التصنيفات
منتدى اسلامي

الصدقة ترتبط بالنية الخالصة

خليجية
عن أهمية الصدقة وشروط قبولها ، جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث عن الامم قبلنا، "فقال: قال رجل لاتصدقن الليلة بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية، قال: اللهم لك الحمد على زانية، لاتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون، تصدق الليلة على غني، قال: اللهم لك الحمد على غني، لاتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فاصبحوا يتحدثون، تصدق الليلة على سارق ، فقال اللهم لك الحمد على زانية وعلى غني وعلى سارق، فأتى فقيل له: اما صدقتك فقد قبلت، اما الزانية فلعلها تستعف بها عن زناها، ولعل الغني يعتبر فينفق مما اعطاه الله، ولعل السارق يستعف بها عن سرقته" رواه مسلم.



بارك الله فيكي



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

إحضار النية وإخلاصها لله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
إحضار النية وإخلاصها لله تعالى

1- أساس قبول الأعمال
2- فضل النية والإخلاص
3- تنبيهات مهمة على الإخلاص
4- الإعجاب بالنفس
5- حرص السلف على النية الصادقة والإخلاص
6- الإخلاص يورث الخشوع والانكسار
7- نماذج من إخلاص السلف
8- من ثمرات وفوائد الإخلاص

التعريف
(خلص) الخاء واللام والصاد أصل واحد مطَّرِد،
وهو تنقيةُ الشَّيء وتهذيبُه.
يقولون: خلَّصتُه من كذا وخَلَصَ هو.
والإخلاص هو إفراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد،
وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله عز وجل دون شيء آخر،

ومن تصنع لمخلوق، أو اكتساب صفة حميدة عند الناس،
أو محبة مدح من خلق، أو معنى من المعاني سوى التقرب به إلى الله تعالى.

ويصح أن يقال: هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين.

وقيل: الإخلاص: نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.

ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله.

قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل:
الإخلاص: أن تريد بقلبك وبعملك وعلمك وفعلك رضا الله تعالى؛
خوفا من سخط الله، كأنك تراه بحقيقة علمك بأنه يراك حتى يذهب
الرياء عن قلبك.
ثم تذكر منة الله عليك إذ وفقك لهذا العمل حتى يذهب العجب من قلبك،
وتستعمل الرفق في عملك حتى تذهب العجلة من قلبك.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في معنى الإخلاص العمل لله:
أي لا يمازج عمله ما يشوبه من شوائب إرادات النفس؛
إما طلب التزين في قلوب الخلق، وإما طلب مدحهم،
والهرب من ذمهم، أو طلب تعظيمهم، أو طلب أموالهم،
أو خدمتهم ومحبتهم، وقضائهم حوائجه، أو غير ذلك من العلل والشوائب
التي عقد مفترقاتها: هو إرادة ما سوى الله بعمله كائنا ما كان.

آيات
1- قال اللهُ تعالى:
(وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
[البينة: 5].
2- قال تعالى:
(وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
[الأعراف:29].
3- قال تعالى:
(فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ)
[الزمر:2].
4- قال تعالى:
(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ)
[الزمر:11].
5- قال تعالى:
(قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي)
[الزمر:14].
6- قال تعالى:
(فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
[غافر:14].
أحاديث
1- عن أمير المؤمِنين أبي حَفْصٍ عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه
قالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقُولُ:
(إنّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امرِىءٍ مَا نَوَى،
فَمَنْ كَانَتْ هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله،
ومن كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصيبُهَا، أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكَحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْه).
مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.
2-
عن أمِّ المؤمِنينَ أمِّ عبدِ اللهِ عائشةَ رضي الله عنها،
قالت: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ فإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وآخِرِهِمْ).
قَالَتْ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ،كَيْفَ يُخْسَفُ بأوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَفِيهمْ أسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ؟!
قَالَ:
(يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيّاتِهمْ)
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. هذَا لَفْظُ الْبُخَارِيِّ.
3-
عن عائِشةَ رضيَ اللهُ عنها، قَالَتْ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم:
(لا هِجْرَةَ بَعْدالفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا)
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَمَعناهُ: لا هِجْرَةَ مِنْ مَكّةَ لأَنَّهَا صَارَتْ دَارَ إسلاَمٍ.
4-
عن أبي موسى عبدِ اللهِ بنِ قيسٍ الأشعريِّ رضي الله عنه،
قَالَ: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يُقاتلُ شَجَاعَةً،
ويُقَاتِلُ حَمِيَّةً، ويُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذلِكَ في سبيلِ الله؟
فقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ قَاتَلَ لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هي العُلْيَا، فَهوَ في سبيلِ اللهِ)
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
آثار
1- مما أثر عن الفاروق رضي الله عنه أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري:
" من خلصت نيته كفاه الله ما بينه وبين الناس ".
حلية الأولياء

2- قال العز بن عبد السلام :
" الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده،
لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني،
ولا دفع ضر دنيوي".

