التصنيفات
منوعات

قصة حقيقية حدثت للدكتور عبدالرحمن العشماوى

حينما جلست في المقعد المخصص لي في الدرجة الأول من الطائرة التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولة غربية ، كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغا ، بل إن وقت الإقلاع قد اقترب والمقعد المذكور ما يزال فرغا ، قلت في نفسي : أرجو أن يظل هذا المقعد فارغا ، أو أن يسر الله لي فيه جارا طيبا يعيني على قطع الوقت بالنافع المفيد ، نعم أن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات يمكن أن تمضي سريعا حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك ، ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد!
وقبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ … فتاة في ميعة الصبا ، لم تستطيع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الأطراف المزينة أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرقة والجمال .. كان العطر فواحا ، بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر الرائحة الزكية ، لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الركاب ، حينما وجهت نظري إلى أحدهم … رأيته يحاصر المكان بعينيه ، وجهه يكاد يقول لي : ليتني في مقعدك ؛ كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) (( ألا وإن طيب الرجال ما ظهر ريحه ، ولم يظهر لونه ، ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه )).
ولا أدري كيف استطعت في تلك الحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف ، لقد تساءلت حينها (( لماذا يكون طيب بهذه الصفة ))؟
كان الجواب واضحا في ذهني من قبل : إن لزوجها ، ليست لغيره من الناس ، وما دامت له فإن طيبها ورائحة عطرها لا يجوز أن يتجاوزه إلى غيره ، كان هذا الجواب واضحا ، ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاه ، قد زاد الأمر وضوحا في نفسي وسألت نفسي : يا ترى لو لم يفح طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جو الدرجة الأولى من الطائرة ، أكانت الأنظار الاهثة ستجه إليها بهذه الصورة؟
عندما جاءت ((خادمة الطائرة )) بالعصير ، أخذت الفتاة كأسا من عصير البرتقال ، وقدمته إلي ، تناولته شاكرا وقد فاجأني هذا الموقف ، وشربت العصير وأنا ساكت ،ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني ، وجهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياء – كما أظن – ، ثم اكتفى بعد ذالك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة ، ولما أصبح ذلك ديدنه ، كتبت قصاصة صغيرة (( ألم تتعب من الالتفات ؟ ))، فلم يلتفت بعدها .
عندما غاصت الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات اتجه نظري إلى ذالك المنظر البديع ، سبحان الله العظيم ، قلتها بصوت مرتفع وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة التي أصبحنا نظر إليها من مكان مرتفع ، قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة : إي والله سبحان الله العظيم ، وجهت حديثها إلي قائلة إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذة ، ومن حسن حظي أني أجاور شاعرا يمكن أن يرسم لوحة شعرية رائعة لهذا المنظر … لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة ، كلا..لقد لملمت تلك العباءة الحريرية ، وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلا على وجهها وضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة ، لقد بدا وجهها ملونا بألوان الطيف ، أما شعرها فيبدو أنها قد صفته بطريقة خاصة تعجب الناظرين …
قلت لها : سبحان من علم الإنسان ما لم يعلم ، فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة ..
قالت: إنها تدل على قدرة الله تعالى ..
قلت: نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون و خالقه ،الذي أودع فيه أسرارا عظيمة ، وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلغهم رضى ربهم ،وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد.
قالت : إلا يمكن أن نسمع شيئا من الشعر فإني أحب الشعر وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إلي ، ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة ..
لقد تمنيت من أعماق قلبي لو أنها لم تعرف من أنا لقد كان في ذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها .
وسكت قليلا كنت أحاور نفسي حوارا داخليا مربكا ، ماذا أفعل ، هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاء ظاهرة ، أم أترك ذلك إلى آخر المطاف ؟
وبعد تردد قصير عزمت على النصيحة المباشرة السريعة لتكون خاتمة الحديث معها.
وقبل أن أتحدث أخرجت من حقيبتها قصاصات ملونة وقالت : هذه بعض أوراق أكتبها ، أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك ، ولكنها خواطر عبرت بها عن نفسي …
وقرأت القصاصات بعناية كبيرة ، إني أبحث فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة ..
إنها خواطر حالمة ، هي فتاة رقيقة المشاعر جدا ، أحلامها تطغى على عقلها بشكل واضح ، لفت نظري أنها تستشهد بأبيات من شعري ، قلت في نفسي هذا شيء جميل لعل ذلك يكون سببا في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول ، بعد أن قرأت القصاصات عزمت على تأخير النصيحة المباشرة وسمحت لنفسي أن تدخل في حوار شامل مع الفتاة ..
قلت لها : عباراتك جميلة منتقاة ، ولكنها لا تحمل معنى ولا فكرة كما يبدو لي ، لم أفهم منها شيئا ، فماذا أردت أن تقولي …؟
بعد صمت قالت : لا أدري ماذا أردت أن أقول : إني أشعر بالضيق الشديد ، خاصة عندما يخيم علي اليل ، أقرأ المجلات النسائية المختلفة ، أتأمل فيها صور الفنانات والفنانين ، يعجبني وجه فلانة ، وقامة فلانة ، وفستان علانة ، بل تعجبني أحيانا ملامح أحد الفنانين فأتمنى لو أن ملامح زوجي كملامحه ، فإذا مللت من المجلات اتجهت إلى الأفلام ، أشاهد منها ما أستطيع وأحس بالرغبة في النوم ، بل إني أغفو وأنا في مكاني ، فأترك كل شيء وأتجه إلى فراشي …، وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره ، هناك يرتحل النوم ، فلا أعرف له مكانا .
عجبا ، أين ذلك النوم الذي كنت أشعر به وأنا جالسة ، وتبدأ رحلتي مع الأرق ، وفي تلك الحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها …
(( إنها مريضة )) قلتها في نفسي ، نعم إنها مريضة بداء العصر ؛ القلق الخطير ، إنها بحاجة إلى علاج .
قلت لها : ولكن خواطرك هذه لا تعبر عن شيء ما قلت إنها عبارات براقة ، يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتناثرة وتجمعينها في هذه الأوراق …
قالت : عجبا لك ، أنت الوحيد الذي تحدثت بهذه الحقيقة ،كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب ، بل إن بعض هذه الخواطر قد نشرت في بعض صحفنا ، وبعث إلى المحرر برسالة شكر على هذا الإبداع ، أنا معك أنه ليس لها معنى واضح ، ولكنها جميلة .
وهنا سألتها مباشرة : هل لك هدف في هذه الحياة ؟!
بدا على وجهها الارتباك ، لم تكن تتوقع السؤال ، وقبل أن تجيب قلت لها :
هل لك عقل تفكرين به ، وهل لديك استقلال في التفكير ؟ أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها ، وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل .
هل أنت مسلمة ؟!..
هنا تغير كل شيء ، أسلوبها في الحديث تغير ، جلستها على المقعد تغيرت ، قالت :
هل تشك في أني مسلمة ؟ ! إني بحمد الله مسلمة ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام ، لماذا تسألني هذا السؤال ، إن عقلي حر ليس أسيرا لأحد ، إني أرفض أن تتحدث بهذه الصورة …..
وافت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم …
لم أعلق على كلامها بشيء ، بل إني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها ، ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب (( كان مقالا طويلا مليئا بالمغالطات والأباطيل ، يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله , ولا أكتمكم أني قد افت إلى هذا الأمر كليا حتى نسيت في لحظتها ما جرى من حوار بيني وبين مجاورتي في المقعد ، ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها كما أخبرتني فيما بعد-، ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني :
أتشك في إسلامي ؟!
قلت لها : ما معنى الإسلام ؟!

