التصنيفات
منوعات

الإجازة والمواهب والقدرات

.د.فالح بن محمد الضغير
المشر ف العام على شبكة السنة النبوية وعلومها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله خلق الإنسان في أحسن تقويم ، أحمده سبحانه وأشكره وهبنا من العقول والقدرات والمواهب فهو الخلاق العليم ، وأصلي وأسلم على النبي الكريم ، وعلى آله وأصحابه أهل العلم والفكر القويم ، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين ، أما بعد:

فإن لكل حادث حديثاً ، ولكل مناسبة شجونها وحديثنا وشجوننا في هذه الأسطر يحوم حول ما نستقبل هذه الأيام من الإجازة الصيفية التي تكون مستراحاً للمعلين والمعلمات، والطلاب والطالبات ، كما هي فترة تأمل للأسرة بعد عام دراسي مع الأبناء والبنات ،

وهي فرصة للاستفادة منها بما يعود بالنفع والفائدة للجميع، ولا أطيل في المقدمات ، لكن نقف مع هذه المناسبة ، و مع هذه الشجون الكثيرة وقفات أرجوا أن تكون مفيدة إن شاء الله .

الوقفة الأولى : لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ، وميزه على سائر المخلوقات بالعقل الذي جعله مناط التكليف ، والمحاسبة ، وهبه مواهب متعددة ، ومنحه فهوماً وحواساً ، وأعطاه قدرات ما لو سخرها لعمر بها الكون الذي هو غاية من غايات خلق الإنسان.

هذا العقل ، وتلك المواهب والقدرات، والفهوم والحواس متفاوتة بين البشر ولذلك يكمل البشر بعضهم بعضاً ليعمر الكون ، ويتكامل الجهد ، وتسعد البشرية جمعاء ، ومن هنا وجه الإسلام إلى تفعيل هذه القدرات والمواهب والاستفادة منها ، كل بما منحه الله سبحانه وتعالى ، ليصل إلى الغاية المرادة من خلق الفرد ذاته ، أو من خلق الإنسان بجنسه ،

و نظرة فاحصة لجيل من الأجيال كجيل الصحابة – رضي الله عنهم – تجد هذين الأمرين بغاية الوضوح :-

أ‌- التفاوت بين القدرات والمواهب.

ب‌- التكامل فيما بينهم.

فالنتيجة : ظهر ذلك الجيل الذي كان مثالاً لإسعاد نفسه وإسعاد البشرية في حينه ، وعمارة الكون ، بعد أن كان جيلاً – قبل البعثة النبوية – همجياً ، فوضوياً ، يستغل قدراته باشباع شهواته البهيمية ، لا يتمتع إلا بشيء يسير من المثل والقيم ، وضع عقله في الحضيض حيث وصل إلى عبادة شجر ، أو حجر ، أو تمرة ، ونحوها ، قويّه يأكل ضعيفه ، وغنيه يأكل فقيره.

الوقفة الثانية : هذه القدرات والمواهب ذات بعدين لا يلتقيان،

البعد الأول : البعد الايجابي وهو تسخير هذه القدرات في النافع والمفيد ، مثل تسخير قدرة القراءة فيقرأ القارىء ما يفيده ابتداءً بكتاب الله تعالى ثم في السنة والسيرة النبوية ، في كتب التخصص العلمي ، وشيء من الأدب الراقي ، والعلوم والمعارف العامة … فمثل هذا سيجد نفسه بعد وقت من الزمن حمل علماً كثيراً كان سبباً لرقيه في الدنيا وسعادته في الآخرة، وقل مثل ذلك من يسخر قدرته الكلامية في خطابة رنانة تصور المفيد ، والقيم ، والأخلاق للسامعين .

ومثله من يمتلك قلماً يسطر فيه مشارع فياضة ، ومثلاً عليا ، وقصصاً رائعا ، أو حُكْماً شرعياً ، أو حِكَماً ومعارف.

ومثل ذلك يقال للشاعر ، والمهندس ، والطبيب ، والماهر بصنعه .. إلخ .

البعد الثاني : البعد السلبي ، وهو تسخير القدرات والمواهب في غير المفيد ، أو في الضار أحياناً ، وهذا كمن يسخر المقدرة القصصية لديه والقدرة عن الانشاء والتعبير في غيبة فلان أو علان ، أو الكذب على الناس ، أو تصوير الحق باطلاً ، والباطل حقاً،

ومثل ذلك يقال للكاتب الذي يلبس الحقائق ، ويقلب المفاهيم ويصور الأشياء على غير حقيقتها ، أو يدس في كلامه السم الذي لا يدركه إلا من كان حصيفاً.

وقل مثل ذلك في سائر القدرات والإمكانات والمواهب التي وهبها الله تعالى لهذا الإنسان.

من هنا جاءت النصوص التي لاتعد و لا تحصى للتنبيه إلى هذين البعدين ليحدد الإنسان موقفه … وأمثل بمثال واحد ، في أمر اللسان : قال تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18، وقال تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36 وقال تعالى : {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً{13} اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً{14} }الإسراء13.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل – رضي الله عنه – : ( يا معاذ كف عنك هذا – وأشار إلى لسانه – قال – يعني معاذ – : أو مؤاخذون يا رسول الله بما نتكلم به ؟ ، قال عليه الصلاة والسلام : ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم ؛ أو قال : على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم ).

هذه النصوص – وغيرها كثير – تشير بوضوح إلى أهمية الاستفادة من قدرة اللسان فيما يكون إيجابياً ، و في عدم استغلاله بما يكون سلبياً.

وقل مثل ذلك في سائر القدرات والمواهب.




طرح رائع
تسلمين يا عسل



شكرلكم



يسلمو عالموضوع
الله يعطيك العافيه يارب
ويوفقك




شكرلكم



التصنيفات
منوعات

وقفات مع الإجازة الصيفية

وقفات مع الإجازة الصيفية

عبدالله الباتل

الخطبة الأولى
( إن ) الحمد لله ( نحمده و ) نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ( ومن سيئات أعمالنا ) . من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ( وحده لاشريك له ) . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } . { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوالله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم ، أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } أما بعد..
أيها المسلمون إن مرجع كثير من المشكلات الدينية أو الاجتماعية أو الأخلاقية والسلوكية في فترات الإجازات الصيفية ذلك الفراغ الهائل الذي يخيم على أكثر الناس في هذه الفترة فما الاجازة عند أكثر الناس إلا كمٌ كبيرٌ من الوقت الفارغ الذي لا يحسن استعماله ولا تصريفه فهي أوقات سائبة وطاقات معطلة من خير الدنيا أو الآخرة ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))(1).
أيها المؤمنون إنما كان الفراغ نعمة لأن استغلاله في الطاعة والبر يرفع درجة العبد عند ربه ويحصل له بذلك سعادة الدنيا ونعيم الآخرة فإن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر كسبها وربحها يوم يقوم الناس لرب العالمين، ولذلك وجّه الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والأمة بعده إلى استثمار الفراغ بالاجتهاد في الطاعة والنصب والتعب فيما يقرب إلى الله تعالى فقال جل وعلا: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}(الشرح: 7-8). وسر هذا التوجيه أيها المؤمنون أن العبد إنما خلق لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له في كل وقت وحين فقال جل وعلا: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}(آل عمران: من الآية41) وقال سبحانه: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ}(الروم: 18) وقال تعالى: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }(الحجر: 99) فإذا فرغ الإنسان مما لا بد له منه من أشغال الدنيا فليعد إلى غاية وجوده وهي عبادة الله تعالى.
أيها المؤمنون إن الفراغ نعمة مهدرة مضيعة عند كثير من الناس بل هو سبب كثير من المفاسد والشرور الدينية والدنيوية فمن ذلك:
أن الفراغ المهدر سبب لتسلط الشيطان بالوساوس الفاسدة التي ينشأ عنها كثير من الانحرافات والمعاصي فنفسك إن لم تشغلها بالحق والخير شغلتك بالباطل والشر.
أيها المؤمنون إن الفراغ السائب سبب لكثير من الأمراض الجسمية والنفسية الحسية والمعنوية فحق على كل مؤمن أن يأخذ بما أمر الله تعالى به وبما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم : ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك، صحتك، فراغك، غناك، حياتك))(2).

أيها المؤمنون إن كيفية قضاء الإجازة الصيفية أمر يحتاج إلى أن نقف معه عدداً من الوقفات. .
الوقفة الأولى مع شيء من خصائص الوقت إن معرفتك بخصائص الوقت سبب في استغلاله أولا هو أغلى ما يملكه الإنسان أغلى من الذهب والفضة والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع ثانيا ما مضى منه لايمكن أن يعود فما مضى من يومنا هذا لو اجتمعت الدنيا كلها على إرجاع لحظة منه لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا ثالثا أنه مصدر سعادة العبد أو مصدر شقاوته .
الوقفة الثانية تذكر أخي المبارك أن الفراغ في الإسلام فرصة للعمل الصالح والتزود من الخير قال تعالى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وقال تعالى فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب عن ابن مسعود رضي الله عنه : " إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل وعن ابن عباس رضي الله عنهما إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وقال القاسمي رحمه الله إذا فرغت من عمل من أعمالك النافعة لك ولأمتك فانصب إلى عمل وخذ في عمل آخر واتعب فيه ؛ فإن الراحة إنما تكون بعد التعب والنصب.
الوقفة الثالثة سؤال وجواب ستسأل أخي الموفق عن وقتك فيما قضيته أيها المسلمون، صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن جسمه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به)).
فما بالنا نستثقل الوقت الذي يفيدنا، ونستخف الوقت الذي لا ينفعنا.
ماذا تقول أيها العبد المسكين، إذا سألك مولاك عن عمرك فيم أفنيته، سيسألك عن الساعات والدقائق من عمرك، أتراك تجيبه بأنك أفنيته بطاعة الله فتفوز بالنعيم المقيم أم تجيبه بأنك أفنيته بالسهر على ما حرّم الله.
الوقفة الرابعة أحرص على ما ينفعك في أمر دينك ودنياك وبادر الفرصة واحذر فوتها فإن الأعمار تنقضي ويبقى ما أودع فيها من خير أو شر وهناك يفرح المجتهدون فأما من أتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقروا كتابيه أني ظنت أني ملاق حسابيه إلى قوله كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ويحزن المفرطون ولات ساعة مندم قال تعالى يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه .
الوقفة الخامسة مع الشباب ذكوراً وإناثاً: أيها الشباب أنتم عماد الأمة ورصيدها وذخرها وسر نهضتها وبناة مجدها ومستقبلها فبصلاحكم واستقامتكم تصلح الأمة وتستقيم ومن أهم عوامل تحقيق صلاحكم واستقامتكم وعيكم بواجبكم وملؤكم أوقاتكم بالنافع المفيد وها أنتم أيها الشباب تستقبلون إجازتكم السنوية فإياكم وإياكم إياكم والفراغ والبطالة فإنهما أصل كثير من الانحراف ومصدر أكثر الضلال كما قال الأول:

