يختلف الجزر الأبيض عن الجزر العادي المعروف بلونه الميز فالجزر الأبيض يعرف بمذاقه القوي والحلو وشكله الخارجي بشع ولا يجاري الجزر الأصفر في جماله، والجزر الأبيض له مظهر شاحب، إلا أن فوائده الغذائية والدوائية لافته جداً للنظر حقاً، والجزر الأبيض من النباتات التابعة للفصيلة الخيمية مثله مثل البقدونس والكمون والسنوت واليانسون والكراوية ولكن الجزر الأبيض يختلف اختلافاً كلياً عن النباتات السابقة برغم أنها من فصيلة واحدة. يعد الجزر الأبيض من أغنى المصادر الطبيعية بالفولات والألياف وأحماض الراتنج الفينولي والتي أثبت الدراسات المخبرية أنها تقي من السرطان، عندما يضع العلماء قوائم رئيسية للمواد العلاجية، فإنهم يضعون الألياف الغذائية قرب أعلى تلك القوائم، ويعد الجزر الأبيض مصدراً جيداً لهذا العنصر، حيث يحتوي كوب من الجزر الأبيض المطهو على حوالي 7جرامات، أي حوالي 28% من المقدار اليومي، إن أكثر من نصف كمية الألياف في الجزر الأبيض من النوع القابل للذوبان والذي يتحول في شكل هلامي عند التصاقه بالدهون في الجهاز الهضمي وهذا يساعد على منع الأمعاء من امتصاص الدهون والتخلص من الكولسترول وعدم ترسبه على الشرايين . وفي الوقت نفسه فإن هذه الألياف تخف الأحماض الصفراوية في الأمعاء الأمر الذي يمنعها من التسب في السرطان . يحتوي الجزر الأبيض كذلك على ألياف غير قابلة للذوبان، والتي تساعد كثيراً من معدل عبور البراز عبر الأمعاء. وهذا الأمر مهم جداً لأنه كلما قل الوقت الذي تبقى فيه الأحماض الصفراوية في الأمعاء، ينخفض احتمال إتلافها للخلاي وبالتالي التسب في تغيرات قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان. لقد وجد العلماء في مراجعة لأكثر من 200دراسة علمية أن الحصول على المزيد من الألياف الغذائية قد يقي من الإصابة بمجموعة كبيرة من الأورام السرطانية، تشمل سرطان المعدة والبنكرياس والقولون . كما أظهرت الألياف مقدرة غير عادية على تخفيف أو الوقاية من حالات أخرى . فقد وجد الباحثون أن الحصول على كمية كافية من الألياف عن طريق الغذاء قد يقي من الإصابة بالبواسير وحالات معوية أخرى . كما أن الألياف تمنع أيضاً التأرجح في معدلات سكر الدم الذي يأتي مصاحباً للداء السكري.
لقد أكد بعض علماء التغذية أن النقص الأول في المواد الغذائية في الولايات المتحدة الأمريكية هو نقص الفولات، وخاصة بين الأشخاص الأصغر سناً الذين عادة ما يتناولون كميات كبيرة من الأغذية السريعة التي عادة ما تكون خالية من الفيتامينات والمعادن . ويعتبر الجزر الأبيض غنياً جداً بالفولات حيث يحتوي كوب واحد على 91ميكروجرام أي 23% من المقدار اليومي، والحصول على كمية كافية من الفولات يقي من العيوب الخلقية، كما أثبت الأبحاث، ويعتقد العلماء كذلك أنه يقل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، فالفولات تقل معدلات نسبة الحمض الأميني المعروف باسم هوموسيستين في الدم والتي قد تسد الشرايين وتمنع تدفق الدم . وفي دراسة فرمينجهام للصحة أن الرجال الذين تناولوا أكبر كميات من الفولات أنخفض لديهم خطر الإصابة بالسرطان بمعدل 59% عن هؤلاء من تناولوا أقل الكميات، وحتى هؤلاء الذين تناولوا كميات أعلى قليلاً من تلك التي يحصلون عليها في الأحوال العادية حصدوا فوائد فورية، فقد كشفت الدراسة أن هؤلاء من تناولوا ثلاث حص إضافية من الجزر الأبيض أنخفض لديهم خطر الإصابة بالسكتات بنسبة 22% .
يعد الجزر الأبيض من المصادر النباتية الذي يحتوي على عد من المركبات الكيمائية الطبيعية التي تعرف عادة بالعناصر الدوائية النباتية والتي أثبت الدراسات المخبرية أنها تثبط انتشار خلايا السرطان وأهم هذه المركبات الراتنجات الفينوليه والتي تلتصق بالعوامل التي قد تسب السرطان بالجسم مكونة جزئيات أكبر حجماً والتي تتسم بأنها كبيرة لدرجة يصعب على الجسم امتصاصها.