3- قال الفضيل:
" أحسن عملاً: أخلصه وأصوبه.
وقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل،
وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً،
والخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة ".
حلية الأولياء.

4- قال أيضاً:
" لأعلمنك كلمة هي خير لك من الدنيا وما فيها:
والله لئن علم الله منك إخراج الآدمين من قلبك
حتى لا يكون في قلبك مكان لغيره
– لم تسأله شيئاً إلا أعطاك ".

5- قال سهل بن عبد الله:
" الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله -تعالى- خاصة "
إحياء علوم الدين.

6- قال ابراهيم ابن أدهم:
" الإخلاص صدق النية مع الله "
إحياء علوم الدين.

7- قال أبو عثمان:
" الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر الى الخالق "
إحياء علوم الدين.

8- قيل:
" هو تفريغ القلب لله ".
أي: صرف الانشغال عمّا سواه،
وهذا كمال الإخلاص لله تعالى.

9- وقيل:
" الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين "
كما قال حذيفة رضي الله عنه.
التبيان في آداب حملة القرآن.

10- يقول الهروي:
" الإخلاص تصفية العمل من كل شوب ".

11- قال مكحول:
" ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه "
بستان العارفين للنوي.

12- قال الحسن:
" السجود يذهب بالكبر والتوحيد يذهب بالرياء "
التواضع والخمول لابن أبي الدنيا.
13- قال حذيفة المرعشي:
" الإخلاص:
أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن "
بستان العارفين للنوي.

14- قال الفضيل:
" ترك العمل لأجل الناس رياء،
والعمل لأجلهم شرك.
والإخلاص: الخلاص من هذين ".
15- قال سفيان بن عيينة:
" كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض هؤلاء الكلمات:
من أصلح سريرته أصلح الله علانيته،
ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس،
ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه ". الإيمان الكبير لابن تيمية ص:60.
16- قال عبدالله بن المبارك:
" رب عمل صغير تعظمه النية،
ورب عمل كبير تصغره النية "
إحياء علوم الدين.

17- قال رحمه الله:
" طوبى لمن صحت له خطوة واحدة، لا يريد بها إلا الله تعالى "
إحياء علوم الدين.
18- عن يحي بن أبي كثير قال:
" تعلموا النية، فإنها أبلغ من العمل "
جامع العلوم والحكم.

19- قال أيضاً:
" الإخلاص سر بين الله وبين العبد لا يعلمه ملك فيكتبه،
ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله "
مدارج السالكين.

20- قال العلاَّمة السعدي – رحمه الله -:
" عنوان سعادة العبد: إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق "
تفسير السعدي.
21- قال الشافعي – رحمه الله -:
"ودت أن الناس تعلموا هذا العلم يعني كتبه
على ألا ينسب إلي منه شيء"
جامع العلوم والحكم.

22- قوله تعالى:
(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).
قال ابن كثير:
" وهذان ركنا العمل المتقبل؛ لا بد أن يكون خالصًا لله،
صواباً على شريعة رسول الله "
تفسير ابن كثير.
23- يقول ابن القيم رحمه الله: " أعمال القلوب هي الأصل،
وأعمال الجوارح تبع ومكملة، وإنّ النيّة بمنزلة الروح،
والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء، الذي إذا فارق الروح مات،
فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح "
بدائع الفوائد.

قصص
1- قال رجل: لأتصدقن بصدقة.
فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق!
فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على سارق!.
فقال: اللهم لك الحمد. لأتصدقن بصدقة.
فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية!
فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية!.
فقال: اللهم لك الحمد على زانية. لأتصدق بصدقة.
فخرج بصدقته فوضعها في يد غني!
فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على غني!.
فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني!.
فأتيَ في المنام فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله
أن يستعف عن سرقته،
وأما الزانية فلعلها تستعف عن زناها،
وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما آتاه الله.
متفق عليه.

2- قال رجل التميم الداري رضي الله عنه:
"ما صلاتك بالليل؟ فغضب غضباً شديداً ثم قال:
والله لركعة أصليها في جوف الليل في سرّ
أحب إلى من أن أصلي الليل كله، ثم أقصّه على الناس.

