدين… يا الله لماذا كل هذا!؟

لأنه فيما بعد سيقود بني اسرائيل، وما أدراك ما هم!؟ فكان لا بد له من هذا..؛ لأن الأمر عظيم.. فهذا رحمة به " أحيانا يحدث لك أمر أراد الله به أن يرحمك ولكنك لا تفهم".

يا حبيبي يا رسول الله أنت أعظم رحمات الله

ان من أعظم رحمات الله أنه أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

يقول الله تعالى:{ وما أرسلناك الا رحمة للعالمين} الأنبياء 107، ولم يقل الله: ( للمؤمنين)، ولم يقل: (للمسلمين) بل قال (للعالمين) لتشمل المؤمن والعاصي، الطائع والكافر، الانسان والحيوان، الانس والجن.

ويقول صلى الله عليه وسلم:" انما بعثت رحمة.." رواه مسلم 6556.

تخيّل نفسك الآن من غير النبي صلى الله عليه وسلم..!!

وحتى تدرك ما أقصد.. انظر الى رجل عظيم مثل غاندي، انه عقلية فذة بكل المقاييس نعترف بذلك، ولكن أنظر اليه حينما تمر أمامه بقرة تجده يسجد لها!!

هل ترضى أن تكون هكذا.. ترضى أن تقول: أنا لا اعتقد في أي شيء!! الحمد لله على هذه الرحمة.

ان المواطن الأميركي لا يستغني عن الطبيب النفسي، لا عن المحامي.. انظروا الى الخواء العاطفي الذي لديهم وحالات الانتحار والشذوذ.

حقا ان رسول الله من أعظم الرحمات.

فبه عرفت لماذا خلقت؟ وما غايتك؟ وعرفت الجنة والنار..

أسئلة سهلة ولكن الغرب لا يعرفها، وليست سهلة عنده هكذا..

لن يشعر بهذا الكلام الا من أحب النبي من كل قلبه واقتدى به، وأحس أنه لولا النبي لكنا ضائعين تائهين عاصين.. ويوم القيامة تبرز الرحمة في شفاعته صلى الله عليه وسلم.

انها رحمة الله بنا.. واي رحمة تلك!!

والآن جاء وقت التطبيق

والآن بعد أن رأينا رحمات الله ورأينا أثرها في حياتنا.. جاء وقت التطبيق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من لا يرحم لا يرحم" رواه البخاري 5997 ومسلم 5982 والامام أحمد 2241. ويقول أيضا:" لا تنزع الرحمة الا من شقي أبو داود 4942 والترمذي 1923 والامام احمد 2310. ولذلك، وبعد كل هذا، نريد أن نسأل سؤالا..

هل تشعر الآن أنك من الذين يرحمون الناس..!؟

أم أنك ممن اذا قدر على الناس أفرغ عليهم شرور كبته وغله؟

واذا رايت انسانا في موقف ضعيف، هل ترحمه أم لا؟

واذا رأيت انسانا بامكانك ستره، فهل تستره أم تفضحه..؟

والآن هيا نطبق خلق الرحمة، ونأخذ جانبا جانبا في حياتنا ونطبق فيه خلق الرحمة… هيا بنا.

أولا: الرحمة بالوالدين

وأول هذه الرحمات التي نحب أن نطبقها هي الرحمة بالوالدين.

ان الذي يصل بأبيه وأمه الى مرحلة البكاء.. هل هكذا رحمهم!؟

البنت التي وصلت بأبيها وأمها لمرحلة تعب الصدر، ووجع القلب.. هل هكذا رحمتهم!؟

الذي يرسب رغم أنه يعلم أن هذا سيتعب أبا ه وأمه تعبا شديدا.. هل فكّر أنه بعدم مذاكرته أنه ليس رحيما بهما!؟ البنت التي تمشي مع ولد.. هل تدري أنها هكذا ليست رحيمة فهل تعرف ما الذي سيحدث لأبيها ان عرف ذلك!؟

ألا تخاف اذا نزلت من بيتك وأغلقت الباب بقوة في وجه أبيك وأمك، ثم ماتا في هذه اللحظة وهما قد غضبا عليك.. فكيف ستقضي بقية عمرك وأي مصير ينتظرك..؟

ان الذي يدخل البيت ثم يغلق على نفسه الغرفة، ألم يعلم بأنه بهذا فاقد للرحمة بأمه وأبيه؟

ان سيدنا ابراهيم رغم أن أباه كافر،، الا أنه كان رحيما به، وكان حديثه له يبدأ: ( يا أبت).. تعلم من سيدنا ابراهيم.

اياك أن تجعل أباك وأمك يغضبان عليك، فهذا والله غاية الجفاء لهما والقسوة عليهما..

هل وصلك المقصود؟ أظنه قد وصل.

وان لم يصل ففيك مشكلة.. أنت بعيد فعلا عن الرحمة.

ثانيا: الرحمة بالأقارب

والنوع الثاني من الرحمات التي نريد أن نطبّقها ونجيدها هي الرحمة بالأقارب، ورحمتك بهم أن تزورهم يقول تعالى:" أنا الله الرحمن خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته". رواه أبو داود 1694 والترمذي 1907.

ان زيارة الأقارب لها اسم آخر ألا وهو: صلة الرحم..

فهل سنزور أقاربنا ونصل رحمنا ونكون من الرحماء؟

ثالثا: الرحمة بالأطفال

والنوع الثالث من الرحمات هو الرحمة بالأطفال، وهيا نتعلم كيف نرحم الأطفال!! جلس النبي صلى الله عليه وسلم وكان عنده الأقرع بن حابس فجاء الحسن بن علي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وهشّ وبش للحسن وحضنه وقبّله، فقال الأقرع بن حابس: ان لي عشرة من الولد كا قبّلت أحدا منهم قط، فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال:" من لا يرحم لا يرحم".

من قال ان ديننا دين معقّد.. دين التجهّم.. من قال: اننا لا بدّ أن نعبس في وجوه الناس.. لا والله انظروا وتعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم؟

والآن أيها الأب الحبيب هل تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم أم لا…؟

بل أكثر من ذلك.. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل في الصلاة فيريد أن يطيل فيها فيقول:" فأسمع بكاء الصبي فأخفف الصلاة.." رواه البخاري 709 ومسلم 1056. انظروا الى الرحمة وتعلموا.

حتى يشجع الأمهات أن يأتين بأولادهن الى المسجد.

وينظر أعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبّل أولاده.. فيقول الأعرابي: أتقبلون أولادكم..!؟ فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له:" ما أملك أنّ نزع الله من قلبك الرحمة" رواه الامام أحمد 556.

انظر كيف نقل رسول الله هذه الأمة من الظلام الى النور.

واليك هذه الحكاية.. كان هناك طفل صغير في المدينة اسمه: عمير، كان دائما معه عصفور يلعب به.. النبي صلى الله عليه وسلم سمّى هذا العصفور: النغير فكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما رأى عميرا يقول له:" يا عمير ما فعل النغير؟" وفي يوم من الأيام رأى النبي صلى الله عليه وسلم عميرا يبكي فقال:" ما يبكيك يا عمير" فقال: يا رسول الله لقد مات النغير.

فجلس النبي صلى الله عليه وسلم ساعة يلاعبه.. فمرّ الصحابة فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب عميرا، فنظر اليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال:" مات النغير فأردت أن ألاعب العمير". رواه البخاري 6203 والامام أحمد 3115و119.

هل تستطيع أن تغيّر معاملتك للأطفال وتجعلها هكذا..!؟

هل ستتعامل مع الأطفال بهذه الرحمة..!؟

فان لم يكن لك أطفال فاكفل يتيما، اذهب الى ملجأ وامسح على رأس يتيم، فان المسح على رأس اليتيم يرقق القلب.

يقول صلى الله عليه وسلم:" أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار باصبعيه وشبك بينهما. رواه البخاري 6005 وأبو داود 5150 والترمذي 1918.

رابعا: الرحمة بالنساء

ومن الرحمات التي نريد أن نطبّقها في حياتنا.. هي الرحمة بالنساء. خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وكان معهم الحمال يركب عليها الصحابيات، وكان من ضمن الصحابة صحابي اسمه: أنجشه، كان يقود الابل، وكان له صوتا جميلا، فبدأ ينشد الأناشيد الاسلامية بصوت عذب رقيق، من حلاوة الصوت بدأت تتمايل الجمال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير" رواه البخاري 6149 و6161 و6202 و6209 ومسلم 5990 والامام أحمد 3254.. القارورة: قطعة الزجاج.

