التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

, الإنهيار النفسي المرض غير المرئي ,

, الإنهيار النفسي .. المرض غير المرئي ,

الانهيار النفسي ليس ظاهرة حديثة العهد فهو موجود من قديم الزمان، والدليل ما جاء
في بعض الأساطير والكتابات القديمة التي تحدثت عن أدواء مثل مرض الذبول،
أو مرض الفتور، أو الإحباط، وكلها تتصف بعوارض وعلامات تصب في خانة
الانهيار النفسي ..

المعروف أن كل شخص يتعرض على مدار اليوم أو الأسبوع أو العام إلى تغيرات
تؤثر في وضعه المعنوي، وهذه التغيرات ظاهرة طبيعية تحصل نتيجة تصادم دائم
بين العوامل الكامنة في داخل كل شخص والعوامل الخارجية التي تتبدل في استمرار..

وأمام هذا التصادم تصدر عن الدماغ ردود فعل على ما يحصل في الخارج، وفي الحالة
الطبيعية تكون هذه الردود في المستوى المطلوب الذي يؤمن للشخص حل المشكلات
الحياتية التي تعترضه وتجعله في وضع يكون فيه أكثر قوة وصموداً من أجل
حل مشكلات أخرى تنتظره لاحقاً ..

أما إذا حاول الدماغ الهروب من المواجهة من أجل إصدار ردود الفعل الضرورية
في الظرف المناسب والوقت المناسب، فإن هذا قد يكون البذرة التي تمهد للإصابة
بالانهيار النفسي، وفي كل مرة يتم فيها التأجيل في الرد يزداد خطر التعرض له ..

وفي غمرة التأجيلات هذه يبدأ الشخص بالمعاناة من مظاهر عدة تسيطر عليها عوارض
القلق والتوتر والتشاؤم والكآبة والتبدل المفاجئ في نمط الحياة فكرياً واجتماعياً،

وهناك عوارض أخرى كثيرة قد تلوح في الأفق عند الذين يعانون من المرض ومنها:-

الشكوى المستمرة من التعب.
– صعوبة في التركيز والتذكر.
– الحذر والشك في كل شيء.
– الشعور بالعجز والفشل.
– الكوابيس واضطرابات النوم.
– إهمال النظافة والعناية بالهندام.
– التعنت في الرأي ورفض التراجع عن الخطأ.
– فقدان القدرة على تغيير الأمور وتوجيهها من جديد.
– البكاء الهستيري المفاجئ.
– التفكير في الموت والانتحار.

في البداية يعاني المصاب من إحساس ضاغط باللاجدوى، وينتابه شعور
بأنه غير مفيد، كما تتزعزع ثقته بنفسه وبالآخرين ..

ومع مرور الوقت يقود الإحساس باللاجدوى وعدم الفائدة الى الهوس الذي يجعله
ينطوي على نفسه، فيبكي بصمت، ويعاني من آلام نفسية لا تطاق، وفوق كل هذا
يرتسم في ذهنه شعور بأن لا شيء ولا أحد يستطيع مد يد العون له لإنقاذه من محنته
وهذا ما يزيد من آلامه ..

وعبثاً يحاول الآخرون مساعدته للخروج من محنته، لأنه يتولد لديه قناعة في أنهم
لا يملكون القدرة على ذلك، بل انه يسعى جاهداً في إيجاد الحجج لإيقاف محاولاتهم
وأن لا جدوى من ورائها..

وشيئاً فشيئاً، يتوقف المنهار نفسياً عن العناية بنفسه وعن القيام بأي نشاط،
ويدعي بأنه غير مفيد..

وفي ما بعد يهمل المصاب طعامه، ويبقى حبيس الفراش، وتبدأ فكرة الانتحار
بالحضور في الذهن، ويبرر المريض رغبته في الانتحار بأنها وسيلة للتحرر
من أعباء هذا العالم، وهنا يبدأ مشوار الانقطاع عن المحيطين به الذين لا يفقهون شيئاً
مما يدور في تضاريس مخه من أفكار، فيتأثرون ويرتبكون ولا يعرفون ماذا يفعلون ..

ان علاج الانهيار النفسي أمر مهم جداً لإخراج المريض من معاناته التي قد تقوده
إلى الهاوية، والعلاج ممكن شرط أن يعرف المصاب أنه مريض فعلاً
وبالتالي يقبل المساعدة، وإلا فإن كل التدابير يمكن أن تفشل ..

والمساعدة يجب أن تكون مدروسة بعناية فائقة على أن تقدم خطوة خطوة
وعلى مراحل متتابعة، ولا فائدة من حرق المراحل، مع الأخذ في الاعتبار
أن يكون المطلوب منه في حدود المعقول، خصوصاً في الوهلة الأولى للعلاج ..

ولعل أفضل شيء يمكن فعله مع المريض في الفترة الأولى من العلاج
هو دفعه للخروج من قوقعته التي هو فيها مع التركيز على إعادة تواصل المريض
مع المحيطين من أقارب وأصدقاء ومد جسور الثقة المقطوعة ..

ولا يجب نسيان الرياضة كالمشي والجري، فهي تحدث تغيرات كيماوية ونفسية
تساهم في تحسين وظائف الجهاز العصبي، خصوصاً الدماغية منها ..
كما تفيد في إبعاد شبح التوتر، وفي زرع الراحة والسكينة في أوصال الجسم ..

وقد تفيد الأدوية النفسية في التخفيف من وطأة المعاناة، ويوصف الدواء بجرعات
خفيفة ريثما يعتاد المريض عليه والتحسن على الأدوية يحتاج الى الصبر، ولكنه لا
يكون فعلياً إلا مع مرور أسابيع أو أشهر، والمهم في الأمر هو عدم تناول أي دواء من
دون استشارة الطبيب ..

ويجب أن يكون المريض على بينة من أن الأدوية المضادة للانهيار النفسي
لها تأثيرات ثانوية قد تكون مزعجة ..

وعلى صعيد الانهيار النفسي نسوق الملاحظات الآتية:

> هناك أسباب عدة تمهد للإصابة بالانهيار النفسي منها مثلاً الطلاق، فقدان عزيز
في شكل مفاجئ، الفشل في الامتحان، الفشل في العمل، الإفلاس، اكتشاف مرض
عضال، افتضاح أمر الشخص في ما يتعلق بموضوع ما، سيطرة الإفكار المتشائمة،
انفصال المحبين، اغتيال أو سجن أحد أفراد العائلة… وغيرها.

ولا يجب إغفال العامل الوراثي، فهناك دلائل تفيد بوجود عناصر جينية
تمهد للإصابة بالانهيار العصبي ..

> إن النساء أكثر قابلية من غيرهم للانهيار النفسي بسبب التقلبات الهورمونية
المرافقة لفترة ما بعد الولادة وما قبل مجيء العادة الشهرية وفترة سن اليأس،
أو نتيجة الضغوط التي تتعرض لها المرأة العاملة خارج المنزل ..
وحتى المرأة غير العاملة قد تقع فريسة الانهيار النفسي
بسبب عدم الاكتفاء العاطفي وأمور أخرى ..

> إن الانهيار النفسي متفش بين المتقدمين في السن، والطامة الكبرى أن الانتحار
قد يكون خاتمة هذا الانهيار، وتفيد التقارير الأوروبية أن هذه الظاهرة (الانتحار)
طاغية عند الرجال أكثر من النساء، فالذكور الذين تراودهم فكرة الانتحار، يذهبون
في تطبيقها إلى النهاية، في حين أن هناك بعض التردد عند النساء بحيث يمكن إنقاذ
واحدة من بين اثنتين من اللواتي حاولن الانتحار ..

> إن شبح الانهيار النفسي يطاول الجنود، وعلى هذا الصعيد تفيد تقارير الجيش
الأميركي أن الانهيار بات معضلة بين صفوف المحاربين في العراق وأفغانستان
نتيجة تعرضهم للضغوط المستمرة والى الخطر ليلاً ونهاراً، الأمر الذي يجعل الجندي
في وضع عقلي تتقاذفه أفكار تتأرجح بين القتل والانتحار ..

> هناك نسبة عالية من المصابين بالانهيار النفسي لا يتلقون علاجاً، إما لأنها
غير معروفة، أو لسوء تشخيصها ..

في المختصر، إن المصاب بالانهيار النفسي هو شخص يبكي بصمت،
وتكون أعصابه «مجروحة، ملتهبة»، ولكنها للأسف جروح غير مرئية
تستنجد بمن يداويها، والمهم أن تلقى الطبيب المداوي ..




التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

طرق التدليك لتخفيف الظغط النفسي

فى الوقت الحالى ، يعتبر الأطباء الضغط النفسى عاملاً مهماً وراء الإصابة بالعديد من المتاعب الصحية والحالات المرضية مثل الأزمات القلبية ، ومرض السكر ، وإرتفاع ضغط الدم ، وإضطرابات القولون والهضم .. كما أنه يعد سبباً خفياً لضعف مقاومة الجسم عموماً للعدوى والأمراض ، ولضعف الشهية ، وضعف القدرة الجنسية . وذلك بإفتراض تعرض الشخص لضعف نفسى متكرر بجرعات كبيرة .

نحن لا نستطيع أن نتخلص تماماً من الضغوط النفسية ، ولكننا يمكن وبلا شك ا نقاومها ونخفف من تاثيراتها العضوية .

ويعتبر التدليك إحدى الوسائل الفعالة لهذا الغرض ، لأنه يساعد على صفاء الذهن وإسترخاء العضلات المشدودة ، فهو يساعد على الإرتياح الذهنى الجسمى وهو أشبه فى ذلك بممارسة اليوجا .

