التصنيفات
منوعات

نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة

نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة

عبده قايد الذريبي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وعلى آله وصحْبه ومَن والاه.

أما بعد:

فإنَّ الدعوةَ إلى الله، والاحتساب على المنكرات؛ ليس حكرًا على الرِّجال فحسبُ، بل ذلك واجبٌ على الرِّجال والنِّساء على حدٍّ سواء، كل بحسب علمه وقُدرته واستطاعته؛ كما تدلُّ على ذلك نصوص الكتاب والسنَّة الصحيحة، ومِن ذلك قوله – تعالى -: ? كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ? [آل عمران: 110]، وقوله: ? وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [آل عمران: 104]، وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن رأى مِنكم منكرًا فليغيِّرْه بيده، فإنْ لم يستطعْ فبلسانه، فإنْ لم يستطعْ فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))[1].

فهذه النصوص – وما في معناها – تدلُّ بعمومها على أنَّ الحِسْبة واجبةٌ على الرِّجال والنساء جميعًا على حدٍّ سواء، فـ((مَن رأى منكم منكرًا)) وجَب عليه أن يحتسب عليه، سواء كان المُنكَر في البيت، أو في الوظيفة، أو في السوق، أو ما أشْبه ذلك، وسواء كان الرائي رجلاً أو امرأة، فليحتسبْ عليه إذا كان قادرًا عالمًا.

وقد جاءتْ نُصُوصٌ صريحة بحثِّ الرجال والنساء على الحِسبة جميعًا، فمن ذلك قوله تعالى: ? وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? [التوبة: 71].

فهذه الآية الكريمة تدلُّ على أنَّ الحسبة واجبةٌ على الرِّجال والنساء، كل حسب قُدرته وعِلمه، وتدلُّ أيضًا على أنَّ الحسبة مِن أهم صفات المؤمنين والمؤمنات، وتدلُّ على أنَّ مَن اتصف بهذه الصفات كلها، فإنَّه أهلٌ لنيل رحمة الله، سواء كان ذلك رجلاً أو امرأة.

وهذه الآية تدلُّ على أنَّ المؤمنين والمؤمنات جميعًا معنيُّون بالحسبة، وأنهم إذا قاموا بذلك فازوا برحمةِ الله.

وقد حثَّ المولى – تبارك وتعالى – نِساء النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أمهات المؤمنين – على الحِسْبة؛ وأرشدهنَّ إلى آداب ذلك، فقال – تعالى -: ? يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ? [الأحزاب: 32]، قال ابن عبَّاس -رضي الله عنهما – في قوله: ? وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا ? "أمْرهنَّ بالأمر بالمعروف، ونَهْيهنَّ عن المنكر"[2]، وقال ابنُ زيد – رحمه الله تعالى -: "قولاً حسنًا جميلاً معروفًا في الخير"[3]، وقال البغويُّ – رحمه الله تعالى -: "لوجه الدِّين والإسلام بتصريح وبيان مِن غير خضوع"[4].

وقد بيَّن العلماءُ – رحمهم الله تعالى – أنَّ الحسبة واجبةٌ على النِّساء كوجوبها على الرِّجال، مع مراعاة الآداب الشرعيَّة المنوطة بها؛ قال الإمام ابنُ النحَّاس الدمشقي – رحمه الله تعالى -: "إنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ على النساء كوجوبِه على الرِّجال، حيثُ وُجِدت الاستطاعة"[5].

وقال العلاَّمة ابن باز – رحمه الله تعالى – في ردِّه على سؤال: عن المرأة والدعوة إلى الله؛ ماذا تقولون؟

فأجاب – رحمه الله تعالى – بقوله: "هي كالرَّجُل، عليها الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنَّ النصوص مِن القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة تدلُّ على ذلك، وكلام أهلِ العِلم صريحٌ في ذلك، فعليها أن تدعوَ إلى الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكَر بالآداب الشرعيَّة، التي تُطلب من الرجل، وعليها مع ذلك ألاَّ يُثنيها عن الدعوة إلى الله الجزعُ، وقِلَّة الصبر، لاحتقار بعضِ الناس لها، أو سبِّهم لها، أو سخريتهم بها، بل عليها أن تتحمَّل وتصبر، ولو رأتْ مِن الناس ما يعتبر نوعًا من السخرية والاستهزاء، ثم عليها أنْ ترعى أمرًا آخر، وهو أن تكون مثالاً للعفَّة والحجاب عنِ الرِّجال الأجانب، وتبتعد عنِ الاختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفُّظِ من كلِّ ما يُنكر عليها، فإنْ دعت الرجال دعتْهم، وهي محتجِبة بدون خلوةٍ بأحد منهم، وإن دعتِ النساء دعتهنَّ بحكمة، وأن تكون نزيهةً في أخلاقها وسيرتها؛ حتى لا يعترضْنَ عليها، ويقلْنَ: لماذا ما بدأت بنفسها؟!

وعليها أن تبتعدَ عن اللباس الذي قد تَفتن الناس به، وأن تكون بعيدةً عن كل أسباب الفِتنة، من إظهار المحاسن، وخضوع في الكلام، ممَّا ينكر عليها، بل تكون عندَها العناية بالدعوةِ إلى الله على وجهٍ لا يضرُّ دِينها، ولا يضرُّ سُمعتَها"[6].

ولتعلم المرأة أنها نِصف المجتمع، فإذا قامتْ بدورها اكتملَ المجتمع، وإذا لم تقمْ بدورها تعطَّل نصف المجتمع، وعليها مسؤولية كما على أخيها الرجل؛ فعن عبدِالله بن عمر – رضي الله عنهما – أنَّه سمِع رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((كلُّكم راعٍ ومسؤول عن رعيته)) إلى أنْ قال: ((والمرأةُ في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولةٌ عن رعيتها))[7].

ولتوقِن المحتسِبة بعظيم الأجْر والثواب عندَ الله؛ قال تعالى : ? مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ? [غافر: 40]، وقال: ? وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ? [النساء: 124]، وقال: ? إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ? [الأحزاب: 35]، فالمرأةُ والرَّجل متساوون في الثواب والعقاب، فإذا عملتِ المرأة عملاً صالحًا أُثيبت عليه كما يُثاب الرجل، ومِن أجلِّ الأعمال وأفضلها، وأكثرها ثوابًا وأجرًا: الحِسبة؛ كما دلَّتْ على ذلك نصوصُ الكتاب والسنَّة الصحيحة؛ كقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجْر مثلُ أجور مَن تبِعه لا ينقُص ذلك مِن أجورهم شيئًا))[8]، وكقوله – عليه الصلاة والسلام -: ((مَن دلَّ على خيرٍ فله مِثل أجْر فاعله))[9].

وإذا قلبْنا صفحاتِ تاريخنا الإسلامي المجيد؛ فسنجد أنَّ المرأة المسلمة أسهمتْ إسهامًا عظيمًا في هذا الجانب، فقد سطرتْ لنا كُتب السنَّة الصحيحة، وكتب التراجِم الموثّقة – نماذجَ احتسابيَّةً فريدةً مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا وحديثًا، ومن هذه النماذج الفريدة ما يلي:

أولاً: أم المؤمنين عائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق – رضي الله عنها -:

فقد سطرتْ لها كتُب السنة والتراجم عدَّةَ مواقف، ومنها ما يلي:

الموقف الأول: احتسابها على نِسوةٍ مِن أهل الشام "حمص" دخولهنَّ الحمام الجماعي[10]:

فعن أبي المليح الهذلي – رضي الله عنه – أنَّ نِساءً من أهل حمص، أو مِن أهل الشام دخلْنَ على عائشة – رضي الله عنها – فقالتْ: أنتُن اللاتي تدخُلْن نساءكنَّ الحمَّامات! سمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((ما مِن امرأة تضع ثيابَها في غير بيت زوجها إلا هتكتِ الستر بينها وبين ربِّها))[11].

وعن عطاءِ بن أبي رَباح، قال: أتيْنَ نسوةٌ مِن أهل حمص عائشة، فقالتْ لهنَّ عائشة: لعلكُنَّ مِن النساء اللاتي يدخلْنَ الحمامات؟ فقلن لها: إنَّا لنفعل، فقالت لهنَّ عائشة: أمَا إني سمعتُ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((أيُّما امرأة وضعَتْ ثيابها في غير بيت زوجها هتكتْ ما بينها وبيْن الله))[12].

وعن سُبيعةَ الأسلمية – رضي الله عنها – قالت: ‏دخَل على عائشة – رضي الله عنها – نسوةٌ مِن أهل الشام، فقالتْ عائشة – رضي الله عنها -: ممَّن أنتنَّ؟ فقلنَ: "مِن أهل حمص"،‏ فقالت: "صواحِب الحمَّامات؟!"، فقلن: "نعم"‏، فقالت عائشةُ – رضي الله عنها -: سمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((الحمَّامُ حرامٌ على ‏نساء أمتي))،‏ فقالت امرأةٌ منهن: "فلي بنات أمشطهنَّ بهذا الشراب"، قالت: بأيِّ الشراب؟ فقالت: الخمر، فقالت عائشة -رضي الله عنها -: "أفكنتِ طيِّبة النفس أن تمتشطي بدمِ خنزير؟!" قالت: لا، قالت: فإنَّه مثله"[13].

الموقف الثاني: احتسابها على امرأةٍ لبست بردًا فيه تصليب:

عن دِقْرة – بكسر الدال وسكون القاف – أمِّ عبدالرحمن بن أُذينة قالت: ‏"كنَّا نطوف بالبيت مع أمِّ المؤمنين – رضي الله عنها – فرأتْ على امرأة بردًا فيه تصليب، فقالت أم ‏المؤمنين – رضي الله عنها -: "اطْرَحِيه، اطرحيه، فإنَّ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – كان إذا رأى ‏نحوَ هذا قَضَبَه"[14]؛ أي: قطعه.

الموقف الثالث: احتسابها على بنتٍ رأتها لابسةً خمارًا رقيقًا:

عن علقمةَ بن أبي علقمةَ عن أمِّه، قالت: "رأيتُ حفصةَ بنت عبدالرحمن بن أبي بكر – رضي عنهما – وعليها خمارٌ رقيق يشفُّ عن جيبها‏، فشقَّتْه عائشة – رضي الله عنها – وقالت: "أمَا تعلمين ما أَنْزل الله في سورة النور، ثم دعتْ بخمار فكستْها"[15].

وما أكثر مخالفات نسائِنا وبناتنا وفتياتنا اليوم في اللباس والزينة (الأزياء والموضة)! إنها مخالفات جمَّة، مخالفات في الحِجاب، ومخالفات في …….

الموقف الرابع: احتسابها على ابنٍ لطحلة بن عُبَيدالله – ابن أختها – وعلى يزيد بن الأصمِّ أخذهما لشيءٍ ما مِن حائط مِن حيطان المدينة:

فعن يَزيد بن الأصم ابن أُخت ميمونة قال: تلقيتُ عائشة، وهي مقبلةٌ مِن مكة أنا وابنٌ لطلحة بن عُبيدِالله، وهو ابن أُختها، وقد كنَّا وقعْنا في حائط مِن حيطان المدينة، فأصبْنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلتْ على ابن أختها تلومه وتعذله، وأقبلت عليَّ فوعظتْني موعظةً بليغة، ثم قالت: أمَا علمت أنَّ الله تعالى ساقَك حتى جعَلَك في أهل بيتِ نبيِّه، ذهبت والله ميمونة ورُمِي برَسَنِك على غارِبك[16]، أمَا إنَّها كانتْ من أتْقانا لله – عزَّ وجلَّ – وأوْصَلنا للرَّحِم"[17].

الموقف الخامس: احتسابها على النِّساء اللاتي يزاحمنَ الرِّجالَ عندَ الحجر الأسود:

فعن ابن جُرَيج قال: أخبَرني عطاءٌ: إذْ منَع ابن هشام النِّساء الطواف مع الرِّجال[18]، قال: كيف يمنعهنَّ، وقد طاف نِساء النبي[19] – صلَّى الله عليه وسلَّم – مع الرِّجال؟! قلت: أبعدَ الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعَمْري لقد أدركتُه[20] بعدَ الحجاب، قلت: كيف يخالطْنَ الرجال؟ قال: لم يكن يخالطْنَ؛ كانتْ عائشة – رضي الله عنها – تطوف حجرة[21] مع الرِّجال لا تُخالطهم، فقالتِ امرأة[22]: انطلقي نستلِم[23] يا أمَّ المؤمنين، قالت: "عنكِ[24] وأبَتْ، وكنَّ يخرجْنَ متنكرات[25] باللَّيل فيطفن مع الرِّجال، ولكنهنَّ كُنَّ إذا دخلْنَ[26] البيت، قُمنَ حتى يدخلْنَ وأُخْرج الرِّجال"[27] الحديث.

ولما دخلتْ مولاتها عليها، وقالتْ لها: "يا أمَّ المؤمنين طُفتُ بالبيت سبعًا واستلمتُ الرُّكن مرَّتين أو ثلاثًا!"، فقالت لها عائشة – رضي الله عنها -: "لا آجَرَك الله، لا آجَرك الله، تدافعين الرِّجال، ألاَ كبَّرْتِ ومررتِ"[28].

فكيف لو رأتْ عائشة – رضي الله عنه – نساءَنا وبناتِنا اليوم وهنَّ يزاحمن الرِّجال في الأسواق، وفي الأماكن العامَّة، فما عساها أن تقول؟!

الموقف السادس: احتسابها على مرْوان بن الحكم في أن يرُدَّ امرأة طلقت إلى بيتها؛ لتعتدَّ فيه:

عن يحيى بن سعيدٍ عنِ القاسم بن محمَّد وسليمان بن يَسار: أنَّه سمعهما يذكران: أنَّ يحيى بن سعيدِ بن العاص طلَّق بنتَ عبدالرحمن بن الحَكم، فانتقلها[29] عبدُالرحمن، فأرسلتْ عائشة أمُّ المؤمنين إلى مرْوان بن الحَكم – وهو أمير المدينة -: "اتَّقِ الله، وارددْها إلى بيتها[30]"، قال مرْوان – في حديث سليمان -: إنَّ عبدالرحمن بن الحَكم غلبَني[31]، وقال القاسمُ بن محمد: أو ما بلغَك شأنُ فاطمة بنت قيس[32]؟ قالت: "لا يضرُّك[33] ألاَّ تَذكُر حديث فاطمة!"، فقال مرْوانُ بن الحَكم: "إنْ كان بك شَرٌّ[34] فحسبك ما بيْن هذين[35] من الشر"[36].

