التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

الإعجاب وتعطيل قاموس العواطف

هناء الحمراني

لو سُئل المربون والمربيات.. والاستشاريون والاستشاريات.. والآباء والأمهات.. عن أكثر المشاكل شيوعًا بين طالبات المدارس لقالوا بدون تردد أنه "الإعجاب بين الفتيات".

ولئن بسطنا الموضوع فسألنا عن الأسباب لتنوعت الإجابات وفق خلفيَّات هؤلاء المربين الثقافيَّة وتوجهاتهم الأيديولوجيَّة..

وسنكتشف أننا أمام إجابات ثابتة لكل فريق.. فمن قائل بأنه بسبب الشعور بالنقص.. أو الحرمان العاطفي.. وآخر يقول بسبب سوء التربية وضعف الإيمان.. وثالث يعميها بآرائه التي لوى عنقها لخدمة أهدافه الشخصيَّة ليقول: لو كانت المدارس مختلطةً لما ارتفعت نسبة الإعجاب بين الفتيات.. وسأقف معه في هذا.. وأقول.. بالفعل.. لو كانت المدارس مختلطة.. لانخفضت نسبة الإعجاب بين الفتيات نظرًا لارتفاع مهول في نسبة العلاقات المشبوهة بين الجنسين!

نعود إلى ولولتنا حول قضية الإعجاب.. فلا يكاد كاتب يكتب إلا وقد مرَّ قلمه بقضية الإعجاب.. ولا يكاد داعية يقف على منبر إلا ولامس تلك القضية المؤرقة لعلَّه يقف في مواجهتها والحد من سيلها الجارف بشهادة الشهود.. وقسم المقسمين..

وعند الحديث عن ظاهرة الإعجاب في المجالس العامَّة.. تنبري كل واحدة أو واحد من الحاضرين بالحديث عما "سمعه" أو"شاهده" أو "قرأه" عن فتيات وقعن في هذا الوحل:

صديقتان معجبتان لم تفترقا لحظة واحدة منذ سنوات..

إحدى الطالبات تمزق قلبها لأن "حبيبتها" تزوجت وتركتها وحيدة!

قبل أيام رأيت اثنتين تتعانقان في بكاء حار لأنهما ستفترقان.. نشبت معركة دمويَّة بين فلانة وفلانة لأنها أخذت حبيبتها منها… وأستميحكم عذرًا حين أذكر مثل هذه القصص.. غير أنني أسعى إلى تسليط الضوء على فكرة في غاية الأهمية.. وما هذه الفكرة إلا كامرأة عجوز هرمة لفظها النسيان إلى زاوية من زوايا البيت فنسج العنكبوت عليها شباكه..

وقبل أن أكمل كلامي عليَّ أن أقول بأن هناك بالفعل حالات إعجاب حقيقيَّة ويجب الوقوف في مواجهتها ورفضها والحيلولة دون استمرارها.. وفي الوقت ذاته علينا أن ندرك أننا ولسنوات طويلة نقع في خطأ نكرِّره كل يوم ألف مرة.. ويكرره الآخرون بشكل أعمى.. وأننا نصف أي تصرف "عاطفي" بأنه إعجاب مهما كان نبيلا.. ونقيًّا.. وطاهرًا..

بل وقد يقوم أحدنا بعمل سيناريو متكامل حول بعض الشخصيات.. فتتلقف الألسن قصصهم.. وتعبر بها مختلف القنوات والإذاعات.. والصحف.. والمواقع.. والمجلات.. والكتب.. والمجالس!!

بالفعل.. نحن نصف أي تصرف عاطفي بأنه إعجاب مذموم.. ونقول بأن عاطفة الفتاة قد "انحرفت" عن مسارها الصحيح.. وبذلك أصبحت تتصرف على هذا النحو..

فإذا ما أحست الفتاة المحترمة المتديِّنة بأي عاطفة تجاه صديقتها كوت نفسها بالتأنيب وعذبت نفسها بالإهانات حتى تفرغ قلبها من حبها.. ورأت وللأسف أن حب تلك الصديقة علامة على خلو قلبها من حب الله..
عجبًا.. وكأن الإسلام ليس دين محبة.. وكأن الله لم يذكر الأخوة بين المسلمين في القرآن.. ولم ينزلهم منازل عالية يوم القيامة.. ولم يأمرْ بإفشاء السلام.. ولم يجعل التحابب سببًا لدخول الجنة..

هل نحن محقون في حكمنا على العواطف بالانحراف؟ أم أن هذه المظاهر العاطفيَّة هي مظاهر طبيعيَّة.. ولا تمت للانحراف بأي صلة؟

إن كثيرًا من حالات الإعجاب ما هي إلا مشاعر حقيقية.. وعواطف طيبة.. أي أنها لم تنحرفْ عن مسارها.. ولكن سوء فهمنا للكثير من هذه العواطف.. ولأننا نرى أنها ليست سوى أعراض لمرض الإعجاب قادنا إلى تعطيل قاموس العواطف بأكمله.. وجعلنا نزن الأمور بغير ميزانها.. والأسوأ من ذلك كله أن الكثيرات اتهمن ظلمًا بما لم يقمن به فعلا من سلوك مشين..

إن العلاقات بين الصديقات في المدارس قد تكون علاقات عاطفيَّة مختلطة بنوازع وحاجات نفسيَّة أخرى.. فضلا عن عدم وصول العواطف إلى حالة من النضج تسمح لصاحبتها بأن ترى الأمور بطريقة متزنة وصحيحة..

وكم من إنسان نضج جسده فاشتعل رأسه شيبًا… وعواطفه لم تزل عواطف طفل يمص إصبعه بنهم ويلتهم التراب بعيدًا عن أنظار الناس!!

فنجد أن عاطفة الأخوة أو الصداقة قد اختلطت مع حب التملك.. والغيرة.. والخوف من التغيير.. والإحساس بالوحدة.. والقلق من المستقبل..

تمامًا كما يحدث عندما تتزوج الأخت فيتمزق قلب شقيقتها لفراقها.. وتتعذب عندما يتزوج أخوها فترى زوجة أخيها عدوًّا لدودًا لأنها سلبت منها حقًّا كانت تظن أنها تملكه! والأخ في طفولته أو حتى مراهقته أيضًا ليس بمنأى عن هذه المشاعر المختلطة المضطربة.. فتجده يواجه صعوبة في تقبل زوج أخته ويناصبه العداء.. ويحتاج إلى وقتٍ حتى يتأقلم مع فراقها ويتفهم سنَّة الحياة على هذه الأرض..

إذا نظرنا إلى الأمور بهذا الشكل.. فسنجد أن بقاء صديقتين معًا لسنوات طويلة هو كتلازم شقيقتين واتفاقهما..

فإذا ما افترقتا شعرت كل واحدة منهما بالألم لذلك.. ولا عجب إذا ما انهمرت الدموع ألمًا.. ولربما احتجن إلى الكثير من الوقت حتى يتمكنّ من التأقلم مع حياتهن الجديدة.. مفترقتين..

وعندما يطغى إحساس التملك فتلك مشكلة عاطفيَّة خطيرة.. وهي لا تمت للإعجاب بأي صلة.. بل يرى فيها المهووس بالتملك أن "من أحبه ملك لي" وبذلك تحدث الكثير من المواقف المحرجة والمؤلمة أحيانًا عندما تقرّر صديقة ما مشاركة صديقة جديدة بعض الوقت.. ولربما انسجمت معها.. ووجدت لديها تجارب أكثر حكمة.. أو كاريزما أكثر جاذبيَّة أو أنها أفضل من أي ناحية حتى ولو كانت في الواقع نواحي تافهة..

فتغضب الصديقة القديمة.. وترى أن هناك من سرق منها صديقتها.. فكان لزامًا عليها أن تستعيدها ولو بالدماء!!

والنقطة الأخيرة لا علاقة لها بالإعجاب كما أسلفت.. ولكن لها علاقة شديدة باختلاط العواطف وضياع البصيرة.. وربما وجود ميول إجراميَّة عافانا الله وإياكم..

ولو سألنا أولئك اللواتي مررن بهكذا مواقف.. عن مشاعرهن يوم ذاك.. وبعد مرور سنوات عشن فيها الكثير من الخبرات والتجارب والانشغال بمختلف نواحي الحياة.. لربما ضحكن على أنفسهن كثيرًا قبل أن يقلن: عجبًا كيف كنا نفكر حينها!

إنني على يقين بأن إحلال حسن الظن محل سوء الظن.. وتفعيل قاموس العواطف ووضع الإعجاب المذموم بعيدًا عن تفكيرنا عند مناقشة مشكلات الصديقات سيجعلنا أمام عقبات أشد بساطة.. وسيظهر لنا وسائل أكثر نفعًا لحل مشكلاتهن..

فالتلازم والوفاء بين صديقتين أمر جميل، ولكن مخالطة الآخرين تساعد في تكوين تجارب متنوعة.. وتعطي زخمًا أكثر لحياة الصديقات.. وتساعد أيضًا على تقسيم مشاعر الألم عند رحيل إحداهن.. أو تفرقهن جميعًا.. كل واحدة في الطريق الذي قُدِّر لها..

ومساعدة الفتاة على تقبل التغيير هو في حد ذاته هدية قيمة ودافع قوي في اتجاه نضج عواطفها.. فمتى ما تقبلت الفتاة فكرة التغيير استطاعت أن تتصوَّر رحيل شقيقتها أو صديقتها إلى مستقبلها الخاص دون إحساس بالألم لأن "هناك الكثير لتعمله في سبيل مستقبلها الخاص هي أيضًا" وليس بالضرورة أن يكون نسخة طبق الأصل من مستقبل شقيقتها أو صديقتها..