ونظراً لأن ممارسة التدليك عملية سهلة وسريعة لا تحتاج إلى تجهيزات معينة فإنها تعتبر وسيلة مناسبة لمن لا يجدون وقتاً كافياً للتخلص من التوتر النفسى بوسائل أخرى تحتاج إلى وقت وتجهيزات معنيية كممارسة الأنشطة الرياضية مثلاً .

ونظراً لأن الغرض من هذا التدليك التالى هو مساعدة الجسم على الإسترخاء فإنه لا بد أن يكون مكان التدليك هادئاً خاف الإضاءة معزولا عن الضوضاء . كما يجب ملاحظة انه كلما زاد تكرار حركات التدليك زاد مفعول التدليك المهدىء والمرخىء للعضلات . ويشتمل نظام التدليك التالى على ثمانى خطوات ، تتم الخطوات الثلاث الأولى منها أثناء رقاد الشخص الذى سيجرى له التدليك على بطنه بينما تتم باقى الخطوات أثناء رقاده على ظهره .

– يبدأ التدليك من القدمين بعمل لطمات خفيفة باليدين إبتداء من القدمين ثم الساقين ثم الفخذين ثم الردفين .. ثم إبتداء من الكتفين فالذراعين حتى كفى اليدين
– يلى ذلك عمل تدليك دائرى للمنطقة التى يتصل بها الساقان ببعضهما من أعلى

( أسفل الظهر والردفين ) فى صورة عمل تدليك دائرى باليد اليمنى ( فى إتجاه عقارب الساعة ) وباليد اليسرى ( فى عكس إتجاه عقارب الساعة ) .

– واخيراً يعمل تدليك بعرض هذه المنطقة بتثبيت إحدى اليدين على جانب الردف مع إتجاه الأصابع لأسفل وللوراء ورفع اليد الآخرى تجاه اليد المثبتة ثم عكس هذا الوضع مع التكرار .

– وفى هذه الخطوة يعمل غمز أو فرك للحم الظهر .

– يوضع كفا اليدين على منتصف الظهر ثم تسحب اليدان كل فى إتجاه معاكس للآخر مع غمز اللحم بين أصبع الإبهام وباقى الأصابع من كل يد حتى يتم تدليك الظهر كله بإستثناء المناطق فوق الفقرات العظمية .

– فى هذه الخطوة يعمل تدليك للظهر فى صورة ضربات خفيفة باليدين .

– تثنى كل يد على شكل قبضة خفيفة بجانب اليد والأصابع إبتداء من منتصف الظهر وحتى أعلى الظهر ، ويراعى تجنب منطقة الفقرات الكلية من الجانبين .
– بعد ذلك يتخذ الشخص الذى يجرى له التدليك وضع الرقود على الظهر ثم يغطى الجزء العلوى من الجسم ويمسك بأسفل ساقيه باليدين مع توجيه الأصابع للداخل ، ثم يعمل تدليك للساق حتى الركبتين فى صورة عمل ضغط باليدين فى الإتجاه لأعلى ، ويكرر ذلك عدة مرات .

– تكرر الخطوة الأولى للتدليك ، ولكن مع رقود الشخص الذى يجرى له التدليك على ظهره .

– بعد ذلك يمسك أحد الذراعين بخفة بإحدى اليدين ، ثم يعمل تدليك للذراع باليد الآخرى عن طريق عمل ضغط خفيف باليد على المعصم فالساعد ثم أعلى الذراع ، ويكرر ذلك لكل ذراع عدة مرات .

– يغطى جسم الشخص الذى يجرى له التدليك فيما عدا الرأس والذراعين .

– تمسك اليد اليسرى للشخص الذى يجرى له التدليك بكف اليد اليمنى عند الرسغ ثم تثنى أصابعه لأعلى وللوراء بحركة تدريجية خفيفة بكف اليد اليسرى للمدلك لعمل شد وفرد للأصابع ويحتفظ بهذا الوضع لمدة العد من 1 – 6 .

بعد ذلك تشد أصابع كل يد للشخص الذى يجرى له التدليك من القاعدة للأمام بين إصبعى الإبهام والسبابة للمدلك بالترتيب إبتداء من الإصبع الأصغر وحتى الإبهام.

– يكرر التدليك على هذا النحو لكل يد عدة مرات .

– فى هذه الخطوة يعمل تدليك للقدمين على النحو التالى .

– يعمل أولاً تدليك لباطن القدر اليمنى بإصبع الإبهام من كل يد وبحركة دائرية تشمل كل أنحاء باطن القدم .
– بعد ذلك تسمك القدم بين كفى المدلك ويشد الكفان للخارج تجاه الأصابع مع الضغط الخفيف على القدم ، ويكرر ذلك عدة مرات .

– وأخيراً يشد كل إصبع من القدم بين إصبعى الإبهام والسبابة ليد المدلك لعدة مرات .

– يكرر التدليك على هذا النحو للقدم الآخرى .

– يغطى أغلب جسم الشخص الذى يجرى له التدليك بإستثناء الرأس والذراعين .

– يقف المدلك خلف رأس الشخص الذى يجرى له التدليك .

– تمدد يد المدلك تحت الرأس حتى تستقر بين لوحى الكتفين مع إتجاه كف اليد لأعلى وجعل الأصابع مفرودة تماماً ، تم تشد اليد للخارج مع إستمرار فرد الأصابع بقوة إبتداء من مكانها بين لوحى الكتفين حتى أسفل العنق وأخيراً حتى قاعدة الجمجمة لعدة مرات .

– بعد ذلك يعمل تدليك للمنطقة بين قمة الكتف وأسفل العنق على الجانبين وذلك على طريق عمل غمز أو فرك للحم بهذه المنطقة بأصابع اليدين مع جعل الأصابع مثنية بقوة ويكرر ذلك عدة مرات .

– بعد ذلك يعمل تدليك لجانبى العنق عن طريق عمل ضربات أو لطمات خفيفة بباطن اليد والأصابع .

– يفرد الكفان على جانبى العنق مع ثنى اليد للداخل بحيث تتخذ شكلاً مقعراً ثم يضغط باليدين على جانبى العنق فى الإتجاه من أسفل لأعلى .

– بعد ذلك يضغط بكفى اليدين على قمتى الكتفين لمدة العد من 1 – 15 .

– ثم يعمل تدليك دائرى بإصبعى الإبهام لمنطقة الصدغ على الجانبين .

– ثم يضغط بأطراف الأصابع على عينى الشخص الذى يجرى له التدليك وهما مغلقتان ضغطاً خفيفاً لمدة العد من 1 – 20 .

– ثم تعمل ضربات خفيفة بإصبعى السبابة بالتبادل للمنطقة بين الحاجبين لمدة دقيقتين .

– ثم تعمل ضربات خفيفة بأطراف أصابع كل يد لمنطقة الجبهة .

– وأخيراُ يوضع الكف اليسرى للمدلك خلف قفا الشخص الذى يجرى له التدليك ويوضع كفه الأيمن فوق جبهته ، ويعمل ضغط خفيف باليدين فى إتجاه مضاد لمدة العد من 1 – 10 .




التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

متي يتحول الضغط النفسي إلى أعراض جسدية ؟

متي يتحول الضغط النفسي .. إلى أعراض جسدية ؟
«الجسدنة» في أبسط معانيها، تعنى توليد الأعراض الجسدية من خلال حالات الإجهاد العصبي والضغط النفسي أو المشكلات الانفعالية. فالتوتر والقلق والاكتئاب وكافة الاضطرابات النفسية، تؤدى إلى أعراض جسدية كألم الصدر، والدوخة، والإسهال أو الإعياء.

أن «تتجسد» الأعراض أمر شائع خاصة في الشرق، فالصداع والشقيقة منتشران، والغثيان حالة شائعة نتيجة للقلق والمواقف الضاغطة. وقد يشتكي الإنسان من أعراض جسدية شتى، عضوية مستمرة من غير سبب مرضي واضح، إلا أنه وبعد إجراء الفحص الطبي والتحاليل المعروفة، غالبا ما تكون النتيجة سلبية. وهؤلاء الشكاؤون تعتريهم تلك الأعراض في أكثر من موضع وأكثر من عضو من أجسادهم، مما يدل على عبء الشكوى واضطراب الجسد كمرآة للنفس غير المستقرة.

اضطراب حقيقي
«الجسدنة» اضطراب حقيقي مزعج مقلق مثير للشفقة، وليس وهما أو كذبا، يدفع بصاحبه إلى الإحباط والضيق، إلى درجة أن أحدهم صارح طبيبه ذات مرة في نهاية دورة من دورات الفحص والتحليل التي تنتهي بلا شيء (يا رب.. تكتشف أي مرض حتى لو كان عُضالاً).

وعادة ما يحدث هذا الاضطراب بين سن 18 و30 من العمر، وغالبا ما يشمل أعراضا كالألم، واضطرابات الجهاز الهضمي، والطاقة الجنسية وما يشابه أعراض الجهاز العصبي.

هذا الاضطراب ليس نوعا من الهستيريا (اضطراب عُصابي انفعالى من خصائصه الكبرى: الأداء المسرحي للأعراض، ويصيب الإناث في الغالب)، كما أنه ليس تمارضا أو تحايلا من المريض على العمل والأهل والأطباء، لكنه شكوى حقيقية يجب البحث عن مسبباتها وعن كوامنها الحياتية (طلاق، مسؤولية، أعباء مادية، خسارة في سوق الأوراق المالية، مشكلات زوجية امتحان مقبل، فشل وظيفة.. وما إلى ذلك).