قالت : هل أنا طفلة حتى تسألني هذا السؤال ! قلت لها: معاذ الله بل أنت فتاة ناضجة تمتم النضج ، تلون وجهها بالأصباغ ، وتصف شعرها بطريقة جيدة ، وتلبس عباءتها وحجابها في بلادها ، فإذا رحلت خلعتها وكأنهما لا يعنيان لها شيئا ، نعم إنك فتاة كبيرة تحسن اختيار العطر الذي ينشر شذاه في كل مكان ..فمن قال إنك طفلة … ؟!
قالت : لماذا تقسو علي بهذه الصورة ؟
قلت لها : ما الإسلام ؟ … قالت : الدين الذي أرسل الله به محمد صلى الله عليه وسلم ، قلت لها : وهو كما حفظنا ونحن صغار (( الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، و الخلوص من الشرك )) ، قالت : إي والله ذكرتني ، لقد كنت أحصل في مادة التوحيد على الدرجة الكاملة !
قلت لها : ما معنى (( الانقياد له بالطاعة )) ؟
سكت قليلا ثم قالت : أسألك بالله لماذا تتسلط علي بهذه الصورة ، لماذا تسيء إلي وأنا لم أسئ إليك ؟
قلت لها : عجبا لك ، لماذا تعدين حواري معك إساءة ؟ أين موطن الإساءة فيما أقول؟
قالت : أنا ذكية وأفهم ما تعني ، أنت تنتقدني وتؤنبني وتهمني ، ولكن بطريقة غير مباشرة ..
قلت لها : ألست مسلمة ؟
قالت : لماذا تسألني هذا السؤال ؟ إني مسلمة من قبل أن أعرفك ، وأرجوك ألا تتحدث معي مرة أخرى .
قلت لها : أنا متأسف جدا ، وأعدك بألا أتحدث إليك بعد هذا …
ورجعت إلى صفحات الصحيفة التي أمامي أكمل قراءة ذلك المقال الذي يتجنى فيه صاحبه على الإسلام ، ويقول : إنه دين الإرهاب ، وإن أهله يدعون إلى الإرهاب ، وقلت في نفسي : سبحان الله ، المسلمون يذبحون في كل مكان كما تذبح الشياه ، ويقال عنهم أهل الإرهاب …
وقلبت صفحة أخرى فرأيت خبرا عن المسلمين في كشمير ، وصورة لامرأة مسلمة تحمل طفلا ، وعبارة تحت صورتها تقول : إنهم يهتكون أعراضنا ينزعون الحجاب عنا بالقوة وأن الموت أهون عندنا من ذلك ، ونسيت أيضا أن مجاورتي كانت تختلس نظرها إلى الجريدة ، وفوجئت بها تقول :
ماذا تقرأ ؟ .. ولم أتحدث إليها ، بل أعطيتها الجريدة وأشرت بيدي إلى صورة المسلمة الكشميرية والعبارة التي نقلت عنها …
ساد الصمت وقتا ليس بالقصير ، ثم جاءت خادمة الطائرة بالطعام … واستمر الصمت …
وبعد أن تجولت في الطائرة قليلا رجعت إلى مقعدي ، وما إن جلست حتى بادرتني مجاورتي قائلة : ما كنت أتوقع أن تعاملني بهذه القسوة !..
قلت لها : لا أدري ما معنى القسوة عندك ، أنا لم أزد على أن وجهت إليك أسئلة كنت أتوقع أن أسمع منك إجابة عنها ، إ لم تقولي إنك واثقة بنفسك ثقة كبيرة ؟ فلماذا تزعجك أسئلتي ؟
قالت : أشعر أنك تحتقرني ..
قلت لها : من أين جاءك هذا الشعور ؟
قالت : لا أدري .
قلت لها : ولكني أدري .. لقد انطلق هذا الشعور من أعماق نفسك ، إنه الشعور بالذنب والوقوع في الخطأ ، أنت تعيشين ما يمكن أن أسميه بالازدواجية ، أنت تعيشين التأرجح بين حالتين …
وقاطعتني بحدة قائلة : هل أنا مريضة نفسيا ؟ ما هذا الذي تقول ؟!
قلت لها : أرجو ألا تغضبي ، دعيني أكمل ، أنت تعانين من ازدواجية مؤذية ، أنت مهزومة من الداخل ، لاشك عندي في ذلك ، وعندي أدلة لا تستطيعين إنكارها .
قالت مذعورة : ما هي ؟
قلت : تقولين إنك مسلمة ، والإسلام قول وعمل ، وقد ذكرت لك في أول حوارنا أن من أهم أس الإسلام (( الانقياد لله بالطاعة )) ، فهل أنت منقادة لله بالطاعة ؟
وسكت لحظة لأتيح لها التعليق على كلامي ، ولكنها سكت ولم تنطق بنت شفة كما يقولون كما يقولون وفهمت أنها تريد أن تسمع ، قلت لها :
هذه العباءة ، وهذا الحجاب الذان حشرا مظلومين في هذه الحقيبة الصغيرة دليل على ما أقول ….
قالت بغضب واضح : هذه أشكال وأنت لا تهتم إلا بالشكل ، المهم الجوهر .
قلت لها: أين الجوهر؟ ها أنت قد اضطربت في معرفة مدلولات كلمة (( الإسلام )) الذي تؤمنين به ، ثم إن للمظهر علاقة قوية بالجوهر ، إن أحدهما يدل على الآخر ، وإذا اضطربت العلاقة بين المظهر والجوهر ، اضطربت حياة الإنسان …
قالت : هل يعني كلامك هذا أن كل من تلبس عباءة وتضع على وجهها حجابا صالحة نقية الجوهر ؟
قلت لها : كلا ، لم أقصد هذا أبدا ، ولكن من تلبس العباءة والحجاب تحق مطلبا شرعيا ، فإن انسجم باطنها مع ظاهرها ، كانت مسلمة حقة ، وإن حصل العكس وقع الاضطراب في شخصيتها ، فكان نزع هذا الحجاب عندما تحين لها الفرصة هينا ميسورا ، إن الجوهر هو المهم ، وأذكرك الآن بتلك العبارة التي نقلتها الصحيفة عن تلك الكشميرية المسلمة ، ألم تقل : إن الموت أهون عليها من نزع حجابها ؟ لماذا كان الموت أهون ؟
لأنها آمنت بالله إيمانا جعلها تنقاد له بالطاعة فتحق معنى الإسلام تحقيقا ينسجم فيه جوهرها مع مظهرها ، وهذا الانسجام هو الذي يجعل المسلم يحق معنى قول الرسول عليه الصلاة السلام : (( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )) .
إن لبس العباءة والحجاب عندك لا يتجاوز حدود العادة والتقليد ، ولهذا كان هينا عليك أن تنزعيهما عنك دون تردد حينما ابتعدت بك الطائرة عن أجواء بلدك الذي استقيت منه العادات والتقاليد ، أما لو كان لبسك للحجاب منطلقا من إيمانك بالله ، واعتقادك أن هذا أمر شرعي لا يفرق بين مجتمع ومجتمع ، ولا بلد وبلد لما كان هينا عليك إلى هذه الدرجة .
الازدواجية في الشخصية يا عزيزتي هي المشكلة .. أتدرين ما سبب هذه الازدواجية ؟

فظنت أنها ستجيب ولكنها كانت صامتة ، وكأنها تنتظر أن أجيب أنا عن هذا السؤال..
قلت: سبب هذه الازدواجية الاستسلام للعادت والتقاليد ، وعدم مراعاة أوامر الشرع ونواهيه ، إنها تعني ضعف الرقابة الداخلية عند الإنسان ،ولهذا فإن من أسوأ نتائجها الانهزامية حيث ينهزم المسلم من الداخل ، فإذا انهزم تمكن منه هوى النفس ، وتلاعب به الشيطان ، وظل كذلك حتى تنقلب في ذهنه الموازين …
لم تقل شيئا ، بل لاذت بصمت عميق ، ثم حملت حقيبتها واتجهت إلى مؤخرة الطائرة … وسألت نفسي تراها ضاقت ذرعا بما قلت ، وتراني وفقت فيما عرضت عليها ؟ لم أكن في حقيقة الأمر أعرف مدى التأثر بما قلت سلبا أو إيجابا ، ولكني كنت متأكدا من أني قد كتمت مشاعر الغضب التي كنت أشعر بما حينما توجه إلي بعض العبارات الجارحة ، ودعوت لها بالهداية ، ولنفسي بالمغفرة والثبات على الحق .
وعادت إلى مقعدها .. وكانت المفاجأة ، عادت وعليها عباءتها وحجابها … ولا تسل عن فرحتي بما رأيت !
قالت : إن رحمة الله بي هي التي هيأت لي الركوب في هذا المقعد ، صدقت حينما وصفتني بأني أعاني من الهزيمة الداخلية ، إن الازدواجية التي أشرت إليها هي السمة الغالبة على كثير من نبات المسلمين وأبنائهم ، يا ويلنا من غفلتنا ! أن مجتمعاتنا النسائية قد استسلمت للأوهام ، لا أكتمك أيها الأخ الكريم ، أن أحاديثنا في مجالسنا نحن النساء لا تكاد تتجاوز الأزياء والمجوهرات والعطورات ، والأفلام والأغاني والمجلات النسائية الهابطة ، لماذا نحن هكذا ؟
هل نحن مسلمون حقا ؟
هل أنا مسلمة ؟
ان سؤالك جارحا ، ولكني أعذرك ، لقد رأيتني على حقيقة أمري ، ركبت الطائرة بحجابي ، وعندما أقلعت خلعت عني الحجاب ، كنت مقتنعة بما صنعت ، أو هكذا خيل إلي أني مقتنعة ، بينما هذا الذي صنعته يدل حقا على الانهزامية والازدواجية ، إني أشكرك بالرغم من أنك قد ضايقتني كثيرا ، ولكنك أرشدتني ، إني أتوب إلى الله وأستغفره .
ولكن أريد أن أستشيرك .
قلت وأنا في روضة من السرور بما أسمع من حديثها : (( نعم … تفضلي إني مصغ إليك )) .
قالت : زوجي ، أخاف من زوجي .
قلت : لماذا تخافين منه ، وأين زوجك ؟
قالت : سوف يستقبلني في المطار ، وسوف يراني بعباءتي وحجابي ..
قلت لها : وهذا شيء سيسعده …
قالت : كلا ، لقد كانت آخر وصية له في مكالمته الهاتفية بالأمس : إياك أن تنزلي إلى المطار بعباءتك لا تحرجيني أمام الناس ، إنه سيغضب بلا شك .
قلت لها : إذا أرضيت الله فلا عليك أن يغضب زوجك ، و بإمكانك أن تناقشيه هادئة فلعله يستجيب ، إني أوصيك أن تعتني به عناية الذي يحب له النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة .
وساد الصمت …. وشردت بذهني في صورة خيالية إلى ذلك الزوج يوصي زوجته بخلع حجابها … أ هذا صحيح ؟!
أيوجد رجل مسلم غيور كريم يفعل هذا ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله ، إن مدنية هذا العصر تختلس أبناء المسلمين واحدا تلو الآخر ، ونحن عنهم غافلون ، بل ، نحن عن أنفسنا غافلون . وصلت الطائرة إلى ذلك المطار البعيد ، وانتهت مراسم هذه الرحلة الحافلة بالحوار الساخن بيني وبين جارة المقعد ، ولم أرها حين استقبلها زوجها ، بل إن صورتها وصوتها قد غاصا بعد ذلك في عالم النسيان ، كما يغوص سواها من آلاف الأشخاص والمواقف التي تمر بنا كل يوم …
كنت جالسا على مكتبي أقرأ كتابا بعنوان (( العربية وذكورية الأصالة )) لكاتبته المسماة ((منى غصوب )) وأعجب لهذا الخلط ، والسفسطة ، والعبث الفكري واللغوي الذي يتضمنه هذا الكتاب الصغير ، وأصابني ساعتها شعور عميق بالحزن والأسى على واقع هذه الأمة المؤلم ، وفي تلك الحظة الكالحة جاءني أحدهم برسالة وتسلمتها منه بشغف ، لعلي كنت أود في تلك الحظة أن أهرب من الألم الذي أشعله في قلبي ذلك الكتاب المشؤوم الذي تريد صاحبته أن تجرد من أنوثتها تماما ، وعندما فتحت الرسالة نظرت إلى اسم المرسل ، فقرأت : (( المرسلة أختك في الله أم محمد الداعية لك بالخير )) .
أم محمد ؟ من تكون هذه ؟!
وقرأت الرسالة ، وكانت المفاجأة بالنسبة إلي ، إنها تلك الفتاة التي دار الحوار بيني وبينها في الطائرة ، والتي غاصت قصتها في عالم النسيان !
إن أهم عبارة قرأتها في الرسالة هي قولها : (( لعلك تذكر تلك الفتاة التي جاورتك في مقعد الطائرة ذات يوم ، إني أبشرك ؛ لقد عرفت طريقي إلى الخير ، وأبشرك أن زوجي قد تأثر بموقفي فهداه الله ، وتاب من كثير من المعاصي التي كان يقع فيها ، وأقول لك ، ما أروع الالتزام الواعي القائم على الفهم الصحيح لديننا العظيم ، لقد قرأت قصيدتك )) ضدان يا أختاه (( وفهمت ما تريد )) !
لا أستطيع أن أصور الآن مدى الفرحة التي حملتني على جناحيها الخافقين حينما قرأت هذه الرسالة …. ما أعظمها من بشرى ….. حينما ، ألقيت بذلك الكتاب المتهافت الذي كنت أقرؤه (( العربية وذكورية الأصالة )) ، ألقيت به وأنا أردد قول الله تعالى : يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ….
ثم أمسكت بالقلم … وكتبت رسالة إلى (( أم محمد )) عبرت فيها عن فرحتي برسالتها ، وبما حملته من البشرى ، وضمنتها أبياتا من القصيدة التي أشارت إليها في رسالتها ، منها :

