التصنيفات
منوعات

خطب جامع الشيخ محمد في عنيزة : علم الساعة وثواب المؤمن – وجزاء الكفار بعد موتهم

خطب جامع الشيخ محمد في عنيزة :
علم الساعة وثواب المؤمن – وجزاء الكفار بعد موتهم

الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء شهيد قدر ما شاء بحكمته وهو الفعال لما يريد وقسم عباده إلى قسمين منيب إلى ربه وعاصي مريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الولي الحميد وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الرسل وخلاصة العبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم ومن تبعهم بإحسان في هديهم الرشيد وسلم تسليما…
أما بعد
فقد قال الله عن نفسه قال سبحانه عن نفسه عالم الغيب (فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رقدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا) إن العالم نوعان عالم حسي مشموم أو مسموع أو مدرك بغير ذلك من قوى الحس فهذا يشترك بالإحاطة به كل من له قوة حاسة تدركه ولا ينكره إلا مكابر أو مجنون وعالم غيبي لا يعلمه إلا الله أو من أطعله الله من رسوله على من شاء على ما شاء منه لحكمة اقتضت ذلك فمن العلوم الغيبية التي أختص الله بها ولم يطلع عليها أحداً من خلقه لإنتهاء الحكمة في إطلاع الخلق عليها من هذه العلوم علم الساعة إنه لا يدري أحد متى تقوم الساعة إلا الله عز وجل يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفيٌ عنها قل إنما علمها عند الله ) ولقد سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما المسئول عنها بأعلم من السائل فمن أدعى من أدعى أنه يعلم متى تقوم الساعة فهو كاذبٌ كافر ومن صدقه في ذلك فقد كذب الله ورسوله فهو كافر وإذا كنا لا نعلم متى تقوم الساعة فإننا لا نعلم بأي سبب تكون سواء أنها من آيات الله وقدرته (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله علي كل شئ قدير ) فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكةً واحدة فيومئذٍ وقعت الواقعة ومن المعلوم الغيبية التي أطلع الله عليها رسله وبلوغها إلى الناس لمصلحتهم في ذلك ولا طريق إلى العلم بها إلا من طريق الرسل من هذه العلوم الغيبية علم ما يجري على الناس بعد موتهم ومفارقة أرواحهم لأجسادهم فإن الناس قد علموا ذلك عن طريق الوحي الذي نزل على الرسل من الخلاق العليم بكل شيء فقد أخبر الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بما يشفي ويكفي وتصلح به أمور ديننا ودنيانا أخبرنا عما يجري للمؤمن وما يجري للكافر فأما المؤمن الذي استقام على دين الله فله السرور والفرح والنعيم قال الله عز وجل ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها مما تدعون نزل من غفور رحيم) وقال تعالى (كذلك يجزئ الله المتقين الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يبشر عند موته فيقال لروحه أخرجي أيتها الروح الطيبة راضية مرضية أخرجي إلى روح وريحان وركب غير غضبان وأنه يفسح له في قبره مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفرش له من الجنة ويلبس منها فيكون ما أنتقل إليه من النعيم خير من الدنيا وما فيها أيها المؤمنون أن الناس يظنون أن الناس إذا انتقلوا إلى القبور فإنما ينتقلون إلى قبور ضيقة وهي وإن كانت ضيقة بحسب ما يراه الناس في الدنيا فإنها ليست ضيقة على المؤمن أنه يفسح له في قبره مد بصره ليس ذراعاً ولا ذراعين ولا متراً ولا مترين وإنما هو مد البصر يفسح له ويفتح له باب إلى الجنة أما الكافر الذي لا يدين بدين الإسلام سواء كان يهودياً أم نصرانياً أم مجوسياً أم وثنياً أم ملحداً لا يعلن بدين أو مرتداً عن دين الإسلام ينتسب إلى الإسلام وهو يسخر بالإسلام أو يسخر بشعائر الإٍسلام فإن له الغم والحزن والعذاب عند موته وفي قبره أسمعوا قول الله عز وجل (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطي أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون)فأما قوله (أخرجوا أنفسكم) إنه يدل على أنهم شحيح في أنفسهم لا يريدون أن تخرجوا من أبدانهم لأنهم يبشرون بالعذاب فلا يريدون العذاب ويقول الله تعالى (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) ويقول تعالى (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم أتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه ) أتبعوا ما يسخط الله وكرهوا ما يرضيه وقال تعالى عن آل فرعون (وحاط بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدواً وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٍ من هذه الأمة يعني أمة الدعوة يهوديٌ ولا نصرانيٌ ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار أستمع أيها الجاهل أستمع يا من تظن أن دين اليهودية والنصرانية باقي مرضي عنه استمع إلى جزاء من يتمسك بدين اليهود والنصارى بعد أن يسمع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به أستمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول عنه إلا كان من أصحاب النار وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة وصح عنه صلى الله عليه وسلم في الكافر أنه إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة يجيئه ملك الموت فيبشره بالعذاب يقول لروحه أخرجي أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده لسوء ما بشرت به فينتزعها كما ينتزع الدبوس من الصوف المبلول المتشبث به ولا تفتح أبواب السماء لها وتعاد إلى جسده فيسأل عن ربه ودينه ونبيه فيحال بينه وبين الجواب وإن كان يعرفه في الدنيا ثم يضيق عليه القبر حتى تختلف عليه أضلاعه ويفتح له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضرب بمطارق من حديد فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين هذا أيها المؤمنون ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من عذاب الكافرين وحزنهم عند موتهم وفي قبورهم وإلى أبد الآبدين إنه لكل كافر سواء كان يهودياً أم نصرانياً أم مجوسياً أم وثنيا أم مرتداً عن الإسلام يسخر به أو بشئ من شعائره أو يأتي بشيء من أسباب الردة فليس له بعد الموت نعيم ولا سرور ولا تخفيف من العذاب ويقول الله عز وجل (إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنكم ماكثون ) وقال تعالى (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون ولياً ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول ) وقال الذين في النار لخزنة جهنم أدعوا ربكم يخفف عنا يوم من العذاب أما النعيم والسرور والفرح والحبور بعد الموت فإنه للمؤمنين المستقيمين على أمر الله ورسوله (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنات نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين ) أسال الله أن يجعلني وأياكم منهم بمنه وكرمه أساله أن يجعلنا من المقربين الذين ينعمون بالروح والريحان وجنة النعيم فاتقوا الله عباد الله وأمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لأن لا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل لله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآياته والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم…

الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس أتقوا الله تعالى وأعلموا أنكم تنتقلون من هذه الدنيا إلى دار الجزاء والثواب من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد إن الميت إذا مات أتبعه ثلاثة أتبعه أهله وماله وولده أتبعه أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع المال والأهل ويبقى العمل العمل هو قعيدك في قبرك أنيسك في وحشتك فإن كنت من المؤمنين فأعمل يا أخي صالحاً لذلك اليوم لعلك تكون من السعداء ولا تكون من الأشقياء إن المؤمن من أسباب المغفرة أن يكثر المصلون عليه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من مات فقام عليه أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه إي جعلهم شفعاء فقبل شفاعتهم به أي فقبل شفاعتهم له ولهذا ينبغي لمن يصلى على الميت أن يخلص له الدعاء والتكبيرات على الميت أربع وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كبر خمساً قال العلماء وله أن يكبر ستاً وسبعا لأن ذلك ورد عن الصحابة رضي الله عنهم والمعلوم للجميع أن التكبيرة الأولى تقرأ فيها الفاتحة وإن قرأ معها سورة فلا بأس وفي الثانية يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وفي الثالثة يدعوا بما ورد إن كان يعرف ما ورد وإلا دعا للمسلمين وللميت وبعد الرابعة قال بعض العلماء يسكت وقال بعض العلماء يدعو ثم إنه ينبغي لمن حمل الجنازة أن يحملوها على أعناقهم لأن ذلك هو السنة ولأن ذلك أبلغ في الموعظة فإن الناس إذا رأوا الميت محمولاً رقت قلوبهم وتذكروا الموت والآخرة ولأن ذلك قد يو قد يوجب لبعض الناس الذين يشاهدونه أن يتبعوه إلى المقبرة ويصلوا عليه ويشاركوا في دفنه وهذه مصلحة للميت وللمشيعين أيضاً أما ما زاده الناس اليوم من كونهم يحملون الأموات على السيارات ثم تتبعهم سيارات كثيرة كأنما هم في وليمة عرس فإن هذا خلاف السنة بلا شك ولهذا كرهه أهل العلم حتى إني رأيت بعض المعاصرين قال إنه موروث عن الكفار الكفار هم الذين يفعلون ذلك لأن لا يذكروا الناس بالموت فتتكدر عليهم دنياهم فيذهبون على هذا الوجه حتى لا يشعر بالجنازة ولا تشاهد وعلى هذا فالسنة أن تحمل الجنازة على الأعناق إلا أن يكون هناك حاجة لكونه مطراً أو برداً شديداً أو حراً شديداً أو كان المشيعين قليلين يتعبهم حملها إلى المقبرة ونحو ذلك من الحاجات فلا بأس أن تحمل حينئذٍ وينبغي أن يشارك الإنسان إذا حضر الدفن في الدفن فيحثوا ثلاثة حثايات على القبر وينبغي أن يرفع القبر عن الأرض قدر شبر وأن يكون مسنماً لا مسطحاً وكثيرٌ من الناس يظنون أن التسطيح أفضل ولكن هذا من جهلهم فالتسنيم بأن يكون له حد هذا هو الأفضل وهو الأولى وهو الذي كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم وهو أنفع حتى لا يبقى المطر على ظهر القبر فربما يروى من الماء ثم يتهدم اللبن على الميت أما إذا كان مسنماً فإن الأمطار تنحدر يميناً وشمالاً ولا تكون على نفس القبر ومن المؤسف أن كثيراً من الذين يدفنون الناس يكونوا جاهلين بهذا الأمر فيسطحونها ولا يسنمونها ولكني أعتقد أن كل إنسان يسمع بالحق من المؤمنين فإنه سوف يتبعه إنشاء الله وينبغي إذا فرغ الإنسان من دفن الميت أن يقف عنده وأن يسأل الله المغفرة له والتثبيت لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم وأسالوا له التثبيت فإنه الآن يسأل أن يسأله الملكان عن ربه ودينه ونبيه وأما العزاء فإنه يعزى من أصيب بالميت إي من حزن بموته سواء كان قريباً للميت أم بعيداً عنه لأن المقصود بالتعزية تقوية قلب المصاب حتى يصبر على المصيبة وليس لها لفظ معين وأحسن ما يعزى به ما عزى به النبي صلى الله عليه وسلم إحدى بناته حين أرسلت إليه رسولاً تطلب منه أن يحضر لأن عندها طفلٌ محتضرٌ في سياق الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرسول مرها مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شئ عنده بأجل مسمى هذه خمس جمل من أحسن ما يعزى به تقول له أصبر واحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شئ عند بأجل مسمى هذه تؤثر على قلب المصاب تأثيراً بالغاً أما العبارة التي يقولها الناس وهم لا يدرون عن معناها وإنما أخذوها كابر عن كابر عظم الله أجرك وأحسن عزاك وغفر لك ولميتك فهذه قالها بعض العلماء ولكنها لا تتعين بل أفضل ما يعزى به ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن التعزية لا يسن فيها التقبيل فإن التقبيل عند التعزية لا أصل له ولا ينبغي أن يقبل الناس بعضهم بعضاً عند التعزية لأن ذلك لم يرد أما المصافحة فارجوا أن لا بأس به لأن الإنسان إذا قابل أخاه المسلم فإنه يصافحه فيكون ذلك مصافحة من أجل المقابلة لا من أجل التعزية وأما الاجتماع للتعزية في البيت وانتظار من يأتي إلى البيت فإن هذا من المكروه وقد ذكر كثيرٌ من أهل العلم أنه من البدع ولذلك لا ينبغي لأهل الميت أن يصنعوه نعم لو أن أحدهم ألجأهم فقرع عليهم الباب فلا حرج أن يفتحوا له ويعزى ويمشي وأما الجلوس لاستقبال الناس فإن هذا لا أصل له من السنة فلا ينبغي أن يفعل المهم أنه ينبغي لنا أن نكون بصيرين في دين الله نتبع ما جاءت به السنة في كل أحوالنا لنعبد الله على بصيرة حتى لا نكون في أعمالنا مقلدين بلا دليل لأن المرجع كله كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم :عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة أسال الله تعالى أن يرزقني وإياكم الاستقامة على دينه وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والرزق الطيب الحلال الوافر وأساله أن يتم علينا جمعياً نعمته وأن يزيدنا من فضلنا وأن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يجعل ما أنزل علينا من المطر في هذه الأيام مقدمة خير لأمطار غزيرة نافعة غير ضارة وأن يعم بها أوطان المسلمين وأن ينزل فيها البركة إنه على كل شئ قدير وبعباده رؤوف رحيم وأعلموا أيها المؤمنون أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صلى وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أصلح ولاة أمورنا اللهم أصلح ولاة أمورنا اللهم أصلح ولاة أمورنا صغيرهم وكبيرهم اللهم أصلح رعيتنا شبابها وشيوخها وكهولها وذكورها وإيناثها يا رب العالمين اللهم أصلح لنا جميع أمورنا في ديننا ودنيانا إنك على كل شئ قدير اللهم حقق لنا الخيرية في هذه الأمة حتى نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وندعو إلى الحق ونتواصى به وبالصبر وبالمرحمة يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان إيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون…




