يخطئ البعض إذ يتصور أن العقم والقدرة الجنسية يرتبطان معاً كسبب ونتيجة لأن هناك من يشكو من العقم مع وجود قدرة جنسية طبيعية أو يشكو من فقد القدرة الجنسية مع وجود حيوانات منوية سليمة. إذن يمكن القول ان العقم يرتبط تماماً بعدد الحيوانات المنوية وحيويتها ومما لاشك فيه أن علاج أمراض الخصية والغدد الصماء المهيمنة على إفراز الخصية لهرمونات الذكورة والحيوانات المنوية هي من اختصاص أخصائي الأمراض التناسلية. قد يكون التدخل الجراحي هو وسيلة إصلاح الإصابات التي تحدث للحبل المنوي أثناء إجراء عملية سابقة في هذه المنطقة مثل عملية الفيلة المائية أو الفتق الاربي والدوالي وهذه طبعاً نسبتها ضئيلة جداً. إن وجود فيلة مائية كبيرة أو فتق اربي كبير قد يكون من ضمن العوامل الميكانيكية التي تؤدي إلى العقم فازالتها تزيل سبب العقم. إن بعض الالتهابات بالحبل المنوي قد تؤدي إلى حدوث انسداد بالحبل المنوي فيمتنع وصول الحيوانات المنوية للخارج فيكون دور الجراحة هو عمل توصيلة بين جزء سليم من الحبل المنوي إلى بربخ الخصية أي بمعنى آخر توصيل الحيوانات المنوية بالبربخ إلى المنطقة السليمة من الحبل المنوي وهذه العملية دقيقة جداً وتحتاج لخبرة خاصة.
علاقة الدوالي بالعقم:
يختلف كيس الصفن عن باقي أجزاء الجسم بأنه لا يحتوي على طبقة دهنية ولهذا السبب فان درجة حرارة الخصية تكون اقل من درجة حرارة الجسم لان كيس الصفن لا يسمح باختزان الحرارة العادية للجسم وهذا ترتيب مثالي لان الحيوانات لا يمكن أن تعيش في درجة حرارة الجسم العادية. أما ما يحدث في حالة الدوالي من تمدد الأوردة وازدياد كمية الدم في المنطقة وما يصاحبها من ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى موت الحيوانات المنوية. وهكذا يمكن أن نفهم كيف يؤدي علاج الدوالي إلى علاج العقم أيضا.
العقم النفسي:
هل يؤدي عدم التوافق الجنسي إلى عقم وهل هناك ما يمكن أن يسمى بالعقم النفسي؟
– إن اضطراب الغدد قد يحدث نتيجة لاضطراب الانفعال الذي قد يكون نتيجة لعدم التوافق في الزواج مما قد يؤدي إلى العقم وتكرار الإجهاض وهنا يجب أن يتدخل العلاج النفسي. حيث إن من الملاحظ أن الإناث المصابات باضطراب نفسي هن اللواتي يشكون من اضطرابات الدورة الشهرية والتي تعكس تاثيرها بالتالي على درجة الخصوبة لدى المرأة والتي لن توفر لها فرصة حمل مثل نظيرتها العادية النفسية. إن شعور المرأة بالخوف أو عدم الارتياح النفسي للزوج أو شعورها بالذنب قد يؤدي بالزوجة إلى عدم الارتياح وبالتالي إصابتها بالبرود الجنسي والذي يعكس تأثيره على درجة الإخصاب كما إن الخوف والعداء والشعور بالذنب أيضا يؤديان إلى حدوث الآم وقت الاتصال الجنسي أو إلى التقلص العصبي في المهبل لدى المرأة والذي يؤدي إلى صعوبة وانعدام حدوث العملية الجنسية وبالتالي العقم. وقد تكون صعوبة العلاقة بين الزوجين أو مسبباتها ناتجة من عدم التوافق بينهما كثيراً أو لتربية خاطئة للمرأة قبل الزواج وتعكسها على الزوج كما إن الزوج بمتاعبه النفسية أيضا قد يكون العامل المساعد من الوجهة الأخرى. والتقلص العضلي الذي يحدث في المهبل يشابه أيضا التقلص الذي يحدث في قناة فالوب والتي يمنع تقلصها وصول الحيوان المنوي إلى لبويضة وبالتالي للعقم نتيجة الانفعال النفسي أو لثقل الضيق النفسي من الزواج والذي يخيف الزوجة من إنجاب أطفال فتربطها أكثر بحياة زوجية فاشلة ومسؤولية أمومة هي في غنى عنها. وقد تكون الزوجة واعية للخلافات أو لرفضها الأمومة أو يكون هذا على مستوى لاشعوري يحتاج إلى إرشاد نفسي لكي تعرف نفسها أكثر.
