التصنيفات
منتدى اسلامي

المؤمن بين جناحين

ساتكلم اليوم اخوانى واخواتى الكرام عن عبادة كلنا في امس الحاجة اليها والتمسك بها ففيها النجاة ان شاء الله
حديثنااليوم عن عبادة لها طرفى جناح لا تستقيم بجناح دون الاخر
عبادة اليوم هى الخوف والرجاء
إن الخوف والرجاء هما جناحا المؤمن يطير بهما في سماء محبة ربه جل وعلا. ولا بد من تحقيق التوازن بين الخوف والرجاء حتى تستقيم حياة المؤمن في الدنيا وفي الآخرة
الصحابة بين الخوف والرجاء
ومن أمثلة التوازن بين الخوف والرجاء في حياة الصحابة
قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "لو نودي أن كل الناس في النار إلى واحدًا لظننت أنه عمر، ولو نودي أن كل الناس في الجنة إلا واحدًا لظننت أنه عمر".

ومنها قول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه: "لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله عز وجل".
وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أحد الصحابة وهو في حالة الاحتضار وسأله كيف تجدك فقال: "أجدني أرجو رحمة ربي وأخاف عذابه
فقال صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمع هذان في قلب عبد في هذا الموضع إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف".
وفي الحديث:"لا يجمع الله على عبد أمنين ولا خوفين، من خافه في الدنيا أمنه يوم القيامة، ومن أمنه في الدنيا أخافه يوم القيامة".
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-
{ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الكبائر فقال: الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله }

الخوف والرجاء من القران الكريم
ان المتدبر لايات الله يجدها حثت على فعل الطاعات وبينت لنا ثوابها وثمراتها لنكثر منها، ونهت عن المعاصي وبينت لنا عقابها و آثارها الضارة لنحذر منها ونتجنبها
كما أن الله عز وجل وصف لنا الجنة وما فيها من النعيم والفوز المقيم لنعمل لها، ووصف لنا النار وما فيها من العذاب الأليم والهوان المقيم لنترك الأعمال الموصلة إليها، وهكذا كثيرًا ما نجد آيات الوعد إلى جانب آيات الوعيد. وذكر الجنة إلى جانب ذكر النار، ليكون العبد دائمًا بين الخوف والرجاء. لا يأمن من عذاب الله ولا ييأس من رحمة الله
كما قال تعالى:
وَالَّذِينَ هُم مّنْ عَذَابِ رَبّهِم مُّشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ[المعارج:27،28].
وقال تعالى:
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ[الرعد:6].
وقد وصف الله أنبياءه وخواص أوليائه أنهم يدعون ربهم خوفـًا وطمعًا ورغبًا ورهبًا ويرجون رحمته ويخافون عذابه
وقد أمر الله العباد أن يخافوه ويرهبوه ويخشوه في آيات كثيرة
قال تعالى:
فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ[آل عمران:175].
وقال تعالى:
فَإيَّـيَ فَارْهَبُونِ[البقرة:40].
وقال تعالى:
فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ[المائدة:44].
وقد وصف الله سبحانه أنبياءه والصالحين من عباده أنهم يجمعون بين الخوف والرجاء
فقال تعالى:
إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـاشِعِينَ [الأنبياء:90].
قال تعالى:
أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَـافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ كَانَ مَحْذُورًا [الإسراء:57].
صفة الخوف والرجاء
والخوف المحمود الصادق هو الذي يحول بين صاحبه وبين محارم الله – عز وجل ـــ
والرجاء المحمود الصادق هو الثقة بجود الرب سبحانه وفضله وكرمه

ولابد أن يقترن معه العمل، قال تعالى:
{ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا } [الكهف:110].
وقال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَـاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم }ٌ [البقرة:218].
فالرجاء لا يصح إلا مع العمل
انواع الرجاء
والرجاء ثلاثة أنواع
الأول:
رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله، فهو راج لثوابه.
والثاني:
رجاء رجل أذنب ذنبًا ثم تاب منه، فهو راج لمغفرة الله وعفوه وإحسانه وجوده وحلمه وكرمه.
والثالث:
رجل متمادٍ في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل، فهذا هوالغروروالرجاء الكاذب.اعاذنا الله واياكم منه

التعادل بين الخوف والرجاء
الواجب على العبد مادام على قيد الحياة أن يكون متعادلاً بين الخوف والرجاء، فلا يغلب جانب الرجاء لئلا يفضي به ذلك إلى الأمن من مكر الله. فيكون من الذين قال الله فيهم:
أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَـاسِرُونَ [الأعراف:99]
ولا يغلب جانب الخوف لئلا يفضي به إلى اليأس من رحمة الله. فيكون من الذين قال الله فيهم:
{ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ }
[الحجر:56].
ومن الذين قال الله فيهم:
{ إِنَّهُ لاَ يَايْـئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَـافِرُونَ }
[يوسف:87].
وصف العلماء للخوف والرجاء
قال بعض العلماء:
الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استويا استوى تم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت
وقال بعضهم:
الراغب في سيره إلى الله – عز وجل – بمنزلة الطائر. فالمحبة رأسه. والخوف والرجاء جناحاه. فمتى سَلِمَ الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضه لكل صائد وكاسر
كيف يتم التوازن بين الخوف والرجاء
على المسلم أن يظل دائماًبين الخوف والرجاء، وعليه أن يقوي جانب الرجاء حينما يريد الشيطان أن يلبس عليهويقنطه من الرحمة
والأفضل في حال الشدة أو المرض تغليب الرجاء.
ويقوي جانب الخوف عندما يريد تأمينه من سخط الله وغضبه