نفع الله بك احتاه
جزاك الله خيرا



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

حقارة الكفار واليهود !!!

خليجية-تكبير الصورة-

شوفوا حقارة اليهود والكفار وين وصلت
استغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا باالله
انا لله وانا اليه راجعون " نزل الفلم الدنماركي "
فتنة * الذي يسخر من الحبيب نبينا محمد * صلى الله عليه واله وسلم *
حان الوقت لنقاطع المنتجات الدنماركية بصدق وجدية **** 1.6 بليون مسلم****
يستطيعون ضرب الاقتصاد الدنماركي (( ارسل الرسالة الى اكبر عدد من المسلمين
فإذا سألك الله ماذا فعلت لنصرة نبيك؟؟
تستطيع الاجابة ….

اللهم فاشهد اني اجتهدت وبلغت

لا تحرموني من ردودكم :0153:




التصنيفات
منوعات

نهي أهل الإسلام عن تهنئة الكفار بعيد الكريسمس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين.
وبعد : قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم) المائدة (51).وقال تعالى: لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم المجادلة (22).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: فأخبر سبحانه أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا ، فمن واد الكفار فليس بمؤمن، والمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة".

النهي عن حضور أعياد الكفار
اتفق أهل العلم على تحريم حضور أعياد الكفار والتشبه بهم فيها، وهو مذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة. انظر اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/425)، وأحكام أهل الذمة لابن القيم (2/227 – 527) والتشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي (533). لأدلة كثيرة جدا .

اجتناب المراكب التي يركبونها لحضور أعيادهم
قال مالك: "يكره الركوب معهم في السفن التي يركبونها لأجل أعيادهم لنـزول السخطة واللعنة عليهم" اللمع في الحوادث والبدع(1/492). وسئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخطة عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه الاقتضاء(2/625).

تحريم تهنئتهم بعيدهم
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل . فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه".ا هـ أحكام أهل الذمة (1/144 – 244).
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:ما حكم تهنئة الكفّار بعيد (الكريسمس)؟ فأجاب: تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق.رسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين(3/44).
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك .







شكرا ع الموضووع
بس هى مسألة تعود مش اكثر



خليجية



خليجية




التصنيفات
منوعات

التشبه بالكفار

التشبه بالكفار

• حكم الاحتفال بعيد ميلاد الشخص.
• حكم مشاركة الكفار في أعيادهم.
• إذا احتاجوا لكتابة التاريخ الميلادي.
• تعلم اللغة الأجنبية.
• لبس زي غير المسلمين.
• مشكلة الذوبان اللغوي للمسلين في الخارج .
• قص الشعر بالتساوي جائز دون تشبه بالكفار .
• تحريم الاحتفال بأعياد الكفار.
• هل يعتبر التأريخ بالتاريخ الميلادي موالاة للكفار .
• ضوابط التشبّه بالكفار .
• يريدون الزواج على الطريقة الهندوسية .
• الاستفادة مما عند الكفار .
• حكم فرق لشعر رأسها وعمل ما يسمى بالكعكعة .
• حكم ارتداء قلادة تشبه الصليب .
• ما ثياب الكفار التي نهينا عن لبسها ؟.

حكم الاحتفال بعيد ميلاد الشخص
ما حكم الاحتفال بمرور سنة أو سنتين مثلاً أو أكثر أو أقل من السنين لولادة الشخص وهو ما يسمى بعيد الميلاد ؟ أو إطفاء الشمعة . وما حكم حضور ولائم هذه الاحتفالات ، وهل إذا دعي الشخص إليها يجيب الدعوة أم لا ؟ أفيدونا أثابكم الله .

الحمد لله
قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين ولا أصل لها في الشرع المطهر ولا تجوز إجابة الدعوة إليها ، لما في ذلك من تأيد للبدع والتشجيع عليها . وقد قال الله سبحانه وتعالى: ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) وقال سبحانه : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون . إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ) .
وقال سبحانه : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون ) .
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) أخرجه مسلم في صحيحه . وقال عليه الصلاة والسلام : ( خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، و شر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ثم إن هذه الاحتفالات مع كونها بدعة منكرة لا أصل لها في الشرع هي مع ذلك فيها تشبه باليهود والنصارى في احتفالهم بالموالد . وقد قال عليه الصلاة والسلام محذراً من سنتهم وطريقتهم : " لتبعن سنة من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه : قالوا يا رسول الله : اليهود و النصارى ؟ .. قال : فمن ) أخرجاه في الصحيحين . ومعنى قوله " فمن" أي هم المعنيون بهذا الكلام وقال صلى الله عليه وسلم : "من تشبه بقوم فهو منهم "
(فتاوى إسلامية 1/115)

حكم مشاركة الكفار في أعيادهم
شاهدت الكثير من المسلمين يشاركون في احتفالات الكريسمس وبعض الاحتفالات الأخرى .
فهل هناك أي دليل من القرآن والسنة يمكن أن أريه لهم يدل على أن هذه الممارسات غير شرعية ؟

الحمد لله

لا يجوز مشاركة الكفار في أعيادهم للأمور التالية :

أولاً : لأنه من التشبه و " من تشبه بقوم فهو منهم . " رواه أبو داود ( وهذا تهديد خطير ) ، قال عبد الله بن العاص من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت خسر في يوم القيامة .

ثانياً : أن المشاركة نوع من مودتهم و محبتهم قال تعالى : ( لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء … ) الآية ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق … ) الآية .

ثالثاً : إن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه حديث : " لكل قوم عيد و هذا عيدنا " و عيدهم يدل على عقيدة فاسدة شركية كفرية .

رابعاً : ( و الذين لا يشهدون الزور …) الآية فسرها العلماء بأعياد المشركين ، و لا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو بيعها عليهم و جميع لوازم أعيادهم من الأنوار و الأشجار و المأكولات لا الديك الرومي ولا غيره و لا الحلويات التي على هيئة العكاز أو غيرها .

وقد سبقت إجابة عن سؤال مشابه فيها مزيد من التفصيل تحت رقم 947 .

الشيخ محمد صالح المنجد

إذا احتاجوا لكتابة التاريخ الميلادي
السؤال :
أفيد فضيلتكم علما بأن مكاتب المنتدى الإسلامي تقع في دول تتعامل بالتاريخ الميلادي ، ونحن نتعامل بالتأريخ الهجري ، فسبب لنا ذلك إحراجا في التعامل مع الدوائر الحكومية التي لا تتعامل بالتأريخ الهجري ، ومشكلة في تحديد الميزانية ، ودفع الرواتب ، ورفع التقارير المالية للجهات المختصة في تلك الدول .
فهل يجوز لنا الاعتماد على التاريخ الميلادي في المعاملات والميزانية ، من باب الضرورة ، مع قناعتنا الكبيرة بأهمية التاريخ الهجري ، وكونه شعارا للمسلين ، وعلامة من علامات التمايز عن الكافرين ؟.