ولأمِّ المؤمنين مواقفُ كثيرةٌ في هذا الجانب؛ وما ذُكِر فيه غنية.

ثانيًا: ميمونة – رضي الله عنها -:

فقدِ احتسبتْ على قريبٍ لها وجدتْ منه رائحةَ الخمر: فعن يَزيد بن الأصم أنَّ ذا ‏قرابة لميمونة – رضي الله عنها – دخَل عليها، فوجدتْ منه ريحَ شراب: فقالت: "لئن لم تخرُج إلى المسلمين فيجلدوك، أو قالت: يُطهِّروك – لا تدخل عليَّ بيتي أبدًا"[37].

ثالثًا: أم الدرداء – رضي الله عنها -:

فقد احتسبتْ على عبدِالملك بن مرْوان لعْنَه لخادمه: عن زيد بن أسلمَ: أنَّ عبدالملك بن مرْوان بعَث إلى أم الدرداء بأنجاد[38] مِن عنده، فلمَّا أن كان ذات ليلة قام عبدُالملك من اللَّيل، فدعا خادمه، فكأنَّه أبطأ عليه، فَلَعَنَه، فلمَّا أصبح، قالتْ له أمُّ الدرداء: سمعتُك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوتَه، سمعتُ أبا الدرداء – رضي الله عنه – يقول: قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يكون اللعَّانون شفعاءَ، ولا شهداءَ يومَ القيامة))[39].

رابعًا: فتاة في عهْد الخليفة عمرَ بن الخطاب – رضي الله عنه -:

فقدِ احتسبت على أمِّها طلبَها منها خلطَ اللبن بالماء[40]: فعن عبدِالله بن زيد بن أسلمَ عن أبيه عن جدِّه أسلم، قال: بينا أنا مع عمرَ بن الخطاب وهو يعسُّ المدينة إذ أعيا واتَّكأ على جانبِ جدار في جوفِ الليل، وإذا امرأةٌ تقول لابنتها: يا ابنتاه، قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه – اخلطيه – بالماء، فقالت لها: يا أمَّتاه، وما علمت ما كان مِن عزمة أمير المؤمنين اليوم؟! قالت: وما كان مِن عزمته يا بُنية؟ قالت: إنَّه أمَر مناديًا فنادَى ألا يشاب اللبن بالماء، فقالتْ لها: يا بنية، قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء، فإنَّك بموضع لا يراك عمرُ ولا منادِي عمر، فقالت الصبية لأمها: يا أمَّتاه، ما كنت لأطيعه في الملأ، وأعصيه في الخلاء"، وعمر يسمع كلَّ ذلك، فقال: يا أسلم علِّم الباب، واعرفِ الموضع، ثم مضى في عسسه حتى أصبح، فلما أصبح، قال: يا أسلم امضِ إلى الموضع فانظر مَن القائلة ومَن المقول لها، وهل لهما مِن بعْل؟ فأتيت الموضع فنظرتُ فإذا الجارية أيم لا بعْل لها، وإذا تيك أمها، وإذ ليس لهما رجلٌ، فأتيت عمرَ بن الخطاب فأخبرتُه، فدَعا عمرُ ولده فجمعهم، فقال: هل فيكم مَن يحتاج إلى امرأةٍ أزوجه ولو كان بأبيكم حركةٌ إلى النِّساء ما سبَقه منكم أحدٌ إلى هذه المرأة، فقال عبدالله: لي زوجة، وقال عبدالرحمن: لي زوجة، وقال عاصم: يا أبتاه، لا زوجةَ لي، فزوِّجْني، فبعث إلى الجارية فزوَّجها من عاصم، فولدتْ لعاصم بنتًا، وولدت الابنة عمرَ بن عبدالعزيز"[41].

فهذه مجموعةٌ من النماذج الاحتسابيَّة مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا، ولم تزل المرأةُ المسلمة تعمل في هذا المجال، وتحوز على قصبِ السبق في هذا الميدان، ففي عصرنا الحديثِ سطَّر ويسطر التاريخ نماذجَ احتسابيةً رائعة للمرأة المسلمة، ومِن ذلك ما يلي:

أولاً: امرأة مع زوجها:

يذكُر صاحب كتاب "شباب عادوا إلى الله" أنَّه كان ثمَّة رجلٌ يسافر إلى الخارج للمعصية، فيَعصي الله في الداخل والخارج، وفي اللَّيل والنهار، والسِّر والعَلن، ظنَّ أنَّ الحياة كأس وامرأة، فسقط في الملذَّات وهوى في الظلمات، وأوقع نفْسه في ورطات ونكبات.

آخر سفْرة له كانتْ إلى فرنسا – البلد المظلم المتهتِّك – سافَر إلى هناك، ومكَث بها مدةً حياةً بهيميَّة، يُؤنَف مِن بعض صورها، إنها حياة أعداءِ الله، أولئك: ? الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ? [الكهف: 104].

ثم عاد إلى أهله ودماغُه ممتلئٌ بأخبار تلك البلاد، وقصص تلك البلاد، فالعظماء عندَه عظماء الغرْب، وكان أن تزوَّج بامرأةٍ صالحة، امرأة عرَفَتِ الله – عزَّ وجلَّ – ولقد كانتْ هذه المرأة قُرَّة عين، خرجتْ مِن بيت يعيش الإسلام حقيقةً، وينعم بالإيمان، بيتٌ أهله مصلُّون، ذاكرون، متصدِّقون، بيتٌ يشرف بالحجاب والحِشْمة والعفاف، هذا البيت لم يعرفِ الأغنية.

كانتْ تدعو زوْجها إلى نجاته، وتدعو له بالنجاة، وبدأ يصلِّي، لكن في البيت لا في المسجد، وهذه خُطوة جيِّدة، وكانتْ تُذكِّره بفضل الجماعة، وتدعوه برِفْق، وبدأً يصلي في المسجد – أحيانًا – وحضر أوَّل يوم إلى المسجد في صلاة الفجر.

حَبَّبت إليه القرناء الصالحين، وبغَّضت إليه قرناءَ السوء، فهجَر أصحابه المعرضين عن الله، وأهدتْ إليه مصحفًا، وأخَذ يتلوه متأثرًا، هجَر الدخان وأطلق لحيتَه، وانتهى مِن إسبال ملابسه، أخَذ يحضر دروسَ العلم ومجالس الخير، حجَّ واعتمر.

وهو الآن يعيش حياةَ المسلم العامِر قلبُه بشكر ربه، لسانه رطْب بذِكْر الله، فسلامٌ على تلك الزوجة، ورفَع الله منزلتها[42].

ثانيًا: امرأة عجوز في مستشفى:

تقول إحدى الداعيات إلى الله: ذهبتُ يومًا إلى المستشفى في الصباح الباكر، فإذا بي أرى امرأةً كبيرةً في السن، تأتي مبكِّرة مثلي، ولعلَّ ابنها أتى بها، وذهب إلى عمله، لكن طال عَجبي وهي تحمل كيسًا كبيرًا يخطُّ منها على الأرض بيْن الحين والأخرى، حتى استوتْ على كرسي في غرفة المراجعة، فشمَّرتْ عن ساعدها، وفتحتِ الكيس، ثم بدأت توزِّع الكتب على المراجِعات، وكلَّما أتتْ مراجعة جديدة وجلستْ قامتْ إليها وأهدتْها كتابًا.

قالت الداعية: فجاءَ موعدي وقمتُ إلى الطبيبة، ثم إلى المراجعات في المستشفى انتهى بي إلى الصيدلية، ثم عدتُ إلى مكاني الأوَّل الذي أتيتُ إليه قبل أربع ساعات، فإذا المرأة في مكانها وتعمل عملها.

فعلمتُ أنَّها مِن أكبر الداعيات، وما أتتْ إلى هذا المكان إلا لهذا العمل العظيم، مع تأكُّدي من بُعد منزلها، وكِبر سنِّها وضعفها، ومع هذا تحمل كيسًا لا يحمله إلا الأشداءُ مِن الرجال، يا ترى كم مِن امرأة استقام أمرُها! وكم فتاة صلح حالها! كم مِن سافرة تحشَّمت! وكم مِن مفرطة أنابتْ! وكل ذلك في ميزان حسناتِ هذه المرأة العجوز لا ينقص مِن أجْر الفاعلة شيء[43].

فهذه نماذج احتسابيةٌ خالدةٌ سجَّلها لنا تاريخُنا الإسلامي للمرأة المسلِمة، وما أحسنَ قول بعض الشعراء:

وَلَوْ كَانَ النِّسَاءُ كَمَنْ ذُكِرْنَا
لَفُضِّلَتِ النِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ
فَمَا التَّأْنِيثُ لِاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ
وَلاَ التَّذْكِيرُ فَخْرٌ لِلْهِلاَلِ [44]

فعلى المرأةِ المسلمة أن تقتدي بهؤلاء النِّسوة الخالدات المحتسبات، وأن تقومَ بواجبها المنوط بها، وأن تحتسبَ على أولادها، وعلى مَن هم تحت مسؤوليتها، وعلى بنات جِنسها عامَّة، وعلى أقاربها الرِّجال، بل لها أن تحتسب على الرِّجال عامَّة مع مراعاتها للآداب المنوطة بها كامرأة.

وفَّق الله نساءَنا ورِجالنا للقيام بهذه الوظيفة الربَّانيَّة الحميدة، وسدَّد على طريق الخير خُطاهم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحْبه أجمعين.

——————————
[1] رواه مسلم (49) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
[2] تفسير القرطبي (14/178).
[3] تفسير القرآن العظيم (3/483) لابن كثير.
[4] معالم التنزيل (3/528).
[5] تنبيه الغافلين، (ص: 196).
[6] مجموع فتاوى العلامة عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – (4/240) أشرف على جمْعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر.
[7] رواه البخاري (2409).
[8] رواه مسلم (2674) من حديث عن أبي هُرَيرةَ – رضي الله عنه.
[9] رواه مسلم (1893).
[10] فدُخول المرأة للحمام الجماعي لغير ضرورة لا يجوز؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: "قال العلماء: يُرخَّص للنساء في الحمام عندَ الحاجة كما يُرخَّص للرجال مع غضِّ البصر، وحِفظ الفَرْج، وذلك مثل أن تكون مريضة، أو نُفساء، أو عليها غسلٌ لا يمكنها إلا في الحمام"؛ "مجموع الفتاوى" (15/379)، ويقول في موضع آخرَ عن دخول الحمامات: "وأمَّا المرأة فتدخلها للضرورة مستورةَ العورة"؛ "مجموع الفتاوى" (21/342).
[11] رواه الترمذي (2803) وقال: "حديث حسن"، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (170).
[12] رواه أحمد (25099) وقال محققو المسند: "حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي".
[13] رواه الحاكم في المستدرك (7784 )، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال الذهبي: "صحيح" كما قي تعليقه على تلخيص الحبير.
[14] رواه أحمد (24567). وقال محققو المسند: "إسناده حسن".
[15] رواه ابنُ سعد الطبقات الكبرى (8/72)، وقال حسام الدين موسى عفانة: "وهذا صالح للاستشهاد به" كما في مختصر جلباب المرأة المسلم (1/32).
[16] قال القاسم بن سلاَّم – رحمه الله تعالى -: "أرادت: إنك مُخَلًّى رَسَن غرْب سبيلك، ليس لك أحدٌ يمنعك ممَّا تريد; وأصل هذا أنَّ الرجل كان إذا أراد أن يخلِّي ناقته لترعى ألْقَى حبلها على غاربها، ولا تدعه ملقًى في الأرض، فيمنعها مِن الرعي"؛ "غريب الحديث" (4/313).
[17] رواه الحاكم في المستدرَك (6799 )، وقال الذهبي: "على شرْط مسلم" كما في تعليقه على تلخيص الحبير.
[18] أي: في وقت واحد.
[19] أي: غير مختلِطات، وإنَّما مِن وراء الرجال.
[20] أي: رأيت طوافهنَّ مع الرجال.
[21] أي: معتزلة.
[22] قيل: اسمها دقرة.
[23] نمسُّ الحجر الأسود.
[24] أي: اتركي هذا عن نفسك.
[25] مستترات.
[26] وقفْنَ قائمات لا يدخُلْنَ إلا بعدَ خروج الرِّجال.
[27] رواه البخاري (1618).
[28] مسند الشافعي، (ص: 127)، والسنن الكبرى للبيهقي (5/81) رقم (9050).
[29] نقَلَها من مسكنها الذي طُلِّقت فيه.
[30] احْكُم عليها بالرجوع بحُكم ولايتك.
[31] لم أقْدِرْ على منعه مِن نقلها.
[32] أي: قصتها، وكيف أنها انتقلت، ولم تعتدَّ في بيت زوجها.
[33] أي: لا تحتج به؛ لأنَّ انتقالها كان لسبب.
[34] أي: إن كنت تقولين: إنَّها نقلت لعلَّة.
[35] كفاك في جواز انتقال بنت عبدالرحمن ما يكون بيْنها وبيْن زوجها من الشرِّ لو سكنتْ داره.
[36] رواه البخاري (5322).
[37] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/139)، وابن أبي شَيبةَ في مصنفه (5/525) رقم (28630).
[38] الأنجاد: متاعُ البيت الذي يُزيِّنُه.
[39] رواه مسلم (2598).
[40] خلط اللبن بالماء لمَن يبيعه لا يجوز شرعًا، وأما خلْطُه لمن يشربه فجائز، فقدْ خلط للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم – لبنٌ بماء، فشرِب – عليه الصلاة والسلام – ولم ينهَ عن ذلك.
[41] انظر: صفة الصفوة (2/203 – 204).
[42] انظر: "شباب عادوا إلى الله" (ص: 20 – 22) للشيخ عائض القرني.
[43] انظر: كتاب: "من عمل صالحاً فلنفسه".
[44] الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/949) لابن حجر الهيثمي.