ويدل لتأكيد الحرص على الأمرين، قوله تعالى
{وَادْعُوهُخَوْفًا وَطَمَعًا {الأعراف:56}
وقوله في وصف بعض الأنبياء
{ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا {الأنبياء:90}
ويدل لخطورة اليأس وأمن غضب الله قوله تعالى
{ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّالضَّآلُّونَ {الحجر:56}
وقوله تعالى
{أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّالْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {الأعراف:99}
وقال بعض الصالحين:
"لأن تجلس مع أناس يخوفونك حتى تأمن، خير لك من أن تجلس مع أناس يؤمنونك حتى تخاف".
ونجد أن بعض العلماء يقول

يجب أن يتساوى الخوف والرجاء، وبعض السلف قال " يغلب جانب الخوف على جانب الرجاء " وبعض السلف قال " يغلب جانب الرجاء على جانب الخوف "، وهي أقوال متباينة ظاهرا، لكنها متفقة في الحقيقة لأن كل قول منها يرجع إلى حالة مما ذكرنا.

فمن قال: يغلب جانب الخوف على الرجاء، فهو في حق الصحيح العاصي
ومن قال: يغلب جانب الرجاء على الخوف، فهو في حق المريض الذي يخاف الهلاك أو من يخاف الموت
ومن قال: يساوي بين الخوف والرجاء، فنظر إلى حال المسددين المسارعين في الخيرات، وهذه الحال التي هي حال المسددين هي التي وصف الله -جل وعلا- أهلها بقوله
{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }
و قوله -جل وعلا- في سورة الإسراء { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا }

بعض النصائح التي تمكننا من تحقيق التوازن بين الخوف والرجاء في حياتنا
1 – حاسب نفسك على كل عمل تعمله، وسل نفسك هل الله يحب هذا العمل أم لا؟
2 – إذا كان العمل مما يحبه الله فسل الله عز وجل أن يرزقك به الجنة. وإذا كان مما يبغض الله فاحذر أن تكرره فإن الله يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
3 – عايش مواقف حياتك وتخيل في آخر يومك أن الله عز وجل قد أدخلك الجنة بأعمالك الصالحة التي عملت، أو قد أدخلك النار بأعمالك الطالحة التي عملت. وتمثل أن الله سبحانه وتعالى يراقب كل أعمالك ويجازيك عليها أولا فأولاً.
4 – داوم على ذكر الله عز وجل ولا تنسه أبدًا.
5 – تمثل وصية النبي صلى الله عليه وسلم لحارثة حينما سأله كيف أصبحت يا حارثة؟
فقال له: "أصبحت مؤمنًا حقًّا يا رسول الله"، فقال: "انظر فإن لكل قول حقيقة"… فأوصاه النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث وقال له: "عرفت فالزم".
6 – إذا كنت تريد حقًّا أن تكون من الراجين فسل نفسك هل يسوقك رجاؤك إلى درجة الاستخفاف بنظر الله عز وجل وأنت تفعل المعصية؟ ولماذا ترجو ربك وعلى أي عمل؟

7 – وإذا كنت تريد حقًّا أن تكون من الخائفين،

فسل نفسك هل يمنعك خوفك من ربك أن تقدم على معصيته؟!

واخيرا اخوانى واخواتى الكرام

نتذكرجميعا ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيءالليل. فلا تظلم نفسك ولاتحرمها من عفو الله.
ونختم بفائدة حول شروط التوبة كماقررها العلماء وهي أربع
أولها : أن يقلع عن المعصية
والثاني : أن يندم على فعلها
والثالث : أن يعزم ألا يعود إليها أبداً
والرابع : أن يبرأ من حق صاحبها إن كانتتتعلق بحق آدمي كمال أو عرض ونحوهما.

اللهم إنا نسألك التوبة من كل ذنب والعفو عندالحساب والمغفرة من كل إثم ونسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار ياعزيزياغفار.
ونتذكر دائما ان العلماء قالوا ان ارجى اية في كتاب الله هى في قوله تعالى { قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطو من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم}

بك أستجير ومن يجيـــــــر ســـــــواك ** فأجر ضعيفــــــــاً يحتمي بحماكـــــــا

إنِّي ضعيف استعيـن على قـــــــــوى ** ذنبي ومعصيتـــي ببعض قواكــــــــــا

أذنبـت يـا ربـــي وآذتني ذنوبـــــــــي ** ما لهـا من غافـــــــــــر إلا كــــــــــــــا

دنياي غرتني وعفوك غـــــــــــــــرني ** ما حيلتي في هذه أو ذاكــــــــــــــــا

لو أن قلبي شك لم يك مؤمنــــــــــــاً ** بكريم عفــوك ما غـــوى وعصاكـــــــا

يا مـــــــدرك الأبصــــــــار والأبــــــــصار ** لا تدري له ولكنهــــــــه إدراكــــــــــــا

أتراك عين والعيــــــــون لها مـــــــدى ** ما جاوزته ولا مــــــدى لمداكـــــــــــا

إن لم تكــــــــن عيني تراك فإننـــــي ** في كل شـيء أستبين عُلاكــــــــــا

يا منبت الأزهــار عـاطرة الشــــــــــذا **هذا الشذا الفواح نفح شذاكـــــــــــا

يا مرسل الأطيار تصـدح في الرُبــــــــا ** صدحاتهـــا الهــــــام موسيقاكـــــــــا

