لحمة ضأن مشوية بالبخار
المقادير
شريحة كاملة من الضلوع والكتف
ملعقة شاي ملح ملعقة ونصف كركم ملعقة شاي فلفل اسود
ملعقة طعام ونصف خيوط الزعفران المفتته ملعقة شاي هيل
فنجان خل التفاح راس ثوم مدقوق
الطريقة:-
صفان اثنان من جريد النخيل او أي خشب مناسب بحيث
يناسبان قطر الاناء المعد لتحضير الشواء بعد غسل اللحم وتجفيفه
يدعك جيدا بخليط الملح والكركم والفلفل والزعفران وماء الورد
الاسود والخل والثوم وتترك مغطاة لنصف ساعة يوضع الخشب او الجريد داخل قدر الشواء
ثم توضع شريحة اللحم فوق الجريد يحكم غطاء الاناء بورق الالمنيوم ثم يوضع غطائه فوقه
ويترك على نار عالية لمدة عشر دقائق فوق الغاز تخفظ الى هادئة من ثلاث الى اربع ساعات
دون فتح عند انتهاء شوائها توضع برفق في طبق التقديم مع الارز المشخول او الخبز
ويؤخذ قليلا من الصلصة المترسبة في قاع الاناء ويضاف اليه بعض الزعفران والهيل ويرش عليها
فخذ اللحم المشوية بالبطاطس
المقادير:
قطعة لحم خروف زنة كيلوجرامين
اربع فصوص ثوم
ملح وفلفل اسود مطحون…(حسب الرغبه)
كيلو بطاطس…(حبات ضغيرة)
حبتا بصل كبيرتان(مقطعتان شرائح)
كوب ونصف الكوب من الطماطم المقشرة والمفرومة…
نصف كوب مرقة لحم…
نصف كوب خل تفاح…
ورقة غار…قطعة دارسين(قرفة)صغيرة…
ملعتقان كبيرتان زبدة…
الطريقة:
تمسح قطعة لحم الخروف بورق المطبخ وتغرز فيها السكين الحادة في عدة اماكن ليوضع فيها الثوم بعد تقطيعه الى شرائح(حسب عدد الشرائح)
يتبل لحم الخروف بالملح والفلفل ويوضع في وعاء الشي ويشوى في فرن معتدل الحرارة لمدة ساعة ثم يجفف من الدهون…
تقشر شرائح البطاطس وتشرح الى منتصفها(في العمق)وتصف حول قطعة الفخذ المشوية(الجزء المشرح الى الاعلى)وترش بعصير الليمون والملح والفلفل…
توضع شرائح البصل فوق حبات البطاطس وتضاف اوراق الغار والدارسين والزبدة ومرقة اللحم الى الوعاء..
يعاد الى الفرن ويطهي لمدة ساعة ونصف ساعة اخرى مع تقليب اللحم من مدة الى اخرى ليصبح بنيا ومحمصا من كل الجوانب…
يمزج اللحم ويوضع في الصحن التقديم الى جانب البطاطس المحمرة ويقدم مزينا باغصان الغار او اي خضار
قطع اللحم بالمشمش المجفف اسود أو اصفر
المقادير:-
كيلو لحم بدون عظم
باكيت مشمش
ملعقة دقيق
كوب ماء
ملح وفلفل وبهارات مشكله
راس بصلة متوسطة ومبشورة
نصف كوب زيت
نصف كوب لوز مسلوق ومقشر
الطريقة :-
يسلق اللحم حتى ينضج مضاف اليه اعواد القرفه
وحبات الهال والمسمار للنكه يرمى فيما بعد
ينقع المشمش ثلاث ساعات في ماء ساخن
يصفى مرق اللحم ويقلب اللحم مع البصله المبشورة
والملح والبهارات ويضاف المشمش المنقوع ويقلب مع
اللحم ثم يضاف ماء نقع المشمش ومرق اللحم
الى اللحم بعد ان يصفة من حبات الهال والقرفه والمسمار التي ترمى
ويترك على النار مدة عشر دقائق يذوب الدقيق ويضاف الى اللحم والمشمش
ويترك على نار هادئة مدة عشر دقائق حتى تصبح المرقة مكثفة نوعا ما
يسكب في طبق التقديم ويقدم الى جانب الرز المشخول هنيئا
كبده بالخل والثوم
المقادير:-
قطعة من كبد الضأن او قطعتين
ملح فلفل اسود كمون
ملعقتي طعام خل التفاح
أربع فصوص ثوم مدقوق
زيت زيتون أو زبده
الطريقة:-
تقطع الكبده الى شرائح متوسطة او تترك كماهي
تتبل بالملح والفلفل الأسود والخل وزيت الزيتون
تترك ساعة من الزمان ثم تقلى قليا خفيفا او تشوى
حسب الرغبة وهي سريعة النضوج لا تحتاج
اكثر من عشر دقائق تقدم ساخنة هنيئا
ملاحظة :-
يمكن قلي او شوي انواع الكلاوي والرئة والطحال القلوبات عموما نفس التبهيرة
:7_1_110v[1]:
تسلم ايدك ياقمر