وانظر الى وصف النبي للمرأة بالقارورة.. من يقول بعد ذلك أن الاسلام لم يحترم المرأة.. كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى ابنته السيدة فاطمة كان يقوم ويقبّلها بين عينيها…

من رحمتنا بالنساء ألا نغلظ في معاملتهن؛ بل تكون معاملة طيبة كلها رحمة، فما ضرب رسول الله امرأة ولا أهانها..

اياك أن تتعامل مع أختك أو أمك أو ابنتك أو زوجتك بمنطق اللا رحمة، فمن يتعامل هكذا فليغير معاملته من فوره، وليقتد برسول الله.

كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد الموت:" أوصيكم بالنساء خيرا".

ونصيحة أوجهها للشاب.. من رحمتك بالنساء أن لا تصاحب البنات حفاظا على هذا القلب الرقيق (القارورة).. فانك غالبا لن تتزوجها فحرام عليك هذا القلب أن ينكسر، وحرام عليك أن تتعلق بك وتنشغل بك، وهي متزوجة من شخص آخر، أو تظل تقارن في عقلها الباطن بينك وبين زوجها، وحرام عليك أن تعدها بالزواج ثم تخلف وعدك، فهذا من أكبر الأشياء التي فيها ترك للرحمة بالنساء.

وكذلك نصيحة للآباء: لا تضرب بناتك.. لا تؤذي مشاعرهن، عاملهن بالرحمة..

ليس معنى هذا أننا نترك التربية: فاياك أن تفهم الظاهر..

وتقول: انني أفدت من خلق الرحمة أنني لن أضرب أبنائي…!

لقد قلنا فيما سبق: أننا أحيانا نشق على الآخرين رحمة بهم أليس كذلك!؟

وكذلك نصيحة للمراقبين في الامتحانات: اياك أن تقول: اتركوا الأولاد يغشوا رحمة بهم حتى لا يرسبوا.. ان هذه رحمة في غير موضعها.. هذا فهم خاطئ..!!

خامسا: الرحمة بالخدم

ومن أنواع الرحمة.. الرحمة بالخدم وهذا الموضوع موجه خاصة للنساء.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" اخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تبلسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون فان كلفتموهم فأعينوهم". رواه أبو داود 5158 وابن ماجه 3690 والامام أحمد 5158.

يا الله..!! يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الخدم أنه اخواننا.. بعد قراءتك لهذه الكلمة أما شعرت بالرحمة.. لن يشعر بها الا امرأة صالحة طيبة تحب رسول الله، وتنفذ تعليماته وسترحم الخدم..

سادسا: الرحمة بالحيوان

وكذلك من أنواع الرحمة.. الرحمة بالحيوان.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" بينما رجل يمشي اشتد عليه العطش، فنزل بئرا وشرب، ثم خرج، فاذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: قد بلغ هذا مثل الذي بلغ مني، فنزل فملأ خفه، ثم صعد فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له". رواه البخاري 2363 و2466 و6009 ومسلم 5820 والامام أحمد 1378.

هل فعلت ذلك من قبل..!؟ رأيت كلبا في الشارع فأحضرت له طعاما ليأكل، أو أحضرت له ماء.. انها والله رحمة الحيوان.

وكلنا يعلم حكاية المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من حشائش الأرض.

سبحان الله!! كيف لا نفخر بديننا، وكيف لا نفخر بأننا مسلمون.. دين يحافظ على الحيوان ويرحمه، فكيف يكون الحال مع الناس..!!

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من ذبح عصفورا أو قتله في غير شيء، سأله الله عنه يوم القيامة". رواه الامام أحمد 2166.

وبينما عبدالله بن عمر في الطريق، فوجد مجموعة من الشباب يمسكون بدجاجة ويربطونها ويرمون عليها، فقال لهم: لعن رسول الله من فعل هذا.

سبحان الله.. فما بالكم بمن يصوب في الأندية على الحمام بدلا من الأطباق..؟

الموضوع ليس مسألة قطة أو عصفور أو حمامة أو كلب..!!

الموضوع أساسه أن القلب نوعت منه الرحمة.

سابعا: الرحمة بالعصاة

واليك هذه الرحمة العجيبة.. وهي الرحمة بالعصاة: يقول الله تبارك وتعالى:{ كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم} النساء 94. اياك أن تنسى ماضيك.. هل نسيت ماذا كنت من قبل؟ ستهزأ بالناس الآن وتسخر منهم لمعاصيهم، ونسيت نفسك، فنصيحتي لك أن تبدأ مع الناس من حيث بدأت لا من حيث انتهيت فعامل العصاة.. برفق..وكن رحيما بهم، واياك أن تدعو عليهم، بل ادعوا لهم بالهداية كما هداك الله.

وتعلم من رحمة مؤمن يس.. الذي دعا قومه كثيرا ولكنهم قتلوه {قيل ادخل الجنة} يس 26، فكانت أول كلمة يقولها:{ قال ياليت قومي يعلمون} يس 26، سبحان الله أي رحمة هذه..

تعلم منه واعلم أن الناس بداخلها الخير رغم معصيتهم ويبعدهم عن الله، واجعل شعارك {ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} النحل 125.

واياك أن تقول: لا أمل فيهم.. وتذكر أن الصحابة كانوا يقولون: لو آمن حمار الخطاب ما آمن عمر!!.

ثامنا: الرحمة بالمسلمين المضطهدين في بقاع الأرض

ومن أنواع الرحمة.. الرحمة بالمسلمين المضطهدين في بقاع الأرض.. في الشيشان.. في كشمير.. في فلسطين.. في الهند، فرحمتنا بهم أن ندعو لهم ليل نهار.. في كل وقت.. ليس في أيدينا الا هذا.

ومن رحمتنا بهم أن نكون موصولين بالله طائعين له، حتى لا تتكرر هذه المآسي في اي بلد آخر.

تاسعا: الرحمة بجسدك

ومن أنواع الرحمة.. الرحمة بجسدك.. كيف ذلك!؟ بأن تترك التدخين، فهل من المعقول أن ترحم الناس وتنسى نفسك؟ نحن الان لا نتكلم في الحلال والحرام.. اننا نتكلم عن الرحمة بهذا الجسد بأن تمتنع عن التدخين.

بالله عليكم.. امتنعوا عن التدخين.

هناك مؤتمرات تقيمها وزراة الصحة لمحاربة التدخين، فاني أناشدكم، وأطالبكم بكل مقترحاتكم لمحاربة التدخين، فأنتم ثروة المجتمع، فهيا عاونوا المجتمع ليتخلص من هذه العادة السيئة (التدخين).

عاشرا: الرحمة بالناس أجمعين

هيا افتح لي قلبك..

آخر نوع من أنواع الرحمات التي نريد أن نطبقها في حياتنا؛ بل نجيدها: الرحمة بالناس أجمعين.. كيف ذلك!؟ ما عليك الا أن تفتح لي قلبك الآن.. عامل الناس برقة، وحاول أن تنتهز الفرص: تعطف على مسكين، تعفو عمن ظلمك، تبتسم لولد فقير مسكين.. والله انها أشياء كثيرة تستطيع بها أن ترحم الناس كل الناس، فهي من علامات رحمة لقلب، أما جرّبت يوما أن تنزل ومعك بعض النقود لتعطيها لمسكين، أما جرّبت وأنت في البيت تأكل طعاما طيبا، فمن رحمتك أنك أخذت جزءا من هذا الطعام، ونزلت من بيتك لتعطيه لفقير.. ان من رحمتك بالناس أنك تبحث عن هذه الفرص.. انسان يحتاج منك مالا فمن رحمتك به أن تفرّج عنه هذه الكربة..

قال صلى الله عليه وسلم:" من فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرّج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة" رواه البخاري 2442 و6951 ومسلم 6521 والامام أحمد 292.

هيا.. ارحم الناس، اياك ان تضرب أحدا على وجهه، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه ولم يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادما ولا امرأة الا أن يجاهد في سبيل الله أو تنتهك حرمة من حرمات الله فينتقم للله تعالى.. انه لم ينتقم لنفسه قط.