ووعي الفتاة بوجود اختلاط شديد بين الحب ورغبة التملك ومساعدتها لإدراك كيفية الفصل بينهما يجعلها أكثر تقبلا لزوجة أخيها.. ولصديقة صديقتها.. مما يعني إحلال السلام والأمن في حياتها وحياة أسرتها.. وسيمكِّنها من تكوين علاقات اجتماعيَّة واسعة وطيبة بدلا من التقوقع وحيدة.. لأن من يرغب في تملك الناس لن يجد أحدًا يحبه!

وتبصير الفتاة بضرورة استقلالها عاطفيًّا.. يساعدها في وضع حدود لصداقتها مع الآخرين.. وقول لا عندما تحتاج إلى ذلك.. ويدعمها عندما ترى ضرورة تغيير مسارها باتجاه أفضل من حيث اختيار صديقاتها، بل وحتى عندما تتعرض للإهانة من أي فرد آخر في المستقبل..

كم هو رائع أن نعيد قراءة مجتمعنا لنكتشف كم كنا مخطئين في تقييم عواطف فتياتنا واتهامها بالانحراف في حين أن العلاقة بين الصديقات ما هي إلا صورة مصغرة ولكن طبق الأصل عن علاقتها بأفراد أسرتها والمجتمع من حولها حينما تشعر تجاه أي فرد بالحب والارتياح..

إنني لأطمح وبصدق إلى أن تصبح فتياتنا –بعون الله أولا ثم بعون المربين- قادرات على اتخاذ قراراتهن.. والتحكم في عواطفهن.. وتمييز أي دخيل على تلك العواطف لينبذوه بعيدًا..

وكل ذلك لن يكون إذا قرَّرنا الاستمرار في تعطيل قاموس العواطف.. وصهرها في مسمى واحد معلب.. هو الإعجاب..




التصنيفات
الجادة و النقاش

الإعجاب بين الفتيات والعلاقة المثلية

الإعجاب بين الفتيات والعلاقة المثلية

برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة تبدو غريبة تنتشر بين الفتيات في المدارس العامة بل وحتى الجامعات والكليات . هذه الظاهرة هي الإعجاب الذي قد يتطور إلى علاقة مثلية قد تأخذ منحى خطيراً ليس فقط على الصعيد النفسي بل الجسدي والعقلي كذلك. فالفتاة تعجب بصديقتها إما لجمالها أو لمظهرها أو للبسها أو لمشيتها او لأسلوبها ورقتها في الكلام لا تجالس إلا هذه الفتاة، ولا تتكلم إلا معها، وتقوم بتقليدها في جميعا شؤونها، وقد يتطور ذلك الإعجاب إلى ما يسمى بالحب حتى يصبح عشقاً وغرام .

حول هذه الظاهرة وبعض أبعادها تدور سطور هذا التحقيق:
الجذور التاريخية لهذه الظاهرة
بداية أكدت الأستاذة ( هدى ) أن التاريخ لم يكن بمغزل عن هذه الظاهرة ولو تتبعنا الجذور التاريخية لهذه العلاقة المثيلة لوجدنا أن هذه الظاهرة عُرفت بين نساء البلاط العباسي؛ ولكنها ظلت محاطة بسرية وبكتمان شديدين .

عوامل وجود هذه الظاهرة بين الفتيات في العصر الحديث
وعن عوامل وجود هذه الظاهرة أوضحت الأستاذة ( هند.)أن الانفتاح على الثقافات الأخرى والتعرف على ما لديها من علاقات وقيم ومن بين ذلك هذا النوع من العلاقة الجنسية – قد فتح الذهن عند بعض فتياتنا للتعلق بمثيلتها في الجنس بالإضافة إلى عوامل وراثية وأخرى بيئية تتعلق بالتنشئة الاجتماعية والنفسية للطفل أو الطفلة.

أسباب وقوع الفتيات في الإعجاب
ترى الأستاذة ( منى )أن أهم أسباب الوقوع في الإعجاب هو ضعف الوازع الديني وخلو القلب من حب الله ورسوله وكذلك الفراغ العاطفي الذي تعيشه الفتاة في محيط البيت بالإضافة إلى الرفقة السيئة والتقليد الأعمى للغير دون تحكيم للعقل و ضعف الشخصية التي تقود إلى عدم التحكم في العواطف والمشاعر، وعدم وجود القدوة الصالحة التي توجه عواطف الفتيات إلى ما ينبغي حبه: كحب الله عزّ وجل ورسوله ، وكذلك المبالغة في المظهر والزينة و التأثر بما تبث وسائل الإعلام من قصص العشاق والمعجبين .

أبرز مظاهر الإعجاب
أما الطالبة (عبير) فنقلت لنا أبرز مظاهر الإعجاب بين الفتيات من تعلق القلب بمحبوبه ، فلا يفكّر ولا يتكلم إلا فيه، ولا يقوم إلا بخدمته، ولا يحب إلا ما يحب، ويكثر مجالسته والحديث معه الأوقات الطويلة من غير فائدة ولا مصلحة. وتبادل الرسائل الغرامية و تبادل الهدايا وضع الرسومات والكتابات في الدفاتر وفي كل مكان.. ويقوم بالدفاع عنه بالكلام وغيره، ويغار عليه، و بشاكلته في الباس، وهيئة المشي والكلام وفي كل شيء.

علاج ظاهرة الإعجاب
تشير الأستاذة (طيف) إلى أن علاج هذه الظاهرة يتحقق بأمور عدة منها تحقيق التوحيد بأنواعه و التعلق الكامل بالله وحده لا شريك له و مراقبته سبحانه وتعالى وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل ومن السبل لعلاج هذا المرض كذالك الاشتغال بالهدف الذي خلقنا الله لأجله بفعل الطاعات وترك المنهيات وكذلك تطهير مجتمعاتنا وبيوتنا من المنكرات، وبخاصة القنوات الفضائية الهابطة، والمجلات الساقطة، والأغاني الماجنة،و حفظ الحواس عما حرم الله تعالى و مقاطعة الصديقات السيئات و التوبة والدعاء و الخوف من سوء الخاتمة

وأخيرًا ….
فسوف تبقى هذه الظاهرة موجودة ما لم يكن هنالك تعاون بين المدرسة والمنزل للقضاء عليها , فعلى الأسرة أن تشبع الفراغ العاطفي الذي تعيشه الفتاه ,وفي المقابل يتمثل دور المدرسة في إيضاح مخاطرها والسعي للحيلوة دون انتشارها في




جزاك الله خير الجزاء اختي ع هالموضوغ الأكثر من رائع
وبصراحه انا وحده ممن تشتكي من هذه الظاهره القبيحه
اقولها من ارض الواقع نعم من ارض التجربه بنات كالرجال ‏
والعياذبالله اقسم بالله انهم كرهوني بالدراسه حسسوني ‏
اني رجل ولس امراه بتصرفاتهم القبيحه سال الله العافيه
واشكرك مره تانيه اختي وتمنى لوبس وحده من هالصنف ‏
تقرأه لعل الله يهدي قلبها



موضوع قمه في الاهميه بجد موجود كثير

الله يهديهم بس

يسلمو قلبي واحلى تقييم




موضوع جريئ مشكورة




خليجية



التصنيفات
منوعات

غزة تستحق الإعجاب وأهلها متعطشون للحياة الكريمة


اعتبر الحديث في هذا الأمر صعباً، وبدا متأثراً من ما يصفها بالكارثة التي يمرّ بها قطاع غزة، كما تكلّم بألم عن مشاهد سمع عنها سابقاً قبل أن يراها بأمّ عينيه.

إنه المؤرخ الأمريكي البروفيسور بول آرون، كان يتوقع أن يرى أناساً في غزة يصرخون، ويعلو وجوههم الغضب، وينتظرون لحظة الثأر، سوى أنه رأى، كما وصف بلسانه، مشاهد تدعو للإعجاب لصمود رجال وأطفال ونساء، وكرامة وعزة وضبط للنفس غير محدود.

وأكد آرون لـ"قدس برس" أنّ الحصار الإسرائيلي والحرب الأخيرة لم تقضِ على حب الحياة لدى الفلسطينيين، الذين باتوا متعطشين للعيش بحياة كريمة كباقي أقرانهم في العالم.

ووصف المؤرخ الأمريكي الوضع في غزة بأنه "مرعب"، وتوقع أن يستمر هكذا لفترة طويلة، مؤكداً أنه "ليس هناك سبب واضح للحصار المفروض على غزة، وأنا أعتقد أنّ العالم لا يدري ولا يدرك بالتحديد ما الذي يجري حقيقة في غزة"، معتبراً أنّ "أمريكا لا تهمّها غزة، أحداث إيران مثلاً أهم بكثير بالنسبة لأمريكا من حياة غزة أو موتها، والأزمة الاقتصادية كذلك أهم لدى أمريكا بكثير من غزة".

وأعرب أستاذ التاريخ عن توقعه بأن يستمر الوضع في غزة على ما هو عليه "لا حياة كريمة، ولا موت كامل، يريدون أن يجعلوا الناس يعيشون بين الحياة والموت"، كما قال.