منقول




وفقك الله



خليجية



التصنيفات
منوعات

شبهات حول حجاب المرا’ة المسلمة

الشبهة الأولى: الحجاب تزمّت والدين يسر:
يدّعي بعض دعاة التبرج والسفور بأنّ الحجاب تزمّت في الدين، والدين يسر لا تزمّتَ فيه ولا تشدّد، وإباحة السفور مصلحةٌ تقتضيها مشقّة التزام الحجاب في عصرنا[1].
الجواب:
1- إن تعاليم الدين الإسلامي وتكاليفَه الشرعية جميعها يسر لا عسرَ فيها، قال تعالى: {يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ} [البقرة:185]، وقال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ٱلدّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78]، وقال: {لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة:232]. فهذه الآيات صريحة في التزام مبدأ التخفيف والتيسير على الناس في أحكام الشرع.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسدّدوا وقاربوا وأبشروا))[2]، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال: ((بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا))[3].
فالشارع لا يقصد أبدًا إعنات المكلَّفين أو تكليفهم بما لا تطيقه أنفسهم، فكلّ ما ثبت أنه تكليف من الله للعباد فهو داخلٌ في مقدورهم وطاقتهم[4].
2- ثم لا بد من معرفة أن للمصلحة الشرعية ضوابط يجب مراعاتها وهي:
أ- أن تكون هذه المصلحة مندرجة في مقاصد الشرع، وهي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، فكلّ ما يحفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكلّ ما يفوّت هذه الأصول أو بعضها فهو مفسدة، ولا شك أن الحجاب مما يحفظ هذه الكليات وأن التبرج والسفور يؤدي بها إلى الفساد.
ب- أن لا تعارض هذه المصلحة النقل الصحيح، فلا تعارض القرآن الكريم؛ لأن معرفة المقاصد الشرعية إنما تمّ استنادًا إلى الأحكام الشرعية المنبثقة من أدلتها التفصيلية، والأدلة كلّها راجعة إلى الكتاب، فلو عارضت المصلحة كتابَ الله لاستلزم ذلك أن يعارض المدلولُ دليله، وهو باطل. وكذلك بالنسبة للسنة، فإن المصلحة المزعومة إذا عارضتها اعتُبرت رأيًا مذمومًا. ولا يخفى مناقضة هذه المصلحة المزعومة لنصوص الكتاب والسنة.
ج- أن لا تعارض هذه المصلحة القياس الصحيح.
د- أن لا تفوِّت هذه المصلحة مصلحة أهمّ منها أو مساوية لها.
3- قاعدة: "المشقّة تجلب التيسير" معناها: أنّ المشقة التي قد يجدها المكلف في تنفيذ الحكم الشرعي سبب شرعي صحيح للتخفيف فيه بوجه ما.
لكن ينبغي أن لا تفهم هذه القاعدة على وجهٍ يتناقض مع الضوابط السابقة للمصلحة، فلا بد للتخفيف أن لا يكون مخالفًا لكتابٍ ولا سنّة ولا قياس صحيح ولا مصلحة راجحة.
ومن المصالح ما نصّ على حُكمة الكتاب والسنة كالعبادات والعقود والمعاملات، وهذا القسم لم يقتصر نصّ الشارع فيه على العزائم فقط، بل ما من حكم من أحكام العبادات والمعاملات إلا وقد شرع إلى جانبه سبل التيسير فيه. فالصلاة مثلا شرِعت أركانها وأحكامها الأساسية، وشرع إلى جانبها أحكام ميسّرة لأدائها عند لحوق المشقة كالجمع والقصر والصلاة من جلوس. والصوم أيضا شرع إلى جانب أحكامه الأساسية رخصةُ الفطر بالسفر والمرض. والطهارة من النجاسات في الصلاة شرع معها رخصة العفو عما يشقّ الاحتراز منه. وأوجب الله سبحانه وتعالى الحجابَ على المرأة، ثم نهى عن النظر إلى الأجنبية، ورخّص في كشف الوجه والنظر إليه عند الخِطبة والعلاج، والتقاضي والإشهاد.
إذًا فليس في التيسير الذي شرعه الله سبحانه وتعالى في مقابلة عزائم أحكامه ما يخلّ بالوفاق مع ضوابط المصلحة، ومعلومٌ أنه لا يجوز الاستزادة في التخفيف على ما ورد به النص، كأن يقال: إنّ مشقة الحرب بالنسبة للجنود تقتضي وضعَ الصلاة عنهم، أو يقال: إن مشقة التحرّز عن الربا في هذا العصر تقتضي جوازَ التعامل به، أو يقال: إنّ مشقة التزام الحجاب في بعض المجتمعات تقتضي أن يباحَ للمرأة التبرّج بدعوى عموم البلوى به[5].

الشبهة الثانية: الحجاب من عادات الجاهلية فهو تخلف ورجعية:
قالوا: إن الحجاب كان من عادات العرب في الجاهلية، لأنّ العرب طبِعوا على حماية الشّرف، ووأدوا البنات خوفًا من العار، فألزموا النساء بالحجاب تعصبًا لعاداتهم القبلية التي جاء الإسلام بذمّها وإبطالها، حتى إنّه أبطل الحجاب[6]، فالالتزام بالحجاب رجعية وتخلّف عن ركب الحضارة والتقدم.
الجواب:
1- إن الحجاب الذي فرضه الإسلام على المرأة لم يعرفه العرب قبل الإسلام، بل لقد ذمّ الله تعالى تبرّج نساء الجاهلية، فوجه نساء المسلمين إلى عدم التبرج حتى لا يتشبهن بنساء الجاهلية، فقال جلّ شأنه: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ} [الأحزاب:33].
كما أن الأحاديث الحافلة بذمّ تغيير خلق الله أوضحت أنّ وصلَ الشعر والتنمّص كان شائعًا في نساء اليهود قبل الإسلام، ومن المعروف أنه مما تستخدمه المتبرّجات.
صحيح أن الإسلام أتى فأبطل عادات ذميمة للعرب، ولكن بالإضافة إلى ذلك كانت لهم عادات جميلة أقرّها الإسلام فلم يبطلها، كإكرام الضيف والجود والشجاعة وغير ذلك.
وكان من ضمن عاداتهم الذميمة خروج النساء متبرّجات كاشفات الوجوه والأعناق، باديات الزينة، ففرض الله الحجاب على المرأة بعد الإسلام ليرتقي بها ويصونَ كرامتها، ويمنع عنها أذى الفسّاق والمغرضين[7].
2- إذا كانت النساء المسلمات راضياتٍ بلباسهن الذي لا يجعلهن في زمرة الرجيعات والمتخلفات فما الذي يضير التقدميين في ذلك؟! وإذا كنّ يلبسن الحجاب ولا يتأفّفن منه فما الذي حشر التقدميين في قضية فردية شخصية كهذه؟! ومن العجب أن تسمع منهم الدعوةَ إلى الحرية الشخصية وتقديسها، فلا يجوز أن يمسّها أحد، ثم هم يتدخّلون في حرية غيرهم في ارتداء ما شاؤوا من الثياب[8].
3- إنّ التخلف له أسبابه، والتقدم له أسبابه، وإقحام شريعة الستر والأخلاق في هذا الأمر خدعة مكشوفة، لا تنطلي إلا على متخلّف عن مستوى الفكر والنظر، ومنذ متى كان التقدّم والحضارة متعلّقَين بلباس الإنسان؟! إنّ الحضارة والتقدم والتطور كان نتيجةَ أبحاث توصَّل إليها الإنسان بعقله وإعمال فكره، ولم تكن بثوبه ومظهره[9].

الشبهة الثالثة: الحجاب وسيلة لإخفاء الشخصية:
يقول بعضهم: إنّ الحجابَ يسهّل عملية إخفاء الشخصية، فقد يتستّر وراءه بعض النساء اللواتي يقترفن الفواحش[10].
الجواب:
1- يشرع للمرأة في الإسلام أن تستر وجهها لأن ذلك أزكى وأطهر لقلوب المؤمنين والمؤمنات. وكل عاقل يفهم من سلوك المرأة التي تبالغ في ستر نفسها حتى أنها لا تبدي وجهًا ولا كفا ـ فضلاً عن سائر بدنها ـ أن هذا دليل الاستعفاف والصيانة، وكل عاقل يعلم أيضًا أن تبرج المرأة وإظهارها زينتها يشعر بوقاحتها وقلة حيائها وهوانها على نفسها، ومن ثم فهي الأَولى أن يُساء بها الظن بقرينة مسلكها الوخيم حيث تعرِض زينتها كالسلعة، فتجرّ على نفسها وصمة خُبث النية وفساد الطوية وطمع الذئاب البشرية[11].
2- إنّ من المتواتر لدى الكافة أن المسلمة التي تتحجب في هذا الزمان تذوق الويلات من الأجهزة الحكومية والإدارات الجامعية والحملات الإعلامية والسفاهات من المنافقين في كل مكان، ثم هي تصبر على هذا كله ابتغاء وجه الله تعالى، ولا يفعل هذا إلا مؤمنة صادقة رباها القرآن والسنة، فإذا حاولت فاسقة مستهترة ساقطة أن تتجلبب بجلباب الحياء وتواري عن الأعين بارتداء شعار العفاف ورمز الصيانة وتستر عن الناس آفاتها وفجورها بمظهر الحصان الرزان فما ذنب الحجاب إذًا؟!
إن الاستثناء يؤيد القاعدة ولا ينقضها كما هو معلوم لكلّ ذي عقل، مع أنّ نفس هذه المجتمعات التي يروَّج فيها هذه الأراجيف قد بلغت من الانحدار والتردّي في مهاوي التبرّج والفسوق والعصيان ما يغني الفاسقات عن التستّر، ولا يحوِجهنّ إلى التواري عن الأعين.
وإذا كان بعض المنافقين يتشدّقون بأنّ في هذا خطرًا على ما يسمّونه الأمن فليبينوا كيف يهتزّ الأمن ويختلّ بسبب المتحجبات المتسترات، مع أنه لم يتزلزل مرة واحدة بسبب السافرات والمتبرجات!![12].
3- لو أن رجلاً انتحل شخصية قائد عسكري كبير، وارتدى بزته، وتحايل بذلك واستغل هذا الثوب فيما لا يباح له كيف تكون عقوبته؟! وهل يصلح سلوكه مبررًا للمطالبة بإلغاء الزي المميّز للعسكريين مثلاً خشية أن يسيء أحد استعماله؟!
وما يقال عن البزة العسكرية يقال عن لباس الفتوّ، وزيّ الرياضة، فإذا وجد في المجتمع الجندي الذي يخون والفتى الذي يسيء والرياضي الذي يذنب هل يقول عاقل: إنّ على الأمة أن تحارب شعارَ العسكر ولباس الفتوّة وزيّ الرياضة لخيانات ظهرت وإساءات تكررت؟! فإذا كان الجواب: "لا" فلماذا يقف أعداء الإسلام من الحجاب هذا الموقف المعادي؟! ولماذا يثيرون حوله الشائعات الباطلة المغرضة؟![13].
4- إن الإسلام كما يأمر المرأة بالحجاب يأمرها أن تكون ذات خلق ودين، إنه يربي من تحت الحجاب قبل أن يسدل عليها الجلباب، ويقول لها: {وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف:26]، حتى تصل إلى قمة الطهر والكمال قبل أن تصل إلى قمة الستر والاحتجاب، فإذا اقتصرت امرأة على أحدهما دون الآخر تكون كمن يمشي على رجل واحدة أو يطير بجناح واحد.
إن التصدي لهؤلاء المستهترات ـ إذا وجدن ـ أن تصدر قوانين صارمة بتشديد العقوبة على كل من تسوّل له نفسه استغلال الحجاب لتسهيل الجرائم وإشباع الأهواء، فمثل هذا التشديد جائز شرعًا في شريعة الله الغراء التي حرصت على صيانة النفس ووقاية العرض، وجعلتهما فوق كل اعتبار، وإذا كان التخوف من سوء استغلال الحجاب مخطرة محتملة إلا أن المخطرة في التبرج والسفور بنشر الفاحشة وفتح ذرائعها مقطوع بها لدى كل عاقل[14].

الشبهة الرابعة: عفة المرأة في ذاتها لا في حجابها:
يقول البعض: إن عفة الفتاة حقيقة كامنة في ذاتها، وليست غطاء يلقى ويسدل على جسمها، وكم من فتاة محتجبة عن الرجال في ظاهرها وهي فاجرة في سلوكها، وكم من فتاة حاسرة الرأس كاشفة المفاتن لا يعرف السوء سبيلاً إلى نفسها ولا إلى سلوكها[15].
الجواب:
إن هذا صحيح، فما كان للثياب أن تنسج لصاحبها عفّة مفقودة، ولا أن تمنحه استقامة معدومة، وربَّ فاجرة سترت فجورها بمظهر سترها.
ولكن من هذا الذي زعم أن الله إنما شرع الحجاب لجسم المرأة ليخلق الطهارة في نفسها أو العفة في أخلاقها؟! ومن هذا الذي زعم أن الحجاب إنما شرعه الله ليكون إعلانًا بأن كل من لم تلتزمه فهي فاجرة تنحط في وادي الغواية مع الرجال؟!
إن الله عز وجل فرض الحجاب على المرأة محافظة على عفة الرجال الذين قد تقع أبصارهم عليها، وليس حفاظًا على عفتها من الأعين التي تراها فقط، ولئن كانت تشترك معهم هي الأخرى في هذه الفائدة في كثير من الأحيان إلا أن فائدتهم من ذلك أعظم وأخطر، وإلا فهل يقول عاقل تحت سلطان هذه الحجة المقلوبة: إن للفتاة أن تبرز عارية أمام الرجال كلهم ما دامت ليست في شك من قوة أخلاقها وصدق استقامتها؟!
إن بلاء الرجال بما تقع عليه أبصارهم من مغرياتِ النساء وفتنتهن هو المشكلة التي أحوجت المجتمعَ إلى حلّ، فكان في شرع الله ما تكفّل به على أفضل وجه، وبلاء الرجال إذا لم يجد في سبيله هذا الحلّ الإلهي ما من ريب سيتجاوز بالسوء إلى النساء أيضًا، ولا يغني عن الأمر شيئًا أن تعتصم المرأة المتبرجة عندئذ باستقامةٍ في سلوكها أو عفة في نفسها، فإن في ضرام ذلك البلاء الهائج في نفوس الرجال ما قد يتغلّب على كل استقامة أو عفة تتمتّع بها المرأة إذ تعرض من فنون إثارتها وفتنتها أمامهم[16].