3- كان الرجل ينام مع امرأته على وسادة،
فيبكي طول ليلته وهي لا تشعر.

4- لما مات علي بن الحسن
وجدوه يعول مائة بيت في المدينة.

5- للعلامة محمد الأمين الشنقيطي قصة تتعلق بصلاح القصد والنيّة
إذ أن له تآليف عديدة، ومنها منظومة في أنساب العرب، وقد ألّفها
قبل البلوغ يقول في أولها:
في ذكر أنساب بني عدنان سميته بخالص الجمان،
لكنه -رحمه الله- بعد أن بلغ سن الرشد قام بدفن هذه المنظومة،
معللاً أنه كان قد نظمها على نية التفوّق على الأقران،
وقد لامه بعض مشايخه على ذلك، وقالوا له:
كان من الممكن تحويل النية وتحسينها.
وقد نقل عنه العلامة بكر أبو زيد أنه قال:
" إنما ألفته للتفوق به على الأقران،
فدفنته لأن تلك كانت نيتي،
ولو استقبلت من أمري
ما استدبرت
لصحت النية ولم أدفنه ".

حكم
1- (لمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ).

2- الأعمال صور قائمة،

وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها.

3- كم من عمل صغير تعظمه النية،
وكم من عمل كبير تصغره النية.

4- قال حكيم لابنه:
" اتق الله؛ فإنه لا عمل لمن لا نية له ،
ولا مال لمن لا رفق له،
ولا حرمة لمن لا دين له ".




جزاك الله خيرا وبارك الله فيك موضوع مميز سلمت يداك



بارك الله فيك



جزاك الله خير ا
وجعلة في ميزان حسناتك



التصنيفات
منتدى اسلامي

النية الجوهر

لابد للعبد من النية فالنية والعمل بهما تمام العبادة فالنية أحد جزئي العبادة لكنها خير الجزئين لأن الأعمال بالجوارح ليست مراده إن لم تؤثر في القلب ليميل إلى الخير ويبتعد عن الشر فليس المقصود من وضع الجبهة على الأرض وضع الجبهة على الأرض بل خضوع القلب فالقلب يتأثر بأعمال الجوارح وليس المقصود من الزكاة إزالة الملك بل إزالة رذيلة البخل وهو قطع علاقة القلب بالمال وليس المقصود من الضحية لحومها ولا دماءها ولكن استشعار القلب للتقوى بتعظيم شعائر الله"الغزالي-رحمه الله-"" الموفَّق يكثر من تعدُّد النيات في العمل الواحد؛ فإن أراد الوضوء فله نية طاعة أمر الله- عز وجل-: { إذا قُمتُمْ إلى الصَّلاةِ فاغْسِلوا وُجُوهَكُمْ وأيْدِيكُمْ إلى المَرافِقِ } وله نية في متابعة أمر الرسول- صلى الله عليه وسلم-: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، وله نية أن تتساقط ذنوبه مع آخر قطرة من الماء كما ذكر ذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- وله نية رفع الحدث حتى تصح صلاتك، وهكذا في جميع الأعمال.



جزاك الله الجنان



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

ما حكم التلفظ بالنية جهرا فى الصلاة؟؟

سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
ما حكم التلفظ بالنية جهرا في الصلاة؟

فأجاب رحمه الله: التلفظ بالنية بدعة ،
والجهر بذلك أشد في الإثم ، وإنما السنةالنية بالقلب؛
لأن الله سبحانه يعلم السر وأخفى ، وهو القائل عز وجل
(قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الارْضِ )

ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد
من أصحابه رضوان الله تعالى عنهم أجمعين ،
ولا عن الأئمة المتبوعين التلفظ بالنية ، فعلم بذلك أنه
غير مشروع، بل هي من البدع المحدثة

وسئل رحمه الله أيضا: إذا تلفظت في داخل المسجد
وقلت : اللهم إني نويت الوضوء لصلاة العصر مثلا ،
أو نويت الصلاة بهذه الطريقة هل هذا يعتبر بدعة؟