وهو مظهر للقلق والاكتئاب، من أخطر مشكلاته أن المريض يتيه في زحمة الأطباء واختلاف آرائهم وتشخيصاتهم ونصائحهم وتكرارهم لعقاقير مهدئة أو مسكنة أو زيادة جرعاتها من دون فائدة تذكر. بمعنى أنه لا أحد يعرف والكل يفتى، ومريض «الجسدنة» وسط هذه الدوامة لا يدرى إلى أى منتهى سينتهي.

أفكار قاهرة
أحيانا ما تكون أعراض «الجسدنة» مرادفا للخوف المرضي على الصحة، مما يخلق نوعا من (الرُهاب) أو (الفوبيا)، بمعنى انشغال المرضى الشديد بأمور الصحة والسلامة والمرض واحتمالات الموت، مما يعكر صفو الحياة، وقد يصل إلى الأمر إلى ما يشبه (اضطراب الوسواس القهري) حيث تتسلط فكرة المرض والخوف من تداعياته على المريض، وعلى الرغم من أنه يدرك شعوريا أو لا شعوريا أنه معافى وسليم جسديا، وأن تحاليل المختبرات ونتائج الأشعات وخلاصة الفحوص الطبية والفحص الباطني الشامل للأطباء سلبية، فإنه لا يتمكن ولا يستطيع من صد تلك الفكرة المسيطرة القاهرة المهيمنة عليه، بل والمدمرة لحياته، مما ينغص عليه الاستمتاع بأي شيء وبكل شيء فتسوء علاقته بالآخرين، خاصة أهل بيته وزملائه في العمل، ناهيك عن عجزه الشديد عن التغلب على تلك الأفكار الخاطئة غير المبررة.

وقد لا يعرف المريض احتمالات إصابته بالاكتئاب (خاصة ذلك المقنّع والخفي). كل ذلك يختفي وراء أعراض عضوية مثل الصداع المزمن (يصحو به المريض، يمسك بكل رأسه ولا يستجيب لأي من المسكنات، مما يدفع إلى دائرة مفرغة من تناول أكثر من المسكنات مع عدم الارتياح، وهكذا قد يبدأ النهار ليبدأ صبح آخر على نفس المنوال، مما يدفع باليأس والضيق والانزعاج الشديد).

ماذا نفعل؟
ابتعد عن قراءة أعراض الأمراض ونشرات الدواء والبحث في الإنترنت ومتابعة المقالات والمجلات والبرامج الصحية لأنها سلاح ذو حدين، فكلما عرفت أكثر، انشغلت أكثر ولصقت بذاكرتك كلمة هنا أو هناك عن احتمال (مجرد احتمال).

– التجسيد العضوي للضغط النفسي الحياتي، مسؤولية مشتركة بين المريض والطبيب، فلا تندفع إلى ما يسمى بـ «التسوق الطبي» Doctor Shopping، فلا يجب أن يشجع الطبيب مريضه على زيادة الشكوى أو المبالغة فيها بإظهار أنه مختلف عن زملائه الأطباء، وأنه بالبحوث والفحوصات سيتمكن من كشف المستوى وعلاج المريض، هذا يعزز من قسوة الأعراض ويطيل من عمر الشكوى ويتعب المريض وأهله، وينهكه ماليا ونفسيا، كما يهدر طاقته اليومية ووقته ويجعله حبيس المرض وكل ما يعقبه، مما يحيل عالمه إلى بؤس شديد.

وعلى أهل المريض ألا يستجيبوا لكل الطلبات، لأنه ربما أحس بأن حبهم له مرتبط بضعفه ومرضه وقلة حيلته.

– في حالات كثيرة يكون مرض أو وفاة صديق أو قريب أو أحد الوالدين مرتبطة بحالة الشاكي، فمثلا إذا مَرّض رجل والده الذي عانى من سعال شديد ومياه في الرئة ثم توفي بين يديه في المستشفى؛ فإن ذلك يرتبط شعوريا ولا شعوريا بسعال متكرر، وآلام في الصدر، وأرق، وتفكير متواصل في الموت، وهكذا فإن معرفة (العقدة) وإدراك أبعادها أمر مهم، وقد لا يتمكن المريض من الوصول إلى ذلك بنفسه، لهذا فإن الطبيب العام أو النفسي قادر على سبر غور المشكلة.

– في كثير من الأحيان وتحت إشراف الطبيب تكون (المطمئنات) أو عادة تسمى (مضادات الاكتئاب) فعالة ومفيدة في تنقية كسمياء المخ العصبية وتنشيط المسارات المختلفة.

– أكثر ما يعانى منه مرضى «الجسدنة» هو نظرة الآخرين، بمن فيهم معشر الأطباء، لهم، مما يوحى بأنهم كذابون أو مفتعلون. لهذا يجب الحذر – كل الحذر – في التعامل مع هؤلاء الشكاؤون وإخبارهم أنهم بالفعل يعانون من (شيء) لكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك مرضا عضالا.

– على المريض أن يمتنع عن شراء أدوية مصرح بها هكذا من الصيدلية، أو قياس ضغط الدم بشكل متكرر أو شراء جهاز لقياسه وإنهاك نفسه في عمل ذلك عدة مرات يوميا، لأنه في أغلب الأحوال يكون ارتفاع الضغط (عصبيا)، بل ويزيد مع تكرار قياسه.

– الطمأنة بالحديث الطيب، الترويح عن النفس، الضحك من سويداء القلب، الانتعاش، الحركة، المشي، الابتعاد عن النكد والمُنغصات والانشغال الشديد بالأمور المادية كاكتناز الذهب والفضة أو المضاربة المجنونة في البورصة.

– المعرفة مهمة في حدودها، فالحزن والغضب يسببان شعورا بالضعف في عضلات الجسم وخمودا في الطاقة، لذلك يجب ألا تفسر تلك الأعراض العضوية على أنها نذير مرض خطير أو ما شابه ذلك! • كل تلك الأمور هي تحدٍ للطبيب والمريض وشريك الحياة، لكن حل العلاج ليس مستحيلا.




تسلمين
على المعلومة
تحياتي
سالفة عشق



خليجية



موضوعك رااااااااااااااااااائع
مشكورة حبيبتي



جزاك الله خيرا معلومات مهمة



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

القلق النفسي

القلق النفسي

——————————————————————————–

بسم الله الرحمن الرحيم

من هو اقوى الاقوياء
واشجع الشجعان الذي لا يخاف
ولا يجزع
لا يقلق ولا يتوتر ولا يارق
واثق من حاضره ومطمئن لمستقبله
لا يتوقع سوءا ولا ينتضر مشكله ولا يخشى ازمه
مفاجئه
ياكل بشهيه و ينام بعمق ويتنفس بارتياح
خطواته هادئه ويداه ثابتتان وعضلاته مسترخيه
وعيناه توحيان بالثقه والطمانينه

هل خلق مثل هذا الانسان الذي لا يعرف القلق
واذا وجد فهل هو طبيعي وهل مثله كثيرون

وما معنى حياه لا يجد فيها الانسان قلقا او خوفا او هما
وما معنى حياة يتوقع الانسان منها ان تمضي دائما هادئه
وسهله كبحيره ساكنه
لا تحركها رياح مفاجئه ولا يقلقها فيضان مفاجئ

هذا الانسان غير موجود و ليست هكذا الحياة

خلق الانسان و خلق معه القلق
او خلق القلق ثم خلق الانسان لليكابده

تحياتي للجميع
منقول للفائدة




خليجية



خليجية



وانا والله العظيم تعبت يالغلا من القلق النفسي كل شي اشغل بالي علية والله العظيم الحمدلة اقراء قراءن والحمدلة والاذكار وكل شي بس لية هالقلق مدري كل شي يخوفني كل شي افكر فية بس انا تعبت والحل افيدوني بناصائحكم لتريحوني



اشكركم اخواتي
اقول لك ياختي نوال عليك بكثرة الاستغفار وقيام اليل وقراءة سورة البقرة كاملة كل ليلة وسوف تلاحظين الفرق والصدقة بنيت الشفاء والله يشافيك



التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

القلق النفسي والاكتئاب

القلق النفسي والاكتئاب

القلق النفسي : مع أن كثير من الناس قد مروا بتجربة الإحساس بأعراض التوتر والقلق خلال ازدياد الضغوط النفسية مثل ( الإمتحانات / المشاكل العائلية ) إلا أنها تعتبر مرضية تحتاج إلى تدخل الطبيب النفسي إذا استمرت لعدة أشهر وأثرت على حياة الإنسان وعلاقته بالآخرين .ويختلف الناس كثيراً من ناحية استعدادهم الوراثي للإصابة بالقلق النفسي حتى من دون تواجد أي مسببات اجتماعية أو عملية .

فما هو القلق النفسي :

القلق النفسي يشمل الخوف من المجهول مع عدة أعراض جسمية تشمل الإحساس بشد في العضلات مصاحب لخفقان في القلب وزيادة العرق في اليدين مع ضيق في التنفس ( إحساس بالكتمة في الصدر ) .ومع أن القلق إذا تواجد بنسبة بسيطة يكون دافعاً للإنسان لأداء دوره في الحياة ( مثال الطالب الذي يذاكر قبل الامتحان خوفاً من الرسوب ) إلا أنه إذا زاد على الحد الطبيعي فإنه يؤثر على النوم والمزاج ويؤدي إلى سرعة الغضب .
والقلق النفسي يشمل الحالات التالية :

الرهاب ( الاجتماعي ) .


القلق النفيي العام .


الوسواس القهري .


نوبات الهلع أو الرعب .


قلق ما بعد الصدمات النفسية .