يا مجري الأنهــــــــــار ما جريانهـــــــا ** إلا انفعالة قطــــــــــرة لنداكــــــــــــــا

رباه ها أنا خلصـــــت من الهـــــــــوى ** واستقبل القلب الخلي هواكــــــــــــا

وتركت أُنسِي في الحياة ولهوهـــــــا ** ولقيت كل الأنس فـي نجواكــــــــــــا

ونسيـت حبي واعتزلــــــــت أحبتــي ** ونسيت نفسي خــوف أن أنسـاكـــــا

أنا كنت يا ربي أسيـــر غشــــــــــاوة ** رانت على قلبي فضــل سناكــــــــــا

وجزاكـــــم اللـــــه خيـــــرا
اسال الله العظيم ان يرحمنا ويغفر لنا وان اكون قدمت لكم افادة ولو بسيطة




اللهم إنا نسألك التوبة من كل ذنب والعفو عندالحساب والمغفرة من كل إثم ونسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار ياعزيزياغفار.



بارك الله فيكى أختى الغالية

وجزاكى الله خيرااا

على هذا الموضوع المؤثر




التصنيفات
منوعات

[ القلب الحي. . رزق المؤمن ]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركانه
القلب الحي.. رزق المؤمن
أحمد محمد سعد

حين نتحدث عن الرزق تذهب أذهان الكثيرين مباشرة إلى المال أو العقارات. وربما تتجاوز بعض الأذهان هذا التفكير إلى ضرب آخر من الأرزاق كالأولاد مثلا أو الصحة أو السعادة أو الزوجة. وربما يصدق هنا المثل القائل: "كل يغني على ليلاه". فمن يجعل المال شغله الشاغل يعتقد أن الرزق المطلوب هو المال. ومن يرى سعادته في العيال يرى أن الله قد أكرمه حين حباه قبيلة من الأولاد فتيانا وفتيات، ويرى قرة عينه أن يراهم حوله يمرحون. ومن الناس من يرى أن الله قد رزقه أكرم رزق، وقسم له أفضل قسمة، إذا من الله عليه وهبه خلقا حسنا فصدق فيه قول القائل:

فإذا رزقت خليقة محمودة
فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
ألوان الرزق

والرزق في الحقيقة تتنوع أصنافه، وتباين صوره، فمنه الحسي كالمال والأولاد والزوجة والعقارات والمنصب والدرجة العلمية, ومنه المعنوي كالعلم والرضا والسعادة وراحة البال، ومنه ما يشمل جانبا حسيا وآخر معنويا كالصحة.
ومن الرزق أيضا الإيمان واليقين. في الحديث: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"، وفي الحديث الآخر: "إن للمعصية ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وإن للحسنة ضياء في القلب وسعة في الصدر ونورا في الوجه".
وليس هذا كله إلا حديث عن الإيمان، إذ أنه لون من ألوان الرزق، يتفاوت ويتباين بتباين صلة العبد بالله، ومقدار استعداده لتلقي رزق الله. وهذا ما يعنيه طيف من أطياف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للقلوب إقبالا وإدبارا, فإن أقبلت فزيدوها وإن أدبرت فألزموها الفرائض".
وإذا كان الرزق هكذا فلا بد أن القلوب النابضة بالإيمان، القلوب المخبتة لله، القلوب التي تستشعر المعصية عن بعد، هي نفسها رزق من الله عز وجل، يقسمه بين عباده كما يقسم المعايش بينهم: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (الزخرف: 32).

قلبك في جنة الآخرين

وحديثنا عن القلوب التي هي رزق من عند الله. يشمل أمرين، هما: قلبك أنت، وقلوب الآخرين. ولنبدأ بقلبك أنت على حد قول سيد الخلق: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول". وقلبك هذا رزق من الله، فمن ذا الذي غرس فيه الرحمة سواه، ومن الذي ينعم عليك بإحساس الحنو والرفق، حينما ترى ما يدعو لذلك.
من ذا الذي يرزقك إحساس الوجل والخشية حينما تتلي عليك آيات الله: {الَّذِينَ إِذَا ذُكرَ اللهُ وجلت قُلُوبُهُمْ} (الأنفال:2). من ذا الذي يلين قلبك لذكره: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر:23).
أليس من رزق الله لك أن وهبك قلبا متحركا حساسا يطرب للخير، وينشرح به، ويفزع من الشر وينقبض منه؟ أليس من رزقه لك أن وهبك قلبا تتحرك أوتاره، حينما تتلى كلمات الله، فيرسل إشارته للعين لتدحرج على الخد دمعة ساخنة من قلب حرارة المعصية والتفريط؟
أليس من رزقه وافر نعمته أن وهبك قلبا، يرحم الضعيف ويئن لأنين المساكين, يحب الصغار، ويرسل إشارته لليدن لتتحركا بلمسة حانية على رأس يتيم، أو صدقة ضئيلة لجيب مسكين، فتضع البسمة على شفتيه، طالما عاشرها الحزن وقست عليها الأيام.
وإن قالوا إن الصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يحس به إلا المرضى, لقلنا إن الرزق نعمة في يد أصحابه، لا يحس به إلا من فقده. والقلب رزق لا يحس به إلا من حرم نعمة القلب. ولنا في القرآن خير دليل, حين نقرأ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).
فكأن القرآن يعرض بالقلوب التي حرمت رزقها من نعمة التدبر، فصارت موصدة الأبواب لا تستقبل نعمة الله. وفي الحديث عن الرجل الذي قال للنبي حين رآه يقبل الحسن والحسين: "إن لي عشرة من البنين ما قبلت واحدا منهم قط"، فرد عليه النبي قائلا: "وما علي إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك, من لا يرحم لا يُرحم".
وكأن النبي يشير من طرف خفي إلى أن هذا الرجل قد رزق الرحمة، التي يفيضها الله على قلب من أراد من عباده. وحرمانه من الرزق يجعل قلبه في مصاف القلوب التي منعت فضل الله سبحانه. بل إن القرآن يعيب على من تملكوا القلوب -آلة وجسما- ثم حرموا نعمة الرزق القلبي، الذي يمكنهم من إدراك نعمة الله في الكون: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا} (الأعراف:7).
فكأنهم حازوا آلة القلب وحرموا رزقها من الفقه والفهم والوعي. ومن حرمان رزق القلوب أن يختم الله على القلب, فلا يتنسم روائح الإيمان، ولا يذوق برد اليقين، وذلك حين ينشغل المرء بلذة الجسد عن لذة الروح، ويقطع قلبه عن مصدر رزقه ولي نعمته: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23).
وحينما يحرم القلب رزقه من المشاعر والأحاسيس الفاضلة تنعدم فيه نوازع الخير وتنضب فيه منابع الهدى، فلا يتحرك لنداء ولا يستجيب لدعوة، ويحال بينه وبين صاحبه: {يا أيُها الذين آمنوا اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الأنفال: 24). وحينئذٍ يقسو القلب، ويتحجر حتى يصير أشد قسوة من الحجارة نفسها: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (البقرة: 74).

