اليوم سنتحدث عن مرض شائع جدا بين العالم , مرض يصاب به الصغار قبل الكبار
هذا المرض الذى من الممكن جدا ان لا نشعر به اذا فهمناه جيدا و عرفنا كيف نتاقلم معه و نتابعه جيدا
ينتمى الى فئة الامراض المزمنة , و الذى يعتبر من اهم الامراض المزمنة التي تصيب مجتمعنا اليوم هو مرض السكري.
مقدمة
و هو مرض قديم .. عمره أقدم من اسمه .. معروف في أوراق البردي المصرية بوصفه لا باسمه؛ حيث وصف الطبيب المصري ( هس رع) مرضا يتميز بكثرة التبول والعطش وسرعة الوفاة..،
وذكر هذا المرض في الكتابات الصينية القديمة ..،والأمر كذلك عند الرومان ..،
له تسميات عديدة باليونانية منها: ديانيطس و دياسقوس..،
ويسميه العرب: الدوارة والدولاب وزلق الكلية..، وصاحبه يعطش كثيرا ولا يروى.
و قد تم تعريف هذا المرض من قبل منظمة الصحة العالمية في جنيف عام 1979م.
التعريف
اذن ماهو مرض السكرى ؟؟؟
مرض السكري هو مرض إستقلابي (أيضي) مزمن bolic Disease يتميز بزيادة مستوى السكر في الدم Hyperglycemia نتيجة لنقص نسبي أو كامل في الأنسولين Insulin في الدم أو لخلل في تأثير الأنسولين على الأنسجة , مما ينتج عنه مضاعفات مزمنة في أعضاء مختلفة من الجسم.
توضيح ذلك: أن هرمون الانسولين وهو الهرمون المنظم الرئيسي لسكر الدم، والذي تفرزه خلايا خاصة في البنكرياس؛ عندما ينقص إفرازه، أو عندما يصاحب هذا النقص زيادة في العوامل المضادة لفعل الانسولين تحصل اضطرابات في أيض السكريات و البروتينات والدهنيات..
تعريف الإنسولين :
الأنسولين هو هرمون يُفرز من خلايا بيتا في جزر لانجرهانس Islets of Langherhans Beta Cells في البنكرياس Pancreas و يتكون من سلسلتان من الأحماض الأمينية مرتبطتان بروابط كيميائية بعد أن تنفصل منه سلسلة سي C Peptide حتى يصبح فعال و يمر في الكبد حيث يُدمر 50% من الأنسولين المفروز.
و الأنسولين ضروري للجسم كي يتمكن من الإستفادة و استخدام السكر و الطاقة في الطعام.
ما هي غدة البنكرياس؟ و ماهى علاقتها بالانسولين ؟؟؟
هي غدة منشورية الشكل توجد في أعلى البطن فوق قسم الأثنى عشر من الأمعاء الدقيقة وراء المعدة.
وغدة النكرياس (البنقراس) غدة مختلطة تفرز عصارة الهضم. وفي داخل أنسجة غدة النبكرياس جزر متعددة من نسيج خاص تسمى جزر (لانقر هانس)
وهي من الغدد الصماء وهي التي تفرز هرمون الأنسولين الذي ينظم عملية استقلاب المواد السكرية في الجسم
الانواع
ماهى انواع مرض السكرى ؟؟؟
للسكري أنواع وتصنيفات عديدة باختلاف الاعتبارات وجهات التقسيم، ونذكر هنا أشهر هذه التقسيمات؛ فهو بشكل عام يقسم إلى:
1- النوع الأول من مرض السكري، الذي يسمى (مرض السكر المعتمد على الأنسولين): Diabetes – Type 1 Insulin-dependent diabetes mellitus
وهذا النوع يصيب الأطفال و المراهقين، والشباب، يصيب 1 من 200 من أفراد المجتمع، وينتج عن عوامل جينية تجعل المصاب يتأثر بعوامل بيئية (التهابات فيروسية) تؤدي إلى مرض مناعي ذاتي، بحيث يقوم جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادة موجهة ضد خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين وتحفيز خلايا الدم البيضاء اللمفاوية لتهاجم هذه الخلايا فتدمرها فلا تعود تفرز الأنسولين.
اكثر توضيح هو يحصل نتيجة لفقدان أو تحطم خلايا "بيتا" في غدة البنكرياس وخلايا "بيتا" هي المسؤولة عن إنتاج الأنسولين . والأنسولين هو الهرمون الذي ينقل السكر إلى الخلايا لإنتاج الطاقة . وفي حالة مرض أو عطب خلايا "بيتا" يتوقف إنتاج الأنسولين وتحرم الخلايا من السكر الذي يتراكم في الدم ويؤدي إلى المضاعفات مستقبلاً .