فالرهاب : هو أكثر الأمراض النفسية شيوعاً بين الناس وتعريفة هو الخوف من شيء معين ومنه عدة أنواع مثل : رهاب لمنظر الدم ، رهاب للأبر ، رهاب للأماكن العالية ، رهاب للطيران وما شابه ذلك ، بالإضافة إلى أشدها تأثيراً على حياة الإنسان وهو ما يعرف بالرهاب الاجتماعي ، وهو خوف الشخص من التجمعات والمجالس التي يتواجد بها أناس غرباء وذلك لإحساسه بخوف من حدوث شيء يسبب له الإحراج والفشل ,فيبدأ بتجنب حضور أي مناسبات اجتماعية .

القلق النفسي العام : والمريض بهذه الحالة يكون خائفاً من حدوث شيء ما لا يعرف ما هو فيكون متوتر الأعصاب دائماً بشكل يشمل جميع جوانب الحياة ويفكر كثيراً بكل صغيرة وكبيرة تحدث خلال اليوم ويتذكر الشخص منهم أنه كان يقلق من ذ طفولته وأنه يصاب بالأرق عند حدوث أي تغير في حياته أو نظامه حتى وأن كان بسيطاً . ويكون هؤلاء المرضي أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالقولون العصبي (أعراض في الجهاز العصبي بدون وجود أسباب عضوية ) .

الوسواس القهري :ويعني أن فكرة معينة تتكرر في ذهن الشخص رغم محاولته طردها مع اقتناعه التام بسخافة تلك الفكرة ، وتسبب له التوتر والذي يزول إذا استجاب لتلك الفكرة . مثال ذلك شخص بعد أن يتوضأ تراوده فكرة أنه غير طاهر ورغم أنه متأكد تماماً من وضوئه إلا أنه لا يستطيع طرد تلك الفكرة وإزالة القلق الناتج منها إلا إذا توضأ مرة أخرى وتعود ويعيد الوضوء . وبين عودة الفكرة واستجابة الشخص يدل في دومه تأخذ كل وقته وتبدأ بالتأثير على التزاماته العائلية والعملية .

نوبات الهلع أو نوبات الرعب : وهي حدوث نوبة من الخوف الشديد مصاحب لأعراض جسمية




يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع ..
لا حرمنا من إبداعكـ ..
بإنتظار جديدكـ المتميز و تواجدك المتألق ..

خليجية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلآم شاعرة خليجية
يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع ..
لا حرمنا من إبداعكـ ..
بإنتظار جديدكـ المتميز و تواجدك المتألق ..

خليجية

الله يعافيك




يسلمو ايديك



خليجية



التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

مصطلحات نفسيه ما هو الطب النفسي

الطب النفسي :

أما الطب النفسي فهو ذلك الفرع من الطب الباطني الذي يهتم بدراسة الاضطرابات التي تشكل فيها الظواهر النفسية والمعرفية ( كالتفكير والشعور والإدراك والسلوك ) جانبا أساسيًّا سواءً في سبب المرض أو صورته الإكلينيكية وكذلك كل الجوانب النفسية للمرضى في تخصصات الطب المختلفة ؛ ولابد لمن يتخصص في هذا الفرع من الطب أن يدرس الكثير من علم النفس العام ومدارسه المختلفة وعلم النفس السريري وكذلك علم الكيمياء و علم الأدوية والعلوم العصبية و أن يكون ملمًّا بالكثير من أعراض وأمراض الطب الباطني نظرًا لكثرة ظهور المرض العضوي بأعراض نفسية وكثرة ظهور المرض النفسي بأعراضٍ عضوية فلابد أن تكون لديه القدْرَةُ على التمييز بين الحالتين وأيضا لأن وجود المرضين النفسي و العضوي في مريضٍ واحد أكثرُ من أن يُغْفَل .

الطبيب النفسي :

هو ذلك الشخص الذي تخرج من الثانوية العامة – القسم العلمي – ثم التحق بكلية الطب ودرس فيها تقريباً لمدة سبع سنوات جميع التخصصات الطبية دون تركيز على تخصص محدد ، مثله في ذلك مثل أي طالب في كلية الطب. ثم حين يتخرج يعمل في جميع التخصصات الطبية الرئيسة لمدة عام واحد " يسمى خلالَهُ طبيبَ امتياز " ، مثله في ذلك مثل أي طبيب آخر ، يحصل بعدها على بكالوريوس الطب والجراحة ، مما يؤهله للعمل في أي تخصص طبي شاء . وكما يختار زميله الذي تخرج معه في قسم الجراحة أو الباطنة مثلاً فإن من يرغب في أنْ يكون طبيباً نفسياً فإنه يتجه للعمل في قسم الطب النفسي ، ويمكنه بعد ذلك مواصلة دراساته العليا في الطب النفسي ، والتي يتدرج خلالها من رتبة طبيب مقيم إلى طبيب اختصاصي ( أخصائي ) بعد حصوله على درجة الماجستير في العلوم العصبية و الطب النفسي ثم إلى رتبة طبيب استشاري إذا حصل على درجة الخبيراه . ويتمثل دور الطبيب النفسي في تشخيص الحالة المرضية والبحث في أسبابها النفسية وكذلك العضوية لأنه في الأصل طبيب – كما أسلفنا – ثم يسعى في اختيار العلاج المناسب لها . وقد تحتاج بعض الحالات المرضية إلى بحث اجتماعي فيستعين بالاختصاصي الاجتماعي ، أو عمل بعض المقاييس النفسية مثلاً فيستعين بالاختصاصي النفسي . ويُعد الطبيب النفسي في الأقسام النفسية العمود الفقري للفريق المعالج الذي يتكون عادة من : الطبيب النفسي ، والاختصاصي النفسي ، والاختصاصي الاجتماعي ، وفريق التمريض . كما أن الطبيب النفسي هو الوحيد الذي يحق له صرف الأدوية من بين أفراد الفريق المعالج لما عنده من خلفية طبية . ويقوم الطبيب النفسي أيضاً بعلاج ما يعترض مرضاه من أمراض أخرى ، إن لم يقتض الحال تحويلها إلى طبيبٍ مختص .

طبيب الأمراض العصبية :

أو طبيب المخ و الأعصاب " باطنة " كما يحبون تسمية أنفسهم هربا من وصمة الطب النفسي؛ هو مثل الطبيب النفسي تخرج من كلية الطب و لكنه اختار بعد قضاء سنة الامتياز العمل في قسم الأمراض العصبية و هو أحد تخصصات الأمراض الباطنية كطبيب مقيم لمدة ثلاث سنوات على الأقل إلى أن يحصل على نفس درجة الماجستير التي يحصل عليها الطبيب النفسي وهي ماجستير العلوم العصبية و الطب النفسي ؛ ثم إن شاء بعد ذلك مواصلة الدراسة يحصل على درجة الخبيراه في العلوم العصبية ليصبح مستشارًا للعلوم العصبية ؛ وهذا التخصص جديد إلى حد ما و غير ممثل في معظم وزارات الصحة العربية نظرًا لأنَّ معظم هذه الوزارات تكتفي بأقسام الطب النفسي فيها حيث كان المسمَّى الأمراض النفسية والعصبية ؛ ولما تعدَّدَت كليات الطب في الجامعات العربية أنشِأت أقسام مستقلة للأمراض العصبية فيها وكان مرضى هذا التخصص قبل ذلك مقسمين ما بين أطباء الباطنة العامة وأطباء الأمراض النفسية ؛ أما نوعية الأمراض التي استقلَّ بها هذا التخصُّص فقد كانت في البداية كلُّ ما يعرفُ له سبب باثولوجي في الجهاز العصبي وغالبا ما كانت أعراضه تندرج تحت أعراض خلل الجهاز الحركي مثل بعض حالات الشلل و الخزل و حالات الصرع وأمراض ضمور العضلات و التهاب الأعصاب الطرفية وما إلى ذلك و ربما كان التفريقُ بين هذا التخصص وبين الطبِّ النفسي سهلا في الماضي عندما لم تكن لدينا غير معلومات ضئيلة عن أسباب الأمراض النفسية و لكن الآن أصبح التفريق معتمدا لا على السبب بل على نوعية الخلل الذي يعانيه المريض فإذا جاء الخلل في ميدان الحركة و الإحساس الجسدي اعتبر ضمن مجال الأمراض العصبية و إذا جاء الخلل في ميدان المشاعر أو الأفكار أو السلوك أو العمليات المعرفية اعتبر ضمن مجال الطبِّ النفسي و لكنَّ الذي لابدَّ من قوله هنا أن كلا هذين التخصصين إنما هما وجهان لعملة واحدةٍ و فصلهما عن بعضهما ربما أضر أكثر مما نفع و إن كان التوجه العلميُّ الحديث نحو التخصص هو السبب في الفصل ولكن الخط الفاصل ما يزال بعيدًا عن الوضوح !

جراح المخ و الأعصاب :

و هذا تخصص آخر من التخصصات الطبية و لكنه يتبع الجراحة لا الباطنة فجراح المخ والأعصاب يتخرج في كلية الطب و لكنه بعد سنة الامتياز يتخصص في جراحة المخ والأعصاب و يعمل طبيبا مقيما مدة ثلاث سنوات كجراح يحصل بعدها على ماجستير في الجراحة العامة أو في جراحة المخ و الأعصاب حسب مدى التطور الذي وصلت إليه جامعته ثم إن أكمل دراسته يمكنه الحصول على درجة الخبيراه في جراحة المخ و الأعصاب والجراحة في جوهرها تختلف عن الباطنة فهي أسلوبٌ من أساليب العلاج و مرحلة العلاج تلي مرحلة التشخيص في الطب و هيَ وظيفة الطبيب الباطني في الأساس لأن تركيز الجراحة إنما يكون في المقام الأول على كيفية إتقان العمل بالمشرط بعد الوصول إلى أقصى ما يمكن من دقةٍ في التشخيص ؛ و هناك بعض الحالات التي تصلح لها الجراحة مثل أورام المخ و أورام الأعصاب و بعض جراحات العمود الفقرِيِّ و كذلك حالات النزيف المخي الناتج عن إصابات الرأس في الحوادث أو بعض حالات النزيف لأسباب طبية باطنية مثل ارتفاع ضغط الدم المفاجئ ؛ و نظرا للتطور الحديث في مجالات الجراحة الميكروسكوبية فقد أصبح من الممكن التدخل في بعض حالات الصرع الناتجة عن إصابات الرأس بعدما كان التدخل الجراحي في الماضي يسبب من المشاكل ما لا حصر له.

