التصنيفات
التربية والتعليم

مسؤولية التعليم : الآباء أولا ثم المعلمون !

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين ؛
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم …. أما بعد


مسؤولية التعليم : الآباء أولا ثم المعلمون..!..

هل يمكن أن يتحمل المعلمون وإدارات المدارس مسؤولية المشاكل العائلية، وهل بإمكانها أن تقوم بهذه المهمة؟ سؤال طالما يطرح عندما تتعرض بعض العائلات لمشاكل قد تعصف بعلاقة الأبوين وتفرق بينهما .

في بريطانيا حذرت جمعية المعلمين من أن المعلمين والمدرسين لا يمكنهم أن يصلحوا الخلل الذي يصيب العلاقات والقيم العائلية، كما لا يمكنهم أن يتحملوا نتائج هذا الخلل وآثاره على حياة التلاميذ وأدائهم الدراسي ، وطالبت الجمعية الآباء بتولي مسؤولية تعليم أبنائهم وتربيتهم باعتبارهم المربين الأساسين للأطفال .

ويقول الخبراء إن التعليم الذي يلقاه الأبناء على أيدي آبائهم وأمهاتهم يعتبر من العوامل الجوهرية لتطورهم لأن الآباء والأمهات يحتكون بهم لفترة أطول وفي أوقات ومراحل مهمة، وإن دورهم ومسؤولياتهم تجاه تعليم أبنائهم يجب أن تحظى بالاهتمام الذي تستحقه .

إن الاعتقاد السائد بين الناس هو أن المدارس، ومن ثم المعلمين، هم المسؤولون عن المشاكل التي يعاني منها المجتمع، وهم في نفس الوقت يمتلكون الحل الناجع لهذه المشاكل .

ثم إن المعلمين لا يمكن أن يتحملوا المسؤولية كاملة عن الفشل الأخلاقي في المجتمع ولا يمكنهم أن يصلحوا الخلل الذي يعاني منه المجتمع، سواء كان من جراء المشاكل العائلية أو الجرائم أو الفساد بشكل عام، وليس من الحق أن يتوقع منهم أن يفعلوا ذلك .

و المسؤولية التي يحملها المجتمع للمعلين بدأت تزداد بشكل استثنائي مع تزايد العنف وتدهور القيم العائلية والتأثيرات السلبية لسلوك بعض الشخصيات العامة في الرياضة والإعلام وغيرهما .

المعلمون لا يمكنهم أن يعملوا في معزل عن الآباء الذين وصفتهم بأنهم المربون الأوائل للتلاميذ، ولا يمكن للمعلين أن يأخذوا دور الآباء حينما يتخلى هؤلاء عن مسؤولياتهم لسبب من الأسباب .

ولكن يبقى السؤال: من هو المسؤول عن تعليم وتربية الأبناء في حال إخفاق آبائهم عن القيام بهذه المهمة؟ هل يفترض في المدارس أن تقوم بخدمة كهذه لمن يحتاجها أم أن جهة أخرى كالمجتمع أو الدولة أو الجمعيات الخيرية أو الأقارب هي التي تتحمل المسؤولية؟

