التصنيفات
التربية والتعليم

الأبناء والقراءة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأبناء والقراءة || د عبد الكريم بكار


يقولون: أنت لا تستطيع معرفة اهتمامات الناس حين يكونون مشغولين، لكن أعطهم وقتاً حراً، أو اجعلهم في موقف ينتظرون فيه حدوث شيء، ثم تأمل في الأمور التي ينشغلون بها، وهذا صحيح.
وقد رأيت أن الانتظار مدة أربع أو خمس ساعات في المطارات الدولية بين رحلة ورحلة يكشف فعلاً عن اهتمامات الناس، وقد رأيت ذلك مرات عديدة، كما رآه غيري؛ فالأوربيون ـ والغربيون عموماً تكون معهم ـ غالباً ـ كتبهم وحاسباتهم الشخصية، وبها يملؤون وقت الانتظار بين رحلة وأخرى.
أما أبناء ما يُسمّى بالدول النامية فإنك ترى معظمهم حائرين في ملء الفراغ الذي أتيح إليهم؛ فمنهم من ينام على كرسيه، ومنهم من يذهب إلى مكان تناول القهوة والشاي، ومنهم من يقلِّب نظره في الجالسين والعابرين.. ولا شك أن الفارق بين هؤلاء وأولئك لم يأت من الموروث الجيني، وإنما من التربية والتنشئة والبيئة.
لو تساءلنا عن أساليب تحبيب القراءة إلى الصغار، فإن الجواب سيُغرقنا بالعشرات من التفاصيل الصغيرة، فلنتحدث إذن عن المبادرات والأساليب الأساسية،
وهي أيضاً كثيرة، ولعل أهمها الآتي:
أسرة مهتمة: الخطوط العميقة في شخصية الطفل تُرسم في السنوات الست الأولى من عمره، ولهذا فإن الأسرة هي التي تتحمل العبء الأكبر في صناعة رغبات الطفل، ومنها الرغبة في القراءة.
إن الأسرة هي التي ترجَّح ما أمام الطفل من خيارات، وهي التي توجِد في نفسه الميل إلى القراءة والرسم والتلوين والكتابة، كما أنها هي التي تتيح له أن يتعود الانغماس في اللهو واللعب والخروج مع الرفاق وتتبع الأمور التافهة؛ ولهذا فإن اهتمام الأسرة بتعويد أطفالها على القراءة هو شرط أولي وأساسي، ولطالما كان الاهتمام أباً لمعظم الفضائل.
2– أسرة قارئة: الأسرة القارئة ليست هي الأسرة المتعلمة، لكنها الأسرة التي يمارس أفرادها القراءة كل يوم؛ إذ إن الطفل حيثما التفت وجد أباً ممسكاً بكتاب، أو أخاً يرسم شيئاً، أو أماً تشرح لأخيه شيئاً غامضاً في أحد المقررات الدراسية.
إن مشاهدات الطفل لهذه الأنشطة تجعله يوقن بأن العيش مع الكتب والورق والأقلام هو العيش الطبيعي، وقد أجرت الرابطة الأمريكية لمجالس الآباء استطلاعاً حول موضوع القراءة لدى الصغار، وقد تبين من ذلك الاستطلاع أن (82%) من الأطفال الذين لا يحبون القراءة لم يحظوا بتشجيع آبائهم وأمهاتهم. ولا ريب أن التشجيع على القراءة لا يكون بالحث ولكن بإيجاد جو، يقتدي فيه الصغار بالكبار؛ ولهذا يمكن القول: إن أطفالنا لا يمارسون نشاط القراءة؛ لأننا نحن الكبار لا نفعل ذلك.
3- المكتبة المنزلية:
حين تدخل إلى بيوت معظم الغربيين تجد الكتاب في كل ركن من أركان المنزل، ولهذا فإن الطفل يألف وجود الكتب، ويألف رؤية من يقرؤها في كل وقت. كثير من بيوتنا خالٍ من أي مكتبة، وبعضها فيه مكتبات، ولكنها أشبه بالمتاحف؛ إنها لتزيين المنزل، وليست لنفع أهله، لهذا لا تمتد إليها أي يد!
المطلوب أن تكون هناك مكتبة تغذي عقول الصغار والكبار، ويشترك جميع أفراد الأسرة في اختيارها، وهي تحتاج إلى تجديد وتغذية مستمرة.

4- ضبط استخدام وسائل التقنية:
قد تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن التلفاز والإنترنت والجوّال والألعاب الإلكترونية قد أضعفت القدرة على التركيز لدى الناشئة، وجعلت معظم اهتماماتهم قصيرة الآجال، وهذا مضادّ لكل عمليات التثقف الرصين، ومن هنا فإن على الأسرة ألاّ تسمح بدخول "الكتاب" في منافسة مع الأدوات الإلكترونية؛ لأن هزيمة الكتاب ستكون حينئذ محقَّقة.

ولهذا فإن من المهم جداً ألاّ يُسمح للأطفال باستخدام "النت" والجلوس أمام التلفاز إلاّ مدة ساعة أو ساعتين يومياً، وحينئذ سنجد أن الأطفال يتجهون إلى قراءة القصص والروايات والكتب بوصفها المخرج الوحيد من الملل والسأم، ومع الأيام يشعرون بمتعة القراءة وتتعلق قلوبهم بالكتب.
إن صغارنا سيتملكون الرغبة في القراءة حين ندرك نحن الكبار أن مسؤوليتنا تجاه تثقيفهم وتغذية عقولهم لا تقل عن مسؤوليتنا في تغذية أجسامهم؛ وعلى الله قصد السبيل.
مما راق لى ||المصدر|| ياله من دين
==========
لا تنسى ذكر الله ~~ وتذكر أن الكلمة الطيبة صدقة




التصنيفات
منوعات

الشجارات بين الأبناء كيف نعالجها ؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خليجية
لا يكاد يخلو منه بيت من البيوت ، وكثيراً ما يستمتع الإخوة وهم يتشاجرون

مع بعضهم البعض ، فهم يتعرفون من خلال تلك المناوشات على إمكاناتهم ونقاط الضعف

والقوة عندهم ، وهم يجربون نشوة الإثارة والإنتصار .

ومن أهم أسباب التشاحر بين الإخوة : الغيرة ، والشعور بالنقص

والشعور باضطهاد الكبار وانشغال الأبوين عن الأطفال .

كما أن الأطفال الذكور يحاولون السيطرة على البنات

وقد يعير الأطفال بعضهم بعضاً بشكل الجسم أو قِصره أو ضخامته .. فيتشاجرون

وكثيراً ما يتشاجر الأطفال لامتلاك بعض العب .

وبالطبع فإن تلك المشاجرات تثير أعصاب الأبوين الذين يصابا بالصدمة حين يعجزان عن منع تلك المشاجرات

حتى إن بعض الآباء يشك في قدرته على التربية ، ويُسائل نفسه كيف لا يستطيع تربية أبناءه من دون شجار ولا خصومات .

وينغي البدء أولاً بدراسة حالة الطفل الصحية فقد يكون سرعة الغضب أو البكاء اختلالاً في إفرازات الغدة الدرقية

أو الشعور بالإجهاد أو الإمساك المزمن نتيجة سوء التغذية أوغيرها من الأسباب .

ماذا أفعل عندما يتشاجر الأولاد ؟ :

1 إذا كان أحد الأولاد عرضة للإصابة بأذىً جسدي فعليك أن تتدخل فوراً حتى تمنع الخطر المحدق

بأن تنادي عليهم أن يتوقفوا عن الشجار فوراً ، وهذا ما يحدث في شجار الأولاد عادة

أم البنات فتميل إلى جولات الصراخ بدلاً من استخدام العضلات .

2 بعد تحق الهدوء ، حاول أن تقضي وقتاً قصيراً في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة

رغم أن من المستحيل غالباً أن تصل إلى القصة الصحيحة ، ولكن المهم هو أن تشعرهم أنك محايد وعادل

وأنك تسمع لما يجول في صدورهم .

3 إذا لم يكن هناك ضرب أو استعمال العضلات في النزاع ، فلا حاجة إلى المسارعة للتدخل وحل النزاع

فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعات والخلافات ، فهم يتعلمون منها أموراً كثيرة

ولو حاولت منع الشجار تماماً فإنهم سيبحثون عن بديل لتفريغ تلك الطاقة .

وإذا كنت دائم السيطرة على المواقف فهذا يعني أن العلاقة بينهم غير طبيعية ، ومضبوطة بسلطتك أنت عليهم

وأنهم سيهجمون على بعضهم عندما تدير ظهرك عنهم ، أو أن تدوم روح العداء بينهم
الحقوق
والتي لم يُنَفَّس عنها طوال طفولتهم ، وستكون العلاقة بينهم ضعيفة حيث يفضلون الانفصال عن بعضهم في أول فرصة .

أما الأولاد الذين يُسمح لهم بعض الجدال في صغرهم فيصبحون عادة أشد قربا من بعضهم في كبرهم .

4 تذكر أن الخلاف بين الأولاد ليس كله ضاراً ، وليس بالسوء الذي يبدو للكبار .

5 أوضح لأبناءك أنك لست ضد محاولتهم فض الخلاف بأنفسهم ، ولكن ضد الضوضاء التي يصلون إليها لفض خلافهم

وإذا كان الخلاف على لعبة فيمكنك أخذ العبة منهم جميعاً ، وأخبرهم أنه يمكن استرجاعها بعد أن يتوصلوا إلى اتفاق

وقد يحتاج الأمر إلى إرسال كل منهم إلى مكان أو غرفة لفترة قصيرة .

6 ربما تكون المشكلة أعسر عندما يكون فارق السن كبيراً بين الأولاد المتنازعين ، ورغم أن الكبير أقوى من الصغير

إلا أن الصغير قادرٌ أيضاً على إزعاج الكبير ، وخاصة أنه قد يحتمي بصغره ، وقد يبالغ الولد في ألمه ودموعه .

7 حاول ألا تنحاز مع أحد الأولاد ضد الآخر ، أشعِرِ الكبير أن عليه أن يعطف على أخيه الصغير

واطلب منه أن يخبرك فوراً إذا كان قد حاول الصبر ولم يتمالك نفسه .