ترابط القلوب

ويجهل الكثيرون قيمة المحبة في الله، وقرب القلوب وترابطها على معان سامية. فالله سبحانه هو الذي يؤلف القلوب {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 63).
وتكون قلوب الآخرين هدفا للدعاة، الذين يضعون كل اهتماهم في كسب قلوب الناس. وحين نقول إن القلوب رزق، نعني أنك قد تجد داعية من الدعاة قد من الله عليه بمحبة الناس، فرزقه قلوبهم، وملكه مفاتيحها. فاستطاع أن ينفذ إليها بكل سهولة ويسر. وآخر قد أوصدت أمامه أبواب القلوب فلم يعد لديه إليها سبيل،<




م/ن

خليجية




يعطيك العافيه يالغلا



جزاك الله الجنان



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

حلاوة الايمان تكون فى قلب المؤمن

حلاوة الايمان تكون فــــــــــــي قلب المؤمـــــــــــــن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعـد:
فحلاوة الإيمان حقيقة معنوية يجعلها الله في قلوب الصالحين من عباده.
قال الإمام النووي في شرحه لمسلم: قال العلماء: معنى حلاوة الإيمان استلذاذه الطاعات وتحمله المشاق في رضى الله ورسوله وإيثار ذلك على عرض الدنيا.

ولا ريب أن للإيمان لذة كما في الحديث: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. رواه البخاري ومسلم.

وفي الحديث: ذاق طعم الإيمان: من رضي بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً. رواه مسلم.

والذي يريد أن يذوق طعم الإيمان يحافظ على الفرائض ثم يكثر من النوافل والطاعات كما في الحديث: ما تقربإلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به.
فإذا اتصف العبد بهذه الصفات وتقرب إلى الله تعالى بالطاعات فلا شك أنه سيجد حلاوة الإيمان كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

ولذة الإيمان لا تشبه لذة الحرام لأن لذة الإيمان لذة قلبية روحية.

أما لذة الحرام فهي لذة شهوانية جسدية ويعقبها من الآلام والحسرات أضعاف ما نال صاحبها من المتعة ولله در من قال:تفتى اللذات ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها نارارجوا الدعاء لي و لكم بان نكون ممن يلتمسون هذه الحلاوة و اللذة الربانية في قلوبنا
خليجية[/IMG]




خليجية



مشكورة خيتو



بارك الله فيكي



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

سلاح المؤمن ومفتاح ابواب الرحمة

[SIZE="6"][COLOR="Blue"]

نعلم جميعن أن الحزن لا يغير من الواقع شيئاً ،
وأن الحزن لا يغسل الهموم أبداً …!
إلا أننا في بعض الأحيان
نجد أنفسنا وسط أمواج متلاطمة من الحزن والألم والقلق والإكتئاب،
وقد نشعر برغبة جامحة للبكاء والأنين ليخرج ما في القلب
من قهر مكبوت أو رواسب نفسية مؤلمة لكي نرتاح ..!
وهذا لا بأس به ما دمنا نشعر بالراحة مع إنهمار الدموع ..

أختي المهمومة
حينما تشعرين أنك بمنتهى الضعف وأن الدنيا قد أظلمت في وجهك
فهلا قمتي من مكانك وتوضأتي وصليتي ركعتين أو أكثر
ثم رفعت أكف الضراعة إلى مولاك وقلت
« اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك
ماض في َّحكمك عدل فيَّ قضاؤك.
اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك
أو أنزلته في كتابك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري
وجلاء حزني وذهاب همي »
«لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم».

