الصدق أساس الإيمان – عبد العزيز الفوزان
الصدق أساس الإيمان
د.عبدالعزيز بن فوزان الفوزان
الاربعاء 23 جمادى الأولى 1443 الموافق 28 مايو 2022
عدد القراء : 182
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، أحمده –سبحانه- يحب الصالحين ويبغض أرباب الفجور. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق المبرور، أرسله بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ما توالت الأيام والشهور.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}[1]
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}[2]
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}[3]
أيها الأحبة في الله
لا يستوي الحق والباطل، كما لا يستوي الطيب والخبيث، فالحق نور يهدي إلى الصراط السوي، ويوصل إلى الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، والباطل مسلك مظلم، وسبيل دوية مهلكة. {أ فمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم}[4]. وإن أساس الحق وعماده الذي يقوم عليه: هو الصدق في الأقوال والأفعال، والالتزام به في كل حال، والتخلق به ظاهراً وباطناً، ومصاحبة الصادقين، امتثالاً لأمر ربنا حيث يقول: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}[5] أي: كونوا مع الصادقين في عبادة الله، فاعبدوه بقوة وعزم، وجد وتشمير، واعبدوه مخلصين له الدين، غير مرائين ولا مسمّعين .
واصدقوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في اتباعه ظاهراً وباطناً، في العسر واليسر، والمنشط والمكره، غير مقصرين في سنته ولا مبتدعين.
واصدقوا الناس في معاملاتهم، لا تخبروهم بخلاف الواقع، ولا تواعدوهم فتخلفوهم، ولا تخادعوهم في البيع والشراء وسائر المعاملات ذلكم كله هو الصدق الذي أمركم الله به في قوله :{اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وأمركم به رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً"[6] .
فأخبر أن للصدق غاية، وأن للصادقين مرتبة عالية. أما غاية الصدق فهي تحصيل البر والخير، ثم الفوز بالجنة، وأما مرتبة الصادق بين المؤمنين فهي الصديقية التي تلي مرتبة النبوة، قال تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً}[7].
والصدق في الأقوال: هو تقرير الواقع الصحيح دون زيادة أو نقصان، ودون تدليس أو تلبيس. والصدق في الأفعال: هو مطابقة ظاهر العبد لباطنه، وتصديق فعله لقوله.
أيها المسلمون
وفضائل الصدق وعواقبه الحميدة كثيرة مشهورة، ويكفي أن الله تعالى أمر به وأثنى على أهله، ووعدهم عليه بأحسن جزائه وفضله، وجعله من أخص أوصاف أنبيائه ورسله، لأن الصدق أساس الأخلاق الرفيعة، ومقدمة الصفات الحميدة، والداعي إلى فعل كل فعل جميل، وقول سديد. وهو علامة على رفعة المتصف به، وكمال مروءته وعقله وشرفه وفضله .
وقد كان أهل الجاهلية على كفرهم يتورعون عن الكذب، ويتحاشونه في أقوالهم وأفعالهم، ولا يتخذونه منهجاً لحياتهم، أو سبيلاً لبلوغ مآربهم يفعلون ذلك خشية المسبة والعار. فهذا أبو سفيان بن حرب ذهب قبل أن يسلم في ركب من قريش تجاراً إلى الشام. فلما سمع بهم هرقل – ملك الروم- بعث إليهم ليسألهم عن محمد صلى الله عليه وسلم ذلك النبي الجديد الذي خرج في مكة. قال أبو سفيان: "فو الله لولا الحياءُ من أن يأثروا عليّ كذباً لكذبت"[8].
هكذا -أيها الإخوة – يأنف الأشراف الكرام عن الكذب وهم كافرون، ويخشون أن يؤثر عنهم كذبة واحدة، فكيف بكم أنتم أيها المؤمنون؟!! وقد أمركم الله تعالى بالصدق ورغبكم فيه، وبين لكم عواقبه الحميدة، وثماره الطيبة في العاجل والآجل، ونهاكم عن الكذب وحذركم منه، وبين لكم سوء عاقبته، ومغبة مقارفته في عاجل أمركم وآجله .
قال بعض السلف: "لو لم يترك العاقل الكذب إلا مروءة، لقد كان حقيقاً بذلك. فكيف وفيه المأثم والعار؟!! ".
إن الكذب عنوان الرذيلة، ودليل ضعة النفس، ودناءة الطبع، وقلة العزة والأنفة .
إذا المرء أخطـأه ثلاث فبعه ولو بكف من رماد
سلامة صدره والصدق منه وكتمان السرائر في الفؤاد
بالصدق – أيها الإخوة – يصل العبد إلى منازل الأبرار، ويرتفع في الدنيا والآخرة، وبالصدق تحصل النجاة من جميع المكاره والشرور، فالصدق منجاة، وحبل الكذب قصير، وكم من مدبرٍ كذباً ومزوقه ومزخرفه حتى لكأنه خبر قاطع، وأمر محقق وواقع، وما هو إلا زمن يسير، حتى يفضحه العليم الخبير، فينكشف زيفه، ويفتضح أمره، ويظهر كذبه ومينه، ويسقط جاهه وقدره. وعلى نفسها جنت براقش، و{من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد}[9] .