من رحمتك بالناس أنك تستر من أخطأ ولا تفضحه، واياك أن تعرف نقطة ضعف صديقك وتذله بها، فان ذلك كم دلائل قسوة القلب.

وعليك الرحمة بالناس في انتقاء الألفاظ معهم والتودد اليهم.

يقول أبو ذر: أمرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرحم المساكين وأجالسهم.

ومن رحمتنا بالناس ألا نعذب أحدا.. يقول صلى الله عليه وسلم:" أشدّ الناس عذابا يوم القيامة أشدّهم عذابا للناس في الدنيا".

ومن الرحمة بالناس: الرحمة بكبار السن، ايك أن تكون جالسا في المواصلات وترى رجلا كبيرا أو امرأة كبيرة، أو امرأة أيّا كانت، ولا تقوم فهذا ليس من الرحمة يقول صلى الله عليه وسلم:" ما أكرم شاب شيخا لسنه الا قيّض الله له من يكرمه عند سنّه". رواه الترمذي 2022.

وهكذا قد عرفت أنه لا بد أن نرحم الوالدين والأقارب والأطفال والنساء، والخدم والجيران، والعصاة والمسلمين المضطهدين والجسد والناس جميعا.

فهل بعد كل هذا ترحم الجميع وتنسى نفسك أن ترحمها وتخاف عليها من دخول النار؟

فكيف ترحم نفسك؟ بأن تطيع الله عز وجل..

اسأل نفسك الآن: كم ستأخذ من عشرة؟ واحدا، أم اثنين، أم خمسة، أم تسعة..؟

اخشى أن تكون قد رحمت الجميع وأدّيت حق الجميع، ولكنك مقصّر في الرحمة بوالديك فهذه تكون الطامة الكبرى..

فبالله عليك ابدأ بأبيك وأمك ولا تنسهما.

هنيئا لك رقة القلب ودمعة العين

انك لو طبقت كل هذه الرحمات وأجدتها واتقنتها ستجد شيئا عجيبا ألا وهو.. أن دمعة عينيك ستصبح ثريبة جدا وقلبك سيصبح رقيقا وحساسا، سبحان الله.. علاقة غريبة بين المسح على رأس اليتيم وكفالته والدعاء للمستضعفين والرحمة بالفقراء والمساكين والرحمة بالحيوان، وبين رقة القلب.

هنيئا لك يا من نويت الآن أن تطبق الرحمة.. هنيئا لك رقة القلب ودمعة العين فانها ستغسل الذنوب باذن الله.

الدموع رحمة يجعلها الله في قلوب عباده

وانظر الى النبي صلى الله عليه وسلم كيف كانت دموعه قريبة: بعثت اليه احدى بناته بأن ابنها يموت، فمن رحمته صلى الله عليه وسلم أرسل اليها:" ان لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر وتحتسب" فأرسلت اليه تقسم عليه ليأتيّنها فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت ورجال. فرفع الى رسول الله الصبيّ ونفسه تتقعقع_ قال: حسبته أنه قال: كأنها شن_ ففاضت عيناه، فقال: يا رسول الله ما هذا؟ فقال:" هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده انما يرحم الله من عباده الرحماء". رواه البخاري 1284 ومسلم 2132.

وانظر الى سيدنا عمر بن الخطاب حينما كان يمشي في الطريق فسمع طفلا يبكي فبكى عمر.. لماذا تبكي يا عمر؟" أخشى أن أحاسب عليه يوم القيامة"..

متى كانت آخر مرة بكيت فيها من خشية الله..!؟

متى كانت آخر مرة بكيت فيها لرؤية منظر مؤثر لانسان يستحق الرحمة!!؟

هل دمعتك قريبة..!؟ أم أن قلبك قاس غليظ!؟

اللهم ارزقنا قلبا خاشعا رقيقا وعينا دامعة الله آمين..

وانظر الى رقة قلب عمر بن الخطاب

جاء رجل لسيدنا عمر بن الخطاب وقال له شعرا، قال له:

يا عمر الخير جزيت الجنة اكسوا بناتي وأمهنّ

أقسم بالله لتفعلنّ

فقال له عمر: واذا لم أفعل يكون ماذا؟ قال: ان لم تفعل اذا أبا حفص لأمضين، قال عمر: وان مضيت يكون ماذا؟ فقال: والله عنهن لتسألن يوم تساق اما الى نار واما الى جنة، فبكى عمر بن الخطاب وسقط وهو يبكي، ثم قام مسرعا الى بيته يبحث عن كساء فلم يجد، فخلع رداءه وأعطاه للرجل، وقال له: خذ هذا ليوم تكون الأعطيات أمنا، لعلي أساق لا الى نار ولكن الى الجنة.

أخشى أن يتعلق قلبك ببلاغة الكلام فقط.

ولكني أدعوك لترى رحمة سيدنا عمر بن الخطاب ورقة قلبه ودمعته القريبة.. هل تستطيع أن تكون كذلك..!؟

وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة

ان الناظر الى حال العالم الآن لا يلاحظ شيئا في غاية الخطورة.. الا وهو كلما زاد العلم الحديث كلما قلت في العالم الرحمة.. تجد قنابل ذرية يموت بها ملايين، وقنابل جرثومية وقنابل عنقوديةو.. ولكن لماذا تقل الرحمة بزيادة العلم الآن!؟

لأن علما بدون رحمة كارثة.. مصيبة، ولذلك انظر الى القرآن.. حقا انه شفاء ورحمة.. لا يمكن أن تجد في القرآن كلاما عن العلم الا وتجده مقرونا بالرحمة.. سبحان الله..

يقول تعالى:{ ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما} غافر 7 ويقول أيضا:{ فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنّا علما} الكهف 65.

أراك الآن تقول: أولا مرة ألاحظ هذا.. لكن لو أننا نقرأ القرآن بتدبّر سنجد أسرار هذا القرآن قد دخلت قلوبنا وفهمتها عقولنا.. حقا انه شفاء لنا.

علم معه رحمة اذا انتظر خيرا كثيرا، وتقدما كبيرا وسعادة وطمأنينة واستقرار، ولكن علم بدون رحمة..!!!

وختامه مسك:

يا الله.. حتى ابليس!!!

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ان الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة أمسك عنده تسعة وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه رحمة واحدة تتراحم بها الخلائق الى يوم القيامة، فاذا جاء يوم القيامة ضمّ الله هذه الرحمة الى التسعة وتسعين، ثم نشرها وبسطها على كل خلقه، كل رحمة منهم كما بين السماء والأرض فلا يهلك يومها الا هالك".

رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أما تمسك بولدها فقال:" أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار" فقالوا: لا، قال:" فالله أرحم بعباده من هذه بولدها" رواه البخاري 5999 ومسلم 6912. حتى ان العلماء يقولون:" حتى أن ابليس يتطاول لتدركه رحمة الله وأنّى له ذلك، ولكن من رحمة الله يخيّل له ذلك".

يقول الامام علي بن أبي طالب: لو قيل لي يوم القيامة سنجعل حسابك لأبيك وامك لرفضت؛ لأن الله سيكون ارحم بي من امي وأبي.

حقا " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"..

ان يوم القيامة ليوم تشتد حاجتنا فيه لرحمة ربنا.. فهيا قدّموا لأنفسكم وابذروا الحب تحصدوا الحب.

" أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي"

وآخر رحمات يوم القيامة.. يوم يدخل أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار، ولكن هناك ما زال مجموعة من عصاة المسلمين في النار لم ينقوا بعد، فيقف النبي صلى الله عليه وسلم ويشفع لهم وينادي: يا رب عصاة أمتي، فيقول الله تبارك وتعالى: اذهب يا محمد فأخرجهم من النار، ويحد له حدا ويعد له عددا، فذهب النبي فيخرجهم من النار ويدخلهم الجنة، ثم يعود مرة أخرى، فما زال هناك عصاة من المسلمين في النار، فيحدث ما حدث في السابق، ثم مرة ثالثة، ثم رابعة وهكذا. ثم تشفع الملائكة ثم يشفع المؤمنون، ولكن ما زال هناك بقية في النار فيقول الله عز ودل: شفع الأنبياء ةشفع المرسلون وشفعت الملائكة، وشفع المؤمنون، وشفع حبيبي محمد، أفلا أعفو أنا، فيحم الله عز وجل فيضع قبضته في جهنم فيخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من لا اله الا الله محمد رسول الله فيخرجون وقد تفحمّوا، فيضعهم الله في نهر يسمى: نهر الحياة، فكأنهم ينبتون نباتا أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: وآخر الرحمات دخول الجنة. رواه البخاري 4581 و7439 ومسلم 453.