الشبهة الخامسة: دعوى أن الحجاب من وضع الإسلام:
زعم آخرون أن حجاب النساء نظام وضعه الإسلام فلم يكن له وجود في الجزيرة العربية ولا في غيرها قبل الدعوة المحمدية[17].
الجواب:
1- إن من يقرأ كتب العهد القديم وكتب الأناجيل يعلم بغير عناء كبير في البحث أن حجاب المرأة كان معروفًا بين العبرانيين من عهد إبراهيم عليه السلام، وظل معروفًا بينهم في أيام أنبيائهم جميعًا، إلى ما بعد ظهور المسيحية، وتكررت الإشارة إلى البرقع في غير كتاب من كتب العهد القديم وكتب العهد الجديد.
ففي الإصحاح الرابع والعشرين من سفر التكوين عن (رفقة) أنها رفعت عينيها فرأت إسحاق، فنزلت عن الجمل وقالت للعبد: من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائي، فقال العبد: هو سيدي، فأخذت البرقع وتغطت.
وفي النشيد الخامس من أناشيد سليمان تقول المرأة: أخبرني يا من تحبه نفسي، أين ترعى عند الظهيرة؟ ولماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك؟
وفي الإصحاح الثالث من سفر أشعيا: إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن والمباهاة برنين خلاخيلهن بأن ينزع عنهن زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب.
وفي الإصحاح الثامن والثلاثين من سفر التكوين أيضًا أن تامار مضت وقعدت في بيت أبيها، ولما طال الزمان خلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت.
ويقول بولس الرسول في رسالته كورنثوس الأولى: "إن النقاب شرف للمرأة، وكانت المرأة عندهم تضع البرقع على وجهها حين تلتقي بالغرباء وتخلعه حين تنزوي في الدار بلباس الحداد[18].
فالكتب الدينية التي يقرؤها غير المسلمين قد ذكرت عن البراقع والعصائب مالم يذكره القرآن الكريم.
2- وكان الرومان يسنون القوانين التي تحرم على المرأة الظهور بالزينة في الطرقات قبل الميلاد بمائتي سنة، ومنها قانون عرف باسم "قانون أوبيا" يحرم عليها المغالاة بالزينة حتى في البيوت[19].
3- وأما في الجاهلية فنجد أن الأخبار الواردة في تستّر المرأة العربية موفورة كوفرة أخبار سفورها، وانتهاكُ سترها كان سببًا في اليوم الثاني من أيام حروب الفجار الأول؛ إذ إن شبابًا من قريش وبني كنانة رأوا امرأة جميلة وسيمة من بني عامر في سوق عكاظ، وسألوها أن تسفر عن وجهها فأبت، فامتهنها أحدهم فاستغاثت بقومها.
وفي الشعر الجاهلي أشعار كثيرة تشير إلى حجاب المرأة العربية، يقول الربيع بن زياد العبسي بعد مقتل مالك بن زهير:
من كان مسرورًا بمقتل مالك *** فليـأت نسوتنا بوجه نهـار
يجد النسـاء حواسرًا يندبنه *** يلطمن أوجههن بالأسحـار
قد كن يخبأن الوجـوه تسترًا *** فاليوم حيـن برزن للنظـار
فالحالة العامّة لديهم أن النساء كن محجبات إلا في مثل هذه الحالة حيث فقدن صوابهن فكشفن الوجوه يلطمنها، لأن الفجيعة قد تنحرف بالمرأة عما اعتادت من تستر وقناع.
وقد ذكر الأصمعي أن المرأة كانت تلقي خمارها لحسنها وهي على عفة[20].
وكانت أغطية رؤوس النساء في الجاهلية متنوعة ولها أسماء شتى، منها:
الخمار: وهو ما تغطي به المرأة رأسها، يوضع على الرأس، ويلفّ على جزء من الوجه.
وقد ورد في شعر صخر يتحدث عن أخته الخنساء:
والله لا أمنحها شرارها *** ولو هلكت مزقت خمارها
وجعلت من شعر صدارها
ولم يكن الخمار مقصورًا على العرب، وإنما كان شائعًا لدى الأمم القديمة في بابل وأشور وفارس والروم والهند[21].
النقاب: قال أبو عبيد: "النقاب عند العرب هو الذي يبدو منه محجر العين، ومعناه أن إبداءهن المحاجر محدث، إنما كان النقاب لاصقًا بالعين، وكانت تبدو إحدى العينين والأخرى مستوره"[22].
الوصواص: وهو النقاب على مارِن الأنف لا تظهر منه إلا العينان، وهو البرقع الصغير، ويسمّى الخنق، قال الشاعر:
يا ليتها قد لبست وصواصًا
البرقع: فيه خرقان للعين، وهو لنساء العرب، قال الشاعر:
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها[23]

الشبهة السادسة: الاحتجاج بقاعدة: "تبدل الأحكام بتبدّل الزمان":
فهم أعداء الحجاب من قاعدة: "تبدل الأحكام بتبدل الزمان" وقاعدة: "العادة محكّمة" أنه ما دامت أعرافهم متطوّرة بتطوّر الأزمان فلا بدّ أن تكون الأحكام الشرعية كذلك[24].
الجواب:
لا ريب أن هذا الكلام لو كان مقبولاً على ظاهره لاقتضى أن يكون مصير شرعية الأحكام كلها رهنًا بيد عادات الناس وأعرافهم، وهذا لا يمكن أن يقول به مسلم، لكن تحقيق المراد من هذه القاعدة أن ما تعارف عليه الناس وأصبح عرفًا لهم لا يخلو من حالات:
1- إما أن يكون هو بعينه حكمًا شرعيًا أيضًا بأن أوجده الشرع، أو كان موجودًا فيهم فدعا إليه وأكّده، مثال ذلك: الطهارة من النجس والحدث عند القيام إلى الصلاة، وستر العورة فيها، وحجب المرأة زينتها عن الأجانب، والقصاص والحدود وما شابه ذلك، فهذه كلها أمور تعدّ من أعراف المسلمين وعاداتهم، وهي في نفس الوقت أحكام شرعية يستوجب فعلها الثواب وتركها العقاب، سواء منها ما كان متعارفًا عليه قبل الإسلام ثم جاء الحكم الشرعي مؤيّدًا ومحسّنًا له كحكم القسامة والديه والطواف بالبيت، وما كان غير معروف قبل ذلك، وإنما أوجده الإسلام نفسه كأحكام الطهارة والصلاة والزكاة وغيرها.
فهذه الصورة من الأعراف لا يجوز أن يدخلها التبديل والتغيير مهما تبدلت الأزمنة وتطورت العادات والأحوال؛ لأنها بحدّ ذاتها أحكام شرعية ثبتت بأدلة باقية ما بقيت الدنيا، وليست هذه الصورة هي المعنية بقول الفقهاء: "العادة محكَّمة".
2- وإما أن لا يكون حكمًا شرعيًا، ولكن تعلّق به الحكم الشرعي بأن كان مناطًا له، مثال ذلك: ما يتعارفه الناس من وسائل التعبير وأساليب الخطاب والكلام، وما يتواضعون عليه من الأعمال المخلّة بالمروءة والآداب، وما تفرضه سنة الخلق والحياة في الإنسان مما لا دخل للإرادة والكليف فيه كاختلاف عادات الأقطار في سن البلوغ وفترة الحيض والنفاس إلى غير ذلك.
فهذه الأمثلة أمور ليست بحد ذاتها أحكامًا شرعية ولكنها متعلَّق ومناط لها، وهذه الصورة من العرف هي المقصودة من قول الفقهاء: "العادة محكمة"، فالأحكام المبنيّة على العرف والعادة هي التي تتغيّر بتغيّر العادة، وهنا فقط يصحّ أن يقال: "لا ينكر تبدّل الأحكام بتبدل الزمان"، وهذا لا يعدّ نسخًا للشريعة، لأن الحكم باق، وإنما لم تتوافر له شروط التطبيق فطبِّق غيره. يوضّحه أنّ العادة إذا تغيرت فمعنى ذلك أن حالة جديدة قد طرأت تستلزم تطبيق حكم آخر، أو أن الحكم الأصلي باق، ولكن تغير العادة استلزم توافر شروط معينة لطبيقه[25].

الشبهة السابعة: نساء خيِّرات كنّ سافرات:
احتجّ أعداء الحجاب بأن في شهيرات النساء المسلمات على اختلاف طبقاتهن كثيرًا ممن لم يرتدين الحجاب ولم يتجنّبن الاختلاط بالرجال.
وعمد المروجون لهذه الشبهة إلى التاريخ وكتب التراجم، يفتشون في طولها وعرضها وينقبون فيها بحثًا عن مثل هؤلاء النساء حتى ظفروا بضالتهم المنشودة ودرتهم المفقودة، فالتقطوا أسماء عدد من النساء لم يكن يبالين ـ فيما نقلته الأخبار عنهن ـ أن يظهرن سافرات أمام الرجال، وأن يلتقين معهم في ندوات أدبية وعلمية دونما تحرز أو تحرج[26].
الجواب:
1- من المعلوم والمتقرر شرعا أن الأدلة الشرعية التي عليها تبنى الأحكام هي الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فضمن أيّ مصدر من مصادر التشريع تندرج مثل هذه الأخبار، خاصة وأنّ أغلبها وقع بعد من التشريع وانقطاع الوحي؟![27].
2- وإذا علِم أن أحكام الإسلام إنما تؤخذ من نص ثابت في كتاب الله تعالى أو حديث صحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قياس صحيح عليهما أو إجماع التقى عليه أئمة المسلمين وعلماؤهم لم يصحّ حينئذ الاستدلال بالتصرّفات الفردية من آحاد الناس أو ما يسمّيه الأصوليون بـ"وقائع الأحوال"، فإذا كانت هذه الوقائع الفردية من آحاد الناس لا تعتبر دليلاً شرعيًا لأيّ حكم شرعيّ حتى لو كان أصحابها من الصحابة رضوان الله عليهم أو التابعين من بعدهم فكيف بمن دونهم؟!
بل المقطوع به عند المسلمين جميعًا أن تصرفاتهم هي التي توزن ـ صحة وبطلانًا ـ بميزان الحكم الإسلامي، وليس الحكم الإسلامي هو الذي يوزن بتصرفاتهم ووقائع أحوالهم، وصدق القائل: لا تعرف الحقّ بالرجال، اعرف الحقّ تعرف أهله[28].
3- ولو كان لتصرفات آحاد الصحابة أو التابعين مثلاً قوة الدليل الشرعي دون حاجة إلى الاعتماد على دليل آخر لبطل أن يكونوا معرّضين للخطأ والعصيان، ولوجب أن يكونوا معصومين مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هذا لأحد إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أما من عداهم فحقَّ عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل بني آدم خطاء))، وإلاّ فما بالنا لا نقول مثلاً: يحل شرب الخمر فقد وجِد فيمن سلف في القرون الخيِّرة من شربها؟![29].
4- وما بال هؤلاء الدعاة إلى السفور قد عمدوا إلى كتب التاريخ والتراجم فجمعوا أسماء مثل هؤلاء النسوة من شتى الطبقات والعصور، وقد علموا أنه كان إلى جانب كل واحدة منهن سواد عظيم وجمع غفير من النساء المتحجّبات الساترات لزينتهن عن الأجانب من الرجال؟! فلماذا لم يعتبر بهذه الجمهرة العظيمة ولم يجعلها حجة بدلاً من حال أولئك القلة الشاذة المستثناة؟!
يقول الغزالي: "لم تزل الرجال على مر الأزمان تكشف الوجوه، والنساء يخرجن منتقبات أو يمنعن من الخروج"[30]، ويقول ابن رسلان: "اتفق المسلمون على منع النساء من الخروج سافرات"[31].
ولماذا لم يحتج بمواقف نساء السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان في تمسكهم بالحجاب الكامل واعتباره أصلاً راسخًا من أصول البنية الاجتماعية؟![32].

الشبهة الثامنة: الحجاب كبت للطاقة الجنسية:
قالوا: إنّ الطاقة الجنسية في الإنسان طاقة كبيرة وخطيرة، وخطورتها تكمن في كبتها، وزيادة الضغط يولّد الانفجار، وحجاب المرأة يغطّي جمالها، وبالتالي فإنّ الشباب يظلون في كتب جنسيّ يكاد أن ينفجر أو ينفجر أحيانًا على شكل حوادث الاغتصاب وغيرها، والعلاج لهذه المشكلة إنما يكمن في تحرير المرأة من هذا الحجاب لكي ينفس الشباب الكبت الذي فيهم، وبالتالي يحدث التشبع لهذه الحاجة، فيقلّ طبقًا لذلك خطورة الانفجار بسبب الكبت والاختناق[33].
الجواب:
1- لو كان هذا الكلام صحيحًا لكانت أمريكا والدول الأوربية وما شاكلها هي أقلّ الدول في العالم في حوادث الاغتصاب والتحرّش في النساء وما شاكلها من الجرائم الأخلاقية، ذلك لأن أمريكا والدول الأوربية قد أعطت هذا الجانب عناية كبيرة جدًا بحجة الحرية الشخصية، فماذا كانت النتائج التي ترتبت على الانفلات والإباحية؟ هل قلّت حوادث الاغتصاب؟ هل حدث التشبّع الذي يتحدّثون عنه؟ وهل حُميت المرأة من هذه الخطورة؟
جاء في كتاب "الجريمة في أمريكا": إنه تتم جريمة اغتصاب بالقوة كل ستة دقائق في أمريكا[34]. ويعني بالقوة: أي تحت تأثير السلاح.
وقد بلغ عدد حالات الاغتصاب في أمريكا عام 1978م إلى مائة وسبعة وأربعين ألف وثلاثمائة وتسع وثمانين حالة، لتصل في عام 1987م إلى مائتين وواحد وعشرين ألف وسبعمائة وأربع وستين حالة. فهذه الإحصائيات تكذّب هذه الدعوى[35].
2- إن الغريزة الجنسية موجودة في الرجال والنساء، وهي سرّ أودعه الله تعالى في الرجل والمرأة لحِكَم كثيرة، منها استمرار النسل. ولا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذه الغريزة، ثم يطلب من الرجال أن يتصرفوا طبيعيًا أمام مناظر التكشف والتعرّي دونما اعتبار لوجود تلك الغريزة[36].
3- إن الذي يدّعي أنه يمكن معالجة الكبت الجنسي بإشاعة مناظر التبرّج والتعري ليحدث التشبع فإنه بذلك يصل إلى نتيجتين:
الأولى: أن هؤلاء الرجال الذين لا تثيرهم الشهوات والعورات البادية من فئة المخصيّين، فانقطعت شهوتهم، فما عادوا يشعرون بشيء من ذلك الأمر.
الثانية: أن هؤلاء الرجال الذين لا تثيرهم العورات الظاهرة من الذين أصابهم مرض البرود الجنسي.
فهل الذين يدعون صدقَ تلك الشبهة يريدون من رجال أمتنا أن يكونوا ضمن إحدى هاتين الطائفتين من الرجال؟![37].