نغسل الرئة ونقطعها على شكل مربعات ثم ننظف الكرشة بعدما نكون قد وضعناها في طنجرة مملوءة بالماء الساخن حتى نسهل عملية نزع قشرة الكرشة بالسكين حتى تصبح بيضاء ثم نقطعها مربعات وكذلك بعض من القلب والكبد ونضع الكل في الطنجرة إلا الكبد ثم نضيف 4 فصوص من الثوم بصلة صغيرة مفرومة نصف كاس شاي من زيت الزيتون + نصف ملعقة فلفل أسود (ابزار) + نصف ملعقة زنجبيل (سكنجبير) + زعفران (كركم) + 1 طماطم أو 2 طماطم حسب الكمية محكوكين أو مطحونين
وتوضع الطنجرة على نار متوسط وأترك الطنجة تستوي عل مهلها أتركها تتشحر بعض الدقائق ثم أضيف الماء حسب الكمية
وقبل نهاية الطهي بنصف ساعة نضيف قطع الكبد ونصف صغيرة فلفل أحمر حلو ويستأنف الطهي وفي الأخير نضيف نصف ملعقة كامون و نصف ليمونة مرقدة (ليمون مخلل) وأترك الكل حتى يتختر المرق
وأكلة شهية
الاكلة التانية هي المروزية وهي من أقدم الاكل بالمغرب إذ في القديم كان يحتفظ بها لمدة طويلة دون أن تفسد
1كلغ ونصف من اللحم
300غ من الزبيب من دون بزر
200غ من الوز
بصلتان متوسطتان مبشورتان
ملعقة حساء رأس الحانوت (توابل)
ملعقة قهوة من الإبزار
ملعقة قهوة الزنجبيل
ملقة قهوة الزعفران
ملعقة قهوة من مسحوق القرفة (الدارسين)
200غمن الزبدة
مغرفة عسل
الطريقة:
يقطع اللحم قطع وزن القطعة150غ تقريبا، يغسل ويقطر
يخلط رأس الحانوت بالزنجبيل و الزعفران والإبزار، وقليل من الماء. يؤخذ نصف هذا الخليط وتدهن به قطع اللحم، وتوضع هذه القطع أولا بأول في الطاوة. تملح ويضاف إليها الزبدة و اللوز المقشور و البصل المبشور.
تغطى بالماء وتنضج مغطاة مع تحريكهامن حين لأخر. يزاد الماء في أثناء الطبخ إن اقتضت الحاجة لذلك.
و من جة أخرى ينقى الزبيب ويشلل ويترك لينقع في النصف الباقي من خليط التوابل
حينما يوشك اللحم أن ينضج، يزاد عليه العسل و الزبيب و القرفة، ترفع القدر عن النار. عندما يفصل اللحم بالأصابع في سهولة و تصير المرقة جد ثخينة، يرتب في صحن بأن تصفف قطع اللحم أولا ثم يجعل عليها اللوز والزبيب. ويصب من فوقها ومن حواليهاالمرق المعسل. بالهنا
الوصفة التالتة نحضرها لاحبابنا في العيد
ضلعة الخروف المحمرة
في قدر نضع الضلعة بعد ان نشرطها قليلا بالسكين نضيف لها
زبدة
زيت
3 بصلات مقطعة شرائح رقيقة
فصين من الثوم
باقة كسبرة مربوطة
ملح
زنجبيل
بابريكا
زعفران أو ملون
و بعد ان تقلى قليلا نضيف الماء حسب مقياس الضلعة التي عندك و تترك تطبخ
بعدها ندهنها بالزبدة ونرسلها لفرن ساخن لتتحمر و تصبح مذهبة و هشة
قدميها في صحن كبير و رافقيها مع الصلصة اللي ثخنت و سلاطات متعددة و الف هنا و شفا
اتمنى يعجبكم وصفات المغرب بالصحة والعافية
يأتي عيد الأضحى في أيام عشر ذي الحجة التي هي أفضل أيام الدنيا على الإطلاق لما أخرجه البزار رحمه الله وصححه الألباني في صحيح الجامع[1] عن جابر رضي الله عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {أفضل أيام الدنيا أيام العشر}.وهذا العيد هو العيد الثاني من أعياد المسلمين بعد عيد الفطر المبارك .
ويعد يوم عيد الأضحى أفضل الأيام عند الله ويدل على ذلك مارواه أهل السنن وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القَرّ}- ويوم القر: هو يوم الحادي عشر لأن الحجاج يستقرون في منى- وفي الحديث الآخر الذي رواه أهل السنن ً وصححه الإمام الترمذي {يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب وذكر لله} وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم { أفضل الأيام يوم الجمعة }[2]فإن الأفضلية هنا بالنسبة لأيام الأسبوع فيكون يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وأما يوم النحر فأفضل أيام العام .