إن الشباب والفراغ والجده *** مفسدة للمرء أي مفسده

فملأوا أوقاتكم في هذه الاجازة بالنافع والمفيد في دين أو دنيا ولا تتركوها نهباً لشياطين الإنس والجن وقد يسر الله تعالى لكم في هذه الأزمان قنوات عديدة تستغلون من خلالها أوقاتكم وتنمون قدراتكم وعلومكم ومعارفكم بل وإيمانكم فمنها حلق القرآن الكريم المنتشرة في المساجد فإنها من رياض الجنة وفيها خير عظيم.
ومن هذه القنوات التي تحفظون بها أوقاتكم تلك الدروس العلمية والدورات التي تقام هنا وهناك وفيها يتعلم الشاب ما يجب عليه معرفته من علوم الشريعة والدين ومن هذه القنوات أيضاً المراكز الصيفية التي يشرف عليها أساتذة فضلاء ومربون نجباء يعملون على إشغال أوقات الشباب بما يفيدهم وينفعهم فيها الأنشطة الترويحية والمهنية وفيها الدورات العلمية والثقافية فاحرصوا أيها الشباب على الانضمام إليها والاستفادة منها فإن فيها خيراً كثيراً وغالب المشتركين فيها هم أهل الخير والصلاح من الشباب:

شباباً كما الإسلام يرضى خلائقاً *** وديناً وعياً في اسوداد المفارق
أقاموا لواء الدين من بعد صدعه *** وأعلوا لواء الحق فوق الخلائق

فإن أبيت هذا فاحرص على شغل وقتك بتجارة أو زراعة أو صناعة تملأ وقتك وتحفظك من شرور الفراغ وأهله فإن نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ولابد. وإياك يا أخي الحبيب ورفقة السوء وقرناء الشر الذين يزينون لك المنكر ويدعونك إليه فر منهم فرارك من الأسد.
الوقفة السادسة السهر مخالفة للفطرة ومخالفة للسنة وضر عليك في العاجل والآجل وقد كان حبيبك صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها هذا إذا كان السهر مجردا عن المحرمات والغفلات أما إذا أشتمل على المحرمات أوترتب عليه إضاعة الصلاة والتفريط في الواجبات فإن السهر يصير محرما وكم هم الذين يضيعون صلاة الفجر بسبب السهر
الوقفة السابعة القراءة تنمية للفكر وحفظ للوقت وزيادة في العلم إن من أفضل الوسائل لقضاء الإجازة الصيفية القراءة المركزة والتي يتبعها تقيد للفوائد والشوارد فاجعل لنفسك من الآن وقتاً مخصصاً للقراءة واجعلي لنفسك أيتها الأخت وقتاً مخصصاً للقراءة، وليختر كل منكم من الآن الكتب التي ترغب أو ترغبين بقراءتها، واعلم أن هناك فرقاً كبيراً بين القراءة المركزة وبين الإطلاع العابر، كما أنه لابد لحفظ المتون والقصائد من تخصيص وقت لها
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وإتباع سنة وسيرة سيد الأولين والآخرين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا أما بعد
الوقفة الثامنة من وقفاتنا مع الإجازة وقفة مع أولياء الأمور من الآباء والأمهات فأقول لهم: أيها الأفاضل إن الله تعالى منّ عليكم بالولد ذكوراً وإناثاً وتلك من منه الكبار. .
من الإله على العباد كثيرة وأجلّهنّ نجابة الأولاد وحملكم الله تعالى مسؤولية تربيتهم وحفظهم وتنشئتهم على العبادة والطاعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))(3) فما تقومون به اليوم من حسن التربية والرعاية والحفظ والصيانة لفلذات أكبادكم تجنونه ثواباً وأجراً عند الله في الآخرة وبراً وإحساناً في الدنيا وقد كلفكم الله وأمركم بحفظهم وقايتهم قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}(التحريم: 6) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها))(4) رواه الشيخان. فمحافظتك على أولادك ورعايتك لهم والاجتهاد في إصلاحهم وإبعادهم عن الفساد وأهله مقدمة ضرورية لاستقامتهم وصلاحهم.

وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ماكان عوده أبوه

فالأب الذي أدار ظهره لأولاده وبيته فلم يجلس فيه إلا ساعات قصاراً في نوم أو أكل وقد أخذت مشاغله بتلابيب قلبه وشغلت لبه وقلبه فلم يلتفت لأولاده ولا لتربيتهم وإصلاحهم هل قام بما أوجب الله عليه؟ والأب الذي ترك الحبل على الغارب لأولاده ذكوراً وإناثاً يخرجون متى يشاؤون ومع من يريدون، يسهرون إلى الفجر وينامون أكثر النهار ويصاحبون أهل السوء ويهاتفون أهل الشر هل قام بحفظهم ورعايتهم؟ والأب الذي أدخل إلى بيته وسائل الإفساد والدمار هل قام بتنشئة أولاده على البر والتقوى؟!!
إن الجواب على هذه الأسئلة ما ترونه من أحوال أبناء هؤلاء لا ما تسمعون. . فيا أولياء الأمور اتقوا الله فيمن استرعاكم الله إياهم مروا أولادكم بالمعروف ورغبوهم فيه وانهوهم عن المنكر ونفروهم منه احفظوهم عن قرناء السوء وأصحاب الشر أبعدوهم عن وسائل الإعلام الفاسد أشغلوا أوقاتهم في هذه الإجازة بما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم وبادروا بذلك كله في أوائل أعمارهم فإن الأمر كما قيل:

إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت *** ولا تلين إذا قومتها الخشب

الوقفة التاسعة لأئمة المساجد رعاهم الله
أيها الأئمة: ماذا أعددتم لمساجدكم في هذه الإجازات الصيفية؟ ماذا أعددت أنت أيها الإمام للرجال الذين يلتقون خمس مرات في اليوم والليلة؟ وماذا أعددت لنساء الحي اللاتي يقضين وقت فراغ طويل في مثل هذه الأيام؟ ماذا أعددت-أيها الإمام-لصغار الحي وأنت تراهم كل وقت في الشوراع وعلى الأرصفة؟ ماذا أعددت للعمالة المسلمة وهم يصلون معك كل وقت؟ ماذا قدمت لهؤلاء وغيرهم من أهل الحي الذين هم أمانة في عنقك وستسأل عنهم أمام الله يوم القيامة؟! إنك تعلم أن المسجد ملتقى للجميع الصغير والكبير، الغني والفقير، الرجل والمرأة. ألا تعلم-أيها الإمام-أنك أول من يتحمل المسؤولية ومن ورائك المؤذن؛ فأنت مؤتمن!! ماذا قدمتما تجاه هذه المسؤولية العظيمة؟!
إنك مطالب بالاتصال بمراكز الدعوة، والهيئات، وبطلاب العلم، والمشائخ، للتنسيق والترتيب والتعاون لما فيه صلاح للجميع. إنك مطالب بالتوجيه والإرشاد ومواساة الفقراء والأرامل في حيِّك. إنك مطالب بأن تجعل مسجدك خلية نحل للبرامج والأنشطة يشارك فيها الجميع. تصور لو أن كل إمام قام بدوره كيف سيكون الحال؟
الوقفة العاشرة للهيئات:
هل فكرت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إقامة دورات صيفية لإفادة الناس في هذه الإجازة؟ كإقامة دورة في الحسبة وصفات المحتسب، وكيف يتعامل مع المنكرات بالرفق واللين؟ وكإقامة لقاء للآباء والتحدث معهم عن الأخطار التي تواجه أبناءهم، وطرح الأفكار والآراء والخروج بنتائج ومكاسب، وغيرها الكثير من الدورات المثمرة.
وفي هذا إبراز للدور الكبير للهيئات واجبها تجاه المجتمع

وأخيراً:
أيها الأخ الحبيب ويا أيتها الأخت إن الإجازة الصيفية فرصة لا تعوض وهي أيام من العمر فاحرص على إغتنام الفرص، واللحظات فيها، وحاول جاهداً أن تخرج من إجازة هذه السنة بمكاسب ونتائج طيبة.
فيا شباب ‍أنتم في مقتبل العمر وبحاجة إلى بناء الشخصية وقدراتها ومواهبها. وشتان بين شاب أو فتاة ذي مواهب متعددة يعرف الكثير ويتقن الكثير فهو ذو علم وثقافة واسعة يحفظ القرآن، وبعض الأحاديث، ويجيد التعامل مع الحاسب الآلي، يتكلم الإنجليزية لحاجته إليها، فهو مفتاح خير في كل شيء، وبين شاب_أو فتاة_لايُتقن صنع شيء ولا يعلم شيئاً إلا التسكع في الشوارع ومشاهدة الأفلام وغيرها.
لماذا؟ وما الفرق بينهما؟
لا لشيء إلا أن الأول استغل أوقات فراغة بما ينفع، والآخر ذهبت عليه الأيام والليالي في نوم وسهر وتسكع وجلسات وضحكات.
وتذكر آخر الإجازة وكلٌ قد رجع بمكاسب ونتائج وأنت أيها المسكين تجر أذيال الخيبة والخمول والكسل.
فإن لم تكن مفتاحاً لأبواب الخير التي ذكرنا بعضاً منها فما أن تحب الخير وأهله وتبذل دعوات صادقة تخرج من قلبك لإخوانك بالتوفيق والتيسير، فإن الدعاء سلاح المؤمن فانصر إخوانك وكن معيناً لهم ولو بدعوات صادقة، أو بكلمات طيبة، فإن تشجيعٌ منك لإخوانك الناشطين العاملين، لك أنت أجر وثواب هذه الكلمات والدعوات، فإن لم تستطع الدعاء أو الكلمة الطيبة فكف عنهم لسانك فإنها صدقة منك أيضاً على نفسك.
نسأل الله عز وجل أن يبارك في أعمارنا وأوقاتنا، وأن يوفقنا للعمل الصالح فيها ثم صلو وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المعطاة محمد بن عبد الله فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال قولا كريما إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم اعز الإسلام والمسلمين واحمي حوزة الدين اللهم انصر دينك وسنة نبيك وعبادك الصالحين المصلحين اللهم اهد ضال المسلمين اللهم فرج كرب المكروبين من المسلمين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يارب العالمين عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكر والله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون




جزاك الله خير



التصنيفات
منتدى اسلامي

مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي

مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي

خبَّاب بن مروان الحمد

الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا يليق به، وأصلي وأسلم على رسوله محمد صلاةً وسلامًا دائمين أبدين ما تعاقبَ الليلُ والنهار، وأترضَّى عن الصحابةِ الأخيار، الذين دعوا إلى الله – تعالى – فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وأزكى تحيةٍ وسلامٍ ورضًا من القلب المحب لآل بيتِ رسول الله – رضي الله عنهم أجمعين – وجمعنا وإياهم في جنَّاتِ النعيم.

أمَّا بعد:

فليس هنالك شيءٌ أحلى، ولا وقتٌ أثمن، من قضاءِ الأوقات في مجالسةِ الكتاب، ودوام الاطِّلاع في كتب علماء الإسلام، وإنعاش النفسِ بعلمهم، وقضاء الساعات الطوال بقراءة معارفهم.
إنَّ الطالبَ النهم للعلمِ يعرفُ كيف يتعامل مع كتبِه ومدوناته، ويدركُ كيفية وضع الخط العلميَّة التي يستفيدُ منها أمدَ الدهر في وقتِ حياته.
إنَّ تعاملَ طالبِ العلم مع كتب العلم يحتاجُ لصبرٍ ومُصابرة، وعزيمةٍ ومثابرة، وهو بحاجةٍ كذلك لأهلِ العلم الذين يفتحون له ما استغلقَ فهمه من الكتب، وإلى مدةٍ وطولِ زمان في النهلِ من هذه العلوم.