8 ساعد الصغير على أن يحترم الكبير ، وأن لا يحاول إزعاج الولد الأكبر فينتقم منه .

9 لا تسرع بمعاقبة المذنب فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والإنتقام

وقد يقع عقابك على البريء فيشك الطرفان في حكمك في المستقبل .

10 لا تقارن الواحد منهم بالآخر فتقول لأحدهم :

(إن أخاك كان أفضل منك عندما كان في سنك) أو

( إنك على عكس أخيك فهو يطيع من أول مرة أقول له شيئا )

فإن ذلك يجعل الولد يشعر بالذنب من نفسه والغيظ من أخيه

وإن تكرار هذه المقارنة يجعل الولد يكره التشبه والإقتداء بأخيه رغم صفاته الحسنة .

11 ولعل من الطرق المناسبة لإمتصاص ثورة العراك بين الأطفال تحويل نقمتهم إلى نوع من العمل الإيجابي السليم

كمساعدة الغير أو دعوتهم إلى مساعدة أمهم أو ما شابه ، ومن الخطإ أن يتوقع الآباء أن يتصرف الأبناء بعقلية الآباء .

12 على الأم المحافظة على هدوءها قدر الإمكان أثناء غضب ابنها أو مشاجرته مع إخوته .

13 على الأبوين أن يكونا قدوة حسنة فيقلعوا عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه الأمور أمام الأبناء .

14 لا تدع ابنك يذوق حلاوة الإنتصار بتحقيق الرغبة التي انفجر باكياً من أجلها وغضب .

15 على الآباء إصلاح أنفسهم أولاً ، فكثير من حالات التشاجر عند الأطفال مرجعها الآباء أنسهم

بسب سلوكهم المتَّسم بالحزم المبالغ فيه ، والسيكرة الكاملة على الطفل

ورغبتهم في إطاعة أوامرهم طاعة عمياء ، وثورتهم وشجارهم بين بعضهم البعض ( أي الزوجين ) لأتفه الأسباب .

دمتم فى حفظ الله




خليجية



خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

أخطاء في تربية الأبناء

أخطاء في تربية الأبناء

يا أخواتي هذا الكلام هام جدا
برجاء القراءة بعناية

د. بدر عبد الحميد هميسه

تربية الأولاد من المسؤوليات العظيمة التي سوف يسأل عنها الإنسان يوم القيامة ، ولقد أمرنا الله تعالى بأن نقي أنفسنا وأهلينا من المخاطر والمهالك ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم.

وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالإِمَامُ رَاعٍ ، وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ في أَهْلِهِ رَاعٍ ، وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهْىَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ ، وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ". أَخْرَجَهُ أحمد 2/121(6026) و"البُخَارِي" 2/6 و4/6(2751) و"مسلم" 6/8(4755) .

وقال : " كَفَى بِالْمَرْءَ إِثْمًا ، أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ". رواه أحمد" 2/160(6495) قال الأرنؤوط : صحيح لغيره وهذا إسناد حسن.

وتربية الأولاد علم له أصوله وقواعده، والأخطاء في التربية تكون لها نتائجها الوخيمة والسيئة على الفرد والمجتمع؛ لأن من شب على شيء شاب عليه.

قال الشاعر :
قَدْ يَنْفَعُ الأَدَبُ الأَحْدَاثَ في مَهَلٍ … وَلَيْسَ يَنْفَعُ بَعْدَ الكَبْرَةِ الأَدَبُ
إِنَّ الغُصُونَ إِذا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ … وَلَنْ تَلِينَ إِذَا قَوَّمْتَها الَخشُبُ
وقال عبد الملك بن مروان لاعب ولدك سبعاً وأدبه سبعاً واستصحبه سبعاً فإن أفلح فألق حبله على غاربه

ولا عبرة بقول من قال:
قولاً لمن ينصح ابناً له … يردّد القول لتهذيبه
ضيع الوقت بلا طائل … فيكثر القول ويهزي به
له إلى اللّه وتدبيره … ثم إلى الدهر وتجريبه
فإنما الأقدار لا بدّ أن … تأتي بما خط وتجري به
غرر الخصائص الواضحة ،للوطواط 45.

فهناك أخطاء كثيرة يقع فيها الآباء في تربية الأبناء ومنها:
1- انعدام الاتصال بين الآباء والأبناء :
كثير من الآباء لا يدركون أهمية التواصل والحوار مع الأبناء ، بل وينظرون إلى هذا الحوار وذاك التواصل على إنه ليس ذو قيمة ، متناسين أن ذلك قد يؤدي إلى تفكك العلاقات بين الأسرة الواحدة ، بل وإلى انتشار البغض والحقد بين أفرادها ، وقد يؤدي كذلك إلى انعدام الثقة بين أفراد الأسرة وانقطاع صلة الرحم في الكبر.

وإن عدم وجود الإذن الصاغية للطفل في المنزل ، تجعل منه فريسة سهلة لرفاق السوء لبحثه عن من يستمع له ويعبر عن قيمته وذاته ، والتنفيس عما بداخله .

والاتصال هنا يحتاج إلى وعي وإدراك ، فالحوار مع الكبير غير الحوار مع الصغير ، والحوار مع الولد غير الحوار مع البنت ، فهناك بعض الآباء يفرضون آراءهم بالقوة والقسر على أبنائهم ، متناسين أن لكل جيل ثقافته وفكره واحتياجاته ،

وما أجمل قول الإمام علي في ذلك :" لا تقصروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم" . لباب الآداب ، لأسامة بن منقذ 70 .

2- عدم مراعاة الفروق الفردية:
اقتضت حكمة الله تعالى أن يخلق الناس مختلفين في الميول والاتجاهات والأمزجة ، قال تعالى : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) سورة : هود.

ومن هنا فقد حث الإسلام على مخاطبة الناس على قدر عقولهم وعلى مقدار ما يستوعبون ويفهمون ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " . رواه مسلم ( 1 / 9 ) .

فلإسلام قد أقر بالفروق الفردية بين الأشخاص والأفراد ، وإن كان هذا الكلام ينطبق على المجتمع المسلم كله فهو كذلك ينطبق على الأسرة المسلمة ، فعلى الوالدين أن يعلما أن هناك فروقاً فردية بين الأبناء ، فمنهم سريع الاستجابة ومنهم بطيء الاستجابة , ومنهم الهادئ ومنهم كثير الحركة , فلا يعامل الأبناء كلهم معاملة واحدة ولا يخاطبون بأسلوب واحد

قيل لأحد الحكماء : أي الأولاد أحب إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والمسافر حتى يعود . محاضرات الأدباء , للحموي 1/ 165.

3- عدم مراعاة المرحلة السنية للطفل:
على الوالدين أن يراعيا المراحل التي يمر بها ولدهما ؛ فلا يعاملان ولدهما معاملة واحدة منذ أن كان في مهد الطفولة حتى يتخرج من الجامعة، بل يعاملانه في كل مرحلة بما يصلح له. ويترتب على هذه المراحل: تقدير العقاب الذي يصلح للولد إذا أخطأ.

فالضرب مثلاً يصلح مع الصغير ويؤدبه، وقد يؤدب أحياناً بمجرد رفع الصوت عليه ونهره وتهديده. أما المراهق فمن أكثر ما يؤدبه الكلام العاطفي، كأن يقول له الأب أو الأم: يا ولدي أنت قد كبرت، أو أنا قد كبرت سني وأريدك أن تكون رجلاً لأزوجك وأرى أولادك قبل أن أموت. ونحو ذلك. أما الكبير فقد يفيد معه الهجر أحيانًا والغضب منه.

ومن هنا فقد جعل الإسلام الضرب للصغير إذا تهاون في الصلاة ، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ، وَإِذَا أَنْكَحَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ , أَوْ أَجِيرَهُ , فَلا يَنْظُرَنَّ إِلَى شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهِ ، فَإِنَّ مَا أَسْفَلَ مِنْ سُرَّتِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ , مِنْ عَوْرَتِهِ .أخرجه أحمد 2/180(6689) و"أبو داود" 495 .

4- المقارنة بالغير :
من الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء في تربية الأولاد المقارنة بين الابن وبين غيره من الأولاد سواء من إخوته أو من غيرهم , فلا ننس أن لكل طفل قدرات ومهارات تختلف عن غيره ومقارنته بغيره قد تؤدى إلى إحباط الطفل, والى شعوره بالدونية , مما يخلق لديه نوعا من العنف لإثبات الذات ، بل إن مقارنته دائما بالآخرين قد يجعله يفقد الثقة بنفسه , مما يؤثر على تكوينه ويجعل منه إمعة لا يحسن إلا تقليد الآخرين في كل شيء .

فنفسية الطفل كذلك مثل نفسية الكبير يغضب ويتوتر حين تقارنه بأخيه الأسرع منه أو الأذكى منه أو الأهدأ منه ، إن مثل هذه المقارنة تخلق عند الطفل اضطراباً في نفسيته وضعفا في شخصيته لأنه قد يكون عاجزاً أو غير قادر على القيام بنفس ما يقوم به أخوه ولكنه بالتأكيد يستطيع القيام بشيء لا يستطيع أخوه القيام به لأنه لم يخلق نسخة عن أخيه فهو شخصية مستقلة ومن الخطأ مقارنته مع الآخرين.

قد هيَّأوكَ لأمرٍ لو فطنت له *** فاربأ بنفسِك أن ترعى مع الهَمَلِ

5- عدم العدل بين الأبناء:
عدم العدل بين الأولاد يؤدي إلى الغيرة ويوجد روح العداء بينهم ويكون سبباً للعقوق ، وسبب لكراهية بعضهم لبعض ، وكم من المآسي والأحزان التي تعج بها بعض البيوت نتيجة للظلم والتمييز ، والتفريق بين الأبناء ، وعدم العدل بينهم.

قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (90) سورة النحل.

وقال:{ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (152) سورة الأنعام.

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهوبة من ماله لابنها فالتوى بها سنة ، ثم بدا له ، فقالت : لا أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني ، فأخذ أبي بيدي ، وأنا غلام فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله إن أم هذا ، بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟ قال : نعم ، فقال : " أكلهم وهبت له مثل هذا ؟ قال : لا ، قال : " فلا تشهدني إذاً ، فإني لا أشهد على جور " [ أخرجه مسلم ] .