الشبهة التاسعة: الحجاب يعطل نصف المجتمع:
قالوا: إن حجاب المرأة يعطل نصف المجتمع، إذ إن الإسلام يأمرها أن تبقى في بيتها[38].
الجواب:
1- إن الأصل في المرأة أن تبقى في بيتها، قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ} [الأحزاب:33]. ولا يعني هذا الأمر إهانة المرأة وتعطيل طاقاتها، بل هو التوظيف الأمثل لطاقاتها[39].
2- وليس في حجاب المرأة ما يمنعها من القيام بما يتعلق بها من الواجبات، وما يُسمح لها به من الأعمال، ولا يحول بينها وبين اكتساب المعارف والعلوم، بل إنها تستطيع أن تقوم بكل ذلك مع المحافظة على حجابها وتجنبها الاختلاط المشين.
وكثير من طالبات الجامعات اللاتي ارتدين الثوب الساتر وابتعدن عن مخالطة الطلاب قد أحرزن قصب السبق في مضمار الامتحان، وكن في موضع تقدير واحترام من جميع المدرسين والطلاب[40].
3- بل إن خروج المرأة ومزاحمتها الرجل في أعماله وتركها الأعمال التي لا يمكن أن يقوم بها غيرها هو الذي يعطل نصف المجتمع، بل هو السبب في انهيار المجتمعات وفشو الفساد وانتشار الجرائم وانفكاك الأسَر، لأن مهمة رعاية النشء وتربيتهم والعناية بهم ـ وهي من أشرف المهام وأعظمها وأخطرها ـ أضحت بلا عائل ولا رقيب.

الشبهة العاشرة: التبرج أمر عادي لا يلفت النظر:
يدّعي أعداء الحجاب أن التبرج الذي تبدو به المرأة كاسية عارية لا يثير انتباه الرجال، بينما ينتبه الرجال عندما يرون امرأة متحجبة حجابًا كاملاً يستر جسدها كله، فيريدون التعرّف على شخصيتها ومتابعتها؛ لأنّ كلَّ ممنوع مرغوب[41].
الجواب:
1- ما دام التبرج أمر عادي لا يلفت الأنظار ولا يستهوي القلوب فلماذا تبرّجت؟! ولمن تبرجت؟! ولماذا تحمّلت أدوات التجميل وأجرة الكوافير ومتابعة الموضات؟![42].
2- وكيف يكون التبرج أمرًا عاديًا ونرى أن الأزواج ـ مثلاً ـ تزداد رغبتهم في زوجاتهم كلما تزينّ وتجمّلن، كما تزداد الشهوة إلى الطعام كلما كان منسقًا متنوعًا جميلاً في ترتيبه ولو لم يكن لذيذ الطعم؟![43].
3- إن الجاذبية بين الرجل والمرأة هي الجاذبية الفطرية، لا تتغير مدى الدهر، وهي شيء يجري في عروقهما، وينبه في كل من الجنسين ميوله وغرائزه الطبيعية، فإن الدم يحمل الإفرازات الهرمونية من الغدد الصماء المختلفة، فتؤثر على المخ والأعصاب وعلى غيرها، بل إن كل جزء من كل جسم يتميز عما يشبهه في الجنس الآخر؛ ولذلك تظهر صفات الأنوثة في المرأة في تركيب جسمها كله وفي شكلها وفي أخلاقها وأفكارها وميولها، كما تظهر مميزات الذكورة في الرجل في بدنه وهيئته وصوته وأعماله وميوله. وهذه قاعدة فطرية طبيعية لم تتغير من يوم خلق الله الإنسان، ولن تتغير حتى تقوم الساعة[44].
4- أودع الله الشبق الجنسي في النفس البشرية سرًّا من أسراره، وحكمة من روائع حكمه جلّ شأنه، وجعل الممارسة الجنسية من أعظم ما ينزع إليه العقل والنفس والروح، وهي مطلب روحي وحسي وبدني، ولو أن رجلاً مرت عليه امرأة حاسرة سافرة على جمال باهر وحسن ظاهر واستهواء بالغ ولم يلتفت إليها وينزع إلى جمالها يحكم عليه الطب بأنه غير سوي وتنقصه الرغبة الجنسية، ونقصان الرغبة الجنسية ـ في عرف الطب ـ مرض يستوجب العلاج والتداوي[45].
5- إن أعلى نسبة من الفجور والإباحية والشذوذ الجنسي وضياع الأعراض واختلاط الأنساب قد صاحبت خروج النساء مترجات كاسيات عاريات، وتتناسب هذه النسبة تناسبًا طرديًا مع خروج النساء على تلك الصورة المتحللة من كل شرف وفضيلة، بل إن أعلى نسبة من الأمراض الجنسية ـ كالأيدز وغيره ـ في الدول الإباحية التي تزداد فيها حرية المرأة تفلّتًا، وتتجاوز ذلك إلى أن تصبح همجية وفوضى، بالإضافة إلى الأمراض والعقد النفسية التي تلجئ الشباب والفتيات للانتحار بأعلى النسب في أكثر بلاد العالم تحللاً من الأخلاق[46].
6- أما أن العيون تتابع المتحجبة الساترة لوجهها ولا تتابع المتبرجة فإن المتحجبة تشبه كتابًا مغلقًا، لا تعلم محتوياته وعدد صفحات وما يحمله من أفكار، فطالما كان الأمر كذلك، فإنه مهما نظرنا إلى غلاف الكتاب ودققنا النظر فإننا لن نفهم محتوياته، ولن نعرفها، بل ولن نتأثر بها، وبما تحمله من أفكار، وهكذا المتحجبة غلافها حجابها، ومحتوياتها مجهولة بداخله، وإن الأنظار التي ترتفع إلى نورها لترتد حسيرة خاسئة، لم تظفر بِشَروَى[47] نقير ولا بأقلّ القليل.
أما تلك المتبرجة فتشبه كتابًا مفتوحًا تتصفّحه الأيدي، وتتداوله الأعين سطرًا سطرًا، وصفحة صفحة، وتتأثّر بمحتوياته العقول، فلا يترك حتى يكون قد فقد رونق أوراقه، فتثنت بل تمزق بعضها، إنه يصبح كتابًا قديمًا لا يستحق أن يوضع في واجهة مكتبة بيت متواضعة، فما بالنا بواجهة مكتبة عظيمة؟![48].

الشبهة الحادية عشرة: السفور حقّ للمرأة والحجاب ظلم:
زعموا أن السفور حقّ للمرأة، سلبها إياه المجتمع، أو سلبها إياه الرجل الأناني المتحجر المتزمت، ويرون أن الحجاب ظلم لها وسلب لحقها[49].
الجواب:
1- لم يكن الرجل هو الذي فرض الحجاب على المرأة فترفع قضيتها ضدّه لتتخلّص من الظلم الذي أوقعه عليها، كما كان وَضعُ القضية في أوربا بين المرأة والرجل، إنما الذي فرض الحجاب على المرأة هو ربها وخالقها الذي لا تملك ـ إن كانت مؤمنة ـ أن تجادله سبحانه فيما أمر به أو يكون لها الخيرة في الأمر، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً مُّبِينًا} [الأحزاب:36][50].
2- إن الحجابَ في ذاته لا يشكل قضية، فقد فرض الحجاب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفذ في عهد، واستمر بعد ذلك ثلاثة عشر قرنًا متوالية وما من مسلم يؤمن بالله ورسوله يقول: إن المرأة كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مظلومة.
فإذا وقع عليها الظلم بعد ذلك حين تخلّف المسلمون عن عقيدتهم الصحيحة ومقتضياتها فلم يكن الحجاب ـ بداهة ـ هو منبع الظلم ولا سببه ولا قرينه، لأنه كان قائمًا في خير القرون على الإطلاق، وكان قرين النظافة الخلقية والروحية، وقرين الرفعة الإنسانية التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية كله[51].

الشبهة الثانية عشرة: الحجاب رمز للغلو والتعصب الطائفي والتطرف الديني:
زعم أعداء الحجاب أن حجاب المرأة رمز من رموز التطرف والغلو، وعلامة من علامات التنطع والتشدد، مما يسبب تنافرا في المجتمع وتصادما بين الفئتين، وهذا قد يؤول إلى الإخلال بالأمن والاستقرار.
الجواب:
1- هذه الدعوى مرفوضة من أساسها، فالحجاب ليس رمزا لتلك الأمور، بل ولا رمزا من الرموز بحال، لأن الرمز ما ليس له وظيفة إلا التعبير عن الانتماء الديني لصاحبه، مثل الصليب على صدر المسيحي أو المسيحية، والقلنسوة الصغيرة على رأس اليهودي، فلا وظيفة لهما إلا الإعلان عن الهوية. أما الحجاب فإن له وظيفة معروفة وحِكَما نبيلة، هي الستر والحشمة والطهر والعفاف، ولا يخطر ببال من تلبسه من المسلمات أنها تعلن عن نفسها وعن دينها، لكنها تطيع أمر ربها، فهو شعيرة دينية، وليس رمزا للتطرف والتنطع.
ثم إن هذه الفرية التي أطلقوها على حجاب المرأة المسلمة لماذا لم يطلقوها على حجاب الراهبات؟! لماذا لم يقولوا: إن حجابَ اليهوديات والنصرانيات رمز للتعصب الديني والتميز الطائفي؟! لماذا لم يقولوا: إن تعليق الصليب رمز من رموز التطرف الديني وهو الذي جرّ ويلات الحروب الصليبية؟! لماذا لم يقولوا: إن وضع اليهودي القلنسوة الصغيرة على رأسه رمز من رموز التطرف الديني وبسببه يحصل ما يحصل من المجازر والإرهاب في فلسطين المحتلة؟!
2- إن هذه الفرية يكذّبها التاريخ والواقع، فأين هذه المفاسد المزعومة والحجاب ترتديه المرأة المسلمة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا؟!
3- إن ارتداء المرأة للحجاب تم من منطلق عقدي وقناعة روحية، فهي لم تلزَم بالحجاب بقوة الحديد والنار، ولم تدعُ غيرها إلى الحجاب إلا بالحكمة والحجج الشرعية والعقلية، بل عكس القضية هو الصحيح، وبيان ذلك أن إلزام المرأة بخلع حجابها وجعل ذلك قانونا وشريعة لازمة هو رمز التعصب والتطرف اللاديني، وهذا هو الذي يسبب التصادم وردود الأفعال السيئة، لأنه اعتداء على الحرية الدينية والحرية الشخصية.
:2kqfby1:




جزاكى الله كل خير

خليجية[/IMG]




خليجية



مجهود تشكرين عليه بصراحه

تسلمين حبيبتي والله يعطيك العافيه ..,,




التصنيفات
منتدى اسلامي

أهلنا في أركان المسلمة المحتلة من بورما ماينمار عذرا سامحونا

اللهم لك الحمد على كل حال… اللهم لك الحمد على كل حال… اللهم لك الحمد على كل حال…

يارب إن قلوبنا تدمي وأفئدتنا كسيرة وعيوننا خطت مجرى لدموعنا وصدورنا تحترق على ما يحصل في أخواننا المسلمين في أركان المحتلة وسوريا…
فأهل أركان يذبحون ويقتلون ويحرقون بالنار وهم أحياء بمختلف أعمارهم أطفالهم من مات محروقاً ومن لم يتم حرقه بالنار يتم ربط الاطفال ورميهم بالبرك والوديان وماهي إلا فترة وتطفو جثث الاطفال فوق الماء نساء مسلمين أركان يعتدى عليهن شيوخهم ضربوا حتى الموت شبابهم يقطعون وهم أحياء الأمهات يتم قتلهن أمام اطفالهم يهينونهم ويجردونهم من ملابسهم يمثلون بالجثث ابشع تمثيل بعض نساء المسلمين بأركان قمن برمي أنفسهن بعرض البحر حتى تحمي نفسها من أعتداء أحد البوذيين عليها ماتت بعفافها فضلت أن تموت وهي طاهرة عفيفة على أن تبقى على قيد الحياء ويعتدي عليها
أحد عشرة من رجال الدين المسلمين تم ربطهم من قبل أربعمائة وخمسين بوذي بعدها أنهالوا على المشايخ ضرباً بالعصي وغيرها كثير جداً هذا غير الذي يحدث ولا يعلم أحد ماذا جرى بهم والأدهى والأمر من ذلك أن قضيتهم لم تنتشر وتشتهر كثيراً لو إنها اشتهرت لخرجت مدينة دماج السنية اليمنية للأعلام وما حصل لها لكانوا عرضوا صورهم ونقلوها ليشاهدها الكل.
آخر الصور التي شاهدتها لخواننا في بورما مجموعة من الأركانيين المسلمين في حالة هلع وخوف وبكاء ويحيط بهم الجمود لأخذهم وحرقهم أحياء لكن بعض منهم كان يرفع يدي ويدعو الله تعالى ذكرني بشيء شاهدته وسمهته في الشام الحبيبة لقد قالها سابقاً اخواننا في الشام ((( ما لنا غيرك يا الله )))
والآن أصبح الأركانيين يدعون الله تعالى ويطلبون منه وحده النصرة والنجاة…
لقد( قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم ، مَثلُ الجسدِ . إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى)
فيا أهلنا في أركان المسلمة المحتلة من بورما عذراً سامحونا فلقد خذلناكم
اللهم أحمي الأسلام والمسلمين في كل مكان اللهم تولهم برحمتك اللهم أنصرهم على كل من أرد بهم السوء اللهم إنك تعلم بكل من يريد إن يؤذي الام والمسلمين اللهم خذ بحق المستضعفين من قتلتهم اللهم عليم بأحوالهم فسخر لهم الظروف وحسبكم الله يا أهل أركان ونعم الوكيل فهو نعم المولى ونعم النصير…
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

منقووووووووووووووول بتصرف




مشكوووره يالغلا على مشاعرك الصادقه اتجاه اخواننا المسلمين اللهم انصرهم يارب فان الكفار لا يعجزونك



التصنيفات
المواضيع الخاطئة في القسم الاسلامي وتصحيحها

خطأ وبه فتوى :اختي المسلمة اهديك هذه المعلومة الجميلة

لا اله الا الله محمد رسول الله
اللهم صل على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صل الله عليه وسلم نبيا ورسولا
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم ارزقنا حسن الخاتمه

سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم

معلومات ممكن أول مرة نعرفها عن الحيض

أختي المسلمة أهديك هذه المعلومة الجميلة

ولا تنسوا دعواتكم لي

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا اغتسلت المرأة من حيضها، وصلت ركعتين تقرأ فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص 3 مرات في كل ركعة:
1- غفر الله لها كل ذنب عملته من صغيرة وكبيرة.
1- ولم تكتب عليها خطيئة إلى الحيضة الأخرى.
3- وأعطاها أجر 60 شهيد.
4- وبنى لها مدينة في الجنة.
5- وأعطاها بكل شعرة على رأسها نوراً.
6- وإن ماتت إلى الحيضة ماتت شهيدة.




