هذه القدرة على فهم عواطفنا واستقبال عواطف الآخرين وفهمها هي مايسميها علماء النفس الذكاء العاطفي. وبعض الخبراء يعتقدون أن امتلاك الذكاء العاطفي أهم من مستوى الذكاء العقلي. فالذكاء العاطفي هو مهارة إدراك العواطف وتقييمها والتحكم فيها. وبينما يقترح بعض الباحثين أن الذكاء العاطفي يمكن تعلمه وتقويته. يعتقد باحثون آخرون إنه صفة تولد معنا مثلها مثل الذكاء.
ولكن خبراء علم النفس حددوا أيضا عوامل مختلفة تؤثر على الذكاء العاطفي. وأول هذه العوامل إدراك العواطف.
وإدراك العواطف يعني استقبالها وإدراك أننا نشعر بها، ومحاولة فك رسائلها. وأحيانا تصل العواطف على شكل حركات بالجسد أو كلمات ذات معنى. مثلا هل تفهمين حركات الآخرين وماتحمله من رسائل لك في العمل مثلا؟
أما العامل الثاني فهو التفكير بالعواطف. وغالبا ما توجه صفة التفكير بالعواطف للنساء كتهمة، بينما هي ليست صفة سلبية. بل لا بد من استخدام العواطف في التفكير فهي التي تجعلنا نحدد أولوياتنا وردود أفعالنا.
العامل الثالث هو فهم العواطف. تفسير معناها وسببها. فهم أسباب غضبنا، أو مشاعرنا المضطربة. وهذا يعني البحث في الأسباب.
وأخيرا إدارة العواطف. وهذه الإدارة هي المفتاح للذكاء العاطفي. تنظيم العواطف، الاستجابة بشكل مناسب لعواطفنا وعواطف الآخرين.
ولرفع كفاءة ذكائك العاطفي وتعلم إدراة عواطفك هناك خطوات يمكنك اتباعها:
أولا: اكتبي قائمة بالأشياء التي تستفزك وتثير توترك.
الحياة مليئة بالمواقف الصعبة التي تسبب متاعبنا، مشاكل عائلية أو مشاكل في العمل أو صعوبات مادية. ونحن نسير كل يوم بين هذه الألغام ولكن واحدا منها فقط ينفجر فجأة. عليك أن تحددي أكثر شيء يسبب لك الألم العاطفي والفوضى في المشاعر والاضطراب في التفكير. وما أن تعرفي ماهي هذه العوامل ستعرفين لحظة تبدأ في التأثير عليك ودفع مزاجك للهاوية. حين تشعرين باقتراب حالة التوتر أو المزاجية المزعجة لك وللآخرين، عليك أن تجدي طريقة تناسبك لاستعادة هدوئك. البعض يحب المشي مثلا. البعض يحب تمارين التنفس أو اليوغا. البعض يحب الرقص. أهم شيء ان تجدي شيئا تفعلينه في ذات اللحظة التي تشعرين فيها بأنك لست قادرة على السيطرة على نفسك.
ثانيا: تعلمي فن الحوار
إياك أن تجرّي نفسك لحوارات تستخدمين فيها الصوت العالي. اتركي نفسك حتى تهدئي ثم ناقشي كما تحبين وبهدوء مع من تحبين. أو مع زميلك أو مع مديرك . الهدوء يحميك من أخطاءك.
ثالثا: اكتبي كل يوم ملاحظاتك
سجلي أهم ماحدث معك خلال اليوم. أكثر ما أثر فيك. انتقدي نفسك. دوني كيف كان يمكن أن تتصرفي بشكل أفضل. اكتبي كذلك ملاحظاتك عن الآخرين. كيف تصرفوا مارأيك فيهم في ذلك الموقف أو ذاك.
رابعا: دائما ضعي نفسك مكان الآخر
أن تضعي نفسك مكان الآخر يوفر عليك الكثير من تعب المشاعر والألم. تفهم حقيقة مواقفهم ومشاعرهم يحميك ويحميهم.
والآن سأطلب منك عزيزتي قارئة “أنا زهرة” أن تقرأي أيضا عن الذكاء العاطفي وأن تقيّمي نفسك. فأول خطوات الهدوء النفسي إدراك عيوبنا وكيفية التعامل معها بحيث لا تؤذينا ولا تؤذي غيرنا.
شكرا
..