وعند البخاري والنسائي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فكل بنيك نحلت مثل الذي نحلت النعمان ؟ قال : لا ، قال : فأشهد على هذا غيري ، قال : " أليس يسرك أن يكونوا لك في البر سواء ؟ قال : بلى ، قال فلا إذاً " .

وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أشهد ، إني لا أشهد إلا على حق " . وفي رواية عند البخاري : " اعدلوا بين أولادكم في العطية " ، وفي رواية أخرى أيضاً عند البخاري : " أعطيت سائر ولدك مثل هذا ؟ قال : لا ، قال : " فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم " قال : فرجع فرد عطيته .

وروى ابن أبي الدنيا بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اعدلوا بين أولادكم في النحل ، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف " [ حديث صحيح 1 172 ] .

و قال صلى الله عليه وسلم : " اعدلوا بين أبنائكم ، اعدلوا بين أبنائكم " [ أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم بسند صحيح ، وصححه الألباني ] .

وقد يكون الظلم للبنت أكثر , بسبب رواسب الجاهلية عند البعض , فيحرم ابنته ن الميراث ويفاضل الذكور من أبنائه عليها ، وينسى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها ـ يعني الذكر ـ أدخله الله الجنة " [ أخرجه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد ].

وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله ضم ابناً له ، وكان يحبه ، فقال : يا فلان ، والله إني لأحبك ، وما أستطيع أن أوثرك على أخيك بلقمة .

يقول يزيد بن معاوية : أرسل أبي إلى الأحنف بن قيس ، فلما وصل إليه قال له : يا أبا بحر ، ما تقول في الولد : قال يا أمير المؤمنين : ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ، ونحن لهم أرض ذليلة ، وسماء ظليلة ، وبهم نصول على كل جليلة ، فإن طلبوا فأعطهم ، وإن غضبوا فأرضهم ، يمنحوك ودهم ، ويحبونك جهدهم ، ولا تكن عليهم ثقلاً ثقيلاً ، فيملوا حياتك ، ويودوا وفاتك ، ويكرهوا قربك ، فقال له معاوية : لله أنت يا أحنف ، لقد دخلت علي وأنا مملوء غضباً وغيظاً على يزيد ، فلما خرج الأحنف من عنده ، رضي عن يزيد وبعث إلى يزيد بمائتي ألف درهم ، ومائتي ثوب . [ إحياء علوم الدين 2/295 ] .

6- عدم تحمل الأبناء المسؤولية:
ومن الأخطاء في تربية الأولاد والتعامل معهم تربية الأولاد على عدم تحمل المسئولية؛ فالأب هو المسئول عن كل شيء فهو الذي يسدد الفواتير، وهو الذي يشتري المواد الغذائية للمنزل، مع أن الولد قد كبر ويمكن الاعتماد عليه , لكنه خوفاً لا يريد أن يجعله يتحمل مسؤولية أي شيء ، ولا يدرك أنه بذلك يضعف شخصيته ولا يجعله يشعر بقيمته ورجولته.

ولقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تربية الأولاد على الرجولة وتحمل المسؤولية ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ:ُكنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَسَلَّمَ (قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ : عَلَيْنَا)، وَأَخَذَ بِيَدِي ، فَبَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ ، وَقَعَدَ فِي ظِلِّ حَائِطٍ ، أَوْ جِدَارٍ ، حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَبَلَّغْتُ الرِّسَالَةَ الَّتِي بَعَثَنِي فِيهَا ، فَلَمَّا أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ ، قَالَتْ : مَا حَبَسَكَ ؟ قُلْتُ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ لَهُ ، قَالَتْ : وَمَا هِيَ ؟ قُلْتُ : سِرٌّ ، قَالَتْ : احْفَظْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ . قَالَ : فَمَا حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدُ.

– لفظ مُحَمد بن عَبْد الله الأَنْصَارِي : انْتَهَى إِلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَأَنَا فِي غِلْمَانٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَرْسَلَنِي فِي رِسَالَةٍ ، وَقَعَدَ فِي ظِلِّ جِدَارٍ ، أَوْ فِي جِدَارٍ ، حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ : مَا حَبَسَكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرِسَالَةٍ ، قَالَتْ : وَمَا هِيَ ؟ قُلْتُ : إِنَّهَا سِرٌّ ، قَالَتْ : احْفَظْ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ بَعْدُ أَحَدًا قَطُّ.
أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 8/385(25521) و"أحمد" 3/109(12083) و"البُخَارِي" ، في (الأدب المفرد) 1139 و"أبو داود" 5203 و"ابن ماجة" 3700 .

7- التدليل الزائد:
التدليل الزائد والتعلق المفرط بالولد وخاصة من الأم يؤدي إلى نتائج خطيرة على نفس الولد وتصرفاته وقد يكون من آثاره زيادة الخجل والانطواء وكثرة الخوف وضعف الثقة بالنفس والاتجاه نحو الميوعة والتخلف عن ا لأقران.

ولقد أوضح العلماء أن الطفل المدلل هو طفل قلق بطبعه يستعجل الأمور، ويحكم على المواقف بسرعة دون تفهم وعلى مستو شخصي وليس المستوى الموضوعي المطلوب .

و تسيطر على الطفل المدلل الأنانية وحب السيطرة على إخوته والعنف في تصرفاته معهم لإحساسه بالتميز عنهم .

يروي لنا التاريخ أن عمر بن عبد العزيز كان قد أرسله أبوه وهو شاب صغير إلى المدينة المنورة ليتعلم فيها الفقه وعلوم الدين، وكان صالح بن كيسان مؤدبه والقائم على أمر ملازمته وتوجيهه وإرشاده، وفي ذات يوم انتبه هذا المؤدب أن عمر بن عبد العزيز لم يحضر صلاة الجماعة وتخلف عنها، فذهب إليه ليستطلع الأمر فسأله قائلاً: ما أخرك عن صلاة الجماعة؟ فأجاب عمر: كانت مرجلتي تسكن شعري، فأجابه صالح متعجباً: وبلغ من تسكين شعرك أنه يؤخرك عن الصلاة!! وكتب بذلك إلى أبيه عبد العزيز بن مروان، فما كان من أبيه إلا أن أمر بحلق رأسه تأديباً له وتربية وتعليماً حتى لا يعود لمثلها.( سير أعلام النبلاء 9/133).

وكان لشريح ابن يدع الكتاب ويهارش الكلاب قال فدعا بقرطاس ودواه فكتب إلى مؤدبه:

تَركَ الصلاةَ لأكْلُبٍ يَسعى بها * * طلب الهِرَاش مع الغِوَاةِ الرُّجس
فإذا خَلَوْتَ فَعَضّه بمَلاَمَةٍ * * وِعظَتْهُ وَعْظَكَ للأرِيب الكَيس
وإذا همَمْتَ بضَرْبِه فبدرَةٍ * * وإذا بلغتَ بها ثلاثاً فاحْبِس
واعْلَمْ بأنك ما فعلتَ فنفسُه * * مع ما يُجَرعُني أعَز الأنْفُس
انظر : حلية الأولياء :أبو نعيم الأصبهاني 4/137، وأخبار القضاة لوكيع 207.

8- القسوة المفرطة:
كما أن التدليل المفرط له آثاره السيئة والسلبية على الطفل، فإن القسوة المفرطة أيضا لها آثارها وعواقبها السيئة عليه ، فالقسوة المفرطة تبلد الإحساس لدى الطفل وتجعله جبانًا مهيناً فلا يستطيع القيام بحق أو نصرة مظلوم وتولد عنده العناد والانتقام في بعض الأحيان.

إن القسوة المفرطة ليست حلا ولا هي الطريق لإصلاح الأبناء. لقد بلغت القسوة عند بعض الناس حدا حتى أصبحت الحيوانات أرحم منه.

فليعلم الآباء أن الشدة والقسوة كالدواء يحتاج إليها في حالات معينة قد سبقها محاولات أخرى باللين متعددة الطرق والوسائل، عندها يحتاج المربي إلى القسوة وهو آخر العلاج والدواء, وكما قيل:

فقسا ليزدجروا ومن يك حازما…فليقسُ أحيانا على من يرحم

وفي صحيح مسلم من حديث جرير قال: سمعت رسول الله يقول: ((من يحرم الرفق يحرم الخير))، وفيه كذلك عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: ((يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه))، وفيه أيضا من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي أنه قال: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)).

وتأمل معي هذه القصة الواقعية التي قرأتها في بعض المنتديات والتي تبين عاقبة القسوة المفرطة على الأولاد.

كان أحد الأطفال كان يلعب في داخل المنزل وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت تكسر الزجاج وسأل: من كسر النافذة؟ قيل له ولدك. فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول عصا غليظة من الأرض وأقبل على ولده يشبعه ضربا…أخذ الطفل يبكي ويصرخ وبعد أن توقف الأب عن الضرب جرّ الولد قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء والألم فأمضى ليله فزعا.

أصبح الصباح وجاءت الأم لتوقظ ولدها, فرأت يداه مخضرّتان فصاحت في الحال وهبّ الأب إلى حيث الصوت وعلى ملامحه أكثر من دهشة! وقد رأى ما رأته الأم…فقام بنقله إلى المستشفى وبعد الفحص قرر الطبيب أن اليدين متسممتان وتبين أن العصا التي ضرب بها الطفل كانت فيها مسامير قديمة أصابها الصدأ, لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من فورة الغضب, مما أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه فوقف الأب حائرا لا يدري ما يصنع وماذا يقول؟؟؟.

قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغدا ربما تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف, وكلما تأخّرنا أكثر تسرب السم إلى جسمه وربما مات.

لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا يداه مقطوعتان فتطلّع إلى أبيه بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا بعد اليوم شرط أن يعيد إليه يديه, لم يتحمل الأب الصدمة وضاقت به السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب إلا أن ينتحر, فرمى بنفسه من أعلى المستشفى وكان في ذلك نهايته.