وإذا كان الصدق منجاة من المكاره والشرور، وسبباً لرفعة المنزلة في الدنيا والآخرة فإنه كذلك سبب للبركة في البيع والشراء، والزيادة والنماء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما، محقت بركة بيعهما"[10] ولهذا فإنك لا تجد صادقاً في معاملته، إلا وجدت الناس إليه منجفلين، و إلى معاملته مسرعين وإلى خبره مطمئنين، ورأيت رزقه رغداً، وماله صعداً، ووجدت له محبة في القلوب، وتقديراً لأمانته وصدقه وعرفاناً بحقه وفضله، يطمئن إليه القريب والبعيد، ويسارع الناس إلى معاملته وترويج سلعته، ويأتمنونه على أموالهم وأسرارهم. ومتى حصل منه كبوة أو زلة، فصدقه شفيع مقبول.
والكاذب لا يؤمن بالمرة، ولا يصدق في مثقال ذرة، ولو قُدر صدقه أحياناً، لم يُصدق، ولم يحصل بكلامه ثقة ولا طمأنينة. ألم تروا إلى قول الله – عز وجل- في إخوة يوسف عندما قالوا لأبيهم: {يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين* واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها و إنّا لصادقون* قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً }[11]. فصدقهم هذا أبطله كذبهم الأول حينما قالوا عن يوسف :{فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين}[12].
أيها الأحبة في الله
إن الكذب آفة ما انتشرت في مجتمع إلا قوضت دعائم سلامته، وهدمت أركان استقراره، ونزعت الثقة بين أفراده. وإن تقدم المجتمع واستقراره، مرهون بشيوع الصدق بين أفراده، وحرصهم على البعد عن الكذب في عباداتهم ومعاملاتهم، وفي وظائفهم وأعمالهم، وفي بيوتهم وأسواقهم، وفي تعليمهم ووسائل إعلامهم، وفي جميع شئون حياتهم .
وإن أولى الناس بالصدق والتخلق به: العلماء وطلاب العلم الذين ورثوا الأنبياء في رسالتهم، وفي تبليغ الدين الذي جعله الله أمانة في أعناقهم، يجب أن يكونوا القدوة الحسنة في التزامهم بالصدق وتحريهم له في أقوالهم وأفعالهم، وأن يعملوا بما يحملونه من العلم، ويعرفونه من الدين، كما قال الله تعالى :{ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}[13] فهم أولى الناس بالصدق والأمانة والبعد عن الكذب والخيانة، والتدليس والتلبيس، والدغل والغش، والمكايدة والمخادعة.
والتاجر الذي يعرض سلعته، يؤمل فيها الربح المبارك، يجب عليه أن يتحرى الصدق في بيعه وشرائه، فلا يروج سلعته بالكذب، والأيمان الفاجرة، ولا يكتم ما فيها من عيب وخلل، تدليساً وتلبيساً، أو استغفالاً للمشتري، واستغلالاً لطيبته وسلامة صدره، أو لوثوقه بالتاجر وانخداعه به. فإن ذلك كله يمحق الكسب ويذهب بركة الربح، ويجلب غضب الرب ومقته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمين بإثم ليقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق لقى الله عز وجل وهو عليه غضبان" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} متفق عليه [14] .
وقد قيل في هذه الآية إنها نزلت في رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عرض سلعة في السوق، وحلف بالله ،: لقد أعطى بها كذا وكذا وهو كاذب، ليخدع من يريد شراءها منه.
وفي صحيح مسلم عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: المنان بعطيته، والمنفِّق سلعته بالحلف الكاذب، والمسبل إزاره "[15] .
وأنتم أيها الموظفون المؤتمنون على مصالح الأمة، كل منكم على ثغرة من ثُغر هذا الدين، ومسؤول عن مصلحة من مصالح المسلمين، فاللهَ اللهَ بالصدق والأمانة، والالتزام بالعهود وحسن المعاملة، والنصح للمسلمين، وبذل الجهد في معاونتهم وقضاء حوائجهم وتسهيل معاملاتهم.
إن الموظف مهما ارتفعت وظيفته، واتسع نفوذه، وتشعبت مسؤولياته، وتعددت صلاحياته، مطالب بأن يتقي الله تعالى في عباده ويصدق في معاملتهم، ويفي بالوعود التي يقطعها لهم، ويتحرى الصدق فيما يرفعه عنهم إلى ولاة الأمور من تقارير وأحكام وإفادات، فلا يقرر غير الواقع، ولا يلبِّس أو يحابي، ولا يجامل أناساً على حساب آخرين، وإلا كان غاشاً لأمته، ظالماً لرعيته، خائناً لأئمة المسلمين وعامتهم، وهو جدير بأن يحل عليه غضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم"[16].