أَخِي لَنْ تَنَالَ الْعِلْمَ إِلاَّ بِسِتَّةٍ — سَأُنْبِيكَ عَنْ تَفْصِيلِهَا بِبَيَانِ
ذَكَاءٍ وَحِرْصٍ وَاجْتِهَادٍ وَبُلْغَةٍ — وَصُحْبَةِ أُسْتَاذٍ وَطُولِ زَمَانِ

وإنَّ ممَّا ينسب للإما محمد بن إدريس الشافعي قوله: "العلم بطيء اللزام، بعيدُ المرام، لا يُدرك بالسهام، ولا يُرى في المنام، ولا يورث عن الآباءِ والأعمام، إنما هو شجرةٌ لا تصلحُ إلا بالغرس، ولا تغرس إلا في النَّفس، ولا تسقى إلا بالدَّرس، ولا يحصل إلا لمن أنفقَ العينين، وجثا على الركبتين؛ ولا يحصل إلا بالاستناد إلى الحجرِ وافتراشِ المدر، وقلة النوم، وصلة الليلِ باليوم، انظر إلى من شغلَ نهارَه بالجمْع، وليلَه بالجماع، أيخرجُ من ذلك فقيهًا، كلا والله حتَّى يعتضدَ الدفاتر، ويستحصلَ المحابر، ويقطعَ القفار، ولا يفصل في الطلبِ بين الليل والنهار".

مَا الْفَخْرُ إِلاَّ لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ — عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ
وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ — وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ
فَفُزْ بِعِلْمٍ تَعِشْ حَيًّا بِهِ أَبَدًا — النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

يكفي لطالب العلم شرفًا ما جاء عن قيسِ بن كثير قال: "قدم رجلٌ من المدينة على أبي الدَّرداء وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ فقال: حديثٌ بلغني أنَّك تحدِّثه عن رسولِ – الله صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: أما جئتَ لحاجة؟ قال: لا، قال: أما قدمتَ لتجارة؟ قال: لا، قال: ما جئتَ إلا في طلبِ هذا الحديث؟ قال: فإنِّي سمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنَّة، وإنَّ الملائكةَ لتضع أجنحتَها رضا لطالبِ العلم، وإنَّ العالم ليستغفرُ له من في السَّمواتِ ومن في الأرض، حتَّى الحيتان في الماءِ، وفضلُ العالم على العابد كفضلِ القمر على سائرِ الكواكب، وإنَّ العلماء ورثة الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمن أخذَ به أخذ بحظٍّ وافر))"؛ أخرجه الترمذي بسند صحيح.

بيد أنَّ نيل لذَّة العلمِ لن تكون إلاَّ باختلاف الطرق والأساليب لتلقي العلوم بنهَمٍ ولذة، لكي تقبل قلوبُ الراغبين على هذا العلمِ الشريف، وترتقي به ليصلوا إلى المنارِ المنيف، وينهلوا من علومِه اليسير والثقيل والخفيف والظريف.

ولعلَّ من الأساليبِ التي يمكن أن تكون شكلاً من الأشكال العلمية، ومشروعًا من مشاريعِها الرائدة، التي يمكن أن تفيدَ طالبَ العلم فائدةً كبيرة؛ حيث مرَّ بها عددٌ من طلابِ العلم والعلماء، وقد أفدت من بعضِها، ورغبت أن أضعَها بين يدي إخواني من طلبةِ العلم لعلَّها تفيدهم، ولعلَّ من لديه مزيد فائدة يراسلني في ذلك ويقترح شيئًا مفيدًا من هذا القبيل، وعلى الله التكلان، ومنه الحول والطول، وهو الهادي جلَّ في علاه.

قبل كل شيء: العلم هو الخشية:
في كتاب الله – تعالى – آيةٌ فيها عظة لمن اتعظَ وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، تدلُّ على ضرورةِ مقارنة العلمِ بالخشية، فلا علم بالله إذا لم تكن معه خشية، فالله – تعالى – يقول: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر : 28]، وحينما امتدح الله – تعالى – أهلَ العلم قال في حقِّهم: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر : 9]، لكن السباق في هذه الآيةِ ضروري فكما يقول علماءُ التفسير: لن يُفهم السياقُ للآية كاملة حتَّى يُرى سباقها ولحاقها فيعلم حينئذٍ معنى سياقها، فالآيةُ الكريمة تبتدئ بقولِه تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر : 9]، فقرن الله – تعالى – العلمَ بخشيته – تعالى – وبعبادتِه – سبحانه – قائمًا بالليل قانتًا خاشعًا يرجو ما عند الله من رحمةٍ، ويحذر ما عنده من عذاب.

ولطالما سمعنا أقوالَ الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – حينما قالوا: "كفى بخشيةِ الله علمًا، وكفى بالاغترارِ به جهلاً"؛ كما يقولُه أبو الدرداء – رضي الله عنه – ويقول ابنُ مسعود – رضي الله عنه -: "العلم هو الخشية"، فهكذا عرف أهلُ العلم معنى العلم الحقيقي.

قراءة في كتاب مختصر نافع خلال جلسة حتى النهاية:
يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في آثاره (1/72): "إنَّ شبابنا المتعلِّم كسولٌ عن المطالعة، والمطالعةُ نصفُ العلم أو ثلثاه، فأوصيكم يا شبابَ الخير بإدمانِ المطالعة والإكباب عليها، ولتكن مطالعتكم بالنظامِ حرصًا على الوقتِ أن يضيع في غير طائل، وإذا كنتم تريدون الكمالَ فهذه إحدى سبلِ الكمال".

هنالك فكرةٌ جميلة، وطريقة علمية عمليَّة، يمكن بالفعلِ السير على منوالِها، والاستهداء بطريقتها، وهي أن يجتمعَ أربعةٌ من طلبةِ العلم نهاية أو وسط كلِّ أسبوع بحسبِ انتهاء مشاغلِهم، ويقعدوا خلال جلسةٍ واحدة لا تتعدَّى الخمسَ ساعات، ويقوموا أسبوعيًّا بقراءةِ كتابٍ كامل من كتب العلم؛ فمرَّة في التفسيرِ، وثانية في الحديث، وأخرى في العقيدة، ورابعة في الأدب، وخامسة في المصطلح.

ويمكن لعددٍ من الإخوة أن يتفقوا على قراءة كتاب الأسبوع في ليلةٍ مسائية جميلة وتحت ضوء القمر، أو على ضوء النَّارِ المشتعلة من الحطب، أو في مكتبة علمية.

ويقومُ طلبةُ العلم بوضع خطَّة مبرمجة، ويمكنهم أن يقرؤوا خلالَ هذه القعدة الطويلة كتابًا كاملاً، ولا يستغربنَّ أحدٌ ذلك، فهنالك عدَّة كتب يمكن مطالعتها ومراجعتها بهذه الطريقة.

ويمكن بعد الانتهاءِ من قراءة هذا الكتاب خروج الإخوة طلبة العلم منه بفوائد عدَّة ومنها: التعرف على الكاتب وعصره وأسلوبه في الكتابة – أهمية الكتاب ومكانته في العلم – منهج الكتاب – القيام بمناقشةِ الفوائد التي استفادوها أثناء مطالعتِهم مع ذكر النقاط والعناصر الأساسية التي يحتويها الكتاب – تركيز خلاصات الكتاب.

قراءة ومذاكرة لكتاب كامل من كتب المطولات:
إنَّ من الخطِ الجميلة لطالب العلم بعد أن يجاوزَ المرحلة الأولى في طلبه للعلم، أن يتفقَ مع عدد من طلبةِ العلم الأكابر أو المتقدِّمين لجرد المطوَّلات، واختيار يوم واحد يناسبُهم جميعًا وقراءة كتاب معًا، مع البحثِ معًا في ما يشكل عليهم أثناء وجودِهم في مكتبة أحدهم أو اصطحاب الأجهزة التقنيَّة الحديثة المحمولة (اللابتوب، آيبود، آيباد) لبحثِ ما يشكلُ عليهم.

ولقد كانت هذه سنَّة وطريقة لسلفِنا وعلماء المسلمين، فلقد ذكرَ في ترجمة "الفيروز آبادي" صاحبِ القاموس أنَّه قرأ صحيحَ مسلمٍ في ثلاثةِ أيام بدمشق وأنشد:

قَرَأْتُ بِحَمْدِ اللهِ جَامِعَ مُسْلِمٍ — بِجَوْفِ دِمَشْقَ الشَّامِ جَوْفٍ لإِسْلاَمِ
عَلَى نَاصِرِ الدِّينِ الْإِمَامِ ابْنِ حَنْبَلٍ — بِحَضْرَةِ حُفَّاظٍ مَشَاهِيرَ أَعْلاَمِ
وَتَمَّ بِتَوْفِيقِ الْإِلَهِ وَفَضْلِهِ — قَرَاءَةُ ضَبْطٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامِ

وقرأ الحافظُ العراقي صحيحَ مسلم على محمد بن إسماعيل الخبَّاز بدمشق في ستةِ مجالس متوالية.

وقرأ في آخرِ مجلسٍ منها أكثرَ من ثلث الكتاب، وذلك بحضورِ الحافظ زين الدين بن رجب وهو يعارض بنسختِه.

كَرِّرْ عَلَيَّ حَدِيثَهُمْ يَا حَادِي — فَحَدِيثُهُمْ يَجْلُو الْفُؤَادَ الصَّادِي

ولعلَّه من ضمنِ المقترحات المفيدة في هذا المجال كذلك قيام كل واحدٍ من طلاب العلمِ الذين اجتمعوا على مطالعته، باختصارِ كتابٍ من كتب المطولات؛ بحيث يقومُ كلُّ طالب بعرض ملخصه ويتم مناقشة بقيةِ الطلاب لهذا الملخصِ بالتناوب، على ألا تتعدَّى هذه القعدةُ الساعتين، فيستفيد طلابُ العلم من تعلم طرق تلخيصِ وتركيز كتب المطولات، ويتعلمون أيضًا كيفيةَ مناقشة هذا التلخيص واستخلاص النتائجِ، ثم يصلوا في النهايةِ إلى صيغة نهائية مجمعة من تلك الملخصات لهذا الكتاب المطوَّل.

قراءة كتاب في البيت والالتقاء مع بعض الرفاق أسبوعيًّا لمناقشة ما فيه:

مَا تَطَعَّمْتُ لَذَّةَ الْعَيْشِ حَتَّى — صِرْتُ لِلْبَيْتِ وَالْكِتَابِ جَلِيسَا
لَيْسَ شَيءٌ عِنْدِي أَعَزَّ مِنَ الْعِلْ — مِ فَمَا أَبَتَغِي سِوَاهُ أَنِيسَا

يقول الأديب عبَّاس العقَّاد: "أحبُّ الكتابَ لا لأنَّني زاهدٌ في الحياةِ، ولكن لأنَّ حياة واحدة لا تكفيني".
ويقول الدكتور المفكِّر الإسلامي عبدالكريم بكَّار: "ما الفرق بين المتعلِّم والأمي إذا كانا كلاهما لا يقرآن كتابًا؟!".

إنَّ مَن لديه نهمٌ ومحبة شديدة للقراءةِ فعليه أن يتعاملَ مع الكتاب بعدَّة طرق تحبِّبه إليه، وهنالك طريقة مجرَّبة؛ وهي تحديدُ كتاب من الكتبِ المنهجية والمهمة في جميعِ علوم الشريعة، والاتفاق على أن يُقرأَ في الأسبوعِ منها ما مقداره مائة وخمسون صفحة، فيقرأ الشَّخصُ وحده عشرين صفحةً في البيت قراءةَ تدقيقٍ وتأمل وتدبر، ويبحث ما أشكلَ عليه، ثم يجتمعُ هو وأقرانُه وخلاَّنه من طلبةِ العلم، وأحبِّذُ أن يكونوا خمسةَ أشخاصٍ على درجةٍ من المستوى العلمي، فيتداولون النقاشَ فيما قرؤوه، فهذا يبينُ لهم فائدة مهمة فقهية استوقفته، وهذا يطرحُ إشكالاً فيتباحثون في حلِّه، وذلك ينبه على وهمٍ وقع للمؤلِّف، وآخر ينبه على نكتةٍ بديعة في الكتاب، وهكذا، ثمَّ بعد ذلك يختمون جلستَهم مثلاً بالقراءةِ لمدة ساعتين في كتابٍ من الكتب العلمية اللطيفة؛ مثل جامع العلوم والحكم، أو الآداب الشرعية لابن مفلح، أو غيرهما.