ضدان يا أختاه ما اجتمعا *** دين الهدى والفسق والصد
والله ما أزرى بأمتنا *** إلا ازدواج ما له حد

وعندما همت بإرسال رسالتي ، تبين لي أنها لم تكتب عنوانها البريدي ، فطويتها بين أوراقي لعلها تصل إليها ذات يوم .
ضدان يا أختاه ..
شعر : د. عبدالرحمن صالح العشماوي
===========
هذي العيون ، وذلك القد *** والشيح والريحان والند
هذي المفاتن في تناسقها *** ذكرى تلوح ، وعبرة تبدو
سبحان من أعطى ، أرى جسدا *** إغراؤه للنفس يحتد
عينان مارنتا إلى رجل *** إلا رأيت قواه تنهد
من أين أنت ، أأنجبتك ربا *** خضر ، فأنت الزهر والورد ؟
من أين أنت ، فإن بي شغفا *** وإليك نفسي لهفة تعدو
قالت ، وفي أجفانها كحل *** يغري ، وفي كلماتها جد :
عربية ، حريتي جعلت *** مني فتاة مالها ند
أغشى بقاع الأرض ما سنحت *** لي فرصة ، بالنفس أعتد
عربية ، فسألت : مسلمة *** قالت : نعم ، ولخالقي الحمد
فسألتها ، والنفس حائرة *** والنار في قلبي لها وقد :
من أين هذا الزي ؟ ما عرفت *** أرض الحجاز ، ولا رأت نجد
هذا التبذل ، يا محدثتي *** سهم من الإلحاد مرتد
فتنمرت ثم انثنت صلفا *** ولسانها لسبابها عبد
قالت : أنا بالنفس واثقة *** حريتي دون الهوى سد
فأجبتها _ والحزن يعصف بي – : *** أخشى بأن يتناثر العقد
ضدان يا أختاه ما اجتمعا *** دين الهدى والفسق والصد
والله ما أزرى بأمتنا *** إلا ازدواج ما له حد

تذكروا الردود:rmadeat-a52ff53d67:




بارك الله فيك



التصنيفات
منوعات

قصه حدثت للدكتور عبدالرحمن العشماوي

[center]

قصه حدثت للدكتور عبدالرحمن العشماوي

——————————————————————————–

[/center]حينما جلست في المقعد المخصص لي في الدرجة الأول من الطائرة التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولةٍ غربية ، كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغاً ، بل إن وقت الإقلاع قد اقترب والمقعد المذكور ما يزال فرغاً ، قلت في نفسي : أرجو أن يظل هذا المقعد فارغاً ، أو أن يسّر الله لي فيه جاراً طيباً يعيني على قطع الوقت بالنافع المفيد ، نعم أن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات يمكن أن تمضي سريعاً حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك ، ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد!

وقبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ … فتاةُ في مَيْعة الصِّبا ، لم تستطيع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الأطراف المزيَّنة أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرِّقة والجمال .. كان العطر فوَّاحاً ، بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر الرائحة الزكيَّة ، لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الرُّكاب ، حينما وجهت نظري إلى أحدهم … رأيتُه يحاصر المكان بعينيه ، وجهه يكاد يقول لي : ليتني في مقعدك ؛ كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) (( ألا وإنَّ طيب الرجال ما ظهر ريحه ، ولم يظهر لونه ، ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه )).
ولا أدري كيف استطعت في تلك اللحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف ، لقد تساءلت حينها (( لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة ))؟

كان الجواب واضحاً في ذهني من قبل : إن المرأة لزوجها ، ليست لغيره من الناس ، وما دامت له فإن طيبَها ورائحة عطرها لا يجوز أن يتجاوزه إلى غيره ، كان هذا الجواب واضحاً ، ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاه ، قد زاد الأمر وضوحاً في نفسي وسألت نفسي : يا ترى لو لم يَفُحْ طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جوَّ الدرجة الأولى من الطائرة ، أكانت الأنظار اللاَّهثة ستجه إليها بهذه الصورة؟

عندما جاءت ((خادمة الطائرة )) بالعصير ، أخذت الفتاة كأساً من عصير البرتقال ، وقدَّمته إليَّ ، تناولته شاكراً وقد فاجأني هذا الموقف ، وشربت العصير وأنا ساكتٌ ،ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني ، وجَّهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياءً – كما أظن – ، ثم اكتفى بعد ذالك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة ، ولما أصبح ذلك دَيْدَنَه ، كتبت قصاصة صغيرة (( ألم تتعب من الالتفات ؟ ))، فلم يلتفت بعدها .

عندما غاصتْ الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات اتجه نظري إلى ذالك المنظر البديع ، سبحان الله العظيم ، قلتُها بصوت مرتفع وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة التي أصبحنا نظر إليها من مكان مرتفع ، قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة : إي والله سبحان الله العظيم ، وجهتْ حديثها إليَّ قائلة ً إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذَّة ، ومن حسن حظي أني أجاور شاعراً يمكن أن يرسم لوحة ًشعرية رائعة لهذا المنظر …

لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة ، كلا..لقد لملمت تلك العباءة الحريرية ، وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلاً على وجهها وضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة ، لقد بدا وجهها ملوَّناً بألوان الطيف ، أما شعرها فيبدو أنها قد صفَّفته بطريقة خاصة تعجب الناظرين …

قلت لها : سبحان من علَّم الإنسان ما لم يعلم ، فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة ..

قالت: إنها تدلُّ على قدرة الله تعالى ..

قلت: نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون و خالقه ،الذي أودع فيه أسراراً عظيمة ، وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلَّغهم رضى ربهم ،وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد.

قالت : إلا يمكن أن نسمع شيئاً من الشعر فإني أحب الشعر وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إليَّ ، ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة ..

لقد تمنَّيتُ من أعماق قلبي لو أنها لم تعرف مَنْ أنا لقد كان في ذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها .

وسكتُّ قليلاً كنت أحاور نفسي حواراً داخلياً مُرْبكاً ، ماذا أفعل ، هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاءٍ ظاهرة ، أم أترك ذلك إلى آخر المطاف ؟

وبعد تردُّد قصير عزمت على النصيحة المباشرة السريعة لتكون خاتمة الحديث معها.

وقبل أن أتحدث أخرجت من حقيبتها قصاصاتٍ ملوَّنة وقالت : هذه بعض أوراق أكتبها ، أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك ، ولكنها خواطر عبرت بها عن نفسي …

وقرأت القصاصات بعناية كبيرة ، إني أبحث فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة ..

إنها خواطر حالمة ، هي فتاة رقيقة المشاعر جداً ، أحلامها تطغى على عقلها بشكل واضح ، لفت نظري أنها تستشهد بأبيات من شعري ، قلت في نفسي هذا شيء جميل لعل ذلك يكون سبباً في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول ، بعد أن قرأت القصاصات عزمت على تأخير النصيحة المباشرة وسمحت لنفسي أن تدخل في حوارٍ شامل مع الفتاة ..

قلت لها : عباراتك جميلة منتقاة ، ولكنها لا تحمل معنىً ولا فكرة كما يبدو لي ، لم أفهم منها شيئاً ، فماذا أردتِ أن تقولي …؟

بعد صمتٍ قالت : لا أدري ماذا أردتُ أن أقول : إني أشعر بالضيق الشديد ، خاصة عندما يخيَّم عليَّ الليل ، أقرأ المجلات النسائية المختلفة ، أتأمَّل فيها صور الفنانات والفنانين ، يعجبني وجه فلانة ، وقامة فلانة ، وفستان علاَّنة ، بل تعجبني أحياناً ملامح أحد الفنانين فأتمنَّى لو أن ملامح زوجي كملامحه ، فإذا مللت من المجلات اتجهت إلى الأفلام ، أشاهد منها ما أستطيع وأحسُّ بالرغبة في النوم ، بل إني أغفو وأنا في مكاني ، فأترك كل شيء وأتجه إلى فراشي …، وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره ، هناك يرتحل النوم ، فلا أعرف له مكاناً .

عجباً ، أين ذلك النوم الذي كنت أشعر به وأنا جالسة ، وتبدأ رحلتي مع الأرق ، وفي تلك اللحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها …

(( إنها مريضة )) قلتها في نفسي ، نعم إنها مريضة بداء العصر ؛ القلق الخطير ، إنها بحاجة إلى علاج .

قلت لها : ولكنَّ خواطرك هذه لا تعبر عن شيء ٍ مما قلت إنها عبارات برَّاقة ، يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتناثرة وتجمعينها في هذه الأوراق …

قالت : عجباً لك ، أنت الوحيد الذي تحدَّثت بهذه الحقيقة ،كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب ، بل إن بعض هذه الخواطر قد نشرت في بعض صحفنا ، وبعثَ إلىَّ المحرِّر برسالة شكر على هذا الإبداع ، أنا معك أنه ليس لها معنى واضح ، ولكنها جميلة .

وهنا سألتها مباشرة :

هل لك هدفٌُ في هذه الحياة ؟!

بدا على وجهها الارتباك ، لم تكن تتوقع السؤال ، وقبل أن تجيب قلت لها :
هل لك عقل تفكرين به ، وهل لديك استقلال في التفكير ؟ أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها ، وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل .

هل أنتِ مسلمة ؟!..

هنا تغيَّر كل شيء ، أسلوبها في الحديث تغيَّر ، جلستها على المقعد تغيَّرت ، قالت :

هل تشك في أني مسلمة ؟ ! إني – بحمد الله – مسلمة ٌُ ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام ، لماذا تسألني هذا السؤال ، إن عقلي حرٌّ ليس أسيراً لأحد ، إني أرفض أن تتحدَّث بهذه الصورة …..

وانصرفت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم …

لم أعلق على كلامها بشيء ، بل إني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها ، ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب (( كان مقالاً طويلاً مليئاً بالمغالطات والأباطيل ، يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله , ولا أكتمكم أني قد انصرفت إلى هذا الأمر كلياً حتى نسيت في لحظتها ما جرى من حوار بيني وبين مجاورتي في المقعد ، ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها – كما أخبرتني فيما بعد-، ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني :

أتشك في إسلامي ؟!

قلت لها : ما معنى الإسلام ؟!

قالت : هل أنا طفلة حتى تسألني هذا السؤال ! قلت لها: معاذ الله بل أنت فتاة ناضجة تمتم النضج ، تُلوِّن وجهها بالأصباغ ، وتصفِّفُ شعرها بطريقة جيدة ، وتلبس عباءتها وحجابها في بلادها ، فإذا رحلت خلعتها وكأنهما لا يعنيان لها شيئاً ، نعم إنك فتاة كبيرة تحسن اختيار العطر الذي ينشر شذاه في كل مكان ..فمن قال إنك طفلة … ؟!