ولعيد الأضحى المبارك العديد من الأحكام والآداب من أهمها:
1- التكبير: فإن التكبير من السنن ليلة العيد ومن فجر يومه في أدبار الصلوات إلى نهاية أيام التشريق وينتهي بغروب شمس يوم الرابع عشر من ذي الحجة لقول الله تعالى {واذكروا الله في أيام معدودات….سورة البقرة: 203} قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى {: أما التكبير فإنه مشروع في عيد الأضحى بالاتفاق ثم قال وأما التكبير في النحر فهو أوكد من جهة أنه يشرع أدبار الصلوات وأنه متفق عليه وأن عيد النحر يجتمع فيه المكان والزمان وعيد النحر أفضل من عيد الفطر ولهذا كانت العبادة فيه (النحر مع الصلاة) }وقال رحمه الله {وأما النسك فإنه مشروع في اليوم نفسه عبادة مستقلة ولهذا يشرع بعد الصلاة كما قال تعالى: { فصل لربك وانحر . إن شانئك هو الأبتر }. فصلاة الناس في الأمصار بمنزلة رمي الحجاج جمرة العقبة وذبحهم في الأمصار بمنزلة ذبح الحجاج هديهم ولهذا كان الصحيح من أقوال العلماء أن أهل الأمصار يكبرون من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق لهذا الحديث ولحديث آخر رواه الدارقطني عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولأنه إجماع من أكابر الصحابة والله أعلم}وصفة التكبير هي أن يقال:الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
2- صلاة العيد: وقد اختلف العلماء في حكم صلاة العيد فيرى الحنابلة رحمهم الله أنها فرض كفاية بينما يرى الإمامان مالك والشافعي أنها سنة ويرى ــ أبو حنيفة رحمه الله والعديد من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وبعض العلماء المعاصرين كابن سعدي وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله جميعا ــ وجوب صلاة العيد لفعل النبي صلى الله عليه وسلم لها ولأنه أمر بها النساء والعواتق وذوات الخدور كما في حديث أم عطية رضي الله عنها حيث قالت:{أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحيَّض وذوات الخدور فأما الحيَّض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين.قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال:لتلبسها أختها من جلبابها } متفق عليه. والأقرب والله أعلم أنها فرض كفاية والسبب أن الصلوات الواجبة هي الصلوات الخمس بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث الأعرابي المشهور وعندما قال الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم : والله لا أزيد على ذلك ولا أنقص قال له النبي صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق . وأما الاستدلال بهذا الحديث فإنه ليس بصريح في الوجوب بدليل الأمر بإخراج الحيض وهن لاتجب عليهن الصلاة وإنما كان ذلك من أجل أن يشهدن الخير ودعاء المسلمين ,وفي هذا يقول ابن حجر رحمه الله : { واستدل به – أي بحديث أم عطية السابق -على وجوب صلاة العيد وفيه نظر لأن من جملة من أمر بذلك من ليس بمكلف فظهر أن القصد منه إظهار شعار الإسلام بالمبالغة في الاجتماع ولتعم الجميع البركة والله أعلم }[3]. ويصلي الإمام بالناس صلاة العيد في المصلى ركعتين ثم يخطب بهم خطبتين ويسن أن يبكر بالصلاة إذا ارتفعت الشمس لما روا أبو داود وأحمد عن يزيد بن خميَّر قال (خرج عبدالله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس يوم عيد فطر أو أضحى فأنكر إبطاء الإمام وقال:إن كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد فرغنا ساعتنا هذه).
3- صيام يوم عيد الأضحى: يحرم على المسلمين صيام يوم عيد الأضحى ويحرم كذلك صيام أيام التشريق بعده:أما تحريم صيام يوم العيد فللحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يومين:يوم الفطر ويوم النحر }متفق عليه.وأما تحريم صيام أيام التشريق فلما رواه نُبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل } رواه مسلم.وعن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما قالا:لم يُرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي }رواه البخاري.
4- أفضل الأعمال في يوم العيد : إن أفضل الأعمال يوم عيد الأضحى هو صلاة العيد ثم نحر الأضحية فيبدأ المسلم بالصلاة قبل أي عمل آخر ثم ينحر بعد ذلك أضحيته وقد بوب الإمام البخاري رحمه الله بقوله: (باب سُنَّةِ العيدين لأهل الإسلام) ثم ساق حديث البراء رضي الله عنه قال: سمعت رسول النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال:{ إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نُصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل فقد أصاب سُنَّتنا}روا البخاري.
5- التجمل يوم العيد: فإن من السنة في يوم العيد أن يتجمل المسلم ويلبس أحسن الثياب وأما المرأة فتخرج لصلاة العيد غير متجملة ولا متطيبة ولا متبرجة ولا سافرة لأنها مأمورة بالتستُّر منهية عن التبرج بالزينة وعن التطيب حال الخروج.وقد روى البخاري رحمه الله عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: أخذ عمر جُبَّة من إستبرق – حرير- تباع في السوق فأخذها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ابتع هذه تجمّل بها للعيد والوفود فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هذه لباس من لا خلاق له.فلبث عمر ما شاء الله أن يلبث ثم أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة ديباج فأقبل بها عمر فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنك قلت: إنما هذه لباس من لا خلاق له وأرسلت إليَّ بهذه الجبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تبيعها أو تصيب بها حاجتك} ومنع النبي صلى الله عليه وسلم لعمر عندما أحضر الجبة الأولى فبسبب أنها كانت حريراً والحرير محرم على الرجال.قال ابن حجر رحمه الله[4] :{توجيه الترجمة أنها مأخوذة من تقريره صلى الله عليه وسلم على أصل التجمل وإنما زجره عن الجبة لكونها كانت حريرا}.