الاهتمام بشبكة المعلومات (الإنترنت) وسماع دروس أهل العلم:
للنفسِ إقبالٌ وإدبار، وحالةُ نشاطٍ وهمَّة، وكسل وارتخاء، وطالبُ العلمِ متجدد دومًا مع العلم، ولا يجعلُ نفسَه مسرحًا لفوضى الأفكار، ولا لمستنقعاتِ الوساوس، بل يحرصُ على التجدد والتجديد، وهذا دأب العلماء – رحمهم الله تعالى – فلا كسل ولا فتور.

اطْلُبِ الْعِلْمَ وَلاَ تَكْسَلْ فَمَا — أَبْعَدَ الْخَيْرَ عَلى أَهْلِ الْكَسَلْ
لاَ تَقُلْ قَدْ ذَهَبَتْ أَرْبَابُهُ — كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ
فِي ازْدِيادِ الْعِلْمِ إِرْغَامُ الْعِدَا — وَصَلاَحُ الْقَوْلِ إِصْلاَحُ الْعَمَلْ

في الشبكة العنكبوتية خير كبير، وشر مستطير، والعاقل هو الذي يحسنُ التعامل معها، ويهيئ نفسَه للاستفادةِ منها قدر الإمكان، وأقترحُ أن يخصِّصَ المرءُ لنفسِه يوميًّا ساعةً كاملة، يستمع فيها لشروحِ العلماء المتناثرة في عددٍ من المواقع، ولعلَّ من أشهرها موقع: طريق الإسلام، والبث الإسلامي، والشبكة الإسلامية.

وهنالك الكثيرُ من طلاب العلم لا يستطيعون السفرَ والرحلة في طلبِ العلم عند من اشتُهر بالعلم والفضل، ويتمنَّى أن يجلسَ بين أيديهم ويطلب علومَهم، لكنَّه لا يقدرُ على ذلك، فما لا يترك كله لا يترك جله.

وفي السيارة طلب للعلم كذلك:

سَأَضْرِبُ فِي طُولِ الْبِلاَدِ وَعَرْضِهَا — لِأَطْلُبَ عِلْمًا أَوْ أَمُوتَ غَرِيبَا
فَإِنْ تَلِفَتْ نَفْسِي فَلِلَّهِ دَرُّهَا — وَإِنْ سَلِمَتْ كَانَ الرُّجُوعُ قَرِيبَا

أعرفُ بعضَ الإخوة من طلبة العلم ممن يعملون في مكانٍ واحد وبيوتهم متقاربة إلى حدٍّ ما، يجتمعون معًا أو يمر أحدُهم على الآخرِ ويقرؤون كتابًا في الذهابِ والإياب، مع مناقشة فيما بينهما، فلا يشعرون بمللِ الطريق خصوصًا إن كان طويلاً.

فبعضهم أنهى قراءةَ كتاب "تيسر العلام شرح عمدة الأحكام" كاملاً أثناء ذهابِه هو وأخ له في العمل.
وآخر سمع أغلب أشرطةِ المشايخ الفضلاء؛ كالشيخ ابن عثيمين، ومحمد الدو الشنقيطي، وسليمان العلوان، وأشرطة الشيخ محمد المنجد، أثناء قيادته للسيارة.
ولربما يستمعون الأشرطةَ مرتين أو ثلاثًا؛ لتثبتَ المعلومةُ في أذهانهم؛ لأنَّ المرء أثناء قيادتِه للسيارة قد يسرحُ أحيانًا أو يغفل بسببِ اهتمامه بقيادة السيارة، والآن هنالك (سيديهات) يستطيعُ أن يجمعَ طالبُ العلم فيها كلَّ أشرطةِ أحدِ العلماء ويستمع إليها لمدةِ شهر أو شهرين بحسب خطَّة يضعها لنفسِه، وتناسب تنقلاتِه في الطرق والشوارع.
فخذ لنفسِك خطَّة علميَّة تستمع فيها لمحاضراتِ أحد العلماء أو الدعاة النافعين بكاملها، وكذلك سلسلة من الدروس العلميَّة، خصوصًا إن كنتَ في طريق طويل وتحتاجُ إلى شيء تستغل وقتك فيه.

ساعات الانتِظار مجال للقراءة:
كثير منَّا مَنْ يتعرَّضُ لساعات الانتظار في المرافقِ العامة أو المستشفيات – عافانا الله وجميع مرضى المسلمين – فأجمل بطالب العلم أن يستغل هذه الأوقاتِ بالاستغفار والأذكار، ويعقب ذلك بمطالعةِ كتاب الجيب، وهو كتيب صغير يضعُه في جيبِه قدر خمسين صفحة أو تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً، ويستطيع المرء قراءةَ هذا الكتيبِ في هذا الوقتِ الذي ينتظرُ فيه موعدًا أو شخصًا، ولا يضيع وقته هباءً منثورًا.

القيام بتدريس ما أتقنت حفظه ودراسته:
من المهم أن يكوِّن طالبُ العلم الذي تجاوزَ مرحلةَ الطلب الأولى ثلَّةً من الشبابِ المحب للعلم والحريص على طلبِه، ويكون قد وضع لهم برنامجًا وخطَّة علمية يسيرون عليها بعد أن يكون قد استشارَ مشايخَه بذلك في وقتٍ سابق، ويشرح لهم ما يشهدُ له مشايخُه بإتقانِه من علومِ الشريعة، وهو بهذه الطريقةِ يستفيدُ ويفيد، فيذاكر ويدرِّس ويراجع ما قام بمطالعتِه سابقًا وحفظَهُ ودرسه على أيدي مشايخِه، ويحضِّر للدَّرسِ أكثر فأكثر، ويقوم بشرحِه لطلاب العلم، فمثلاً لو أنَّ شخصًا حفظَ وأتقن وفهم "نخبة الفكر"؛ لابن حجر، وبدأ يقرأ في كتبِ العِل والجرح والتعديل، ولديه عددٌ من طلابِ العلم المبتدئين في طلبِ العلم وهو قائم على توجيهِهم، فحري به أن يشرحَ لهم نخبة الفكر ويراجعَ المعلوماتِ التي أخذها على مشايخه، ثمَّ يقوم بتحضيرِ شرحٍ جيد من خمسةِ كتب، وعددٍ من الأشرطة في شرح هذه النخبة، وينفع الله به ويزكي علمه، ومع هذا يدرك أنَّه لا زال في مرحلة متوسطة من طلب العلم؛ فليحذر من الإفتاءِ بغير علم، أو الاكتفاء بالشرحِ للطلاب والاستغناء عن طلبِ العلم على أيدي المشايخ الأثبات.

الرحلة في طلبِ العلم؛ ديدن المتفوقين علميًّا:
خرَّج الإمام أحمد أبو داود والترمذي وابن ماجه: "أنَّ رجلاً قَدِمَ من المدينةِ على أبي الدرداء – رضي الله عنه – وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟
قال: حديث بلغني أنَّك تحدِّث به عن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم.
قال: أما جئتَ لحاجة؟
قال: لا.
قال: أما قدمتَ لتجارة ؟
قال: لا.
قال: ما جئتَ إلاَّ في طلبِ هذا الحديث؟
قال: نعم.

ورد في "الأدبِ المفرد" بسندٍ صحيح أنَّ جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – قال: "بلغني حديثٌ عن رجلٍ من أصحاب النبي – صلَّى الله عليه وآله وسلَّم – فابتعتُ بعيرًا، فشدتُ إليه رحلي شهرًا، حتى قدمتُ الشام، فإذا عبدالله بن أنيس، فبعثتُ إليه أنَّ جابرًا بالبابِ، فرجع الرسولُ فقال: جابر بن عبدالله! فقلت: نعم، فخرج فاعتنقني، قلت: حديث بلغني لم أسمعْه خشيتُ أن أموتَ أو تموت…" فذكر الحديث.

ولقد ألَّف الإمامُ الجهبذ الخطيب البغدادي كتابًا أسماه "الرحلة في طلب الحديث" وجمع فيه طرفًا واسعًا من أقوالِ العلماء في الحثِّ على الرحلةِ في طلب العلم، والاجتهاد في تحصيلِه، وقصصًا جميلة في هذا الصد.

لقد قال الإمام تقي الدين السُّبكي: "مَن عرف ما يطلُب، هانَ عليه ما يبْذُل"، وقيل كذلك: "الشيخُ يختصر العمر" لذا فإنَّ طالبَ العلم حينما يرحلُ في طلبِ العلم ولو دفع شيئًا من المال، فإنَّه ولا شكَّ سيستفيدُ من ذلك فوائدَ كثيرة.

فمنَ الأمورِ التي تفتقُ ذهنَه، وتشرحُ صدرَه للعلمِ أكثر، وتوسع مداركَه العلمية، وترزقه بُعد النظر، وسعة الفكر، وتنمية الملكة الفقهية وغيرها – ملاقاةُ العلماءِ والأشياخ ومحاورتهم ومجالستهم، والأخذ عنهم، وطلب الإجازةِ منهم، وفي العالم العربي والإسلامي كثيرٌ من أهلِ العلم الذين يستحقُّون شد الرِّحالِ للتشرف بالقراءة عليهم وسؤالهم، ومطالعة طرق ترجيحِهم، وأدوات الاجتهاد التي يبنون عليها رأيهم، والتماس الأدبِ منهم، ومطالعة سمتِهم وخلقِهم، فكلُّ هذه الأمورِ تغرسُ في النفس حقائقَ جديدة، وخبايا كثيرة ستؤثِّرُ عليها حتمًا في المستقبل.

في كل شهر بحث مسألة:

لن يبدعَ طالبُ العلم بمجرد أن يكون في مكتبتِه يقرأ ويطالع ويدرس ويحفظ وحسب، بل لا بدَّ أن يصول ويجولَ في بطونِ الكتب، ويبحث في المدونات الفقهيَّة وأصول السنَّة الحديثيَّة وكتب العقيدة؛ لكي يخرج في كلِّ شهر بحثٍ علمي، وإن كان يناسب أن ينشرَه ليفيد به عموم المسلمين فحبَّذا شرط استشارة مشايخِه قبل نشره، وعرضه عليهم لإبداء الملاحظاتِ والإفادة منها قبل النشر، وسيخرج من بحثِه بفوائد عدَّة منها تحسين مستوى الكتابة، والتعرف على كتبٍ جديدة خلال بحثه، والتعرف على مناهجِ العلماء في طريقةِ تأليفهم، وشراء كتب جديدة يقع عليها من خلالِ البحث، مع التحلي بروح الصَّبرِ وسياسة النفس الطويل في بحثِ مسألة ما، والتأني بإصدار الحكم إلاَّ بعد ممارسةٍ واطلاع أكثر، والتأني في عرض المعلومة، والاستفادة مما تعلمه الباحثُ مسبقًا وتطبيقه عمليًّا وتفعيله في بحثه، مع التدربِ على الأمانة العلمية بتوثيقِ المعلومات إلى غير ذلك من الفوائدِ العلمية المستفادة من خلالِ إجراء البحوث والدراسات العلمية.