منقول




خليجية



منؤوؤوؤرة حبيبتي ~}



خليجية




خليجية



التصنيفات
التربية والتعليم

المعاناة التي يتكبدها المعلمون داخل وخارج المؤسسات

ولربما حاول أحد معلمي اليوم ممن يعيشون الواقع التعليمي التعبير عما يعانيه المعلمون أكثر وضوحاً واتساقاً مع عالم الواقع الذي يتغير بتغير ظروف الزمان والمكان والأحداث ووسائل الحياة، ثم حتى تفتح آفاقاً للنقاش والحوار في شأن من شؤون تمس أهم من يقومون على فلذات الأكباد وأسس بناء المستقبل الذين تنتظرهم كل أمة على وجه الأرض حتى يواصلوا مسيرة البناء.
من متابعة ما تنشره الصحافة يكاد المرء يرى ما يعانيه المعلمون من أمور هم في أمس الحاجة إلى تسليط الضوء عليها والبحث عن حلول لها قبل أن تستفحل ويصعب علاجها، بل ربما دفعت إلى مشكلات أشد خطورة وأكبر ضرراً أمام ردود الفعل التي لا يملك أحد أن يتنبأ بها أو يتحكم فيها، وقد يكون من المناسب أن تبدأ العملية بدراسة تقوم بها جهة من جهات الاختصاص في الجامعات أو مراكز البحوث أو الوزارة لمعرفة حجم المشكلة وما تحتاج إليه وما يمكن أن تؤول إليه لو تركت على ما هي عليه.
هناك الكثير من حالات الاعتداء على المعلمين والمعلمات وربما اشترك في الاعتداء مجموعة من الطلاب إما على المعلم أو على سيارته، بل قد يقع الاعتداء على المعلم من ولي أمر الطالب وقد يشارك في الضرب الطالب الذي يكون أحياناً في المرحلة الابتدائية، وقد تهاجم ولية أمر الطالبة المعلمة، ويقع الاعتداء إما في المدرسة أو على أبواب المدرسة مما يفقد المعلم وبقية المعلمين بل والمدرسة والتعليم كل قيمة وكل هيبة، ويغدو الأمر أشبه ما يكون بنشاط العصابات الهمجية في تصفية حسابات لأمور يكتنفها الكثير من الغموض والريبة.
وهناك بالمقابل عقوبات قضائية على معلمين فيها الكثير من القسوة ومن تجاهل ما يتعرض له المعلم من ضغوط ومن قلق أمام مجتمع يتغير بشكل متسارع، وأمام مستجدات في الحياة تغير كثيراً من وتيرة التفاعلات بين الناس في مختلف مواقع أعمالهم، مما يستدعي استحضار هذه الأمور جميعها، بل ربما صدر الحكم بجلد المعلم في مضاعفات لم يثبت أن له يداً فيها، وإنما كان الأمر توبيخاً في الحد الأدنى لم يتجاوز حدود التأديب، وفي جميع الأحوال يحتاج الأمر إلى المزيد من التقصي عن أسلوب التأديب المناسب، حتى لا تتحول المدارس إلى مواقع لا يجرؤ فيها القائمون عليها على عمل شيء أمام خوف المساءلة.
وهناك أيضاً حرمان المعلمين مما يستحقونه من تعويض مادي نص عليه النظام وأقرته اللوائح وصدرت به المراسيم، ثم تأتي وزارة من الوزارات فتخير المعلمين والمعلمات إما أن يقبلوا بعرض مهين مستهين أو أن يحرموا من الوظيفة ويحتضنوا الأرصفة أو البيوت، فيضطر أحدهم أمام هذا التخيير الظالم إلى القبول، ولكن النفس الإنسانية لا تقابل الظلم أو الإهانة بالترحاب والتسليم وإنما تبحث عن أسلوب آخر للتعبير عن عدم الرضا بل قد تكون بعض التصرفات ردود فعل أمام هذه الممارسات التي تحرمهم من حقوقهم.
وللمعلمات شأن آخر يتعلق بمشكلة المناطق النائية حيث يصعب توفير السكن المناسب، أو النقل الذي يحتاج إلى خطة شاملة لا تجد المعلمة فيه من يقف معها فتضطر إلى اجتهاد تدفع من خلاله حياتها ثمناً له، ويلاحظ كثرة وفيات الحوادث المرورية في المملكة ومن بينها المعلمات اللاتي لا يكاد يمر أسبوع دون أن تستقبل المقابر أعداداً منهن، وهو أمر لا يصلح أن يظل الشأن فيه بأيديهن فقط بل لابد من جهات أخرى تضع له استراتيجية حماية وأمان وانضباط.
ربما يحتاج المعلمون أنفسهم إلى تشكيل جمعيات للمعلمين تكون من ضمن منظومة مؤسسات المجتمع المدني في المملكة إسهاماً في تحقيق استقرار تعليمي وأمان وظيفي حتى يتحقق بذلك مستوى أعلى من الأداء الذي لا يكون إلا بالقضاء على مصادر الخوف الذي يحاصر المعلم من بعض مديريه ومن بعض أولياء الأمور من الجهات التي تأكل حقه لأنها تملك سلطة التعيين على المرتبة التي تريدها بل خارج المرتبة في أكثر الأحيان، وبذلك يكون لهذه الجمعيات دور في توفير قيمة أفضل وهيبة أعلى للفريق تقع في أيديهم مسؤولية إعداد جيل المستقبل، على أن يكون من أوجب واجبات الجمعية حماية المعلمين من الفئة التي تسيء إلى التعليم من داخل التعليم فيكون هناك أسلوب محاسبة يوضح أن المعلمين هم الأفضل طالما قاموا بواجبهم على النحو الصحيح.



م/ن