أما الاختصاصي ( الأخصائي ) النفسي :

فهو ذلك الشخص الذي تخرج من الثانوية العامة – القسم الأدبي عادة – ثم التحق بقسم علم النفس في إحدى الكليات النظرية ( التربية أو الآداب عادة ) حيث يدرس فيها ويتلقى تدريبه لمدة أربع سنوات ، يحصل بعدها على بكالوريوس التربية قسم علم النفس أو على ليسانس الآداب قسم علم نفس ، ثم يتجه بعد ذلك للعمل في أحد القطاعات الحكومة كالمدارس والمستشفيات العامة أو النفسية . ويتمركز عمل الاختصاص النفسي في عمل المقاييس النفسية ، واختبارات الذكاء ، وكذلك عمل بعض الجلسات العلاجية كالعلاج المعرفي ، والعلاج السلوكي ، والعلاج المساند . ويُعد دور الاختصاص النفسي رائداً ومهماً في تكامل عمل الفريق الطبي ؛ وتعاني بلدُنا للأسف الشديد من نقص كبيرٍ في هؤلاء الاختصاصيين النفسيين المدربين نظرًا لعدَمِ اهتمام الدولة بهم و لا بتدريبهم مما تسبب في توجِّهِ غالبية العناصر الجيدةِ و المحبَّةِ لعمَلِها منهم إلى دول البترول . ومن الاختصاصين النفسيين الذين يودون التخصص الأدَّق من يتخصّّصُ في العلاج بالتحليل النفسي فيصيرُ مُحَلِّلاً نفسيًا و منهم من يتخصص في علاج عيوب النطق فيسمَّى اختصاصي " أخصائي " التخاطب ، ومنهم من يتخصص في نوع معين من العلاج كالعلاج الأسَري أو العلاجِ الجمعي أو المعرفي … إلخ …

أما الاختصاصي الاجتماعي :

فهو ذلك الشخص الذي تخرج من الثانوية العامة – القسم الأدبي عادة – ثم التحق بكلية الخدمة الاجتماعية أو قسم علم الاجتماع أو ما شابه ذلك من الأقسام على اختلاف مسمياتها في إحدى الكليات النظرية ( الآداب عادة ) حيث يدرس فيها ويتلقى تدريبه لمدى أربع سنوات ، يحصل بعدها على درجة الليسانس في ذلك التخصص ، ثم يتجه بعد ذلك للعمل بوظيفة اختصاصي أو مرشد اجتماعي في أحد القطاعات الحكومية كالمدارس والمستشفيات وغيرها . ويتمركز عمل الاختصاص الاجتماعي في بحث المشكلات الاجتماعية والمساهمة في حلها وإعداد التقارير الاجتماعية للأفراد الذين يتم تحويلهم إليه .

وللاختصاصي الاجتماعي الذي يعمل في المستشفيات دور بارز في تكامل الخدمة الطبية.ويمكن للاختصاصي النفسي وكذلك الاختصاصي الاجتماعي مواصلة الدراسات العليا في تخصصاتهم والحصول على شهادات الماجستير والخبيراه ، ثم العمل بعدها أستاذا في إحدى الجامعات أو موظفاً في أحد القطاعات الحكومية الأخرى بما يتناسب مع طبيعة تخصصه ودرجته العلمية.




ابداعكِ فرض كلماته على الصفحات السحرية
لاحرمنا الله هذه الكلمات




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غيمة عطر خليجية
ابداعكِ فرض كلماته على الصفحات السحرية
لاحرمنا الله هذه الكلمات

شكرا على اهتمامك بمواضيعي




جزاكى الله خيرا

موضوع جميل




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ツ】ઇام جنـღـوઇ【ツ خليجية
جزاكى الله خيرا

موضوع جميل

شكرا على مرورك




التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

التوتر النفسي سبب كل الازمات

التوتر النفسي سبب كل الازمات

مشاكل الحياة لم تعد قليلة ولم يعد ما يمكن احتسابها بغير المهمة منها فقطاع كبير من الناس يكاد يكونون في حالة اصطدام شبه يومي مع ما يعترضهم مما لا يخطر على بال ولكن تسبيب ذلك للتوتر العصبي ما قد يجعل المرء غير حكيم في معالجة المنغصات وعلى أكثر من صعيد.
ولأن مسألة الصراع لا تُحلَّ حلاً اجوداً إلا بواسطة الفرد ذاته، من حيث يدري أو لا يدري فرغم أن مشورة الآخرين واجبة وتعتبر من الأمور الموضوعية كما يتمسك في ذلك بعض الناس بأقوال وأحاديث وحكم جمعت ضمن صفحات تاريخ حكماء الماضي إلا أنه من الغريب حقاً أن بعض أو أغلب المشورات مع الغير لا تعطي نتائج مثمرة سريعة ولأن أي مشكلة لا تتشابه مع حال ترميم موقع أثري (مثلاً) فإن حسم الصراع مع الآخر يبقى هو الصعب أحياناً لكن حسمه الأكبر يبقى مع الذات. وبعض المتابعون يعتبرون مثل هذا الكلام هو من باب (عدّ النجوم) بعد أن أصبحت النخبة القائدة للعمل أينما تواجد تبجحها لا تعيش على مبدأ تأسيس فاضل يأخذ مثلاً أن الموضوع (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وضرورة اللاسكوت عنه هو تقرباً من الواقع الاجتماعي العام المرير… المتطلع نحو الأفضل.
إن أمامنا ونحن ننظر إلى المشاكل الكبرى في العالم ما يمكن تسميته بالهجرة من الواقع إلى الخيال إذ تكاد أكثر مشاريع (الآمال الشخصية) منتظرة فرجاً قادماً ومجرد امتلاك مثل هذا الشعور الذي يدخل على باب (النرجسية) كافٍ للقول عنه أن تراكمه في النفس البشرية يراكم لديها شيئاً من التوتر الذي لا تبدو بوادره ظاهرة بأحيان كثيرة ولعل من أول مسببات ذلك أن التوجس من تحقيق أمل ما أو مكتسب طبيعي ووضع الصدفة أحياناً للعراقيل أمامه يؤدي بالمرء للإصابة بأمراض نفسية غير خطرة أحياناً مثل حالة (أحلام اليقظة).. إضافة لأمراض بيولوجية أيضاً.
من جانب آخر يقال أن للتوتر النفسي فوائد جمة فلولاه لما أستطاع الإنسان حل مشاكله حيث أن أي مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة تكسب المرء شيء من الخبرة لمعرفة الآخر ودروس الحياة ضمن احتمالات تكون له بمثابة الدرع الواقي في معاركه المعنوية القادمة متى ما بدأت. إلا أنه ومن الطبيعي جداً فإن امتلاك رهافة من الأحاسيس تجعل المرء في حالة تحفز من القادم المجهول الذي ينظر له بحذر من درجة (بين بين!).
والعوامل التي تلعب دوراً في تسبيب التوتر النفسي عديدة وعدم العمل لإزالة آثارها تجعله يعيش حتى مشاكله اليومية الطفيفة وكأنها أثقالاً كبيرة على صدره متناسياً أن المسبب للمشاكل له قد يكون من ذاته وضمن ما يعانيه من التفكك النفسي ولم يستطع هو تقويم نفسيته، فيلجأ إلى (الكفر بالحياة) وكأنه قد أصبح في الموقع اللدود لنفسه ذاتها حيث يعتقد اعتقاداً جازماً أن في أي موقف لا مبالاة فيه اتجاه مشاكله العائلية (مثلاً) ما يؤازي ليس رفض العلاج بل وعدم الثقة بأي دواء وفي مثل هذه النظرة اللاموضوعية للأمور قسوة على النفس أكثر مما هي قسوة على الآخر.
إن معرفة المرء لموقعه في الحياة مع الإيمان بقدر الله سبحانه وتعالى يوفر شيئاً من سكينة النفس والرضى بالقدر وامتلاك مثل هذه الأنفاس السجية تجعل من الإنسان أكثر قدرة على التحكم بأموره اليومية وبالتالي امتلاكه النظرة القريبة السيطرة بحكمة على معضلات الحياة.
وبمعنى آخر فإن كل التجارب الحيوية تشير إلى أن في الإيمان بالله (قلباً وقالباً) مساهمة عظيمة في تغيير دفة الأمور لصالح التصورات الإنسانية النابعة من العقل والضمير. ومعروف أن قلة من أصحاب الفكر الوضعي يحاولوا أن ينكروا على الناس إيمانهم الفطري بالله سبحانه وتعالى وكأن تلك القلة تحاول إقناع البشرية أنها بغير أوساط التخبط والتهميش لن تكون هناك حياة بمعنى الحياة السامية.
وهكذا فـ(المبالغة) هنا قد أقحمت أكثر مجالات التعامل الاجتماعي حيوية ولأن الإنسان لا يعرف مما يخبؤه الغد له من أنباء وحالات فإنه ومن جانب تبريري يعيش على الأمل المفقود أو الأمل شبه المفقود إذ أن أكثر دراسات علم النفس الحديث تشير بعبارات واضحة أن الإنسان يعيش بنسبة ما خوفاً من المجهول القادم الذي ربما سيخرب حتى حياته الحالية أكثر إن لم تكن قد جرت عليها عملية التخريب البطيئة.
ولأن من النادر بهذا الزمن حفظ السر الشخصي بعد أن دخلت (مفردة الديمقراطية) بتجرد على عالم العلاقات بحيث شاع اليوم بين الناس أن السر الممكن أن يخفى اليوم سيظهر حتماً قريباً إذ لا أحد يمكنه أن يحفظ السر دوماً والحجة هنا أن الكثير من الأمور التي تحتفظ بطابع السرية في وصفها هي ليست سرية تماماً. ومثل هذه الحالة تسبب لإنسان القرن (21) قلقاً دائماً لأنها تتطلب منه المزيد من الاعتماد على محاكاة ذاته على حساب شرح ما في صدره للآخرين المقربين إليه الذي يفضله أطباء النفس لمعايديهم من المرضى وأشباه المرضى.
إن الطب النفسي بقدر ما تقدم وظهرت له فروع وتخصصات عديدة لكن الحقيقة المرة التي ينبغي أن تقال أن مشاكل الإنسان في المجتمع المتطور أو المقدم على التطور تكثر وتتعقد فروعه أيضاً والإنسان المعروف أنه ذو طاقة محدودة لتحمل أبعاد مشاكل الحياة ممكن أن تقوى أو تضعف هذه الطاقة لديه وفقاً لعوامل معينة ويبقى المهم والمهم جداً أن يحيى المرء حياته وهو على يقين تماماً بأنه لم يظلم أحداً.