فجاء الشاعر عدنان عبد القادر أبو المكارم ليصوغ قصته في قالب شعري فقال :
كسر الغلام زجاج نافـذة البنا * * من غير قصد شأنه شأن البشر
فأتاه والده وفي يـده عصـا * * غضبان كالليث الجسور إذا زأر
مسك الغلامَ يدق أعظم كفه * * لم يبق شيئاً في عصـاه ولـم يذر
والطفل يرقص كالذبيح ودمعـه * * يجري كجري السيل أو دفق المطر
نام الغلام وفي الصباح أتت له * * الأم الرؤوم فأيقظـته على حذر
وإذا بكفيه كغصـن أخضـر * * صرخت فجاء الزوج عاين فانبهـر
وبلمحة نحو الطبيب سعى بـه * * والقلب يرجف والفؤاد قـد انفطر
قال الطبيب وفي يديـه وريقـة * * عجّـلْ ووقّـعْ هاهنا وخذ العبر
كف الغـلام تسممت إذ بالعصا * * صـدأ قـديم في جوانبها انتشـر
في الحال تقطع كفـه من قبل أن * * تسري السموم به ويزداد الخطر
نادى الأب المسكين واأسفـي على * * ولـدي ووقّـعَ باكـيا ثم استتـر
قطع الطبيب يديــه ثم أتى بـه * * نحو الأب المنهـار في كف القدر
قـال الغـلام أبي وحـق أمـي * * لا لن أعود فـرُدََّ مــا مني انبتـر
شُــدِهَ الأب الجاني وألقى نفسـه * * مـن سطح مستشفىً رفيـعٍ فانتحر

فكن متوازناً وحكيماً في تربية أولادك وفي معاملتهم, حتى لا تفقدهم قبل أن يفقدوك.

اللهم اعصمنا من شر الفتن وعافنا من جميع البلايا والمحن وأصلح منا ما ظهر وما بطن. اللهم طهر ألسنتنا من الكذب وقول الزور، وأعيننا من الخيانة والفجور، وقلوبنا من الشك والشرك والنفاق، اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

:icon_idea:
:icon_razz:




مشكورة حبيبتي ع موضوعك الرائع
ويسعدني ان اكون اول من يرد ع موضوعك



التصنيفات
منوعات

10عشر نصائح اثناء عقاب الأبناء

نصــائح أثناء عقاب الأبناء

نصائح ذهبية لعقاب الأبناء ، ووصفة سحرية بسيطة تقدمها لكم الدكتورة فاطمة موسى ، أستاذ الطب النفسي ، التي تهديكم هذه النصائح :

١- فترة ما قبل المدرسة ، إذا أخطأ الطفل واستحق العقاب ، يجب أن يكون العقاب بسيطاً ، بعدها يمكن حرمانه من لعبة محببة أو مشاهدة الكرتون.

٢- بعد سن ٧ سنوات حيث بدأ الابن يتعلم ويفهم المعايير الاجتماعية والفرق بين الحلال والحرام ، يجب تعليمه الفرق بين حدود أشيائه وأشياء غيره ، حتى لا يعتقد أن كل ما في البيت ملكه ويتصرف به كيف يشاء ، حتى يتعلم الانضباط.

٣- البعد عن الضرب العنيف والضرب على الوجه أو باستخدام الخرطوم أو الحزام أو الضرب بالحذاء أو القرص فى أماكن خاصة من جسده ، لأن كل هذا يسبب الإهانة الكبيرة للطفل ولا تمحى من ذاكرته طوال عمره.

٤- الابتعاد عن تعذيب الطفل بدعوى تربيته باستخدام الشطة ( الفلفل ) أو لسعه بالنار ، لأن هذا كله يحطم معنوياته بشدة.

٥- الهدف من العقاب تغيير سلوك خاطئ عند الأبناء ، وليس حرباً بين الأب أو الأم والأبناء ، لأن العناد بين الطرفين لن يصل للهدف المنشود وهو تربية الابناء بشكل صحيح.

٦- الابتعاد تماماً عن الألفاظ السيئة التي يرددها الآباء على مسمع أبنائهم مثل : غبي ، كلب ، حمار ، أنت دائماً لا تصلح لشيء ، الحمار يفهم أكثر منك .. وهكذا.

٧- بعد البلوغ يجب تغيير كل طرق التعامل مع الأبناء ومنع الضرب نهائياً ، لأن الأبناء يعتبرون أنفسهم كباراً حتى ولو كانوا أطفالاً من الداخل ، ولكن الصداقة بينهم وبين الآباء هي الحل الأمثل للتقرب من أفكارهم واهتماماتهم وأحلامهم ، والنصح غير المباشر وسرد القصص وملخص تجارب الآخرين أفضل من التحذير والتعليمات المباشرة التي يرفضها الأبناء في هذه السن.

٨- لا يجوز أن يرانا الأبناء في فعل يستوجب العقاب ، فلا يجب أن يجد الابن أباه يتجسس عليه أو أمه تكذب أمامه أو نعده بشيء لا نستطيع الوفاء به لأنه لن يقبل التناقض.

٩- كل ممنوع مرغوب وسياسة المنع لا تجدي مع المراهقين ، بل الحوار معهم أجدى وأنفع من منعه.

١٠- التركيز على المكافآت .. إذا فعل شيئاً إيجابياً ومفيداً فلا يوجد طفل يخطيء طوال الوقت.




موضوع رائع تسلمي



ضوء القمر

خليجية




تسلمى يا عمر ى



ام نورا

خليجية




التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

ضرب الأبناء والزوجات تأديبٌ أم تسلُّط؟

سافر الشاب المسلم الحريص على دينه إلى الولايات المتحدة، واستقر به المقام هناك وتزوج فتاة أمريكية وأنجب منها، وكبر الأبناء، وأصبح أحدهم في المرحلة الإعدادية، وذات يوم تغيب عن المنزل فقلق عليه أبوه قلقًا شديدًا.. وجاء الابن في اليوم التالي وأخبر أباه أنه كان في رحلة مع أصدقائه.. فما كان من الأب المسلم الذي تربى في بيئة إسلامية تأبى العِوَج والانحراف إلا أن وبخ ابنه وضربه ليقومه، وفي اليوم الثالث ذهب الابن للمدرسة وعليه آثار للإرهاق، وعندما سألته المعلمة عن سبب ذلك عرفت منه أن أباه ضربه فارتعدت فرائسها وقالت له: لقد انتهى عهد العبودية، وأبلغت الشرطة التي استدعت بدورها الأب لتنذره أنه إذا تكرر ذلك منه فسوف يدفعون بالابن إلى مدرسة داخلية وتنتهي العلاقة بينه وبين أبيه.

إن المجتمع الأمريكي والغربي عمومًا يرفض الضرب الذي يذكرهم بالعبودية.. لكن هل قضت القوانين والحريات المتاحة فعلا على ظاهرة الضرب هذه؟

تقول الإحصاءات: إن في أمريكا كل 15 ثانية يضرب أحد الأزواج زوجته ضربًا مبرحًا.. وفي فرنسا توجد وزارة لشئون المرأة تطالب بتشريعات جديدة وبتكوين شرطة خاصة لإبلاغها بضرب الزوجات والأولاد ويطالبون أيضًا بمحاكم أسرية خاصة.. أما في إنجلترا فأصبحت ظاهرة الضرب –ضرب الأزواج للزوجات- محلا للشكوى، وفي روسيا انتشرت الظاهرة على نطاق واسع؛ لكثرة عدد الأزواج العاطلين، ونتيجة للحياة الاقتصادية الصعبة أصبح الأزواج ينفثون عن أنفسهم بضرب زوجاتهم.

وهكذا فرغم النفور الشديد من الضرب سواء ضرب الزوج لزوجته أو ضرب الأب لأبنائه في الغرب.. ورغم القوانين التي تمنع ذلك لم تتوقف الظاهرة بل تزداد انتشارًا، وطبعًا استوردت الجمعيات النسائيَّة والعلمانيَّة في مجتمعاتنا الأفكار الغربية في اعتبار الزوج الذي يؤدب زوجته بالضرب غير آدمي.. ويطالبون الزوجة أن ترفع على زوجها دعوى طلاق، وكذلك ينادون بألا يضرب الأب ابنه، بل في عرفهم لا بد أن يعتذر ويتأسف الأب لابنه إذا أخطأ في حقه.

حدود الضرب في الشريعة

يقول د. حلمي صابر (الأستاذ في كلية الدعوة بجامعة الأزهر): "إن أساس الحديث في هذا الموضوع هو الآية الكريمة "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا" ونشوز المرأة هو عصيانها لزوجها وعدم طاعته وامتناعها عن فراشه أو خروجها من بيته بدون إذنه، وعظتها تكون بتذكيرها بالله وتخويفها به وتنبيهها للواجب عليها ولفت نظرها إلى ما يلحقها من الإثم بالمخالفة والعصيان وما يفوت من حقوقها من النفقة والكسوة والهجر في المضجع أي الفراش، أما الهجر في الكلام فلا يجوز فوق ثلاثة أيام.

ولا تضرب المرأة لأول نشوزها؛ فأول شيء هو العظة، فإذا استمرت في النشوز فالهجر في المضجع، فإذا لم ترتدع فالضرب غير المبرح مع تجنب الوجه والمواضع المخوفة؛ لأن المقصود هو التأديب وليس الإتلاف".

ويضيف د. حلمي صابر قائلا: إن الشريعة الإسلاميَّة فيها التوسعة حسب الأحوال، فالبشر بطبعهم مختلفون، وما يصلح لأحدهم لا يصلح للآخر.. ولو قلنا بعدم الضرب نهائيًّا لظل قطاع كبير من النساء على نشوزهن وتمردهن، والقرآن أعمُّ من ذلك فهو يتدرج حسب كل حالة؛ فهناك من تتأثر بمجرد نظرة العين وربما يؤثر فيها الكلام الزائد تأثيرًا عكسيًّا، وهناك من تتأذى بالهجر، وبالتالي يكون في الهجر تأديب لها وتخويف وإصلاح لاعوجاجها، ومن النساء -وكما هو مجرب في دنيا الناس- من لا تتأثر إلا بالضرب ولا يناسب جرحها واعوجاجها إلا الضرب.