6- نحر الأضحية : فإنها من السنن المؤكدة يوم العيد ويشترط لها أربعة شروط:
أ- أن تكون من بهيمة الأنعام : وبهيمة الأنعام هي الإبل والبقر والغنم. وتجزئ الواحدة من الإبل أو البقر عن سبعة أشخاص. ومما و تجزئ الشاة عن الواحد وأهل بيته ، لقول أبي أيوب رضي الله عنه لما سئل: كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله ؟ فقال: " كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته " [5] . ويدل على أن البدنة أوالبقرة تجزئ عن سبعةٍ وأهلِ بيوتهم ؛ حديث جابر رضي الله عنه قال: "حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحرنا البعير عن سبعة والبقرة عن سبعة " [6]
ب – أن تبلغ السن المعتبر شرعاً: والسن المعتبر شرعا هو خمس سنين في الإبل وسنتان في البقر وسنة في المعز وستة أشهر في الضأن. فقد دل الحديث على أن السن المعتبر في الإبل والبقر والمعز هو المُسنَّة ؛ ( وهي من المعز ما له سنة، ومن البقر ما له سنتان، ومن الإبل ما له خمس سنوات ) لحديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تذبحوا إلا مُسِنَّة، إلا أن يَعْسر عليكم ، فتذبحوا جذعه من الضأن "[7] أما أقل ما يجزئ من الضأن فقد دل الحديث على أنه ما كان جذعاً والجذع: هو ما له نصف سنة ؛ لقول عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : " ضحينا مع رسول الله بجذع من الضأن "[8] .
ب- أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع الإجزاء وهي أربعة عيوب:فلا تجزئ العرجاء البين ضلعها والمريضة البين مرضها والعوراء البين عورها والعجفاء وهي الهزيلة التي لا مخ فيها حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ظَلْعُها ( أي: عرجها ) ، والكسيرة( أي: المنكسرة ) ، وفي لفظ: والعجفاء ( أي: المهزولة) التي لا تنقي ( أي: لا مخ لها لضعفها وهزالها ) " [9]. ويلحق بها ما كان أسوأ منها كمقطوعة الرجل والعمياء ولا الهتماء التي ذهبت ثناياها من أصلها ولا الجدّاء التي نشف ضرعها من اللبن بسبب كبر سنها [10].
ج- أن تقع الأضحية في الوقت المحدد للإضحية شرعاً وهو من الفراغ من صلاة العيد والأفضل أن ينتهي الإمام من الخطبتين وينتهي وقت الذبح بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.
ويسن لصاحب الأضحية أن يأكل منها لقوله تعالى { فكلوا منها وأطعموا ….سورة الحج : 28} ولفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ,وإن شاء طبخها وإن شاء تصدق بها وإن شاء أهدى منها والأمر في ذلك واسع.
7- اللعب والفرح يوم العيد : فمن السنن يوم العيد إظهار الفرح والسرور ولا بأس باللعب المباح لما روته عائشة رضي الله عنها قالت:دخل علي َّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث فاضطجع في الفراش وحول وجهه.ودخل أبو بكر فانتهرني وقال:مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم!فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:دعهما.فلما غَفَل غمزتُهما فخرجتا } وقالت{وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدَّرِق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال أتشتهين تنظرين؟ فقلت نعم.فأقامني وراءه خدّي على خدّه وهو يقول دونكم يا بني أرْفِدة.حتى إذا مللت قال:حَسْبُك؟قلت:نعم.قال:فاذهبي }[11].قال ابن حجر رحمه الله :{ وفي هذا الحديث من الفوائد : مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة وأن الإعراض عن ذلك أولى.وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين}[12].
8- مخالفة الطريق : فإن من السنن يوم العيد أن يخالف المسلم بين طريقه ذهابا وإيابا لما رواه جابر رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق }[13]قال ابن حجر: وفي رواية الإسماعيلي { كان إذا خرج إلى العيد رجع من غير الطريق الذي ذهب فيه}[14].
9- صلاة ركعتين قبل صلاة العيد : ليس من السنة صلاة ركعتين قبل صلاة العيد ولا بعدها إذا كانت الصلاة في مصلى العيد وأما إذا كانت في مسجد من المساجد فلا بأس بصلاة تحية المسجد ركعتين قبل الصلاة ويدل على ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال :{ إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم العيد ركعتين لم يصلي قبلهما ولا بعدهما } [15].وأما من فاتته صلاة العيد فمن أوجب صلاة العيد أوجب عليه قضاءها واختلفوا في عدد ركعاتها فقال الإمام البخاري رحمه الله ومن وافقه تقضى ركعتين وقال الإمام أحمد ورجحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله إنها تقضى أربعاً وتوسط إسحاق رحمه الله فقال:إن صلاها في الجماعة فركعتين وإلا أربعا والذي يظهر والله أعلم عدم قضائها لأنها سنة وليت بواجب على مارجحته سابقاً والله أعلم .
9- التهنئة يوم العيد :فإن من السنة التهنئة في يوم العيد وذلك بأن يقول المسلم لأخيه تقبل الله منا ومنكم أو عيدكم مبارك أو أعاده الله علينا وعليكم ونحو ذلك من الكلمات.قال ابن حجر وروينا بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال:{ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض:تقبل الله منا ومنك}[16].
