الوسم: الأباء
كالتخلي عن الألعاب وعدم اهتمامه بعادة كان يمارسها عندما كان أفق تفكيره محدودا، الا شيئا واحدا لا يفارقه طوال حياته والذي يتمثل في درجة الثقة التي تربطه بالعائلة أو الثقة التي بناها في علاقته بوالديه وكذلك الثقة التي بناها الأبوان مع أولادهم. فالثقة هي التي تحافظ على روابط طويلة الأمد بين الأبناء والآباء وهي التي تحافظ على نقاوة هذه الروابط.
يكبرون بسرعة ..
وأوضحت دراسة لمركز الأبحاث الاجتماعية في مدينة ساوباولو ان بناء علاقات الثقة بين الأبناء والآباء لا تحتمل التأجيل ولا بأي شكل من الأشكال ، فهي اما تبدأ منذ الصغر أو تتبخر ولا يبقى لها أثرا. ومن أهم النقاط الواردة في الدراسة " أن الأولاد يكبرون بسرعة دون أن يدرك الأبوان ذلك. فيدخل الابن أو الابنة مرحلة المراهقة ومن ثم سن البلوغ ولكنهم يبقون صغارا في عيون آبائهم وأمهاتهم. "
وأوضحت الدراسة بأن بعض الآباء يعتقدون بأن بناء الثقة يبدأ عندما يكبر الطفل ويفهم معناها، لكن العلم يثبت بأن الطفل يدرك موضوع الثقة منذ العام الأول من عمره. ولهذا تظهر على وجه الطفل الصغير نظرات قد لا يفهمها الآباء، تلك النظرات الخفية التي تنطلق من طرف العين والحاجب الى الأعلى. في الحقيقة فان هذه النظرات تعني بأن الطفل ينتظر ردود فعل أبويه ازاء شيء ما يريد القيام به، ولكنه لا يعلم ما اذا كانت هناك موافقة على ذلك أم لا. هذه النظرات انما هي اشارات الى قياس مدى استعداد الوالدين للسماح للطفل بالقيام بهذا العمل أو ذاك. ونظرات الطفل تتركز على شفاه الأبوين، انتظار رد فعل ما. هل يستطيع القيام بتصرف ما أم أن كلمات قاسية ستنطق بها شفاه الآباء تحبط من عزيمة الطفل.
عدم ادراك النمو الفكري للطفل مصيبة !
وأكدت الدراسة بأن أغلب المشاكل التي تحدث بين الآباء والأبناء المراهقين تنجم عن عدم ادراك الآباء بأن أبناءهم قد حققوا نموا في التفكير ولذلك فان عدم الاعتراف بهذه التحولات يجعل العلاقة بين الآباء والأبناء مضطربة ومشوشة للغاية. السبب هنا يكمن في شك كل طرف بنوايا الآخر بسبب غياب الثقة المتبادلة بين الطرفين.
وقالت الدراسة بأن بعض الآباء يشتكون من أن أبناءهم قد خانوا الثقة التي منحوها لهم، ولكن هل فكروا بدرجة عمقها وقوتها بالرجوع الى سنوات كثيرة خلت؟ الثقة ليست كلمة تقال، بل هي ممارسة جدية تتطلب الكثير من الوقت لنيلها والثقة، كما يقال، تتطلب الجهد لاكتساحها بشكل كامل وليس فقط بناء خيوط رفيعة لها. فاذا كانت مجرد خيوط رفيعة فانها ستنقطع عندما يكبر الأولاد وينمو أفق تفكيرهم. وأضافت الدراسة بأن نسبة ثمانين بالمائة من المشاكل بين الآباء والأبناء المراهقين ناجمة عن خلل في الثقة التي تم بناؤها منذ أن كان الأولاد صغارا.
مشكلة التأقلم والتكيف مع نمو الأبناء
ولفت الدراسة الى ان هناك صعوبة لدى الأبناء والآباء حول التكيف والتأقلم مع فكرة النمو التي تغير الكثير من الأشياء. فان كان الاباء يريدون أولادا صادقين كان ينبغي عليهم أن يغرسوا ذلك في نفوسهم منذ الصغر واذا كانوا يريدون أبناء يتحلون بالأمانة كان ينبغي عليهم أن يعلموها لهم منذ الصغر. فوصول الابن أو الابنة الى عمر المراهقة دون الشعور بأن هناك ثقة كافية مع آبائهم يصعب جدا من عملية تكيف كل طرف مع الآخر.