شكرالك



مشكووؤره 🙂



الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث لم نجده بعد التتبع في شيء من كتب السنة لا في الصحاح ولا السنن ولا المسانيد، ولا هو موجود حسب تتبعنا في الكتب التي أفردت للضعيف والموضوع، فلا شك عندنا في أنه حديث باطل لا أصل له، ولا يشك من له أدنى عناية بعلم الحديث في أن أمارات الوضع ومخايله بادية على هذا الحديث، فهو ممّا لا تحل روايته ولا نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وبهذه المناسبة فنحن نحذر عموم المسلمين من التساهل في رواية الأحاديث ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وألّا يرووا من الأحاديث إلا ما تحققت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يرجعوا في معرفة ذلك إلى أئمة الحديث فيصدروا عن أقوالهم، فإن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن كذبا علي ليس ككذب على غيري وليس ككذب على أحد، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين. رواه مسلم في المقدمة، وشدد أهل العلم النكير على من يتساهل في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لخطورة أمرها وعظيم محلها.
والله أعلم.







التصنيفات
منوعات

المسلمة و دوامة الحياة .

حديث من القلب:

عندما شقشق الصباح – وبعد أن مضت صلاة الفجر وأذن المؤذن ولم تسمعه – تفتح عينيها وتنهض مسرعة فتلقى نظرة سريعة على المنبه وتقول فى نفسها " يا له من منبه كسول " لقد استيقظت قبل أن يدق فى موعده وتسرع إلى المطبخ لتجهز الإفطار وتوقظ الأب والأولاد فيتناولون الإفطار سريعاً. وبعد أن يرتدى الجميع ملابسه يمضى كل واحد إلى مهامه الأب إلى عمله والأولاد إلى مدارسهم أما هى فتمضي إلى عملها سريعاً حتى لا يلاحظ تأخرها رئيسها بالعمل فيلقى عليها سيل من العتاب. وتظل منهمكة في عملها ويؤذن المؤذن لصلاة الظهر وتسمعه ولكنها لا تقدر أن تترك عملها لدقائق، وتحدثها نفسها: "عندما تنهي ما بيدك سوف تصلين".

وبعد مرور الوقت تمضس مسرعة إلى المدرسة لتحضر أولادها وتقوم بشراء الخضراوات، وتتوجه إلى منزلها وبدون أن تغير ملابسها تسرع في إعداد الطعام وتستمع إلى المؤذن يؤذن لصلاة العصر ولا تهتم فتكمل مهامها وتقول في نفسها: "لا يوجد وقت" والساعة الخامسة يكون الجميع على مائدة الطعام يتناولون الغداء. وبعد الفراغ من تناول الغداء ينام الزوج قليلاً والأولاد تلعب أما الأم فتنظف طاولة الطعام وتنظف المطبخ والصحون ويؤذن المؤذن لصلاة المغرب فتقول فى نفسها: "عندما أنهي ما بيدي سوف أصلي".
وعندما تنهي ما بيدها تجلس قليلاً لترتاح أمام شاشة التلفاز وتجذبها أحداث المسلسل المثير وتنسيها الدنيا وما عليها وفجأة ينقطع المسلسل فتحزن ولكن يفاجئها أذان العشاء فتقول: "ياه! لقد نسيت أن أصلي المغرب".
فتحزن أكثر عما فاتها من صلوات، وتمضي ولا تهتم وتتابع المسلسل، ويخرج الزوج لمقابلة أصحابه أو الجلوس على المقهى وبعد ذلك تذاكر للأولاد وتفاجأ أن الساعة أصبحت الحادية عشر مساءً فلم يعد هناك وقت سوى لتناول العشاء السريع. أما الزوج المسكين فيعود إلى المنزل ليجد زوجة متعبة منهكة فلم يعد له مساحة من الوقت لدى الزوجة المسكينة التي تريد أن تنام سريعاً ومبكراً، حتى تعاد الكرة مرة وأخرى.
وتمر سنة وعشر ويمضي العمر دون أن تفيق الأخت المسلمة من دوامة حياتها فتأخذها الحياة من محطة لأخرى وتسرق منها الوقت دون أن تدري بأنه " لا يوجد وقت ". نعم لا يوجد وقت كافٍ حتى تعيد علاقتها بربها وتقوّم منهجها اليومي والذي يأخذ منها كل وقتها.. فأقول لك أيتها الأخت الحبية الغالية إلى متى تستسلمين؟ إلى متى تجورين على حق الله عندك؟ فكوني كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "أعطِ كل ذي حق حقه " حتى لا تفاجئي بمصيبة الموت، وكما وصفها المولى جل وعلا: "فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ" [المائدة: من الآية106].
فنعم هي مصيبة ويا لها من مصيبة عندما تنقطع صلة الإنسان بالحياة ويتوقف عمله. فقيسيها أختاه بطالب دخل الامتحان من غير تركيز فيه، ثم جاء في آخر الوقت وفتح الله عليه بالإجابات ولكن الوقت لم يسعفه، وانتهى وقت الامتحان. فما الذي يحدث له بعدها؟ سيبكي بحرقة ويندم أنه لم يستفتح باسم الله ويركز حتى يبدأ فى حل الامتحان.. كذلك الموت أخيتي عندما يشعر المسلم أنه لم يؤدِّ كل ما كان مطلوباً منه وزيادة في الخيرات.. فماذا ستفعلين وقت الوقوف أمام الله عز وجل فيحاسبك على تقصيرك وتندمين وقت لا ينفع الندم؟





فهذا نموذج من الواقع -وإن كان قليل- ولكنه أمر مهم في مجتمعنا الإسلامي. فعليك مسئولية كبيرة أيتها الأخت المسلمة العاملة، ويجب أن تضعي نصب عينيك واجبك نحو خالقك فإن عشرة دقائق تقضينها فى الصلاة تبارك لكِ في يومك كله. وإن شغلتِ وقتك أثناء وجودك بالمطبخ أو أثناء عملك شيئاً يدوياً في ذكر الله وقراءة بعض الآيات القرآنية فإنها ستعود عليك برضا الله الذي يعقبه الفرح والسعادة في الدنيا والآخرة.

وأهمس في أذنك يا أخيتي الحبيبة بكلمات خاصة: حاولي قدر استطاعتك أن تهتمي بزوجك وأن تعوضيه عن فترة انشغالك عنه.
أخيتي: إن الحرب على الإسلام ضارية وأنت أهم ركن مستهدف كي تهدم الأسرة لأن الزوجة المسلمة هي عماد بيتها.
حبيبتي: أعلم ما تعانيه وأحس بكِ ولهذا أريدك بقدر استطاعتك أن توفقي بين واجباتك نحو ربك أولاً ثم زوجك وأولادك وبيتك، وتذكري قول الله جل وعلا: "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا" [البقرة: من الآية286] وبالرغم من الصعوبة التى تواجهينها فإنك بمجرد التزامك مع الله سبحانه وتعالى فستجدين البركة في الوقت – والكثيرات الآن يشكون من قلة البركة في الوقت – وأيضاً ستنعمين بالسعادة داخل بيتك.
وأحب أن أذكرك حبيبتي بحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم حينما سألته فاطمة رضي الله عنها -وهي ابنته الحبية إلى قلبه- خادماً لها فرد عليها مخاطباً إياها وزجها علي رضي الله عنه: "ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما، أو أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم" [رواه البخاري]

فاستعيني أخيتي بالله في كل صغيرة وكبيرة في حياتك وسترين ثمار ذلك سريعاً.

(اللهم كن في عون جميع نساء المسلمين العاملات منهن وغير العاملات وبارك لهن في أوقاتهن ووفقهن إلى ما تحبه وترضى وزد أُسر المسلمين ترابطاً وسعادة ونجاحاً (اللهم آمين) ).