في كل يوم قراءة كتاب:

من تمرَّس قراءة الكتب، وذاق حلاوتَها فإنَّه قادرٌ بإذن الله – تعالى – على أن ينظِّم لنفسِه وقتًا بأن يطالعَ بنفسِه ولوحده كتابًا في كلِّ يوم، خصوصًا من الكتبِ التي لا تتجاوزُ (100) صفحة، سواء أكانت كتبًا علمية أو دعوية أو فكرية أو سياسيَّة المفيدة لطالب العلم الشرعي، والذي ينبغي أن يكونَ مثقفًا وملِّمًا بعددٍ من العلومِ الأخرى التي تفيدُه في شؤونه الحياتية، وتصوره للأحداث التي تقع في عصره.

جلسات المذاكرة مع طلاَّب العلم:

يقول الإمام النوي – رحمه الله -: "مُذاكَرَةُ حاذِقٍ في الفنِّ ساعةً أفضلُ من المطالعةِ ساعاتٍ، بل أيامًا"، وصدق – رحمه الله!

فمن كان قادرًا على جلبِ صفوة من طلبةِ العلم الذين يعرفهم ويثق بعلومِهم وصلاحهم، فما أجملها من لحظاتٍ يجلس فيها الشخصُ بعد صلاة الفجر في وقتِ الصيف، أو بعد صلاة العشاء في وقت الشتاء، مع مسامرةٍ ومنادمة لطيفة للأصحابِ من طلبة العلم، ويتذاكر وإياهم عددًا من المسائلِ العلمية المشكلة التي تحتاجُ لمناقشةٍ علمية ومطارحة بحثيَّة كلامية بين الأطراف المجتمعة، ويذكر كلٌّ منهم رأيَه ودليلَه مبرهنًا عليه، ويتناقشون في الرأي الأصوب والأمثل مع روحِ النزاهة العلمية والموضوعية، والأدب في النقاشِ، فإنَّ هذا أدب لطالبِ العلم لا يفارقُه إن كان صادقًا في طلبه.

وأخيرًا:

فطالبُ العلم حينما ينوِّع الأساليبَ والطرق العلمية في طرق طلبِه للعلم سيشعرُ بالمتعةِ واللذة التي لن تفارقَه، ولهذا نجدُ سلفنا من علماءِ الإسلام كانوا يقسِّمون وقتَهم بين هذا وذاك، فهذا الإمام الحنبلي ابن عقيل يقول : "إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي، وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنتُ أجده وأنا ابن عشرين سنة ".

رحم الله علماء المسلمين، وأسبغ عليهم وافر رحماته، والحمد لله رب العالمين.




اطْلُبِ الْعِلْمَ وَلاَ تَكْسَلْ فَمَا — أَبْعَدَ الْخَيْرَ عَلى أَهْلِ الْكَسَلْ
لاَ تَقُلْ قَدْ ذَهَبَتْ أَرْبَابُهُ — كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ
فِي ازْدِيادِ الْعِلْمِ إِرْغَامُ الْعِدَا — وَصَلاَحُ الْقَوْلِ إِصْلاَحُ الْعَمَلْ
بارك الله فيك



شكرلكم



موضوع رائع و مميز جزاك الله الف خير



التصنيفات
منتدى اسلامي

شذرات لمن تفيأ أفياء الإجازة

شذراتٌ لمَن تفيَأ أفيَاءَ الإجَازة

ميمونة محمد الهاشمي

بسم الله الرحمن الرحيم

نتفيأُ أفيَاءَ إجَازةِ لا تربوا على الثلاثة أشهُر ..
لكنها والله كفيلة بأن تحْدث في حيَاتكَ تغيُرا جذريَا ..
كَافيَة أن تكُونَ نقطة تحَول في عمْرك , مِن بلقَعٍ يبَاب إلى مرْبع خصْب ..
إذا مَا أصْلتَ على نفسِك صمْصَامَ العَزم, وسَللت عليْها حُسَامَ الهمَة ..
فالنفسُ ماحمَلتها تتحمّل , وماعودتهَا تألف !!
والأيَامُ تعْدوا سِراعا , والليالي تركضُ ترجُوا لحَاقها , وكأنهمَا في مضْمار سِباق ..
والصُحُف تخط , والأزمانُ تطوى , والأعمالُ ترْقم , والأعمارُ تسْلب .!!
وكُن عَلى بيّنة ويقين أنكَ ما تسْمُمو في الدُنى ولا الأخرَى , وأنتَ عَلى سَنَنِ هواكَ تمضي .
لا بُد أن تأطًر نفسَك على ماتقليه , وترْغمُها عَلى ماتبْغضه , وتقودهَا إلى مالمْ تألفه ,
وان تخلصْ تفزْ بوعد الله إذ وعَد اللذين جاهدُوا فيه أن يهديَهُم سُبله .. والله لا يخلفُ الميعاد !!
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } .. ( العنكبوت :69 ).!
ولـَعلي أشيرُ هنُا لـِشذراتٍ يَشتمُ شذاها العابِر , ويبلغُ سَناها القاعِد , ويُوقظ صَداها الراقِد ..
فإن تكُ هذه الكليمَات نميراً عذباً وصَواباً خالصاً .. وفقَ مايُرتجى فتلكَ عطايا الرحمنُ وماتعدُ ولاتحَد ..
وإن تكُ رثة هشّة , هلهلة مُترهلة .. فـ غضُوا الطرْفَ عنها كمَا يغضُ عنِ الغِيد إذ يَمرُرن !

الشذرة الأولى /
صَلاتك, أعد فيها النظرَة, كرَة بُعيْد كرَة, تفقد قلبَك فيها, في أيّ فلكٍ يدورْ ..؟! وفكركَ في أيّ شيءٍ يسْبح..؟!
حَاذرْ أن ترد القيامَة فـَيفجأك العِقابُ عليْها , وكنتَ ترجُوا أن تثابَ عليْها ..!
خفْ أن تكُون من اللذينَ يرْمونَ بها كمَا يُرمى السّربالُ الخَلق فـ تدعُوا عليْك صَلاتك :
أن ضيعْه يالله كما ضيّعني , أصْلحهَا قبْل أن يُبادركَ الأجَل !

الشذرَة الثانيَة /
رد حياضَ القرآن , واغرفْ من بحَارهْ , فإنَ لهُ سَكبَا باردا عَلى القلوبْ , وانثيَالا عَذبا عَلى الأرواحْ ..
وإنه لـَ مثمُرٌ , مغدقْ , وإنَ لهُ لـَ حلاوَة , وإنَ عليْه لـَ طلاوَة !

الشذرَة الثالثَة /
انهَل من منهِل السيرَة الزاكية .. تنعشْ جوانحك .. تبهجُ أرجَاءَك ..
حتمَا تأنسُك مرابعهَا .. وتسْليكَ مغَانيهَا .. وتبْكيكَ أواخرُها .. ولـ تجدنّ أثرَها عليْك ما أحيَاكَ الله !

الشذرَة الرابعَة /
حاول أن يكون بينَك وبين الله خبيئة عمل صالح .. تفعلها كل يوم .. لا تخطر ببال أحد .. ولا تلج خيال بشر ..
في موضع تخلوا فيه أنت ونفسك والله ثالثكما .. واهتم بإخفآئها أشد من اهتمامك بإخفاء فجَراتكَ عن الصالحين ..
واحرصْ لا يشبها عُجب .. فتضيعُ أنت وهيَ والأجر!

الشذرَة الخَامسَة /
اسْتهلَ هذهِ الإجازة محَافظا على الأذكَار قبْل بزوُغِ الشمْسِ , وقبْل غرُوبها لعلكَ ترضى ..
لا تستهن بذكْر .. ولاتسْتصْغِر تسْبيحَة .. فــَ مَا يُدريك ..؟!
لعلَ حسَنة ترجحُ الميزان فــَ تولجُك الجنَان , وتقيكَ النيران !

الشذرَة السَادسَة /
إيَاكَ أن يَنقضي يومُك كلهُ ومَا ارتفعَ حِفظكَ مِن كتابِ الله ولازاد , ولوْ أن تحْفظ يَوميا خمسة أسْطر ..
وعوّد نفسَك أن لايُثنيَك عَن هذا القدْر إلا نزعُ الرُوح ..
فإنَ هذه النفسَ لوْ قدْتهَا أيامَا إلى الخيْر وهيَ كاهة لـ َ سَاقتكَ إليْه – بإذن الله – سِنينا وهيَ جذلى !

الشذرَة السَابعَة /
احفظ حديثاً كل يوم ولا تسْتصعبه .. فهو هين يَسيرْ .. سَاعة تكفيك وأكثر .. وان أبتْ بك همتك الا القعود فاحفظه كلّ يوْميْن ..
جَاهد نفسك .. روضها ..عوّدهَا .. أعلُ معها واسْفُل ..
حتى تنقاد وتذعن .. فما عودتها والله تعتاد .. وما أوردتها عليه ترتَاد .!

الشذرَة الثامنَة /
غمَار الفقه خضْها كلَ اثنيْن, وأغوَارهُ اسْبُرها كلَ خميسْ.. اجعلهُ أمرا قسْرا على نفسك .. ولو سَاعة في الاسْبوع..
دوّن أهمَ ماسْتفدت في كُتيب مُلاحَظات .. أو في هاتِفك ..وتعَاهدهُ بالإطلاعْ .. فإن تفعل لتجدنّ لذلك نفعَا ما كان عنكَ يخال , ولا بكَ يُظن !

الشذرَة التاسِعة /
اسْمُ بأسْلوبك مع والديك .. ومن له حق عليْك ..
عاملهم وفقَ ماتريد أن يعَاملك الله به .. وخالقْهُم بنفس النهْج الذي ترُوم أن يخآلقكَ بها بنُوك ..
واحتسب .. والله لا يضيع أجرَ المحسنين !

الشذرة العاَشرَة /
اترك كلّ شهر ذنبيْن أوْ ثلاث تبتغي بذلك وجْه الله والدار الآخرة .. و حاَول أن يكون مَا سَـ تقلعُ عنهُ محبَبَا لنفسِك ..
كيما يُثبك الله ثوابا .. يقصُر عنهُ أملك .. ولا يبلُغه ظنك .. ولا يُدانيهِ توقعُك ..

وأخيرآ ..
أيما كلالٍ أصَابك , أو لغوبِ تغشاك , أوْ ملل اعتراك ..
فإن الله يَأجُركَ عليْه !
ومَاترافقِ المجْد إلا بـ مفارقة مضاجعِ الدعَة ..
ومَاتصَاحبِ العُلا إلا بمجانبَة لــُجج الوسَن والكَرى !
..
هذه الشذراتْ أهْديهَا لـِ نفسي ولمَن عَلى شاكلتِي , فإن يُوفقني اللهُ للعمَل بهَا ويقبَلها فذلكَ ذرى مايُبتغى !
وإن تحُل ذنوبي بيْني وبيْنَ العمَل بهَا – أعُوذ بالله –
فإني أطلبُ الله أن لا يَسْلبَني أجْر الدلالة على الخيْر !
وسَلوا الله لنا الهِدايَة والقبٌول والرِضا .!!