ورداً على سؤال بشأن من يتحمّل مسؤولية الحصار قال المؤرخ الأمريكي "يتحمل مسؤولية الحصار الإسرائيليون بدرجة أولى، والأوروبيون من بعدهم، والأمريكيون، ولا يمكن إعفاء مصر من هذه المسؤولية"، على حد تعبيره.

ولاحظ آرون أنّ "الدعاية الإعلامية في الخارج لا زالت تُصوِّر غزة على أنها مليئة بالناس الذين يحبون الموت والتدمير، وهذا الأمر حقيقة غير صحيح". وأكد آرون أنّ "الناس هنا يريدون أن يعيشوا حياة كريمة، وأن يتواصلوا مع الآخرين، بل إنهم متعطشون للاتصال بالعالم"، كما قال.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته وكالة "قدس برس" مع المؤرخ الأمريكي البروفيسور بول آرون الذي يزور قطاع غزة.

– هل هذه أول زيارة لك إلى قطاع غزة؟

ليست الزيارة الأولى، هذه الزيارة الثالثة لغزة. فقد زُرت غزة أول مرة في شهر نيسان (إبريل) 2022، وأتيت هذه المرة متضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض للإبادة.

– هذه الزيارة تأتي بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، كيف وجدت غزة وأهلها بعد الحرب؟

الجواب معقد، فليس سهلا أن أجيب على هذا السؤال. لقد زرت أمس عائلة السموني، والتي قدّمت عشرات الشهداء خلال الحرب الأخيرة. سمعت منهم كلاماً كثيراً، خلفه رعب كبير، لكنني تعجبت بشكل كبير جداً من العزة والكرامة والقوّة خلف كلماتهم. زرت أناساً يعيشون أوضاعاً مأساوية، لكنهم من داخلهم لم يُهزَموا، هذا من ناحية. من ناحية أخرى فإني كنت أتوقع أن أرى أناساً امتلؤوا بالغضب والحقد، لكنني رأيت في وجوه الناس هنا قوةً وجبروتاً كبيرين، قد يكون في داخلهم أمر آخر، لا أعرف.

رأيت في أهل غزة انضباطاً نفسياً، لم أراهم يبكون، فهم يحتفظون بمشاعرهم في داخلهم. كنت أتوقع أن أرى الناس هنا يحاربون بعضهم من الضجر، ويصرخون، لكنني حين سألت أحدهم عن سرّ هذا قال إننا نعاني منذ عرفنا هذه الحياة، ولم يعد بوسع الإسرائيليين أن يفعلوا أسوأ مما فعلوا. الناس هنا باتوا لا يرون ملجأ لهم إلا الله والدعاء فقط. وأنا أقول لك: ليس من السهل الإجابة على سؤالك، فأنا أجنبي، ولا أستطيع أن أقرأ ما وراء أقنعة الناس وما يجول بخواطرهم.

– ماذا رأيت خلال زيارتك لعائلة السموني، وما الذي بهرك؟

ذهبتُ إليهم، استمعت لإحدى الأمهات التي فقدت اثنين من أطفالها، لقد قُتلا بقذيفة إسرائيلية مزقت أحشاءهما. حدثتني (الأم) أنها خلال الحرب عاشت مع باقي أطفالها، بلا ماء، بلا أكل، بلا شيء، لمدة عشرة أيام متواصلة. لكنني لم أجدها مكسورة، بل كانت قوية، وأطفالها الذين لا زالوا على قيد الحياة لا زال لديهم أمل بالعيش، لم يظهر عليهم شيء من الانكسار. لكن قد يكون الجرح الذي بداخلهم يحتاج وقتاً ليظهر، نحن لا ندري. شعرت بالإعجاب تجاه هذه العائلة الفلسطينية التي لا زالت متشبثة بالحياة رغم مصابها، وهنا ما يدعو للإعجاب، إنه رغم كل ما فعله الإسرائيليون، إلاّ أنّ العائلة لا زالت موجودة.

– لو كنت مكان والد هؤلاء الأطفال، ماذا كنت ستفعل؟

في أمريكا هناك ثقافة الثأر، سأفكر مباشرة في أن آخذ بثأري، لكن والد هؤلاء الأطفال لم يفكر بذلك، فقط يفكر في حماية بقية أبنائه. لو كانت هناك عدالة ورأي عام محترم، يمكن أن يساعدوا عائلة السموني، لكن ..

– كيف تقرأ أسباب استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة؟ ومتى تتوقع أن ينتهي؟

الوضع في غزة مرعب، وأتوقع أن يستمر لفترة طويلة. ليس هناك سبب واضح للحصار المفروض على غزة، وأنا أعتقد أنّ العالم لا يدري ولا يدرك بالتحديد ما الذي يجري حقيقة في غزة، لأنّ الإعلام إن ركّز فإنه يركِّز على انفجار طائرة هنا أو أحداث في إيران. وأصبح ما يجري في غزة أمر اعتيادي وعادي، لا يهمّ أحداً، وتأثر العالم الخارجي بما يجري في غزة أيام الفوسفور الأبيض يختلف عن تأثرهم بما يجري الآن. لقد تفاعلوا قليلاً أيام الحرب، وانتهى الأمر بعد ذلك.

أنا أريد أن أقول لك: أمريكا لا تهمّها غزة، أحداث إيران مثلاً أهم بكثير بالنسبة لأمريكا من حياة غزة أو موتها، والأزمة الاقتصادية كذلك أهم لدى أمريكا بكثير من غزة.

وأنا أتوقع أن يستمر الوضع في غزة على ما هو عليه لا حياة كريمة، ولا موت كامل، يريدون أن يجعلوا الناس يعيشون بين الحياة والموت، و(رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرائيل) شارون قالها من قبل: إنّ غزة شوكة في حلقه، وتمنّى (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين) لو استيقظ ورآها غرقت في البحر.

هذا الوضع القائم هو تحدٍّ كبير لـ"حماس" التي تحكم القطاع، الناس في غزة متذمِّرون من الحصار، لكن لا بديل.

– من يتحمل المسؤولية؟ وكيف تنظر إلى مستقبل غزة؟

يتحمل مسؤولية الحصار الإسرائيليون بدرجة أولى، والأوروبيون من بعدهم، والأمريكيون، ولا يمكن إعفاء مصر من هذه المسؤولية. أما مستقبل غزة فلو أردت أن أتحدّث بقلبي فأنا متفائل، ولو أردت التحدث بعقلي فأنا متشائم.

– ما الحل من وجهة نظرك من أجل محاولة فك أو تحريك الوضع في غزة نحو الأفضل؟

لا أعرف أين الحل، وبرأيي، الحل لا ينزل من السماء. أنا أقول لك: ستحدث تغيّرات في المحيط، مصر ستشهد ثورة هائلة على النظام من قبل "الإخوان المسلمين"، وغير ذلك، وهذا يجب التفكير به. "حماس" نفسها ليست لديها استراتيجية للتخلص من هذا الحصار، ليس لديهم من داخل غزة ما يفكّ الحصار، ينتظرون أن يأتي إليهم أحد من الخارج ويحلّ لهم مشاكلهم، وتجدهم يعوِّلون على أوباما وغير أوباما.

"حماس" لا تملك الإبداع في هذه المسألة، وليس لديها تخيّل وتفكير عميق، كل ما لديهم هو الأمل، بأن يأتي أحد من الخارج وينقذهم، كالغريق حيت يستنجد بيديه، يريد أي أحد ينتشله من الخارج مما هو فيه.

– برأيك، ما هي الخيارات المتاحة أمام "حماس" إزاء ذلك؟

هناك خيارات، ويمكن أن يتغيّر الوضع، وأنت لا بد أن تكون مبدعاً أكثر، لا بد من التواصل الجدي مع العالم الخارجي، ولا بد أن تكون لديك مهارة أكبر، لا بد أن تخرج من "حماس" وجوه وأصوات جديدة تخاطب العالم، هناك وجوه قوية وذكية لم يرها العالم ولم يستمع إليها، "حماس" لا بد لها أن تجمع أكبر قدر من الناس حولها وتحشد القوى لإبلاغ العالم الخارجي عمّا يجري في غزة، وأن يظهروا للعالم وجهاً آخر.

لا بد من أن يتحدّث الشباب إلى العالم، العالم إذا استمع إلى شباب الجامعات الفلسطينية في غزة، فإنه سوف يُصدَم، وسيسمع كلاماً جديداً لم يعهده من قبل. فالدعاية الإعلامية في الخارج لا زالت تُصوِّر غزة على أنها مليئة بالناس الذين يحبون الموت والتدمير، وهذا الأمر حقيقة غير صحيح. الناس هنا يريدون أن يعيشوا حياة كريمة، وأن يتواصلوا مع الآخرين، بل إنهم متعطشون للاتصال بالعالم.

– من وجهة نظرك، ما هو المطلوب لتوضيح المسألة الفلسطينية للعالم، ونقل المعاناة إليهم ليروا بأم أعينهم حقيقة ما يجري في قطاع غزة؟

من الصعوبة بمكان أن تنقل المعاناة، الناس لا تحتمل أن ترى أشلاء تتقطع، ونساء تموت، وبيوتاً تُهدم. ما يجب نقله، هو الصمود والكرامة والعزة والثبات والذكاء الموجود لدى الفلسطينيين، يجب أن ننقل حب الناس للحياة، وليس مشاهد الموت والدمار.