الجواب :
لا بأس بالجمع بين التأريخين ، مع تقديم التأريخ الهجري ، ويكتب بعده الموافق لكذا وكذا ميلادي ، وذلك أن التأريخ الهجري يعتمد على الأشهر الهلالية ، وهي مشاهدة ظاهرة للعيان ، لا تخفى على ذي عينين ، وأما الميلادي فليس للأشهر علامة بارزة يعلم بها إلا الحساب ، ولذلك جاء الشرع الإسلامي باعتبار الاشهر العربية في الصوم والحج والاعتكاف ونحوها ، فالبداءة بالتاريخ الهجري فيه إظهار لشعائر الإسلام ، وخواصه بين من يجهله ، والله أعلم .
الؤلؤ المكين من فتاوى الشيخ ابن جبرين ص 53.

تعلم اللغة الأجنبية
السؤال :
هل تعلم اللغة الإنجليزية حرام أم حلال ؟ .

الجواب :
الحمد لله

إذا كان هناك حاجة دينية أو دنيوية إلى تعلم اللغة الإنجليزية ، أو غيرها من اللغات الأجنبية فلا مانع من تعلمها ، أما إذا لم يكن حاجة فإنه يكره تعلمها .

من فتاوى الجنة الدائمة 12/133.

لبس زي غير المسلمين
من لبس غير زي المسلمين هل عليه ضر في دينه وصلاته أم لا ؟ وهل لبس النبي صلى الله عليه وسلم ما يلبسه الأجناد في زماننا من قباء وغيره مما هو ضيق الكمين أم لا ؟

الحمد لله
يُنهى عن التشبه بالكفار في لباس وغيره ، للأحاديث الصحيحة المشهورة في ذلك وتنقص به صلاته ، وثبت في صحيح البخاري وغيره : أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس قباء في بعض الأوقات ، وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس جبة شامية ضيقة الكمين . والله أعلم .

من فتاوى الإمام النوي ص 61 .

مشكلة الذوبان اللغوي للمسلين في الخارج
نواجه نحن المسلمين في الخارج مشكلة الذّوبان اللغوي بحيث نتكلّم بلغة الكفّار في بلاد الغرب من حيث نشعر ولا نشعر ، مماشاةً لمن حولنا وتأثّرا بالوسط الذي نعيش فيه ، فما هو موقف الشريعة من هذا الأمر وكيف نتغلّب على المشكلة ؟

الحمد لله
اذكر شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله في شأن هذه المشكلة وتبيان خطرها وأثرها والموقف الشّرعي منها كلاما متينا نفيسا هذا نصّه :
" وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار ولرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه كما تقدم .
ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وارض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم ولا ريب أن هذا مكروه .
وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها الصغار في الدور والمكاتب فيظهر شعار الإسلام وأهله ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب عليه
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق
وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية
وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي
وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم
وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال فقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله .. " اقتضاء الصراط المستقيم 2/207
ونصح بالإضافة لما تقدّم بما يلي :
– أن يجاهد المسلمون أنفسهم هم وأهلوهم وأولادهم على أن يتكلموا باللغة العربية في بيوتهم ومنتدياتهم واجتماعاتهم وأن يكون الوالدان قدوة للأولاد داخل البيت في هذا وان يتعمّدا أحيانا عدم إجابة الولد إذا لم يتكلّم باللغة العربية .
– الحرص على إدخال الأولاد المدارس والأكاديميات العربية ما أمكن ذلك .
– أن تعيش العوائل المسلمة في تجمعات سكانية ما أمكن حيث يكون المحيط والجيران والبيئة الصغيرة عربية اللغة .
– الاجتهاد في إقامة دورات لتعليم اللغة العربية واحتساب الأجر في ذلك والتقرّب إلى الله به وكذلك متابعة تعلّم اللغة العربية في الكتب والأشرطة والوسائل التعليمية الحديثة .
– السماع المستمر للقرآن الكريم المسجّل وأشرطة الدروس والمحاضرات الإسلامية باللغة العربية .
والله وليّ التوفيق وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

قص الشعر بالتساوي جائز دون تشبه بالكفار
ما هو الحكم في قص المسلمين لشعر رؤوسهم ، وهل هناك حد كأن يُقص الشعر بنفس الطول من جميع أنحاء الرأس ؟.

الحمد لله

قصّ الشعر والأخذ منه بالتساوي حتى يكون كالوفرة أو كالجمّة بحيث يبلغ إلى المنكبين أو الأذنين لا بأس به إن سلِم من التشبه بالكفار ، وإلا فالتشبه محرم ولو كان في أمر مباح أصله .

واما قصّ بعضه وترك بعضه فهذا لا يجوز ، وهذا القزع الذي صح عنه النهي من النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري وغيره .

والحكم عام للرجال والنساء ، لا بأس بالقصّ منه بالتساوي إذا سلِم من التشبه بالكفار ، ومن تشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، فلا تأخذ من شعرها حتى يكون كشعر الرجل .

الشيخ عبد الكريم الخضير .

تحريم الاحتفال بأعياد الكفار
هل تجوز مشاركة غير المسلمين في أعيادهم ، كعيد الميلاد ؟.

الحمد لله

لا يجوز للمسل أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة ومن التعاون معهم على الباطل ، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من تشبه بقوم فهو منهم) والله سبحانه وتعالى يقول : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) المائدة/2 .

ونصحك بالرجوع إلى كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم) لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ، فإنه مفيد جداًّ في هذا الباب .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

الجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء . فتوى رقم (2540).

هل يعتبر التأريخ بالتاريخ الميلادي موالاة للكفار
هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يعتبر من موالاة الكفار ؟.

الحمد لله

لا يعتبر موالاة ، لكن يعتبر تشبهاً بهم .

والصحابة رضي الله عنهم كان التاريخ الميلادي موجوداً في عصرهم ، ولم يستعملوه ، بل عدلوا عنه إلى التاريخ الهجري .

وضعوا التاريخ الهجري ولم يستعملوا التاريخ الميلادي مع أنه كان موجوداً في عهدهم ، هذا دليل على أن المسلمين يجب أن يستقلوا عن عادات الكفار وتقاليد الكفار ، لاسيما وأن التاريخ الميلادي رمز على دينهم ، لأنه يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والاحتفال به على رأس السنة ، وهذه بدعة ابتدعها النصارى ، فنحن لا نشاركهم ولا نشجهم على هذا الشيء . وإذا أرّخنا بتاريخهم فمعناه أننا نتشبه بهم .

وعندنا والحمد لله التاريخ الهجري الذي وضعه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشد بحضرة المهاجرين والأنصار ، هذا يغنينا . انتهى

فضيلة الشيخ صالح الفوزان في كتاب المنتقى 1/257 .

ضوابط التشبّه بالكفار
ما هي حدود التشبه بالغرب ؟؟ هل كل ما هو حديث وجديد ويأتينا من الغرب فهو تشبه بهم ؟؟ بمعنى آخر : كيف نطلق الحكم على شيء ما بأنه محرم لأنه تشبه بالكفار ؟.

الحمد لله

عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود (الباس / 3512) قال الألباني في صحيح أبي داود : حسن صحيح . برقم (3401)

قَالَ الْمُنَاوِيُّ وَالْعَلْقَمِيّ : أَيْ تَزَيَّى فِي ظَاهِره بِزِيِّهِمْ , وَسَارَ بِسِيرَتِهِمْ وَهَدْيهمْ فِي مَلْبَسهمْ وَبَعْض أَفْعَالهمْ اِنْتَهَى . وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ مَنْ شَبَّهَ نَفْسه بِالْكُفَّارِ مَثَلا مِنْ الِّبَاس وَغَيْره , أَوْ بِالْفُسَّاقِ أَوْ الْفُجَّار أَوْ بِأَهْلِ التَّصَوُّف وَالصُّلَحَاء الأَبْرَار ( فَهُوَ مِنْهُمْ ) : أَيْ فِي الإِثْم وَالْخَيْر .

قَالَ شَيْخ الإِسْلام اِبْن تَيْمِيَّةَ فِي الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم : وَقَدْ اِحْتَجَّ الإِمَام أَحْمَد وَغَيْره بِهَذَا الْحَدِيث , وَهَذَا الْحَدِيث أَقَلّ أَحْوَاله أَنْ يَقْتَضِيَ تَحْرِيم التَّشَبُّه بِهِمْ كَمَا فِي قَوْله { مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } وَهُوَ نَظِير قَوْل عَبْد الَّه بْن عَمْرو أَنَّهُ قَالَ : مَنْ بَنَى بِأَرْضِ الْمُشْرِكِينَ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوت حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة فَقَدْ يُحْمَل هَذَا عَلَى التَّشَبُّه الْمُطْلَق فَإِنَّهُ يُوجِب الْكُفْر , وَيَقْتَضِي تَحْرِيم أَبْعَاض ذَلِكَ , وَقَدْ يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ مِنْهُمْ فِي الْقَدْر الْمُشْتَرَك الَّذِي يُشَابِههُمْ فِيهِ , فَإِنْ كَانَ كُفْرًا أَوْ مَعْصِيَة أَوْ شِعَارًا لَهَا كَانَ حُكْمه كَذَلِكَ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عُمَر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى الَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ التَّشَبُّه بِالأَعَاجِمِ , وَقَالَ : " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " وَذَكَرَهُ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى . وَبِهَذَا اِحْتَجَّ غَيْر وَاحِد مِنْ الْعُلَمَاء عَلَى كَرَاهَة أَشْيَاء مِنْ زِيّ غَيْر الْمُسْلِمِينَ . أه . انظر عون المعبود شرح سن أبي داود .

والتشبه بالكفار على قسمين :

تشبه محرَّم ، وتشبه مباح .

القسم الأول : التشبه المحرّم : وهو فعل ما هو من خصائص دين الكفار مع علمه بذلك ، ولم يرد في شرعنا .. فهذا محرّم ، وقد يكون من الكبائر ، بل إن بعضه يصير كفراً بحسب الأدلة .