أسأل الله تعالى أن يتقبل مني ومن أخواني المسلمين وأن يجعل عيدنا سعيداً وأن يكشف عن إخواننا المسلمين في كل مكان ما هم فيه من الهم والضيق والبلاء إنه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
د.نهار العتيبي
] صحيح الجامع الصغير حديث رقم 1133
[2] حديث صحيح أخرجه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم 1098
[3] فتح الباري 2/606
[4] فتح الباري 2/567
[5] أخرجه مالك والترمذي وابن ماجة بسند صحيح
[6] رواه مسلم
[7] رواه مسلم
[8] أخرجه النسائي بسند جيد
[9] رواه أصحاب السنن والإمام أحمد بسند صحيح
[10] انظر الملخص الفقهي للعلامة الشيخ صالح الفوزان 1/450 وأحكام الأضحية للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
[11] رواه البخاري
[12] فتح الباري 2/571
[13] رواه البخاري
[14] فتح الباري 2/609
[15] متفق عليه
[16] فتح الباري 2/575
وكل عام وانتى بخير
المقادير :
1ك ارز ابيض مستوى بالزبد
صلصة فتة بالخل و الثوم
خبز اسمر مصرى او خبز يحتوى على دقيق القمح و الردة
تقلية " ثوم و خل "
شوربة لحم و يفضل الضأن
فلفل اسمر ملعقة زبدة كبيرة
لحم ضأن او اى نوع لحم
الطريقة :
قطعى الخبز قطع صغيرة و حمرية فى الزبد ثم ضعى علية قليل من تقلية الخل و الثوم و بعض الشوربة لتطرية الخبز و اتركية دقيقتين ليتشرب الشوربة ثم ضعى بعض ملاعق من صلصة الفتة و الارز الابيض و اخلطيهم جيدا و افرغية فى صينية التقديم و غطية بالارز الابيض ثم بعض الصلصة و تقلية الخل و الثوم و بعض الفلفل الاسمر ثم ضعى قطع اللحم محمر او مسلوق حسب الرغبة
صلصة الفتة :
2 كوب طماطم – ملعقة زبد – 3 فصوص ثوم – بعض الخل الابيض – ملح – فلفل اسمر
ضعى الزبد و الثوم على النار حتى يصفر ثم ضعى الخل و عصير الطماطم و الملح و الفلفل و اتركية على النار حتى تصبح سميكة و بالعافيه.
ابدعتي
وصفة جميلة
شكرا لك
الله يعطيك العافية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن يومكم هذا يوم عظيم، بل عند بعض العلماء أفضل أيام الدنيا وأفضل من يوم عرفة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ الَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ) (رواه أبو داود، وصحه الألباني).
– وأقسم الله -عز وجل- به فقال: (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) (الفجر:3)، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة".
– وهو يوم الحج الأكبر؛ لأن أكثر أعمال الحج فيه، فالحجاج فيه يدفعون من مزدلفة إلى منى يرمون الجمرة الكبرى، ثم يحلقون رؤوسهم، ويذبحون هديهم، ويطوفون طواف الإفاضة، ثم يدفعون إلى منى للاستقرار بها أيام التشريق.
– وهو يوم عيد المسلمين ومعه أيام التشريق التي قال الله -تعالى- عنها: (وَاذْكُرُوا الَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) (البقرة:203)، قال ابن عباس: "الأيام المعلومات هي العشرة، والأيام المعدودات هي أيام التشريق".
وقال -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ الَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ) (رواه أبو داود، وصحه الألباني)، ويوم القر هو اليوم الحادي عشر, أي: اليوم الأول من أيام التشريق التي يستقر فيها الحجيج بمنى.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ) (رواه مسلم).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ) (رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وصحه الألباني).
– وفى مثل هذا اليوم من سنه تسع أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليًّا إلى أبي بكر أمير الحج ليتلو على الناس في موسم الحج قوله -تعالى-: (وَأَذَانٌ مِنَ الَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ الَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) (التوبة:3)، أي: ورسوله بريء أيضًا من المشركين، فتلاها علي وأبو هريرة على الناس في منى: "أَنْ لا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ" (متفق عليه).
فيجب علينا نحن أن نتبرأ من المشركين كما تبرأ الله ورسوله منهم، ويكون بذلك بغضهم وبغض كفرهم ومعبوداتهم حتى يؤمنوا بالله وحده، ولا يضاد ذلك البر والإقساط إن لم يقاتلونا أو يخرجونا أو يظاهروا على إخراجنا كما قال الله -تعالى-: (لا يَنْهَاكُمُ الَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ الَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ الَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الممتحنة:8-9).
ومن آداب هذا اليوم:
– تهنئة المسلمين بعضهم بعضًا كما كان الصحابة يهنئ بعضهم بعضًا ب" تقبل الله منا ومنكم ". قال جبير بن نفير: "واستحبه الإمام أحمد -رحمه الله-".
– تكبير الله -تعالى- مطلقًا في البيوت وفي الطرقات والأسواق، أو مقيدًا دبر الصلوات إلى عصر ثالث أيام التشريق، ودليله الإجماع.
قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "ولا بأس أن تكبر في بيتها وإن صلت مع جماعة، أو من صلى منفردًا، وفي قول الأكثر أن المسبوق إن فرغ من صلاته كبر".
– الأضحية شكرًا لله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر:2)، وما تقرب العباد لله -تعالى- بقربة في هذا اليوم أفضل من إراقة دم إلا صلة رحم، كما قال طاوس -رحمه الله-.