فأجاب رحمه الله : ليس التلفظ بالنية مشروع لا في الصلاة
ولا في الوضوء ولا في أي عبادة من العبادات بمشروع .
لأن النية محلها القلب ، فيأتي المرء إلى الصلاة بنية الصلاة
ويكفي ، ويقوم للوضوء بنية الوضوء ويكفي ، وليس هناك
حاجة إلى أن يقول : نويت أن أتوضأ ، أو نويت أن أصلي ،
أو نويت أن أصوم ،أو ما أشبه ذلك ،إنما النية محلها القلب،
لقوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما
لكل امرئ ما نوى) صحيح البخاري
ولم يكن عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه يتلفظون بنية الصلاة
ولا بنيةالوضوء ، فعلينا أن نتأسى به صلى الله عليه وسلم
وبأصحابه رضوان الله تعالى عنهم من بعده في ذلك ،
وألا نُحدث في ديننا ما لا يأذن به الله تبارك وتعالى ولا
رسوله صلوات الله وسلامه عليه لقوله عليه الصلاة والسلام
) من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) في الصحيحين
يعني : فعمله المبتدع انما هو مردود على صاحبه
فبهذا يعلم أن التلفظ بالنية بدعة
والله ولي التوفيق




بارك الله فيك



جزااك الله خير يآآ عســوؤولـة [:



التصنيفات
منتدى اسلامي

أخلاص النية لله يقلب العادات ألى عبادات

فمن رحمة الله تعالى بعباده وفضله عليهم أن نوع لهم العبادات والقربات التي تقربهم إليه، ولم يجعل هذه العبادات والقربات مشروطة بعمل بدني أو مالي أو قولي قد يصعب أدائها على البعض أو تشق عليهم، بل تفضل عليهم -سبحانه- بما هو أيسر من ذلك، ويستطيعه كل إنسان بدون جهد أو تعب ألا وهو النية الصادقة والعزيمة الجادة على حب الخير وفعله.

المقصود بالنية:

النية في الاصطلاح الشرعي هي: عزم القلب على فعل شيء.
وهي أساس العمل وقاعدته، ورأس الأمر وعموده، وأصله الذي بني، لأنها روح العمل وقائده وسائقه، والعمل تابع لها، يصح بصحتها ويفسد بفسادها، بها يحصل التوفيق، وبعدمها يحصل الخذلان، وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة.

ولهذا جعل الإسلام جزاء الفعل ثوابًا وعقابًا مرتبطًا بالنية ارتباطًا وثيقًا وجعلها شرطاً لقبول العمل، فمن الناس من يصنع المعروف مكافأة للإحسان، ومنهم من يصنعه لطلب سمعة وشهرة، لكن الإسلام لا يعتد بكل ذلك ولا يقبله من العبد إلا إذا صلحت نيته وكان عمله خالصًا لوجه الله تعالى، ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى الدنيا يصيبها أو امرأه ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [متفق عليه].

بين — في هذا الحديث حكم الشرع في الأعمال وهو أن حظ العامل من عمله نيته فإن كانت صالحة فعمله صالح وله أجره وإن كانت فاسدة فعمله فاسد وعليه وزره، وإن كانت نيته مباحة فعمله مباحًا.
وهذا يدل على أهمية ومكانة النية، وأن المسلم بحاجة إلى إصلاح النية، فإذا صلحت أعطي العبد الأجر الكبير والثواب العظيم ولو لم يعمل إنما نوى نية صالحة، ولهذا قال رسول الله –: «إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا» [رواه البخاري].

وقال -عليه الصلاة والسلام-: «من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة فإن هم بها فعملها، كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة» [رواه البخاري ومسلم].

وقال -عليه الصلاة والسلام- بعد غزوة تبوك: «إن أقوامًا خلفناهم بالمدينة ما سلكنا شعبًا ولا واديًا إلا وهم معنا حبسهم العذر» [رواه البخاري].
علم الله تعالى من صدق نياتهم ما أعطاهم به الأجر وهم قاعدون في بيوتهم. فبمجرد القصد الصالح يكون العمل صالحًا يثبت به الأجر، وتحصل به المثوبة، وبمجرد الهم الفاسد السيئ يكون العمل سيئًا يثبت به الإثم والوزر وتحصل به العقوبة.

والنية ليست مجرد لفظ باللسان: (اللهم إني نويت كذا وكذا) ولا هي حديث نفس فحسب، بل هي انبعاث القلب نحو العمل الموافق لغرض صحيح من جلب نفع أو دفع ضر حالاً أو مآلاً.