سواء فعله الشخص موافقة للكفار ، أو لشهوة ، أو شبهة تخيل إليه أنّ فعله نافع في الدنيا والآخرة .

فإن قيل هل من عمل هذا العمل وهو جاهل يأثم بذلك ، كمن يحتفل بعيد الميلاد ؟

الجواب : الجاهل لا يأثم لجهله ، لكنه يعلّم ، فإن أصر فإنه يأثم .

القسم الثاني : التشبه الجائز : وهو فعل عمل ليس مأخوذاً عن الكفار في الأصل ، لكن الكفار يفعلونه أيضاً . فهذا ليس فيه محذور المشابهة لكن قد تفوت فيه منفعة المخالفة .

" التشبه بأهل الكتاب وغيرهم في الأمور الدنيوية لا يباح إلا بشروط

1- أن لا يكون هذا من تقاليدهم وشعارهم التي يميّزون بها .

2- أن لا يكون ذلك الأمر من شرعهم ويثبت ذلك أنه من شرعهم بنقل موثوق به ، مثل أن يخبرنا الله تعالى في كتابه أو على لسان رسوله أو بنقل متواتر مثل سجدة التحية الجائزة في الأمم السابقة .

3- أن لا يكون في شرعنا بيان خاص لذلك ، فأما إذا كان فيه بيان خاص بالموافقة أو المخالفة استغنى عن ذلك بما جاء في شرعنا .

4- أن لا تؤدي هذه الموافقة إلى مخالفة أمر من أمور الشريعة .

5- أن لا تكون الموافقة في أعيادهم .

6- أن تكون الموافقة بحسب الحاجة المطلوبة ولا تزيد عنها ."

انظر كتاب السن والآثار في النهي عن التشبه بالكفار لسهيل حسن ص 58- 59.

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

يريدون الزواج على الطريقة الهندوسية
أسأل الله أن يهدي المؤمنين الذين يقلدون الكفار ، زواج أختي قريب وقررت أن تقيم حفلاً قبل الزواج يسمى هولود ، وهو احتفال قبل الزواج حيث تجلس الزوجة على كرسي وبقربها فواكه وطعام ، ويحضر الرجال والنساء ليطعموها ، ثم يضعون الهولود وهي زينة توضع على الرأس ، هذا من تقاليد الهندوس وقلدهم المسلمون في جنوب آسيا في هذه الأيام .
والداي وافقا على هذا وكذلك أختي ، أرجو أن تدعو الله أن يهدي المسلمين حتى لا يصروا على فعل المعاصي ويدخلهم الله الجنة.

الحمد لله

أولاً :

واضح من السؤال أن فيه مخالفتين شرعيتين ، الأولى منهما : التشبه بالهندوس الكفار ، ولا يجوز للمسل أن يتشبه فيما هو من خصائصهم كبعض الألبسة والاحتفالات والأعياد وغيرها .

ومن الحِكَم في منع المشابهة للكفار : حتى لا يؤثر ذلك على باطن المتشبه ، لأن الذي يتشبه بالقوم من الخارج فإن ذلك يؤثر فيه من الداخل حتى يكاد يرى نفسه ذات المشبّه به ، ولكي يتميز المسلم من الكافر حتى لا يهان المسلم ولا يعظم الكافر .

وفي مثل هذا يقول الشيخ ابن عثيمين حفظه الله – مبيناً حال الذين يلبسون الزنار في الوسط ( وهو حزام كان خاصاً بغير المسلمين فيما سبق ) – :

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم " ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : أقل أحوال هذا الحديث التحريم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم .

إذاً فلا يقتصر على الكراهة فقط لأننا نقول : إن العلة في ذلك أن يشابه زنار النصارى فإن هذا يقتضي أن نقول : إنه حرام لقول الرسول صلى عليه الله وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " ، وليس المعنى أنه كافر ، لكن منهم في الزي والهيئة ، ولهذا لا تكاد تفرق بين رجل متشبه بالنصارى في زيِّه ولباسه وبين النصراني ، فيكون منهم في الظاهر .

قالوا : وشيء آخر وهو : أن التشبه بهم في الظاهر يجر إلى التشبه بهم في الباطن ، وهو كذلك ؛ فإن الإنسان إذا تشبه بهم في الظاهر : يشعر بأنه موافق لهم ، وأنه غير كاره لهم ويجره ذلك إلى أن يتشبه بهم في الباطن ، فيكون خاسراً لدينه …

فالصواب : أن لبسه حرام .

" الشرح الممتع " ( 2 / 192-193 ) .

وفي جواب السؤال ( 21694 ) تجد تفصيلاً لحكم التشبه بالكفار وضوابطه .

ثانياً :

والمنكَر الثاني في الحفل المذكور في السؤال هو دخول الرجال على العروس ، وهي في زينتها ، واختلاط الرجال بالنساء فيه ، وكلاهما محرَّم .

عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو قال الحمو الموت " .

رواه البخاري ( 4934 ) ومسلم ( 2173 ) .

قال النوي :

وأما قوله صلى الله عليه وسلم " الحمو الموت " فمعناه : أن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي ، والمراد بالحمو هنا : أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت ، وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم وعادة الناس المساهلة فيه ، ويخلو بامرأة أخيه ، فهذا هو الموت ، وهو أولى بالمنع من أجنبي لما ذكرناه فهذا الذي ذكرته هو صواب معنى الحديث .

" شرح مسلم " ( 14 / 153 ) .

وتجد التوسع في الكلام عن الاختلاط في جواب السؤال ( 1200 ) فلينظر .

ونسأل الله تعالى أن يهدي أهلك والمسلمين إلى ترك المنكرات وبغضها وإلى ما فيه الخير والهدى والرشاد .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

الاستفادة مما عند الكفار
كيف نستفيد مما عند الكفار دون الوقوع في المحظور ؟ وهل للمصالح المرسلة دخل في ذلك ؟.

الحمد لله

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : " الذي يفعله أعداء الله وأعداؤنا وهم الكفار ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : عبادات .

القسم الثاني : عادات .

القسم الثالث : صناعات وأعمال .

أما العبادات : فمن المعلوم أنه لا يجوز لأي مسلم أن يتشبه بهم في عباداتهم ، ومن تشبه بهم في عباداتهم فإنه على خطر عظيم فقد يكون ذلك مؤدياً إلى كفره وخروجه من الإسلام .

وأما العادات : كالباس وغيره فإنه يحرم أن يتشبه بهم لقول النبي صلى الله عليكم وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " .

وأما الصناعات والحِرَف : التي فيها مصالح عامة فلا حرج أن نتعلم مما صنعوه ونستفيد منه، وليس هذا من باب التشبه ، ولكنه من باب المشاركة في الأعمال النافعة التي لا يعد مَن قام بها متشبهاً بهم .

وأما قول السائل : " وهل للمصالح المرسلة دخل في ذلك ؟ ".

فنقول : إن المصالح المرسلة لا ينبغي أن تجعل دليلاً مستقلاً ، بل نقول : هذه المصالح المرسلة إن تحققنا أنها مصلحة فقد شهد لها الشرع بالصحة والقبول وتكون من الشرع .

وإن شهد لها بالبطلان فإنها ليست مصالح مرسلة ولو زعم فاعلها أنها مصالح مرسلة .

وإن كان لا هذا ولا هذا فإنها ترجع إلى الأصل ، إن كانت من العبادات فالأصل في العبادات الحظر ، وإن كانت من غير العبادات فالأصل فيها الحل ، وبهذا يتبين أن المصالح المرسلة ليست دليلاً مستقلاً . "

انتهى من مجموع فتاوى ابن عثيمين رحمه الله 3/40 .

حكم فرق لشعر رأسها وعمل ما يسمى بالكعكعة
ما حكم عمل تسريحة للشعر أثناء حفلات الأعراس ؟ أي رفعه وما حكم ذلك بالنسبة للعروس لأنه في الغالب تعمل العروس تسريحة في ليلة زفافها ؟.

الحمد لله

لا حرج على في تسريح شعرها وتزينه في ليلة زفافها ، بل ذلك أمر حسن مطلوب ، ولا حرج في إعانتها على ذلك ، بشرط ألا يكون في ذلك تشبه بالكافرات أو الفاجرات ، والمقصود بالتشبه أن تكون تسريحة الشعر مما عُلم اختصاص الكافرات بها ، أو عرف أنها قصة فلانة من الكافرات أو الفاجرات ، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم" رواه أبو داود (4031) وصحه الألباني في صحيح الجامع الصغير. وقد سبق ذكر ضابط التشبه الممنوع في جواب السؤال رقم ( 32533 )

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن اقتباس تسريحات الشعر من النساء العارضات للأزياء ؟ وهل يدخل ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم "

فأجاب: ( كذلك مسألة الشعر ، فإنه لا يجوز للمرأة أن تصف شعرها على صفة شعر الكافرات أو الفاجرات لأن من تشبه بقوم فهو منهم .

وبهذه المناسبة فإني أنصح نساءنا المسلمات المؤمنات وأنصح أولياء أمورهن بالبعد عن هذه المجلات وعن هذه التسريحات التي تدعو للتلقي عن الكفار ومحبة ما هم عليه من الألبسة الخليعة التي لا تمت إلى الحياء ولا الشريعة الإسلامية بصلة . أو الموضات التي يكون عليها تسريح الشعر ، وليكن المسلمون متميزين عن غيرهم لما تقتضيه الشريعة الإسلامية ، وبالطابع الإسلامي حتى يعود للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها ومجدها وما ذلك على الله بعزيز)

انتهى من مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (م12) سؤال رقم 188

وأما رفع الشعر إلى أعلى ، أو جعله كعكعة فوق الرأس ، أو فرقه من الجنب ، فقد منع ذلك بعض أهل العلم ، لعلة التشبه بالكافرات ، ومنهم من أدخل " الكعكعة" في الذم الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " رواه مسلم ( 2128 ).

ولو فرض أن فرق الرأس من الجنب مثلا ، كان شعارا للكافرت أو الفاجرات في زمن ، ثم زال هذا الاختصاص ، وانتشر بين المسلمات ، بحيث لا يُظن بفاعلته أنها كافرة أو فاجرة ، فقد زال التشبه حينئذ ، فلا يكون محرّماً .