فعليك أختي بالدعاء مهما تأخرت الإجابة
قال: ابو الدرداء رضي الله عنه:
«من يكثر قرع الباب يوشك ان يفتح له
ومن يكثر الدعاء يوشك ان يستجاب له».
ويقول عليه الصلاة والسلام
« إن الله حي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه ان يردهما صفرا خائبين ».

جاء رجل الى مالك بن دينار رحمه الله فقال:
« إني اسألك بي لله أن تدعو لي فأنا مضطر.
قال: إذاً فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ».
وأخيراً إن مجرد إفضاء الإنسان لمشكلاته ، وهمومه ،
والتعبير عنها إلى شخص آخر يسبب له راحة نفسية …
ويؤدي الى تخفيف قلقه وحزنه …
فما بالك بمقدار التحسن الذي يمكن أن يطرأ على الإنسان اذا أفضى بمشكلاته لله تعالى ..؟
فليس غيره من يزيح همك ..
وليس غيره من يريح قلبك ..
وليس غيره من يعيد الطمأنينة إليك ..

أنَّ الدعاء كلَّه خير، فعن أبي سعيد :
((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم،
إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث:
إمَّا أن يُعجِّل له دعوته،
وإمَّا أن يدَّخرها له في الآخرة،
وإمَّا أن يصرف عنه من السوء مثلها))

قال ابن حجر:
"كلّ داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛
فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه"
**أنَّ الله تعالى وعد بإجابة الدعاء فقال:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
وقال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ لْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ لسُّوء}

(الدعاء يرد القضاء)
فعن ثوبان مولى رسول الله أنه صلى الله عليه وسلم قال:
((ولا يرد القدر إلا الدعاء))
وقال تعالى : {دْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
أن الله تعالى قريب من أهل الدعاء، قال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
أنَّ الدعاء سبب في النجاة من عذاب النار
فقالوا: {فَمَنَّ للَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَنَا عَذَابَ لسَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ لْبَرُّ لرَّحِيمُ}

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من لم يسألِ اللهَ يغضبْ عليه)) –

أن الدعاء أكرم شيء على الله تعالى،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء))

أنه مفتاح أبواب الرحمة، وسبب لرفع البلاء قبل نزوله وبعد نزوله،
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه سلم: ((من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئا يُعطى أحب إليه من أن يسأل العافية، إن الدعاء ينفع ما نزل وما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)

عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع ما نزل وما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة))

قال المباركفوري: "قوله: ((من فتح له منكم باب الدعاء))
أي: بأن وفق لأن يدعو الله كثيراً مع وجود شرائطه، وحصول آدابه،
((فتحت له أبواب الرحمة))
يعني أنه يجاب لمسئوله تارة، ويدفع عنه مِثله من السوء أخرى،
كما في بعض الروايات:
((فتحت له أبواب الإجابة))
وفي بعضها: (( فتحت له أبواب الجنة))".
وقال في قوله: ((إن الدعاء ينفع ما نزل)):
"أي من بلاء نزل بالرفع إن كان معلقاً، وبالصبر إن كان محكماً؛
فيسهل عليه تحمل ما نزل به فيُصَبِّره عليه أو يُرضيه به،
حتى لا يكون في نزوله متمنياً خلاف ما كان،
بل يتلذ بالبلاء كما يتلذ أهل الدنيا بالنعماء،
((وما لم ينزل))
أي: بأن يصرفه عنه ويدفعه منه،
أو يمدّه قبل النزول بتأيد من يخف معه أعباء ذلك إذا نزل به،
((فعليكم عباد الله بالدعاء))
أي: إذا كان هذا شأن الدعاء فالزموا يا عباد الله الدعاء"

منقول للفائدة[/COLR]SIZE




خليجية



الله يعافيكي حبيبتي



التصنيفات
منتدى اسلامي

عشر صفات فى الكلب يجب أن تكون فى المؤمن

[COLOR="Navy"]بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله..

قال الحسن البصري رحمه الله ::

"في الكلب عشر خصال محمودة ينبغي أن تكون في كل مؤمن:

الأولى: أنه لا يزال جائعًا حتى يطعم، وذلك من آداب الصالحين.

والثانية: لا يكون له موضع يعرف به، وذلك من علامة المحبين.

والثالثة: أنه لا ينام من الليل إلا قليلاً، وذلك من صفات المحسنين.

والرابعة: إذا مات لا يكون له ميراث، وذلك من أخلاق الزاهدين.

والخامسة: أنه لا يترك صاحبه وإن جوعه وطرده، وذلك من شيم المريدين.

والسادسة: أنه يرضى من الدنيا بأدنى مكان، وذلك من إشارة المتواضعين
.
والسابعة: أنه إذا غلب على مكانه تركه وانصرف إلى غيره، وذلك من علامة المتواضعين.

والثامنة: أنه إذا ضرب وطرد ودعي أجاب ولم يحقد، وذلك من أخلاق الخاشعين.

والتاسعة: أنه إذا حضر شيء للأكل قعد ينظر من بعيد، وذلك من أخلاق المساكين.