وقت الذبح في الأضحية ممتد إلى ثالث أيام التشريق؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (كل أيام التشريق ذبح) (رواه أحمد، وصحه الألباني).
– اغتنام هذا اليوم بالطاعة وعدم الغفلة عنه؛ لأن كثيرًا من الناس يغفلون عن فضله، وصار العيد في عرف الكثير أنه يوم عصيان، فيعصون الله -تعالى-، والعبادة وقت الغفلة متأكدة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْعِبَادَةُ فِى الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) (رواه مسلم).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلاَةُ فِي جَوْفِ الَّيْلِ) (رواه مسلم).
– التوبة النصوح، وتجديد العزم على الإحسان في عبادة الله -تعالى-، وفي معاملة الخلق.
– يحرم صوم يوم النحر وأيام التشريق؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ) (رواه مسلم).
– الحرص على أعمال البر والخير من صلة الأرحام، والصدقة على الفقراء والمساكين وإطعامهم، وترك التحاسد والتدابر، والتوسعة على الأهل والعيال بما أحله الله -تعالى-.
– لا يُشرع في هذا اليوم زيارة المقابر؛ لأنه لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولأنه يوم فرح لا يوم حزن أو تجديد للأحزان.
– الحذر من الذنوب والمعاصي؛ فيوم العيد يوم طاعة وعبادة وتجديد الميثاق والعهد مع الله -تعالى- على الطاعة.
قال سفيان الثوري -رحمه الله-: "إن أول ما نبدأ به في عيدنا غض أبصارنا".
وقال أحد السلف: "المؤمن يفرح بمولاه، والغافل يفرح بلهوه وهواه".
– الحذر من التدابر والتشاحن والبغضاء.
(لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَقَاطَعُوا وَكُونُوا عِبَادَ الَّهِ إِخْوَانًا) (متفق عليه).
– من أعظم وظائف ذلك اليوم صلاة العيد، قال -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر:2).
تقبل الله منا ومنكم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالصلاة هي أشرف عبادات البدن، وهي آخر ما وصى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث كان كلما أفاق من مرض موته -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الصَّلاةَ الصَّلاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) (رواه أحمد وأبو داود، وصحه الألباني).
ومهما تأملت في الصلاة وجدت أن معانيها ولطائفها لا تكاد تنحصر، ومنها: أن الصلاة صلة مستمرة بين العبد وربه.
ومنها: أن الصلاة صلة مستمرة بين العبد وبين القرآن؛ حيث لا تجب قراءة القرآن إلا في الصلاة؛ لوجوب قراءة الفاتحة "أم الكتاب" فيها، فضلاً أن قراءة القرآن تزداد حلاوة في قلب صاحبها إذا كانت القراءة في صلاة من إمام أو من مأموم، وهذا صحابي جليل يسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بالطور يمد بها صوته حتى كاد ينخلع قلبه، فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ -رَضِيَ الَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ) قَالَ: "كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ" (رواه البخاري).
ومِن حكم الصلاة ولطائفها: استقبال القبلة الواحدة، وكون هذه القبلة "كعبة" لها أربعة أوجه بحيث يتجه المسلمون في كل بلد شطر الوجه الذي يواجههم من الكعبة، فكأنما صفوف الصلاة في العالم كله صورة مكبرة من الصفوف الدائرية في الحرم لمن يشاهد الكعبة!
وهي قبلة توافق السن الكونية في دوران الأجسام في مدارات دائرية حول مركز، ولا يكاد في الكون ارتباط بين أجسام مختلفة بغير هذه الصورة، وهو ما يميز تلك القبلة عن التوجه قِبَل جهات ما: كالشرق عند المجوس، وعنهم أخذه النصارى.
ناهيك عما قدره الله ل"مكة" منذ القدم أن تكون أمًا للقرى، فكانت بركة بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- مركزًا للهدى والنور، وكانت قَبل هذا يوم خلق الله الأرض مركزًا جغرافيًا لليابسة من الأرض(1).
فالقبلة الواحدة هي أحد أهم مقومات الأمة الواحدة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَلَّى صَلاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ الَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلا تُخْفِرُوا الَّهَ فِي ذِمَّتِهِ) (رواه البخاري)، وفي رواية: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا الَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الَّهِ فَإِذَا شَهِدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا الَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الَّهِ وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا وَأَكَلُوا ذَبِيحَتَنَا وَصَلَّوْا صَلاتَنَا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلا بِحَقِّهَا لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَيْهِمْ) (رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وصحه الألباني). ومنه عبَّر كثير من السلف عن الأمة بتعبير أهل القبلة.
إذن فهاتان نكتتان عظيمتان في الصلاة: الصلة المستمرة بالقرآن أو على الأقل بالسورة الجامعة لمعانيه "الفاتحة"، والصلة المستمرة برمز وحدة الأمة واجتماعها.