وبالتالي فإن الآية حجة للإسلام وليست حجة عليه؛ لأن فيها توسعة وتفصيلا وتدرجًا، هذا بالنسبة لضرب الزوجة، أما بالنسبة لضرب الابن فإن الحفاظ على شخصية الأب أمر ضروري، والابن لا بد أن يشعر بل ويتأكد أن هناك سلطة أبويَّة لا يمكن تجازوها، وأن علاقته بأبويه لها حدود لا يتعداها، ودعوى صداقة الابن لأبيه أفسدت كثيرًا من الأسر بسبب إضاعتها لهيبة وشخصية الأب.

فهناك أخطاء للأطفال لا يمكن علاجها إلا بالتخويف والضرب الخفيف، بشرط ألا يتكرر الضرب باستمرار حتى لا يتعود عليه الطفل، وبالتالي يفقد قيمته كعامل مؤثر في التقويم.

يجب ألا ننهزم أمام الغرب

أما د. محمد رأفت عثمان (أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر) فيقول: "إننا ينبغي أن نؤمن بكل ما جاء في القرآن، ولا ننهزم أمام الغرب وأمام دعاوى الاستنارة وحقوق الإنسان والحرية، فنلغي ديننا تدريجيًّا.

والضرب ورد في القرآن كمرحلة أخيرة في التأديب ينبغي أن تسبقها مراحل أخرى، فلا يجوز أن نبدأ التأديب بالضرب.

والعجيب أن المجتمعات الغربيَّة التي تعيب علينا وتقول أن ديننا يحض على الضرب نجد أن أسرهم محطمة، والغيظ يملأ قلوبهم من ترابط أسرنا وهم يعلمون أن سبب ذلك هو ديننا، فيصدرون إلينا أفكارهم لتفكيك هذه الروابط، إن العلمانيين والمتغربين الذين آمنوا بهذا الفكر الغربي هم أكثر القطاعات في مجتمعنا معاناة من التفكك الأسري".

المفرِّطون في دينهم

يرى د. محمد يحيى (أستاذ بجامعة القاهرة)، أنَّ موضوع التأديب عمومًا والضرب خصوصًا يستخدم من أجهزة الدعاية المعادية للإسلام، إن الغرب من حيث المبدأ لا يرتب حقوقًا للزوج على الزوجة؛ فنظام الزواج عندهم سواء كان دينيًّا يتم في الكنيسة أو مدنيًّا يتم في الشهر العقاري لا يرتب للزوج حقوقًا من قبل زوجته كما في الإسلام.

والتأديب في الإسلام يتم في إطار حقوق الزوج من ناحية وفي إطار مسئولياته من ناحية أخرى، والإسلام لا ينظر للتأديب على أنه حق للزوج على الزوجة ولكن على أساس أنه مسئوليَّة؛ فالزوج مسئول عن نظام الأسرة ومراعاة شئونها وتأديب أفرادها وضبط سلوكهم، أما في الغرب فتنحصر مسئولية الزوج في الرعاية، وهذه الرعاية عندهم مبهمة المفهوم، ونتيجة لهذا الاختلاف في المفاهيم يعتبر الغرب التأديب في حد ذاته امتهانًا للحقوق الإنسانيَّة.

وإذا قال الغرب إن ضرب المرأة يسبب لها ضررًا فهل يتساوى هذا الضرر مع إباحة الشذوذ الجنسي والذي يسبب للمرأة ضررًا فعليًّا حيث أنها لن تتزوج ولن تنجب أطفالا ولن تروي أمومتها".

ويضيف د. محمد يحيى إن الفتاة لو تمت تربيتها على خلق قويم وبأسلوب تربوي جيد فإن ذلك سوف يجعلها تشعر بالمسئوليَّة ويساعدها على بناء شخصيتها على رجاحة العقل، وبالتالي فحينما تتزوج فسوف يكون بينها وبين زوجها أرضيَّة مشتركة، ولن يحتاج الزوج لتقويمها ويستخدم التوبيخ أو الضرب، أما إذا لم تحظ الفتاة بهذا القدر من التربية الإسلاميَّة والخلق الإسلامي وكانت على قدر من المشاكسة والشراسة والنفور فإن التشاور والنصح الهادئ سوف يكون غير مجدٍ، وبالتالي يضطرُّ الزوج إلى الاختيار من البدائل الأخرى، والزوج العاقل لا يستخدم البدائل العنيفة أولا، بل يبدأ كما نصحه القرآن بالتدرج التصاعدي وينظر لطبيعة الزوجة وسلوكها وإلى أنجع الطرق للتعامل معها، وينبه د. محمد يحيى إلى نقطة هامة وهي أن هناك فئة من الآباء والأزواج لا تلتزم بالفرائض والقيم الإسلامية، فهم لا يصلون ولا يصومون ويشربون الخمر والمخدرات ويأتون السلوك الفاحش، وهؤلاء يضربون زوجاتهم وأولادهم ويحتجون بحقهم الشرعي، وبالتالي فنحن يجب أن نفرق بين رجل مسلم واعٍ يلجأ إلى الرخصة الإسلاميَّة بقدرها وفي وقتها وبشروطها، وبين شخص آخر غير ملتزم بالإسلام ولكنه يستخدم الإسلام في تبرير سلوكه العدواني ضدّ زوجته وأولاده، إن الضرب حالة استثنائيَّة فيجب استخدامه كالعلاج في أوقات معينة، أما هؤلاء الفاشلون فيمارسون الضرب في كل وقت وبأسلوب عنيف وشرس ويهدفون إلى الإيذاء والإذلال والحط من كرامة الزوجة وليس بهدف الإصلاح.

الاعتزاز بالإسلام

أما د. أحمد مدكور (أستاذ علم الأخلاق) فيقول: "المشكلة أن الغرب يريد أن يصدر إلينا هذه الأنماط المشوهة من العلاقات الاجتماعية ويجعلنا نؤمن بها وننفذها في بلادنا.

إن الغرب في غيظ شديد من تماسك الأسرة المسلمة وهو يعلم أنها أقوى الأسر تماسكًا في العالم، وهذا التماسك ناتج عن فلسفة إسلامية معينة في بنائها، ومنها حق الزوج في تأديب زوجته وأولاده، وهذا الحق استثنائي ومشروط بشروط، فمن الأخطاء ما لا يجدي معها إلا الضرب.

إن الغرب وأتباعه في بلادنا كثيرًا ما يتهجَّمون على الإسلام، ونحن ينبغي ألا نهتز لذلك، بل يجب أن يزيد اقتناعنا بالإسلام الذي حفظ أسرنا ومجتمعنا مئات السنين، ولا ننتظر من غرب الحملات الصليبيَّة وراعي الصهيونيَّة أن يفعل غير ذلك.

إن أسلوب بناء الأسرة في الغرب سيكون هو السبب في نهاية الحضارة الغربيَّة كلها، فحالات الطلاق وعدم الزواج وعدم الإنجاب والانصراف عن تكوين الأسرة والشذوذ- إلخ، كل ذلك هو السوس الذي ينخر في عظم الحضارة الإسلاميَّة".




خليجية

لكي احلى باقة ورد يالغلا
مواضيعك دائما مميزه تسلمين




شكرلكم



خليجية




شكرلكم



التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

ما مصير الأبناء بعد طلاق الزوجين ؟!

نسمع عن الكثير من العلاقات الزوجية التي تكثر فيها المشاكل والمشاحنات التي يصعب السيطرة عليها أو حلها فيتم اللجوء للطلاق،

ولأن الأصل في العلاقة الزوجية أن تقوم على أساس متين من التفاهم ، كان لا بد من مراعاة الصبر والحلم والعفو بين الزوجين حتى تتسنى المحبة بين أفراد الأسرة الواحدة .

ولكن ماذا عن مصير ضحايا هذه العلاقة " الأبناء" ؟
بعد الطلاق يتولد نزاع جديد بين الزوجين حول من الأحق في حضانة الأبناء رغم وجود قوانين تحسم وتنظم هذه الحضانة، ويقع الأبناء في شتات حول طبيعة الحياة الجديدة التي سوف يعيشونها، والإعتياد على العيش مع طرف واحد سواءً كان الأب أو الأم مع افتقادهم للطرف الأخر واضطراب مشاعرهم نحو الوضع الجديد.
وفي هذه الحالة يكون الأبناء بحاجة لرعاية خاصة لأنهم أصبحوا متأثرين بأحداث رأوها أو سمعوها قبل الطلاق وكانت مخاض طلاق أبيهم وأمهم من شجارات أو ضرب للأم ورفع صوت بينهما، والمفروض منع الأبناء من رؤية شجارات أبويهم لأنها سوف تؤثر عليهم نفسياً.
كما أنهم يحتاجون لمراقبة ومتابعة حتى لا يقعوا كضحايا سهلة لأصحاب السوء في غياب الأب أو الأم وفي سن يحتاج لرعاية خاصة كسن المراهقة




خليجية



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

لتوافق النفسي في الأسرة وتأثيره على الأبناء

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

التوافق النفسي في الأسرة :

الأسرة لها أهمية بالغه في حياة الإنسان في مصنع ينتج أفراد المجتمع ومنها ينطلق الإنسان إلى العالم الخارجي فإن كان الجو الأسري يسوده المودة والحب والحنان فبلا شك أن تلك الأسرة سوف تنتج أفراد صالحين قادرين على التعايش مع العالم الخارجي بكل توافق ونجاح ….
وقد قام الباحثون بإيضاح الأبعاد التي تتباين فيها الأسر ويكون لهذا التباين تأثيره على نمو شخصيات الأطفال بصفه عامه وعلى قدراتهم على تحقيق التوافق في الأسرة مثل :

أ‌- الجو الانفعالي العام للأسرة :

أن من أهم الأمور التي لها تأثير كبير على التوافق النفسي للطفل هو تواجد الدفء العاطفي في الأسرة والحب والحنان والتقبيل ويناقضه البغض والكراهة والعنف …..
وان اثر ذلك يظهر على الفرد مستقبلاً وذلك على شخصيته وسلوكياته .
أثبتت الدراسات أن هناك فروق في شخصيات الأطفال الذين نشأوا في اسر دافئة ومحبه والذين نشأوا في اسر غير محبه .