– يعني ذلك أنت ترى أنّ الناس هنا يتعطشون للحياة الكريمة؟

.. بشكل كبير جداً، كل واحد هنا يريد حياة جديدة، كريمة، لا حروب، ولا خلافات

خليجية




:4:بارك اللن قيكى ستبقى غزة مرفوعة الهامة برجالها ونسائها واطفالها وشيوخها رغم انف الحاقدين ومهما طال الليل لا بد الفجر يطلع ما دمنا صامدين اللهم فك الحصار عن عزة الصامدة امييييييييين يا رب العالمييييين



اللهم امين حبيبتى

يسلمو

نورتى




موضوع عن جد الجد حلو كتير

ومشكورة عليه




تسلمين حبوبه
طرحك متميز
اسلوبك رائع …
باختصار انتي متألقه



التصنيفات
منوعات

الأشياء التي تعجب الرجل في المرأة لا علاقة لها عادة بالشكل فطول الشعر ولون البشرة أو غيرها من المعاير ليست هي مصدر الإعجاب والحب

الأشياء التي تعجب الرجل في المرأة لا علاقة لها عادة بالشكل.. فطول الشعر ولون البشرة أو غيرها من المعايير ليست هي مصدر الإعجاب والحب.
عزيزتي المرأه إذا كنتِ مهتمة بمعرفة هذه الأمور الفارقة في مشاعر الرجل، والتي تحدث الأثر الأكبر في محبته وإعجابه بك، فاقرئي السطور التالية بعناية، لأن كل رجل يحب أن يكون مع امرأة تتصف بالآتي:

1- مستمعة جيدة
معظم الرجال يقدرون المرأة التي تستطيع “أن تستمتع”.. بدون إعطاء نصائح أو خطب أو تعليمات أو تجارب.. فقط تستمتع بحق، وتبدي اهتمامًا بما يقول.
وعلى كل امرأة أن تدرك أن أن الرجال يعالجون أمورهم داخليًا قبل قدرتهم على الحديث عنها، لذا تعلمي إذا رأيته مهمومًا ألا تلحي وأن تقولي: ( حسنًا يا حبيبي.. وقتما تحب الحديث عن الأمر فأنا جاهزة لاستماعك).

2- عفوية
أن تكوني عفوية من أكثر الأمور التي يحبها الرجال وتسعدهم حقًا.. اتركي نفسك دون تكلف، غني وارقصي بحركات عفوية، حتى الأمور التي قد تظنين أنها سخيفة فإنها تعجب ستعجب زوجك، ذلك لأن أكثر ما يضايق الرجال ويعزلهم شعوريًا هو الاصطناع والرسمية في التعامل.

3- تستمتع بأعمالها
النساء اللاتي يستمتعن بما يقمن به من أمور هنّ الأكثر جاذبية، مما يعني أنه عليكِ أن تكفي عن التذمر من مهامك وأعمالك.
الأمر لا يتعلق بنجاحك العملي، أو مهاراتك المتعددة، أو أن سيرتك الذاتية مثيرة للإعجاب.. إنها تتعلق بكونك سعيدة بما أنت عليه، إيجابية في نظرتك لنفسك وللحياة، بإدراكك أنك إنسانة عظيمة تستحق أمورًا عظيمة.
صدقي عزيزتي فينوس أن سوء الحظ لا يمضي وحده دون مساعدة جالبيه، وحسن الحظ أيضا، إننا نستجلب حظنا بنظرتنا لأنفسنا وللحياة.

4- تستمتع بطعامها
تناول الطعام الصحي، وعدم الإكثار من السعرات الحرارية حتى لا يزيد الوزن.. هي أمور جيدة وتشغل بال النساء، ولكن قلقك حول هذه الأمور يجب ألا ينتقل لزوجك، فإنه لن يثير إعجابه على الإطلاق.
استمتعي بالطعام معه، اخرجا إلى مطعم جميل وتناولا البيتزا أو أي طعام محبب للاستمتاع والاسترخاء.
وتأكدي أن إبقائك لهمومك حول الطعام والسعرات الحرارية بعيدًا عن زوجك، واستمتاعك بالطعام معه يزودك بالثقة بالنفس، والثقة بالنفس من أهم مقومات الإعجاب لدى المرأة في عين الرجال الحقيقيين.

5- طباخة ماهرة
اعتادت جداتنا على ترديد مثل ( أقصر الطرق إلى قلب الرجل معدته)، ومع تطور الزمن اكتشفنا أن هناك سبل أخرى إلى قلب الرجل، ولكن يظل طريق المعدة موصلا إلى القلب، ويمكننا أن نقول أنه طريق جيد جدا.
فالجزء التقليدي من أدمغة الرجال يضيء عندما يجد المرأة طاهية ماهرة، ويترجم هذا الأمر إلى أنها زوجة رائعة.

6- حقيقية
قد يعجب الرجل قليلا بالفتاة المتأنقة التي تراعي كل جزء في ثيابها ومظهرها وتضحك كبطلات الأفلام، وتشرب مثلهن وتأكل، ولكنه في الحقيقة لا ينجذب ويشعر بإمكانية إقامة حب حقيقي إلا مع فتاة حقيقية.. لن تنهار بسبب فساد مكياجها، أو ظهور بثرة على وجهها.. ولن تخجل من إلقاء نكتة أو الضحك على عليها.

7- متفاوضة
المرأة المتفاوضة المرنة.. المستعدة لتقديم تنازلات والوصول إلى حلول وسط عند ورود المشكلات، تجذب الرجل حقًا أكثر مما يجذبه نعومة بشرتها، أو لمعان شعرها.

8- مهتمة

يسعد الرجل حقا ويعجبه أن يشعر باهتمامك.. ولكن حاذري من تكرار كلمة “أحبك”، فإذا امتلأت مشاعره بسماع هذه الكلمة الجميلة منك فلن تعود معبرة فعلا عن محبتك.
الرجال يعبرون عن حبهم بكلمة “أحبك” مرة، ولكنهم يعبرون بالفعل 5 مرات، افعلي نفس الشيء.
راعيه كطفل صغير إذا مرض.. فاجئيه بين الحين والحين.. استمعي لمشكلاته..
أريه كلما تودين قوله.. أخبريه بحبك بالفعل أكثر من القول، فهذه أحد أهم الأمور التي تعجب الرجل في المرأة.

9- مرحة

حس الدعابة والمرح من الأمور التي يعشقها الرجال في النساء وبخاصة الزوجات اللاتي سيقضين معهن بقية أعمارهم.
قد يكون الأمر راجعًا إلى شعور الرجل مع المرأة المرحة بزوال همه، أو لأنها تمنحه الثقة في قدرتها على تجاوز الأزمات والمشاكل، أو أنها ستكون أكثر استمتاعا بالحياة والعلاقة الحميمة..وأيًا ما كانت الأسباب فإن المرح في المرأة يجذب الرجل إلى أبعد الحدود.

10 – مهتمة بنفسها

هل تصدقين أن هذه هي إحدى الأمور التي يحبها الرجال في النساء؟ .. هل تظنين أن الرجل يحب أن تنفق زوجته على شراء الكريمات ومستحضرات التجميل؟
الإجابة هي: نعم.. فاهتمام المرأة بنفسها يمنح الرجل الثقة بأنها ستهتم به، كما أنه يشعر بأن فوائد هذا الاهتمام ستعود عليه بالنفع، وسيستفيد من جمالها وحفاظها عليه.

11- قوية
خليجية
أحد أفضل الأشياء التي يحبها الرجل في المرأة هي قوتها، والقوة المحببة للرجل ليست الحدة أو الشدة أو إشعاره بالاستغناء والندية، وإنما هو قدرتها على الصمود والتحمل والثبات والمساندة إذا ساءت الأمور، أو تدهورت الأحوال.

إنها المرأة التي يمكن الاعتماد عليها، فكما تتوق المرأة إلى رجل قوي من هذا النوع، يهوى الرجل نفس الصفة في المرأة.. وعلى قدر سعادته بإحساسه أنه يحميها فإنه يسعد بشعوره بقوتها وعدم ضعفها وانهيارها مع أحداث الحياة




يسلمووووووووووووووووووووووو



يسلمو



خليجية



شكرا لمررررررررررروركم الرائع



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

أبرز الطرق المبتكرة لإظهار الإعجاب بالطرف الأخر

أبرز الطرق المبتكرة لإظهار الإعجاب بالطرف الأخر

التواصل بالعينين و الابتسام لا يظهر التبسم مدى ود و لطف الشخصية, بل يجعل الشخص المقابل يتعجب و يتساءل حول هذه الابتسامة و ما سببها, و أفضل طريقة للفت الانتباه و إظهار الإعجاب, هي النظر المباشر للعينين مع الابتسامة لمدة ثلاث ثواني, ثم إزاحة النظر, إن مثل هذا التصرف يبني علاقة وثيقة, و يبقى الشخص المقابل في حيرة كيف يمكنه أن يجعلك تبتسم, و لكن يجب الحذر من النظر لفترات طويلة, فيمكن أن يكون لها نتائج عكسية و سلبية. تذكر التفاصيل تذكر عند إخبار الطرف الأخر بعض التفاصيل عن حياته الخاصة, مثل أحداث في منزله أو أسماء أفراد العائلة أو أي تفاصيل تخصه, يمكن استغلالها خلال الحديث و ذكرها لإظهار مدى الاهتمام, و هذا التصرف سيعمل على إدهاش الطرف الأخر و زيادة رغبته في تقوية العلاقة, و ربما التقدم بها لمراحل أفضل.