جزاكى الله كل خير

خليجية[/IMG]




شكراااااااااااا



بارك الله فيكم



طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق



التصنيفات
منتدى اسلامي

شذرات لمن تفيأ أفياء الإجازة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نتفيأُ أفيَاءَ إجَازةِ لا تربوا على الثلاثة أشهُر ..
لكنها والله كفيلة بأن تحْدث في حيَاتكَ تغيُرا جذريَا ..
كَافيَة أن تكُونَ نقطة تحَول في عمْرك , مِن بلقَعٍ يبَاب إلى مرْبع خصْب ..
إذا مَا أصْلتَ على نفسِك صمْصَامَ العَزم, وسَللت عليْها حُسَامَ الهمَة ..
فالنفسُ ماحمَلتها تتحمّل , وماعودتهَا تألف !!
والأيَامُ تعْدوا سِراعا , والليالي تركضُ ترجُوا لحَاقها , وكأنهمَا في مضْمار سِباق ..
والصُحُف تخط , والأزمانُ تطوى , والأعمالُ ترْقم , والأعمارُ تسْلب .!!
وكُن عَلى بيّنة ويقين أنكَ ما تسْمُمو في الدُنى ولا الأخرَى , وأنتَ عَلى سَنَنِ هواكَ تمضي .
لا بُد أن تأطًر نفسَك على ماتقليه , وترْغمُها عَلى ماتبْغضه , وتقودهَا إلى مالمْ تألفه ,
وان تخلصْ تفزْ بوعد الله إذ وعَد اللذين جاهدُوا فيه أن يهديَهُم سُبله .. والله لا يخلفُ الميعاد !!
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } .. ( العنكبوت :69 ).!
ولـَعلي أشيرُ هنُا لـِشذراتٍ يَشتمُ شذاها العابِر , ويبلغُ سَناها القاعِد , ويُوقظ صَداها الراقِد ..
فإن تكُ هذه الكليمَات نميراً عذباً وصَواباً خالصاً .. وفقَ مايُرتجى فتلكَ عطايا الرحمنُ وماتعدُ ولاتحَد ..
وإن تكُ رثة هشّة , هلهلة مُترهلة .. فـ غضُوا الطرْفَ عنها كمَا يغضُ عنِ الغِيد إذ يَمرُرن !

الشذرة الأولى /
صَلاتك, أعد فيها النظرَة, كرَة بُعيْد كرَة, تفقد قلبَك فيها, في أيّ فلكٍ يدورْ ..؟! وفكركَ في أيّ شيءٍ يسْبح..؟!
حَاذرْ أن ترد القيامَة فـَيفجأك العِقابُ عليْها , وكنتَ ترجُوا أن تثابَ عليْها ..!
خفْ أن تكُون من اللذينَ يرْمونَ بها كمَا يُرمى السّربالُ الخَلق فـ تدعُوا عليْك صَلاتك :
أن ضيعْه يالله كما ضيّعني , أصْلحهَا قبْل أن يُبادركَ الأجَل !

الشذرَة الثانيَة /
رد حياضَ القرآن , واغرفْ من بحَارهْ , فإنَ لهُ سَكبَا باردا عَلى القلوبْ , وانثيَالا عَذبا عَلى الأرواحْ ..
وإنه لـَ مثمُرٌ , مغدقْ , وإنَ لهُ لـَ حلاوَة , وإنَ عليْه لـَ طلاوَة !

الشذرَة الثالثَة /
انهَل من منهِل السيرَة الزاكية .. تنعشْ جوانحك .. تبهجُ أرجَاءَك ..
حتمَا تأنسُك مرابعهَا .. وتسْليكَ مغَانيهَا .. وتبْكيكَ أواخرُها .. ولـ تجدنّ أثرَها عليْك ما أحيَاكَ الله !

الشذرَة الرابعَة /
حاول أن يكون بينَك وبين الله خبيئة عمل صالح .. تفعلها كل يوم .. لا تخطر ببال أحد .. ولا تلج خيال بشر ..
في موضع تخلوا فيه أنت ونفسك والله ثالثكما .. واهتم بإخفآئها أشد من اهتمامك بإخفاء فجَراتكَ عن الصالحين ..
واحرصْ لا يشبها عُجب .. فتضيعُ أنت وهيَ والأجر!

الشذرَة الخَامسَة /
اسْتهلَ هذهِ الإجازة محَافظا على الأذكَار قبْل بزوُغِ الشمْسِ , وقبْل غرُوبها لعلكَ ترضى ..
لا تستهن بذكْر .. ولاتسْتصْغِر تسْبيحَة .. فــَ مَا يُدريك ..؟!
لعلَ حسَنة ترجحُ الميزان فــَ تولجُك الجنَان , وتقيكَ النيران !

الشذرَة السَادسَة /
إيَاكَ أن يَنقضي يومُك كلهُ ومَا ارتفعَ حِفظكَ مِن كتابِ الله ولازاد , ولوْ أن تحْفظ يَوميا خمسة أسْطر ..
وعوّد نفسَك أن لايُثنيَك عَن هذا القدْر إلا نزعُ الرُوح ..
فإنَ هذه النفسَ لوْ قدْتهَا أيامَا إلى الخيْر وهيَ كاهة لـ َ سَاقتكَ إليْه – بإذن الله – سِنينا وهيَ جذلى !

الشذرَة السَابعَة /
احفظ حديثاً كل يوم ولا تسْتصعبه .. فهو هين يَسيرْ .. سَاعة تكفيك وأكثر .. وان أبتْ بك همتك الا القعود فاحفظه كلّ يوْميْن ..
جَاهد نفسك .. روضها ..عوّدهَا .. أعلُ معها واسْفُل ..
حتى تنقاد وتذعن .. فما عودتها والله تعتاد .. وما أوردتها عليه ترتَاد .!

الشذرَة الثامنَة /
غمَار الفقه خضْها كلَ اثنيْن, وأغوَارهُ اسْبُرها كلَ خميسْ.. اجعلهُ أمرا قسْرا على نفسك .. ولو سَاعة في الاسْبوع..
دوّن أهمَ ماسْتفدت في كُتيب مُلاحَظات .. أو في هاتِفك ..وتعَاهدهُ بالإطلاعْ .. فإن تفعل لتجدنّ لذلك نفعَا ما كان عنكَ يخال , ولا بكَ يُظن !

الشذرَة التاسِعة /
اسْمُ بأسْلوبك مع والديك .. ومن له حق عليْك ..
عاملهم وفقَ ماتريد أن يعَاملك الله به .. وخالقْهُم بنفس النهْج الذي ترُوم أن يخآلقكَ بها بنُوك ..
واحتسب .. والله لا يضيع أجرَ المحسنين !

الشذرة العاَشرَة /
اترك كلّ شهر ذنبيْن أوْ ثلاث تبتغي بذلك وجْه الله والدار الآخرة .. و حاَول أن يكون مَا سَـ تقلعُ عنهُ محبَبَا لنفسِك ..
كيما يُثبك الله ثوابا .. يقصُر عنهُ أملك .. ولا يبلُغه ظنك .. ولا يُدانيهِ توقعُك ..

وأخيرآ ..
أيما كلالٍ أصَابك , أو لغوبِ تغشاك , أوْ ملل اعتراك ..
فإن الله يَأجُركَ عليْه !
ومَاترافقِ المجْد إلا بـ مفارقة مضاجعِ الدعَة ..
ومَاتصَاحبِ العُلا إلا بمجانبَة لــُجج الوسَن والكَرى !
..
هذه الشذراتْ أهْديهَا لـِ نفسي ولمَن عَلى شاكلتِي , فإن يُوفقني اللهُ للعمَل بهَا ويقبَلها فذلكَ ذرى مايُبتغى !
وإن تحُل ذنوبي بيْني وبيْنَ العمَل بهَا – أعُوذ بالله –
فإني أطلبُ الله أن لا يَسْلبَني أجْر الدلالة على الخيْر !
وسَلوا الله لنا الهِدايَة والقبٌول والرِضا .!!

ميمونة محمد الهاشمي .




خليجية

""بارك الله فيكي غاليتي""

خليجية




التصنيفات
منوعات

معهد الكتاب و السنة للتعليم عن بعد مجاني لنيل الإجازة الشرعية و حفظ القرآن

[B]

معهد الكتاب و السنة للتعليم عن بعد مجاني لنيل الإجازة الشرعية و حفظ القرآن

[FONT=Arial]
ماهو معهد الكتاب والسنة؟

معهد الكتاب والسنة موقع علمي غير ربحي، لا يتبع لأي دولة أو جماعة أو حزب، ويعنى أساسا بتدريس العلوم الشرعية عبر شبكة الإنترنت. الدراسة في المعهد مفتوحة للرجال والنساء من مختلف المستويات العلمية بصفة مجانية. ماهو منهج المعهد وأهدافه ؟
يقوم المعهد على منهج أهل السنة والجماعة بفهم السلف الصالح، ويقدم العديد من الخدمات المتعلقة بتحقيق أهدافه والتي تم بيانها في صفحة (رسالة المعهد)
من يدرس في المعهد ؟
يقوم بالتدريس في المعهد
عد من المتطوعين من طلبة العلم والعلماء المشهود لهم بالصلاح وسلامة العقيدة. توضع تراجم المدرسين في صفحة (هيئة التدريس)
ماهو البرنامج الدراسي ؟
يقدم المعهد حاليا برنامج الإجازة العامة للعلوم الشرعية المتكون من 24 مادة. ويمكن الوقوف على تفاصيل المواد من خلال صفحة (البرنامج الدراسي).
كم تدوم الدراسة بالمعهد ؟
مدة الدراسة بالمعهد غير مقيدة بوقت، إذ يقوم المعهد بطرح المواد الدراسية على فترات متالية طوال العام الدراسي، ويقوم الطالب بالتسجيل بما شاء منها بحسب ما يتيسر من وقته.
كم تدوم دراسة المادة الواحدة ؟
يخص لكل مادة دراسية عدا من المحاضرات يناسب متطلبات المادة، والحد الأعلى لعد المحاضرات هو 24 محاضرة. وتعقد لكل مادة محاضرة أسبوعية واحدة، ومدتها ساعة واحدة، ويتم تخصيص 10 دقائق بعد الدرس لطرح الأسئلة.
كيف تتم متابعة الدروس ؟
يقوم الطالب بمتابعة المواد الدراسية بالحضور المباشر بالقاعة الصوتية، أو من خلال الإستماع لتسجيل الدروس الموجود في المكتبة الصوتية، بشرط إرسال تقرير يتضمن تلخيص النقاط الأساسية للمحاضرة، ويسمح للطالب بإرسال التلخيص خلال ثلاث أيام من تاريخ عقد المحاضرة ويتم إرسال التقرير على البريد الالكتروني [email protected] ويمكن الوقوف على علامات المتابعة من خلال صفحة (سجل الحضور).
كيف يتم تقييم أداء الطالب ؟
يتم تصنيف مشاركة الطالب بالمادة إلى نظام الانتساب أو نظام الحضور بحسب غالب حاله بالمتابعة الموضح بالنقطة السابقة، والحد الأدنى لنسبة المتابعة هي 65% من مجموع عد المحاضرات، ومن تقل نسبة متابعته للمادة عن هذه النسبة يتم إلغاء تسجيله بالمادة. يرصد لكل مادة 100 درجة، توزع على النحو التالي: [COLOR=#000000] 35 درجة لنسبة متابعة الدروس و 65 درجة للإختبار النهائي للمادة.BCLRSIZE=4 ماذا يقدم المعهد لمن ينهي دراسة المواد المطروحة بنجاح ؟
يتم منح الطالب الذي يحق متطلبات التخرج إجازة عامة في العلوم الشرعية موقعة من قبل بعض العلماء، ويمنح الطالب المشارك بنظام الحضور إجازة رواية بالإسناد للكتب التسعة، ويمنح الطلبة الأوائل في نظام الحضور جوائز يتم الإعلان عنها لاحقا، تتضمن جوائز مالية وتأمين رحلات للحج والعمرة بإذن الله تعالى.
كيف أسجل في المعهد ؟
يقوم الطالب بتسجيل عضويته بمنتدى المعهد، ثم يقوم بالتسجيل في المواد التي يرغب دراستها عبر منتدى "التسجيل في المواد". خلال متابعته لدروسه الأولى في المعهد, ستقوم الإدارة بتثبيت تسجيله وأخذ بياناته الشخصية وإسناد رقم تسجيل خاص به. يتم ذلك مباشرة في القاعة الصوتية قبيل موعد الدرس أو عبر البريد الالكتروني.