لماذا يصعب على الآباء قبول نمو أبنائهم؟
وأكدت الدراسة بأنه ليس من الصعب قبول نمو الأولاد لأن الأصعب من ذلك هو قبول الآباء تقدمهم هم في السن. فنمو وكبر الأطفال يقابله كبر سن الآباء. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، فكلما كبر الأولاد تقدم الآباء أيضا في السن وهذه المعادلة توجد نوعا من التباعد الفكري بين الطرفين. وقالت الدراسة ان الحل الوحيد لفك هذه المعادلة المضطردة هو اللجوء منذ الصغر الى بناء ثقة متينة بين الجانبين ، لأن وجود الثقة يلغي حاجز التقدم في السن لتحقيق التفاهم.
3 أخطاء تربوية يقوم بها الأباء
1. تستجيب للسلوك السيئ بإنفعال:
لعل إحد أصعب ما في قوانين الإنضباط هو أننا عموما لا نفكر به حتى تأتي لحظة الحاجة له. وعندها نشعر بالغضب لأننا لم نفكر في هذا الاحتمال. ولكن هذه ليست طريقة مناسبة لممارسة الأفكار التربوية، لأن ذلك سيدفع بك للدخول في دائرة من الانفعالات، وهذا ما لا تريده. بدلا من ذلك، قبل أن يظهر أمر طارئ، فكر جديا بما تريد تحقيقه من سياسة الانضباط الحالية. ألعب الادوار المختلفة إذا رغبت لتعرف كيف يمكنك الرد عليها بطريقة غير انفعالية.
إذا فاجئك تصرف ما لم تحضر له من قبل، لا تتحدث وانت غاضب، خذ وقتك للتفكير اخبر الطفل أو المراهق بأن ما قام به يستحق العقاب ثم اطلب منه الذهاب الى غرفته والعودة بعد 10 دقائق حتى تكون قد استجمعت افكارك واستعدت هدوءك.
2. استثناءات القوانين:
اسوء ما يمكن لأي أب أو أم ان يقوما به هو وضع قوانين للانضباط ثم الجوء الى الاستثناءات عندما يضغط الطفل عليهما. لذا إذا كان هناك قانون يمنع مشاهدة التلفاز بعد الساعة السادسة مثلا فيجب أن يطبق دائما بدون استثناءات. لأنك إذا تجاهلت تطبيق القانون مرة واحدة فتوقع أن تأتي العديد من الاستثناءات لاحقا.
3. الخلاف حول اساليب الإنضباط:
جاء ابنكما بعلامات سيئة في امتحانه، فيقول الأب بأن عقابه سيكون عدم الذهاب الى الحفل يوم الجمعة، فتردين عليه فورا، كلا هذا ليس عدلا! انتبهي جيدا فالاطفال يمكنهم معرفة نقاط الضعف وعندما يحصل خلاف بينك وبين زوجك فتأكدي أن الطفل هو أول من سيزيد من حدة الخلاف. الانضباط بحاجة الى جبهة موحدة من الاب والام.
لا تقوما أبدا بمناقشة العقوبة امام الطفل. خذا وقتا للتحدث عنها في غرفتكما أو ارسالا الطفل الى غرفته لحين التوصل الى قرار مشترك.
هذا وقد كشفت دراسة جديدة أجراها موقع Babychild.co.uk أن ثلاثة أرباع الأباء اعترفوا بأنها استعانوا بالأكاذيب ليشجعوا أطفالهم على السلوك الجيد.
البحث، الذي شارك به عينة من 1.567 أب وأم ، كشف أكثر عادات التربية الشائعة بين الأباء البريطانين. وكشف بأن ثمانية وسبعون بالمائة من الأباء استعانوا بالأكاذيب لتأديب وتربية أطفالهم. وقد أفرد الموقع قائمة بأكثر الأكاذيب شيوعا مع النسبة المئوية لكل كذبة.