وهاتان الخاصيتان متى تحققتا في الأمة: الصلة بالقرآن، والوحدة الإسلامية الوجدانية؛ فلا يمكن لقوة أن تقف أمامها، ولو استطاعت قوة أن تقف أمام أمة الإسلام حال تمسكها بمقوماتها ومِن أبرزها هذين المقومين لاستطاعت جيوش فارس والروم أن توقف زحف الصحابة -رضي الله عنهم-، وفارس والروم آنذاك هما قطبي النظام العالمي، وقد خرج عليهم المسلمون من جزيرة العرب بعدة لا تقارن بعدتهم، وبزاد إذا ما قورن بزادهم لكان إلى فضل الزاد أقرب منه إلى الزاد، ولكنهم واجهوهم بقلوب دائمة الصلة بربها في الصلاة، وفي غيرها..
كلام الله معهم في حلهم وترحالهم يداوي أمراضهم، ويقوي قلوبهم، وإذا ما نزلت بهم نازلة فبحثوا عن حكم القرآن في أمثالها وجدوه وكأنه لم ينزل إلا لنازلتهم تلك(2)!
وهم فوق هذا يهرعون إلى صلاتهم يغتسلون بها من همومهم، ويقون بها عزم قلوبهم؛ متأسين بفعل بنبيهم -صلى الله عليه وسلم- الذي كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
والقرآن والصلاة والقبلة توحِّد مشاعرهم تحت راية: "لا إله إلا الله"، ومِن الملفت للنظر حقًا أن يعي الأعداء هذه الحقائق، ولا ندري: هل هذا نابع من وضوحها وظهورها أم نابع من فرط حرص الغرب منذ ظهرت حركة الاستشراق على الدراسة المكانية لكل ما هو إسلامي؟
ولد الاستشراق ليمهد لغزو ثقافي لبلاد المسلمين، وجاءت طلائعهم الأولى في الهند، وجزيرة العرب، ومصر، ولكنهم سرعان ما استغاثوا بالساسة الأوروبين أن الأمر لن يُحل إلا بتدخل عسكري، وأن دين الأمة الإسلامية أثبت من أن يزعزعه سفسطة مبشر، أو فلسفة مستشرق.
فجاء الاحتلال الذي يسمونه زورًا بالاستعمار؛ ليفاجأ بأنه ألقى بجميع ما في جعبته على أمة كانوا يرونها في حالة احتضار، ومع هذا فهي صامدة أمام قصفهم العسكري، صامدة أمام غزواتهم الفكرية، وبحث هؤلاء عن تلك الصخرات الدفاعية التي تتكسر عليها هجماتهم؛ فاتفقت كلمة معظمهم على أنها: "القرآن" و"الكعبة"!
يقول "وليم جيفورد" مبعوث "نابليون" للتنصير في جزيرة العرب وما حولها: "متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيدًا عن محمد وكتابه".
وبعده بعشرات السنين جاء الورد "كرومر" إلى مصر ليردد نفس الكلام تقريبًا، حيث قال: "جئت لأمحو ثلاثًا: القرآن، والكعبة، والأزهر"! وغني عن الذكر أن الأزهر آنذاك كان الجامعة الأكثر عناية بالقرآن في العالم الإسلامي.
إذن لقد رأى الأعداء في القرآن والكعبة المصادر الأولى للهوية الإسلامية التي ما جاءوا إلا لطمسها؛ فزالوا وبقي القرآن والكعبة -بحمد الله تعالى-، وصار من أصدق من ينطبق عليه البيت القائل:
كناطح صخرة يومًا ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
بل إن مِن مكر الله بهم أن جعل خريجي الجامعات التي أعدت لإخراج جيل يؤمن بالمبادئ الغربية ويكفر بدينه هم مَن يحمل هم الإسلام ويحفظ القرآن، ويحج إلى بيت الله الحرام!
وبعد عشرات السنين من الجهود المضنية أدرك الاستعمار أنه جاء في التوقيت الخاطئ، وأن عليه أن يمهد الأرض بالحرب على القرآن والكعبة، والقضاء عليهما قبل أن يأتي، وربما لن يكون ساعتها في حاجة إلى أن يأتي.
واستمر الطابور الخامس يحاربون القرآن بإثارة الشبهات حوله؛ لأن تفجير الأوضاع من الداخل هي الطريق الأمثل لهذه، وربما تخلى بعض الكفار عن حذره أو غلبته حرقته على القرآن، أو تشوفه لتحقيق حلم الانتصار عليه الذي طال انتظاره، وسيطول أكثر وأكثر إلى ما لا نهاية -بإذن الله-؛ فيدخل على خط الهجوم إلا أنهم سرعان ما يعودون أدراجهم تاركين المهمة لأذنابهم.
وبينما يتحاشى هؤلاء الأذناب الهجوم الصريح على الكعبة، بل يتشدق الكثير منهم بحرصه على الحج والعمرة إلا أنه لا يمنع من وجود بعض المتهورين أو المتهورات ممن يهاجمون تعظيم الكعبة هجومًا صريحًا.
بيد أن العالمانين وجدوا في مسألة زيادة الطلب على النقد الأجنبي في موسم الحج، والمواسم التي تكثر فيها العمرة: ك"رمضان" ذريعة اقتصادية للمطالبة للحد من الحج والعمرة!
بيد أن هذا المبر ليس كافيًا لمنع الناس الذين تحن قلوبهم إلى البيت الحرام مِن المسارعة إلى تلبية نداء الله بإتيانه، ومِن ثمَّ استخرج هؤلاء فتاوى من بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة مِن أن الصدقة بقيمة الحج والعمرة أفضل من تكرارها! بل وزاد بعضهم مِن أن: الصدقة بقيمة الأضحية أفضل من فعلها!