2- النوع الثاني من مرض السكر، ( مرض السكر غير المعتمد على الأنسولين):
Type 2 Diabetes- MellitusNoninsulin-dependent diabetes mellitus
الأوسع انتشارا ؛ إذ يمثل 55-75% من مجموع المصابين بالسكر، ويصيب 3 من كل 100 من المجتمع، وهذا النوع عادة ما يصيب البالغين من متوسطي العمر وكبار السن، ويكون مصحوبا بالسمنة غالبا، وللوراثة نصيب أكبر فيه من النوع السابق حيث تكون خلايا جسم المصاب غير متجاوبة مع الأنسولين.
فيحصل إما بسبب نقص كمية الأنسولين (ليس فقده) المفرز من خلايا "بيتا" ، أو أن خلايا الجسم تكون مقاومة للأنسولين ولا تحس بوجوده رغم توفره بكثرة لعدة أسباب من أهمها : السمنة وزيادة الوزن . ولذلك لا يعمل على إدخال السكر لداخل الخلايا . والأعراض هنا قد لا تكون واضحة كما هي الحال في النوع الأول . وقد يكتشف السكري نتيجة تحليل الدم لسبب آخر .
3- مرض السكر الناتج عن أسباب ثانوية: بمعنى أن ارتفاع السكر في الدم نتج هنا عن أسباب أخرى ثانوية، ويندرج تحت هذا النوع الرضوض والإصابات التي تصيب البنكرياس مباشرة، تأثيرات الأدوية، واعتلالات هرمونية أخرى، وأمراض وراثية محددة السبب.
4- سكري الحمل: Gestational Diabetes Mellitus. وهو ارتفاع السكر الذي يتم تشخيصه للمرة الأولى خلال فترة الحمل وينتج عن تغييرات هرمونية إستقلابية تصاحب الحمل.
الأعراض
ماهى اعراض هذا المرض ؟؟؟
أعراض السكري فهي كثيرة، يمكن إجمالها بشكل عام في:
– الوهن والضعف العام.
– العطش وزيادة الشرب.
– تكرار البول.
– فقدان ونقص الوزن.
– الإكثار من الأكل.
– زغللة في البصر.
– ألم في البطن وقيء مستمر
– اختلال في الوعي.
وكثيرا ما يستهين المصاب والمشخص بهذه الأعراض، أو يعزونه إلى مرض آخر؛ ففقدان الوزن قد يفسر خطأ على أنه ناجم عن اضطرابات نفسية أو فقدان للشهية ..، وكثيرا ما يعزى الوهن والضعف إلى الإجهاد أو فقر الدم ويعالج بالفيتامينات والحديد…
وتتشابه هذه الأعراض لدى الفئات العمرية كلها، وبالتالي لا يمكن تصنيف الأعراض حسب الأعمار، إنما تصنف حسب أنواع السكري،
ووجه الاختلاف الوحيد في هذه الأعراض هو الشدة :
فأعراض النوع الأول من السكري تظهر عادة بشكل سريع ومتلاحق، في غضون عدة أسابيع، مع فقد كبير في الوزن، وإذا لم يشخص المرض بشكل سريع وبقي دون علاج تطورت الحالة إلى مظهر أكثر خطورة يدعى ( الحماض الكيتوني السكري)،
فيما تظهر أعراض النوع الثاني بطيئة وتدريجية وفي بعض الأحيان يكون النوع الثاني من المرض موجودًا دون أعراض أو حتى قد يصاب المريض بمضاعفات قبل ظهور الأعراض.
الاسباب
و لكن الواحد منا يتساءل على اسباب الاصابة به ؟؟؟
تتنوع العوامل المسببة لهذا الداء بين الوراثة والبيئة المحيطة والتغذية وأمراض البنكرياس…، فنجد الاتى :
1- العوامل الوراثية :
إن فكرة الوراثة في السكري واردة لكثرة حدوث هذا الداء بين الأقارب، وتختلف هنا أنواع مرض السكري في كيفية حدوث المرض لدى الأشخاص؛ ففي السكري المعتمد على الأنسولين يكون المؤشر الحيوي لخطورة الإصابة هو مدى تشابه مستضدات التلاؤم النسيجي بين المريض وأقاربه وهذه المستضدات هي جينات معينة في مواقع محددة على الكروموسوم السادس، وتسمى بهذا الاسم لأن توافقها بين النسيج المزروع (مثل زراعة الكلى) وجسم المريض ضروري لنجاح العملية، وقد وجد أن هناك أنواع معينة من هذه المستضدات تكون مصحوبة باحتمالية أكبر للإصابة بالسكري من النوع الأول، أما في السكري غير المعتمد على الأنسولين فالمؤشرات الحيوية هي : ضعف تحمل الجلوكوز (عند اختبار الدم) مؤقتا خلال الحمل، وضعف إفراز الانسولين عند تنشيط خلايا بيتا البنكرياسية بواسطة الجلوكوز.