قال الحافظ في الفتح 1/307 في كلامه على " المياسر الأرجوان " وهو فراش صغير أو شيء كالمخدّة يجعله راكب الفرس تحته ، وكانت من فعل الأعاجم : ( وإن قلنا النهي عنها من أجل التشبه بالأعاجم ، فهو لمصلحة دينية ، لكن كان ذلك شعارهم حينئذ وهم كفار ، ثم لما لم يصر الآن يختص بشعارهم زال المعنى ، فتزول الكراهة . والله أعلم ) ا.ه

وقال أيضا ردا على من جعل لبس الطيلسان ( وهو نوع من الثياب ) من التشبه ، لأنه من لباس اليهود كما في حديث الدجال ، قال رحمه الله : ( وإنما يصلح الاستدلال بقصة اليهود في الوقت الذي تكون الطيالسة من شعارهم ، وقد ارتفع ذلك في هذه الأزمنة فصار داخلا في عموم المباح" فتح الباري 10/274 . وقد نقلنا عن غيره ما يؤيد ذلك ، في الجواب المحال عليه آنفا . والله أعلم .

وهذه فتاوى العلماء في عمل الكعكعة وفرق شعرها من الجنب

جاء في فتاوى الجنة الدائمة 17/126 :

ما حكم عمل الرأس فرقة من الجنب ، وعمله ضفيرة واحدة فقط، وعمله كعكعة ؟ تقصد بذلك التجمل لزوجها أو تقصد إظهارها بالمظهر الائق ؟

أما عمل الرأس فرقة من الجنب في ذلك تشبه بنساء الكفار، وقد ثبت تحريم التشبه بالكفار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأما عمله ضفيرة واحدة أو أكثر وسدله على ظهرها مضفورا أو غير مضفور فلا حرج فيه ما دام مستورا .

وأما عمله كعكعة فلا يجوز؛ لما فيه من التشبه بنساء الكفار، والتشبه بهن حرام، ولتحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : " " صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، على رؤوسهن مثل أسنة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" رواه أحمد ومسلم ).

وسئل الشيخ الفوزان حفظه الله :

( ما حكم فرق شعر الرأس من الجانب وليس من الوسط ؟

فأجاب :

( لا يجوز للمرأة أن تفرق رأسها من الجانب . قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : " وأما ما يفعله بعض نساء المسلمين في هذا الزمن من فرق شعر الرأس من جانب وجمعه من ناحية القفا، أو جعله فوق الرأس كما تفعله نساء الإفرنج ، فهذا لا يجوز؛ لما فيه من التشبه بنساء الكفار" انتهى من مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 1/47 ) انتهى من المنتقى 3/321

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( ما حكم وضع الحشوى داخل الرأس أي ما حكم تجميع لشعرها فوق الرأس أو ما يسمونه بوضع الكعكة ؟

الشعر إذا كان على الرأس على فوق فإن هذا عند أهل العلم داخل في النهي أو في التحذير الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد" وذكر الحديث وفيه " ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة" . فإذا كان الشعر فوق فيه نهي . أما إذا كان على الرقبة مثلا فإن هذا لا بأس به إلا إذا كانت ستخرج إلى السوق فإنه في هذه الحال يكون من التبرج لأنه سيكون له علامة من وراء العباءة تظهر ، ويكون هذا من باب التبرج ومن أسباب الفتنة فلا يجوز )

انتهى نقلا عن فتاوى ، جمع المسند ص 218.

الإسلام سؤال وجواب

حكم ارتداء قلادة تشبه الصليب
(أنا شاب) لي صديقة مسلمة ترتدي قلادة عنق متدلية تشبه الصليب. وهي عبارة عن المفتاح الفرعوني الذي يسمى مفتاح سر الحياة ويبدو مثل دائرة عليها حرف t مما يجعله يشبه الصليب. فهل هذه القلادة حرام أم أنها مباحة ولا داع أن تقلق صديقتي بشأنها ما دامت القلادة ليست صليبًا في ذاتها ؟.

الحمد لله

أولا :

هذه القلادة يحرم لبسها ؛ لأنها على صورة المفتاح الفرعوني ، ومعلوم أن الفراعنة كانوا كفارا ، ولا يجوز للمسل أن يلبس شيئا فيه شعار من شعارات الكفار ، أو شيء مما يختصون به ، فإذا انضم إلى ذلك أنها على هيئة الصليب الذي يعبده النصارى ، كان هذا سببا آخر مؤكدا لتحريمها .

ورد النهي عن استعمال ما فيه صليب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينقض ما فيه الصليب ، فعن عَائِشَةَ رَضِيَ الَّهُ عَنْهَا قالت : " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلا نَقَضَهُ " . رواه البخاري (5952)

هذا مع ما في لبس هذه القلادة من تشبه بالكفار ، وهو منهي عنه بكثير من الأحاديث والآثار نذكر منها فيما يلي أهمها :

1-قال النبي صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبو داود ( 3512 ) وصحه الألباني .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : "وهذا أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ‘ وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم " . اقتضاء الصراط المستقيم 1/237 .

2-عن عَبْدَ الَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : رَأَى رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ فَقَالَ " إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ فَلا تَلْبَسْهَا " رواه مسلم ( 2077 )

يقول الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على مسند الإمام أحمد (10/19) : " هذا الحديث يدل بالنص الصريح على حرمة التشبه بالكفار في الملبس ، وفي الحياة والمظهر ، ولم يختلف أهل العلم منذ الصدر الأول في هذا " اه.

قال ابن تيمية – رحمه الله- : " المشابهة في الأمور الظاهرة تورث تناسبا وتشابها في الأخلاق والأعمال ولهذا نهينا عن مشابهة الكفار ومشابهة الأعاجم ومشابهة الأعراب ونهى كل من الرجال والنساء عن مشابهة الصنف الآخر كما في الحديث المرفوع : ( من تشبه بقوم فهو منهم " اه. مجموع الفتاوى 22 / 154 .

ويتلخص مما سبق أن تلك القلادة لا يجوز لبسها .

وسئلت الجنة الدائمة للإفتاء عن المشابهة المنهي عنها بالكفار فأجابت : " المراد بمشابهة الكفار المنهي عنها مشابهتهم فيما اختصوا به من العادات وما ابتدعوه في الدين من عقائد وعبادات ، كمشابهتهم في حلق الحية … وما اتخذوه من المواسم والأعياد والغلو في الصالحين بالاستغاثة بهم والطواف حول قبورهم والذبح لهم ، ودق الناقوس وتعليق الصليب في العنق أو على البيوت أو اتخاذه وشما باليد مثلا… ) فتاوى الجنة الدائمة 3/429 . كما سئلت عن المسلم الذي يلبس الصليب فأجابت : " إذا بُيِّن له حكم لبس الصليب وأنه شعار النصارى ، ودليل على أن لابسه راض بانتسابه إليهم والرضا بما هم عليه وأصر على ذلك حُكِم بكفره ؛ لقوله عز وجل ) وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ الَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة/51 ، وفيه أيضا إظهار لموافقة النصارى على ما زعموه من قتل عيسى عليه الصلاة والسلام ، والله سبحانه تعالى قد نفى ذلك وأبطله في كتابه الكريم حيث قال عز وجل : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) النساء/157 " . فتاوى الجنة الدائمة 2/119 .

ثانيا :

قد ذكر السائل أشار في سؤاله أن العلاقة بينه وبين تلك الفتاة علاقة صداقة ، والظاهر أن هذه العلاقة بينهما تقوم على غير نطاق الزواج ، وهي علاقة محرمة لا يقرها الإسلام ؛ إذ لا يجوز للرجل أن يقيم علاقةً مع امرأة أجنبية وكذلك لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقةً مع رجل أجنبي، لما في ذلك من الوقوع فيما حرم الله من الخضوع بالقول أو النظر أو المس أو الخلوة أو الفاحشة، ولما فيه من إفساد القلب وإفساد تعلقه بالله وبعوديته له حتى لو لم تحصل بينهما فواحش حسية.

وقد استقصينا الكلام في هذا الموضوع وفي جواب سؤال رقم فليراجع (20945 ، 33702 ، 47031 ) هناك .

الإسلام سؤال وجواب

ما ثياب الكفار التي نهينا عن لبسها ؟
كيف كان المسلمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يميزون أنفسهم عن الكفار في الباس ؟ هل كان كفار مكة يلبسون هم أيضا الثوب الطويل ( الذي يعرف اليوم بالجلابية ) ؟ وبناء على ذلك هل يعتبر الثوب الواسع من الملابس الائقة إسلاميّا ؟.

الحمد لله

الباس من نعم الله تعالى على عباده ، فهي تستر العورة وتقي الحر والبرد ، وقد امتن الله به عليهم فقال : ( يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ الَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) الأعراف/26 ، وقال : ( وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ) النحل/81 .

والأصل في الباس الإباحة ، فلمسلم أن يلبس ما يشاء مما يصنعه هو أو يصنعه له غيره من المسلمين وغيرهم ، وهذا هو حال الصحابة رضي الله عنهم في مكة وفي غيرها ، فلم يكن من يُسلم منهم يلبس لباساً خاصّاً به ، وكان النبي صلى الله صلى الله عليه يبلس الجبة الشامية والحلة اليمنية ، ولم يكن أهل صناعتهما من المسلمين ، فالعبرة بموافقة الباس للشروط الشرعية ، وتجد في جواب السؤال رقم ( 36891 ) ملخصاً لأحكام الباس بالنسبة للرجال ، فلينظر .

وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار عموماً – في الباس وغيره – ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود ( 4031 ) وصحه العراقي في "تخريج إحياء علوم الدين" (1/342) والألباني في "إرواء الغليل" (5/109) .

ونهانا نهياً خاصاً عن : التشبه بهم في الباس ، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين معصفرين فقال له : ( إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) رواه مسلم ( 2077 ) .

و روى مسلم (2069) عن عمر رضي الله عنه أنه كتب للمسلين في أذربيجان : ( إياكم والتنعم وزي أهل الشرك ) رواه مسلم ( 2069 ) .

وثياب الكفار التي يحرم على المسلمين لبسها هي ما يختص بلبسه الكفار , فلا يلبسها غيرهم , أما ما يلبسه الكفار والمسلمون , فلا حرج في لبسه ولا كراهية فيه ، لأنه ليس خاصاً بالكفار .

وقد سئل علماء الجنة الدائمة للإفتاء عن المشابهة بالكفار المنهي عنها فأجابوا :

" المراد بمشابهة الكفار المنهي عنها : مشابهتهم فيما اختصوا به من العادات ، وما ابتدعوه في الدين من عقائد وعبادات ، كمشابهتهم في حلق الحية … .

أما لبس البنطلون والبدلة وأمثالهما من الباس ، فالأصل في أنواع الباس الإباحة ، لأنَّهُ من أمور العادات ، قال تعالى : ( قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) الآية ، ويستثنى من ذلك ما دلَّ الدليل الشرعي على تحريمه أو كراهته كالحرير للرجال ، والذي يصف العورة لكونه شفافاً يُرى من ورائه لون الجلد ، أو كونه ضيقاً يحدد العورة ، لأنه حينئذ في حكم كشفها , وكشفها لا يجوز ، وكالملابس التي هي من سيما الكفار فلا يجوز لبسها لا للرجال ولا للنساء , لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم ، وكلبس الرجال ملابس النساء , ولبس النساء ملابس الرجال , لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال .

وليس الباس المسمى بالبنطلون مما يختصُّ بالكفار ، بل هو لباس عام في المسلمين والكافرين في كثير من البلاد والدول ، وإنما تنفر النفوس من لبس ذلك في بعض البلاد لعدم الإلف ومخالفة عادة سكانها في الباس ، وإن كان ذلك موافقاً لعادة غيرهم من المسلمين ، لكن الأولى بالمسلم إذا كان في بلد لم يعتد أهلها ذلك الباس ألاَّ يلبسه في الصلاة ولا في المجامع العامة ولا في الطرقات " انتهى .

" فتاوى الجنة الدائمة " ( 3 / 307 – 309 ) .

وقالوا أيضاً :

" يجب على المسلمين والمسلمات أن يحرصوا على الأخلاق الإسلامية ، وأن يسيروا على منهج الإسلام في أفراحهم وأتراحهم ولباسهم وطعامهم وشرابهم وجميع شؤونهم .

ولا يجوز لهم أن يتشبَّهوا بالكفار في لباسهم بأن يلبسوا الملابس الضيقة التي تحدِّد العورة ، أو الملابس الشفافة الرقيقة التي تشف عن العورة ولا تسترها ، أو الملابس القصيرة التي لا تغطي الصدر أو الذراعين أو الرقبة أو الرأس أو الوجه " انتهى .

" فتاوى الجنة الدائمة " ( 3 / 306 ، 307 ) .

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن مقياس التشبُّه بالكفار ؟

فأجاب :

" مقياس التشبه : أن يفعل المتشبِّه ما يختص به المتشبَّه به ، فالتشبُّه بالكفار أن يفعلَ المسلم شيئاً من خصائصهم .

أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز به الكفار فإنه لا يكون تشبُّهاً ، فلا يكون حراماً من أجل أنَّه تشبّه إلاَّ أن يكون محرَّماً من جهة أخرى .

وهذا الذي قلناه هو مقتضى مدلول هذه الكلمة ، وقد صرَّح بمثله صاحب "فتح الباري" حيث قال (10/272) : " وقد كره بعض السلف لبس البرنس ؛ لأنَّهُ كان من لباسِ الرهبانِ ، وقد سئل مالكٌ عنه فقال : لا بأس به ، قيل : فإنَّهُ من لبوس النصارى ، قال : كان يلبس ههنا " انتهى . قلت : لو استدلَّ مالك بقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل ما يلبس المحرم ؟ فقال : ( لا يلبس القميص ولا السراويل ولا البرانس … ) لكان أولى .

وفي "الفتح" أيضاً (10/307) : " وإن قلنا النهي عنها ( أي : عن المياثر الأرجوان ) من أجل التشبُّه بالأعاجم : فهو لمصلحة دينية ، لكن كان ذلك شعارهم حينئذ وهم كفار ، ثم لما لم يصر الآن يختص بشعارهم زال ذلك المعنى ، فتزول الكراهة ، والله أعلم " انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / 290) .

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

" وتباح ثياب الكفار إذا لم تعلم نجاستها ؛ لأن الأصل الطهارة ؛ فلا تزول بالشك ، ويباح ما نسجوه أو صبغوه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يلبسون ما نسجه الكفار وصبغوه " انتهى ‏. ‏

" الملخص الفقهي " ( 1 / 20 ) .

وخلاصة الجواب : أنه يحرم على المسلم أن يتشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم من الباس وغيره , أما ما لا يختص به الكفار فلا حرج فيه .

والله أعلم .




خليجية



وقد أمَر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليَهود ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لا يأمنهم !
قال زيد بن ثابت : أمَرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَعَلَّمْتُ له كتاب يهود ، وقال : إني والله ما آمن يهود على كتابي . فتعلمته ، فلم يَمُرّ بِي إلاَّ نصف شهر حتى حذقته ، فكنت أكتب له إذا كَتب ، وأقرأ له إذا كُتب إليه . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .

وفيه دليل على جواز تعلّم لُغات الكُفَّار إذا كان هناك حاجة لِتعلُّمها .

أما ما يُشاهَد في زماننا هذا من افتتان فِئام مِن المسلمين بِتعلُّم لُغات الكُفَّار بل والتفاخُر بها ، وربما كان هذا على حِساب لغة القرآن ، اللغة العربية ، فهذا ضَعْف وانْهِزامية !
وعلى هذا يُحمَل كراهة السَّلَف لِعلُّم لُغات الكُفّار والتَّحَدُّث بألسنتهم مِن غير حاجة
قال عمر رضي الله عنه : لا تَعَلَّمُوا رَطَانة الأعاجم ، ولا تَدْخُلُوا عليهم في كَنائسهم يَوم عِيدهم ، فإن السُّخْطة تَنْزِل عليهم . رواه عبد الرزاق .

لشيخ السحيم حفظه الله




وجزاج الله خير



مشكورة يالغالية الله يبارك فيكي و يجازيكي الف خير حبيبتي
و للاسف مثلما قالت ام عزوزي عن تعلم اللغات فاصبح الناس يتغنون بها و يفخرون بها كانهم فعلوا شيئا تفخر به النفس و لكنهم لايعلمون ان اللغة العربية افصح و اصح و اجمل اللغات و لا يعلمون ان تعلم اللغات ما هي الا وسيلة للتخاطب بين شعوب العالم
فاستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم الله يسترنا و يحمينا



التصنيفات
منوعات

تهنئة الكفار بأعيادهم

قرار المجلس:
مما لا شك أن القضية قضية مهمة وحساسة خاصة للمسلين المقيمين في بلاد الغرب، وقد ورد إلى المجلس أسئلة كثيرة من الإخوة والأخوات، الذين يعيشون في تلك الديار، ويعايشون أهلها من غير المسلمين، وتنعقد بينهم وبين كثير منهم روابط تفرضها الحياة، مثل الجوار في المنزل، والرفقة في العمل، والزمالة في الدراسة، وقد يشعر المسلم بفضل غير المسلم عليه في ظروف معينة، مثل المشرف الذي يساعد الطالب المسلم بإخلاص، والطبيب الذي يعالج المريض المسلم بإخلاص، وغيرهما. وكما قيل: إن الإنسان أسير الإحسان، وقال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
ما موقف المسلم من هؤلاء (غير المسلمين) المسالمين لهم، الذين لا يعادون المسلمين، ولا يقاتلونهم في دينهم، ولم يخرجوهم من ديارهم أو يظاهروا على إخراجهم؟.
إن القرآن الكريم قد وضع دستور العلاقة بين المسلمين وغيرهم في آيتين من كتاب الله تعالى في سورة الممتحنة، وقد نزلت في شأن المشركين الوثنين، فقال تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون" [الممتحنة: 8-9].
فرقت الآيتان بين المسالمين للمسلين والمحاربين لهم:
فالأولون (المسالمون) شرعت الآية الكريمة برهم والإقساط إليهم، والقسط يعني: العدل، والبر يعني: الإحسان والفضل، وهو فوق العدل، فالعدل: أن تأخذ حقك، والبر: أن تتنازل عن بعض حقك. العدل أو القسط: أن تعطي الشخص حقه لا تنقص منه. والبر: أن تزيده على حقه فضلاً وإحسانا.
وأما الآخرون الذين نهت الآية الأخرى عن موالاتهم، فهم الذين عادوا المسلمين وقاتلوهم، وأخرجوهم من أوطانهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله، كما فعلت قريش ومشركو مكة بالرسول – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.
وقد اختار القرآن للتعامل مع المسالمين كلمة (البر) حين قال: "أن تبروهم" وهي الكلمة المستخدمة في أعظم حق على الإنسان بعد حق الله تعالى، وهو (بر الوالدين).
وقد روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما- أنها جاءت إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي مشركة، وهي راغبة (أي في صلتها والإهداء إليها) أفأصلها؟ قال: "صلي أمك"(1).
هذا وهي مشركة، ومعلوم أن موقف الإسلام من أهل الكتاب أخف من موقفه من المشركين الوثنين.
حتى إن القرآن أجاز مؤاكلتهم ومصاهرتهم، بمعنى: أن يأكل من ذبائحهم ويتزوج من نسائهم، كما قال تعالى في سورة المائدة: "وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم" [المائدة: 5].
ومن لوازم هذا الزواج وثمراته: وجود المودة بين الزوجين، كما قال تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" [الروم: 21].
وكيف لا يود الرجل زوجته وربة بيته وشريكة عمره، وأم أولاده؟ وقد قال تعالى في بيان علاقة الأزواج بعضهم بعض: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" [البقرة: 187].
ومن لوازم هذا الزواج وثمراته: المصاهرة بين الأسرتين، وهي إحدى الرابطتين الطبيعيتين الأساسيتين بين البشر، كما أشار القرآن بقوله: "وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسباً وصهراً" [الفرقان: 54].
ومن لوازم ذلك: وجود الأمومة وما لها من حقوق مؤكدة على ولدها في الإسلام، فهل من البر والمصاحبة بالمعروف أن تمر مناسبة مثل هذا العيد الكبير عندها ولا يهنئها به؟ وما موقفه من أقاربه من جهة أمه، مثل الجد والجدة، والخال والخالة، وأولاد الأخوال والخالات، وهؤلاء لهم حقوق الأرحام وذوي القربى، وقد قال تعالى: "وأولوا الأرحام بعضهم أولى بعض في كتاب الله" [الأنفال: 76]، وقال تعالى: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" [النحل: 91].
فإذا كان حق الأمومة والقرابة يفرض على المسلم والمسلمة صلة الأم والأقارب بما يبين حسن خلق المسلم، ورحابة صدره، وفاءه لأرحامه، فإن الحقوق الأخرى توجب على المسلم أن يظهر بمظهر الإنسان ذي الخلق الحسن، وقد أوصى الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- أبا ذر بقوله: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"(2) هكذا قال: "خالق الناس" ولم يقل: خالق المسلمين بخلق حسن.
كما حث النبي – صلى الله عليه وسلم- على (الرفق) في التعامل مع غير المسلمين، وحذر من (العنف) والخشونة في ذلك.
ولما دخل بعض اليهود على النبي – صلى الله عليه وسلم-، ولوا ألسنتهم بالتحية، وقالوا: (السام) عليك يا محمد، ومعنى (السام) الهلاك والموت، وسمعتهم عائشة، فقالت: وعليكم السام والعنة يا أعداء الله، فلامها النبي –صلى الله عليه وسلم- على ذلك، فقالت: ألم تسمع ما قالوا يا رسول الله؟ فقال: "سمعت، وقلت: وعليكم"، (يعني: الموت يجري عليكم كما يجري علي) يا عائشة: "الله يحب الرفق في الأمر كله"(3).
وتأكد مشروعية تهنئة القوم بهذه المناسبة إذا كانوا – كما ذكر السائل- يبادرون بتهنئة المسلم بأعياده الإسلامية، فقد أمرنا أن نجاري الحسنة بالحسنة، وأن نرد التحية بأحسن منها، أو بمثلها على الأقل، كما قال تعالى: "وإذا حيتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" [النساء: 86].
ولا يحسن بالمسلم أن يكون أقل كرما، وأدنى حظاً من حسن الخلق من غيره، والمفروض أن المسلم هو الأوفر حظاً، والأكمل خلقاً، كما جاء في الحديث "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً"(4)، وكما قال عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"(5).
ويتأكد هذا إذا أردنا أن ندعوهم إلى الإسلام ونقربهم إليه، ونحب إليهم المسلمين، وهذا واجب علينا، فهذا لا يتأتى بالتجافي بيننا وبينهم بل بحسن التواصل.
وقد كان النبي-صلى الله عليه وسلم- حسن الخلق، كريم العشرة، مع المشركين من قريش، طوال العهد المكي، مع إيذائهم له، وتكالبهم عليه، وعلى أصحابه حتى إنهم – لثقتهم به عليه الصلاة والسلام – كانوا يودعون عنده ودائعهم التي يخافون عليها، حتى إنه صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة، ترك علياً – رضي الله عنه-، وأمره برد الودائع إلى أصحابها.
فلا مانع إذن أن يهنئهم الفرد المسلم، أو المركز الإسلامي بهذه المناسبة، مشافهة أو بالبطاقات التي لا تشتمل على شعار أو عبارات دينية تتعارض مع مبادئ الإسلام مثل: (الصليب) فإن الإسلام ينفي فكرة الصليب ذاتها "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" [النساء: 156].
والكلمات المعتادة للتهنئة في مثل هذه المناسبات لا تشتمل على أي إقرار لهم على دينهم، أو رضا بذلك، إنما هي كلمات مجاملة تعارفها الناس.
ولا مانع من قبول الهدايا منهم، ومكافأتهم عليها، فقد قبل النبي –صلى الله عليه وسلم- هدايا غير المسلمين مثل المقوقس عظيم القبط(6) بمصر وغيره، بشرط ألا تكون هذه الهدايا مما يحرم على المسلم كالخمر ولحم الخنزير.
ولا ننسى أن نذكر هنا أن بعض الفقهاء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم قد شدوا في مسألة أعياد المشركين وأهل الكتاب والمشاركة فيها، ونحن معهم في مقاومة احتفال المسلمين بأعياد المشركين وأهل الكتاب الدينية، كما نرى بعض المسلمين الغافلين يحتفلون ب (الكريسماس)، كما يحتفلون بعيد الفطر، وعيد الأضحى، وربما أكثر، وهذا ما لا يجوز، فنحن لنا أعيادنا، وهم لهم أعيادهم، ولكن لا نرى بأساً من تهنئة القوم بأعيادهم لمن كان بينه وبينهم صلة قرابة أو جوار أو زمالة، أو غير ذلك من العلاقات الاجتماعية، التي تقتضي حسن الصلة، ولطف المعاشرة التي يقرها العرف السليم.
أما الأعياد الوطنية والاجتماعية، مثل عيد الاستقلال، أو الوحدة، أو الطفولة، والأمومة ونحو ذلك، فليس هناك أي حرج على المسلم أن يهنئ بها، بل يشارك فيها، باعتباره مواطناً في هذه الديار على أن يجتنب المحرمات التي تقع في تلك المناسبات(7).

——————————————————————————–

(1) أخرجه البخاري (رقم: 2477، 3012، 5633، 5634)، ومسلم (رقم: 1003).
(2) أخرجه أحمد (5/153، 177)، والترمذي (رقم: 1987)، والدارمي (رقم: 2688)، والحاكم (رقم: 178) من حديث أبي ذر. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصحه الحاكم. .
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري (رقم: 2777، ومواضع أخرى)، ومسلم (رقم: 2165) من حديث عائشة.
(4) حديث صحيح أخرجه أحمد (رقم: 2402، 10106، 10817)، وأبو داود (رقم: 4682)، والترمذي (رقم: 1162)، والدارمي (رقم: 2689) من حديث أبي هريرة، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
(5) حديث صحيح أخرجه أحمد (رقم: 8952) والبخاري في "الأدب المفرد" (رقم: 273)، والبزار (رقم: 2470- كشف الأستار) والفظ له، وإسناده صحيح، وصحه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/333).
(6) الأخبار في ذلك مستفيضة، ودلالتها صحيحة ثابتة، ساقها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" سياقاً جيداً في موضعين (6/399 و 11/128) خالف عضو المجلس الدكتور محمد فؤاد البرازي هذا القرار بقوله: "لا أوافق على تهنئتهم في أعيادهم الدينية، أو مهاداتهم فيها".
(7) خالف عضو المجلس الدكتور محمد فؤاد البرازي هذا القرار بقوله: "لا أوافق على تهنئتهم في أعيادهم الدينية، أو مهاداتهم فيها




التصنيفات
منوعات

در من كلام أهل العلم حول أعياد الكفار ومايتعلق بها

الحمد لله حمداً كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على القائل ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .

لما رأيت كثيرا من الناس يتساهل في موضوع تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم بل والمشاركة فيها أحيانا أحبت أن أنقل لكم بعض الفوائد من كلام أهل العلم حول هذه المسألة ومايتعلق بها من عدة أمور :

أولا :
قول عمر رضي الله عنه : " لا تعلموا رطانة الأعاجم , ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم " مصنف عبد الرزاق (9061) والسن الكبرى للبيهق (9/432).
وقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : " من بنى بلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة " السن الكبرى (9/432) وصحه ابن تيمية في الاقتضاء (1/754).

قال شيخ الإسلام : وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم; فكيف بفعل بعض أفعالهم , أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم ؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة ؟ أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم ؟ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه; أليس قد تعرض 0لعقوبة ذلك ؟ الاقتضاء (1/854).

وعلق على قول عبد الله بن عمرو : (حشر معهم) فقال: وهذا يقتضي أنه جعله كافرا بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار وإن كان الأول ظاهر لفظه الاقتضاء (1/954).

ثانياً
ومما نهينا عنه اجتناب موافقتهم في أفعالهم :

قد لا يتسنى لبعض المسلمين حضور أعياد الكفار لكنه يفعل مثل ما يفعلون فيها, وهذا من التشبه المذموم المحرم. قال شيخ الإسلام : " لا يحل للمسلين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك, ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك, ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة . وبالجملة : ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم, بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام " مجموع الفتاوى (52/923).

وقال الذهبي: " فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم, كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم " تشبيه الخسيس بأهل الخميس, ضمن مجلة الحكمة, عدد (4) , ص 391.

وذكر ابن التركماني الحنفي جملة مما يفعله بعض المسلمين في أعياد النصارى من توسع النفقة وإخراج العيال, ثم قال عقب ذلك : قال بعض علماء الحنفية : من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب فهو كافر مثلهم, وقال بعض أصحاب مالك : " من كسر يوم النيروز بطيخة فكأنما ذبح خنزيرا " اللمع في الحوادث والبدع (1/492).

ومما قاله أهل العلم :
اجتناب المراكب التي يركبونها لحضور أعيادهم:

قال مالك : " يكره الركوب معهم في السفن التي يركبونها لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم " اللمع في الحوادث والبدع (1/492).

وسئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخطة عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه الاقتضاء (2/625).

وحول عدم الإهداء لهم أو إعانتهم على عيدهم بيع أو شراء:

قال أبو حفص الحنفي: " من أهدى فيه بيضة إلى مشرك تعظيما لليوم فقد كفر بالله تعالى "فتح الباري لابن حجر العسقلاني (2/315).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ؛وكره ابن القاسم للمسل يهدي للنصارى شيئا في عيدهم مكافأة لهم, ورآه من تعظيم عيدهم وعونا لهم على مصلحة كفرهم; ألا ترى أنه لا يحل للمسلين أن يبيعوا من النصارى شيئا من مصلحة عيدهم ؟ لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعاونون على شيء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم, وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك, وهو قول مالك وغيره : لم أعلمه اختلف فيه " الاقتضاء (2/625 – 725).

وقال ابن التركماني : " فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعارة دابة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم " اللمع في الحوادث (1/ 492).

وحول عدم إعانة المسلم المتشبه بهم في عيدهم على تشبهه :

قال شيخ الإسلام : " وكما لا نتشبه بهم في الأعياد, فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك; بل ينهى عن ذلك, فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه, ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك; لأن في ذلك إعانة على المنكر " الاقتضاء (2/915 – 025) .

حكم تهنئتهم بعيدهم :

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل . فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه " . ا. ه أحكام أهل الذمة (1/144 – 244).

قال الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه الرائع تشبه الخسيس بأهل الخميس ص11 وما بعدها:
ومِن التَّشبُّه بالنصارى ما يفعله جهلة أهل بعلبك والبقاع من إيقاد النيران ليلة عيد الصَّليب في الكروم, وهذا أيضًا من إظهار شعار النَّصارى, قُبحًا لفاعلهِ.
ومن ذلك: إيقادُ النيران [والقناديل] ليلة الميلاد, وشراءُ الشمع والتوسعةُ [والتلذ] بالحلوى والقطايف, وإظهارُ السرور والرّهج وإعطاء المدحْرجين .
فإنَّ في هذا إحياء لدين الصليب وإحداث عيد ومشاركة المشاركين, وتشبهًا بالضالين! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم).فيا مسكينُ: أين تذهب بعقلك؟!
إلى كم تهربُ من متابعة [سنّةّ] نبيك محمد صلى الله عليه وسلم إلى [متابعة] شعار أعدائك؟! إلى كم هذه التفرقة والتململ من سُلوكِ الصِّراط المستقيم إلى سبيل الشياطين [الضالين] ؟! إنْ تعبدت شردْت في العبادة, أو تسلت لواذًا يمينًا وشمالًا. وإنْ سلكت في [طريق] العلم دخلت في الحيل والرُّخص وقلت: أنا مُقلدُ الأئمَّة!
وإنْ دخلت في التجارة والبيع احتلت في المعاملة الرَّبوية بكل طريق, وأكثرت الحلف الذي يحرم على التاجر [فعله], وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتابعَين: (إنْ صدقا وبيَّنا بورك لهما [في بيعهما], وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما).
و [اعلم انَّك] إن أمرْت بمعروف أو نهيت عن منكر, فربما انحرفت إلى الشرور وثارت نَفَسُك واعتديْت, فيكون ما أفسدتَ أكثر مّما أصلحت.
وإن ليَّنت لقرابتك ولذي الجاه والسلطان وأقمت الحد على الضعيف والجاهل, دون القوي والعالم, فقد عصيت بذلك, وإن غضبت لنفسك في إنكارك حيث ينُلُ منك فلا بدَّ لك في علِمِك من أن تكون [حكيمًا] حليمًا, ولا بدَّ في العمل من الإخلاص, قال الله تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وقال تعالى: ( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) فليكن رفقُك بالمبتدع والجاهل حتى تردهما عن ارتكباه بلين.
ولتُكنْ شدَّتك على الضَّال الكافر, ومعَ هذا فارْحم المبتلى, واحمد الله على العافية, ( كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ [فَتَبَيَّنُوا] .
وانظر إلى نفسك وقت النهي عن المنكر وعند الأمر بالمعروف بعين المقت, وانظر إلى أخيك العاصي الجاهل بِعين الرَّحمة, من غير أن تترك أوامر الله [تعالى] أو حدًا من حدود الله.
فاتباعُ السُنةِ حياة القلوب وغذاؤها.فمتى تعوَّدت القلوبُ بالبدع وألفتها لم يبقَ فيها فضلُ للسُّن.

لزيادة إثراء الموضوع :
أقوال أهل العلم في تفسير قوله تعالى (والذين لا يشهدون الزور):

*قال أبو العالية، وطاوس، ومحمد بن سيرين، والضحاك، والربيع بن أنس، وغيرهم: هي أعياد المشركين
.تفسير ابن كثير (6 / 130).
*قال القرطبي: وفي رواية عن ابن عباس أنه أعياد المشركين.الجامع لأحكام القرآن (13 / 78).
*قال السيوطي : وأخرج الخطيب عن ابن عباس في قوله والذين لا يشهدون الزور قال : أعياد المشركين. الدر المنثور – (6 / 282).
*وعن ابن عباس : أن الزور هنا أعياد المشركين وكنائسهم . والزور الباطل .الهداية الى بلوغ النهاية
مكي بن أبي طالب(8 / 5264).
*قال الزمخشري: وعن مجاهد : أعياد المشركين. الكشاف – (4 / 485).
*قال العز بن عبد السلام : { قَوْلَ الزُّورِ } الشرك ، أو الكذب ، أو شهادة الزور ، أو أعياد المشركين .تفسير ابن عبد السلام – (4 / 71).
*قال الخازن : وقيل : لا يشهدون الزور يعني أعياد المشركين.تفسير الخازن – (5 / 110).
*قال الفخر الرازي: يحتمل حضور كل موضع يجري فيه ما لا ينبغي ويدخل فيه أعياد المشركين ومجامع الفساق ، لأن من خالط أهل الشر ونظر إلى أفعالهم وحضر مجامعهم فقد شاركهم في تلك المعصية ، لأن الحضور والنظر دليل الرضا به ، بل هو سبب لوجوده والزيادة فيه ، لأن الذي حملهم على فعله استحسان النظارة ورغبتهم في النظر إليه،تفسير الفخر الرازى – (1 / 3415)
*قال الطاهر ابن عاشور : والزور: الباطل من قول أو فعل وقد غلب على الكذب.أنهم لا يحضرون محاضر الباطل التي كان يحضرها المشركون وهي مجالس اللهو والغناء والغيبة ونحوها، وكذلك أعياد المشركين وألعابهم.التحرير والتنوير (19 / 97).
والله تعالى أعلم
——————————————————————————–




خليجية



اسعدني مرورك



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

حكم تهنئة الكفار بعيد رأس السنة

[COLOR="redd"]ما حكم الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة ؟ وما حكم التهنئة في ذلك ؟

الســــــؤال :

ما حكم الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة ؟ وما حكم التهنئة في ذلك ؟

ما حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسماس ؟ وهل يجوز الاحتفال معهم بهذا العيد؟ [/COLOR]

****************************** **

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عليه أفضل الصلات وأزكى التسليم

سئلت اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ: عبد العزيز بن باز –رحمه الله- عن حكم مشاركة الكفار في أعيادهم وحكم تهنئتهم بها، ونذكر لك فيما يلي نص السؤالين والإجابة عنهما:

جـ1/ لا تجوز مشاركة النصارى في أعيادهم،

ولو شاركهم فيها من ينتسب إلى العلم؛ لما في ذلك من تكثير عددهم،

ولا تجوز للمسلم تهنئة النصارى بأعيادهم؛ لأن في ذلك تعاوناً على الإثم

وقد نهينا عنه قال تعالى:"ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"[المائدة:2]

كما أن فيه تودداً إليهم وطلباً لمحبتهم وإشعاراً بالرضى عنهم وعن شعائرهم

وهذا لا يجوز،

بل الواجب إظهار العداوة لهم وتبيين بغضهم؛ لأنهم يحادون الله جل وعلا

ويشركون معه غيره ويجعلون له صاحبة وولداً،

قال تعالى:"لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله

ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان

وأيدهم بروح منه" [المجادلة:22]،

وقال تعالى:"قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه

إذ قالوا لقومهم إنا برءوا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم

وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده"[الممتحنة:4].

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (3/435)].




التصنيفات
منتدى اسلامي

موالاة الكفار

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا الَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

تفسير ابن كثير:يقول ابن كثير في معرض تفسير هذه الآية: «وهذا تنفير من موالاة أعداء الإسلام وأهله من الكتابين والمشركين، الذين يتخذون أفضل ما يعمله العاملون، وهي شرائع الإسلام المطهرة المحكمة، المشتملة على كل خير دنيوي وأخروي، يتخذونها هزواً: يستهزئون بها، ولعباً: يعتقدون أنها نوع من العب في نظرهم الفاسد، وفكرهم البارد… واتقوا الله أن تتخذوا هؤلاء الأعداء لكم ولدينكم أولياء. إن كنتم مؤمنين بشرع الله الذي اتخذه هؤلاء هزواً ولعباً كما قال تعالى: {يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ الَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ الَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى الَّهِ الْمَصِيرُ} …».

تفسير فتح القدير:ويورد الإمام الشوكاني في تفسيره لهذه الآية أن «قوله تعالى: {لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا} هذا النهي عن موالاة المتخذين للدين هزواً ولعباً يعمّ كل من حصل منه ذلك من المشركين وأهل الكتاب وأهل البدع المنتمين إلى الإسلام، والبيان بقوله تعالى: {مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} …».

تفسير القرطبي:وقد أيَّد القرطبي ما ذهب إليه الإمام الشوكاني وابن كثير بأن الله «… نهاهم أن يتخذوا اليهود والمشركين أولياء، وأعلمهم أن الفريقين اتخذوا دين المؤمنين هزواً ولعباً، والمعنى لا تتخذوا المشركين والمنافقين أولياء، بدليل {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} والمشركون كلهم كفار… ».

موالاة الكفار:
والآيات كثيرة جداً بتحريم أخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين. قال تعالى: {لاَ يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} وقال: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وغيرها من الآيات.
فما بال المسلمين اليوم يتحكم في أمورهم ويرعى شؤونهم الكفار وهم راضون بذلك. عجباً والله، كأنهم لم يسمعوا قوله تعالى، أم سمعوا ولكن وضعوا أصابعهم في آذانهم‍! المسلمون اليوم يتسلَّم رقابهم الكفّار وهم فرحون بمصابهم، يهان دينهم، ويعذَّب أولادهم في سجون الحكام الكفرة، وهم ساكتون كالهرة أيضاً بل أضل وأخزى. فلنسمع قول رسول الله حين قال: «والذي نفسي بيده، لتأمرُنّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده، ثم لتدعُنه فلا يستجاب لكم».




؟؟؟؟؟؟؟



خليجية




بارك الله فيك ..



باركه الله فيكي اختي