البنجر، المعروف لدى البعض بالشمندر، هو نوع من أنواع الخضار الجذرية المميزة والمتوفرة لدينا في فصل الشتاء.
البنجر مصدرا فريدا من مادة البيتالين، وهي عبارة عن مادة تحتوي على مجموعة من المواد الغذائية التي توفر لنا فوائد صحية عديدة، من ضمنها مادتي البيتانين والفولغازانثين، التي تشير الدراسات إلى دورهما في توفير عمليات مضادة لأكسدة خلايا جسمنا مانعة بالتالي عملية تغير خلايا الجسم غير المرغوب به، إضافة إلى دورهما كمضادة للإلتهابات، ودعم عملية إزالة السموم من جسمنا.
وتوجد مادة البيتالين في كل من قشرة وأوراق وجسم البنجر. وتظهر الدراسات بأن البنجر يتأثر بمدة الطبخ ودرجة الحرارة المعرض لها، لذلك يأتي الإجماع العلمي ليؤكد ضرورة طبخ البنجر لمدة لا تزيد عن 15 دقيقة على نار هادئة، أو شيه في الفرن على نار هادئة لمدة لا تزيد عن ساعة حتى لا يفقد من فوائده الصحية.
وإلى جانب مادة البيتالين، تحتوي حبة البنجر الواحدة على حمض الفوليك الضروري للنمو الصحي لخلايانا وصحة دمنا، وعلى عنصر المنغنيز الضروري لصحة العظام، والبوتاسيوم، العنصر المساعد في ضبط مستوى ضغط دمنا، والألياف الغذائية المانعة للإمساك، وفيتامين جيم الضروري لصحة أنسجة جسمنا ولتسريع عملية الشفاء من الإلتهابات. وتحتوي حبة البنجر المتوسطة الحجم على حوالي 50 سعرة حرارية و10 غرامات من النشويات، لذلك يمكن تناول حبة البنجر الكاملة كبديل عن الأرز والخبز في الوجبة الغذائية، أو يمكننا تناول من 2 إلى 4 شرائح إضافية لوجبتنا الغذائية حتى نعزز من العناصر الغذائية المتناولة وندعم إمتصاصها.
وثمة العديد من الدراسات التي تجري حاليا على دور البنجر في الوقاية من السرطان، وخاصة سرطانات القولون والمعدة والأعصاب والرئة والبروستات والثدي ونشيج الخصية. وقد يشكو بعض الأفراد من مشكلة تغير لون البول إلى اللون الزهري أو الأحمر عند تناولهم للبنجر، وعادة لا تشكل هذه الظاهرة مشكلة صحية كبيرة إنما قد تشير إلى إحتمالية وجود مشكلة في عملية إستقلاب الحديد، أي عملية إمتصاص الحديد والإستفادة منه، لأن الأدلة العلمية تشير إلى أن الأفراد الذين يعانون من نقص في الحديد، أو زيادته، أو مشكلة قي الإستفادة منه هم أكثر عرضة لتغير لون البول لديهم.
ويعنبر البنجر ضمن قائمة الخضار التي تحتوي على كمية طبيعية من مادة الأوكزالات. وتتركز مادة الأوكزالات في سوائل جسمنا عند تناولها، خاصة بكثرة، وعندما تصبح الأوكزالات مركزة للغاية في سوائل جسمنا، فإنها يمكن أن تتبلور وتسبب مشاكل صحية، لذا فننصح بتناول كمية لا تزيد عن نصف حبة في اليوم لدى المصابين والمصابات بحصوات في الكلى أو أمراض في الكلى غير معالجة، أو ممن يعاني من مشاكل في المرارة، من ضمنها وجود حصوات في المرارة.
ويمكن أن يؤكل البنجر كما هو من خلال تقطيعه إلى أرباع دون إزالة القشر وسلقه على نار هادئة لمدة لا تزيد عن 15 دقيقة ليؤكل إلى جانب الأطباق الغذائية. ويمكن أن نستخدمه في السلطات مع زيت الزيتون والملح والليمون والفلفل، أو في أطباقنا الرئيسية لإضفاء نكهة خاصة لجميع أنواع اللحوم بم فيها الأسماك والدجاج واللحم الأحمر.
ويمكن أن تستخدم أوراقه كأعشاب بدلا من البقدونس أوالشبث إذ تضيف رائحة زكية ومنظرا شهيا وصحيا لأطباقنا الغذائية إذ تحتوي أوراق البنجر على مادة البيتانين أيضا. كما ويمكننا إستخدام البنجر في بعض أنواع الحلويات إذ يمكن تسخين شرائح البنجر قليلا على نار متوسطة لمدة دقائق حتى تصبح طرية مع ملعقة صغيرة من السكر أو العسل وتناولها مع المهلبية لزيادة كمية الخضار المتناولة خلال اليوم.