السؤال عن التفاصيل الشخصية يمكن الدخول لحياة الآخرين عن طريق معرفة هواياتهم و اهتماماتهم, و كما يمكن التعرف على الأماكن التي يفضلونها, لذلك يتوجب على كل شخص يريد إظهار إعجابه بشكل غير مباشر, البدء بالدخول لحياة الطرف الأخر بهذه الطريقة, و من أهم الأمور التي يمكن أن تكون إيجابية هي إيجاد بعض الصفات المشترك أو الهوايات, و كما يمكن ترتيب موعد للخروج سوية في الأماكن التي يفضلها. المزاح إن المزاح من أكثر الأمور المؤثر على نفسية المرء سواء سلبا أو إيجابا, و لذلك يجب الحذر عند استخدام هذه الطريقة, و يفضل المزاح بلطف شديد و ود, و من الأمور التي يمكن المزاح بها بلطف, تسريحة الشعر أو بقايا القهوة على الفم و العديد من هذه الأمور البسيطة, أن البدء بهذا النوع من المزاح يحفز الطرف الأخر على رده, و بالتالي يدخل الطرفان في سلسة من المزاح اللطيف الذي من شأنه أن يزيد العلاقة قوة.




التصنيفات
منوعات

الإعجاب : الأسباب والعلاج

ثمة ظاهرة انتشرت بين الفتيات ، ألا وهي ظاهرة الإعجاب ، إعجاب بعض الفتيات بعضهن بعض ، أو إعجاب بعضهن بعض المعلمات .
وسبب انتشار مثل هذه الأمور :
1 – فراغ القلب مِن حُبِّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
2 – عدم الإخلاص في محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
3 – عدم النظر في عواقب الأمور .
4 – التّعلّق بالصور .
5 – عدم النظر بعين البصيرة فيمن تعلّقت بها الفتاة .

أما لو أن القلوب مُلئت بمحبّة علاّم الغيوب لم يكن فيها محلّ للتعلّق بفتاة حسناء !
قال صلى الله عليه وسلم : ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار . متفق عليه .
هذه خصال يجد بها المؤمن والمؤمنة حلاوة الإيمان .
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما … وهذا مفقود عند المُعجَبات والمُعجِبات .
وأن يُحب المرء لا يُحبُّه إلا لله … وهاذ معدوم عندهن .
إذ أساس العلاقة عندهن :
حسن الهندام !!
جمال القوام !!
حسن المنطق !!
جمال الصورة !!

والقلب الخاوي من محبّة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو الذي يتعلّق بمثل هذه الصور الجميلة .
===========
ولو خلُصت محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لما تعلّق متعلّق بغير الله الذي تألهه القلوب ، ولم تُحبّ سوى من دلّها على الخير وهداها إليه .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده ولده والناس أجمعين .
ولما قال عمر : يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا والذي نفسي بيده ؛ حتى أكون أحب إليك من نفسك ، فقال له عمر : فإنه الآن . والله لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر . رواه البخاري .

فالمعجَبات بنات جنسهن حُرمن هذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية ، وتَعَلّقْنَ بُنيّات مثلهن !
============
وعدم النظر في العواقب الأخروية ، فإن أي محبة ليست لله تنقلب عداوة يوم القيامة باستثناء المحبة الفطرية كما تكون بين الوالد ولده والزوج وزوجه .

قال سبحانه وبحمده : (الأَخِلاّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاّ الْمُتَّقِينَ )
إلا المتقين الذين كانت محبّتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
والذين قامت محبتهم على التواصي بالحق والتواصي بالصبر .
والذين أُسِّست علاقاتهم على التعاون على البر والتقوى .
وأما الإعجاب فهو مبني على التعاون على الإثم والعدوان .
=======
وهذا الإعجاب في حقيقته هو العشق الذي يُفسِد القلب حتى لا يستقر ولا يرتاح إلا بذكر معشوقِه .
وإن كان بين الفتيات .

قال ابن القيم – رحمه الله – :
العشق هو الإفراط في المحبة ، بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق ، حتى لا يخلو من تخيُّلِه وذِكره والفكرِ فيه ، بحيث لا يغيب عن خاطره وذهنه ، فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية فتعطل تلك القُوى ، فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يَعُزُّ دواؤه ويتعذر ، فتغيّر أفعاله وصفاته ومقاصده ، ويختلُّ جميع ذلك فتعجز البشر عن صلاحه ، كما قيل :

الحبُّ أولُ ما يكون لجاجةً *****تأتي به وتسوقه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لُجَ الهوى*****جاءت أمور لا تُطاق كبار

والعشق مبادئه سهلةٌ حلوةٌ ، وأوسطه همٌّ وشغلُ قلب] وسقم ، وآخره عَطَبٌ وقتلٌ . إن لم تتداركه عنايةٌ من الله كما قيل :
وعش خاليا فالحب أوله عنى **** وأوسطه سقم وآخره قتل
وقال آخر :
تولّهَ بالعشق حتى عَشِق ***** فلما استقل به لم يُطِقْ
رأى لجةً ظنها موجةً ***** فلما تمكن منها غَرِق
والذنب له ( أي للعاشق ) ، فهو الجاني على نفسه ، وقد قعد تحت المثل السائر : يداك أوكتا وفوك نفخ . انتهى كلامه – رحمه الله – .

وأما دواء هذا الداء العُضال :
فقال فيه – رحمه الله – : ودواء هذا الداء القتال أن يعرف إن ما اُبتُليَ به من هذا الداء المضاد للتوحيد ؛ إنما هو مِن جهله وغفلة قلبه عن الله ، فَعَلَيْهِ أن يعرف توحيد ربِّه وسُنه وآياته أولا ، ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بم يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه ويُكثر اللجأ والتضرع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه ، وأن يرجع بقلبه إليه وليس له دواء أنفع من الإخلاص لله ، وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال : ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء من الفعل بإخلاصه ، فإن القلب إذا خلص وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشقُ الصور ؛ فإنه إنما تمكن من قلب فارغ كما قيل :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا
وليعلم العاقل أن العقل والشرع يوجبان تحصيلَ المصالح وتكميلَها ، وإعدامَ المفاسد وتقليلَها …
ومن المعلوم أنه ليس في عشق الصور مصلحة دينية ولا دنيوية ، بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف ما يُقدّرُ فيه من المصلحة ، وذلك من وجوه :
أحدها : الاشتغال بذكر المخلوق وحبِّه عن حب الرَّبِّ تعالى وذكره ؛ فلا يجتمع في القلب هذا وهذا إلا ويقهر أحدهما صاحبه ، ويكون السلطان والغلبة له .

الثاني : عذاب قلبه بمعشوقه ، فإن من أحب شيئا غير الله عُذِّبَ به ولا بُدّ ، كما قيل :
فما في الأرض أشقى من محبٍّ ***** وإن وجد الهوى حلو المذاقِ
تراه باكيا في كل حين ***** مخافةَ فُرقَةٍ أو لاشتياقِ
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم ***** ويبكي إن دنو خوفَ الفراق
فتسخن عينه عند الفراق *****وتسخن عينُه عند التلاقِ
والعشق وإن استعذبه صاحبه ، فهو من أعظم عذاب القلب .

الثالث : أن العاشق قلبه أسير في قبضة معشوقِهِ يسومه الهوان ، ولكن لِسكرة العشق لا يشعر بمصابه ؛ فقلبه :
كعصفورة في كف الطفل يسومها ***** حياضَ الردى والطفل يلهو ويلعب !!
فعيش العاشق عيش الأسير الموثق …

الرابع : أنه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه ؛ فليس شيءٌ أضيعُ لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور :
أما مصالح الدِّين فإنها منوطة بِلَمِّ شعث القلب وإقباله على الله ، وعشقُ الصور أعظم شيءٍ تشعيثا وتشتيتا له .
وأما مصالح الدنيا فهي تابعة في الحقيقة لمصالح الدين ، فمن انفرطت عليه مصالح دينه وضاعت عليه ؛ فمصالح دنياه أضيع وأضيع . انتهى كلامه – رحمه الله – .

والعشق ( الذي تُسمِّيه الفتيات : الإعجاب ) من الخطورة بمكان :

قال ابن القيم :
فإنه يكون كفراً ، كَمَن اتّخذ معشوقه نِدّاً ، يُحبه كما يحب الله ، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه ؟ فهذا عشقٌ لا يُغفر لصاحبه ، فإنه من أعظم الشرك ، والله لا يغفر أن يشرك به وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك ، وعلامة هذا العشق الشركي الكفرى أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على رضاء ربه ، وإذا تعارض عنده حق معشوقه وحقّه وحقّ ربِّه وطاعته قدّم حق معشوقه على حقِّ ربه وآثر رضاه على رضاه ، وبذل لمعشوقه أنفس ما يقدر عليه ، وبذل لربه إن بذل أردى ما عنده ، واستفرغ وسعه في مرضات معشوقه وطاعته والتقرب إليه ، وجعل لربه إن أطاعه الفضلة التي تفضل عن معشوقه من ساعاته . انتهى كلامه – رحمه الله – .