الفرق بين منتجات الأسر المحبة الدافئة وغير المحبة :

1. يكون أطفالها أكثر شعوراً بالأمن حيث تعلقوا تعلقاً آمناً بالوالدين .
2. كان لديهم قدراً اكبر من تقدير الذات .
3. كانوا أكثر تعطفاً وإثارية وأكثر استجابة لآلام الآخرين .
4. ومن العجيب أنهم حصلوا على درجات ذكاء مرتفعه في سن ما قبل الدراسة مقارنتاً بأطفال الأسر غير المحبة .
5. احتمالية وقوع أطفال الأسر المحبة والدافئة في السلوكيات المنحرفة في سن المراهقة تكون قليلة جداً إذا ما قورنت بأطفال الأسر غير المحبة وغير الدافئة .
6. إن أطفال الأسر المحبة يحصلون على الدفء الوالدي والذي يقوم بدور مهم جداً في تمكين الطفل من تنمية تعلق آمن بالوالدين مما يؤدي إلى النمو الاجتماعي الانفعالي السوي في سن المراهقة .
7. أن الدفء الوالدي يجعل الأطفال أكثر استجابة للتوجيهات من أطفال الأسر غير الدافئة .

ب‌- استجابة الآباء للأبناء :

الآباء المستجيبون هم الذين يلتقطون على نحو صحيح إشارات الأبناء .
مميزات أطفال هؤلاء الآباء :
1. يتعلمون اللغة بسرعة .
2. يظهرون معامل ذكاء أعلى .
3. ينمون معرفياً بشكل أسرع .
4. يحققون التعلق الآمن بالوالدين على نحو أفضل .
5. هم أكثر كفاءة من الناحية الاجتماعية .

ت‌- طرق الضبط وأساليب التنشئة :

من المعلوم أن الأطفال يفعلون ما يفعله الآباء لا ما يطلب الآباء منهم عمله ومن الضروري أن يعلم الوالدين الأطفال الضبط والنظام .
العوامل الهامة والفعالة في نجاح عملية الضبط :
1)استمرارية ووضوح القواعد : ومن الثابت أن الاستمرارية هي التي تجعل مضمون القاعدة واضحاً أمام الطفل والمراهق كما أنها تضمن فعالية الثواب والعقاب فعندما يعرف الطفل نتائج الالتزام بالقاعدة ونتائج عدم الالتزام بها وان هذه النتائج مستمرة ودائمة ( أي الثواب والعقاب ) فانه سيكون أكثر التزاماً بتلك القواعد .
وقد أشارت الدراسات التي تمت حول الأساليب التي تتبعها الأسر في تعليم أطفالها الضبط والنظام أن الآباء الذين كانوا واضحين ومتسقين كان أطفالهم أقل عرضة للعصيان والتمرد ولم تثبت الدراسات أن هناك فروق بين هؤلاء الأطفال وغيرهم من حيث النمطية أو التعبير الحر والتلقائية .
2) مستوى التوقعات : أوضحت الدراسات في هذا المجال أن الأطفال الذين طلب منهم مطالب عالية كانوا أكثر تقديراً لذواتهم من غيرهم وكانوا أكثر كرماً واثارية تجاه الآخرين وكانوا اقل عدوانية بصفة عامة .
يجب أن تكون التوقعات في مستوى قدرات الطفل والمراهق أو تزيد قليلاً بحيث لا معجزة له وهذا يجعل الطفل أو المراهق أكثر ثقة وإحساس بكفاءته .
3) درجة التشدد : إن التشدد بدرجة كبيرة مع ارتفاع مستوى التوقعات وعدم وضوح القواعد أو عدم ثباتها لا يساعد الطفل أو المراهق على تعلم العادات الصحيحة والالتزام بها ولكن التشدد مع ثبات القواعد والمستوى المعقول من التوقعات يؤدي إلى إكساب الأطفال أو المراهقين العادات المرغوبة ولا يفسد العلاقة بينهم وبين آبائهم .

ث‌- أنماط الاتصال :

بقدر ما يكون مناخ العلاقات في الأسرة سوياً يكون الاتصال سوياً كذلك وتكون الأسرة من عوامل سواء أبنائها , أما إذا كان هناك أخطاء في الاتصال الأسري فإنها ستكون عاملاً مولداً للمرض والانحراف ويكون واضحاً على أبنائها في سن المراهقة .




ولا احلى

تسلمي يا الغلا




يعطيكي العافية غلاتي



التصنيفات
منوعات

أخطاء يرتكبها الآباء مع الأبناء ، ما هي ؟!

عملية التربية ليست سهلة ابدا، وتكون أصعب في حالة وجود أبناء في سن المراهقة، لأنهم يحتاجون لطريقة تعامل خاصة جدا،

لذا يقع الآباء والأمهات غالبا في بعض الأخطاء التي قد تؤدي بالمراهق للابتعاد عنهما أكثر وأكثر والتقوقع داخل عالمه الخاص المليء برفاق من نفس السن يشاركونه تجاربا قد تضره.

ومن أبرز هذه الاخطاء:

إلقاء الأوامر والمحاضرات بدلا من مناقشة الأبناء :
يريد الوالدان أن يكبر الأبناء ويتجاوزوا مرحلة المراهقة سريعا حتى يصبحوا بالغين متحملين للمسؤولية ويمكنهم اتخاذ قرارات مصيرية في حياتهم. ورغم هذا الهدف الجميل والنبيل، ينسى الأب والأم أن تحقيقه يحتاج لمنح بعض المساحة من الحرية للأبناء للتفكير والتعبير عن أرائهم، ويواصلان دائما إلقاء الأوامر غير القابلة للنقاش والمحاضرات المملة التي لا تخرج عن كونها سرد لخبراتهما السابقة في الحياة دون مراعاة لفارق العصر والزمن.
لا نقول أن الأبناء لا يحتاجوا للتوجيه والمتابعة في هذه المرحلة، بل العكس تماما هو الصحيح، لكنهم بحاجة أيضا للتفهم وبعض الحرية في اتخاذ بعض قراراتهم بأنفسهم بعد مناقشتها بموضوعية وباستفاضة مع الوالدين. بمعنى ألا يصبح الابن متلقيا سلبيا للأفكار والأوامر، بل يشارك في صنع القرار الذي يتعلق بحياته.

تجاهل بعض الأمور الواضحة :
قد يتجه المراهقون في مرحلة ما إلى النوم في أوقات متأخرة والتغيب عن المدرسة أو الجامعة، بالإضافة للعودة للمنزل في أوقات تتجاوز الموعد المتفق عليه مع الوالدين، وكذلك اتخاذ أصدقاء جدد لا يعلم الأهل عنهم شيئا.
إذا اعتبر الأهل أن كل ما سبق هو "مجرد سلوكيات يقوم بها معظم الأبناء في هذه المرحلة السنية"، فهذا خطأ كبير لا يمكن تداركه إذا استمر الصمت والتجاهل لفترة طويلة لسلوكيات الأبناء غيرالسوية، أو بمعنى آخر يكون الوالدان يدفنان رأسيهما في الرمال ويغمضان العيون عن علامات واضحة تدل على وجود خطأ ما في التربية والمتابعة لا بد من تداركه سريعا لأن السكوت عنه سيؤدي لنتائج وخيمة.
وليس المطلوب هنا هو الانفعال على الأبناء وتعنيفهم، وإنما الاقتراب منهم ومناقشتهم والتعرف أكثر على تفاصيل حياتهم بشكل غير مباشر وغير منفر، لأن العنف والقسوة سيقابلان بسلوك عدواني ومقاومة شديدة من جانب الأبناء.

عدم متابعة تنفيذ القواعد المتفق عليها :
قلنا أن فرض الأوامر والقواعد دون مناقشتها والاتفاق عليها مع الأبناء أمر خاطئ يؤدي بالأبناء للعناد وشق عصا الطاعة متعمدين. ولكن من الخطأ أيضا أن أصل إلى اتفاق مناسب يرضي جميع الأطراف، ونقوم على أساسه بتحديد أسس وقواعد سلوكيات وتصرفات الأبناء والعقاب المقرر في حالة عدم الالتزام، ثم بعد ذلك نهمل متابعة مدى التزام الأبناء بهذه القواعد المتفق عليها ونتجاهل تطبيق العقوبات المنصوص عليها.

المبالغة في تحديد المتوقع من الأبناء :
حينما تحددين هدفا لأبنائك، لا تبالغي، بل اجعلي الأمر في متناول أيديهم وقدرتهم على الإنجاز. فإذا كنت تعلمي أن أحد الأبناء يعاني من صعوبات في التعلم بالنسبة لإحدى المواد الدراسية، لا تأخذي في توبيخه والصراخ في وجهه إذا حصل على درجات ضعيفة في هذه المادة، بل تقبلي الأمر بهدوء واستمعي لشكوى الابن أو الابنة والصعوبات التي تمنعه من تحقيق التفوق، ثم اجتهدي لتذليل العقبات وتوفير سبل النجاح للأبناء، وذلك بمساعدتهم في المذاكرة أو شراء كتب خارجية بها شرح مناسب أو أي حل آخر تجدين في قدرتك عمله.

التركيز على الأخطاء وتجاهل الإنجازات :
نضيف لأخطاء الأهل كذلك التركيز على أخطاء وعيوب الأبناء ومعايرتهم بها أمام الآخرين في كل مناسبة وعقابهم عليها كذلك، بينما لا يهتموا في كثير من الأحيان بتشجيع الصغار ورفع معنوياتهم والإشادة بأي نجاح أو إنجاز يحققونه، وهذا بالطبع يصيب الأبناء بالإحباط ويجعل الصواب في أعينهم يتساوى بالخطأ، فهم في كل الأحوال سيتم توبيخهم.




يعطيكي العافيه



التصنيفات
منوعات

أثر الدعاء في صلاح الأبناء

إن من نعم الله تعالى على عباده نعمة الذرية ، ولهذا امتن الله تبارك وتعالى على عباده وذكرهم بهذه النعمة في كتابه الكريم فقال : ? وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ? [النحل:78].
إنهم زينة الحياة الدنيا وزهرتها وبهجتها:? الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ? [الكهف: من الآية46].