والعاشرة: إذا رحل من مكانه لا يرحل معه شيء ولا له شيء يلتفت إليه، وذلك من صفات المجردين. [/
COLOR]




التصنيفات
منوعات

الأعمال التي تثقل ميزان المؤمن يوم القيامة والأعما

خليجية


من عدل الله عز وجل أنه ينصب ميزاناً يوم القيامة للحساب، ويزن فيه الأعمال من خير وشر، فالمؤمن

يفرح بعمله الصالح، ويظهر فضله، والكافر يحزن ويتحسر، ويظهر ذله وخزيه، والميزان من الأمور الغيبية

التي لا يعلم حقيقتها إلا الله، فالواجب على المسلم أن يؤمن به كما أخبر الله تعالى عنه

قال تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا

بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }

(47) سورة الأنبياء

وقال عز وجل {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} (102) (103)

سورة المؤمنون

وقال تعالى {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ}

(8) (9) سورة الأعراف

وقال عز وجل {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ}{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ }{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ}{فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ }

سورة القارعه

وقال الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) :

( يوضع الميزان يوم القيامة ، فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت ، فتقول الملائكة : يا رب ! لمن يزن هذا ؟ فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي ، فيقولون : سبحانك ! ما عبدناك حق عبادتك )

الراوي: سلمان الفارسي المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 3626
خلاصة الدرجة: صحيح لغيره

***ماهي الأعمال التي تثقل ميزان المؤمن يوم القيامة ؟

1 ) كلمة التوحيد (لا إله إلا الله ) :

عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي (صلى الله عليه وسلم )قال :

(إن نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاص عليك الوصية ، آمرك باثنتين و أنهاك عن اثنتين ،

آمرك ب ( لاإله إلا الله ) ، فإن السموات السبع و الأرضين السبع لو وضعت في كفة ، و وضعت لا إله إلا

الله في كفة ، رجحت بهن لا إله إلا الله ، و لو أن السموات السبع و الأرضين السبع كن حلقة مبهمة

قصمتهن لا إله إلا الله ، و سبحان الله و بحمده فإنها صلاة كل شيء ، و بها يرزق الخلق ، و أنهاك عن

الشرك والكبر … الحديث)

الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 134
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح

وقال ( صلى الله عليه وسلم ) :

(إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا ،

كل سجل مد البصر ، ثم يقول له : أتنكر من هذا شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون ؟ قال : لا ، يارب ، فيقول :

ألك عذر أو حسنة ؟ فيبهت الرجل ، فيقول : لا يارب ، فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة واحدة ، لا ظلم

اليوم عليك ، فتخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فيقول أحضروه ،

فيقول : يارب ، وما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : إنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات في كفة

، ( والبطاقة في كفة ) قال : فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله شئ)

الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني – المصدر: شرح الطحاوية – الصفحة أو الرقم: 417
خلاصة الدرجة: صحيح

2 ) التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير , والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه :

( قال صلى الله عليه وسلم ) :

(كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله العظيم ،

سبحان الله وبحمده)

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: الجامع الصحيح – الصفحة أو الرقم: 6406

خلاصة الدرجة: [صحيح]

وقال ( صلى الله عليه وسلم ) :

(الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان)

الراوي: أبو مالك الأشعري المحدث: الألباني – المصدر: شرح الطحاوية – الصفحة أو الرقم: 418

خلاصة الدرجة: صحيح

وقال (صلى الله عليه وسلم ) :

(التسبيح نصف الميزان ، والحمد لله يملؤه ، والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض … الحديث)

الراوي: رجل من بني سليم المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي – الصفحة أو الرقم: 3519

خلاصة الدرجة: حسن

**أيضا من الأعمال الثقيله في الميزان

قوله ( عليه الصلاة والسلام ) :

( خمس ما أثقلهن في الميزان : لا إله إلا الله ، و سبحان الله ، و الحمد لله ، و الله أكبر ،

والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه)

الراوي: ثوبان و أبو سلمة و أبو أمامة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم:
2817

خلاصة الدرجة: صحيح

**بمعنى أن ذكر الله عموما يثقل الميزان :

قال ( صلى الله عليه وسلم ) :

(خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة ، وهما يسير ، ومن يعمل بهما قليل . قال ،

قال رسول الله : الصلوات الخمس ، يسبح أحدكم في دبر كل صلاة عشرا ، ويحمد عشرا ، ويكبر عشرا ،

فهي خمسون ومائة في اللسان ، وألف وخمسمائة في الميزان . وأنا رأيت رسول الله يعقدهن بيده .

وإذا أوى أحدكم إلى فراشه أو مضجعه ، سبح ثلاثا وثلاثين ، وحمد ثلاثا وثلاثين ، وكبر أربعا وثلاثين

، فهي مائة على اللسان ، وألف في الميزان قال :

قال رسول الله : فأيكم يعمل في كل يوم وليلة ألفين وخمسمائة سيئة

قيل : يا رسول الله ، وكيف لا نحصيهما ؟ فقال : إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته

فيقول : اذكر كذا ، اذكر كذا ، ويأتيه عند منامه فينيمه)

الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني – المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 1347
خلاصة الدرجة: صحيح

3 ) حسن الخلق :

(ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)

الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 2641

خلاصة الدرجة: صحيح

4 )إتباع الجنازة حتى تدفن :

قال ( صلى الله عليه وسلم ) :

(من تبع جنازة حتى يصلى عليها ، و يفرغ منها ، فله قيراطان ، و من تبعها حتى يصلى عليها ،

فله قيراط ، و الذي نفس محمد بيده ، لهو أثقل في ميزانه من أحد) أحد بمعنى جبل أحد

الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 6135

خلاصة الدرجة: صحيح

5 ) الوقف في سبيل الله :

قال (صلى الله عليه وسلم ) :

(من احتبس فرسا في سبيل الله ، إيمانا بالله ، وتصديقا بوعده ،

فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة)

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: الجامع الصحيح – الصفحة أو الرقم:
2853
خلاصة الدرجة: [صحيح]

***ماهي الأعمال التي يمكن أن تخسف بالميزان وتجعله خفيفا والتي يجب أن نحذرها ؟

1) الرياء :

قال ( صلى الله عليه وسلم ) :

(إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا : و ما الشرك الأصغر ؟ قال الرياء ،

يقول الله عز وجل لأصحاب ذلك يوم القيامة إذا جازى الناس :

إذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ؟ !)