فضل النية وأثرها على العمل

إذا أصلح العبد نيته لله فإن حركاته وسكناته ونوماته ويقظاته إذا ابتغى بها وجه الله ونوى النية الحسنة فيها تحتسب خطوات إلى مرضاة الله. وقد يعجز الإنسان عن عمل الخير الذي يصبو إليه لقلة ماله أو ضعف صحته أو لأي سبب من الأسباب الخارجة عن إرادته وهو في نيته عمل ذلك لو استطاع إليه سبيلاً، فيجازيه الله بحسب نيته.
وقد يرفع الله الحريص على الإصلاح إلى مراتب المصلحين والراغب في الجهاد إلى مراتب المجاهدين، والمتطلع إلى الإنفاق إلى مراتب المحسنين الباذلين لأن بعد هممهم وصدق نياتهم أرجح لديه من عجز وسائلهم.
فليحرص الإنسان على فعل الخير والسعي إليه وتمني فعله أو المشاركة في فعله بنية صادقة وليس تمنيًا كاذبًا بدون سعي إليه ورغبة فيه.

وقد قال قائل: دلوني على عمل لا أزال به عاملاً لله تعالى.
فقيل له: انوِ الخير، فإنك لا تزال عاملاً وإن لم تعمل، فالنية تعمل ولو عُدم العمل.
وكذلك النية السيئة إذا هم بها الإنسان وعزم على فعلها أو تمنى فعلها ولكن لم يقدر على ذلك لمانع خارج عن قدرته وإرادته فإنه في هذه الحالة تكتب عليه سيئات المعاصي التي تمنى فعلها إذا قدر عليها.
يقول -عليه الصلاة والسلام-: «الناس أربعة: رجل آتاه الله عز وجل علمًا ومالاً فهو يعمل بعلمه في ماله فيقول رجل لو آتاني الله تعالى مثل ما آتاه الله لعملت كما عمل، فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه مالاً ولم يؤته علمًا فهو يخبط في ماله، فيقول رجل لو آتاني الله مثل ما آتاه عملت كما عمل، فهما في الوزر سواء» [رواه ابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن صحيح].
فأثيب ذو النية الصالحة بثواب العمل الصالح وهو لم يعمله، ووزر صاحب النية الفاسدة بوزر صاحب العمل الفاسد وهو لم يعمله، وكان مرد ذلك إلى النية وحدها.

استحباب استحضار النية الصالحة في المباحات:

الأفعال والأقوال المباحة كثيرة جدًا، وإذا لم يقصد بها العبد النية الصالحة فإنها لن تعود عليه بالنفع الآخروي، فإذا أحسن المكلف القصد والتوجه حين القيام بها فإن هذه الأعمال من المطعم والمشرب والنوم والمتاجرة والصناعة تصبح ثروات تنفعه عندما يقدم على ربه يوم القيامة لأن النية الصالحة تحيل العادات إلى عبادات، ولذلك حث العلماء ورغبوا في استحضار النية عند المباحات والعادات ليثاب العبد عليها ثواب العبادات مع أنه لا مشقة علينا في القيام بها، بل هي مألوفة للنفس، مستلذة، وهذا من عظيم سعة رحمة الله وكبير منته أن أباح لعباده الطيبات التي يشتهونها ثم بعد ذلك يثيبهم عليها بحسن نياتهم.

فإذا كان الأمر كذلك فينبغي للمسلم أن يبني سائر أعماله على صالح النيات، كما يبذل جهده في أن لا يعمل عملاً بدون نية صالحة، إذ النية روح العمل وقوامه فيمكن له أن يستحضر النية الصالحة في الأمور المباحة لتصبح بذلك قربات يثاب عليها، فالأكل والشرب مثلاُ إذا قصد به الري والشبع واللذة فإن ذلك مباح، وإن قصد به التقوي على طاعة الله والتقرب إليه بذلك أثيب عليه، وكذلك التطيب إن قصد به التلذذ والتنعيم فهو مباح، (للرجل) (وللمرأه في منزلها)، وإذا نوى به اتباع سنة النبي — فهو قربة وطاعة وإن نوى به التودد به إلى قلوب النساء والتكاثر والمفاخرة فهذا يجعل التطيب معصية، وأيضًا السواك إن قصد به التنظيف فهو مباح، وإن قصد به اتباع سنة رسول الله — فهو قربة وطاعة، وكذلك إكرامه لإخوانه وقرابته وإطعامه لهم في المناسبات إن قصد به رد الجميل لهم والاستئناس بهم فهو مباح، وإن قصد به الإحسان إليهم والتقرب إلى الله بذلك كان عمله هذا صالحًا يثاب عليه، وكذلك إعالته لأهله وأولاده من مطعم ومشرب وملبس ونحو ذلك، إن قصد به إشباعهم والتوسيع عليهم وإغنائهم عن الناس فهو مباح وإن قصد به القيام بالواجب الذي عليه نحوهم والتقرب إلى الله فهو قربة وطاعة، له أجر عليها، يقول -عليه الصلاة والسلام-: «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُثبت عليها، حتى اللقمة تضعها في فِيِّ -فم- امرأتك» [متفق عليه].
وهكذا في جميع المباحات فليحرص المسلم دائمًا على استحضار النية الصالحة والتقرب إلى الله بكل عمل مباح خالصًا به أو لغيره كفعل معروف به أو تقديم خدمة له ليصبح عمله هذا عملاً صالحًا يثاب ويؤجر عليه.