يقول الله تبارك وتعالى للجنة:" أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي".

هل عرفتم الآن لماذا ادّخر الله تسعا وتسعين رحمة عنده؟ لأن الدنيا لا تستحق الا رحمة واحدة، ولكن الجنة تستحق مائة رحمة.. اللهم اقذف في قلوبنا الرحمة واجعلنا نتصف بها دائما وأبدا.. اللهم آمين




جزاك الله الخير



التصنيفات
قصص الأطفال

تغلب الرحمة على العدل

كان يا ماكان

نام أحد جنود الإسكندر الأكبر

اثناء نوبة حراسته

فحكم عليه الإسكندر بالموت

وفى الحال تقدمت الى القائد

الكبير " الإسكندر" امرأة

وصاحت : انى والدة هذا

الجندى

غضب الإسكندر وقال : الا

تعرفين ان الاستئناف يكون

دائما الى قاضى اعلى من

القاضى الذى صدر الحكم ؟

فمن هو اعلى منى ؟

اجابت : انا اعرف ان

رحمتك اعلى من عدلك ، وان

من حقك ان تعفو وتصفح ..

لقد كنت مريضة ، وسهر ابنى

الى جوارى أياماً متوالية، لذلك

غلبه النوم اثناء حراسته ..

ومع ذلك انا لا أبر خطأه ، فقد

ارتكب ذنباً كبيراً ، لكنى

استأنف

حكم العدل الى قاضى الرحمة

وتقول الحكاية ان الرحمة تغلبت

على العدل ، واصدر الإسكندر

عفوه عن الجندى المذنب




:rmadeat-7cac6bce:شكرا علي القصة:068:



يسلمو



خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

الرحمة خلق النجاة


إنه خُلق نادر في دنيا الناس، فالأرض تئنُّ من قسوة كثير من ساكنيها، انتشرت الجرائم والرذائل، كثر القتل وعظم الدمار، مئات، بل آلاف الأطنان من القنابل الفتاكة تنزل على رؤوس البشر، فتقتل الشيخ في بيته، والعابد في مسجده ،والفلاح في حقله، والعامل في مصنعه، وتقتل الرضيع في أحضان أمه..
ماذا جرى؟ ما السبب؟
إنه غياب الرحمة.
مع أن الرحمة في الحقيقة كمالٌ في التكوين الفطري للإنسان، لكنه حين انحرف عن منهج الله أصيب في فطرته، مما جعله محتاجًا لتذكيره بأهمية هذه الصفة وهذا الخلق.
**أخي: هل تحب أن يرحمك الله؟***
إذًا ارحم خلقه، فقد قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
إن أهل الجنة هم من كانوا في الدنيا يرحمون الخلق ويرقون لهم: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال".
إن من عظمة الإسلام وكمال الشريعة أن أمر أتباعه بالرحمة، الرحمة بالناس، بالمسلمين، بالكافرين، بل بالحيوانات. قال الله عز وجل: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107]. وهذه أمثلة:
**الرحمة بالأرملة والمسكين والبنات:***
قال نبي الرحمة صَلى الله عليه وسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله". رحم الضعفاء من الناس فرحمه الله وأعلى درجته.
وقالت ?عائشة – رضي الله عنها – :جَاءتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاَثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَىَ فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلُهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ، الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "إِنَّ الله قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ، أَو أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ". أوجب لها الجنة برحمتها بناتها.
**الرحمة بالصغار: ***
قَبَّلَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم الحسنَ بن عليّ رضي اللّه عنهما وعنده الأقرعُ بن حابس التميمي. فقال الأقرعُ: إن لي عشرةً من الولد ما قبّلتُ منهم أحداً، فنظرَ إليه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم قال: "مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ".
وقدم ناس من الأعراب على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟ فقال: "نعم" قالوا: لكنا والله ما نقبل. فقال: "أو أملك أن كان اللَّه نزع من قلوبكم الرحمة".
فهل تتعامل مع أولادك هذه المعاملة الراقية؟ هل تلاعبهم؟ هل ترحمهم؟
**الرحمة بالمسلمين كافة:***
لقد وصف الله عز وجل مجتمع المسلمين بأنه يتراحم ويواسي بعضهم بعضًا: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الفتح:29].
"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".
فهل نحن كذلك حقًّا؟ هل نتراحم؟ هل نكظم غيظنا؟ هل نعفو ونصفح؟ وكلها من مظاهر الرحمة.
**الرحمة بالحيوان:***
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".
وعن أبي هريرة رَضي الله عنه أن الرسول صَلى الله عليه وسلم قال: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشي بِطَرِيقِ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْراً فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرىَ مِنَ الْعَطَشِ. فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ خُفَهُ مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفَيْهِ حَتَّىَ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَإنَّ لَنَا فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ لأَجْراً؟ فَقَالَ: "فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ".
ما أروع هذا الشمول الذي تتمتع به تعاليم الإسلام!!
امرأة تعذب بسبب قسوة قلبها تجاه هرة، ورجل يغفر له بسبب رحمته كلبا.
إن الرحمة الإيمانية لتمد ظلالها وراء حدود الإنسان لتشمل حتى الحيوانات…
نسأل الله أن يجعلنا من عباده الرحماء



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

المزيد من الحنان والرحمة

المزيد من الحنان.. والرحمة

هبة رؤوف عزت

——————————————————————————–

سأنطلق من افتراضية أن الله أودع في قلوب النساء رحمة ولينًا تميز طباعهن؛ لأن المرأة هي الأم الراعية التي تحمل وتلد وترضع وتحتضن؛ ولذلك فإن عالم المرأة الخاص بأنوثتها وأمومتها هو عالم به لمسة حنان زائدة عن عالم الرجولة والخشونة.

هذه الافتراضية لا تعني بحال أن لكل منا عالمه المنفصل، فحواء وآدم كلاهما "إنسان"، وفي لغتنا العربية كلمة "إنسان" تطلق على الرجل والمرأة ولا تؤنث.. لغة عبقرية.

فقط أعني أن المرأة تحب الحنان؛ لأنه جزء أصيل فيها، أما الرجل فقد لا يجيد التعبير عنه، وقد يرتبك إذا طلب منه لمسة رقيقة أو دافئة.. وإذا فعل فإنه لا يفعل ذلك طيلة الوقت!

الوحيد الذي وجدته كان يعطي هذا الحنان لمن حوله طيلة الوقت ـ بعطاء لا يتكرر وبرفق نادر ـ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم..

تأملوا معي أحاديث أم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها:

حدث أحمد قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا عمرو أن محمد بن عبد الرحمن الأسدي حدثه عن عروة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: دخل عليَّ رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش، وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي فأقبل عليه رسول الله ـ عليه السلام ـ فقال: دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي وإما قال: تشتهين تنظرين فقلت: نعم، فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، حتى إذا مللت قال: حسبك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبي". صحيح البخاري ج: 1 ص: 323

وتأملوا كيف كانت علاقتهما:

حدث إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني هشام عن عروة أنه سئل: أتخدمني الحائض أو تدنو مني المرأة وهي جنب؟ فقال عروة: كل ذلك عليَّ هين وكل ذلك تخدمني وليس على أحد في ذلك بأس أخبرتني عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت ترجل تعني رأس رسول الله وهي حائض ورسول الله حينئذ مجاور في المسجد يدني لها رأسه وهي في حجرتها فترجله وهي حائض".

وكان يتودد لزوجاته عاطفياً حتى أثناء الحيض، وأثناء صومه:

حدث محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان النبي يباشرني وأنا حائض، وكان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف؛ فأغسله وأنا حائض". صحيح البخاري ج: 2 ص: 714

وحدث محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال: أخبرني أبي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحدث عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: إن كان رسول الله ليقبل بعض أزواجه وهو صائم ثم ضحكت".

فهل رأيتم حنانًا كهذا ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌‌؟

كثير من النساء يعرفن أن أزواجهن يحبونهن … لكن المشكلة تكمن في التعبير عن هذا الحب.. وأزعم أن العلاقة بين الزوجين لا تستقيم إلا بركنين أصيلين هما: المودة، والرحمة، أما المودة فشعور في القلب، وأما الرحمة فسلوك ينم عن المودة ويترجمها في اللمسة الحانية واللفتة العطوفة..

لا نريد الحب فقط.. نريد حبًّا .. وحنانًا!




خليجية



مشكوورة يااا الغالية



شكرلك



سلمت اناملك
لا هنتي
روعه الكلام

تحياتي




التصنيفات
منوعات

: الرحمة في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة
لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد

بتاريخ : 15- 1-1423هـ

والتي تحدث فيها فضيلته عن : الرحمة في الإسلام

الحمد لله وسع كل شي برحمته، وعم كل حي بنعمته، لا إله إلا هو خضعت الخلائق لعظمته، سبحانه يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، أحمده سبحانه وأشكره على توابع آلائه وجلائل منته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، خيرته من بريته، ومصطفاه لرسالته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وعفرته والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجه طريقته، أما بعد:

فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، واعتبروا بمن مضى من قبلكم، عاجلهم ريب المنون، وجاءهم ما كانوا يوعدون، هم السابقون وأنتم اللاحقون، سبقوكم بمضي الآجال، وأنتم على آثارهم تشتد بكم الرحال، أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلاْبْصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ [الحج:46].

أيها المسلمون، الناس في حاجة إلى كَنَف رحيم، ورعاية حانية، وبشاشة سمحة، هم بحاجة إلى وُدٍّ يسعهم، وحلم لا يضيق بجهلهم، ولا ينفر من ضعفهم، في حاجة إلى قلب كبير، يمنحهم ويعطيهم، ولا يتطلع إلى ما في أيديهم، يحمل همومهم، ولا يثقلهم بهمومه.

إن تبلُّد الحس يهوي بالإنسان إلى منزلة بهيمية أو أحطّ، الإنسانُ بغير قلب رحيم أشبه بالآلة الصماء، وهو بغير روح ودود أشبه بالحجر الصلب.

إن الإنسان لا يتميّز في إنسانيته إلا بقلبه وروحه، لا في أكوام لحمه وعظامه. بالروح والقلب يعش ويشعر، وينفعل ويتأثر، ويرحم ويتألم.

الرحمة -أيها الإخوة في الله- كمال في الطبيعة البشرية، تجعل المرء يرقّ لآلام الخلق، فيسعى لإزالتها، كما يسعى في مواساتهم، كما يأس لأخطائهم، فيتمنّى هدايتهم، ويتلمّس أعذارهم.

الرحمة صورة من كمال الفطرة وجمال الخلُق، تحمل صاحبها على البر، وتهبّ عليه في الأزمات نسيماً عليلاً تترطّب معه الحياة، وتأنس له الأفئدة.

في الحديث الصحيح: ((جعل الله الرحمة مائة جزء، أنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)).

وربنا سبحانه متصفٌ بالرحمة صفةً لا تشبه صفات المخلوقين، فهو أرحم الراحمين، وخير الراحمين، وسعت رحمته كل شيء، وعمّ بها كل حي، وملائكة الرحمة -وهي تدعو للمؤمنين- أثنت على ربها، وتقربت إليه بهذه الصفة العظيمة، رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ [غافر:7]، وفي الحديث القدسي: ((إن رحمتي تغلب غضبي)) مخرَّج في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي التنزيل العزيز: وَقُل رَّبّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرحِمِينَ [المؤمنون:118]، فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَـٰفِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرحِمِينَ [يوسف:64].

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله بسبي، فإذا امرأةٌ من السبي تسعى قد تحلَّب ثديها، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته بيطنها فأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ((أتُرون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟)) قلنا: لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، قال: ((فالله تعالى أرحم بعباده من هذه بولدها)) أخرجه البخاري.

أيها المسلمون، ورحمة الله سببٌ واصل بين الله وبين عباده، بها أرسل رسله إليهم، وأنزل كتبه عليهم، وبها هداهم، وبها يسكنهم دار ثوابه، وبها يرزقهم ويعافيهم وينعم عليهم، فبينهم وبينه سبب العبودية، وبينه وبينهم سبب الرحمة، يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مّن رَّبّكُمْ وَشِفَاء لِمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:57، 58].

الرحمة تحصل للمؤمنين المهتدين بحسب هُداهم، فكلما كان نصيب العبد من الهدى أتمّ كان حظه من الرحمة أوفر، فبرحمته سبحانه شرع لهم شرائع الأوامر والنواهي، بل برحمته جعل في الدنيا ما جعل من الأكدار حتى لا يركنوا إليها فيرغبوا عن نعيم الآخرة، وأرسل نبيه محمداً بالرحمة، فهو نبي الرحمة للعالمين أجمعين، وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَـٰلَمِينَ [الأنبياء:107]، بعثه ربه فسكب في قلبه من العلم والحلم وفي خُلُقه من الإيناس والبر، وفي طبعه من السهولة والرفق، وفي يده من السخاوة والندى ما جعله أزكى عباد الرحمن رحمة، وأوسعهم عاطفة، وأرحبهم صدراً، فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]، لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:128].

والإسلام رسالة خير وسلام ورحمة للبشرية كلها، دعا إلى التراحم، وجعل الرحمة من دلائل كمال الإيمان، فالمسلم يلقى الناس وفي قلبه عطفٌ مدخور، وبرّ مكنون، يوسع لهم، ويخفف عنهم، ويواسيهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: ((لن تؤمنوا حتى تراحموا))، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: ((إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة)) رواه الطبراني ورجاله ثقات.

ليس المطلوب قصر الرحمة على من تعرف من قريب أو صديق، ولكنها رحمة عامة تسع العامة كلهم، وأحاديث رسول الله تُبرز هذه العموم في إسداء الرحمة، والحث على إفشائها وانتشارها. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)) متفق عليه، وفي الحديث الآخر: ((من لا يرحم لا يُرحم))، يقول ابن بطال رحمه الله: "في هذا الحديث الحضّ على استعمال الرحمة للخلق، فيدخل المؤمن والكافر، والبهائم المملوك فيها وغير المملوك، ويدخل في الرحمة التعاهد بالإطعام والمساعدة في الحمل وترك التعدي بالضر".

عباد الله، ورحم الله تُستجلب بطاعته وطاعة رسوله محمد ، والاستقامة على أمر الإسلام، وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران:132]، كما تُستجلب بتقوى الله، وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات:10]، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحديد:28].

ومن جالبات رحمة الله إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71]، والعبد بذنوبه وتقصيره فقير إلى رحمة الله، لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النمل:46].

ومن أعظم ما تُستجلب به رحمة الله -عباد الله- الرحمة بعباده، ففي الحديث الصحيح: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) رواه أبو داود والترمذي.

ومن أجل هذا -رحمكم الله- فإن المؤمن قويَّ الإيمان يتميّز بقلب حيّ مرهف لين رحيم، يرقّ للضعيف، ويألم للحزين، ويحنّ على المسكين، ويمدّ يده إلى الملهوف، وينفر من الإيذاء، ويكره الجريمة، فهو مصدر خير وبر وسلام لما حوله ومن حوله.

أيها المسلمون، وإذا كان الأمر كذلك فإن من أولى الناس وأحقهم بالرحمة وأمنِّهم بها وأولاهم بها الوالدين، فببرهما تُستجلب الرحمة، وبالإحسان إليهما تكون السعادة، وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا [الإسراء:24].

ثم من بعد ذلك الأولاد فلذات الأكباد، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: ((اللهم ارحمهما، فإني ارحمهما)) أخرجه البخاري.

والشاهد أن في الناس أجلافاً تخلو قلوبهم من الرقة والحنوّ، في مسالكهم فظاظة، وفي ألفاظهم غلظة، قبَّل رسول الله الحسن والحسين رضي الله عنهما، وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد، ما قبّلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله وقال: ((من لا يَرحم لا يُرحم))، وفي رواية: ((أَوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟!)) مخرج في الصحيحين من حديث عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما.

ويرتبط بالوالدين والأولاد حق ذوي الأرحام، فالرحم مشتقة من الرحمة في مبناها، فحرِي أن تستقيم معها في معناها، وفي الحديث: ((الرحم شجنة من الرحمة، من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله))، ليس للمسلم أن يوصد قلبه وبيته دون أقاربه، أو يقطع علائقهم لا يسدي لهم عوناً، فلا يواسيهم في ألم، ولا يبادرهم في معروف.

إن الغلظة والجفاء والقطيعة والصدود في حق ذي الرحم تحرم العبد بركة الله وفضله، وتعرّضه لسخط الله ومقته، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((الرحم شجنة من الرحمة تقول: يا رب، إني قُطعت، يا رب، إني ظُلمت، يا رب، إني أُسيءَ إليّ، فيجيبها: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟!)) أخرجه أحمد.

ومن مواطن الرحمة إحسان معاملة الخدم، والترفق بهم فيما يكلّفون به من أعمال، والتجاوز عن هفواتهم، وليحذر المرء من سطوة التصرف، فيسخّرهم ويسخر منهم، فإن الله إذا ملك أحداً شيئاً فاستبد به وأساء سلبه ما ملك، ويُخشى عليه من سوء المنقلب. وهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: (خدمتُ رسول الله عشر سنين، فما قال لي: أفٍ قط، وما قال لي لشيء صنعتُه: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته؟) رواه مسلم، وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلاماً لي بالسوط، فسمعت صوتاً خلفي: ((اعلم أبا مسعود))، فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا فإذا هو رسول الله وإذا هو يقول: ((اعلم ـ أبا مسعود ـ أن الله أقدر عليك منك من هذا الغلام))، فقلت: يا رسول الله، هو حرّ لوجه الله، فقال: ((أما لو لم تفعل لفحتك النار))، وجاءه عليه الصلاة والسلام رجل يسأله: كم أعفو عن الخادم؟ فقال : ((كل يوم سبعين مرة)) أخرجه أبو داود.

وفي الناس أقوام شداد قساة ينتهزون بعض الخدم، فيوقعون بهم أنواع الأذى، وقد شدد الإسلام في ذلك وغلّظ، يقول رسول الله : ((من ضرب سوطاً ظلماً اقتُصَّ منه يوم القيامة)).

وممّن تتطلب حالتهم الرحمة المرضى وذوو العاهات والإعاقات، فهم يعيشون في الحياة بوسائل منقوصة، تعوق مسيرهم، وتحول دون تحقيق كل مقاصدهم، وتضيق بها صدورهم، وتحرج نفوسهم. فلقد قيّدتهم عللُهم، واجتمع عليهم حرّ الداء، مع مرّ الدواء، فيجب الترفق بهم، والحذر من الإساءة إليهم، أو الاستهانة بمتطلبات راحتهم، فإن القسوة معهم جرم عظيم، لَّيْسَ عَلَى ٱلاْعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلاْعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ [النور:61].

أما الصغار والأطفال فإنهم محتاجون إلى عناية خاصة، ورحمة راحمة، فليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا، والنفوس ذات الفطر السليمة تتعلّق بالصغير حتى يكبر، والمريض حتى يُشفى، والغائب حتى يحضر، وفي الحديث: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا)) أخرجه أحمد والترمذي، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

أيها الإخوة المسلمون، وتعاليم الإسلام وآداب الدين في هذا الباب تتجاوز الإنسان الناطق إلى الحيوان الأعجم، فجنات عدن تفتح أبوابها لامرأة بغيّ سقت كلباً فغفر الله لها، ونار جهنم فتحت أبوابها لامرأة حبست هرة حتى ماتت، لا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فإذا كانت الرحمة بكلب تغفر ذنوب البغايا، فإن الرحمة بالبشر تصنع العجائب، وفي المقابل، فإذا كان حبس هرة أوجب الناس، فكيف بحبس البرآء من البشر؟!

وتترقَّى تعاليم ديننا في الرحمة بالبهائم حتى في حال ذبحها، والمشروع من قتلها، يقول عليه الصلاة والسلام: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليُحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته)).

وبعد أيها الناس، فبالرحمة تجتمع القلوب، وبالرفق تتآلف النفوس، والقلب يتبلّد مع اللهو الطويل والمرح الدائم، لا يشعر بحاجة محتاج، ولا يحسّ بألم متألم، ولا يشاطر في يؤس بائس ولا حزن محزون، جاء رجل إلى النبي يشكو قسوة قلبه فقال له: ((أتحبّ أن يلين قلبك؟! أرحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلنْ قلبك))، والرحمة لا تُنزع إلا من شقي عياذا بالله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـٰتٍ لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبّكَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف:22].

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد ، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، يعلم مكنونات الصدور، ومخفيات الضمائر، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولى من وافر النعم، والفضل المتكاثر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الأول والآخر، والباطن والظاهر، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده الله ورسوله المطهّر الطاهر، كريم الأصل، زكي المآثر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والمفاخر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وعلى درب الحق سائر.

أما بعد:

فيا عباد الله، الرحمة ليست حنانا لا عقل معه، وليست شفقة تتنكر للعدل والنظام، كلا، بل إنها خُلُق يرعى الحقوق كلَّها، قد تأخذ الرحمة صورةَ الحزم حين يؤخذ الصغير إلى المدرسة من أجل التربية وطلب العلم، فيُلزم بذلك إلزاماً، ويُكفّ عن اللعب كفاً، ولو تُرِكوا وما أرادوا لم يحسنوا صنعاً، ولم يبنوا مجداً.

والطبيب يمزّق اللحم ويهشم العظم ويبتر العضو، وما فعل ذلك ـ أحسن الله إليه ـ إلا رحمة بالمريض وعلاجه، ناهيكم بإقامة الحدود، والأخذ على أيدي السفهاء، وأطرهم على الحق أطراً، فهي الرحمة في مآلاتها، والحياة في كمالاتها، وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌ يأُولِي ٱلالْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:179].

والشفقة على المجرمين تخفي أشدّ أنواع القسوة على الجماعة، إنها تشجّع الشواذ على الإجرام، والشفقة على المجرمين سماها القرآن الكريم رأفة، ولم يسمها رحمة، فقال في عقاب الزناة والزواني: وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ ٱللَّهِ [النور:2].

إن القسوة التي استنكرها الإسلام جفاف في النفس، لا ترتبط بتحقيق عدل، ولا بمسلك إنصاف، ولكنها شدةٌ وانحراف في دائرة مجردة وهوى مضل.

أيها المسلمون، وقد يستوقف المتأمل معنى الشدة على الكافرين في مقابل الرحمة بالمؤمنين في قول الله عز وجل: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ [الفتح:29]، والحق أن الإسلام قد جاء بالرحمة العامة، لا يُستثنى منها إنسان ولا دابة ولا طير، بيد أن هناك من الناس والدواب من يكون مصدر خطر ومثار رُهب فيكون من رعاية مصلحة الجماعة كلها أن يُحبس شره ويُكف ضرره، بل إن الشدة معه رحمةً به وبغيره.

الإسلام رسالة خير وسلام ورحمة للبشرية كلها، بل للدنيا كلها، ولكن ذئاب البشر أبوا إلا اعتراض الرحمة المرسلة، ووضع العوائق في طريقها حتى لا تصل إلى الناس، فيهلكوا في أودية الحيرات والجهالة، فلم يك بدُّ من إزالة هذه العوائق، والإغلاظ لأصحابها، وينقطع تعرُّضهم وتحديهم تشملهم هذه الرحمة العامة، فليس في الرحمة قصور، ولكن القصور فيمن حرم نفسه متنزّلاتها، اقرؤوا قول الله عز وجل: وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـئَايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلامّىَّ [الأعراف:156، 157].

ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر و تواصوا بالمرحمة.

ثم صلوا وسلموا على نبيكم نبي الرحمة، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم جل في علاه، فقال في محكم تنزيله، وهو الصادق في قيله قولاً كريماً: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين…




مشكورة حبيبتي

جزاكي الله خير




شكرلكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

اليوم ستنتهي عشر الرحمة

اليَومْ سَتنتَهي عَشرُ الرَحمَة .. وَتدخلُ عَشر المَغفرة ،
نَسألُ الله أنْ يُبلغُنَا عَشر العِتق مِنْ النَآر ،
وأنْ يَكتبُ لنَا مِنْ خيَر الدُنيَا وَ خيرِ الآخِرة .. !

خليجية

:56::56:




قرأت اليوم موضوع عن عدم صحة هذا الحديث
قال صلى الله عليه وسلم: {أول شهر رمضان رحمه وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار } حديث منكر لا يصح عن النبي
قال الألباني: حديث منكر
فهل فعلاً غير صحيح ومنكر أم لا ؟..
أفيدونا أفادكم الله ..

الجواب
الحديث المنكَر مِن أقسام الحديث الضعيف . والحديث الوارد في تقسيم رمضان إلى ثلاثة أقسام ،
وأن أوله رحمة ،وأوسطه مغفرة ، وآخره عِتق من النار ؛
حديث ضعيف ، كما بينه الشيخ الألباني رحمه
الشيخ عبد الرحمن السحيم




شكرا



جزاكُم الله خيرًا



جزاكُم الله خيرًا ..



التصنيفات
منوعات

الزوجة المودة والرحمة والجمال والبسمة

أيها الزوج المبارك ..

لا بد أن تعلم أن الزوجة شقيقة الرجل ، هي نور المنزل وجماله ، والقائمة عليه والمدبرة لشؤونه ، الزوجة صانعة الأجيال ومربية الأطفال وحاملة الأولاد وحاضنة الأبطال ، كم تعبت في حملها ، وقاست الآلام في جسدها وتعرضت للهلاك في وضعها ، مشقة في إرضاعها ، سهر وتضحية براحتها لأولادها ، كم تعبت أيها الزوج واسترحت ، وسهِرتْ ونمت ، حملت أولادك خِفّا ووضعتهم شهوة ، وحملتهم كرها ووضعتهم كرها ، تحملتْ ضجيج الأطفال وتبرمتَ ، اقتربتْ هي منهم وابتعدت ، هل فكرت في حالك أيها الزوج لو مرِضَتْ زوجتك في يوم من الأيام وبقيَتْ على سريرها الأبيض في المستشفى لا قدر الله وبقيتَ أنت أسير المنزل مع أطفالك ، هل تستطيع الصبر على ضجيجهم ؟ هل تتحمل مشاجراتهم ؟ ما هو حالك وإياهم مع الغداء والعشاء ؟ ما حالك معهم في نظافة المنزل وملابس الأطفال ؟ بل نظافة أبدانهم ؟ وإماطة الأذى عن الرُضَع منهم ؟ كيف أنت في الصباح الباكر وأنت تجهزهم بثيابهم إلى مدارسهم ؟ أضنك حينئذ أنك غيرَ محسود على ما أنت فيه من العنت والشقاء ..

نعم.. الزوجة قلب رقيق ، وعاطفة جياشة ، وفؤاد حنون ، الزوجة هي المودة والرحمة ، والسكن والنعمة والجمال والبسمة ، تُظلم الأيام في وجه الرجل فتشرق حياته على ابتسامة الزوجة ، وتعبس الأحداث في دنيا الزوج ، فيعزف ألحان الرضى على نغمات الزوجة ، وتقسوا الليالي الظلماء فتذوب قسوتها بزلال من حنان الزوجة ، نعم .. الزوجة بطبيعتها تأسرها الكلمة الجميلة ، وتهزها العبارة الرقيقة ، وتسحرها الابتسامة الصافية ، وتذيبها المشاعر الصادقة ، وتسلب فؤادها المعاملة الحسنة المهذبة .

إن أكبر خطئ يرتكبه بعض الأزواج اليوم أنهم يعاملون نسائهم كما كان أباؤهم يعاملون نساءهم في الزمن الماضي ، نعم .. إن الزوجة اليوم تختلف عن الزوجة الأمس ، فزوجة اليوم تواجه موجات من الثقافات والآراء ، إنها اليوم تشاهد وتقرأ وتسمع ، إنها ترى ما لم يُرى من قبل ، وهي في أمسّ الحاجة اليوم إلى الإقناع والحجة كما هي في نفس الوقت بحاجة إلى الحب والعطف والتقدير ، إنه وللأسف ومع بالغ الأسى والحسرة لا يعرف كثير من الأزواج كيف يتعامل مع زوجته ، لا يعرف كيف تفكر أنثاه ، وبماذا تشعر وتحس ، كم من زوج أبكى زوجته وما أفرحها ؟
كم من زوجة فقدت الكلمة الطيبة الرقيقة الحانية من زوجها ؟
من منا يُبدي إعجابه بما عملته زوجته أثناء غيابه من تنظيم أو ترتيب أو أكل أو شرب ..؟

فها هو رسول الهدى ونبي التقى صلى الله عليه وسلم يضع لنا أسسا لبناء الحياة الزوجية ، من تقدير واحترام ، وتودد ومحبة ومكارم أخلاق ليعلن للعالم صلى الله عليه وسلم أن في ديننا حبا ومودة ومشاعر وأحاسيس ، ليعلن للعالم أجمع أن هذه الشريعة مليئة بالحب الصافي والنبع الحاني ، ولكن العيب فينا نحن أيها الأزواج ، نعم .. العيبُ فينا ، لا في غيرنا ، فما أكثر تلك المواقف التي توضح المحبة والمودة في حياته صلى الله عليه وسلم لأزواجه في التعامل معهن ، وسأعرض الكثير من هذه الصور خلال اللقاء القادم بإذن الله تعالى .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير




وين الردود؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
مشكورين والله



يسلموا على هذا الموضوع حبيبتي
الله يعطيك العافية
شكرا



احسن تقييم



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

سلاح المؤمن ومفتااااااااااااااح ابواب الرحمة

خليجية

خليجية

نعلم جميعن أن الحزن لا يغير من الواقع شيئاً ،
وأن الحزن لا يغسل الهموم أبداً …!
إلا أننا في بعض الأحيان
نجد أنفسنا وسط أمواج متلاطمة من الحزن والألم والقلق والإكتئاب،
وقد نشعر برغبة جامحة للبكاء والأنين ليخرج ما في القلب
من قهر مكبوت أو رواسب نفسية مؤلمة لكي نرتاح ..!
وهذا لا بأس به ما دمنا نشعر بالراحة مع إنهمار الدموع ..
خليجية
أختي المهمومة
حينما تشعرين أنك بمنتهى الضعف وأن الدنيا قد أظلمت في وجهك
فهلا قمتي من مكانك وتوضأتي وصليتي ركعتين أو أكثر
ثم رفعت أكف الضراعة إلى مولاك وقلت
اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك
ماض في َّحكمك عدل فيَّ قضاؤك.
اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك
أو أنزلته في كتابك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري
وجلاء حزني وذهاب همي
لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم.
خليجية
فعليك أختي بالدعاء مهما تأخرت الإجابة
قال: ابو الدرداء رضي الله عنه:
من يكثر قرع الباب يوشك ان يفتح له
ومن يكثر الدعاء يوشك ان يستجاب له.
ويقول عليه الصلاة والسلام
إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه ان يردهما صفرا خائبين .
خليجية
جاء رجل الى مالك بن دينار رحمه الله فقال:
إني اسألك بي لله أن تدعو لي فأنا مضطر.
قال: إذاً فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه .
وأخيراً إن مجرد إفضاء الإنسان لمشكلاته ، وهمومه ،
والتعبير عنها إلى شخص آخر يسبب له راحة نفسية …
ويؤدي الى تخفيف قلقه وحزنه …
فما بالك بمقدار التحسن الذي يمكن أن يطرأ على الإنسان اذا أفضى بمشكلاته لله تعالى ..؟
فليس غيره من يزيح همك ..
وليس غيره من يريح قلبك ..
وليس غيره من يعيد الطمأنينة إليك ..
خليجية
أنَّ الدعاء كلَّه خير، فعن أبي سعيد :
((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم،
إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث:
إمَّا أن يُعجِّل له دعوته،
وإمَّا أن يدَّخرها له في الآخرة،
وإمَّا أن يصرف عنه من السوء مثلها))
خليجية
قال ابن حجر:
"كلّ داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة
فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه"
أنَّ الله تعالى وعد بإجابة الدعاء فقال:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ &#1649لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
وقال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ &#1649لْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ &#1649لسُّوء
خليجية
(الدعاء يرد القضاء)
فعن ثوبان مولى رسول الله أنه صلى الله عليه وسلم قال:
((ولا يرد القدر إلا الدعاء))
وقال تعالى : &#1649دْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ
أن الله تعالى قريب من أهل الدعاء، قال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ &#1649لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
أنَّ الدعاء سبب في النجاة من عذاب النار
فقالوا: {فَمَنَّ &#1649للَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَـ&#1648نَا عَذَابَ &#1649لسَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ &#1649لْبَرُّ &#1649لرَّحِيمُ
خليجية
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من لم يسألِ اللهَ يغضبْ عليه)) –
خليجية
أن الدعاء أكرم شيء على الله تعالى،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء))
خليجية
أنه مفتاح أبواب الرحمة، وسبب لرفع البلاء قبل نزوله وبعد نزوله،
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه سلم: ((من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئا يُعطى أحب إليه من أن يسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)
خليجية
عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة))
خليجية
قال المباركفوري: "قوله: ((من فتح له منكم باب الدعاء))
أي: بأن وفق لأن يدعو الله كثيراً مع وجود شرائطه، وحصول آدابه،
((فتحت له أبواب الرحمة))
يعني أنه يجاب لمسئوله تارة، ويدفع عنه مِثله من السوء أخرى،
كما في بعض الروايات:
((فتحت له أبواب الإجابة))
وفي بعضها: (( فتحت له أبواب الجنة))".
وقال في قوله: ((إن الدعاء ينفع مما نزل)):
"أي من بلاء نزل بالرفع إن كان معلقاً، وبالصبر إن كان محكماً
فيسهل عليه تحمل ما نزل به فيُصَبِّره عليه أو يُرضيه به،
حتى لا يكون في نزوله متمنياً خلاف ما كان،
بل يتلذذ بالبلاء كما يتلذذ أهل الدنيا بالنعماء،
((ومما لم ينزل))
أي: بأن يصرفه عنه ويدفعه منه،
أو يمدّه قبل النزول بتأييد من يخف معه أعباء ذلك إذا نزل به،
((فعليكم عباد الله بالدعاء))
أي: إذا كان هذا شأن الدعاء فالزموا يا عباد الله الدعاء"
خليجية




بارك الله فيك



ام ورد

خليجية




التصنيفات
منوعات

علمنا الإسلام الرحمة

خليجية

خليجية

قال تعالى : “كتب ربكم على نفسه الرحمه” (الأنعام : 54 )

ماهى الرحمه التى كتبها الله سبحانه وتعالى على نفسه ؟

ان الرحمه هى كمال فى خلق الانسان تجعله يرق لآلام الناس ويسعى لاءزالتها .. والرحمه صفه من صفات الله سبحانه وتعالى جعلها ليعامل بها عباده فوالله لو لم يعاملنا الله برحمته مادخل منا الجنه أحد وهذا ماأخبرنا به النبى عندما قال : “لايدخل الجنه احد بعمله قيل : ولاانت يارسول الله ؟ قال : ولا أنا حتى يتغمدنى الله برحمته ” متفق عليه
فهل تحب ان يتغمدك الله برحمته ؟

وقد وصف لنا النبى الطريق لرحمه الله فقال : “الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ” رواه البخارى

انك لن تجد أفضل من موقفه صلى الله عليه وسلم يوم احد وقد اسقطه المشركون فى حفرة وكسرت اسنانه وشج وجهه وسالت دماؤه الطاهره على الارض ووقف ليرى اصحابه ما بين شهيد او جريح وفى خلال هذه اللحظات يقول كلمات ماان تقرأها حتى تتعجب على قلوب المشركين الغليظه المغلقه ينطلق النبى بالدعاء ” اللهم اهدى قومى فانهم لا يعلمون ”

ان الاسلام جاء من مئات السنين ليضع اسسا للرحمه والرفق بالحيوان لدين عظيم يفخر كل مسلم انه احد اتباعه فهذا هو النبى يقول محذرا : دخلت امرأه النار فى هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تاكل من خشاش الأرض “رواه البخارى
فهل بعد ان تقرأ هذا الحديث تسكت عندما ترى زملاء لك فى الشارع يربطون كلبا أو قطه ويسحبونها ؟
ألن ترحم صديقك المسكين الذى قد يدخل النار بهذه الفعله وتنهاه عنها وترحم هذا الحيوان من قبضته ويطلق سراحه ؟
وكما دخلت المراه النار فى هره دخل رجل الجنه فى كلب سقاه من بئر بعد ان اشتد به العطش فغفر الله له .
أرأيت كم هو جميل أن تتصف بالرحمة؟!




جزاكى الله كل خير

خليجية




ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء
موضوع مهم جزاكى الله خيرا




جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

المودة والرحمة بين الزوجين لعلاج الأمراض

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك العديد من الطرق للشفاء،
ولكن هل تعلمون أن
السعادة الزوجية والاستقرار العاطفي
يمكن أن يكون وسيلة فعالة لعلاج الأمراض وزيادة مناعة الجسم؟!!….

جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً قوله تعالى:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
إنها آية عظيمة لا نزال نكتشف أسرارها يوماً بعد يوم.
فالذي يتأمل هذه الآية يدرك أهمية العطف والرحمة والمودة بين الزوجين،
ويدرك أيضاً أن الله وضع لنا طريقاً للنجاح والشفاء والسعادة في حياتنا الزوجية،
وهو أن نسلك طريق المودة والرحمة.

ولكن وللأسف ابتعدنا كثيراً عن هذا الطريق فبدأت المشاكل بالظهور
وبخاصة ظاهرة الطلاق التي انتشرت كالنار في الهشيم!
وهناك العنف المنزلي وهناك ظاهرة التفكك الأسري،
وهناك ملايين الأزواج لا يحسون بالسعادة مع أزواجهم، لماذا؟

الجواب نجده في الآية السابقة،
وقد لخصه الله لنا بكلمتين: (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)،
فطالما بقيت المودة والتعاطف والتراحم بين الزوجين كانت الحياة سعيدة وهادئة،
وبمجرد غاب هذين "المؤشرين" عن المنزل اختفت السعادة وانقلبت الحياة إلى جحيم لا يُطاق.

ولكن الجديد الذي كشفت عنه الدراسات العلمية
أن الشجار العائلي هو سبب واضح لضعف المناعة،
وأن آثار هذا الشجار لا تنعكس فقط على الراحة النفسية،
وإنما تؤدي إلى هشاشة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون منه.

وقد أثبت ذلك دراسة واختبارات
أجراها خبراء من الولايات المتحدة مؤخراً(حسب وكالة الأنباء الألمانية)
فقد جاء على موقعهم ما يلي:
توصلت مجموعة من الخبراء الأمريكيين إلى نتيجة مفادها بأن
مناعة الإنسان تتأثر سلبا في حال نشوب الخلافات العائلية.
هذه هي نتيجة دراسة أُجريت على 42 عائلة تنشب فيها خلافات زوجية.
في الوقت ذاته أكد الباحثون بأن الشجار العائلي وعدم الوفاق بين الزوجين يؤدي في غالب الأحيان إلى تردي الوضع الصحي للعائلة.
وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية.
وكان بعض الباحثين السويديين قد أثبتوا أن الخلافات العائلية
تؤدي في معظم الحالات إلى نوبات قلبية مضاعفة لدى أولئك الذين يعانون أصلاً من أمراض قلبية!
كذلك بينت الدراسات أن
ضغط العمل قد لا يؤدي إلى المضاعفات التي قد يؤدي إليها الشجار العائلي.

من المتوقع أن حركة الأعصاب غير الاعتيادية تلعب دوراً هاماً في إضعاف جهاز المناعة لديهم.
وبما أن المناعة على علاقة في شفاء أنسجة الأوعية التالفة لدى الإنسان.
وقد أثبت الباحثون أن اختفاء الرحمة بين الزوجين
سبب رئيسي للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض المزمنة!

وقد أثبتت الدراسة بأن فترة شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يتعاركون فيما بينهم
تطول أكثر منها لدى الأزواج الذين تسود حياة الفرح والسعادة بينهم. خليجية

منقوول ………..
والله أعلم




موضوعك حلوووووو
موفقه خيتو