قالت : لماذا تقسو عليَّ بهذه الصورة ؟

قلت لها : ما الإسلام ؟ … قالت : الدين الذي أرسل الله به محمد صلى الله عليه وسلم ، قلت لها : وهو كما حفظنا ونحن صغار (( الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، و الخلوص من الشرك )) ، قالت : إي والله ذكرتني ، لقد كنت أحصل في مادة التوحيد على الدرجة الكاملة !

قلت لها : ما معنى (( الانقياد له بالطاعة )) ؟

سكت قليلاً ثم قالت : أسألك بالله لماذا تتسلَّط عليَّ بهذه الصورة ، لماذا تسيء إليَّ وأنا لم أسئ إليك ؟

قلت لها : عجباً لك ، لماذا تعدّين حواري معك إساءة ؟ أين موطن الإساءة فيما أقول؟

قالت : أنا ذكية وأفهم ما تعني ، أنت تنتقدني وتؤنبني وتهمني ، ولكن بطريقة غير مباشرة ..

قلت لها : ألست مسلمة ؟

قالت : لماذا تسألني هذا السؤال ؟ إني مسلمة من قبل أن أعرفك ، وأرجوك ألا تتحدث معي مرة أخرى .

قلت لها : أنا متأسف جداً ، وأعدك بألا أتحدث إليك بعد هذا …

ورجعتُ إلى صفحات الصحيفة التي أمامي أكمل قراءة ذلك المقال الذي يتجنَّى فيه صاحبه على الإسلام ، ويقول : إنه دين الإرهاب ، وإن أهله يدعون إلى الإرهاب ، وقلت في نفسي : سبحان الله ، المسلمون يذبَّحون في كل مكان كما تذبح الشيِّاه ، ويقال عنهم أهل الإرهاب …

وقلبتُ صفحة أخرى فرأيت خبراً عن المسلمين في كشمير ، وصورة لامرأة مسلمة تحمل طفلاً ، وعبارة تحت صورتها تقول : إنهم يهتكون أعراضنا ينزعون الحجاب عنَّا بالقوة وأن الموت أهون عندنا من ذلك ، ونسيت أيضاً أن مجاورتي كانت تختلس نظرها إلى الجريدة ، وفوجئت بها تقول :

ماذا تقرأ ؟ .. ولم أتحدث إليها ، بل أعطيتها الجريدة وأشرت بيدي إلى صورة المسلمة الكشميرية والعبارة التي نُقلت عنها …

ساد الصمت وقتاً ليس بالقصير ، ثم جاءت خادمة الطائرة بالطعام … واستمر الصمت …

وبعد أن تجوَّلتُ في الطائرة قليلاً رجعت إلى مقعدي ، وما إن جلست حتى بادرتني مجاورتي قائلة ً :

ما كنت أتوقع أن تعاملني بهذه القسوة !..

قلت لها :

لا أدري ما معنى القسوة عندكِ ، أنا لم أزد على أن وجهت إليك أسئلة ً كنت أتوقع أن أسمع منك إجابة ًعنها ، إ لم تقولي إنك واثقة بنفسك ثقة ً كبيرة ؟ فلماذا تزعجك أسئلتي ؟

قالت : أشعر أنك تحتقرني ..

قلت لها : من أين جاءك هذا الشعور ؟

قالت لا أدري .

قلت لها : ولكني أدري .. لقد انطلق هذا الشعور من أعماق نفسك ، إنه الشعور بالذنب والوقوع في الخطأ ، أنت تعيشين ما يمكن أن أسمّيه بالازدواجية ، أنت تعيشين التأرجح بين حالتين …

وقاطعتني بحدّة قائلة : هل أنا مريضة نفسياً ؟ ما هذا الذي تقول ؟!
قلت لها : أرجو ألاَّ تغضبي ، دعيني أكمل ، أنت تعانين من ازدواجيةٍ مؤذية ، أنتِ مهزومة من الداخل ، لاشك عندي في ذلك ، وعندي أدلّة لا تستطيعين إنكارها .

قالت مذعورة ً : ما هي ؟

قلت : تقولين إنك مسلمة ، والإسلام قول وعمل ، وقد ذكرت لك في أول حوارنا أن من أهم أس الإسلام (( الانقياد لله بالطاعة )) ، فهل أنت منقادة لله بالطاعة ؟

وسكتُّ لحظة ً لأتيح لها التعليق على كلامي ، ولكنها سكتْ ولم تنطق بنتِ شفةٍ – كما يقولون – كما يقولون – وفهمت أنها تريد أن تسمع ، قلت لها :
هذه العباءة ، وهذا الحجاب اللذان حُشرا – مظلومَيْن – في هذه الحقيبة الصغيرة دليل على ما أقول ….

قالت بغضب واضح : هذه أشكال وأنت لا تهتم إلا بالشكل ، المهم الجوهر .

قلت لها: أين الجوهر؟ ها أنت قد اضطربت في معرفة مدلولات كلمة (( الإسلام )) الذي تؤمنين به ، ثم إن للمظهر علاقة قوية بالجوهر ، إن أحدهما يدلُّ على الآخر ، وإذا اضطربت العلاقة بين المظهر والجوهر ، اضطربت حياة الإنسان …

قالت : هل يعني كلامك هذا أنَّ كل من تلبس عباءة ً وتضع على وجهها حجاباً صالحة نقية الجوهر ؟

قلت لها : كلا ، لم أقصد هذا أبداً ، ولكنَّ من تلبس العباءة والحجاب تحقِّق مطلباً شرعياً ، فإن انسجم باطنها مع ظاهرها ، كانت مسلمة حقّة ، وإن حصل العكس وقع الاضطراب في شخصيتها ، فكان نزعُ هذا الحجاب – عندما تحين لها الفرصة هيِّناً ميسوراً ، إن الجوهر هو المهم ، وأذكِّرك الآن بتلك العبارة التي نقلتها الصحيفة عن تلك المرأة الكشميرية المسلمة ، ألم تقل : إن الموت أهون عليها من نزع حجابها ؟ لماذا كان الموت أهون ؟

لأنها آمنت بالله إيماناً جعلها تنقاد له بالطاعة فتحقق معنى الإسلام تحقيقاً ينسجم فيه جوهرها مع مظهرها ، وهذا الانسجام هو الذي يجعل المسلم يحقق معنى قول الرسول عليه الصلاة السلام : (( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به )) .

إنَّ لبس العباءة والحجاب – عندك – لا يتجاوز حدود العادة والتقليد ، ولهذا كان هيّناً عليك أن تنزعيهما عنك دون تردُّد حينما ابتعدت بك الطائرة عن أجواء بلدك الذي استقيت منه العادات والتقاليد ، أما لو كان لبسك للحجاب منطلقاً من إيمانك بالله ، واعتقادك أن هذا أمر شرعي لا يفرّق بين مجتمع ومجتمع ، ولا بلدٍ وبلدٍ لما كان هيّناً عليك إلى هذه الدرجة .

الازدواجية في الشخصية – يا عزيزتي – هي المشكلة .. أتدرين ما سبب هذه الازدواجية ؟

فظنت أنها ستجيب ولكنها كانت صامتةً ، وكأنها تنتظر أن أجيب أنا عن هذا السؤال..

قلت: سبب هذه الازدواجية الاستسلام للعادت والتقاليد ، وعدم مراعاة أوامر الشرع ونواهيه ، إنها تعني ضعف الرقابة الداخلية عند الإنسان ،ولهذا فإن من أسوأ نتائجها الانهزامية حيث ينهزم المسلم من الداخل ، فإذا انهزم تمكن منه هوى النفس ، وتلاعب به الشيطان ، وظلَّ كذلك حتى تنقلب في ذهنه الموازين …

لم تقل شيئاً ، بل لاذت بصمت عميق ، ثم حملت حقيبتها واتجهت إلى مؤخرة الطائرة … وسألت نفسي تراها ضاقت ذرعاً بما قلت ، وتراني وُفَّقت فيما عرضت عليها ؟ لم أكن – في حقيقة الأمر – أعرف مدى التأثر بما قلت سلباً أو إيجاباً ، ولكني كنت متأكداً من أني قد كتمت مشاعر الغضب التي كنت أشعر بما حينما توجه إليَّ بعض العبارات الجارحة ، ودعوت لها بالهداية ، ولنفسي بالمغفرة والثبات على الحق .

وعادت إلى مقعدها .. وكانت المفاجأة ، عادت وعليها عباءَتُها وحجابها … ولا تسل عن فرحتي بما رأيت !

قالت : إن رحمة الله بي هي التي هيأت لي الركوب في هذا المقعد ، صدقت – حينما وصفتني – بأني أعاني من الهزيمة الداخلية ، إن الازدواجية التي أشرت إليها هي السمة الغالبة على كثير من بنات المسلمين وأبنائهم ، يا ويلنا من غفلتنا ! أنَّ مجتمعاتنا النسائية قد استسلمتْ للأوهام ، لا أكتمك أيها الأخ الكريم ، أن أحاديثنا في مجالسنا نحن النساء لا تكاد تتجاوز الأزياء والمجوهرات والعطورات ، والأفلام والأغاني والمجلات النسائية الهابطة ، لماذا نحن هكذا ؟

هل نحن مسلمون حقاًً ؟

هل أنا مسلمة ؟

كان سؤالك جارحاً ، ولكني أعذرك ، لقد رأيتني على حقيقة أمري ، ركبت الطائرة بحجابي ، وعندما أقلعت خلعت عني الحجاب ، كنت مقتنعة بما صنعت ، أو هكذا خُيِّل إليَّ أني مقتنعة ، بينما هذا الذي صنعته يدلُّ حقاً على الانهزامية والازدواجية ، إني أشكرك بالرغم من أنك قد ضايقتني كثيراً ، ولكنك أرشدتني ، إني أتوب إلى الله وأستغفره .

ولكن أريد أن أستشيرك .

قلت وأنا في روضةٍ من السرور بما أسمع من حديثها : (( نعم … تفضلي إني مصغ ٍ إليك )) .

قالت : زوجي ، أخاف من زوجي .

قلت : لماذا تخافين منه ، وأين زوجك ؟

قالت : سوف يستقبلني في المطار ، وسوف يراني بعباءتي وحجابي ..

قلت لها : وهذا شيء سيسعده …

قالت : كلا ، لقد كانت آخر وصية له في مكالمته الهاتفية بالأمس : إياك أن تنزلي إلى المطار بعباءتك لا تحرجيني أمام الناس ، إنه سيغضب بلا شك .

قلت لها : إذا أرضيت الله فلا عليك أن يغضب زوجُك ، و بإمكانك أن تناقشيه هادئة فلعلَّه يستجيب ، إني أوصيك أن تعتني به عناية الذي يحب له النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة .

وساد الصمت …. وشردت بذهني في صورة خيالية إلى ذلك الزوج يوصي زوجته بخلع حجابها … أ هذا صحيح ؟!

أيوجد رجل مسلم غيور كريم يفعل هذا ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله ، إن مدنية هذا العصر تختلس أبناء المسلمين واحداً تلو الآخر ، ونحن عنهم غافلون ، بل ، نحن عن أنفسنا غافلون .

وصلت الطائرة إلى ذلك المطار البعيد ، وانتهت مراسم هذه الرحلة الحافلة بالحوار الساخن بيني وبين جارة المقعد ، ولم أرها حين استقبلها زوجها ، بل إن صورتها وصوتها قد غاصا بعد ذلك في عالم النسيان ، كما يغوص سواها من آلاف الأشخاص والمواقف التي تمر بنا كلَّ يوم …

كنت جالساً على مكتبي أقرأ كتاباً بعنوان (( المرأة العربية وذكورية الأصالة )) لكاتبته المسمَّاة ((منى غصوب )) وأعجبُ لهذا الخلط ، والسفسطة ، والعبث الفكري واللغوي الذي يتضمَّنه هذا الكتاب الصغير ، وأصابني – ساعتها – شعور عميق بالحزن والأسى على واقع هذه الأمة المؤلم ، وفي تلك اللحظة الكالحة جاءني أحدهم برسالة وتسلَّمتها منه بشغف ، لعلَّي كنت أودُّ – في تلك اللحظة – أن أهرب من الألم الذي أشعله في قلبي ذلك الكتاب المشؤوم الذي تريد صاحبته أن تجرد المرأة من أنوثتها تماماً ، وعندما فتحت الرسالة نظرت إلى اسم المرسل ، فقرأت : (( المرسلة أختك في الله أم محمد الداعية لك بالخير )) .

أم محمد ؟ من تكون هذه ؟!

وقرأت الرسالة ، وكانت المفاجأة بالنسبة إليَّ ، إنها تلك الفتاة التي دار الحوار بيني وبينها في الطائرة ، والتي غاصت قصتها في عالم النسيان !

إن أهم عبارة قرأتها في الرسالة هي قولها : (( لعلَّك تذكر تلك الفتاة التي جاورتك في مقعد الطائرة ذات يوم ، إِني أبشِّرك ؛ لقد عرفت طريقي إلى الخير ، وأبشرك أن زوجي قد تأثر بموقفي فهداه الله ، وتاب من كثير من المعاصي التي كان يقع فيها ، وأقول لك ، ما أروع الالتزام الواعي القائم على الفهم الصحيح لديننا العظيم ، لقد قرأت قصيدتك )) ضدان يا أختاه (( وفهمت ما تريد )) !

لا أستطيع أن أصور الآن مدى الفرحة التي حملتني على جناحيها الخافقين حينما قرأت هذه الرسالة …. ما أعظمها من بشرى ….. حينما ، ألقيت بذلك الكتاب المتهافت الذي كنت أقرؤه (( المرأة العربية وذكورية الأصالة )) ، ألقيت به وأنا أردد قول الله تعالى : { يُرِيدُونَ أن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بَأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ } ….

ثم أمسكت بالقلم … وكتَبْتُ رسالةََ ً إلى (( أم محمد )) عبَّرْتُ فيها عن فرحتي برسالتها ، وبما حملته من البشرى ، وضمَّنتها أبياتاً من القصيدة التي أشارت إليها في رسالتها ، منها :

ضدان يا أختاه ما اجتمعا *** دين الهدى والفسق والصَّدُّ
والله ما أزرى بأمتنا *** إلا ازدواج ما له حَدُّ

وعندما هممت بإرسال رسالتي ، تبيَّن لي أنها لم تكتب عنوانها البريديَّ ، فطويتها بين أوراقي لعلّها تصل إليها ذات يوم .

ضدَّان يا أختاه ..

شعر : د. عبدالرحمن صالح العشماوي

هذي العيونُ ، وذلك القَدُّ *** والشيحُ والريحان والنَّدُّ
هذي المفاتنُ في تناسُقها *** ذكرى تلوح ، وعِبْرَةٌ تبدو
سبحانَ من أعطَى ، أرى جسداً *** إغراؤه للنفس يحتدُّ
عينانِ مارَنَتا إلى رجل *** إلا رأيتَ قُواه تَنْهَدُّ
من أين أنتِ ، أأنجبتْك رُبا *** خُضرٌ ، فأنتِ الزَّهر والوردُ ؟
من أينَ أنتِ ، فإنَّ بي شغفاً *** وإليك نفسي – لهفةً – تعدو
قالتْ ، وفي أجفانها كَحَلٌ *** يُغْري ، وفي كلماتها جِدُّ :
عربيةٌ ، حرِّيَّتي جعلتْ *** مني فتاةً مالها نِدُّ
أغشى بقاعَ الأرض ما سَنَحَتْ *** لي فرصةٌ ، بالنفس أعتدُّ
عربيّةٌ ، فسألتُ : مسلمةٌ *** قالتْ : نعم ، ولخالقي الحمدُ
فسألْتُها ، والنفسُ حائرةٌ *** والنارُ في قلبي لها وَقْدُ :
من أينَ هذا الزِّيُّ ؟ ما عرفَتْ *** أرضُ الحجاز ، ولا رأتْ نجدُ
هذا التبذُّلُ ، يا محدِّثتي *** سَهْمٌ من الإلحادِ مرتدُّ
فتنمَّرتْ ثم انثنتْ صَلَفاً *** ولسانُها لِسِبَابِهَا عَبْدُ
قالت : أنا بالنَّفسِ واثقةٌ *** حرِّيتي دون الهوى سَدُّ
فأجبتُها _ والحزن يعصفُ بي – : *** أخشى بأنْ يتناثر العقدُ
ضدَّان يا أختاه ما اجتمعا *** دينُ الهدى والفسقُ والصَّدُّ




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

إذاعة القرآن الكريم للقارئ عبدالرحمن السديس

#

إذاعة القرآن الكريم للقارئ عبدالرحمن السديس

قرآن يُتلى على مدار الساعة /

http://www.mp3quran.net/radio/sds_radio.html




التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

كنوز الرحمن للعباد سبحانك ربي ماعظمك

احبكم في الله يا اخواتي واحب ان افيدكم وافيد نفسي معك واسئل الله العلي العظيم ان يجعلنا من الصالحين ومن اهل الجنه يارب

* الكنز الأول : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات :
– عن عبادة رضي الله عنه قال ..قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة ).

* الكنز الثاني : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم :
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علي وسلم : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمدة : سبحان الله العظيم ). الجامع الصحيح للألباني.

* الكنز الثالث : قراءة ما تيسر من القرآن :
– عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها . لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ). صحيح الترمذي.

* الكنز الرابع : قول الحمد لله :
– عن أبي مالك الشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملا ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسة فمعتقها أو موبقها ). صحيح الألباني.

* الكنز الخامس : سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء..الحديث :
– عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : رآني النبي صلى الله علية وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي : ( بأي شيء تحرك شفيتك ياأبا أمامة ؟ ) فقلت أذكر الله يارسول الله فقال : ( ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار ؟ ) قلت بلى يارسول الله قال : ( سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما أحصى كتابة سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله عدد ما خلق الحمد لله ملء ما خلق الحمد لله عدد ما في الأرض والسماء والحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء ). صحيح الألباني.

* الكنز السادس : لا حول ولا قوة الابالله :
– عن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة – أو قال – على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت : بلى. فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله ). صحيح مسلم.

* الكنز السابع : سبحان الله وبحمدة عدد خلقة ورضا نفسة وزنة عرشه ومداد كلماته :
– عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله علية وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : ( ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ ) قالت : نعم قال صلى الله علية وسلم : ( لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت هذا اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقة ورضانفسة وزنة عرشه ومداد كلماته ) . صحيح أبي داود.

* الكنز الثامن : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر 10 مرة :
– جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يا رسول الله ! علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي؟ قال: ( سبحي الله عشرا ، واحمديه عشرا ، وكبريه عشرا ، ثم سليه حاجتك يقل : نعم نعم ). صحيح النسائي.

* الكنز التاسع : سبحان الله وبحمدة 100 مرة :
– قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ). من كتاب فضائل الذكر.

* الكنز العاشر : لا إله إلا الله وحده لا شريك له 10 مرة :
– قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات. كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل ). صحيح مسلم.

* الكنز الحادي عشر : اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ….:
– قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحطت عنه عشر خطيئات ، ورفعت له عشر درجات ). صحيح النسائي.




الله يجزاكي خير يالغلا



التصنيفات
منوعات

الشاعر السعودي عبد الرحمن العشماوي يرثي الشيخ احمد

منقول
[font=]الشاعر السعودي عبد الرحمن العشماوي يرثي الشيخ احمد ياسين رحمه الله

[font=]أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا @@ فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا

هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم @@ فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا

إني لأرجو أن تكون بنارهم @@ لما رموك بها، بلغتَ جِنانا

غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً @@ أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا

أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا @@ كم قدَّموا لشموخك الإحسانا

لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر @@ وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا

يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً @@ بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا

ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً @@ وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا

فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي @@ ببشارتي ويُخفِّف الأحزانا

وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما @@ صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا

وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً @@ متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا

ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً @@ إنَّ السجود ليرفع الإنسانا

وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا @@ أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا

كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى @@ وطوى بك الآفاقَ والأزمانا

علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن @@ مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا

معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه @@ مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا

أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ @@ عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا

لكأنني أبصرت في عجلاته @@ أَلَماً لفقدكَ، لوعةً وحنانا

حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ @@ تمشي به، كالطود لا تتوانى

إني لَتَسألُني العدالةُ بعد ما @@ لقيتْ جحود القوم، والنـكرانا

هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى @@ أم أنَّها لا تملك الأَجفانا؟

وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ @@ في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا

هل أبصروا جسداً على كرسيِّه @@ لما تناثَر في الصَّباح عِيانا

أين الحضارة أيها الغربُ الذي @@ جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا

عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ @@ قد ضلَّ من يستعطف البركانا

هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه @@ من يعبد الأَهواءَ والشيطانا

يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا @@ فلقد تركتَ الصدق والإيمانا

أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على @@ مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا

أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي @@ أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا

أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى @@ في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا

يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ @@ إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا

في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ @@ للفجر حين يبشِّر الأكوانا

فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني @@ بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا

قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما @@ بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا

هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي @@ شيَّدتُ في قلبي له بنيانا

دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي @@ تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا

روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ @@ ما أجمل الأنهارَ والبستانا

ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا @@ يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا[/font][/font]




قصيدة اكثر من رائعة
تستحق التقييم عن جدارة
تسلم ايدك لين



خليجية



التصنيفات
قصص و روايات

قصه ارحم الناس يرحمك الرحمن .,,!! روعة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح /مساء / الخير والفل والياسمين انا جبت لكم موضوع وان شاء الله ينال اعجبكم

ارجوا ان تسفييدوا من القصه…, اليتيم اخوك في الله ……..,,

هذه القصة حقيقة عن لسان احدى الثقات يقال له ابو عبدالله

يقول ابو عبدالله

أن أخ زوجتة الأرمل لديه مجموعة من الابناء الصغار وكان هو العائل الوحيد لهم يلبسهم ويأكلهم ويقوم على شؤونهم ولم يرضى ان يدخل عليهم زوجة أب وكان يعيش هذا الرجل مع ابيه وامه الطاعنين في السن ويقدر الله ان يحصل لهذا الرجل حادث يموت على اثرها .. فيترك خلفه الاطفال الصغار لوحدهم مع ابويه الطاعنين في السن ليأتي القدر بعدها ب شهر فلا تندمل جراح الاسرة وتموت الجدة ويبقى الاطفال الصغار مع جدهم الشيخ الكبير .هنا قامت خالتهم بالذهاب الى بيت أبيها يوم وفاة الام وقالت يا أبي سأخذ اولاد اخي لأربيهم لعلمها ان والدها لن يقدر على رعايتهم ولتحمل عنه هذا الحمل الكبير وكان زوجها ابو عبدالله خير معين لزوجته فأخذوا الاطفال وجمعوهم مع اطفالهم ليصلوا قرابة ال 13 طفل فمع مهنة ابو عبدالله البسيطة الا انهم تحملوا المشاق لتربية الأيتام وتربية اطفالهم بروح الرضا والمحبة .. وفي أخر العام الدراسي وبدء الأجازة الصيفية قرر ابو عبدالله ان يصطحب الاولاد لأداء العمرة فذهبوا الى الاراضي المقدسة ومن بعد اداء العمرة اخذ الاولاد الى جدة للسياحة واخذوا لهم شقة وارتاحوا وفي اليوم التالي انطلقوا الي البحر

جلس الاطفال يلعبون ويمرحون الى منتصف اليل وعندما قرروا العودة الى سكنهم طلب أبو عبدالله من الجميع الركوب الى السيارة ومع كثرة الاطفال ماشاء الله وتعب الاب والام أخذ كل طفل مكانه واستغرق في النوم .عند وصولهم الى الشقة القى كل طفل بنفسه وراحوا في سبات عميق وبعدما رتبت الام كل شي القت هي الاخرى بنفسها وراحت في نوم عميق .. مع اذان الفجر صحيت الام واخذت تغطى هذا وتعدل من نوم هذا الى انها لم تجد أبنتها ليلى فقد نسوها وصحى الاطفال على صوت الاب الذي يقول بصوت عالي ابحثي هنا وهناك وكانت الام كما نقله لنا ابو عبدالله في هدوء من امرها فقالت دعنا نرجع للبحرقد تكون في مكاننا هناك على شاطيء البحر.. فركبت الام والاب السيارة منطلقين الى مكانهم الذين كانوا عليه على الشاطي فأذا هم يرون ابنتهم ليلى تجلس على تلك الحصاة الكبيرة وتنظر الى البحر في طمأنينة وهدوء ولم يبدو عليها الخوف والقلق وعند ما شاهدت اهلها جريت نحوهم وقالت يا امي لماذا قلتم ان خالي ((أب الاولاد)) قد مات لقد كان معي طيلة الليلة واول ما اتيتم تركني

وذهب ..!؟

هنا بكت الام والاب وعرفوا ان الله قد حفظ ابنتهم لحسن معاملتهم لهؤلاء الايتام




سبحان الله قصة مؤثرة و رائعة شكرا لك
تحياتي



تسلمين يا قمر على القصة المؤثرة

اللهم ارحمنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك




يا رحمان يا رحيم ارحم جميع المسلمين



يالله انت خير الحافظين



التصنيفات
منوعات

زوجان في جنة الرحمن

زوجان في جنة الرحمن زوجان في جنة الرحمن زوجان في جنة الرحمن زوجان في جنة الرحمن زوجان في جنة الرحمن
زوجان في جنة الرحمن

زوجان في جنة

بسم الله الرحمن الرحيم

الزواج من نعم الله على المرء، وهو من هدي المرسلين، وترك الزواج مخالف للهدي النبوي، لما أراد رجل ترك الزواج، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "…وأتزوج النساء، ومن رغب عن سنتي فليس مني".

قد يستعجل الزوج باتخاذ القرار الخاطئ لقلة التجربة، ولو وجد ناصحاً، لجمع له شتاته، ودلَه على الطريق، وقد استفدت في بداية زواجي، ولا زلت أستفيد من تجارب الآخرين، وبين يديك أخي القارئ بعض الفوائد في العلاقة الزوجية.. قد تجد فيها بغيتك،والحكمة ضالتك، وإلا لن تعدم خيراً، فإضافة تجارب الآخرين لتجارب تقوي بصيرتك، والله من وراء القصد، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت،وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب:

1-أنت من بيئة، وتربية تختلف عن بيئة وتربية زوجتك، مالم يتنازل الطرفان عن بعض المواصفات التي يريدونها، لن يهنأ لهم عيش، والتنازل لا يخدش في الرجولة بل يزيدها رجولـة،"وماكان الرفق في شيء إلا زانه".

2- لابد من حصول بعض الأخطاء، لا تكن كالمجهر يكبر الصغائر،" وتغافل عن أمور إنه… لمـ يفز بالحمد إلا من غفل".

3- المرأة في الغالب تركز على اللحظة التي تعيـش فيها، تنسى الماضي إلا بالتذكير، استغل هذه اللحظة، لردم الخلافات السابقة، وتأسيس علاقة عاطفية متينة.

4- تغسل ثوبك، وتصلح أكلك، وتقضي وطرك، وتربي أولادك، وتصبر حتى يمل الصبر من صبرها، ألا تستحق أن تصبر على خطأ، أو زلـة حصلت منها.

5- من حقك مطالبتها بحقوقك إذا وفيت لها حقوقها، وإن كنت تتناوش حقوقها من بعيد، فمن العدل أن تغض الطرف.

6- عند الغضب، والفرح، والشهوة، يحصل خلل في التفكير، لا تَعِدْ، ولا تتوعـد، حتى لا تندم عندما يرجع عقلك لرشده.

7- لا تجعل توهمك بالعين، أو المس، أو السحر يقتل عليك سعادة اللحظة. لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، الله خلقك للسعادة، لا للشقاء.

8- عندما يسيء لك مديرك، أو صديقك، ما ذنب الزوجة والأطفال أن يذوقوا مس سقرك، مشاكل العمل في العمل، مشاكل البيت في البيت، لا تخلط أوراقك.

9- اعرفي نفسية زوجك، اختاري الوقت المناسب للكلام، إياك، إياك، أن تراشقيه التهم واللوم، ضعي قلبك بين يدي الله، سيحميـك.

10- إذا غضبت اخرج من المنزل، وإذا غضبت زوجتك، دعها، حتى تعود المياه لمجاريها، وناقشها بحب، حتماً ستعتذر.

11- عندما تحب(الحب المعنوي) زوجتك، لا تتوارى من الناس، ولا تطأطئ رأسك قيل للرسول صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك قال:" عائشة".

12- المرأة شر عند أهل الكنيسة، وعند الجاهلية "يتوارى من القوم من سوء ما بشر به"، وفي الإسلام كريمة.. يرفع الرسول الطفلة أُمامة بنت زينب أمام الناس وهو يؤمهم في الصلاة ليكسر قواعد الجاهلية الأولى، أنت على أي أساس تعاملها.؟!

13- أحسني الظن بزوجك ستعيشين هانئة، وستعاملينه بناءً على نظرتك الطيبة، قد يكون زوجك عانى من مشاكل في بداية حياته، ساعديـه على نفسه.

14- أذا لم نذهب اليوم، في الغد متسع، الصراع لن يقودنا للهدف.

15- شاور في مشاكل الزوجية، ذو الحكمة، الأمين،ولا تضع "سرك في بير" ، فالماء آسنة.

16- عند المشكلة لا ترم زوجتك عند أهلها، فالكير معلق، والنافخ مستعد، عالج الأمور، ثمـ ما شئت فافعل.

17- الشيء الذي لم تستطع تحقيقه، وتتمناه، لا تجبر أولادك على الحصول عليه، تعدد الخيارات أرحم لقلوبهم.

18- في العلاقة الزوجية لا تتعامل بذكاء، ولا داعي لفهم الأمور وهي طائرة، أو قبل أن تطير، المرأة تريد قلب، قلب، لا تريد عقل.

19- خذ زوجتك ليلة الزواج من كل سنة، واختاروا المكان الهادئ، واجلسوا لحظة مصارحة بحب، ماذا حققتوا؟ ، وماذا تريدون؟ ، وضعوا الخطة السنوية القادمة. كما قلت: بحب.

20- لن تكون زوجتك مثل زوجة عمر رضي الله عنه، فلا داعي لكويها بالمواعظ، عش عصرك، أرض بزوجتك كما هي، ستنعم بالأمان.

21- لا تظن أنك وحدك الذي تحصل له مشكلة زوجية، الرسول صلى الله عليه وسلم وقعت له مشاكل زوجية، وعالجها بحكمة.

22- الوالدين لهم حق كبير عليك، ومهما بذلت لن توفيهم حقهم، ولكن ظلم الزوجة ليس من حقوق الوالدين.

23- زوجتك عندما تضع الأكل أمامك في الغالب تنتظر قليلاً، تريد أن تسمع منك كلمة ثناء، أطلق عنان لسانك بالمدائح.

24- الزوجة تعاني في الغالب من كثرة نصائح زوجها، تذكّر عندما تشتكي لك فهي لا تريد نصيحة،بل تريد من يستمع لها.

ما عدت أذكر والحرائق في دمي….كيف التجأت أنا إلى زنديه
خبأت رأسي عنـده… وكأنني… طفل أعـادوه إلى أبويـه
25- عش كما أنت، أنت لست في ثكنة أوامر ونواهي، "خذ العفو"، وعش بعفوية.

26- عندما تخطئ زوجتك في السوق، أو في مجلس، لا تعاتبها أمام الآخرين، عليك بنصائح السر، عَرِفْ بعضه، وأعرض عن بعض.