ويشتد الخطب ، وتعظُم البليّة إذا كان المُعجَبُ به شخص من أهل الكفر والزندقة فإن الزندقة هي إنكار المعلوم من الدِّين بالضرورة .
فيكون الإعجاب بالكافر أو الكافرة لما عندهم من تقنية وحضارة مادية ، ويكون
عادة المعجَب بهم يغفل أو يتغافل عما وصلوا إليه من حضيض في مجال الروح .
ومن تغلغل في مجتمعاتهم رأى بعين بصيرته ما وصلوا إليه سواء في مجال الدين أو في جال الأخلاق .
وقد رأيت بأم عيني ما يَصِلُون إليه يومي السبت والأحد ، فإنها عندهم يومي إجازة ، ومن ثم يسهرون ويسكرون ، فلا تسل عنهم وعن قذارتهم !!!!
ولا شك أن الإعجاب بهؤلاء وما هم عليه من الكفر يُعتبر ناقضاً من نواقض الإسلام ، وقد عدّ الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب هذا من نواقض الإسلام .
يأتي بعد ذلك في الخطورة إذا كان المُعجَب به من أهل البدع فإذا كانت المعلمة أو الطالبة ليست من أهل السُّنة مثلاً ؛ فإن الإعجاب بها قد يصل إلى درجة الكفر ، خاصة إذا رضيَت بما هي عليه من مذهبٍ باطل ، أو إذا صحّحت مذهبها .
ولو تأملت الفتاة مَنْ تعلّقت بها

لو تأملتها بعين بصيرتها لعلمت أن هذه الصورة الظاهرة ليست هي كل شيء !
ف ( تحت ) هذه الصورة الظاهرة ما تنفر منه النفوس
ولذا لما أراد الله عز وجل أن يُثبت أن عيسى عبدٌ لله ولرسوله وأنه كسائر البشر ، وأن ينفي عنه وعن أمِّه الألوهية قال سبحانه : ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ ) .

فالذي يأكل الطعام يحتاج ما يحتاجه الناس من قضاء حاجة ونحوها . فتأملي .

كذلك لو تأملت الفتاة في مُعجَبَتِها

كيف لو أصاب تلك الفتاة حريق أو تشوّه ؟؟ كيف تنظر إليها ؟؟؟

كيف لو رأتها بعد ستين أو سبعين سنة ؟؟!!!

بل كيف لو رأتها بعد ثلاثة أيام من دفنها ؟؟؟؟

بل كيف لو مات مَنْ أُعجِبت بها وقيل للفتاة المتعلّقة بها :
تعالي لتنامي بجوارها الليلة فقط ؟!
تعالي ودّعيها … ونامي في بيت أو غرفة هي مسجّاة بها ؟؟!!

وأخيراً :
إلى من حباها الله شيئا من الجَمال ، فابتُليَت بمن تُعجب بها

اتقي الله وراقبيه في السر والعلن
اتقي الله لا يُسلب منك هذا الجمال

لا تجعلي لضعيفات النفوس عليك من سبيل .

اقطعي كل علاقة جاءتك من هذا الباب .

وأقدّم اعتذاري عن الإطالة على طبق النُّصح .
تم الكلام والحمد للرحيم الرحمن الكريم المنان ، والصلاة والسلام على خير الأنام .

المصدر : http://saaid.net/Doat/assuhaim/index.htm




خليجية



سلمت يداكي



سلمت يداكي ………………..