منقول




حق الله احق ان يقضى
شكراا جزيلا على الموضوع



خليجية



التصنيفات
منوعات

سورة النور ودورها في حياة الاسرة المسلمة

سورة النور… سورة تميزت بالحفاظ الشديد على كرامة الأسرة، وقيمة العرض، ودعمت جانب الشرف، وفصّلت ما ينبغي أن يلزمه المجتمع كي يحافظ على حرمات الله وحقوق الناس، ورسمت للتقاليد الجنسية والاجتماعية صوراً دقيقة ألزمت المؤمنين بها.
ومع أن سور القرآن كلها منزلة من عند الله، ومعروف أنها سور إلا أن هذه السورة وحدها دون سور القرآن كلها تميزت بهذا البدء : (سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بيناتٍ لعلكم تذكرون) .
والسبب في ذلك : أن السورة تدور حول مشكلات الغريزة الجنسية وهي من أعتى الغرائز وأقواها . ولما كان ضبط هذه الغريزة في مسارها وانطلاقها لا بد منه لضمان نفس شريفة ، وخُلق مستقيم، وعفة شاملة مستوعبة، ومجتمع نقي طهور فإن السورة بدأت هكذا… ولا بد أن نعلم ابتداءً أن الإسلام دين الفطرة – أي دين الطبيعة السوية المستقيمة – يرفض التكلف والافتعال…. وما أنزل الله من تعاليم في هذا الدين القيم هو لضبط الفطرة وضمان أن تسير سيراً حسناً… لهذا كان للغريزة الجنسية تعاليم واضحة في هذا الدين… وكان لانحرافاتها عقوبات محددة في هذا الدين.
الغريزة والزواج
وسورة النور تتحدث عن احترام الغريزة وضبطها حتى لا تنحرف يمنة أو يسرة، ثم التخويف لمن يدع حدود الله أو يترك العقوبات التي قُررت تقريراً حاسماً في هذه السورة المباركة … القرآن الكريم لم يعتبر الغريزة الجنسية رجساً من عمل الشيطان … اعترف بها وجعل المتنفس الوحيد لها الزواج : (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) (المؤمنون 5-7) ، واعتبر الزواج عبادة بل جاء في السنة أنه نصف الدين: [ إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي ] [ رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني ] .
إذاً فالزواج فريضة اجتماعية لا بد أن تتواصى الأمة الإسلامية بتيسيرها.. لكن ذلك متروك للوعي العام وللضمير المؤمن.
وقد جاءت آيات في هذه السورة تتحدث إلى أولياء الفتيات، وجاءت أيضاً تتحدث إلى من يريد الزواج أو من يقدر عليه ويطلبه … في الآيات الأولى نقرأ قوله تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يُغنيهم الله من فضله والله واسع عليم) (النور 34) ، ويشرح النبي صلى الله عليه وسلم هذا التوجيه فيقول: [ إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ] [ رواه الترمذي وغيره ] ، ووكل ذلك – بداهة – إلى تقدير ولي الفتاة وإلى تصور الأسرة للنفقة وما يتصل بها.. والواقع أن هذا التقدير لا يمكن أن يـبت فيه قانون ، إنما الذي يبت فيه مجتمع مؤمن، والذي يبت فيه رجال يتقون الله ويريدون أن يشيعوا العفة والقناعة في المجتمع…
وإلى أن يتزوج طالب الزواج ، وإلى أن يستكمل دينه ماذا يصنع بقول الله : (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله) (النور 33)، فلا بد أن يستعفف… وعبارة الاستعفاف تعني أن المرء يتكلف أو يعاني أو يتعب نفسه، ولا بد من ذلك في كبح الهوى وضبط الغريزة… فإن الغريزة العاتية تحتاج إلى إرادة حديدية… وهنا نجد أن الإسلام حارب الانحراف والجنس بمحاربة بوادره الأولى أو المقدمات التي تغري به.. وكان في هذا ديناً عملياً.
لا .. لاقتحام البيوت
في هذه السورة نقرأ قوله تعالى وهو يمنع الانحراف الجنسي : (يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون) (النور 27) ، وكما قال أحد السلف إذا سمعت الآية تقول : (يأيها الذين آمنوا) فأعرها سمعك فإما خير تؤمر به أو شر تُنهى عنه..هذا النداء يستثير الإيمان.. لماذا؟ لأن الإيمان هو الذي يخلق الضمير اليقظان الحي الذي يجعل الإنسان إذا قرع بيتاً ولم يجد الرجل فيه يرجع من حيث جاء.. لا يجوز بتةً اقتحام بيت ليس فيه صاحبه.. لا يجوز ديناً ولا مروءة اقتحام البيت وفيه امرأة وحدها فإن البيت حصنها، وينبغي أن تبقى في هذا الحصن مصونة.. والإسلام يرفض كل تقليد اجتماعي يتواضع الناس عليه لجعل الخلوة ب ممكنة.. يرفض الإسلام هذا لأنه بذلك – فعلاً – يسد أبواب الفتنة.
غض البصر
ثم توجيه آخر لا بد منه وهو: غض البصر… فإن الإنسان إذا أرسل عينه تتلصص على الأعراض من هنا أو من هنا فإنه يفتح أبواب الشر على نفسه… وقد قال شاعر قديماً:
والمرء ما دام ذا عين يقلبها
في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته
لا مرحباً بسرور عاد بالضرر
إن فتح باب الفتنة يكون بالعين المُحَمْلقة والبصر الطامح.. والإيمان أساس – هنا – في كبح الهوى ؛ لأنه مَن الذي يعلم خائنة الأعين ؟ من الذي يعرف كيف ترسـل بصرك ، وما النية الكامنة وراء هذه النظرة ؟ إن الإيمان هو الأساس الذي لا بد أن يثبت في القلوب : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) (النور 30)
المثيرات مرفوضة
توجيه ثالث وهو : منع المثيرات الحسية : ( وقل للمؤمنات يغضُضْن من أبصارهنّ ويحفظنَ فروجهنّ ولا يبدينَ زينتهنّ إلا ما ظهر منها ولْيَضربْنَ بخُمُرِهنّ على جيوبهنّ ) (النور 31) ، ومعنى هذا أن جسد عورة ينبغي أن يُوارى أو أن يُدارى وما عدا الوجه والكفين ينبغي ستره … فلا يجوز أن تلبس ملابس تصف البدن أو تشف عن مفاتنه أو تغري العيون الجائعة باستدامة النظر إليه فإن هذا كله فتح لباب الفتنة..
والإسلام عندما يأمر بالعفة وعندما ينهى عن الفحش فهو يسد الطريق ابتداءً أمام المثيرات التي ينزلق بعدها القدم… لهذا كانت السورة كما قلنا سورة آداب جنسية إلى جانب أنها ضمانات وحصانات للأعراض وللشرف وللقيم… من ذلك في أول السورة وآخرها أدب الاستئذان.. ففي أول السورة : ( يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأسنوا وتسلّموا على أهلها ذلك خير لكم لعلكم تذكرون ، فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم ، وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم ) (النور 27،28) .
آداب منزلية
وفي آخر السورة يقول : ( يأيها الذين آمنوا لِيستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحُلُم منكم ثلاث مرات : من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوّافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم ، وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم ) (النور 58،59) .
إن الأولاد في البيت ينبغي أن يعلموا آداب الدخول إلى الغرف.. هذا المعنى – معنى أن الأسرة التي تسكن شقة ، وفيها غرف يُنبه على الأطفال في أوقات معينة ألا يدخلوا إلا بعد استئذان واضح.. – أدب إسلامي ينبغي أن يعرفه المسلمون وأن يلتزموه.. هذا أدب إسلامي لا ينبغي أن نتجاهله أو نزدريه لأنه من ضوابط العِرض وصيانات الشرف التي تُربى عليها الأسرة الإسلامية .
عقوبات
فإذا حدث بعد ذلك أن انحرف أحد فإن العقوبة الإسلامية هي الجلد.. بإجماع المسلمين يُجلد الزاني الذي لم يُحصن.. أي لم يتزوج.. وجمهرة المسلمين على رجم المحصن… والآية في هذا واضحة… (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذْكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ولْيشهدْ عذابهما طائفة من المؤمنين ) (النور 2) .
والجلد عقوبة للإنسان إذا هبط إلى درك الحيوان.. وكما أن الحيوان يُضرب بالعصا حتى ينفذ الأمر الذي صدر إليه لأنه لا عقل له فكذلك إذا هبط إنسان عن منزلة العقل والضمير وارتكس في حمأة الشهوة وأصبح منقاداً لغريزته الحيوانية فإنه يتعرض للعقوبة التي يتعرض لها الحيوان… لأنه أصبح حيواناً إذ يسطو على عِرض كان ينبغي أن يصونه… إذ ينتهك حرمات لله كان ينبغي أن يحفظها وأن يرعاها.
فإذا هبط إلى مستوى الحيوان فهو مستحق لعقوبة الحيوان… على أن الرجم الذي جاءت به السنة إنما جاء إحياءً لشريعة قديمة.. فالإسلام لم يبتدع عقوبة الرجم للزاني أو الزانية إذا كانا محصنين…إنما هذه الشريعة شريعة التوارة ولا تزال برغم ما أصاب كتب اليهود من تحريف… لا تزال هذه الشريعة موجودة إلى الآن تنص على رجم الزاني والزانية ما داما محصنين .
يقول أحد الأدباء تعليلاً طريفاً لهذا الحكم : إن من هدم بيت الزوجية بزناه أو من هدمت بيت الزوجية بزناها ينبغي أن تنتقم أحجار البيوت كلها من جلده ومن بدنه حتى يتعلم كيف يصون البيت!! ولذلك قال القرآن :
( ولا تأخذْكم بهما رأفة في دين الله ) (النور 2) .
القذف حرام
وإلى جانب صيانة الأسر عن طريق منع العمل الرديء فإن الأسر يجب أن تصان عن طريق رفض أي اتهام لا يليق من هذا القبيل، والإسلام في هذا كان حاسماً… فمن قذف إنساناً بالزنا أو قذف أصله أو قذف فرعه الذي يتصل به ويمت إليه بسبب وثيق ينبغي أن يُعاقب بالجلد ثمانين جلدة: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون ) (النور 4) ، وهذا نوع من التأديب لا بد منه، وقد نُفذ هذا العقاب فيمن تطاول على مقام أم المؤمنين رضي الله عنها.. فإن بعض الناس تسافه ووقع في شَرَك أحد المنافقين الذين يكرهون النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الحق التي بُعث بها وحاولوا في خبث وخسة أن ينالوا من مكانة البيت النبوي فأشاعوا عن السيدة عائشة رضوان الله عليها كلاماً هي منه بريئة وهي فوقه بمراحل وقد نزلت براءتها من عند ذي العرش جل جلاله, وبيّن أنها أعظم من أن تُلم بهذا وأكبر من أن يُلاك عرضها على هذا النحو ، وقيل للمؤمنين في هذا كلام ينبغي أن يعرفوه ويحفظوه : (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًّا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) (النور 11)
ثم يؤدب الناس: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين. لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) (النور 12،13 ) ، حتى لو رأيت بعينك وأنت واحد فلا يجوز أن تتكلم لأن الله جل شأنه يريد أن يستر… يريد أن يعطي فرصة للتوبة…
وفي الحديث [ من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا موؤودة ]
إن ناساً قد يخطئون ولكن الله جل شأنه لا يعامل الناس بخطأ يرتكبونه.. إنه يفتح لهم باب المتاب وفرصاً لا حصر لها حتى يثوبوا إلى رشدهم ويستقيموا على الصراط المستقيم: (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمًّى) (فاطر 45) .
تلك الأحكام التي تقررت فيما يتصل بالانحرافات الجنسية بالتهم التي لا ينبغي أن تجري على لسان مسلم يحافظ على الأعراض… هذه الأحكام ينبغي أن نرعاها وأن نحاف




ماشاءالله كم اقرا سورة النور ولكن لم انتبه لهذه الموضيع الله يباركلك ويجزيك: الخير::0154::0154::0154::0154: :0154::0154::0154::0154::0154: :0154::0154::0154::0154:



التصنيفات
منتدى اسلامي

شاركو برايكم لباس البنت المسلمة اليوم

عجبا لزمان أصبحنا نرى فيه بناتنا و أخواتنا يخرجن بملابس..!!

اود ان اعرض موضوع واتمنى ان تعطوا رايكم حوله
***********************
الموضوع هو ما نراه اليوم من لباس تلبسه البنات اليوم وخاصة في الاعراس نرى اشياء فظيعة , اين وصلنا , اين الاهل الا يرون البنت عندما تخرج من البيت البنات يبالغن كثيرا في اللبس مما يؤدي الى انحراف الشباب والمعاكسات التي نراها والاخلاق الفاسدة الموجودة عند شبابناوبناتنا , يمكن ان يكون السبب هو الاعراس المختلطة التي تحدث فاي البلد والتي يجتمع فيها الشباب والبنات, لماذا لا نتحلى بالأخلاق الحميدة ونتبع ما فرضه الاسلام علينا ونلبس اللباس المحتشم الذي يحفظنا من الضياع.

اما حجاب اليوم يحتاج الى حجاب! حجاب اخر زمن..!

خليجية

ظاهرة نراها اليوم..في مجتمعاتنا المسلمة.. ترون فيها ما يدمي قلبك,ويحزن نفسك,ويفت كبدك من منظر حجاب البنت المسلمة,ذلك الحجاب الذي بدأ في الانحدار والتدرج في التبرج,لقد أصبح مدعاة للفتنة والاغراء وتتابع النظرات. لقد تفننت المسلمة في حجابها فبهرجته ونمقته وزينته,حتى أصبح حجاب كثير من المسلمات يحتاج الى حجاب وستر! فاصبح الحجاب ليس سوى مجرد خلقة من قماش تلف على الرأس لتغطي الشعر لحجبه عن أعين الرجال، و هي بذلك ترى أنها التزمت بالحجاب الشرعي الكامل و برأت ذمتها أمام الله، فتجد منهن من لا يظهر من شعرها شيء أبدا إلا أنك تفاجأ بأنها ترتدي البنطال الضيق جدا الذي يحدد معالم الجسم بدقة متناهية و ثانية ترتدي تنورة قصيرة و ثالثة وجهها ملطخ بالأصباغ المختلفة تفوق الكمية التي تضعها تلك المتبرجة بل إنها في كثير من الأحيان تتفوق على قريناتها المتبرجات في التبرج و السفور و لا يميزها عنهن إلا قطعة القماش التي تلفها حول رأسها – و التي عادة ما تكون بدورها ملونة و ملفتة للأنظار- حتى تكاد تجزم أن هذا الحجاب (المتبرج) ليس سوى مظهر آخر من مظاهر الزينة، و لست هنا بصدد سرد الآيات و الأحاديث الواردة بشأن الحجاب فالحجاب فريضة على جميع النساء والمفروض أن تكون كل امرأة مسلمة على دراية كاملة بالشروط و الأحكام الشرعية الخاصة بالحجاب.
ألم تسمع وتتلُ قول الله عز وجل(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)
ما بالنا نقرأ ونسمع ولكن نتجاهل العلم بالحقيقة …!!!!
أجزم بأنه لا يوجد جاهل في زمننا هذا بحكم مهم كأحكام الحجاب!
عجبا لزمان أصبحنا نرى فيه بناتنا و أخواتنا يخرجن بملابس ..لا حول و لا قوة إلا بالله منها ..!
إلى كل ولي أمر بنت "زوجا أو أبــــــا أو أخـا " هل رأيتم حجاب من وليتم عليهن ؟!!!! كيف هو!
اعلموا أنكم ستحاسبون إذاعلمتم مخالفته وأقررتم عليه ..

{يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَاأَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6

أختاه :
لا تكوني سببا لفتنة غيرك …
ولا تلتفتي لمن جرفتهن تيارات الأعلام والشهوات وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..
سيري بخطى ثابتة وواعية واعلمي أن العاقبة للمتقين
وانك عابرة سبيل سوف ترحلين يوما ما آجلا أم عاجلا ولن يرافقك سوى عملك!
أليست الحكمة من الحجاب تغطية الزينة واخفاءها وسترها؟!! بلى وربي!لكنها أصبحت تتكلف بالزينة لتظهرها بدل أن تخفيها.

أخي: أين أنت من سنة حبيبك رسول الله صلى الله عليه و سلم!؟كيف تسمح بخروج أختك بملابس كهذه؟؟؟؟و أين أنت من كتاب الله سبحانه و تعالى ..

و أنت أيها الأب: السؤال الأول و قبل أي شيء آخر يوجه إليك!أين أنت من حماية و حفظ عائلتك.. و كيف لا تصونهن و تتركهن يخرجن متبرجات..! و بملابس تؤذينهن..!
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" كلكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته "




والله يا ختي
اقول لك الصراحة
بطلت احب اطلع من البيت من الشوفات اللي بنشوفها
الله يعين الشباب
ويسترنا جميعا ويهدي بناتنا للحجاب والحشمه



امين يا رب
الللهم اهدي جميع المسلمات الى الطريق الصواب يا رب
مستنية مشاراكاتكم
تحياتي****زهرة الجزائر****



اللهم استر نساء المسلمين جميعا
جزاكى الله خيرا



وينكم صبايا
والله الموضوع متير كتير للحوار



التصنيفات
منوعات

صرخة صادقة لآختى المسلمة!!!!!!!!!!!!!

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه الشرفاء.

أردت أن أكتب موضوع عن المرأة ال والخطر الذي يقترب منها دون أن تنتبه له .

وما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع إلا الغيرة على أعراض المسلمين ، وإنه ليحزنني ويألمني شديد الألم ما نراه في مجتمعاتنا الإسلامية من تفسخ وفجور والبُعد عن طاعة الله .

إنها والله لمأساة عظيمة تقع فيها أمتنا الإسلامية تدريجيًا دون أن يشعر هؤلاء الغافلون بقرب هذا الخطر الداهم العظيم ، والذي تروج له وسائل الإعلام للإيقاع بالمرأة ال لكي يدمروا المجتمع المسلم بأكمله ؛ لأنهم يعلمون جيدا مكانة المرأة في الإسلام ، ومدى تأثيرها في تربية الأجيال ، فهم يريدونها كالمرأة الغربية منحلة ، وعارية ، وغير أمينة على بيت زوجها ، ولا على أولادها ، ويريدون جعل الخيانة سهلة وهينة ـ والعياذ بالله عفانا الله وإياكم ـ !! .

والمرأة في الغرب مهانة تخرج على الملأ ـ أعزكم الله ـ كما ولدتها أمها !!

ونجد أن أعداء الدين يسعون جاهدين لجعل المرأة ال هكذا ، وللأسف الشديد نجحوا بمخططاتهم هذه في أغلب بلاد المسلمين !!

ونجدهم يقيمون القمم ، ويعقدون المؤتمرات باسم " تحرير المرأة" ويظهرون بمظهر المنقذ للمرأة المظلومة والمضطهدة في الإسلام ـ على حد زعمهم قاتلهم الله ـ ، ويريدون تحريرها من ماذا ؟! إذا سألنا أنفسنا هذا السؤال نجدهم يريدون تحريرها من أغلى شيء عندها وهو حياؤها ، فهو كنزها .

يريدون تحرير المرأة من ملابسها باسم الحرية المزيفة ، ومعنى الحرية عند هؤلاء الكفرة هي الحرية من الملابس والعفة والحشمة والسترة والطهر ، يريدون قتل الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي السترة ، فنجد عندما خلق الله تبارك وتعالى آدم ـ عليه السلام ـ قال له : ( إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ) (طه :118) ، ومعنى الآية كما جاء في تفسير ابن كثيرـ رحمه الله ـ : ( إنما قرن بين الجوع والعري لآن الجوع ذل الباطن ، والعري ذل الظاهر ) . اهـ .

إذًا العري ذل للإنسان سواء رجل كان أم امرأة ، ولكن لأن المرأة هي أساس الفتنة ؛ لذلك أمرها الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالحجاب والسترة ؛ حفاظًا لها وللمجتمع بأكمله .