ويكفي أن نعرف لسقوط هذه الدعاوى أن الدراهم والدنانير كانت موجودة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومع هذا بالغ في الحض على الأضحية حتى قال: (مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا) (رواه أحمد وابن ماجه والحاكم، وصحه الألباني)؛ مما يدل على أنها شعيرة مقصودة لذاتها.
ومِن جملة مصالحها: إطعام الفقراء الحم، وليس هذا هو كل مقاصدها، وكذلك: رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- في المتابعة بين الحج والعمرة، ولم ينصح بالصدقة بدلاً عن التكرار مع وجود الفقراء في عصره -صلى الله عليه وسلم-، بل مع شدة حاجتهم حتى قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنّ الله -تعالى- يَقُولُ: إنّ عَبْداً أصْحَحْتُ لهُ جِسْمَهُ وَوَسَّعْت علَيْهِ في مَعيشَتِه تَمْضِي عليْهِ خَمْسَةُ أعْوَامٍ لا يَفِدُ إلَيَّ لمَحْرُوم) (رواه ابن حبان، وصحه الألباني).
بل بيَّن -صلى الله عليه وسلم- أن الحج والعمرة ينفيان الفقر كما ينفيان الذنوب، مما يدل على أن النفقة فيهما مخلفة على المنفق؛ مما يتيح له المزيد من الصدقة.
بل إن الحج من أسباب الرواج الاقتصادي وليس العكس، وأما كون هذا الرواج نتيجة التقسيم السياسي الجائر لبلاد المسلمين يعود على بلد على حساب اقتصاد بلد آخر، فوهم أراد أصحابه أن يصدوا الناس عن البيت؛ وإلا فالعاملين في مجال الحج والعمرة في الداخل كثيرون -والحمد لله-.
بل بالنسبة لمصر خاصة فإن كثيرًا من العاملين في السعودية في هذا المجال وغيره من المجالات التي تزدهر في موسم الحج من المصرين الذين يتقاضون رواتبهم بتلك العملات الأجنبية، ثم تعود مرة ثانية على هيئة تحويلات.
فالأمر من كل الجهات يؤدي إلى طريق واحد.. طريق تلبية نداء الخليلين: "إبراهيم" و"محمد" -صلى الله عليهما وسلم-.
طريق الحفاظ على وحدة الأمة والارتباط برمز وحدتها.
طريق إغاظة الكافرين والمنافقين.. وإعلامهم أن القرآن باق ليس في المصاحف وحسب، بل وفي الصدور.
وأن الكعبة باقية ليس بنائها فحسب، بل بمكانتها في قلوب المسلمين.
وأن صلة المسلم بقرآنه وكعبته لا تنقطع أبدًا، بل تت في الصلاة بفرضها ونفلها.
إلا أنه من السن الشرعية المرعية وجود مواسم للخير تمثل محطات للتزود بالإيمان والتقوى، واستحضار لمعان فاضلة، وموسم الحج موسم يزداد فيه نصيب الأمة من الارتباط بقبلتهم بين حاج بدنه وحاج بقلبه.
وشهر رمضان موسم يزداد فيه ارتباط المؤمنين بقرآنهم قراءة وقيامًا وتدبرًا، بل ويزداد فيه الارتباط بالكعبة أيضًا فهو موسم فاضل تزداد فيه العمرة ثوابًا، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي) (متفق عليه).
ومِن محاسن التشريع: أن هذين الموسمين من مواسم الطاعة ينتهيان بعيدي المسلمين السنوين اللذين لا يعرف المسلمون غيرهما.
نسال الله أن يحفظ الإسلام وأهله، وأن يستعملنا في طاعته، وأن يجعلنا من أهل القرآن، وأن يزيد بيته الحرام تعظيمًا وتشريفًا، وأن يعيد الأعياد على المسلمين في عز ونصر وتمكين، وعمل بالدين القويم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(1) يشغل المحيط الهادي نصف الكرة الأرضية تقريبًا، ومِن ثمَّ فرغم كروية الكرة الأرضية إلا أن الجغرافين يجعلون لها باعتبار اليابسة شرقًا وغربًا؛ فتمتد اليابسة التي تخللها بعض المياه من السواحل الشرقية لقارة آسيا شرقًا إلى السواحل الغربية للأمريكتن غربًا، كما أن لها شمال وجنوب عند القطبين، وعندما حاول بعض الجغرافين تمرير دائرة بهذه الأطراف وجد أن مركزها هو مكة!
كما وجد أيضًا أن مكة هي المركز المغناطيسي للأرض، فعندها تتجمع الموجات المغناطيسية المسببة لقوى التجاذب مع سائر الكون.
ونقل الدكتور "زغلول النجار" عن بعض الجغرافين قوله: إنه لو أعيد تقسيم خطوط الطول بجعل خط الطول المار بمكة هو خط الطول صفر سوف يلغي الانحراف الموجود بين الشمال المغناطيسي والشمال الجغرافي.
(2) ومِن ثمَّ تكرر مِن السلف قولهم: إن آية كذا.. نزلت في واقعة كذا.. يعنون أنها منطبقة عليها تمام الانطباق، لا أن الواقعة كانت.. فنزل القرآن بيانها.