2- العوامل البيئية والمكتسبة ومنها:
أ- الفيروسات : ثبت أن عددا من الفيروسات تتسبب في ظهور السكري المعتمد على الانسولين؛ فمن الممكن أن تؤدي إلى التهاب في الخلايا المفرزة للأنسولين، إذا وجد الاستعداد الوراثي لذلك ..، ومن هذه الفيروسات : الحمى النكفية، والحصبة الألمانية وفيروسات كوساكي ب-3.. ، وقد تؤثر هذه الحمات مباشرة على خلايا بيتا، وخلايا بيتا هي خلايا الحميات المتخصصة في جزر لانجرهانز في البنكرياس والمسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين.
ب- السموم: ومنها: النيتروزايمن، وهي مادة موجودة في بعض الأغذية، كما تنجم عن استعمال أدوية مضادات الحموضة في المعدة، وكذلك: التيبوكة، وهي نبات جذري نشوي، يستعمل دقيقه في صناعة الحلوى في بعض البلدان النامية، وتحتوي على مادة السيانيد ذات التأثير السمي ..، وهذا كثير الحدوث في الأطفال والشباب في البرازيل والهند ونيجيريا و أوغندا..
3- التغذية :
فزيادة الوزن عن الحد الطبيعي تقلل من فاعلية الانسولين..، مما يؤدي إلى فشل في عمل خلايا بيتا .. مما يؤدي إلى الإصابة بالسكري، وكذلك فإن سوء التغذية لا يقل تأثيرا و سوءا؛ فقد لوحظ أن الحرمان الطويل من البروتينات في الأطفال يؤدي إلى تلف خلايا بيتا، ما يؤدي إلى ظهور ما يسمى (سكري جامايكا).
4- الإجهاد الحاد والمستمر .. فمختلف أنواع الإجهاد التي من أهمها :
الجلطة القلبية والجراحة والحروق والانفعالات النفسية الحادة …تؤدي إلى نقص تحمل السكريات في الجسم وارتفاع معدل السكر في الدم، وبزوال حالات الاجهاد هذه يعود السكر إلى مستواه الطبيعي، غير أنه في الأشخاص الذين يحملون الاستعداد الوراثي للسكري غير المعتمد على الانسولين قد تتطور حالة (ضعف تحمل السكريات) إلى مرض السكري.
وهناك أسباب أخرى للإصابة، منها :
– استعمال بعض الأدوية مثل الكورتيزون والتيازايد والايبانوتين ومشتقاتها إذا استخدمت بشكل مفرط وعلى مدى طويل.
– أمراض البنكرياس مثل التهاب البنكرياس المزمن وأورام البنكرياس واستئصال البنكرياس كليا أو جزئيا، والسكري الناجم عن مثل هذه الحالات يختلف عن أنواع السكري الأخرى؛ إذ لا يرافق انخفاض معدل الانسولين في الدم ارتفاع في معدل الجلوكاجون ، حيث أن الجلوكاجون هو الهرمون الرئيس المضاد لعمل الأنسولين والذي يفرز إيضا من خلايا خاصة تسمى خلايا ألفا في جزر لانجرهانز في البنكرياس.
الوقاية
و مرض السكرى مثله مثل اى مرض اخر , يمكن الوقاية منه و ذلك ب
أ- ممارسة الرياضة البدنية.
ب- تنظيم الغذاء وتناول الغذاء الصحي المتوازن.
ج- تخفيض الوزن إلى المعدل الطبيعي، إن كان زائدا.
د- تجنب الأدوية التي قد تساعد في سرعة إظهار السكري مثل الكورتيزون.
ه- التخفيف من العوامل المساعدة على تصلب الأوعية الدموية، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم وزيادة الشحميات في الدم.
و- فحص السكر في حالة الصيام فوق سن الأربعين للتحري عن السكري.
ز- ينصح بعمل هذا الفحص في سن أقل من أربعين سنة في حال وجود:
– تاريخ مرضي عائلي.
– السمنة.
– ارتفاع الكوليسترول.
– ارتفاع ضغط الدم.
– تصلب شرايين القلب.