أكثر عشرة أكاذيب يقولها الأباء لأطفالهم :
1) تناول الجزر يجعلك ترى في الظلام / أو يحسن النظر – 66%
2) تناول الحواف الجافة للبيتزا أو الفطائر يجعل شعرك مجعدا – 52%
3) إذا قمت بعمل تعبير وجهي سخيف، وهبت الريح، فسيبقى التعبير السخيف على وجهك للأبد – 43%
4) إذا لم تحسن التصرف هذا العام، فسوف تحصل على قطعة فحم في عيد الميلاد – 41%
5) الجلوس قريبا جدا من شاشة التلفزيون سيجعل عيونك مربعة الشكل – 38%
6) بابا نويل لن يأتي إذا لم تذهب للنوم باكرا قبل منتصف ليلة عيد الميلاد -33%
7) إذا كذبت فسوف يصبح أنفك طويلا – 25%
8) إذا بلعت بذور الفاكهة، فسوف تنمو في معدتك – 24%
9) أكل السبانخ يجعلك كبيرا وقويا – 19%
10) إذا بلعت العلكة، فسوف تعلق في معدتك لمدة سبع سنوات – 16%
كما كشفت الدراسة بأن الأطفال الأصغر سنا كانوا الأكثر عرضة لأكاذيب الأباء. فأقل من نصف الأباء قالوا الأكاذيب إلى الأطفال ما بين سن 3 إلى 6، بينما ادعى واحد من عشرة بأنهم قالوا الأكاذيب للأطفال ما بين سن 10-12.
بينما اعترف تقريبا 80 بالمائة من الأباء بالكذب على أطفالهم لأن أبائهم أخبروهم نفس الأكاذيب عندما كانوا أطفالا.
وعلل سبعة وثمانون بالمائة من الأباء سبب كذبهم بأن قول الأكاذيب لا يعد خطأ إذا كان الهدف التربية والتأديب، بينما قال 56 بالمائة بأن أكاذيبهم لا بأس بها لأنها كانت "غير مؤذية
لأنه كما يوضح د.إبراهيم عيد أستاذ الصحة النفسية جامعة عين شمس يجب الموازنة بين التدليل والحنان وأن تكون هناك عدالة في التعامل بين جميع الأبناء, وهذا ما يسمي بالمساواة في الحقوق والواجبات حتي لا نولد مشاعر سيئة وغيرة بين الأشقاء, فمثلا لا يجب أن ندلل الطفل الذكر ونتجاهل شعور أخواته البنات لأن هناك أسر تعامل الإبن الوحيد وكأنه ملك متوج في العائلة بالاهتمام به وتلبية جميع طلباته فينشأ علي الأنانية وحب الامتلاك والسيطرة علي كل من حوله وعدم قبوله لأي نقد بناء.
هذا بالإضافة إلي الانعزالية والعنف, ثم تعلم سلوكيات خاطئة عندما يصل إلي سن المراهقة في محاولة لإثبات ذاته ورجولته فتصبح تصرفاته غير مقبولة ممن حوله مما يجعله عرضة للإحباط عندما يصطدم بالواقع في العمل أو الزواج لأنه لم يعتد علي تحمل المسئولية وبالتالي يفشل في حياته العملية.
و هذا ينطبق علي الفتاة أيضا فلا يجب أن تفرط الأسرة في تدليلها علي أخوتها الذكور لأنها ستصبح زوجة وأم في المستقبل, لذلك يجب تنشئتها علي أن تكون فعالة ومعاونة وداعمة لعائلتها حتي لا تصبح عبئا علي نفسها وأسرتها ولا تتمتع بالمرونة الواجبة في التعامل مع الغير بل وتنشئ جيلا ضعيفا غير سوي.
ويحذر د.إبراهيم من التدليل الزائد الذي يولد الغيرة بين الأخوة وينتج عنه أمراض نفسية منها التبول اللاارادي وقضم الأظافر والقلق الشديد. لذلك ينصح بالمساواة والعدالة في المعاملة, بأن نحبب الأبناء بعضهم في بعض لأنه أحيانا تكون الأخت بديلا للصديق أو للأم و كاتمة الأسرار, و يكون الأخ كذلك بالعطف والحنان و ليس التعالي علي أخوته
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