ولقد ربيَّ الأئمة رحمهم الله تلاميذهم على ذلك، فقد روي أن الإمام الشافعي رحمه الله كان جالسًا مع تلاميذه فطُرق عليهم الباب فنهض أحدهم، فقال الشافعي: لماذا قمت؟ قال: لأفتح الباب، فقال له مفسحًا دائرة نيته ليزداد أجره وتعظم مثوبته: انوِ إن كان سائلاً أعطيته وإن كان مستفتيًا أفتيته وإن كان مستغيثًا أغثته.

وهكذا تمتد أبعاد العبادة بقدر امتداد النية المقرونة بالعمل ويستطيع المسلم أن يكون عابدًا لله مدى الحياة في يقظته ومنامه في صمته وكلامه، في سعيه لمعاشه ومعاده ما دام عمله موافقًا لشرع الله ونيته ابتغاء وجه الله تعالى، ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "العارفون بالله عاداتهم عبادات، والعامة عباداتهم عادات".

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلًّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

خليجية




جزاكي الله الجنة



بووووووووووووووووووركتي



مشكورين يا بنتات على الرد
مبروك اختى حسناء ربنا
يرزقك الخلف الصالح أأأأمين

خليجية




التصنيفات
منوعات

فقه الاخلاص والنية واثرة فى مسارالدعوة الى الله


فقه الإخلاص والنية وأثره في مسار الدعوة إلى الله

لسنا في حاجة إلى التدليل على صحة الرسالة الإسلامية وشمولية خطابها ووسطية منهجها في الأمور كلها بما يتوافق وما جُبل عليه الإنسان، الذي بقدر ما كرَّمَهُ الله، جلت قدرته، أرسل إليه المرسلين والأنبياء تباعا ليرشدوه إلى الصراط المستقيم حتى لا يزيغ عن الحق ، ويظل مساره في هذه الدنيا مسيّجاً بنور الله الهادي إلى توفيقه ورضاه. فقد فَصّل الله في خطابه إلى الإنسان منهاج السلوك وبيّن أن الهدف الأسمى من الخلق والتكليف عبادة الله عز وجل : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}(الذاريات : 56)، كما عمل الرسل والأنبياء عليهم السلام على تعليم هذا الإنسان، التّائِه في دروب الحياة، المُصارِع لكيد الشياطين، منهاجَ العمل والسير إلى الله جل جلاه، بتصحيح العقائد وتنقية البصائر وغسل القلوب وتصفيتها على الدوام حتى تكون في مستوى خطاب الله تعالى الثقيل الذي يحتاج إلى قلب من عيار خاص ليكون له وعاء : {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا}(المزمل : 5). وقد تزامن فعل التربية على فهم خطاب الله ومقاصده مع فعل التربية على الإخلاص لله في كل شيء مصداقا لقوله جل جلاله : {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}(البينة : 5)، ليكون ما يصْدُر عن هذا الإنسان للّه {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين}(الأنعام : 164- 165).

إن القراءة المستوعبة لمرحلة إعداد جيل القدوة الأوائل من الصحابة، رضي الله عنهم، تُبين للناظر المتدبر كيف استطاعت بصيرة الرسول وحكمته إخراج رجال كانوا لهذا الدين قواداً وحماة ودعاة في نفس الآن لأنهم استوعبوا قوله تعالى : {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلك وصى به لعلكم تتقون}(الأنعام : 154). كما تدبروا جيداً قوله تعالى : {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}(الأحزاب : 21) وقوله جل جلاله كذلك : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}(آل عمران : 31)؛ فربط بَيْن المحبة والاتِّباع والفوز باليوم الآخر ومرضاة الله؛ ولا مدخل إلى ذلك إلا عن طريق جعل الرسول القدوة والأسوة، لأنه المبعوث من الله بخطاب هو في جملته منهاج السائرين إلى الله، جلت قدرته، على الدوام، من أولئك الذين قال في حقهم عز وجل {إنما يخشى الله من عباده العلماء}(فاطر : 21).