التصنيفات
منوعات

الضغط النفسي

الضغط النفسي (stress)

تعريفه:
هو تفاعل الإنسان مع الأمور التي تمر في محيطه ، سواء كانت مفرحة أم محزنة وتخلق عنده حالة من اختلال التوازن واضطراب في المشاعر والسلوك وتختلف من شخص إلى آخر تبعاً لتكوين شخصيته وخصائصه النفسية التي تميزه عن الآخرين، وهي فروق فردية بين الأفراد وتحدث عندما يطالب الفرد بأداء يفوق إمكاناته العادية ويمكن القول أن الضغوط النفسية تولد نتيجة فشل الفرد في التكيف مع المطالب المفروضة عليه في معظم الأحيان.
ويشير جارلس وورث وناثان بأن 75% من المرضى المراجعين للأطباء يشكون أمراضاً ناتجة عن الضغوط النفسية وتنحصر تلك الأعراض في القلق، الشعور بالذنب والخوف، الاكتئاب، الخوف من المستقبل، العدوانية الزائدة تجاه الآخرين، اليأس والانطواء والانسحاب، فقدان الثقة بالنفس إضافة إلى المشكلات النفسجسمية والتعرض المستمر للضغط النفسي يحدث اضطرابا في الجهاز الهرموني من خلال الاستثارة الزائدة للجهاز العصبي المستقل ، وأن هذه الاضطرابات الهرمونية هي المسؤولة عن الأمراض أو الاضطرابات النفسجسمية وان 30% من الحالات في العيادات النفسية لا تعانى من أمراض نفسية محددة ، بل تعانى من أعراض نفسية وعضوية مستمرة أو متكررة بسبب الضغوط التي يتعرضون لها في حياتهم
اسبابه: الصراعات الداخلية بين رغبات ونزعات النفس والأحباطات الكثيرة وضغوط اجتماعية وزواجيه
ومهنية وعائلية ومادية ودراسية وعاطفية وعقائدية وفكرية وسياسية وصحية.
اعراضه:
1-اعراض نفسية: منها القلق والتوتر ونوبات الغضب والعنف ، ونوبات البكاء، والشكوك، والوساوس، ومشاعر الاكتئاب والحزن، والهموم الزائدة، مع الإعياء البدني والذهني والضيق ، وفقدان الاهتمام ، وفرط التهيج ، وفرط النشاط ، وعدم الاستقرار وفقدان الصبر ، وصعوبات الكلام ، والملل ، الخمول والتعب والإنهاك.
2-أعراض معرفية: منها ضعف التركيز، والشرود، والنسيان، والتردد في اتخاذ القرار أو اتخاذ قرارات غير مدروسة، وفقدان الثقة بالنفس وتدنى احترام الذات.
3-اضطرابات سلوكية: منها الشراهة في التدخين، والإكثار من تعاطي القهوة والشاي، إساءة استعمال العقاقير المهدئة والمنومة والمسكرات، التهور الشديد، ونوبات من عدم السيطرة تؤدى لسلوك عدواني أو عنيف. واضطرابات في الطعام.
4- أعراض عضوية: منها الشعور بالغثيان، والصداع المستمر، وارتفاع ضغط الدم، وكثرة التعرق، والارتجاف، والشد العضلي، وآلام في الصدر والبطن والظهر والإمساك أو الإسهال. وسرعة ضربات القلب والارق وكوابيس ، وأحلام مزعجة و اضطرابات جنسية متنوعة و زيادة في التعرّق وجفاف في الحلق
علاجه:
علاج بالعقاقير النفسية
علاج نفسي سلوكي / معرفي
علاج نفسي تحليلي




التصنيفات
منوعات

ظاهرة الخجل النفسي والاجتماعي لدى المراهقات !

(الكاتب/ د. زاهر زكار*)