وقل مثل ذلك في حق من يعمل في وسائل الإعلام، ويتصدى لإشاعة الأخبار، فإنه يجب عليه أن يتحرى الصدق فيما ينقله ويرويه، فلا ينقل كذباً، ولا يشيع باطلاً، فإن الكذب حين يذاع في وسائل الإعلام، ينتشر بين العامة، ويروج في المجتمع كافة، فيعظم خطره، ويتفاقم ضرره، ويكون جزاء صاحبه عند الله عظيماً، وعقابه شديداً أليماً.
ويدل لذلك حديث سمرة بن جندب في رؤيا طويلة رآها النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها: أنه قال: "فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه، فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينيه إلى قفاه، ويتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه مرة أخرى… ثم قال في آخر الحديث: "إن الذي رأيته يشرشر شدقه، هو الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، فيصنع به هكذا إلى يوم القيامة "[17] .
فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله في أنفسكم، وفي دينكم، وفي إخوانكم ومجتمعكم. عليكم بالصدق والأمانة، وإياكم والكذب والخيانة. أليس من العار عليكم يا أهل الإسلام أن يصدق غيركم ومنكم من يكذبون ؟ !! أو ليس من الفضيحة أن يتخلق غيركم بالفضائل وأنتم عنها معرضون ؟ أو ليس من العجز والحرمان أن يحرص غيركم على الصدق من أجل الكسب وتحصيل الدنيا، وأنتم تهملون الصدق فتخسرون الدنيا والآخرة .
أفيعجبك أيها المسلم ـ إذا كذبت ـ أن يقال عن المسلمين: إنهم كاذبون، إنهم خائنون، إنهم غشاشون ومدلسون. ألم تعلم أيها المسلم أنك عنوان لدينك، ومثال له، وصورة عنه شئت هذا أم أبيت. أفترضى نسبة العيب إلى دينك، وتنقيصه بسوء أفعالك، وتشويه صورته بقبح أخلاقك وأعمالك.
لقد فتح المسلمون كثيراً من البلدان، ليس بالسيف والسنان، وإنما بالصدق في المعاملة والوفاء بالعهود، وأداء الأمانات، والعفة عن الفواحش والمنكرات، والحفاظ على الحقوق والحرمات، وإتقان العمل، والصدق في الالتزام والتدين، فحين رأى أهل تلك البلاد هذه الأخلاق الفاضلة على التجار المسلمين الوافدين إليهم، قالوا: إن ديناً يجعل أتباعه هكذا لدين خير وعدل، فأسلموا بسبب ذلك.
أما اليوم فإن كثيراً من المسلمين مع الأسف الشديد – وأعيذكم بالله أن تكونوا منهم- ينفِّرون من الإسلام بسوء أفعالهم، وسفالة أخلاقهم. تناقض بين المبادئ والسلوك، وكذب في المقال، وإخلاف للوعود، وغدر في العهود، وخيانة للأمانة، وفجور في الخصومة، وملاحاة ومراء، وتصنع ورياء.
فنسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يزيننا و إياهم بزينة الإيمان ويجعلنا هداة مهتدين، اللهم اهدنا لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئ الأعمال والأخلاق لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
الخطبة الثانية
الحمدلله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لاإله إلا الله الملك الحق المبين. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أيها المسلمون: لقد قسم الله الخلق إلى قسمين: سعداء وأشقياء، فجعل السعداء هم أهل الصدق والتصديق، والأشقياء هم أهل الكذب والتكذيب، وأخبر سبحانه أنه لا ينفع العباد يوم القيامة إلا صدقهم، فقال: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم}[18] أي: صدقهم في إيمانهم وأقوالهم وأفعالهم. وجعل سبحانه علم المنافقين وعنوانهم: الكذب في أقوالهم وأفعالهم. فكل ما نعاه عليهم من الأخلاق الذميمة والصفات الرذيلة فأصله الكذب والمخادعة. يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر " متفق عليه[19].
فالكذب بريد النفاق وعلامته، وحليته ولباسه، ولبه وأساسه، كما أن الصدق بريد الإيمان ودليله، وحليته ولباسه، ولبه وروحه.
وما تأخرت الأمة في هذا الزمن وصارت في ذيل القافلة تابعة ذليلة، مع كثرتها العددية، وسمو عقيدتها وشريعتها، وكونها خير أمة أخرجت للناس، إلا بسبب بعدها عن دينها، وقلة صدقها والتزامها، وإيثارها للدنيا على الآخرة، فما أجدرنا بالعودة الصادقة إلى ديننا، وأن نكون صادقين مع ربنا، صادقين مع أنفسنا والناس من حولنا، وأن نجعل الصدق شعارنا ودثارنا، ورائدنا في جميع أقوالنا وأفعالنا، وأن نربي عليه نساءنا وأولادنا، وإخواننا وطلابنا، لنفوز بالخير الذي وعدنا ربنا حيث يقول: {فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم}[20].