تسلمو لي ع المرو فديت هالطلة جميعا



التصنيفات
منوعات

الإعجاب بالنفس

بسم الله الرحمن الرحيم

الإعجاب بالنفس والغرور مفتاح لكل أبواب الشرور

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد:
لقد ذم الله تعالى الإعجاب بالنفس وجعله من محبطات الأعمال ، وأن الإعجاب بالنفس لا يغني من الله شيئا ، قال سبحانه وتعالى:{{ ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين }} [التوبة 25].
وغرور المرء بشخصيته يتأتى من إعجابه بنفسه وشكله ، أو بصورته وهيئته أو علمه وعمله ودينه أو قوته وجاهه ، أو سلطانه وجماله ، وهذا كله من وحي الشيطان الذي يعدهم ويمنيهم ، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا .
ولقد يعجل الله العقوبة للمعجب بنفسه المغرور بما عنده من الدنيا ، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :<< بينما رجل يتبختر في بردين وقد أعجبته نفسه خسف الله به الأرض فهو يتجلجل [1] فيها إلى يوم القيامة >>[2].
وإن الغرور والإعجاب بالنفس من المهلكات : وفي الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:<< إذا سمعتم الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكهم >> [3] وقوله:<< أهلكهم >> جاءت بفتح الكاف على أنه فعل ماض ، بمعنى كان سببا في هلاكهم باعتلاله عليهم ، وسوء الظن بهم ، وتيئيسهم من روح الله تعالى ، وجاءت بضم الكاف أيضا ، والمعنى أشدهم وأسرعهم هلاكا بغروره وإعجابه بنفسه واتهامه لهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم ، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه وظنه أنه خير منهم .
قال إسحاق : فقلت لمالك : ما وجه هذا ؟ قال : هذا رجل حقر الناس وظن أنه خيرا منهم فقال هذا القول فهو أهلكهم ، أي أرذلهم ، وإما رجل حزن لما يرى من النقص من ذهاب أهل الخير فقال هذا القول ، فإني أرجو أن لا يكن به بأس [4].
وأن أبعد الناس من الدخول في دين الله ، وقبول النصيحة ، جاهل مغرور ، معجب بنفسه لأنه يرى نفسه على الصواب والناس حوله على باطل .
والغرور هو نوع جهل بالنفي يوجب اعتقاد الفاسد صحيحا ، والرديء جيدا، وسببه وجود شبهة أوجبت له الهلاك ، وفي الأثر :<< ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه .[5]
من أقوال السلف في العجب والغرور : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : الهلاك في شيئين : العجب والقنوط ، وإنما جمع بينهما لأن السعادة لا تنال إلا بالطلب والتشمير، والقانط لا يطلب والمعجب يظن أنه قد ظفر بمراده فلا يسعى .[6].
وقال مطرف بن عبد الله رحمه: لأن أبيت نائما وأصبح نادما ، أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا .[7].
وقال ابن القيم رحمه الله:من رجا شيئا طلبه، ومن خاف شيئا هرب منه، ومن رجا الغفران مع الإصرار فهو مغرور.[8].
أين يكثر الغرور والإعجاب بالنفس؟يكثر العجب والاغترار عند خمسة أصناف منالناس [9] وهل الناس غير هؤلاء ؟ وكل من هذه الأصناف على نوعين ، نوع غرتهم الحياةالدنيا فقالوا : النقد خير من النسيئة ، والدنيا نقد والآخرة نسيئة ، وهذا محلالتلبيس عليهم ، ونوع آخر نظر إلى الآخرة فاجتمع لديهم الخوف والرجاء ، وهما سائقانيبعثان على العمل ، فسارعوا إلى العمل ومالا يبعث على العمل فهو غرور ، وهذا حالأكثر الخلق الذين غلّبوا جانب الرجاء الذي حملهم على البطالة وإيثار المعاصي.
والعجب أن القرن الأول عملوا وخافوا، ثم أهل هذا الزمان أمنوا مع التقصير واطمأنوا، أتراهم عرفوا من كرم الله تعالى ما لم يعرفه الأنبياء والصالحون، ولو كان هذا الأمر يدرك بالمنى، فلم تعب أولئك وكثر بكاؤهم .[10].
قال أبو محمد ابن حزم الأندلسي رحمه الله :[11] فصل في مداواة ذوي الأخلاق الفاسدة العجب . وهو فصل ماتع سأنقله باختصار .
قال رحمه الله : ومن امتحن بالعجب فليفكر في عيوبه ، فإن أعجب بفضائله فليفتش ما فيه من الأخلاق الدنيئة ، فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتى أنه لا عيب فيه فليعلم أن مصيبته إلى الأبد ، وأنه أتم الناس نقصا ، وأعظمهم عيوبا ، وأضعفهم تميزا ، وأول ذلك أنه ضعيف العقل جاهل ، ولا عيب أشد من هذين ، لأن العاقل : هو من ميز عيوب نفسه فغالبها ، وسعى في قمعها ، والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه ، إما لقلة علمه ، وتميزه وضعف فكرته ، وإما لأنه يقدر أن عيوبه خصال [12] وهذا أشد عيوب أهل الأرض ، وفي الناس كثير يفخرون بالزنى واللياطة [13 ] والسرقة والخمر ، والظلم ، فيعجب بتأتي هذه النجوس له ، وبقوته على هذه المخازي.
واعلم يقينا أنه لا يسلم أنسي من نقص ، حاشا الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين فمن خفيت عليه عيوب نفسه فقد سقط ، وصار من السخف والضعف والرذالة والخسة ، وضعف التميز والعقل وقلة الفهم ، بحيث لا يتخلف عنه متخلف من الأراذل ، وبحيث ليس تحته منزلة من الدناءة ، فليتدارك نفسه بالحث عن عيوبه ، والاشتغال بذلك عن الإعجاب بها ، وعن عيوب غيره التي لا تضره لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وما أدري لسماع عيوب الناس خصلة إلا الاتعاظ بما يسمع المرء منها فيجتنبها ، ويسعى في إزالة ما فيه منها بحول الله تعالى وقوته .
وأما النطق بعيوب الناس فعيب كبير لا يسوغ أصلا ، والواجب اجتنابه إلا في نصيحة من يتوقع عليه الأذى بمداخلة المعيب ، أو على سبيل تبكيت المعجب ، فقط في وجهه لا خلف ظهره .
ثم نقول للمعجب : ارجع إلى نفسك ،فإذا ميزت عيوبها فقد داويت عجبك .ولا تمثل بين نفسك وبين من هو أكثر عيوبا منها، فتستسهل الرذائل ، وتكون مقلدا لأهل الشر ، وقد ذم تقليد أهل الخير ؛ فكيف بتقليد أهل الشر ؟ لكن مثل بين نفسك وبين من هو أفضل منك. فحينئذ يتلف عجبك وتفيق من هذا الداء القبيح ، الذي يولد عليك الاستخفاف بالناس وسوء الظن بهم ، وفيهم بلا شك من هو خير منك ، فإذا استخفت بهم بغير حق استخفوا بك بحق لأن الله تعالى يقول :{{ وجزاء سيئة سيئةٌ مثلها }} [الشورى :40] فتولد في نفسك الاستخفاف بك ، بل على الحقيقة مع مقت الله عز وجل ، وطمس ما فيك من فضيلة.
فإن أعجبت بعقلك ، فكر في حل فكرة سوء تمر بخاطرك وفي أضاليل الأماني الطائفة بك ، فإنك تعلم نقص عقلك حينئذ .
وإن أعجبت بآرائك ، فتفكر في سقطاتك ولا تنسها ، وفي كل رأي قدرته صوابا فخرج بخلاف تقديرك ، وأصاب غيرك وأخطأت أنت ، فإنك إن فعلت ذلك فأقل أحوالك أن توازن سقوط رأيك بصوابه ، فتخرج لا لكَ ، ولا عليك ، والأغلب أنّ خطأك أكثر من صوابك ، وهكذا كل أحد من الناس بعد النبين صلوات الله عليهم.
وإن أعجبت بخيرك ، فتفكر في معاصيك وتقصيرك ، وفي معايبك وجُوهه ، فوالله لتجدن من ذلك ما يغلب على خيرك، ويعفى على حسناتك ، فليطل همك حينئذ وأبدل من العجب نقصا لنفسك.
وإن أعجبت بعلمك ، فاعلم أنه لا خصلة لكَ فيه ، وأنه موهبة من الله مجردة وهبك إياها ربك ، فلا تقابلها بما يسخطه ، فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت ، ولقد أخبرني عبد الملك بن طريف – وهو من أهل العلم والذكاء واعتدال الأحوال وصحة البحث – أنه كان ذا حظ من الحفظ عظيم لا يكاد يمر على سمعه شيء يحتاج إلى استعادته ، وأنه ركب البحر فمر به فيه هول شديد أنساه أكثر ما كان يحفظ ، وأخل بقوة حفظه إخلالا شديدا ، ولم يعاوده ذلك الذكاء بعد ، وأنا أصابتني علة فأفقت منها، وقد ذهب ما كنت أحفظ ، إلا ما لا قدر له يذكر ، فما عاودته إلا بعد أعوام .
واعلم أن كثيرا من أهل الحرص يجدون في القراءة والإنكباب على الدّرس والطلب ثم لا يرزقون منه حظا ، فليعلم ذو العلم أنه لو كان بالإنكباب وحده لكان غيره فوقه فصح أنه موهبة من الله تعالى فأي مكان للعجب هنا ؟ ما هذا إلا موضع تواضع ، وشكر لله تعالى واستزادة من نعمه ، واستعاذة من سلبها.
ثم تفكر أيضا في أن ما خفي عليك وجهلته من أنواع العلوم ، ثم من أصناف علمك الذي تختص به والذي أعجبت بنفاذك فيه؛ أكثر ممّا تعلم ُمن ذلك ، فاجعل مكان العجب استنقاصا لنفسك واستقصارا لها فهو أولى.
وتفكر فيمن كان أعلم منك تجدهم كثيرا ، فلتَهُن نفسك عندك حينئذ ، وتفكر في إخلالك بعلمك كثيرا ، وأنت لا تعمل بما علمت منه ، ولقد كان أسلم لك لو لم تكن عالما ، واعلم أن الجاهل حينئذ أعقل منك وأحسن حالا واعذر، فليسقط عجبك بالكلية .
ثم لعل علمك الذي تعجب بنفاذك فيه من العلوم المتأخرة التي لا كبير خصلة فيها كالشعر والفلسفة ، والعلوم التجريبية وما جرى مجراها ، وانظر حينئذ إلى من هو علمه أجل من علمك في مراتب الدنيا والآخرة فهون نفسك عليك .
وإن أعجبت بشجاعتك ، فتفكر فيمن هو أشجع منك ثم أنظر في تلك النجدة التي منحك الله تعالى ، فيما صرفتها فإن كنت صرفتها في معصية فأنت أحمق لأنك بذلت نفسك فيما ليس ثمنا لها ، وإن كنت صرفتها في طاعة فقد أفسدتها بعجبك ، ثم تفكر في زوالها عنك بالشيخوخة ، وأنك إن عشت فستصير من عداد العيال وكالصبي ضعفا . وعلى أني ما رأيت العجب في طائفة أقل منه في أهل الشجاعة ، واستدلت بذلك على نزاهة أنفسهم ورفعتها وعلوها .
وإن أعجبت بجاهك في دنياك ، فتفكر في مخالفيك وأندادك ونظرائك ، ولعلهم أخِسّاء ، وضعفاء سُقّاط ، فاعلم أنهم أمثالك فيما أنت فيه ، ولعلهم ممن يستحى من التشبه بهم لفرط رذالتهم وخساستهم في أنفسهم وأخلاقهم ، ومنابتهم ، فاستحصن بكل منزلة شاركك فيها من ذكر ، وإن كنت مالك الأرض كلها ولا مخالف عليك ، وهذا بعيد جدا في الإمكان ، فما نعلم أحدا ملك معمور الأرض كلها على قلته وضيق ساحته بالإضافة إلى غيرها ، فكيف إذا أضيف إلى ذلك الفلك المحيط ، فتفكر فيما قال ابن السماك للرشيد ، وقد دعا بحضرته بقدح فيه ماء ليشربه فقال له : يا أمير المؤمنين ، فلو منعت هذه الشربة بكم ترضى أن تشتريها ؟ فقال له الرشيد : بمكلي كله .قال يا أمير المؤمنين ، فلو منعت خروجها منك بكم كنت ترضى أن تفتدي من ذلك ؟ قال بملكي كله . فقال يا أمير المؤمنين ، أتغتبط بملك لا يساوي بولة ، ولا شربة ماء ؟ وصدق ابن السماك رحمه الله .
وإن كنت ملِك المسلمين كلهم ، فاعلم أن ملِك السودان وهو رجل أسود مكشوف العورة جاهل يملك أوسع من ملك فإن قلت : أنا أخذته بحق ، فلعمري ما أخذته بحق إذا استعملت فيه رذيلة العجب ، وإذا لم تعدل فيه فاستحي من حالك في رذالة ، لا حالة يجب العجب فيها .
وإن أعجبت بمالك ، فهذه أسوأ مراتب العجب ، فانظر في كل ساقط خسيس فهو أغنى منك فلا تغتبط بحالة يفوقك فيها من ذكرت .
واعلم أن عجبك بالمال حمق لأنه أحجار لا تنتفع بها إلا أن تخرجها عن ملك بنفقتها في وجهها فقط ، والمال أيضا غاد ورائح وربما زال عنك ورأيته بعينه في يد غيرك ولعل ذلك يكون عدوك فالعجب بمثل هذا سخف والثقة به غرور وضعف .
وإن أعجبت بحسنك ، فكر فيما يولد عليك ما نستحي نحن من إتيانه ، وتستحي أنت منه إذا ذهب عنك بدخولك في السن وفيما ذكرنا كفاية .
وإن أعجبت بمدح إخوانك ، فكر في ذم أعدائك إياك ، فحينئذ ينجلي عنك العجب ، فإن لم يكن لك عدو فلا خير فيك ، ولا منزلة اسقط من منزلة من لا عدو له ، فليست إلا منزلة من له لله تعالى عنده نعمة يحسد عليها – عافانا الله – فإن استحقرت عيوبك فكر فيها، ولو ظهرت إلى الناس ، و اطلاعهم عليها فحينئذ تخجل ، وتعرف قدر نقصك إن كان لك مسكة من تميز .
واعلم بأنك إن تعلمت كيفية تركيب الطبائع وتولد الخلاق من امتزاج عناصرها المحمولة في النفس، فستقف من ذلك وقوف يقين، على أن فضائلك لا خصلة لك فيها،وأنها منح من الله تعالى لو منحها غيرك لكان مثلك ، وأنك لو وكلت إلى نفسك لعجزت وهلكت فاجعل بدل عجبك بها شكرا لواهبك إياها، وإشفاقا من زوالها فقد تتغير الأخلاق الحميدة بالمرض وبالفقر ، وبالخوف ، وبالغضب وبالهرم ، وارحم من مُنعَ ما مُنحتَ ، ولا تتعرض لزوال ما بك من النعم بالمعاصي ؛ وهي الجرأة على واهبها تعالى ، وبأن تجعل لنفسك فيما وهبك خصلة أو حقا أنك استغنيت عن عصمته فتهلك عاجلا وآجلا .
وإن أعجبت بقوة جسمك ، فتفكر أن البغل والحمار والثور أقوى منك ؛ وأحمل للثقال ، وان أعجبت بخفتك فاعلم أن الكلب والأرنب يفوقانك في هذا الباب ، فمن العجب العجيب إعجاب ناطق بخصلة يفوقه فيها غير ناطق .
واعلم أنّ من قدّر في نفسه عُجبا أو ظنّ لها على سائر الناس فضلا ؛ فلينظر إلى صبره عندما يدهمُهُ همٌ أو نكبةٌ أو وجعٌ أو دُمَّلٌ أو مصيبةٌ ، فإن رأى نفسه قليلة الصبر فليعلم أن جميع أهل البلاء من المجذومين ، وغيرهم من الصابرين أفضل منه على تأخر طبقتهم في التميز ، وإن رأى نفسه صابرة فليعلم أنه لم يأت بشيء لم يسبق إليه ، بل هو إما متأخرا عنهم في ذلك أو مساوٍ لهم ولا مزيد.
ثم لينظر إلى سيرته وعدله أو جوره فيما خوله الله من نعمة أو مال أو أتباع أو صحة أو جاه ، فإن وجد نفسه مقصرة فيما يلزمه من الشكر لواهبه تعالى ، وجدها حائفة في العدل ، فليعلم أن أهل العدل والشكر والسيرة الحسنة من المخوّلين أكثر مما هو فيه ، وأفضل منه ، فإن رأى نفسه ملتزمة للعدل ، فالعدل بعيد عن العجب البتة ، لعلمه بموازين الأشياء ومقادير الأخلاق والتزامه التوسط الذي هو العدل بين الطرفين المذمومين، فإن أعجب فلم يعدل ،بل قد مال إلى جنابة الإفراط المذمومة .
واعلم أن التَّعسُّفَ وسوءَ الملكةِ ، لمن خولك الله تعالى أمره من رقيق أو رعية يدلان على خساسة النفس ، ودناءة الهمة ، وضعف العقل ، لأن العاقل الرفيع النفس العالي الهمة إنما يغالب أكفاءه في القوة ، ونظراءه في المنعة ، وأما الاستطالةُ على من لا يمكنه المعارضةُ فسقوطٌ في الطبع ، ورذالة في الخلق ، وعجز ومهانة ، ومن فعل ذلك فهو بمنزلة
من يتبجح بقتل جرد [14] ،أو بقتل برغوث أو بفرك قملة ، وحسبك بهذا ضعة وخساسة.
والعجب أصل يتفرع عنه التيه ، والزهو والتكبر والنخوة ، والتعالي، وهذه أسماء واقعة على معان متقاربة ، ولذلك صَعُبَ الفرقُ بينها على أكثر الناس ، فقد يكون العجب لفضيلة في المعجب ظاهرة ، فمن معجب بعمله فيكفهر ويتعلق على الناس ،[أي يتفاخر عليهم] ومن معجب بعلمه فيترفع ويتعالى ، ومن معجب برأيه فيزهو على غيره ، ومن
معجب بنفسه فيتيه ، ومن معجب بجاهه وعلو حاله فيتكبر وينتخي ، بمعنى يفتخر ويتعاظم .
وأقل مراتب العجب أن تراه يتوفر عن الضحك في مواضع ، وعن خفة الحركات ، وعن الكلام إلا فيما لا بد له منه من أمور دنياه ، وعيب هذا أقل من عيب غيره [15] .
علاج الغرور والإعجاب بالنفس.
فإن قيل : فما ذكرته من مداخل الغرور والإعجاب لا يكاد يسلم منه أحد ؟ فالجواب :أن مدار الآخرة على معنى واحد وهو علاج القلب وتقويمه من هذا الداء ، ولا يعجز عن ذلك إلا من لم تصدق نيته وطغى عليه الغرور.فقد يكون العجب دفينا في نفس المعجب حتى إذا حصل على أدنى جاه أو مال ، أو علم ، أو خصلة ظهر ذلك عليه ، وعجز عقله عن قمعه وستره ..
ولا يستطيع أن يدفع ذلك عنه إلا أن يهتم بأمر الآخرة كما يهتم بأمر الدنيا لينالها، وأكثر ، وقد فعل ذلك السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان، ويستعان على التخلص من الغرور والعجب بأربعة أشياء :
1- العقل : وهو النور الذي يكشف به حقائق الأشياء ، والتكريم الأصلي الذي يدرك به الإنسان الحق والباطل.وعليه أن يتفكر في الآيات الكثيرة التي خاطب الله فيها العقل ، فليروض نفسه عليها ، وليقرأ ما جاء في روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان البستي فهو مفيد .
2 – المعرفة – ويقصد بها العلم – وهي التي يعرف بها الإنسان ربه ،ونبيه ، ودينه ، ونفسه ، ودنياه ،وآخرته ، ولماذا خلق في هذا الوجود ؟فلا شك ان من عرف الحق والجزاء عليه سلبا وإيجابا ثوابا وعقابا خاف العواقب فترك الغرور والعجب بالنفس ، فازدراها واحتقرها .
3- الاستعانة على معرفة الدنيا والآخرة بذم الدنيا وذكر الموت، فإذا حصلت هذه المعرفة ثار من القلب بمعرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته ، فوقر فيه حب الله تعالى ،فتواضع وتذل له ، وبمعرفة الآخرة حبُ شدة الرغبة فيها ، وبمعرفة الدنيا حبُ شدة الرغبة عنها فيصير أهم أمور إليه ما يوصله إلى الله تعالى ، وينفعه في الآخرة وإذا غلبت هذه الإرادة على القلب، صحت نيته في الأمور كلها واندفع الغرور، وبطل سوء ظنه بالناس .[16].
4 – القراءة في سير السلف الصالح الماضين ، وكيف كانت معرفتهم بربهم ونبيهم ، وكيف كانت عبادتهم ، ورغبتهم الشديدة في الآخرة ، وزهدهم في الدنيا ، وصفاء سرائرهم ، وإخلاص نياتهم ، حتى مدحهم الله بذلك :{{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأثابهم فتحا قريبا }} وقال :{{ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين ، والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم }} فمن عرف حال القوم وسار على نهجهم ونزع ما في قلبه من غل ،معترفا بسابقتهم وفضلهم ، موقرا للكبار وخاصة ذوي الفضل منهم ، معظما لحقوقهم ، محترما لمثله متجاوزا عنهم ، راحما لمن كان أصغر منه واضعا كل نصاب في نصابه ، وكل مقال في مقامه، فهذا قد عالج نفسه من العجب والغرور . والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