يعتبر الخجل صفة محبة في البنات بصفة عامة،والخجل الاجتماعي كظاهرة اجتماعية تعتري الجنس الطيف وخاصة في مرحلة المراهقة، عندما يجدن أنفسهن في الأماكن العامة او في اجتماعات عمل او مقابلة رسمية..
غير ان الخجل النفسي مسألة أخرى،حيث ان هذا النوع من الخجل قد يؤثر تأثيرا كبيرا في السلوك والشخصية،وإذا كان الخجل الاجتماعي يمكن ان يخف او يتلاشى مع مرور الزمن،فإن الخجل النفسي يبقى عنيفا ومتشبثا،وقد لا يمكن التخلص منه إلا بذل جهد كبير،والتدريب على اكتشاف او سبر أعماق النفس.
وفي مرحلة المراهقة تبدأ الاضطرابات النفسية المختلفة لدى المراهقة(ذكر-انثى) في هذه المرحلة عادة تتنازع الأحداث أطباع متناقضة،في الوقت الذي تطبع سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين الوداعة والحلم تجدهم في ذات الوقت حادي الطباع ويغضبون عند أدنى إثارة..
وعليه،فإن مرحلة المراهقة هي أكثر مراحل الحياة تأزما والتعامل معها،وأصعب واشق بالنسبة لأولياء الأمور..حيث ان كثيرا من المشاكل التي يتعرض لها الناس يعود في أسبابها إلى عاملي الجهل والغفلة،ولا يخفى ان معظم أولياء الأمور لا يعرفون شيئا عن الحالات النفسية الخاصة بمراحل نمو أبنائهم،إن لم يكن الجهل بمجمل العلوم النفسية والنظر إليها بعين الخجل والحياء والازدراء.لذا فإن الآباء لا يستطيعون التعامل مع أبنائهم كما ينبغى او كما تتطلبه الحالة،فضلا عن مساهمتهم في مضاعفة تعقيدات بعض المسائل في أحيان كثيرة.
وتبقى المسألة الأهم هي تغافل الآباء والأمهات للأشياء التي يعونها،ومن هنا فإن أولياء الأمور جميعا يدركون ضر البيئات الاجتماعية المنحرفة،ويعرفون جيدا ان هناك أشخاصا فاسدين ومفسدين،وفي جميع المجتمعات يتعرضون إلى الآخرين،ومع ذلك لا تأخذ هذه المسألة موقعها الحقيقي من الاهتمام علاوة على تجاهل الآباء للأبناء أنفسهم فلا يولوهم الاهتمام المطلوب،ويبر هذا الإهمال والتجاهل تحت عناوين مختلفة كصعوبة الحياة وظروف العمل القاسية وغيرها من الأمور والتي وان كانت صحيحة إلا انها لا تصح ان تكون مبرا لتجاهل الأبناء والتقصير في تربيتهم ورعايتهم وتنشئتهم النشأة السليمة الصالحة.
وتلعب العاطفة دورا هاما في حياة المراهقات،حيث ان النمو العضوي المتسارع لدى الفتاة في هذه المرحلة من العمر،يرافقه نشاط فطري وغريزي من نوع اخر،فتحرك العواطف والمشاعر في مجال جديد يترك أثاره على طبيعتها وسلوكها بشكل يضع أولياء الأمور أمام واقع جديد،فإن الفتاة في مرحلة المراهقة تمر بدور النضج والنشاط العاطفي الخاص،حيث تغادر الفتاة تعلقها بوالديها وتجه بعواطفها واهتماماتها إلى بنات سنها،والى أبناء الجنس الأخر،والى الحياة الزوجية،ومن العلامات البارزة في مرحلة المراهقة سرعة التبدل العاطفي،حيث تبدو الفتاة المراهقة قلقة وغير مستقر نفسيا على حال او لون معين،في الوقت الذي يكون فيه أعضاء هذه الفئة العمرية مسرورين ومنبسطين يمكن ان تتغير هذه الحالة ليحل محلها الغم والهم لأتفه الأسباب،فتارة يحبون بشدة وأخرى يكرهون بشدة كما انه وقبل ان تتمركز عواطف الفتاة المراهقة وتستقر حول الجنس الأخر،فإنها تتعرض إلى نوع من القلق والاضطراب الممزوج بالحيرة.
ويرى"موريس دبيس" في ذلك ان الإناث تنجذب إلى الحب مبكرا،وان عاطفة الحب لدى الإناث هي أخصب مما لدى الذكور بكثير،إلا أنهن مختلفات عن الذكور في مجال الاستمتاع الجنسي كما ان الإناث يرغبن في ان يكن محور ومركز الجذب في الحب وليس العكس،وهذه الحالة هي واحدة من الفوارق العاطفية بين الجنسين.
وفي نفس الوقت،فإن الإناث في مرحلة المراهقة يتمتعن بدرجات عالية من الإخلاص والصدق وبميل عاطفي شديد إلى التضحية من اجل ما يحبن،وان الخطر الذي يكمن هنا هو تغلب الشعور العاطفي الطافح على المنطق والتفكير العقلاني السليم،الامر الذي يدعو الى إعمال الرقابة عليه وترشيده باستمرار…
وبخصوص حياء وخجل المراهقة،فإن الجمال العضوي يكتسب لدى الفتيات أهمية استثنائية،وكلما كان هذا الجمال منسجما مع نظرتهن إليه كلما زاد تعلقهن واستمتاعهن به إلى درجة يتحول معها الاهتمام بهذا الجانب عند بعض المراهقات إلى نوع من العبودية والهيام المفرط بالجسد.
ولا يقتصر اهتمام المراهقات بالجمال على الجانب العضوي وحسب،بل يتجاوزه إلى الاهتمام بالكمالات الأخرى أيضا،إنهن يسعن إلى بلوغ حد الكمال في مجالات العلم والأخلاق،والأدب وحتى العبادة وخصوصا عندما يتلبسن بلباس أصحاب القيم والمبادئ،ويحاولن مجاراة الكبار في السلوك،وكما تمتاز الفتيات في مرحلة المراهقة بالكبرياء والغرور،ويمتزن بخصلة الحياء والخجل ايضا،وهذه الاخيرة تعد نعمة كبيرة لهن،وصيانة من كثير من حالات السقوط والانحراف،فإذا قل الحياء والخجل قل التورع عن ارتكاب المعاصي والذنوب،وقد اشار الإمام علي أمير المؤمنين(كرم الله وجهه)إلى هذا المعنى بقوله"من قل حياؤه قل ورعه..!"
ان الفتاة المراهقة تقع تحت قوتين،قوة التوجه والرغبة بالاستمتاع بالجديد من الذائذ من جهة،وحالة الحياء والخجل التي تحول دون اطلاق العنان لرغباتها من جهة اخرى،واذا قدر لهذا الحياء والخجل ان يزول بنحو او بأخر،فإن حصن الفتاة المراهقة يكون قد انهار على رأسها…ولدينا في الدين الإسلامي الحنيف الكثير من الروايات والأحاديث التي تشير إلى هذا المعنى،وتفيد بأن المسة الاولى تزيل ثلث الحياء،وأول ارتباط جنسي يزيل الثلث الثاني..وهكذا،ومن هنا يجب علينا ان ندرك حقيقة ان الحياء والخجل هو حصن الفتاة،حيث يقول العلماء في ذلك:"ان سن المراهقة هي سن الحساسية المفرطة والتأثير السريع بالأشياء،حيث يتأثر وينزعج بشدة لأبسط المسائل التي لا تتوافق مع ميوله ورغباته،وتصبح الأوضاع بنظر الفتاة المراهقة جحيما لا يطاق إذا ما شعرت بأدنى ظلم او تميز بحقها،وهو ما يلفت انتباه أولياء الأمور والمربين إليه بشدة،وفيما يخص أسباب هذه الحالة، فقد أرجعها البعض إلى الصحة ونشاط الغريزة،فيما يقول فريق آخر أنها ناتجة عن ظروف نفسية متأزمة،في حين يذهب آخرون إلى اعتبارها ناشئة عن دقة العاطفة،وحب التفوق الذي غالبا ما تواجهه عقبات.
وحول التصرفات السلوكية للقات،فإن فريق من الخبراء والمتخصصين يرون ان مرحلة المراهقة واحدة من أكثر مراحل الحياة تأزما وقد شبهوها بالعاصفة العاتية وقالوا:"ان هذه العاصفة تهز المراهقة هزا عنيفا إلى درجة يمكن معها القول انها تعيش خلالها حالة من القلق والاضطراب والحيرة الشديدة..ولذلك فإن التوجه أو السلوك الذي يتحرك بدوافع العواطف والأحاسيس وخاصة فيما اذا كانت تلك التصرفات السلوكية غير منضبطة وليس لها إطارا محددا،هو السبب الحقيقي في حصول الكثير من المشاكل الأخلاقية.
والحقيقة ان ما درجت الأعراف عليه،هو ان الأبناء يطيعون أوامر الوالدين قبل سن المراهقة،ويبدون خضوعهم التام وعدم إبداء ما يدل على الرفض والمقاومة،وحتى في حالة تعرضهم إلى الضرب والعقاب من قبلهما،إلا ان ما تواجهه الأسرة في مرحلة المراهقة في سلوك الفتاة،ما تعتبر فيه الفتاة المراهقة نفسها قد كبرت ولا تفرق عن والدتها في شيء ولا بد ان تكون المعاملة معها على نحو أخر.
لذا فإنها لا تعتبر الأوامر ونواهي الوالدين على انها مسلمات يجب الالتزام بها،وإنما تعمل فيها فكرها وتخذ القرار الذي تقتنع فيه وان كان متعارضا مع رأي الوالدين.
والواقع ان سلوك الفتاة المراهقة ينتظم ويتشكل بالتدريج ويتجه نحو مدارج النضوج والاكتمال إلا ان الوصول إلى هذا الهدف يتطلب فترة زمنية أولا وصبر وتحمل أولياء الأمور والمربين ثانيا،ويستحدث لدى الفتاة في سن المراهقة خاصة في سن(12-13)نوع من الوعي في مجالات عديدة،أهما الوعي الديني والوعي الوجداني،والوعي الفطري وتبدأ تتأثر بشكل واضح بأخلاق وسلوكيات الآخرين نتيجة انخراطها في الحياة الاجتماعية.
ان دخول الفتاة المراهقة في أوساط المجتمع الغنية بالنماذج الحياتية المختلفة يبدو في نظرها عالما جديدا مليئا بالأسرار والمفاجآت مما يضفي عليه عنصر الجاذبية،لدى نرى الرغبة الشديدة في محاكاة الفتاة بما ينسجم منها مع ميولها ورغباتها النفسية في حياتها الشخصية والاجتماعية الجديدة.
ومع مرور الزمن يتغير سلوك الفتاة المراهقة (تدريجيا) حتى يصبح في الحياة انعكاسا لصورة الوضع البيئي الذي يحيط بها،بحيث تلفت فيها الانتباه بما يطرأ على شخصيتها من تغيرات في علاقاتها الاجتماعية ومحاولاتها الحثيثة لمحاكاة الوسط الجديد في السلوك والملبس.
ومما يجدر التذكير به هو ان عالم المراهقة وخصوصا ما يتعلق بالفتيات هو عالم الصفاء والنقاء الروحي الخالص الذي لا تشوبه شائبة ويمكن ان يبقى كذلك ما لم تلوثه عوامل الانحراف،ويلعب الحوار بين الأم وابتنها المراهقة دورا أساسيا(وفق تقديرات علم النفس)فهو يقلص فارق العمر بين جيلي الامهات والبنات ويساعد البنات في تعزيز ثقتهن بأنفسهن ويحقق لهن الاستقلالية،كما انه يبقي الامهات قريبات من بناتهن ومطلعات على مشكلاتهن وهمومهن،ما يمكنهن من التدخل السريع عند الحاجة.
ومما لا شك فيه ان المراهقات يخسرن كثيرا في ابتعادهن عن امهاتهن اذ ان القرب من الام"يقدم الدعم النفسي للنمو ويخف من مشاعر الكبت والقلق والخوف والخجل"
إن ابرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهقات تتمثل في المشكلات التالية:
1-الصراع الداخلي:حيث تعاني الفتاة المراهقة من وجود عدة صراعات داخلية منها صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الأنوثة، وصراع بين الغرائز الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية.
2-الاغتراب والتمرد:فالمراهقة تشكو من أن والديها لا يفهمانها ولذلك تحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد واثبات تفردها وتمايزها وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل،لأنها تعتبر ان أي سلطة فوقية او أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراتها العقلية التي أصبحت موازية جوهريا بالقدرات الراشدة واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديها والتي تدفعها إلى تمحيص الأمور كافة وفقا لمقايس المنطق وبالتالي تظهر لديها سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.
3-الخجل والانطواء:يؤدي التدليل الزائد والقسوة الزائدة إلى شعور الفتاة المراهقة بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاتها،لكن طبيعة المرحلة تتطلب منها ان تستقل عن الاسرة والاعتماد على الذات فتزداد حدة الصراع لديها،وتلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل،من التغيرات التي حدثت في شكلها وجنوحها لتقليد امها في سلوكياتها وتذبذب وتردد عواطفها،والميل لتكوين صداقات مع الجنس الاخر،وشعورها بالقلق والرهبة عند حدوث اول دورة من دورات الطمث،فهي لا تستطيع ان تناقش ما تحس به من مشكلات مع افراد الاسرة كما انها لا تفهم طبيعة هذه العملية.
ويتفق خبراء الاجتماع وعلم النفس والتربية على اهمية اشراك المراهق في المناقشة العلمية لمعالجة المشاكل التي يمر بها،والتي تناول علاج مشكلاتها وتعويدها على طرح مشكلاتها ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة وكذلك احاطتها بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوعي حتى لا تقع فريسة للجهل أو الإغراء.
كما أوصوا بأهمية تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام برحلات والاشتراك في مناقشات الساحة الشعبية والأندية،كما يجب توجيهها نحو المشاركة في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي..الخ.
والتأكيد على ضرورة وجود الإذن المصغية في تلك السن لحل المشكلات التي تعترض سبيل المراهقات،كما ان إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج في زي النصح والتوجيه بالأمر إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر وبناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق لا بلغة ولي الأمر هو السبيل الأمثل لتكوين علاقات حميمة بين الآباء وبناتهم في سن المراهقة.
ويعتبر شعور المراهقات بالخجل والانطواء هو الأمر الذي يعيقهن عن تحقيق تفاعلهن وتظهر عليهن هاتين الصفتين من خلال احمرار الوجه عند التحدث والتلعثم في الكلام وعدم الطلاقة وجفاف الحلق.
ان أسباب الخجل والانطواء عند المراهقات متعددة وأهمها:عجزهن عن مواجهة مشكلات المرحلة،وأسلوب التنشئة الاجتماعية التي نشئن عليها فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان على شعورهن بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاتهن،لكن طبيعة المرحلة تتطلب منهن ان يستقلن عن الاسرة والاعتماد على انفسهن،فيحدث الصراع لديهن ويلجان إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل عند التحدث مع الآخرين.
ولعلاج هذه المشكلة،ينصح الوالدين،توجيه المراهقة(المراهق)بصورة دائمة غير مباشرة وإعطائها مساحة كبيرة للنقاش والحوار معها والتسامح معها في بعض المواقف الاجتماعية وتشجيعها على التحدث والحوار بطلاقة مع الآخرين وتعزيز ثقتها بنفسها.
وتنضج الفتاة المراهقة التي يعتريها الخجل باعتماد اسلوبا يساعدها على تخطي الخجل عبر إحاطة نفسها بالصديقات مما يخف او يبعد عنها الشعور بالإحراج والخجل عموما جيد ومحب،ولا يمنع الفتاة من الصراحة التي تفضلها،ويمكنها ان تكون أفضل حالا في تشجيع الاخرين على تخطي الخجل ومعاملتها بالمثل.
وأحيانا تعاني الفتاة المراهقة من نوعين من الخجل الاجتماعي والخجل النفسي لكن بحدود وفي مواقف معينة،والغريب(احيانا)ان قدرتها على تجاوز الخجل النفسي تفوق قدرتها على تجاوز الخجل الاجتماعي إلا انه بوجه عام تستطيع التكيف والانسجام مع محيطها من دون ان يكون الخجل عائقا كبيرا والنصيحة لها ان ترددها(احيانا) يربك الاخرين وعليها ان تحاول ان تخف منه وهذا سيجعلها اكثر جرأة في بعض المواقف،فالبنت المراهقة التي تعتريها حالة الخجل تظل بحاجة إلى بذل الكثير من الجهد كي تتغلب على خجلها الذي يشدها إلى العزلة والانطواء في كثير من الاحيان،وعليها تدريب نفسها تدريجيا على الشجاعة عبر وضعها في مواقف مختلفة.
( * كاتب/ باحث متخصص في الدراسات الأكاديمية)