فما انتصرت الأمة زمن تمكنها، وما بلغ هذا الدين مشارق الأرض ومغاربها، إلا لتوفر هؤلاء الرجال الذين استوعبوا قوله جل جلاله : {كنتم خير أمة أخرجت للناس}(آل عمران : 110) وقوله عز وجل : {لتكونوا شهداء على الناس}(البقرة : 143). فقد توفرت في شخصيتهم العديد من عناصر القوة لعل من أهمها وأبرزها : الإخلاص لله في الدعوة إلى دينه.

الإخلاص أساس التخلص من الخَبَال الحركي في مجال الدعوة :

واليوم، والأمة تعيش على إيقاع الهزيمة الحضارية، وقد تكالبت عليها الأمم والشعوب من كل ناحية، نحتاج إلى كل من شأنه تصحيح الرؤية باتجاه المستقبل وتوجيه البوصلة في اتجاه الشهود والخيرية؛ ولا قدرة لنا على ذلك ما لم تتوفر فينا، وحولنا، العديد من شروط العودة والنصر؛ فتلك سنة من سنن الله في خلقه، لعل من أهمها إخلاص العلاقة بالله من جديد بتصحيح الارتباط به. ولا شك في أن الأخذ بالمنهاج النبوي الصحيح والراشد هو المنطلق ليكون الرسول الأسوة والقدوة، والأمة تحاول النهوض من جديد. فقد بنى الرسول الكريم أمة الخيرية والشهادة من حطام الجاهلية؛ وكيف لنا أن لا نأخذ بمنهجه وفينا من سنته ولو الشيء اليسير.

إن باستطاعتنا أن نكون من أولئك الذين وصفهم الله في كتابه العزيز بقوله : {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص}(الصف : 4)، وأن نكون على قلب رجل واحد، وأن نستعيد وظيفة الخيرية والشهادة على الناس؛ لكن الأمر يحتاج إلى مقدمات أساسية سابقة، هي وحدها الكفيلة بجعلنا خير أمة أخرجت للناس، لعل من أهمها، في هذا المقام : إخلاص النية والعمل لله عز وجل؛ مصداقا لقوله تعالى : {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق، فاعبد الله مخلصا له الدين، ألا له الدين الخالص}(الزمر : 2- 3)، وقوله ] : .

يظهر جليا -إذن- أن الحاجة ملحة لاستحضار هذا الشرط، ونحن نحاول قدر المستطاع استئناف رسالة الأنبياء، الذين تحرروا من عبودية الأهواء وغير الله، وتخلصوا من آفتي غفلة القلب وقساوته، فلم يصابوا بعمى القلب ولا بالزيغ {فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}(الحج : 46)، {فلما أزاغوا أزاغ الله قلوبهم}(الصف : 5)، فكانوا من الصالحين؛ والصلاح -كما نعلم- أحد موجبات خلافة الله في الأرض : {ولقد كتبنا في الزَّبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}(الأنبياء : 105).

منطلق العمل :

وإذا كانت الدعوة الحقة لله في حاجة إلى رجال صادقين ومخلصين، فإن الخطوة الأولى لإخراج هؤلاء الذين بهم يُجدد الله لهذه الأمة، على رأس كل مائة عام دينها، تتعلق بإخلاص النية في العمل مصداقا لقوله : (رواه مسلم والبخاري)؛ فقد أخلص السابقون من الصالحين نيتهم حينما عملوا على تصفية أعمالهم عن ملاحظة المخلوقين، وأخرجوا هؤلاء عن معاملة الله؛ لأنهم أدركوا مغزى قوله جل جلاله : {يا أيها الذين آمنوا، هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله، وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن، ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين}(الصف : 10- 13). فدلت الآيات على اقتران الفتح والنصر والبشرى والفوز والمغفرة بالتجارة مع الله عز وجل، تجارة يتجرد خلالها المؤمن من كل ما من شأنه جعل عمله هباء منثوراً. {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعناه هباء منثوراً}(الفرقان : 23)، أو يدفعه إلى الضلال المبين، فيكون من أولئك الذين قال فيهم الحق سبحانه وتعالى : قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}(الكهف : 99).

