مع تزايد الضغوط الاجتماعية على الفتيات ليظهرن بأفضل شكل وأقل وزن ممكن،
تتجه العديد من الفتيات والسيدات أيضا الى اتباع حميات غذائية صارمة وعشوائية،
ولكن لكل شيء ثمن، وهذه المرة تدفع هذه الفتيات خصوبتهن ثمنا للرشاقة!
تقول سارة، “عندما كنت في السابعة عشر من عمري، قمت بإتباع حمية غذائية صارمة وفقدت تقريبا نصف وزني ، ولكن في نفس السنة توقفت دورتي الشهرية، والآن وأنا بعمر 26 عاما وبعد أن زاد وزني واصبح ضمن المعدل لازلت اعاني من اضطرابات الدورة الشهرية.”
هذا الغياب للدورة الشهرية يعرف طبيا باسم amenorrhea وهو مصنف الى نوعين: انقطاع الدورة الشهرية الأساسي، وانقطاع الدورة الشهرية الثانوي. انقطاع الدورة الشهرية الأساسي يشير إلى عدم وجود دورة شهرية حتى سن 16 عاما. بينما يحدث انقطاع الدورة الشهرية الثانوي عندما تواجه النساء مثل ساره حيضا طبيعيا سابقا، لكنه يتوقف لفترة قد تمتد من ثلاثة إلى ستة شهور أو أكثر.
كل شيء من الإجهاد إلى الأدوية الى أورام الغدة النخامية يمكن أن يؤدي إلى انقطاع الدورة الثانوي، لكن إذا توقفت الدورة بعد البدء في اتباع خطة تخفيف وزن صارمة، فقد تكون الحمية و/ أو الافراط في التمارين البدنية السبب.
توقف الدورة الشهرية ليس هبة جيدة.
يقول طبيب الغد الصماء والعقم الدكتور الإختصاصي لي كاو، ” في الكثير من الأوقات، يأخذ الناس أساليب الحياة الصحية بتطرف، فيقولون نحن لا نأكل هذا ولا نأكل ذاك.. الخ. ولكن بدلا من النظر الى الطعام بسخرية، يجب أن يعرفوا بأن لكل طعام فائدته الصحية، المشكلة لا تكمن في الطعام وأنما الكمية، وأتباع نظام حياة صحية متوازن في كل شيء.”
وبينما قد يبدو غياب الدورة الشهرية المنتظمة سيناريو جذاب لبعض النساء (حتى أن بعض شركات حبوب تحديد النسل مثل Seasonique تسوق نفسها على أنها قادرة على تخفيض الدورة الى اربعة مرات في السنة فقط)، إلا أن وقف أو توقف الدورة الشهرية له نتائج صحية وخيمة على المرأة.
النتائج المحتملة لتوقف الدورة على الخصوبة.
يقول الدكتور كاو، “على المدى القصير، إذا كنا نتحدث عن توقف لمدة شهرين، فلن يتأثر جهاز التناسل كثيرا.”
على أية حال، إذا كانت الفتاة تتبع نظاما غذائيا صارما جدا، حتى على المدى القصير يمكن لتوقف الدورة الشهرية أن يسبب مشاكل صحية مثل عدم توازن المنحلات الكهربائية وضعف الجهاز التناسلي. يوضح إختصاصي العقم، ” على المدى البعيد،
إذا استمر الانقطاع لمدة ثلاثة إلى ستة شهور فأن المبايض تتوقف عن العمل بإنتظام.” واضاف، ” ثانيا، هؤلاء النساء يملكن مستويات منخفضة من الاستروجين لأن مبايضهن لا تنتج الاستروجين. وبدون المستويات الملائمة من هذا الهرمون، ستظهر عند النساء أعراض انقطاع الدورة الشهرية الدائمة مثل صعوبة النوم، التعرق الليلي، الخ.”
توقف الدورة الشهرية يهدد الكثافة العظمية.
من أكثر الاعراض السيئة التي يمكن أن تصيب النساء اللاتي يعانين من توقف الدورة الشهرية، هي خسارة الكالسيوم . يقول الدكتور كاو، ” تُجمع النساء أكثر الكالسيوم في عظامهم من سن 25 إلى 30، وهي فترة هامة لتخزين الكالسيوم. ثم
حتى سن انقظاع الدورة الدائم، يساعد الاستروجين في موازنة خسارة وتخزين الكالسيوم. بدون انتاج الاستروجين بإنتظام من المبايض، يمكن أن تتراجع كمية الكالسيوم بكثافة بعد توقف الدورة لمدة ستة شهور أو أكثر. إذا كان هناك خلل في توازن الهرمونات ستصاب المنحلات الكهربائية بالخلل ايضا، عدم التعرض كفاية لاشعة الشمس، الحمية الصارمة بدون منتجات الحليب والتدخين، تضع الفتيات والنساء في خطر أكبر للاصابة بنخر العظام، وهي حالة طويلة الامد ليس لها أعراض واضحة.”
مع ذلك لا تعاني كل إمرأة تبدأ باتباع نظام تغذية صحي لتخفيف الوزن من التأثيرات الخطيرة لتوقف الدورة الشهرية، أولئك الذين قد يعانون من إضطرابات التغذية يجب أن يطلبوا المساعدة الطبية فورا. أنت بحاجة الى زيارة اخصائية تغذية للحصول على برنامج غذائي صحي ومتوازن يساعدك على خسارة الوزن دون خسارة توازن الهرمونات في جسمك.