لمزيد المعلومات يرجى الإطلاع على نظام المعهد

للاستفر يرجى التواصل عبر منتدى الاستعلامات




بارك الله فيكِ اختي الغاليه
ونفع بكِ
وجزاك الله خيرالجزاء



جزاكم الله ما تمنيتم يالغالية

وان شاء اله بميزان حسناتك




بارك الله فيك



جزاج الله خير عزيزتي
خليجية




التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

دليل الأسرة في استثمار الإجازة

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

أقبلت الإجازة الصيفية، وكلٌ يرنو إليها بلهفة وأمل….

فالجميع.. ينظر إليها على أنها محطة راحة واستجمام، لمعاودة الجد والعمل والنشاط من جديد.

والمسلم العاقل ينظر للإجازة الصيفية نظرة خاصة، فهي عنده تجارة رابحة ولهو مباح ووقت ممتع يقضيه مع أولاده وجولة إيمانية وتربوية هادفة.. فماذا أعددنا لها؟؟

حين يقدم المولود يستبشر به الوالدان ويسترخصان ما يبذلان وما ينفقان من أجله. فكم هي الأموال التي ننفقها على أولادنا، في تعليمهم؟ في غذائهم؟ بل في الترفيه عنهم؟

ولكن هل يتناسب هذا الجهد مع الجهد الذي نبذله في تربيتهم وإصلاحهم؟

إن أحدنا حين يريد بناء منزل أو تصميم مشروع فإنه يقوم باستشارة المختصين. ويسأل أصحاب الخبرة والتجربة. وهكذا في سائر عالمنا المادي. فهل اعتناؤنا بتربية أولادنا وفلذات أكبادنا يتناسب مع اعتنائنا بحياتنا المادية؟

فالإجازة نعمة امتنَّ الله بها على عباده، يقول الله عز وجل: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77] والأية الكريمة تبين أن الله سبحانه وتعالى يحث العبد على استعمال ما وهبه له من المال الجزيل والنعمة الطائلة في طاعة ربه والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل له بها الثواب في الدار الآخرة {وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والمساكن والمناكح..

جاء في الحديث: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»(صحيح البخاري 6049).

إن المفهوم الصحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم ساعة وساعة (صحيح مسلم 2075) هو ساعة لطاعة الله عز وجل , وساعة يلهو بلهو مباح كما هو ظاهر الحديث والذي يوافق روح الشريعة الغراء..

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه (أجموا (أي روحوا) هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان) فيض القدير للمناوي.

وقال ابي الدرداء رضي الله عنه: (إني لأجم فؤادي ببعض الباطل (أي اللهو الجائز) لأنشط للحق) فيض القدير للمناوي.

فأي دين أعظم من هذا؟ وأي شريعة أكمل من هذه الشريعة؟ التي راعت بين جوانب الحياة كلها وبينت احتياجات الإنسان، وأعطت كل ذي حق حقه.

إن الإسلام لا يقف في وجهك حجر عثرة عن التنزه والترفه إذا كان ذلك وفق الضوابط الشرعية التي تكفل لك ولأسرتك السلامة والعافية في الدارين..

لكن إذا صاحب ذلك تفريط وإفراط هنا يأتي التحذير والمنع لا من أجل حرمانك من التمتع؟ كلا , بل من أجل المحافظة عليك وعلى أسرتك..

أخي الفاضل: لعلك تقول بلسان حالك أو بلسان مقالك شخصت لنا الداء ولم تشخص لنا الدواء فأقول:

أضع بين يديك أخي القارئ دليل الأسرة في استثمار الإجازة الصيفية ويشتمل على:
1. أهداف البرنامج الأسري.
2. الإعداد للإجازة الصيفية.
3. كيفية إدارة الأسرة.
4. البرامج والأنشطة.
5. الوسائل المساعدة.

ويمكن أن تستفيد الأسرة من هذا الدليل حتى في أيام الدراسة العادية حيث يمكن لرب الأسرة أن ينتقي منها ما يتناسب مع وقت أولاده وحاجتهم وإمكانياته المادية.

الفصل الأول: أهداف البرنامج الأسري

سوف نوضح في هذا الفصل الأهداف المنشودة من البرنامج الأسري مع ذكر بعض التطبيقات التربوية المعينة لتحقيق هذه الأهداف وهي ثلاثة أهداف رئيسة:

1 – هدف بنائي:
يتم من خلاله غرس المبادئ والقيم الفاضلة، واكتساب المعلومات والآداب الصالحة التي تخدمه في دنياه وآخرته منها:
• رفع مستوى العلم الشرعي لدى الأبناء.
• حفظ ومراجعة القرآن أو جزء معين منه.
• حفظ بعض الأحاديث النبوية.
• نفع الأبناء في أمور الدين والدنيا.
• حفظ وتطبيق بعض الأذكار والأدعية.
• ارتباط الأبناء بالوالدين ارتباطاً إيجابياً بعيداً عن حواجز التعامل الرسمي.
• تقوية أواصر الرحم والنسب.

2 – هدف وقائي:
يتم من خلاله حماية الأولاد من رفقاء السوء والضياع في الشوارع وأماكن الرذيلة، أو تضييع الأوقات أمام القنوات أو الإنترنت، أو الوقوع تحت تأثير البرامج المنحرفة ويهدف إلى:
• تكوين بيئة صالحة لكي نتمكن من التربية النافعة.
• تكوين بيئة صالحة تبعد الأولاد عن أصحاب السوء.
• تثبيت السلوك الصحيح لدى أفراد الأسرة وتعديل السلوك السيء لديهم.
• تحذير الأولاد من الرفقة السيئة والأخطار والانحرافات المنتشرة في المجتمع.
• حماية الأولاد من آثار الفراغ السلبية واستثمار أوقاتهم بالبرامج المفيدة.
• مواجهة التغيرات البيئية بالتنويع والتجديد في البرامج التربوية.
• معالجة مشكلات الأولاد داخل وخارج البيت بالتعرف عليها وطرح الحلول المناسبة والتعاون معهم في حلها مع الاهتمام بخصوصيتها.

3 – هدف علاجي:
يتم من خلاله علاج بعض جوانب التقصير التي تطرأ على سلوك المتربي مثل: ضعف الشخصية أو الوقوع في المخالفات الشرعية وذلك من خلال إعداد بعض البرامج التربوية المناسبة للمستفيد أو المستهدف بهذه التربية العلاجية وما يحقق هذا الهدف عاجلاً ومنه:
• بناء الشخصية المتوازنة للأولاد.
• نفع الأولاد في أمور التحصيل المعرفي.
• استكشاف طاقات الأولاد وتطويرها وتوجيه الانفعالات السلوكية لديهم.
• العناية بطاقاتهم الفكرية والحركية وتوجيهها الوجهة السليمة الإيجابية.
• تطوير مهارات الأولاد وقدراتهم واكتشاف المواهب لديهم وتدعيم خبراتهم وتنمية مهاراتهم المختلفة واكتساب مهارات جديدة (حاسب آلي – قراءة – بحث – لغة – سباحة – ركوب الخيل – الرماية…)
• تدريب الأولاد على تحمل المسئولية والمشاركة الاجتماعية سواء داخل الأسرة أو خارجها.
• تعويد الأولاد على الانضباط والطاعة وإدارة البرامج.
• التشجيع على الاستفادة من المواسم.
• تنظيم أنشطة للصغار: تتضمن تعليما،ً وتدريباً، ولعباً، وترفيهاً مباحا،ً وتعارفا،ً واكتساب خبرات، وغير ذلك.
• الترفيه المباح الذي يخدم العملية التربوية (الترويح التربوي الهادف).