لا يحدث الحمل :
في بعض الأحيان قد لا يكون فعلاً هناك سبب ظاهر للعقم ومع ذلك لا يحدث الحمل علماً بان الزوج سليم والزوجة سليمة من ناحية التبويض وناحية الرحم والأنابيب وعدد وحيوية الحيوانات المنوية في المستوى الطبيعي. وأول سبب لعدم حدوث الحمل في هذه الحالات هو أن يكون الاتصال الزوجي يتم بطريقة غير سليمة وهذا شيء ليس نادراً بل على العكس فهو عام بالنسبة للأزواج الحديثي الزواج خصوصاً إذا كان الزوج صغير السن وكذلك صغر سن الزوجة في هذه الحالات نجد أن العملية الجنسية لا تتم على الوجه الصحيح وتتم العملية كلها من الخارج ويرجع هذا إلى خوف الزوجة وتوقع حدوث ألم شديد مما يجعلها تشد عضلات الحوض لا إراديا وتقفل فتحة المهبل. وقد يكون الزوج نفسه جاهلاً بالعملية الجنسية أيضا ويتوالى التلاقي الجنسي من الخارج على انه طبيعي وبالطبع ففي هذه الحالات لا تصل الحيوانات المنوية إلى الرحم حتى يحدث الحمل. أما السمنة في منطقة الفخذين فقد تمنع العملية الجنسية بطريقة سليمة وخصوصاً إذا كان الزوج أيضا سميناً وتتكرر نفس المشكلة وهي عدم وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم وحدوث الحمل.
كذلك أيضا بعض الأمراض مثل درن الجهاز التناسلي يصعب تشخيصه بالطرق والتحاليل العادية وهو من العوامل الأساسية التي تمنع الحمل. إن بعض الأمراض العامة مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم وخصوصاً إذا كان في سن صغيرة ولم يكتشف بعد وأيضا ارتفاع ضغط الدم كل هذه من عوامل منع الحمل العامة. ومن أسباب العقم وجود نوع من الحساسية بين الرحم وبين الحيوانات المنوية للزوج وفي هذه الحالات يتكون في الرحم أجسام مضادة للحيوانات المنوية تؤدي إلى تجلطها عند دخولها إلى عنق الرحم وبالتالي إلى موتها وهذه الحالات صعبة العلاج ولازالت الأبحاث جارية فيها لإيجاد حلول لهذه المشكلة ولكن ابسط طريقة يمكن بها علاج هذه الحالات هو أن يستعمل الزوج الغشاء الواقي لمدة ستة اشهر وبالتالي لا تلمس الحيوانات المنوية غشاء عنق الرحم أو الرحم وبمرور الزمن تهبط نسبة الأجسام المضادة في الرحم وبالتالي عندما يحدث التلاقي بعد هذه المدة تخف نسبة الأجسام المضادة ولا تتجلط الحيوانات وقد يكون السبب في افرازات عنق الرحم نفسها أي أنها لا تكون صالحة لتنشيط الحيوانات المنوية وتساعد على تحركها ودخولها إلى الرحم وهذه الحالات يتناسب معها العلاج بطريقة التلقيح الصناعي وتقنية أطفال الأنابيب.
منورة