الهوامش.
1- يتجلجل : معناها يغوص في الأرض حين يخسف به – الجلجلة الحركة مع الصوت ،قال محمد فؤاد عبد الباقي اللؤلؤ والمرجان [ج3/46] يتجلجل أي يتحرك ، أو يسوخ في الأرض مع اضطراب شديد ، ويندفع من شق إلى شق .
2- متفق عليه اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان [ح1351].
3- رواه مسلم [ح 6642- 6643 ] والبيهقي في كتابه الآداب [ص227].
4- الآداب للبيهق [227] وآفات اللسان للقحطاني [149].
5- أخرجه الخطيب في المشكاة [ج3/ 1416] قال الشيخ الألباني في التعليق عليه : الحديث حسن لطرقة ، وشواهده . وقال في الصحيحة :[ ج4/ 412] وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن على أقل الدرجات – إن شاء الله – وبه جزم المنذري .
6- مختصر منهاج القاصدين [254].
7- مختصر منهاج القاصدين [254]و [259] بتصرف .
8- مدارج السالكين [ج2/ 58].
9- هم العباد،وأعظمهم شيوخ الطرق،والعلماء وطلبة العلم، وخاصة رؤساء الفرق، والحكام والملوك ، والصوفية والأغنياء .
10- مختصر منهاج القاصدين [254]و [259] بتصرف .
11- مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل لابن حزم [47 – 72].
12-[أي صفات حسنة ، والخصلة :الخلة ،فضيلة كانت أو رذيلة ،لكن قد غلب على الفضيلة كما في استعمال المصنف ].
13- [ لاطة جمع لوطي ، من لاط الرجل لواطا ، ولاوط، أي: عَمِل عَمَل قوم لوط ،الذين كانوا ياتون الرجال شهوة دون النساء فهد النسبة لفعلهم ، قال الليث : لوط كان نبيا بعثه الله إلى قومه فكذبوه ، وأحدثوا ما أحدثوا ، فاشتق الناس من اسمه فعلا لمن فَعَل فِعلَ قومه .[ اللسان مادة لوط ]ولم يرد – فيما أعلم – استعمال هذه النسبة في حديث
صحيح مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم ، لكن ثبت ذلك عن بعض الصحابة فيما قرأت ثم استعمله أئمة التفسير، والحديث ، والفقه ، واللغة وأدخلوه في مصنفاتهم ].
14- الجرذ : نوع من الفئران .
15- مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل لابن حزم ، تحقيق أبو حذيفة إبراهيم بن محمد [ص57-67] بتصرف .
16- مختصر منهاج القاصدين للمقدسي ، تحقيق زهير الشاويش [270-271] بتصرف




بس اكيد في فرق بين الاعجاب بالنفس والثقة بالنفس يعني الاعجاب بالنفس داخل في موضوع عام هو الغرور اما الثقة بالنفس من العوامل الي تساعد الانسان على الرقي والنجاح وكل ما كانت هذيك الثقة كبيرة كل ما زادت قدرة الانسان على مواجهة مصاعب الحياة…..
ومشكورة على الموضوع يا الغلا…
:sdgsdg:



بيض لله وجهك
موضوعك رائع



خليجية



الله يجزاكي الخير