التصنيفات
منوعات

كيف تصبح الإجازة فرصة للتواصل الأسرى

تتطلع الأسرة إلى اليوم الذى تنتهى فيه امتحانات آخر العام لتستريح من عناء عام دراسى كامل، وتستمتع بإجازة الصيف، وتعوض ما حُرمت منه خلال الموسم الدراسى، وإذا كان النجاح هو غاية الطالب والأسرة التى تقف معه ووراءه، فإن على الأسرة كما تضافرت لإنجاح أبنائها الطلاب أن تتعاون أيضًا لصنع إجازة ناجحة تضاف إلى رصيد سعادة الأسرة.. وتقوى روابطها، وتسهم فى تعميق التواصل والدفء بين أفرادها.
يؤكد د. محمد حسن غانم – أستاذ علم النفس بجامعة حلوان – أن غاية الإجازة أن تحقق الإشباع النفسى لدى أفراد الأسرة بعد فترة من الحرمان والمحظورات واللاءات المرتبطة بالعام الدراسى وظروف المذاكرة.
وهناك مثل غربى يقول: (الشيطان يوظف العاطل)، وقد حفظنا الحكمة المأثورة (نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل)، وهذا يعنى أن الإجازة يجب ألا تكون مناسبة للفراغ القاتل، أو الأنشطة التافهة غير المثمرة.
وبما أن الأسرة تعلن حالة الطوارئ أثناء الدراسة لتكريس كل جهدها ووقتها لتحقيق غاية النجاح والتفوق، فلابد إذن من تعويض ذلك فى الإجازة، بما يحقق درجةً من التوازن والرضا والإشباع النفسى لجميع أفراد الأسرة.
وعناصر هذا التعويض كثيرة منها :
1 – صلة الأرحام وزيارات الأهل والأقارب.
2 – القراءة الحرة لتنمية ثقافة الفرد، وصقل قدرته على التعبير والحوار.
3 – ممارسة الرياضة.. فـ «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، ولكن ليس فى الشارع، منعًا لإزعاج الناس أو التعرض للحوادث والأذى، بل فى أماكنها المعتادة: النوادى، الساحات، ومراكز الشباب المنتشرة فى كل مكان.
4 – المصيف، سواء كان مصيف اليوم الواحد أو أكثر، بحيث يراعى فى اختيار المصيف: المستوى المادى للأسرة ورغبات الأبناء ، وحدود الوقت المتاح لذلك ، وليتخذ الجميع من النظر فى البحر وتأمل الطبيعة فرصة للتفكر فى ملكوت الله والإقرار بقدرته تعالى.
5 – التقارب بين أفراد الأسرة لمن لم تسمح ظروفهم بالمصيف أو السفر، من خلال جلسات مفتوحة يسمح فيها للأبناء بإخراج ما يجول فى صدورهم من أفكار، حتى وإن تضمنت انتقادات لأسلوب الوالدين فى التعامل معهم، فهذا التنفيس من قبل الأبناء يريحهم نفسيًا، ويبنى جسور الثقة مع الوالدين فيصبحان صديقين لهم، وهذا ييسر على الوالدين متابعة أبنائهما وتوجيههم وتقديم النصيحة والمعلومة الصحيحة فيما يعرض لهم من أمور.
تصحيح صورة القدوة
ومن المهم أن يحرص الآباء فى جلسات الحوار مع الأبناء على تقديم نماذج القدوة الناجحة لأبنائهم من خلال أشخاص نجحوا فى تحقيق أهدافهم بعد عناء وكفاح وصبر، لتصحيح الصورة المغلوطة التى تقدمها وسائل الإعلام لنماذج القدوة من الراقصات والفنانين واللاعبين الذين يعرضون تجاربهم وخبراتهم التى تعمل فى بعض الأحيان دلالات سلبية، ولكن محصلتها فى النهاية الثراء والشهرة، مما يجعل الأبناء يربطون بين هذه الدلالات وما حققه هؤلاء من نجاحات، مما يصيب بعض الشباب بالإحباط والشعور بأن نجاحهم الدراسى أو المهنى لن يحقق لهم شيئًا، وإذا لم تتوافر لهم نماذج القدوة الصحيحة سيسعون إلى تقليد النماذج السلبية، وسلوك طريقها للحصول على المال والشهرة بسهولة.
– تقوية الوازع الدينى عند الأولاد باصطحابهم لصلاة الجماعة فى المسجد وإشراكهم فى مسابقات لحفظ القرآن وتعلُّم أحكامه وزيادة جرعة القراءات الدينية وتنويعها حسب سن الأبناء وقدراتهم.
إجازة منضبطة
ويؤكد د. غانم أن الإجازة ليست تحررًا من كل الضوابط، بل هى فترة نشاط جديدة مقيدة بشروط منها:
ألا تخرج الإنسان عن غاية خلقه بمراعاة الوقت والتوازن فى الأعمال «إن لربك عليك حقًا، وإن لبدنك عليك حقًا…»، فعلينا ألا ننساق بلا هدى خلف مقولة (ساعة لقلبك، وساعة لربك)، بل لابد من مراعاة أن تكون ساعة القلب لا تغضب الرب، وفى الوقت ذاته ينبغى على الأسرة مراعاة التوازن وترتيب الأولويات، بحيث لا تطغى العبادة على العلاقة بالآخرين، ولا تتخذ مطية لتعطيل تطوير الذات واكتساب المهارات الجديدة.
أما د. حنان السيد – مدرسة إدارة المنزل كلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان – فترى أن رسم صورة الإجازة لابد أن يشارك فيه الأبناء فى اجتماع أسرى لتحديد ما تهدف إليه الأسرة فى الإجازة، فبعض الأسر تسعى لتعليم أبنائها إحدى اللغات الأجنبية، أو صقل مواهبهم فى الرسم ، أو زيادة رصيدهم الثقافى والعلمى، أو توسيع مداركهم ومعرفتهم بالمعالم والأماكن السياحية داخل بلدهم، أو تدريبهم على ممارسة الألعاب الرياضية المحببة لديهم، فيعرض كل فرد فى الأسرة رغباته، ثم تجمع هذه الرغبات، وتتم دراستها وترتيبها فى ضوء إمكانات الأسرة وظروف الوقت المتاح، ولكى تؤتى الأجازة ثمارها بلا إجهاد أو فوضى.
و تنبه د. حنان إلى ضرورة تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ ومشاهدة التلفاز، واستعمال الكمبيوتر حتى لا تصبح الإجازة فترة إجهاد (بالسهر)، وفوضى وقلبًا للأوضاع، وتضيف أن منافذ الاستمتاع بالإجازة مفتوحة ومتاحة لجميع المستويات والأعمار، بدءًا بزيارة المكتبات للاطلاع وممارسة الهوايات إلى الاشتراك فى الأندية الصيفية، التى تنظمها المدارس لتعلم الرسم أو ممارسة الألعاب الرياضية الجماعية أو القراءة.
وإذا كانت الدراسة – عند بعض الطالبات – مبررًا للتفرغ وعدم الانشغال بأمور البيت؛ فإن الإجازة هى فرصة الأم لتطوير المهارات المنزلية عند ابنتها وتدريبها على الطهى وترتيب المنزل، وتعويدها على تحمل مسئولية البيت، ولا مانع من إتاحة الفرصة لها لإدارة ميزانية الأسرة خلال أسبوع، مما يكسبها مهارة الإدارة الناجحة لأعباء البيت، ويهيئها لتحمل مسئولية الزواج وتكوين الأسرة، وكذلك ينبغى مشاركة الأولاد فى تحمل جزء من أعباء البيت بتكليفهم بشراء بعض مستلزمات البيت من الخارج، ومن ثم معرفة الأسعار، وتقدير الظروف الاقتصادية للأسرة، مما يخفف من مطالب الأولاد، ويغرس فيهم حتمية القناعة والرضا.
وتنصح د . حنان باستغلال فرصة المصيف، سواء كانت يومًا واحدًا أو عدة أيام فى تجديد النشاط وقراءة بعض الكتب الخفيفة والمجالات والشرائط النافعة، والصلاة فى مساجد جديدة، والتعرف على الأماكن والمعالم الموجودة فى مكان المصيف وزيارتها، وتدريب الأبناء على ممارسة السباحة، وعلى تطبيق الحركات التى تعلموها فى تدريبات النادى، وإذا كانوا مشتركين فى مدرسة السباحة به، ويمكن لبعض الأطفال جمع الصدف من البحر واستخدامه فى عمل أشغال فنية رائعة، بحيث تصبح فترة المصيف فرصة للترفيه والتعلم معًا.



التصنيفات
العناية بالبشرة و الجسم

جدول للعناية بالوجه والجسم في يوم الإجازة للعناية بالشعر

جدول للعناية بالوجه والجسم في يوم الإجازة

خليجية

جدول للعناية بالوجه والرقبة والجسم في يوم الاجازة

اما مكوناته فكلها من المواد الطبيعية التي يكثر وجودها في مطبخك نبدأ مع الجدول:

يوم الاجازة:

القدمين:

نقعهما في ماء فاتر محتوي على (أعشاب و خلطات طبيعية) تستمرين فيه حتى الشعور بأن رجليك مرتاحتان بعدها تغسلينهما بماء ثم تحضرين الحجرة أو أداة نزع الجلد الميت و تبدئين بالفرك إلى أن تشعري بنعومتهما…
ماسك للمحافظة على نعمة القدمين:
سكر+فازلين تخلطينهما ثم تضعينهما برجليك تفركين لمدة معينة ثم تغسلينهما و تجففينهما بفوطة خاصة تضعين دهان أو زيت بهما ثم تلبسين جوارب…

اليدين:

نفس الخطوات التي اتبعتها مع القدمين ولكن تحذفين خطوة نزع الجلد الميت و الجوارب…
لتبيضهما:
تستعملين باقي القهوة تفركين به يديك جيدا ثم تغسلينهما… يستحب قص أظافر الرجلين و اليدين (يوم الجمعة)

الوجه:
ضعي عليه الماسك المناسب لبشرتك ومن ثم بليه بماء الورد…

الأسنان:

الفحم+العسل تخلطينهما جيدا ثم تبدئين بفرك أسنانك بنعومة طبعا و يفضل بالفرشاة بعدها إغسلي أسنانك بالمعجون…

يوم الإستحمام:

لجسد كله:

ماء ورد+ حليب مجفف+سكر+ليمون و هذا لبياض البشرة تخلطين جميع المقادير و تفركين بها جسدك و خاصة المناطق الداكنة و هذا قبل الإستحمام…

بالنسبة للوجه:

ليمون أو زيت زيتون+ سكر لتقشير الوجه و تبيضه تخلطينهما جيدا ثم تبدئين بفرك وجهك مدة خمس دقائق ثم تغسلين وجهك في وقت الإستحمام و تضعين ماء الورد…

يوميا:
قبل النوم:
بالنسبة للوجه:

تضعين الحليب بالقطنة تمسحين به وجهك و رقبتك ثم تنامين

بالنسبة للعين: ضعي كمادات البابونج لتخفيف من الهالات السوداء حول العينين و هذا قبل النوم…

شفتيك:

ضعي المرطب المفضل لديك و الذي يوجد عند الصيدلية قبل النوم لتفادي تشقق الشفاه…

صباحا:إشطفي وجهك بالماء الفاتر لإزالة آثار الحليب الذي وضعته باليل ثم ضعي ماء الورد…
حاولي كل يوم تمرير قطعة ثلج على وجهك لأنها تنشط الدورة الدموية…

اليمون:

مفيد أيضا فهو من أقوى أعداء عيوب البشرة و هو مفيد لتبيضها…

أختي لا ضر من أن تستعملي خلطات أخرى ل
تفادي مشاكل البشرة التي تواجهك في بعض المرات أو وجدت أن الفتيات يمدحنها و هي مجربة و بشرط ان تتطقسي حول نوع البشرة المستخدمة لها…و لا تستعملي عدة خلطات في يوم واحد…
__________________




تسلمين يا الغلا
تقبلي مروري يسعدني كون اول الحاضرين




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوهندا خليجية
تسلمين يا الغلا
تقبلي مروري يسعدني كون اول الحاضرين

يسلم لى مرورك الغالى نورتينى شكرا لمرورك الغالى




:icon_cool:




خليجية



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

هل أنت مع أم ضد فكرة العمل خلال الإجازة الصيفية؟

أصبح من الدارج خلال الإجازة الصيفية لجوء عدد من الطلاب والطالبات لممارسة أعمالا مختلفة خلال العطلة الصيفية ، ويستغل الطلاب هذه الفترة لممارسة وظائف وهى وظائف بالرغم من بساطتها إلا أنها توفر لهم مردودا ماديا بالاضافة الى إكسابهم مهارات عملية وخبرات مختلفة.

وأشارت الدراسات أن رغبة 40% من الطالبات في العمل خلال الإجازة الصيفية فيما اعتبرت 53% من الطالبات الإجازة الصيفية وقتا للنوم والراحة والتسلية فقط.
تقول فرح وهى طالبة جامعية إن الطالبات لديهن فرص كبيرة للاستفادة من فترة الاجازة الصيفية واستغلال فترة الاجازة استغلالا مفيدا ، وتضيف إن بعض الطالبات يقمن بعرض مستلزمات نسائية وبيعها داخل البيوت وهو ما يلقى اقبالا من النساء والفتيات ، كما تقوم فتيات أخريات بإعطاء دروس فى بعض المواد للحصول على خبرة عملية في مجال التدريس وتحصيل بعض المكسب المادي.

وهو نفس ما تشير اليه منال وهى طالبة فى المرحلة الثانوية التي تؤكد أن الاجازة الصيفية ساعدت طالبات على سد الاحتياجات المادية لديهن من خلال القيام بعض الاعمال مثل الطبخ داخل بيوتهن بعد أن وجدن إقبالا على ما يصنعنه من أطباق من جانب عدد من العائلات أكثر من المطاعم ، بالاضافة الى العمل فى مجال خياطة الملابس.

فهل أنت مع أم ضد عمل الفتاة خلال الإجازة الصيفية؟ أم أنك تري أن الإجازة الصيفية هي فترة للراحة فقط؟ شاركينا برأيك.




ضد العمل في الاجازه وخاصه اذا كنت اعمل ي الايام العادية

ابي ارتاح وانام




ادا كان الانسان محتاج للشغل فاكيد انا معك العمل في الاجازة.خصوصا الطلاب اللي يدرسو ما فيها شي اذا اشتغلوا نص الاجازة عشان يوفروا مبلغ من المال عشان اللبس والكتب ويساعدوا اهلهم .انما ادا مو محتاجين فاكيد ما في داعي للشغل.



ضد وبس الا ضدين <متحمسة هههههههههههه



شكرا ع مروركم