خليجية

ولكن لا تقر أعين الآباء بالأبناء حقيقة إلا إذا كانوا صالحين، لهذا فإن الصالحين من عباد الله يجتهدون في صلاح أبنائهم ويعلمون أن الأمر كله بيد الله عز وجل ، وأن من أعظم أسباب صلاح أبنائهم كثرة الدعاء لهم والتضرع إلى الله ليصلحهم.
وقد ذكر الله تعالى عن عباده الذين أضافهم إلى نفسه إضافة تشريف فقال 😕 وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ? [الفرقان:74]
قال ابن عباس رضي الله عنهما:" يعنون : "من يعمل بطاعة الله فتقرّ به أعينهم في الدنيا والآخرة".
قال الإمام ابن كثير رحمه الله فى تفسيرها:[ يعنى الذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من ذرياتهم من يطيعه ويعبده وحده لا شريك له].
ونظرا لما للدعاء من أثر عظيم في صلاح الأبناء وجدنا خير خلق وصفوتهم الأنبياء والرسل يسألون ربهم ويلحون عليه سبحانه أن يصلح لهم ذرياتهم ،حتى إنهم دعوا الله تعالى من أجلهم قبل أن يولدوا .
الخليل عليه السلام يسأل ربه الذرية الصالحة:
فهذا سيدنا إبراهيم يرفع أكف الضراعة طالبا ً من الله تعالى أن يرزقه أبناء صالحين مصلحين فقال: ? رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ? [الصافات:100]
إنه قد بلغ سنا كبيرة وامرأته عجوز وهو يشتهي الولد لكنه لا يريد أي ولد إنما يريد ولدا صالحا ، فكانت الاستجابة من الله تعالى فأعطاه ما سأل: ? فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ? [الصافات:101] .
و أعجب من ذلك أن الخليل عليه السلام لم ينقطع عن الدعاء لذريته ، بل ظل يتعهدهم بالدعوات الصالحات طوال حياتهم : ? وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ? [إبراهيم:35]
ويستمر في الدعاء: ? رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ? [إبراهيم:37]
? رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ? [إبراهيم:40].
ونبي الله زكريا
وعلى نفس الطريق سار سيدنا زكريا عليه السلام ، إذ دعا الله تعالى لأبنائه قبل أن يولدوا ، [ إننا نراه يدعو الله تعالى أن يرزقه ولداً صالحاً مرضياً عند الله وعند الناس، يتحمل معه أعباء النبوة والدعوة إلى توحيد الخالق سبحانه قائلاً: ? فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ? [مريم:من الآية5-6]
ولقد استجاب الله تعالى لدعائه ، وحملت الملائكة إليه البشرى بالولد والنبي الصالح:
? فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ ? [آل عمران:39] .
النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لأبناء المسلمين:
إذا رجعنا إلى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم لوجدناه يكثر من الدعاء لأبناء المسلمين ويوجّه المسلمين إلى الدعاء لأبنائهم حتى قبل أن يولدوا ، فيحث من أراد إتيان أهله قضاءً لشهوته وطلبا للولد أن يحرص على وقايته من الشيطان فيقول : (( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا، فيولد بينهما ولد، فلا يصيبه الشيطان أبداً )) .
ويدعو للصغار وهم نطف في رحم الأم:
فعن أم سليم رضي الله عنها قالت: توفى ابن لي وزوجي غائب، فقمت فسجيته في ناحية البيت. فقدم زوجي فقمت فتطيبت له فوقع علىّ . ثم أتيته بطعام فجعل يأكل فقلت : ألا أعجبك من جيراننا ؟ قال: وما لهم؟ قلت : أعيروا عارية فلما طلبت منهم جزعوا فقال: بئس ما صنعوا. فقلت: هذا ابنك. فقال: لا جرم لا تغلبينني على الصبر الليلة. فلما أصبح غدا على رسول الله فأخبره ، فقال: (( اللهم بارك لهم في ليلتهم )). قال الراوي:فلقد رأيت لهم بعد ذلك في المسجد سبعة- يعنى من أبنائهم- كلهم قد قرأ القرآن ـ يعني حفظه ـ. وذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .
ويدعو لهم عند ولادتهم:
فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان – تعنى حديثي الولادة- فيحنكهم ويدعو لهم بالبركة.
وفى الصحيحين أن أسماء رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بمولود لها، تقول: "حنّكه بالتمرة ثم دعا له وبرّك عليه".
ويدعو لهم أثناء مخالطتهم تشجيعاً وتثبيتاً لهم على الخير:
فعن أنس رضي الله عنه قال: جاءت أمي أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أزّرتني (ألبستني إزاراً) بنصف خمارها وردّتني (ألبستني رداءاً) بنصفه فقالت: يا رسول الله، هذا أنيس ابني أتيته بك يخدمك فادع الله له ، فقال: (( اللهم أكثر ماله وولده )) . وفى رواية: (( وبارك له فيما أعطيته )). قال أنس: فو الله إن ولدى وولد ولدى ليتعادّون على نحو المائة اليوم. [مسلم]
ولنتأمل هنا كيف بنت وأسست أم سليم رضي الله عنها لابنها مستقبله في الدين والدنيا بالدعاء؟! إنه جيل الصحابة الفريد الذين أحسنوا الأخذ والفهم والتطبيق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويكافئ ابن عباس الغلام الصغير على إعداده لوضوء النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يطلبه بأن يدعو له، فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء قال فوضعت له وضوءاً ، فقال: من وضع هذا ؟ فأخبر، فقال : (( اللهم فقهه في الدين )) . ويستجيب الله تعالى لدعائه لابن عباس ويصير حبر الأمة وترجمان القرآن.
وإذا كان هؤلاء هم قدوتنا وأسوتنا عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه يأمرنا الله تعالى بأن نقتدي بهم ، قال تعالى: ? أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ? [الأنعام: من الآية90]
ويخبرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة لنا في كل أمرنا قال تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ? [الأحزاب:21].
(إصلاح البنين-سحر شعير ،بتصرف يسير).
وعلى هذه الخطى سار السلف
فوجدناهم يهتمون بالإكثار من الدعاء للأبناء
فهذا الفضيل بن عياض سيد من سادات هذه الأمة وعالم من علمائها الأكابر يدعو لولده علي رحمه الله وهو صغير فيقول: اللهم إنك تعلم أني اجتهدت في تأديب ولدي علي فلم استطع ، اللهم فأدبه لي…، وهو مع هذا لم يتوان عن تعهده بالإصلاح والرعاية وحسن الأدب ، لكنه يعلم أن الأمر كله لله فيدعوه سبحانه ويتضرع إليه في صلاح ولده فيستجيب الله تعالى دعاءه ويصلح له ولده حتى عن بعض العلماء ليفضل علي بن الفضيل على أبيه على جلالة قدر أبيه رحمهما الله.
وهكذا كان أكثر السلف لكنا لا نريد الإطالة .
احذر الدعاء على أولادك
إن مما ينبغي أن يكون معلوما ومستقرا في نفوس الآباء أن الدعاء على الأبناء من الممنوعات التي لا يجوز الاقتراب منها بحال ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأطفال فقال: (( لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أموالكم ولا تدعوا على أولادكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب )) .
إن الوالدين أو أحدهما قد يغضب لإساءة بعض الأبناء أو عقوقه ،وهما إن غضبا فحقهما لكن ينبغي ألا يلجأ الوالدان أو أحدهما في هذا الحال إلى الدعاء على الأولاد؛ فإنهما أول من يكتوي ويتألم إن أصاب أبناءهما مكروه ، وليستحضر الوالدان أن دعوة الوالد لولده أو عليه هي مما يستجاب ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: (( ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن… )) الحديث وذكر منها : (( دعوة الوالد لولده )) وفي رواية : (( على ولده )) .
وقد تكون إجابة الدعوة على الولد سببا في مزيد من العقوق والفساد لمن دعي عليه من الأولاد ، وقد جاء رجل على عبد الله بن المبارك رحمه الله يشكو إليه عقوق ولده فسأله ابن المبارك: أدعوت عليه؟ قال: نعم. قال اذهب فقد أفسدته. وهذا الجواب منه يدل على سعة علمه رحمه الله فإن الدعاء على الأولاد لن يزيدهم إلا فسادا وعنادا وعقوقا ، وأول من يشتكي هذا العقوق هو من تسرع بالدعاء على الأولاد.
هدى الله أولادنا وأصلح لنا ذرياتنا وجعلهم قرة عين لنا في الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين .




بارك الله فيك أختي ….. وأصلح الله أبناءنا وجعلهم من الصالحين يا رب



هدى الله أولادنا وأصلح لنا ذرياتنا وجعلهم قرة عين لنا في الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين



خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

لماذا يقدم الأبناء أحيانا على قتل آبائهم؟

نقرأ أحيانا عن حالات مأساوية من جرائم لا يتقبلها العقل ولا الإنسانية، حين يصل الأبناء لمرحلة من الكراهية لوالديهم تدفع بهم إلى قتل الأب أو الأم أو كليهما، إنها حقا قضية غاية في الخطورة لأن الطفل لم يصل إلى مرحلة من النضج الفكري أو الديني ليعلم أن ما يفعله هذا جريمة لا تغتفر، وقد لا تفرض عليه عقوبة لصغر سنه، المشكلة أكبر من ذلك فكيف يتغير وضع الوالدين من المصدر الرئيسي للحنان والشعور بالأمان بالنسبة لأبنائهم إلى عدو يكنون له حقداً يؤدي إلى القتل، إنها عجيبة من عجائب الزمن الذي نعيش به وبحاجة إلى نظرة متأملة من الآباء والأمهات نحو الأسباب كاملة سواء كانت نفسية، اجتماعية أو مادية لاتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب هذه الكارثة.

وهنا بعض الأسئلة الهامة:
– أي نوع من الأطفال القادر على ارتكاب هذه الفظائع ضد أحد والديه؟

– ما نوع الموقف الذي يؤدي إلى هذه النهاية العنيفة؟

بالبحث وراء العديد من مثل هذه الجرائم الاجتماعية وجدوا أن أكثر المشاكل التي تثير القلق حول هذه القضية ما يلي:
نوعية الأطفال المهملة والذين يسيء الوالدان معاملتهم ولا يكون لديهم إلا خيارات محدودة ولا يجدون وسيلة أخرى للتعبير عن حنقهم إلا بذلك.