27- بدلا من أن تكتم في قلبك وتحمله ما لا يحتمل من الهموم، تصرفات أنت لا تعرف لها سببا تصدر من شريك الحياة، لماذا لا تتصارحان، وتتحاوران، الحوار يقرب وجهات النظر..ويغلق فوهة البركان الثائر.

28- عند الغضب أو أثناء الحوارات..المشاكل والعيوب الماضية..دعها مدفونة في مقبرة النسيان،، لا تحيي الموتى..

29- في بداية الحياة الزوجية لا تسمع إلا للجمال فهو المتحدث الرسمي.. والعطور تملأ المكان، والملائكة تحف البيت لتصعد بالكلم الطيب إلى السماء..والخطأ مغفور..ما أجمل هذه الحياة .. استمر عليها..وحتى لو كنت على الأرض الآن فبإمكانك التحليق مرة أخرى ..تخلص من العلائق الأرضية …وحلق.

30- هناك عمل، وهناك عامل،،في المعالجة للأخطاء ركز على أن شريك الحياة ليس سيئا، وإن كان التصرف سيئا..عالج التصرف فقط..دون نقد للشخص بأكمله..قال الرسول صلى الله عليه وسلم لخالد لما أخطأ في عمل:" اللهم إني أبرأ إليك مما عمل خالد" تبرأ من العمل، وليس من العامل، فهو سيف الله سله على أعدائه.

31- أثناء الخياطة لأي قطع في حياتك الزوجية..لا توسع القطع بأن تمزق علاقاتك الأخرى بأن تسب القبيلة أو الأهل أو تدخل شخصا آخر في سبابك وشتائمك..انشغل في خياطة القطع الصغير..وأكمل مشوار الحياة…أخشى أن تقع في قطع لا تنفع معه أي خياطة.

32- لا تدخلين في المقارنات لتعيشين هانئة..بيتك فيه من الجمال ..وزوجك فيه من الخير..وأطفالك فيهم من الصلاح..وعندك أشياء لا توجد عند غيرك من البشر..المقارنات مع الآخرين هي باب شر..إذا فتح..ستغادر السعادة قلبك..

33- "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"..عندما تشعر بأن الملل قد غطى حياتك الزوجية، فعليك بالتغيير..غير أولا من نفسك، وتفكيرك..غير من أصدقائك..غير في طريقة نومك..غير في طريقة أكلك..أضف البرنامج الرياضي لحياتك..ارسم البسمة في بيتك..غيّر.

34- ليس من الضروري أن تنتصر أيها الزوج في كل معركة زوجية..ليس من الضروري أن تفوزي أيتها الزوجة في كل لعبة زوجية..انتصرا جميعا..وفوزا جميعا..والعبا دون تدخل الحكم..ودون أي كرت يعكر جمال اللعبة..حافظا على الحب.. "الحب هو اللعبة الوحيدة التي يشترك فيها اثنان يكسبان معا أو يخسران معا"..

35- سوء الظن، التفتيش، المراقبة…أبواب الشيطان.. يدخل من خلالها إلى البيوت الآمنة،، ليزرع الفتنة..وليوقد نار المشكلة..ولا تنطفئ إلا بالفراق.. عندها ينام الشيطان قرير العين..أغلق أبواب الشيطان..وتحصن بأسوار الإيمان بالله.

36- ساعات طويلة في البيت متقابلان لا يتكلمان لو وقعت إبرة على الأرض لأحدث دويا..زوجة مشعلة الفرحة بكلماتها الجميلة لصديقاتها، زوج لو غاب عن رفقائه لفقدوه ولبحثوا عنه كما بحث الإخوة عن يوسف..لماذا هذا الصمت القاتل في البيت؟..من أحق الناس بأن يستنشق عطرك، ويسعد بصحبتك..فكر لو قليلاً..

يا من يفكر في صمت ويتركني…في البحر أرفع مرساتي وألقيها
ألا تراني ببحر الحـب غارقـة…والموج يصنع آمالي ويرميهـا

37- السعادة..الشقاء.. أكثر الكلمات ترديداً..البحث عن الأولى..والهرب من الأخرى….هل هناك سعادة مطلقة؟..أو شقاء مطلق؟..أو أن التفكير..هو من يشعرك بالسعادة تنظر بفأل..وتعيش على أمـل.." السعيد هو الذي يحمل طقسه معه لا يهمه إن كانت السماء صحوا أو مطرا".

38- أيتها الزوجة..هل أنت أم الزوج؟ ما بالك تلبسين ثياب الأم صاحبة الستين سنة! أين رائحة عطرك الجذابة لزوجك الذي أزكمت أنفه رائحة الأدوية التي تحملينها من غرفة لأخرى..أين حديثك العذب الشيق ..فقد حفظ الزوج حديث الحي كاملا ويريد حديثك أنتِ..عيشي عمرك..أنت زوجة..وتبقين جميلة ما حافظتي على جمالك.

39- للأسف قد تبتلى أيها الزوج أيتها الزوجة بشريك لا يقدر..لا يراعي ظروفك..لا يحترم مشاعرك..لا تستعجل..قد تكون حياتك عبارة عن ليل شديد السواد..قد تعيش في نفق مظلم..قد تطير الرياح الهناء من عيشك..لا تستعجل..وتفائل.. شدة الليل مؤذنة بالإصباح..وفي آخر النفق يشع النور..والرياح بشرى بين يدي رحمة الله ينزل الماء ويخرج من كل الثمرات.. كذلك يعيد الله الحياة.. لعلكم تذكرون.

40- كل يريد الفراغ إلا الفارغين..الفراغ نعمة لمن استثمرها..زد من رصيد ثقافتك في فراغك ..اقرأ.. اقرأي.. هناك العديد من الكتب التي تهتم بالحياة الزوجية..والعديد من المواقع التي تساعدك على تجاوز المشاكل..قد يرشدك الكتاب إلى كلمتين خفيفتين..تزيدان من ارتباطكما..ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن هذه الكلمات التي تزيد الترابط وتقوي الأواصر وتضم العائلة بعد الفرقة..اقرأ.

41- لما كانت الكلمات ثمينة كانت قليلة كقلة المجوهرات..ولما رخصت صارت كثيرة ككثرة الخرداوات..أنت في عصر كثر فيها الكلام..والناصحون ينادونك من كل مكان هيت لك..احذر من نصائح أولئك الذين كانت تجربتهم الزوجية فاشلة..حتى لو غلقوا الأبواب..وتكلموا بالهمس.. معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي..

42-أيها الزوج: إذا كانت حياة المرأة لوحة، لماذا لا ترسم فيها أجمل أيام حياتها.

43- عندما ترقى الجبل وتجر العربة الخاصة بك، سيكون الأمر صعباً..ومن الأصعب أن تجر العربات الخاصة بأهلك من زوجة وأطفال..والأشد صعوبة أن الحبل الذي تجر به كل هذه العربات رقيق..هذه هي صورة الإكراه..أن تكره نفسك على شيء فأنت كمن يجر العربة إلى أعالي الجبال..وأن تكره أهلك فأنت كمن يجر عرباتهم مع عربتك إلى القمة..ستكون الحياة صعبة عليك وثقيلة جداً، وتكون الحياة مملة على أي شخص يقاد لا رأي له ولا تفكير إنما هو آلة.. ومن المحتمل أن ينقطع الحبل في أي وقت ثم تنطلق العربات لا تردها إلا الهاوية .. وحينها ستقلب كفيك على ما أنفقت..ولن تجد للندم أصابع لتعضها فهو مبتور الأيدي من كثرة ما عُضت..خذ الأمور بالإقناع..فالدين مع أهميته لم يجعله الله إكراها..ومن المؤكد أن رأيك ليس بأهمية الدين."وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه"

44- "الرجال قوامون على النساء"، القوامة ليست على عقلها..لو كان كذلك لكلفت أنت عنها..ولرفع عنها التكليف بمجرد الزواج..قوامون تعني الحماية للزوجة وذلك" بما فضل الله بعضهم على بعض"، وتعني الإنفاق عليها"وبما أنفقوا من أموالهم"..الزوج رب البيت..وليس رب الزوجة..لك الرأي المتعلق في شؤون البيت..أما الأمور المتعلقة بشؤونها ولا تمس الحياة الزوجية بسوء فليس من شأنك، لذلك منذ البداية أحسن الاختيار وعليك بـ الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله..

45- من الأشياء الجميلة الغياب القصير عن بعضكما كي يزداد الشوق..ويتجدد الهواء..ولكن لا تطل الغياب خاصة إذا كان الشريك الآخر متيم فيك..يستنشق رائحتك مع كل نسمة..ويرى صورتك في كل طيف..

ارجـع إلي…فإن الأرض واقفـة…… كأنما الأرض فرت من ثوانيها
ارجـع…فبعدك لا عقد أعلقـه…… ولا لمستُ عطوري في أوانيها
ارجع كما أنت صحوا كنت أو مطرا… فما حياتي أنا إن لم تكن فيها.

46- إذا كنت زوجة ثانية فمن الطبيعي أن يكثر عليك الكلام وخاصة إذا كنت محبوبة عند زوجك، هوني عليك.. فالكلام يبقى رخيصا إلا إذا أدخل دائرة الاهتمام.. وللقلب طاقة لا تحمليه أكثر..وانشغلي بما يعود عليك وعلى أولادك بالخير.. قالت أم عائشة لعائشة رضي الله عنهما لما أتتها مشتكية لها من حادثة الإفك: "يَا بُنَيَّةُ هَوّني على نفسك الشَّأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إِلاَّ أَكْثَرْن عليها"..

47- من صفات الكريم أنه عندما يشكر يزيد في العطاء..املئوا بيتكم بالشكر أيها الكرماء..أشكري زوجك ..أشكر زوجتك ..صنعتما لبعضكما الكثير…أشكرا الله..فهو أحق من شكر.. وابشرا بالزيادة.." وإذْ تأذَّن ربّكم لئن شكَرتم لأزيدنكم"

48- من جمال الجمال أن الله يحبه..الجمال يسر الناظر..من حقك إيها الزوج أن تتجمل لك الزوجة..فخير النساء من تسر الزوج إذا نظر..ومن حقها أن تتجمل لها، قال ابن عباس:"إن أحب أن أتجمل لزوجتي كما أحب أن تتجمل لي"

49- الشخص عندما يعتاد على رؤية منظر يمله..ولا يشيد به..وقلما يذكر محاسنه..والشيء الغريب محل اهتمام..في الغالب مدحك لامرأة أخرى أمام زوجتك إشارة إلى فقدك هذا الشيء فيها..وكذلك المرأة التي تمدح تصرفا آخر في رجل غير زوجها دلالة على فقد هذا الشيء في حياتها..ولو تعودتما وجوده لما لفت الانتباه..لذلك من الأفضل ألا توقظا أسد المشكلة في حياتكما.. فلا تمدح أي امرأة أمام زوجتك..ولا تمدحي أي رجل أمام زوجك..ركزا على ما تريدان دون ذكر للأشخاص..والإشارة تكفي البصير..