الراوي: محمود بن لبيد الأنصاري المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 951
خلاصة الدرجة: إسناده جيد

2 ) انتهاك الحرمات :

قال ( صلى الله عليه وسلم ) :

(لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا

فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم

ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون

ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)

الراوي: ثوبان المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 3442

خلاصة الدرجة: صحيح

3 ) ظلم العباد والسب والشتم والغيبة والضرب

عن عائشة رضي الله عنها قالت (جاء رجل ، فقعد بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ،

فقال : يا رسول الله ! إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني ،

وأشتمهم وأضربهم ؛ فكيف أنا منهم ؟ ! فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – :

إذا كان يوم القيامة ؛ يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك ، وعقابك إياهم ؛

فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم ؛ كان كفافا لا لك ولا عليك ،

وإن كان عقابك إياهم دون ذنبهم ، كان فضلا لك ، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم ؛

اقتص لهم منك الفضل ، فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي ،

فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : أما تقرأ قول الله – تعالى – :

ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا

حاسبين ؟ – ! ، فقال الرجل : يا رسول الله ! ما أجد لي ولهؤلاء شيئا خيرا من مفارقتهم ؛

أشهدك أنهم كلهم أحرار .)

الراوي: عائشة المحدث: الألباني – المصدر: مشكاة المصابيح – الصفحة أو الرقم: 5494

خلاصة الدرجة: إسناده صحيح

وقال ( عليه الصلاة والسلام ) :

(أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال :

إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ،

وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا .

فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ،

قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار)

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح – الصفحة أو الرقم: 2581

خلاصة الدرجة: صحيح

ختاما : يجب علينا يا أحباب أن نحرص كل الحرص من الآن على الأعمال التي ثقل موازيننا

ولنحذر أشد الحذر من الاعمال التي تخفف موازيننا

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ،

فإنه أخف عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر ،

{ يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية }

كان ( صلى الله عليه وسلم ) يقول قبل النوم :

(بسم الله وضعت جنبي ، اللهم اغفر لي ذنبي ، واخسأ شيطاني ، وفك رهاني ، وثقل ميزاني ،

واجعلني في الندي الأعلى)

حديث إسناده صحيح

فلا تنسوا أن تقولوا هذا الدعاء قبل النوم

نسأل الله الحي القيوم ذو الجلال والإكرام أن يثقل موازيننا يوم القيامه وأن يجعلنا من الفائزين المقربين

وصلى الله على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

منقول




جزاكى الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك




يسلمووو موضوعك غايه في الروعه الله يعطيك العافيه



خليجية




مشكوووووووووووووووووووووووره



التصنيفات
منتدى اسلامي

التواضع رداء المؤمن


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فلا شك أن خُلق التواضع من أعظم الأخلاق الكريمة والشمائل الحميدة التي يتحلى بها المؤمن الكريم

الشهم فيضفي على إخوانه المسلمين المحبة والمودة والألفة ويرضي ربه ويقتدي برسوله صلى الله

عليه وسلم سيد المتواضعين.

لقد عني الشرع بهذا الخلق العظيم وحث على التخلق به قال تعالى موصياً نبيه صلى الله عليه وسلم

(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) وأوصى لقمان ابنه وقال تعالى (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا

تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله أوحى لي أن

تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغ أحد على أحد). رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله). رواه مسلم.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس تواضعاً خافضاً لجناحه رحيماً بأصحابه فقد كان

يمشي في حاجة الوليدة السوداء وكان يركب الحمار ولما فقد خادمة المسجد حزن وقصد قبرها فصلى

عليها وكان يباشر الفقراء والمساكين ويخالط الأعراب لأجل تعليمهم وإرشادهم ويسلم على الصبيان.

وكان متواضعاً في طعامه وهيئته ومسكنه يأكل على الأرض ويفترش الحصير ويتوسد الرمل ليس له

حاجب يمنع الناس عنه وبالجملة فقد كانت حاله كحال المساكين المتواضعين المتذللين ليست كحال

الملوك الجبارين المتغطرسين.

واقتبس هذا الخلق منه أصحابه لا سيما الشيخين أبوبكر وعمر فقد كانا رضي الله عنهما غاية في

التواضع كان أبوبكر يعمل في السوق ويخرج إلى بيت في ضاحية المدينة لامرأة عمياء فيكنس بيتها

ويحلب شاتها ويحضر لهم الماء ويصلح حالهم وهكذا كان عمر لم يتغير حاله بعد الخلافة استمر على

طريقته في التواضع والزهد والورع.

والتواضع مفهومه تذلل في القلب وافتقار يكسب الجوارح خضوعاً وسكوناً فيجمل صاحبه على احترام

الناس وتقديرهم وحسن التعامل معهم على حدٍ سواء لا يفرق بينهم في التعامل ما داموا مسلمين ولا

ينظر إليهم باعتبارات خاصة. ويحمل صاحبه أيضاً على قبول الحق مهما كان من أي شخص ولو كان أدنى

منه منزلة. قال الحسن: (هل تدرون ما التواضع التواضع: أن تخرج من منزلك فلا تلقى مسلماً إلا رأيت له

عليك فضلاً).