ان اعجبكم موضوعي يا ريت تقيمولي عن طريق الميزانخليجية



خليجية




مشكورة غلأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ تي



خليجية



التصنيفات
منوعات

علم النفس المرضي وكيفية العلاج النفسي

علم النفس المرضي والعلاج النفسي
______________________________ __________
تحتاج الاختبارات وقياسات الشخصية إلي دراسة الشخصية وتوجيه الأفراد. ولكي تكون قياسات الشخصية مفيدة فيجب أن تكون صادقة ويمكن الاعتماد عليها. ويمكن التأكد من صدق القياسات باختبار العلاقة بين قياس الشخصية ومستوي أو معيار محدد (صدق العيار) أو بين قياس الشخصية ومجموعة متنوعة من السلوك الذي يرجع إلي سمات الشخصية( صدق التكوين).
وهناك العديد من أنواع الإجراءات التي تستخدم لقياس الشخصية مثل مقاييس التقدير والتي تكون قائمة علي حكم المُلاحظ. أما قوائم الشخصية مثل (مقياس الشخصية متعدد الأوجه) فيستخدم إجابات الفرد الذاتية علي استبيان وعلي العكس من قوائم الشخصية يكون المثير الغامض المستخدم في الاختبارات الموضوعية مثل اختبار بُقع الحبر "رور شاخ" واختبار التقدير الموضوعي والذي يستنبط استجابات من المفترض لها أن تُظهر دوافع واسلوب الفرد. ثم يتم قراءة إجراءات مقاسه ومستخدمة كمقاييس للشخصية حيث تتراوح من عينات السلوك إلي قياس الاستجابات الفسيولوجية.
يعتبر المرض العقلي مشكلة خطيرة معاصرة ولكنها ليست جديدة، فلقد تغيرت الاتجاهات نحو المشاكل العقلية ببطء عبر القرون: بدأ بالاندفاع والاعتقاد أنه مملوك للأشرار ثم انتقل ببطء إلي الاعتقاد بأن المشاكل العقلية هي انعكاس لمرض أساسي ويجب أن تعامل علي هذا الأساس ومازالت المفاهيم حول الأمراض العقلية متغيرة حتى الآن فالبعض من واضعي النظريات ينظرون الي المرض النفسي علي أنه انعكاس لمشاكل الحياة أو عادات سوء التوافق وليس كمرض.
وتختلف الاضطرابات العقلية في الدرجة والأعراض فالأكثر شدة هو الذهان والأكثر شيوعاََ هو الانفصام. ويتضمن هذا التشخيص (الانفصام) سلسلة كبيرة من السلوكيات تشمل اضطرابات التفكير العميق والانسحاب الاجتماعي. ولم تُعرف مسببات الانفصام حتى الآن ولكن هناك دليل علي أن المحددات الجينية والبيئة الأسرية الغير صالحة والعوامل الاجتماعية لهما دور في تطور المرض. ولقد أدي العلاج الكيميائي إلي تقليل ملحوظ للوقت الذي يقضيه المريض داخل المستشفيات العقلية وأيضاََ أدي تطبيق مبادئ التكيف الفعال في عنابر المستشفي إلي تعديلات مؤثرة في سلوك المريض وكذلك أعراض الانفصام. فقد أوضحت النتائج الحديثة ظهور مواد كيميائية في دم المريض بالانفصام وأدي ذلك إلي علاج المريض بإزالة هذه المادة من الدم خلال عملية معروفة بالغشاء الكلوي.
إن الاضطرابات المؤثرة مثل اضطراب الانقباض العقلي هي عبارة عن تقلبات مزاجية حادة فالفرح الشديد أو الاكتئاب الشديد يتحكمان في اتجاهات وأفكار المريض حيث يتعطل الحكم والدافعية بطريقة خطيرة. وتساهم النزاعات الجينية إلي المشاركة في ردود فعل هذا المرض ويصبح الناس ممن لديهم سمات شخصية معينة أكثر عُرضة لهذا الاضطراب. ويتم شفاء الكثير من المرضي الذين يعانون من الأمراض العقلية المؤثرة تلقائياََ بينما يستجيب آخرون بالعلاج عن طريق العقاقير أو الصدمات.
تُميَز الاضطرابات العصبية بقلق عاطفي شديد وتُعرَف عن طريق الفرد صاحب المشكلة ومن أمثلة الأنواع العديدة لأعراض الاضطراب العصبي فقدان الذاكرة، فقدان الوظائف الحسية والحركية (بدون أي أساس عضوي)، الفوبيا (مخاوف مرضية)، أفكار مرتدة مستحوذة، أحداث متكررة ملزمة. والأفراد الذين لا يعانون من أعراض الاضطراب العصبي من الممكن أن يكون لديهم اضطرابات في الشخصية حيث يعكس اسلوب الشخصية وبنائها اضطراب عاطفي. ويظهر ذلك في الشخصيات غير الاجتماعية حيث ينقصهم الإحساس بالمسئولية أو الأخلاقية، مدمني المخدرات والكحوليات.
هناك مداخل علاجية تستخدم لعلاج الاضطرابات العصبية والشخصية منها (العلاج بالتحليل النفسي) وهو محاولة إظهار الصراعات الطفولية الأولية حيث يقوم المعالج بمساعدة المريض علي تفسير مقاوماته ومن ثم تحقيق التبصر داخل الدوافع اللاشعورية المسئولة عن الأعراض. بينما يصبح المريض مساهم فعال في (العلاج المتمركز حول العميل) ولا يعرض المعالج أي تفسيرات وبدل من ذلك يكون المعالج موافقاََ ومتقمساََ أثناء محاولته تفسير أحاسيس العميل. أما عن أساليب (العلاج السلوكي) فهي قائمة علي نظرية التعلم وتعتمد علي أنواع مختلفة من الإجراءات الشرطية والتي تكون فاعلة في القضاء علي أعراض عصبية معينة أو سلوك غير متكيف. بينما يوفر (العلاج الجماعي التقليدي) إعداد اجتماعي مُسَهل والذي يُمكن المريض من اكتساب التبصر علي مشكلاته. وأصبحت مدجلات (العلاج الجماعي) مثل مجموعات الحساسية والمصادمة شهيرة لأنها تهدف إلي تعزيز تحقيق الذات بين المساهمين بالحث علي التعرف والتعبير المفتوح للإحساس.