– سكري الحمل.
– التهاب البنكرياس المزمن.
فقد صدق من قال: درهم وقاية خير من قنطار علاج، لذا لا تطلق لنفسك العنان في الخمول والأكل غير المحسوب ..، بل كن حذرا؛ فأن تحرم نفسك قليلا خير من أن تحرمها دائما…
العناية
و اذا الله سبحانه و تعالى ابتلاءنا بهذا الابتلاء , يمكن العيش معه بسهوله بالغة ,
و ذلك ب
1- الابتعاد عن الأغذية المحلاة بالسكر، أو تناولها بكميات معتدلة .
2- الحد من تناول الدهنيات من أصل حيواني ونباتي كاللحوم والبيض والسمن والزيت، لتجنب البدانة وأضرار الكوليسترول.
3- الاكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل :الخبز الأسمر، الحبوب بأنواعها، شوربة الشعير، البقوليات مثل: الفول والبازلياء الخضراء والفاصولياء البيضاء على أن تؤكل مع قشورها، إضافة إلى الخضراوات والفواكه الطازجة ذات القشور مثل: التفاح والخوخ (تناول حبة واحدة او اثنتين يومياً) والبندورة والبطاطا والأرز البني غير المقشور.
4- التقليل من الملح في الطعام.
5- الابتعاد عن الكحول و التدخين .
6- تناول خمس وجبات يوميا مع مراعاة التقليل في كمية الوجبة.
7- ممارسة التمارين الرياضية , و شخصيا انصح برياضة المشى مع لبس حذاء يكون اكبر من قياسك , حتى لا يكون هناك ضغط على الاصابع خاصة
8- العناية بنظافة الجسم عامة و خاصة بنظافة الارجل , و بعد الوضوء للصلاة لا بد ان نقوم بتنشيف الارجل و عدم لبس الجوارب و هى غير ناشفة , حتى لا نسبب فى الفطريات التى هى اساس المرض بقدم السكرى الذى ينتج عنه فى الاغلب بترها
وقد يؤدي السكر لمضاعفات عديدة منها :
1- ارتفاع مستوى السكر في الدم فوق 24 مم/دسل . ومن أعراضه الإحساس بالعطش الشديد والبول المتكرر والتعب والغثيان . وقد يؤدي هذا إلى زيادة الأحماض الأمينية في الدم ، لأن الخلايا حينما تحس بالجوع الشديد تلجأ إلى الدهون فتكسرها لإنتاج الطاقة ، وهذا التكسير ينتج عنه الأحماض الأمينية التي إذا زادت في الدم تحدث تأثيراً سيئاً في الجسم قد يؤدي إلى فقدان الوعي والإغماء
2- انخفاض مستوى السكر في الدم : ويكون إما بسبب زيادة جرعة الدواء أو الإهمال أو تقليل كمية الطعام أو بسبب عمل مجهد للجسد شديد لفترة طويلة . ومن أعراضه الرعشة والتعب والجوع والدوار وعدم التركيز . وفي حالة الانخفاض الشديد قد يحصل فقدان للوعي ، وإغماء بسبب نقص كمية السكر المغذية لخلايا المخ ، لذا يجب ملاحظة انخفاض السكر وعلاجه على وجه السرعة
. 3- مضاعفات أخرى قد تحدث بعد عدة سنوات من الإصابة بالسكري بسبب عدم التحكم الجيد بمستوى السكر في الدم فتصاب العينان أو الكليتان أو القلب أو الأعصاب . وأهم وسيلة لمنع أو تقليل المضاعفات هو التحكم الجيد بالسكر من خلال الحمية الجيدة وممارسة الرياضة بشكل منتظم والاهتمام بأخذ الأدوية في وقتها بالجرعة الصحيحة .
بالمناسبة انا اصبت بهذا المرض و انا عندى 4 سنوات و الان عندى 30 سنة
و الحمدلله , لحد الان لا يوجد اى مضاعفات
و متزوجة و ام لاربع اطفال و اعيش حياتى بهدوء
و لا يخطر على بال احد اننى مبتليه به
هذا الابتلاء دفعنى لاتخصص فيه , حتى اعرف مرضى عن كثب
و وجدت ان العيش مع مرض السكرى من اسهل ما يكون لو وصل الانسان لدرجة كافيه من الوعى , و الابتعاد على كل ما يمكن ان يؤدى الى مضاعفات و الاعتناء بنظافته و بصحته ككل , و اظن ان اعتناء الفرد بجسمه يدخل ضمن العادة حتى لو لم يكن الفرد مصاب بهذا المرض
يتبع