التواضع فضيلة



التصنيفات
قصص الأطفال

قصة الغلام المؤمن – من القصص النبوي الشريف قصة للاطفال

السلام عليكم ايها الاحبة أقدم لكم اليوم
قصة الغلام المؤمن – من القصص النبوي الشريف

قصص أطفال بالصور, قصص أطفال تربوية, قصص اطفال pdf, قصص اطفال مصوره, قصة الغلام المؤمن
خليجية

Download

http://uploadpages.com/510514

قصص أطفال بالصور, قصص أطفال تربوية, قصص اطفال pdf, قصص اطفال مصوره, قصة الغلام المؤمن




التصنيفات
منتدى اسلامي

ثلاثة حق الكافر والمؤمن فيهن سواء؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الامانة: تؤد الامانة لمن ائتمنك عليها من مسلم وكافر
الوالدين : تبرهما مسلمين او كافرين
العهد : تفي به لكل مسلم وكافر



مشكورة قلبوو

وجزاك الله خير




ينقل للقسم الأنسب عسوله

^ــ^




جزاك الله خير



التصنيفات
منتدى اسلامي

المؤمن مرآة أخيه(*)

عن أبي هريرة _رضي الله عنه( قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "المؤمن مرآة أخيه"(1) هذا الحديث حسنه بعض أهل العلم، وقد اشتمل على معان حسنة. وفيه جملة بليغة من الذي قال: "بعثت جوامع الكلم"(2)، قال أبوموسى: "وكان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه"(3).

فالعبارة الواحدة منه _عليه الصلاة والسلام_ تحتاج منا إلى كتابات كثيرة ومقالات عديدة ثم لا نستوفي بذلك ما فيها من حكم وعبر فحديث: "يا أبا عمير ما فعل النغير؟"(4) من العلماء من صنف فيه كابن القاص الذي انتزع منه ستين فائدة، وزاد عليها بعضهم!
وهذه العبارة الجامعة منه _صلى الله عليه وسلم_: "المؤمن مرآة أخيه"، فيها ضوابط النصيحة في ثوب المثال.

وذلك لأن المثل أوقع في النفس من الكلام المجرد وأبقى في الذهن ولذا كثر في القرآن، وهذه العبارة منه _صلى الله عليه وسلم_ يسميها البلاغيون بالتشبيه البليغ، وهو ما حذف منه الأداة ووجه الشبه كما في هذا الحديث، والمراد أن المسلم يعمل عمل المرآة لصاحبها، فماذا تعمل المرآة وكيف تعمل؟

المرآة تكشف الأدران البدنية التي تلحق بنا وكذا المسلم يكشف لأخيه ما به من عيوب وأدران معنوية وذلك من خلال المناصحه.
والمرآة تكشف الأدران الحسية بلطف، فليس لها عصا غليظة تشير بها إلي موضع الدرن في الجسد، وكذا المسلم يبين لأخيه العيوب بأسلوب حسن وكلام لطيف لأنه يرى أن عليه إصلاحه.

والمرآة لا تكشف العيوب لغير حاملها فلا تكشف الأدران لغير حاملهاكذا المسلم لا يفضح أخاه، بل يناصحه في السر ومما ينسب للإمام الشافعي قوله:
تعمدني بنصحك في انفرادٍ

وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه

والمرآة لا تذهب بعد أن تكشف الأدران بل تبقي معينة علي إزالتها، وكذا المسلم يبقي معين لك علي إزالة ما أنت فيه من الأخطاء والعيوب، ولا ينتقد نقداً سلبياً هداماً لأجل النقد فحسب.
ثم إن المرآة لا تحدث بصورتك غيرك، ولا تعرضها لسواك في غيبتك، فلا تفشي سرك عند الآخرين، وكذلك ينبغي أن يكون الأخ المسلم.

بل إن المرآة لا تحفظ الصورة التي نكون عليها سابقا، فإذا أتى أحد بعدُ لا يرى من وقف أمامها حال كونه متسخاً، أو حال إزالته الأوساخ عن جسده، وكذا المسلم فإنه ينسي ما بأخيه من العيوب بمجرد أن تزول عنه، وتبقى صورة أخيه خالية من العيوب في ذهنه، فضلاً عن أن يبث ما رأى من عيب.

وبقدر ما تكون المرآة نقية يكون كشفها للعيوب أوضح وشفافيتها في ذلك أكثر، وكذا المسلم بقدر ما تكون نفسه أنقى وقلبه لله أتقي يكون شعوره بالعيب والخطاء أكثر، ولذا فإن على المسلم أن يصحب تقيا عارفا يعرفه عيوب نفسه، وقد قال عمر _رضي الله عنه_: "رحم الله عبداً أهدى إلي عيوبي".

وأخيراً كثير من الناس يعرضون أنفسهم علي المرآة كلما مر عليه وقت أو تغير لهم حال كالنوم مثلاً، فكذا ينبغي للعاقل أن يطلب النصيحة من أهل الصلاح والتقي كل ما مر عليه زمان، أو طرأ عليه طارئ، وليجعل أهل الخير والعقل مرآته.
والله المسؤول أن يصلح أحوالنا، وأحوال المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.