ماهي السمات الشخصية للأطفال الذين يقتلون والديهم؟
– من يظهر عليهم علامات العنف الأسري.

– حاولوا الحصول على المساعدة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل.

– قاموا بمحاولات للهرب أو الانتحار.

– منعزلون عن أقرانهم.

– يشعرون بقلة الحيلة وعدم القدرة على تغيير أحوالهم المنزلية.

– غير قادرين على التواؤم مع يحدث لهم.

– ليس لهم سجلات إجرامية.

– هناك سلاح متوفر بالمنزل لديهم.

– يصابون بالنسيان أو فقدان الذاكرة بعد ارتكابهم جريمة القتل.

– ينظرون لجريمة القتل على أنها حل مريح لجميع الأطراف المعنية.

نظرة نحو الأبناء في مرحلة المراهقة:
في كل الحالات تقريبا يكون القتلة من الأبناء في مرحلة المراهقة، لكن لماذا هذه المرحلة بالذات؟
– هذا لأن الصغار قبل سن المراهقة والذين تقل أعمارهم عن 11 عاما، لا يكون لديهم إدراك واضح عن مفهوم الموت، كما يجدون صعوبة كبيرة في قبول أن أفعالهم قد تؤدي إلى نتيجة لا رجعة فيها.

– كما أنهم هم الأكثر عرضة لارتكاب جريمة القتل بسبب ما يعايشونه من اضطراب طبيعي في مرحلة المراهقة يميل إلى تخطي وكسر أو عصيان كل التقاليد والقيود الطبيعية التي يتعلمونها من المجتمع والأهل، وبذلك يصبح لديهم بدائل محدودة.

– وعلى عكس الكبار الذين يقتلون آبائهم .. يختلف الأمر لدى المراهقين الذين يتحولون إلى جناة عندما تكون الأحوال الأسرية بالبيت لا تطاق ولا يمكنهم احتمالها والبدائل أمامهم تكون محدودة ومن أكثرها شيوعا هو القتل.

– كما أن المراهقين لا يمكنهم مغادرة المنزل والاستقلال بأنفسهم في معيشة أخرى إذا ما طفح الكيل بالبيت، ولأن القانون يجرم في بعض الدول هروب الأبناء الذين لم يبلغوا السن القانونية لذلك يكون القتل أحد الحلول للتخلص من مشكلاتهم.

– وغالبا نجد أن الأحداث الذين يرتكبون جريمة قتل أحد الوالدين لا يفكرون عادة في الهروب لأن أغلبهم ليس لديهم مكان يمكنهم اللجوء إليه، كما أن البعض الذين يتمكنون من الهروب يتم القبض عليهم وإعادتهم إلى المنزل مرة أخرى؛ فالعيش بالشوارع ليس بالحل الواقعي أو المنطقي بالنسبة لهم وخاصة الشباب الذين لا يملكون مصادر مالية أو محدودى التعليم وقليل من المهارات.

– تمر فترة المراهقة بأوقات عاصفة تحتاج من الوالدين نوعاً من الدعم ومنح الأبناء حيزاً للنمو ومواجهة القضايا الصعبة، فإذا قام الأبناء بقتل أحد الوالدين ندرك أنهم لم يجدوا من يساندهم.

– وهناك من الأبناء من تضعهم الظروف الصعبة لتحمل مسؤوليات الكبار في أسرهم، وقد يبدو الأمر مثاليا في شكله السطحي حيث يظهر الأبناء كنوع يمكنه الاعتماد على نفسه ورعاية أحد الوالدين أو إدارة شؤون الأسرة بكاملها مما يضع على عاتقهم عبئاً أكبر يقودهم في نهاية الأمر إلى محاولة التخلص من مصدر هذا العبء.

من الذين يقتلون والديهم؟
يوجد ثلاثة أنواع من الأشخاص الذين يرتكبون هذا الجرم:
– الطفل الذي يتعرض للمعاملة شديدة السوء تتخطى كل الحدود من جانب والديه.

– من يعانون من اضطرابات عقلية حادة.

– الطفل المدلل الشهير الذي يعاني من اتجاهات معادية للمجتمع.

وحتى الآن يعتبر الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات شديدة هم أكثر الأنواع الذين يقتلون والديهم، وتكون مبرراتهم الأساسية أنهم لم يستطيعوا التكيف مع ظروفهم الصعبة التي تشمل:
– والدان يؤذيانهم إيذاء جسدياً.

– والدان يضعانهم تحت ظروف نفسية مهينة.

– التعرض من جانب والديهم للإيذاء الجنسي.

– حتى الإساءة اللفظية.

– انحراف أحد الوالدين أو كليهما؛ فهناك من يتعاطى الكحوليات أو المخدرات أو حتى يعمل في أعمال غير مشروعة، وتكون النتيجة إما إساءة في معاملة الأبناء أو احتقار الأبناء لما يفعلونه، وكلا الجانبين يؤدي إلى نفس النتيجة وهي إما الهروب أو المواجهة وغالبا تكون بالقتل.

– الأسر المنعزلة اجتماعيا بسبب ما تعانيه من مشكلات منزلية تشيع بها مثل هذه الجرائم، حيث يتوقع الأبناء من والديهم توفير كافة الاحتياجات الأساسية لهم مثل الطعام، الملبس والتعليم والترفيه وإذا لم يجدوا ما يحتاجون إليه ينظرون إلى والديهم بأنهم عديمو الفائدة مما يقودهم للتخلص منهم.

– يلقي بعض الآباء والأمهات على أطفالهم أعباء منزلية مثل الطهي، التنظيف، والاعتناء بإخوانهم الصغار، مما يفقدهم الفرصة للاستمتاع بأوقاتهم وممارسة الهوايات والأنشطة التي يمارسها أصدقاؤهم، حتى قد يمنعهم الوالدان من إحضار أصدقائهم المقربين إلى المنزل وهذا يثير بداخلهم دافع القتل.

– يحاول الأبناء أحيانا طلب المساعدة من بعض الأقارب في العائلة أوالمعلمين بالمدرسة لتعلم كيف يتخطون مثل هذه المشكلات الأسرية ولا يجدون من يمد لهم يد العون أو النصيحة ويجدون تجاهلا تاما من كافة الأطراف ذات الدور التوجيهي، لذلك ينفذون ما تمليه عليهم أفكارهم الغير ناضجة أو الواعية وتحدث المأساة.

– العيش مع زوج الأم أو زوجة الأب الذي يسيء معاملاتهم ويحرمهم من الكثير حيث يلاحظون التفرقة بينهم وبين الغير بالإضافة للشعور بالتفكك الأسري والحرمان العاطفي وهذا أحد الأسباب التي تقود إلى الجريمة.

إنهم ليسوا مؤهلين للجريمة:
أوضحت التحقيقات التي جرت حول قضايا قتل الأبناء لوالديهم أن هؤلاء الصغار ليس لديهم خبرة أو ميول جنائية بالفطرة، لكن القتل يمثل لهم عملاً قائماً نتيجة لحالة من اليأس وكان السبيل الوحيد للخروج من وضع عائلي لم يعودوا قادرين على تحمله.

كما أن الطفل الذي يعاني من اضطراب عقلي شديد قد يقتل بالصدفة عندما يحدث له انفصال عن الواقع وغالبا ما نجد أن التقارير الطبية عن حالته تكون مستقرة.

وقليل من الأطفال الذين يقتلون بدون أن يشعروا بأي ندم أو تأنيب للضمير كما، أن والديهم أحيانا يكونون أشخاصاً لطفاء يحبونهم كثيرا، وتكمن المشكلة هنا في الجانب العدائي للمجتمع لأن الطفل الغير اجتماعي نوع خطير جدا يعاني من اضطراب سلوكي قد يستمر إلى أكثر من 6 أشهر.

وهؤلاء هم الأطفال الذين يقتلون والديهم تقريبا عندما يكونون بحاجة إلى الاقتراض أو الشعور بالأنانية.

ما الذي يحتاج إليه المجتمع لتجنب وقوع الأبناء في جريمة قتل الوالدين؟
– نحن بحاجة ملحة لتعليم الوالدين مهارات تربية الأبناء ودعمهم.

– يجب إخضاع الوالدين لدورات تدريبية يتعلمون من خلالها كيف يتعاملون مع الضغوط الحياتية التي تواجههم وكيفية تنشئة الأبناء بالشكل الصحيح.

– توفير الطرق المناسبة للتعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

– قيام علماء النفس والاجتماع بالبحث المكثف لتقديم المعلومات الضرورية حول إدارة البيت، الأسرة وتربية الأبناء.

– على الوالدين تحسين مهارات التواصل المجتمعي وتقوية الروابط العاطفية الصحية، فكلما قوي الارتباط العاطفي بين الأبناء ووالديهم كلما قلت مستويات الجريمة أو الانحرافات الاجتماعية.

– دعم الأطفال في كل المراحل العمرية عن طريق الدورات المدرسية التي تحفزهم على فتح قلوبهم والشكوى إذا تعرضوا لأي إساءة حتى يمكنهم الحصول على المساعدة المطلوبة.

– توفير دورات عن تقوية الثقة بالنفس والبحث عن الحلول المناسبة للمشكلات حتى يتمكن الأبناء من حماية أنفسهم بطرق قانونية سليمة.

– كمجتمع يجب علينا النظر بعين العطف نحو الجناة الصغار، فليس لديهم وعي كافٍ عن جريمتهم فهم بحاجة إلى المساعدة.

– التوعية الدينية المكثفة منذ أن يبدأ الطفل في الاستقبال يعلمونه خلالها عن قيمة الوالدين وأهمية الطاعة والاحترام المتبادل حتى نربي داخل أبنائنا عقيدة وأساس ديني قوي لا يمكن التأثير عليه وكذلك الحال بالنسبة للوالدين أنفسهم.

منقول..




موضوع رائع يسلمو ايديك حبيبتي



يسلمو مشكورة ع المجهود الرائع
سلمت اناملك



خليجية