50- اعتذارك من زوجتك أو طفلك عندما تخطئ عليهما يرفع قدرك..ويعلي شأنك..الخطأ ليس عيبا..بل العيب في المكابرة على عدم الاعتذار.

51- وسائل كثيرة تقربنا إلى الله تعالى..الزوج وسيلة توصل إلى الله..والزوجة وسيلة تقرب من الله..اغرسا الحب في قلوبكما..وازرعا الأمل في حياتكما..وستأكلون الثمرة أنتم وأطفالكم..حتى الأرض ستفرح بكم..والطير يغني لكم..وتكونون أمانا لمخلوقات الله.."مامن مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"

52- لا تبغض زوجتك ولو كان فيها أخلاق أنت تبغضها.. انظر في العين الأخرى .. هناك أخلاق فيها أنت تحبها..قال الرسول صلى الله عليه وسلم" لا يفرك(يبغض) مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر"

53- المرأة تحب التفاصيل..والرجل على العكس..رجل يتضايق من حديث زوجته لكثرة التفاصيل..امرأة تتضايق من زوجها لأنه يتحدث دون تفصيل.. تتعب نفسها ويأكلها القلق لأن الزوج لم ينتبه للإضافة التي فيها.. وهو مستغرب من صدود زوجته دون مبرر..أيها الزوج ركز..وتأمل..ودقق..وأثن على ماجد فيها وإن كنت تراه صغيرا….أيتها الزوجة: لا تغضبي فالزوج لم ينتبه لجديدك..نبهيه واعذريه.. واستمري في التجديد..

54- عندما تحب لا تشترط..الحب كالهواء والشروط تلوثه..ميزة في الأطفال أنهم يحبونك دون شروط أو قيود..يحبونك أنت بكل ما فيك..كذلك أنت كن كالشمس وانشر أشعة حبك على أرجاء أرضك التي تسكنها..كن كالغيث وأمطر حبا يروي عطش القلوب..
وما أنا بالباغي على الحب رشوةً …ضعيف هوى يبغى عليه ثوابُ..
أنا أحبك فوق المــاء أكتبهـا…وللعناقيد والأقداح أسقيهـا..

55- زوج يشتكي من زوجته..زوجة تشتكي من زوجها..كل يريد تغيير الآخر..هلا سألت نفسك قد تكون أنت السبب في هذه المشكلة التي تشتكيها..فغير نفسك يتغير شريك الحياة..

56- لو كنت شريكا لصاحب بستان وتخالفتما..فليس للأزهار ذنبا بأن تسقيها السم..أو تخلعها من الجذور..كذلك عندما تتخاصم مع زوجتك..ليس للأطفال ذنب أن يسقوا سم الخصومة..أو تخلع الفرحة من قلوبهم..دعوهم للبراءة يستمتعون بأيامها ولياليها..لماذا يعاقبون على ذنب لم يفعلوه..دعوهم للهواء..دعوهم للنقاء..فالأنهار الصغيرة لا تتحمل كدر المحيطات..دعوهم..

57- "السفر قطعة من العذاب"..عندما يسافر زوجك..ويتصل ليطمئن على البيت لا تكوني أنت قطعة من العذاب أيضا..طمنيه أن الأمور بخير..وانقلي له أجمل الأخبار ..وأجلي الأخبار السيئة وغير الضرورية إلى عودته.. المرأة الحكيمة قطعة من رحمة وبركة من رزق بها فرحمة اللَّه وبركاته عليكم أَهل البيت..

58- حافظ على الصلاح..فصلاحك سبب في صلاح أهلك..والله يحفظ ذرية الصالح في حياته وبعد موته.." وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك"

رأيت صلاح المرء يصلح أهله … ويعديهم داء الفسـاد إذا فسـد
يعظم في الدنيا بفضل صلاحه … ويحفظ بعد الموت في الأهل والولد

59- لو دخلت أيها الزوج في قلب زوجتك قبل أن تدخل عليها في العش الزوجي لسمعت القلب ينبض بـــ:

أتيتك والمنى عندي….بقايا بين أحضاني
ربيع مات طائره…..على أنقاض بستان
رياح الحزن تعصرني..وتسخر بين وجداني
أحبك واحة هدأت..عليهـا كل أحزاني
أحبك نشوة تسري.. وتشعل نار بركاني
أحبك أنت يا أملا.. كضوء الصبح يلقاني
هل فعلا كنت الأمـــل، ولقيتها كضوء الصبح وبددت الظلام من حياتها، أم أنك رياح حزن أطفأت بقايا شموعها التي كانت تؤنسها في غربة روحها؟؟!

60- عليك بالدعاء.. يقول كنت أعيش في شقاء، لم أفهمها، ولم تفهمني، وكنت أسأل الله أن يألف بين قلبي وقلب زوجتي، والآن أعيش في أهنأ عيش، أدامه الله.
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
المصدر: شبكة نساء الجنة الإسلامية للنساء فقط – من قسم: منابر من نور




يعطيكي العافية



يسلمو



رااااااائع
يجزيكي الخير



التصنيفات
مستلزمات و ازياء المواليد

ملابس للمواليد هذا الموضوع هدية الى ام عبدالرحمن موضة

:dancegirl2gv7:
:dancegirl2gv7:

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

:dancegirl2gv7:
:dancegirl2gv7:




:dancegirl2gv7:
:dancegirl2gv7:

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

:dancegirl2gv7:
:dancegirl2gv7:




خليجية

تسلمين يا الغالية

ملابس رائعة من شخصية مميزة

و الله خجلتيني حبي




مشكوررره



خليجية

خليجية

خليجية

كلهم عجبوني حلويييييييييييييين اوي




التصنيفات
منتدى اسلامي

الصلاه ياعباد الرحمن

بسم الله الرحمن الرحيم

تأمل يامن نسيتها كيف لم ينسوها

تأمل يا من ضيعتها كيف لم يضيعوها

تأمل يامن تركتها كيف لم يتركوها

حتى في (الثلوج ) لم يتركوها
حتى على ( الصخور ) لم يتركوها

حتى وهم ( يبحثون عن أرزاقهم) لم يتركوها

حتى في ( الزحام) لم يتركوها

حتى ( المراهقين ) لم يتركوها

حتى ( الشباب ) لم يتركوها

حتى ( الشيوخ ) لم يتركوها

حتى ( النساء) لم يتركنها

حتى ( الأطفال ) لم يتركوها

حتى في ( الطرقات ) لم يتركوها

حتى في ( بلاد الفساد) لم يتركوها

حتى تحت ( القصف ) لم يتركوها

حتى ( تحت الأمطار) لم يتركوها

حتى على ( الدرج ) لم يتركوها

حتى على ( السيارات ) لم يتركوها

حتى في ( محطات القطار ) لم يتركوها

حتى في ( البحر ) لم يتركوها

حتى ( بعد أسرهم ) لم يتركوها

تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 1002 * 669 و حجم 99kb.

حتى ( المعاقين) لم يتركوها

تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 800 * 553 و حجم 63kb.

فلماذا تتركها أنت ..!!

لماذا ..!!

ألم تعلم بأنها أحب الأعمال

وأعظم الطاعات

وأفضل القربات إلى الله

فإن لم تحافظ على هذه الصلاة

وتصلي كما أمرك ربك

فسيأتي اليوم الذي يصلى عليك

ولن تستطيع ذلك الوقت أن تقضي ما فاتك

تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 914 * 716 و حجم 82kb.

وستدخل هذه الحفرة ( وحدك )

ولن تجد فيها إلا ( عملك )

فإن كنت من المحافظين على ( صلاتك )

فسيكرمك ربك عند ( ماتك )

وإن كنت من ( المتكاسلين )

فستموت ميتة ( الخاسرين )

فلاتدع الصلاة تفوتك

والله تعالى يقول : (( إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا )) .

اللهم اجعلنا من الذين هم في صلاتهم خاشعون

والذين هم على صلاتهم دائمون

والذين هم على صلاتهم يحافظون

وتقبلوا موضوعي ويارب اكون قد افدتكم




التصنيفات
منتدى اسلامي

الرحمن الرحيم اسمان عظيمان

خليجية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الرحمن الرحيم

هما اسمان عظيمان من أسماء الله الحسنى
دالان على أن الله ذو الرحمة الواسعة

قال ابن عباس :
هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر

والرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع المخلوقات فى الدنيا
ولذلك ربط هذا الاسم باستوائه على العرش
فقال تعالى :
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى طه5
فاستوى على العرش باسمه الرحمن لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها
و الرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم

والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين يوم القيامة
قال تعالى :

{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً الأحزاب43

ولكن هل تأملت يوما فى رحمة الله بك

دعنا نتأمل قليلا فى بعض آثار رحمة الله بنا

{فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ ٌ الروم50

من رحمته أرسل إلينا خير رسله و جعلنا خير أمة و أنزل إلينا أكمل الشرائع و أفضل الكتب

من رحمته أن هدانا للإسلام و أدخل فى قلوبنا الإيمان و حببه إلينا و زينه فى قلوبنا

من رحمته أنزل الماء و أنبت الزرع و سخر الحيوانات

من رحمته تسليط أنواع البلاء على العبد وامتحانه له ليمحصه و يقربه منه
فى الأثر إن المبتلى إذا دُعِى له " اللهم ارحمه "
قال الله : كيف أرحمه من شئ أرحمه به

من رحمته تنغيص الدنيا حتى لا يركن العبد إليها و لكى يزداد رغبة فى الآخرة وزهدا فى الدنيا

فمنعهم ليعطيهم و ابتلاهم ليعافيهم و أماتهم ليحييهم

ولكن كيف ننال أكبر قدر من رحمة الله عز و جل ؟؟؟
لتنال الرحمات أسباب

الإيمان بالله و الإعتصام به

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً النساء175

طاعة الله و رسوله

{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ آل عمران132
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ النور56 لولا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ النمل46

تدبر القرآن واتباع القرآن
{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الأعراف204
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الأنعام155

التقوى
{أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ الأعراف63
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يس45
{اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الحجرات10
{اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الحجرات10

الإستغفار
{لوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ النمل46

رحمة الإنسان بالآخرين
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
َإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ
رواه البخارى

هيا ندعو الله باسمه الرحمن أن ينزل علينا من رحماته
اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا

:0154: منـ إختيــاراتـي لكمـ :0154:




بارك الله فيك موضوع رائع جدا



تسلمـــــــي ـــ .



اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا

أمين ,,,,

جزاك الله خير ,,, ووفقك إلى مايحب ويرضى




وياك يالغلا ,, تسلمي والله