الإخلاص والتحرر من فساد القلب والمبيقات الحركية :

يتضح مما سبق ذكره أن الضرورة تقتضي تجديد فهم العاملين للإسلام بخصوص شرط الإخلاص، فقها وتنزيلاً، لأنه أساس قبول الأعمال كلها، ومنها العمل لله والدعوة إلى دينه؛ ولن يستطيع المرء الوصول إلى هذه المرتبة الباطنية، إلا إذا تخلّص من أسباب فساد القلب مصداقا لقوله : >إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب}(رواه البخاري). ففساد الباطن يؤدي، لا محالة، إلى فساد الظاهر؛ ولذلك ركزت مجموعة من الآيات والأحاديث على القلوب التي تعقل {فتكون لهم قلوب يعقلون بها}(الحج : 46) والقلوب التي تفقه {لهم قلوب لا يفقهون بها}(الأعراف : 179)؛ إذ المطلوب شرعاً وواقعا القلب المُبصر، ولعل هذا ما جعل الإسلام يركز، في تربية المسلم ا لمؤمن، على القلب، لأنه مركز الإخلاص، والقائد الذي تتبعه كل الجوارح والأفعال. قال فيما رواه أبو ذر الغفاري ] : (رواه أحمد).

يظهر، إذن، أن المطلوب شرعاً إخلاص النية والقصد في الأعمال والأقوال كلها، بما فيها العمل للدعوة إلى الله جل جلاله؛ إلا أن الناظر في أفعال بعض المنتمين إلى هذا العمل سيلحظ بدون شك كثرة المبيقات الدعوية. ولست أغالي إن قلت : إن مرد ذلك يرجع إلى الفساد الذي أحاط بالقلب، وكثرة الفهم المغلوط للشرع أو فرط اتباع الهوى؛ فترى المرء لا يعمل إلا مرضاة لشخص ما، خوفا أو تملقا أو طمعا في قربه، أو رغبة في تحقيق مصلحة دنيوية، أو رياء أو جلباً للشهرة..؛ في حين يقتضي الأمر إخلاص العمل لله جل جلاله، سعيا لاكتساب مرضاته ورحمته وعفوه، وتلك سمة من سمات الخاشعين.

إن الدعوة إلى الله، في المرحلة الراهنة، بالذات، في حاجة ماسة إلى المخلصين، وليس العبرة بالكثرة، ولكن بالنماذج التي استطاعت أن تصيغ حياتها بالقرآن الكريم، فما انتصر الحق على الباطل، وما انتشر الإسلام بالشكل الذي عليه اليوم، إلا بإخلاص جيل من المؤمنين الذين تربوا بداخل المدرسة القرآنية على المنهاج النبوي الراشد، جيل القدوة والقيادة، جيل أمة التواصي بالحق والصبر، الجيل الصالح المصلح.

وعلى هذا الأساس يتبين أن للنجاح في مجال الدعوة إلى الله عز وجل قاعدتان اثنتان : أولهما الإخلاص في السر والعلانية، وثانيهما موافقة الشرع؛ ولعل هذا هو أساس تمثل المعنى الحقيقي للإسلام الذي يجمع بين الاستسلام والانقياد من جهة، وبين الإخلاص من جهة ثانية؛ ولذلك قيل إن الأصل في الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، وأصل العمل : عمل القلب؛ وهو ما يفضي إلى قاعدة إيمانية تصحح السلوك مفادها أن القول والعمل لا يقبلان إلا بالنية الخالصة لله جل جلاله، الشيء الذي يبين لنا، بكل وضوح، أن التربية الدعوية الصحيحة تنبذ كل أشكال الوساطة، وكل أشكال الخوف من غير الله، وكل أشكال العمل الذي يتملق من خلاله صاحبه لكي يحظى برضا من معه، أو من بأيديهم مفاتيح أغراض مادية. إنها بشكل آخر : المنهج الداعي إلى تربية المسلم على خلق الجهاد النفسي لمقاومة كل أشكال الرياء والشهرة وتحقيق المصالح الذاتية؛ لأن أساس الجهاد مخافة الله وطلب رضاه ورحمته وهدايته، مصداقا لقوله تعالى : {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}(العنكبوت : 69).

وبالجملة نقول : إن الخلل واضح في تديننا وعملنا وسلوكنا وهو ما يؤثر، بشكل عام، على حياتنا الدعوية، ولعل مرد ذلك إلى المنهج الذي به نحيا وبه نفهم ونتعامل وندعو، ولن تستقيم حياة الدعوة إلى الله تعالى إلا إذا تمسكت بالمنهاج النبوي الصحيح، الذي من أهم مداخله : فهم المدلول الحقيقي للإخلاص جملة وتفصيلاً، وإلا فإننا في حاجة ماسة إلى تصحيح الأساس الذي تقوم عليه حياتنا قبل أن يسقط : {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم}(التوبة : 109).

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

خليجية




جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم