يبدو مشهد آدم ( 4 سنوات) وهو يحاول تركيب اللعبة كأنه يحل لغزًا، فيبدو عليه الإصرار على تركيبها بشكلها الصحيح. فهل سينجح؟
يؤكد الإختصاصيون أن الطفل بين الثالثة والخامسة يحب الألعاب التي ترتكز على مفهوم التركيب والخيال، كما يهتم بالأشغال اليدوية والرسم والقص.
وفي هذه السن يبدأ تقدير الألعاب الإجتماعية الجماعية، مثل بيت بيوت، وألعاب الذاكرة… فقدراته الحركية التي تساعده في السيطرة على الأوضاع التي يأخذها جسمه، تسمح له بالقيام بألعاب متنوعة، مثل كرة القدم، أو ركوب الدراجة، والركض والتزحلق…
ما يجب فعله للعب
يحتاج الطفل كي يلعب إلى الوقت والمساحة وألعاب وشركاء، ولكن هذا وحده لا يكفي.
فالطفل أيضًا في حاجة إلى أن يكون موجودًا في محيط آمن حيث يكون للعب قيمة، أي أن الأهل يدركون أهمية اللعب لنمو الطفل الجسدي والفكري والإجتماعي.
الحاجة إلى الثقة بالنفس
لسلوك الراشدين، أي الأهل والمعلمة في المدرسة، دور أساسي في تعزيز انفتاح الطفل على اللعب أو جعله خائفًا متردّدًا ويكون مجردّ مراقب فيختار أن يكون متلقياً أكثر منه فاعلاً في اللعب.
فإذا كان يخشى سخرية والدته أو والده أو أو عدم موافقتهما على السماح له باللعب، فلا يلعب أو يفعل ذلك بطريقة متكررة ليس فيها ابتكار ومن دون متعة أو خيال. فلكي يلعب الطفل، عليه أن يشعر بالثقة بنفسه.
السماح ببعض حرية التحرّك
عندما يلعب الطفل يبتكر فوضى موقتة، فمن غير المفروض أن يكون كل شيء منظماً ومرتباً أثناء اللعب، فاللعب الكثير التنظيم لا فائدة منه.
والمكان الذي يلعب فيه الطفل يجب أن يكون فيه بعض الحركة والضجيج لا سيّما أن متعة اللعب تظهر ببعض المثيرات مثل الضحك والحركة.
فمثلما تحتاج الأم إلى لحظات من الهدوء والوحدة، يحتاج الطفل أيضًا إلى وقت ليحلم فيه. فعندما تلاحظ الأم أن طفلها ينظر من النافذة إلى الشارع لدقائق، عليها ألا تستنتج أنه ضجر، فربما هو مأخوذ بمشهد أو يفكر في اختراع قصة سوف ينفذّها لاحقًا من خلال اللعب.
الوقت
يتوق الطفل عمومًا إلى لحظات حرة يستفيد منها للعب. وبما أن المنزل مكان مراقب، عليه أن يتبع روتينًا معيّنًا ويحترم التعليمات. وقد تلاحظ الأم أنه إذا كان لدى طفلها وقت فراغ لا يعرف ماذا يفعل ويشعر بالملل.
وهذا الشعور ليس غريبًا فوقته مخطط له ومنظم من الراشدين. لذا لمساعدته يمكن الأم أن تقترح عليه ابتكار رسم جديد تضعه على براد المطبخ، أو اختراع تحضير وجبة من خلال لعبة المعجون.
فمن خلال اقتراح الأم على طفلها أموراً طريفة، تساعده في القيام باختيارات ألعاب وفي تطوير استقلاليته. وبالتالي فإنه يقرر تدريجًا كيف وبماذا يريد اللعب.
المساحة
بناء جسر من المكعبات الخشبية أو «تحضير» وجبة طعام يحتاج إلى مساحة ملائمة وآمنة. وبالنسبة إلى الطفل ينتابه شعور رائع عندما يلعب قرب والدته، وبدورها على الأم أن تستغل هذه الفرصة وتشارك في اللعب من بعيد من خلال تعليق أو ابتسامة أو تشجيع كأن تقول عبارت مثل «برافو، جميل ما تفعله»… فهذه طريقة تربوية تشدد على قيمة اللعب وأنها توافقه عليه.
واللعب في الهواء الطلق في المتنزّه أو في حديقة المنزل مهم جدًا للطفل، فهذا النوع من اللعب يمنحه تجارب جديدة، فمثلاً يخترع كاتو الرمل، يتعرّف إلى أجسام جديدة، ويتدحرج ويتزحلق، فضلاً عن أن بعض الألعاب يصعب القيام بها في المنزل فيما يقوم بها في الخارج بسهولة مثل الجري والقفز واللعب بالكرة…
مواد اللعب
ليست كمية الألعاب هي المهمة بل تنوّعها، لذا فإن الألعاب المنزلية هي أيضًا تغني قدرات الطفل الفكرية والجسدية مثل الألعاب الموجودة في متاجر الألعاب التي يجب أن تسمح له بالحركة واستعمال يديه، والتركيز والتخيّل والتعبير، والتفاعل مع الآخرين، وتثير فضوله في مختلف مراحل النمو.
شركاء في اللعب
يكتشف الطفل مع والديه متعة اللعب، عندما تدعوه والدته إلى النظر ولمس واستعمال أشياء مختلفة. وكذلك الأطفال الآخرون الذين يلعبون دور النموذج ويحفزونه على اللعب. فهو يهتم بما يقوم به الآخرون.وبالتالي يقلّدهم ويشاركهم اللعب، مما يجعله يشعر بالمتعة أكثر.
تقويم اللعب
إذا كان الأهل يعتبرون اللعب نشاطاً تافهاً، فإنه من المحتمل ألا يطوّر الطفل قدراته إلى أقصى حدود. بينما إذا كان الأهل مقتنعين بضرورة أن يكون الطفل فاعلاً في محيطه، فإن عليهم أن يوّفروا له كل أنواع النشاطات من اللعب الحر والمساحة والمواد التي تساعده في بلورة قدراته الفكرية والجسدية، وتوفير الفرص لجعله يلعب.
لعب الأطفال
من 3 إلى 7 سنوات
من المعروف أن نمو الطفل بين الثلاث والسبع سنوات يكون سريعاً، وأحد اهتماماته الرئيسة هو تقليد الراشدين و اكتشاف كل ما يحيط به. واللعبة الجيدة هي التي تنشّط مخيلته، وتنمي مداركه وتقوي عضلات جسمه.
وهذه هي المواصفات التي يجب أن تتوافر في الألعاب المناسبة لعمر الطفل
تقوية القدرات الجسدية
تنشط الألعاب مختلف مظاهر نمو الطفل وقدراته الفكرية والجسدية. ولكي يكون نموه الجسدي منسجماَ مع نموه الفكري، من الأفضل شراء ألعاب ترافقه لفترة طويلة من أنواع مختلفة، و تساعد على تطوَر إحساسه في التوازن وقدراته الجسدية ومهاراته اليدوية واتساق حركاته.
ففي المرحلة التي يبدأ فيها الطفل التسلّق والقفز والركض تساعد الألعاب المتحركة كالدراجة وحبل القفز والكرة على تطوير هذه القدرات.
تنشيط المشاعر العاطفية
تعتبر الدمى من الألعاب التي تنشط المشاعر العاطفية العميقة عند الطفل، خصوصاً أنه يحب كثيراَ أن يتماهى بالراشدين، فيحاول تقليد شخصياتهم.
وتلاحظ الأم أحيانا أنه يلعب دور الطبيب أو البائع أو والوالد إلخ… لذا فإن الألعاب المجسمة كالدمى الصغيرة والبيوت أو أدوات المطبخ وغيرها من الألعاب تساعده على تطوير مخيّلته لأنها تلهمه في اختراع قصص وتمثيلها الأمر الذي يرسخ توازنه النفسي والعاطفي والعقلي.
تنشيط قدرة الإختراع وتطوير المدارك الفكرية
للألعاب اليدوية والحرفية كعجينة الطين أو الشمع أو الملح وأقلام التلوين، دور أساسي في تطوير مخيّلة الطفل وقدرته على الإختراع، فهي تساعده على اكتشاف متعة تركيب الأشياء ومزج المواد واختبار حواسه.
وليس شرطاَ أن تكون الألعاب التربوية الجيدة تلك التي يشارك الأهل فيها بل تلك التي تمنح الطفل تجربة اكتشافها وتفحصها، وتمرين فكره بمفرده من دون مساعدة أحد. أما ألعاب الكومبيوتر فعلى الرغم من تصميمها الجيد والمفيد يجب الحذر منها.
فالطفل ما بين الثلاث والسبع سنوات تكون لديه رغبة قوية في اكتشاف الأشياء واختبارها بنفسه بدل أن يكون مجرد متفرّج جالس أمام الشاشة.