والآن انظري ماذا يفعل الغرب بنسائهم ، وإلى أي درجة وصلوا في إهانة المرأة ؟!! .

إليك هذا الخبر العجيب :

( السلطات القضائية في نيويورك تبيح للنساء كشف صدورهن )

تقدمت مجموعة من النساء بطلب للسلطات في ولاية نيويورك أن يسمح لهن بكشف صدورهن أسوة بالرجال وبخاصة حينما يشتد الحر ، وكان من رأي النساء الراغبات في كشف صدورهن أنهن يردن المساواة مع الرجال الذين يسمح لهم النظام بذلك .

وقد أجرت الإذاعة البريطانية القسم الإنجليزي استطلاعًا للرأي 5 سبتمبر 1994م مع بعض سكان مدينة نيويورك .

فقال أحدهم : أنا موافق تمامًا مع كشف الصدر !! .

وقال آخرون : لا تسمحوا بكشف الصدر إنها مأساة .

قالت امرأة : نحن لا نشعر بالأمن بكامل ملابسنا ، فكيف لو كشفنا الصدور ؟!! .

وقال ثالث : إنهم يريدون كشف الصدر اليوم ولا أدري ماذا سيطلبن غدًا ؟!!.

وقال شخص آخر : ما هي الرسالة التي نبعثها إلى المجتمع حينما يسمح للنساء بكشف صدورهن ، وما الرسالة التي نوصلها لأطفالنا ؟!! إنه لأمر فظيع . ا هـ

أرأيت إلى أي درجة وصل الانحطاط عند هؤلاء القوم هل تريد الفتاة ال أن تصل إلى هذا الانحطاط ؟ .

هل تريد أن ينزع منها حجابها وحيائها والذي هو تاجها وعفتها ؟ .

أختي الفاضلة : انظري كيف كرمك الإسلام تكريمًا ليس بعده تكريم ? وهذا التكريم شهد به حتى ممن هم على غير دينك فانظري ماذا كتب متحرر أمريكي عنك وعن حجابك وعفتك .

يقول الدكتور هنري ماكوو : البرقع مقابل البكيني فسوق المرأة الأمريكية

"البرقع مقابل البكيني فسوق المرأة الأمريكية"

عنوان لمقال سطره د.هنري ماكوو يبدي من خلاله تقديره للحياء كصفة ملازمة للفتاه ال كما لا يخفي احترامه للمرأة ال التي تكرس حياتها لأسرتها وإعداد النشئ وتربيتهم.

وعلى الوجه الآخر يبوح بما يضمره من استياء نتيجة الانحطاط القيمي والهياج الجنسي الذي تعيشه الفتاة الأمريكية .

والدكتور هنري ماكوو- أستاذ جامعي ومخترع لعبة (scruples) الشهيرة ومؤلف وباحث متخصص في الشؤون النسوية والحركات التحررية .

فالمقال يعكس مدى إعجاب بعض المنصفين من دعاة التحرير في الغرب بقيمنا الإسلامية رغم اختلاف الإيدلوجيات والتوجهات . وقد أثار مقال د.هنري ردود أفعال في الشارع الامريكي بين مؤيد ومعارض .

* صورتان متناقضتان

يقول د. هنري في مقاله : ( على حائط مكتبي صورتان ، الأولى صورة امرأة تلبس البرقع – النقاب أو الغطاء أو الحجاب – وبجانبها صورة متسابقة جمال أمريكية لا تلبس شيئًا سوى البكيني ، المرأة الأولى تغطت تماماً عن العامة والأخرى مكشوفة تماماً ) .

وانظر ماذا يقول أيضًا عن مخططات الغرب في تدمير الأمة الإسلامية لكل ما تملك من كنوز وثروات بما فيهم حياء المرأة ال :

حرب متعددة الأهداف

يشير الكاتب إلى الدوافع الخفية لحرب الغرب على الأمة العربية والإسلامية موضحاً أنها حرب ذات أبعاد سياسة وثقافية وأخلاقية، إذ أنها تستهدف ثروات ومدخرات الأمة، إضافة إلى سلبها من أثمن ما تملك: دينها، وكنوزها الثقافية والأخلاقية. وعلى صعيد المرأة فاستبدال البرقع وما يحمله من قيم بالبكيني كناية عن التعري والتفسخ. يقول الكاتب ( دور المرأة في صميم أي ثقافة، فإلى جانب سرقة نفط العرب فإن الحرب في الشرق الأوسط إنما هي لتجريد العرب من دينهم وثقافتهم واستبدال البرقع بالبكيني)!!

انظري يا أختي إلى أي مدى ذهب هذا الدكتور من إعجابه بقيم الإسلام والتي وللأسف الكثير من بناتنا لا يهتمون بها وينظرون إليها وكأنها قيود مفروضة عليهن .

دفاعاً عن القيم

يمتدح د.هنري القيم الأخلاقية للحجاب أو البرقع ، أو ما يستر المرأة ال فيقول : ( لست خبيراً في شئون النساء المسلمات وأحب الجمال النسائي كثيراً مما لا يدعوني للدفاع عن البرقع هنا ، لكني أدافع عن بعض من القيم التي يمثلها البرقع لي ) ويضيف قائلاً: ( بالنسبة لي البرقع ( التستر) يمثل تكريس المرأة نفسها لزوجها وعائلتها ، هم فقط يرونها وذلك تأكيداً لخصوصيتها).

واقرأ ماذا يقول عن المرأة ودورها في تنشئة الأجيال مقارنًا بالمرأة الأمريكية .

ال مربية أجيال

فالكاتب يشيد بمهمة ورسالة ال والمتمثل في حرصها على بيتها واهتمامها بإعداد النشئ الصالح فيقول : ( تركيز المرأة ال منصب على بيتها ، العيش حيث يولد أطفالها وتتم تربيتهم ، هي الصانعة المحلية ، هي الجذر الذي يُبقي على حياة الروح للعائلة …….تربي وتدرب أطفالها …….تمد يد العون لزوجها وتكون ملجأ له) .

وماذا عن المرأه الأمريكية ؟

بعد الإنتهاء من شرح الصورة الأولى التي على مكتبه وهي صورة المرأة ال ينتقل د. هنري إلى الصورة الثانية فيقول : (على النقيض ، ملكة الجمال الأمريكية وهي ترتدي البكيني ، فهي تختال عارية تقريباً أمام الملايين على شاشات التلفزة…. وهي ملك للعامة… تسوق جسمها إلى المزايد الأعلى سعراً ….هي تبيع نفسها بالمزاد العلني كل يوم).

ويضيف : ( في أمريكا المقياس الثقافي لقيمة المرأة هو جاذبيتها ، وبهذه المعايير تنخفض قيمتها بسرعة …هي تشغل نفسها وتهلك أعصابها للظهور) .

وماذا يقول أيضًا عن العبارات التي يرددها الغرب كثيرًا لخداع المرأة ال عن تحريرها ؟!!.

احذروا خدعة تحرير المرأة

فيكشف د. هنري زيف إدعاءات تحرير المرأة ويصفها بالخدعة القاسية إذ يقول : ( تحرير المرأة خدعة من خدع النظام العالمي الجديد ، خدعة قاسية أغوت النساء الأمريكيات وخربت الحضارة الغربية ).

ويؤكد الكاتب أن تحرير المرأة يمثل تهديداً للمسلمين فيقول : (لقد دمرت الملايين وتمثل تهديداً كبيراً للمسلمين ).

وأخيراً يقول د. هنري : [ لا أدافع عن البرقع ( أو النقاب – أو الحجاب ) لكن إلى حد ما بعض القيم التي يمثلها ، بصفة خاصة عندما تهب المرأه نفسها لزوجها وعائلتها والتواضع والوقار يستلزم منى هذه الوقفة ].

المقصود أن هدفي من نقل كلامه هو لكي تعرفي أختي الكريمة كيف يخطط لك الغرب لتدميرك ، ولكن من وراء كلمات براقة ؛ لكي يخدعوك ، فالحذر كل الحذر ـ حفظ الله لنا ديننا وعفافنا وحيائنا ـ !! .

فهل آن الأوان أيتها الأخت ال أن تتمسكي بدينك ، وعفتك ، وحجابك في وجه هؤلاء الذين يتربصون بك ويضعون لك الفخاخ والطعم ، ويغرونك بالكلمات البراقة اللامعة حتى تسقطي وتقعي في الفخ ؟!! .

فالحذر كل الحذر !! فعليك بالتمسك بكتاب ربك ، وبسنة نبيك ـ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ـ ، واجعليه هو الضوء الذي ينير لك الطريق .

ولتكن أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات قدوة لك ، وإياك ثم إياك اتخاذ الفاجرات والفاسقات قدوة كما تفعل بعض الفتيات هداهن الله .

وقد نسين أنه (من تشبه بقوم فهو منهم)
كما ثبت ذلك من حديث ابن عمر رضي الله عنه .

ويجب الانتباه لصديقاتك ، فعليك اختيار الصحبة الصالحة ، فقد جاء في الحديث (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) .

ولا تغرك الحياة الدنيا ، ولا تقولي : ما زال العمر أمامي طويلا !! أتمتع بشبابي وعندما أكبر أتوب !! فكم من فتيات صغيرات السن توفين دون سبب !! فالعمر قصير وإن طال ، فيجب عليك أن تعملي لآخرتك .

أختي الفاضلة ! الدنيا دار فناء ، والإنسان يبني القصور ويكنز الكنوز ، وفي النهاية يوضع في حفرة وحيدًا !! أين ذهبت كنوزه التي أضاع بسببها وقته وجهده وشبابه ؟!! .

أين القصور التي عاش فيها ؟! .

هل نفعته بشيء ؟! .

هل خففت عنه وحدته في قبره ؟! .

لا والله !! ولن ينفعه شيء سوى عمله الصالح ، فكما ثبت الحديث الذي رواه مسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو ولد صالح يدعو له ، أو علم ينتفع به من بعده ) .

فأوصيك ونفسي بتقوى الله ـ عز وجل ـ ، وراقبيه في السر والعلن ، فما أجمل حياة المرء وهو مطمئن النفس لشعوره برضى ربه ، وبقربه منه ـ جل شأنه ـ .

أسأل الله العلي القدير أن يهدي بنات المسلمين إلى طريق مستقيم ، وأن يجملهن بالحجاب والعفاف والحشمة .

ولنتذكر جميعا أن عاقبة من تمسك بأمر الله هي ما ثبتت في الحديث القدسي الصحيح :
(يقول الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) .

وأقول للآباء والأمهات : اتقوا الله عز وجل في أبنائكم وبناتكم ، فهم أمانة في أعناقكم ، فأحسنوا تربيتهم ، ولكم الأجر العظيم على ذلك ، واخلصوا النية لله ، وإنه لحمل ثقيل ملقى على عاتقكم ، فقدموا لأولادكم العون بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا وأعاننا وإياكم على فعل ما هو خير لديننا ولأمتنا .خليجية[/IMG]




صدقت
جزاك الله عن المسلمين كل الخير أختي



خليجية



مشكورة أختي أم حبيبة دئما مبدعه

بطروحاتكـ المميزة …. الله لايحرمنا منكـ

تقبلي مروري




التصنيفات
منوعات

صفات الفتاة المؤمنة والمراة المسلمة

بـــــــــــــــــــــــــــسم الله الرحـــــــــــــــــــــــــم ن الــــــــــــــــــــــــــــ ـرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
الـــــــــــــــــــــسلام عــــــــــــــــليكم ورحــــــــــــــمة الله وبـــــــــــــــــركاته
صفات الفتاه المؤمنه والمرأة المسلمة

خلقها: الخلق الإسلامي الفاضل.

أدبها: الحياء ,العفة ,الطهارة , الحجاب.

قدوتها: أمهات المؤمنين والصحابيات.
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

محبتها: لله تعالى ولرسوله الكريم ولمن ألتزم بدين الله.

خلوتها: تذكر للدار الأخره,وعمل تقدمه لظلمة القبور وضيق اللحود.
إ
صديقتها: كل مسلمة ومؤمنة.

عدوها: كل اغنيه وطرب وكل مجلة تنشر الصور الخليعة وكل فلم في الحب والغرام وكل ما يغضب الله

حرصها: على التوبة الصادقة لله

زواجها: إسلامي خال من المغنيات والراقص

أمنيتها: تكوين أسرة مسلمة

نزهتها: التامل والتفكير والتدبر والترويح عن النفس فإن النفوس تمل

فهذه الكلمات مهداه إلى المراة المسلمة المؤمنة االراكعه الساجدة ,’ مهداه من قلب أخ غيور
مشفق يريد لك السعادة فى الدنيا والفلاح فى الآخرة

والـــــــــــــــــــــسلام عــــــــــــــــليكم ورحــــــــــــــمة الله وبـــــــــــــــــركاته




بــــوووركتي



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

المسلمة بين نظرة الغرب وعدل الإسلام

[frame="1 10"]

سؤال : الإسلام يجعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، وميراثها نصف ميراثه، ويحرم عليها الولاية العامة، ويمنعها من السفر دون إذن زوجها ، فكيف يتوافق هذا مع حقوق المرأة؟

أعطى الإسلام للمرأة كل ما تستوجبه من حقوق ، وإذا كان هناك حقوق لم يساويها فيها بالرجل فذلك يرجع إلى تفاوتهما في الخصائص والإمكانات في هذا الباب ، فمثلاً جعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل في الأمور التى تحتاج إلى يقظة الذهن وجودة وصفاء الفكر

لأن المرأة بعد الحمل والولادة تتعرض بحسب فطرتها إلى النسيان وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى في شهادة المرأة {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} البقرة282

والضلال هنا هو النسيان الذي يعتريها عقب الحمل والولادة

أما موضوع الولاية العامة فقد ناقشناه باستفاضة في إجابة السؤال العاشر الذي هو بعنوان "ولاية المرأة للوظائف العامة"

وأما منعها من السفر دون إذن وليها فهذا حرص شديد من الإسلام على سلامة المرأة وعدم تعرضها لما لا يحمد عقباه لضعفها وعدم استطاعتها دفع هذه القواطع عنها بمفردها

ولذلك نجد أن الإمام الشافعي رضي الله عنه أباح للمرأة أن تسافر لآداء فريضة الحج في غير وجود محرم له ، واشترط لذلك أن يكون معها نسوة صالحات يرافقنها في سفرها

[/frame]




تسلمى خببتى

خليجية




جزااج الله خيررررررررررررررررر